احزان للبيع ..حافظ الشاعر يكتب عن : رفيق الشهيد منسى فى ملحمة “البرث” الشهيد على على إبراهيم يناشد رئيس الجمهورية من قبره “امى عاوزه تقابلك فحقق حلمها”.

بمشاركة :حسين أبو شامه واكرام أبو النصر ونهله البلتاجى

تصوير : محمد عبد الرازق

عزيزى القارىء لا تندهش من عنوان “المقال” فعنوانه هو الحقيقة بعينها ؛فأم الشهيد على على السيد إبراهيم ابن قرية الدغيدى بمدينة الجمالية بمحافظة الدقهلية والذى كان أحد أبطال الكتيبة 103 صاعقة، وأحد الأبطال الذين اشتبكوا مع العناصر الإرهابية فى بداية معركة”البرث”، مخلدا اسمه كأحد الجنود الأبطال الذين ضحوا بدمائهم بكل بسالة وقوة، حتى أنه استشهد بـ60 طلقة وهو يدافع ضد العناصر الإرهابية فى بداية الهجوم على كمين البرث، فقد واجه على على الإرهابيين وأصيب فى البداية فى قدمه، قبل أن يتلقى رصاصات أخرى فى صدره، يسقط على أثرها شهيدا.

فالأم تذرف الدمع يوميا ، وتلملم أشلاء حزنها مع بداية فجر يوم جديد لتستطيع أن تساير الدنيا وتعيش ،ولكن سرعان ما يسربلها الحزن مع غروب شمس كل ليلة ، وصوت ابنها الشهيد يصدح فى أذنها لاسيما آخر زيارة قبيل استشهاده ؛فجلس معها وتسامرا سويا ،وكأن أبواب السماء كانت مفتوحة ؛حيث كان جالسا أمام المنزل ساعة العصارى وممددا قدميه واسترخى برأسه على رجلها ؛فكانت تداعب شعيراته ؛فباغتها قائلا:” والله يا ست الكل لأرفع رأس مصر وآخد بتار كل زملائى ..بس شكلى كده هخليكى تقابلى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القصر الجمهورى والبلد كلها تتكلم عن أم الشهيد”.

وبالفعل استشهد البطل ورفع رأس مصر عاليا والدقهلية كلها؛ وتظل ملحمة “البرث” للشهيد أحمد منسى ورفاقه، أحد أهم المعارك ضد الجماعات الإرهابية بشمال سيناء، والتى استشهد فيها الشهيد أحمد صابر منسى، ورفاقه، وهم يدافعون عن كمين البرث “قصر راشد” بمدينة رفح، وحيث تقع منطقة البرث جنوب مدينة رفح، بالقرب من المنطقة الحدودية بين رفح والشيخ زويد، ولذلك يعتبر موقعها ذات أهمية من الناحيتين اللوجيستية والأمنية، لما تتميز به من تمركز فى وسط كافة التحركات بالمدينيتين، وكانت معركة البرث هى بداية لمرحلة أخرى من المواجهات مع العناصر الإرهابية، استطاعت فيها القوات المسلحة والشرطة المدنية، والمواطنين الشرفاء من أهالى سيناء، فى القضاء على عدد كبير من العناصر والبؤر الإرهابية.

ولمن لا يعرف تلك الملحمة الكبيرة عليه بمشاهدة  بمسلسل “الاختيار1″،2، فأحد الجنود الناجيين من تلك الملحمة لجيشنا الباسل وهو العزب  من قرية صدفا بمحافظة الدقهلية يروى ما حدث قائلا:”أبطال مسلسل الاختيار، مثلوا الأدوار ببراعة، وخاصة أمير كرارة الذي جسد شخصية الشهيد أحمد منسي، حيث كان أبا وأخا لكل منا، وكان إنسانا في صورة ملاك، علمنا الكثير، علمنا أن نموت رجالا من أجل الوطن، منسي لا ينسى”.

وأضاف قائلا: “كنت أحد المتواجدين بالكمين وأصبت بقدمي أثناء المواجهة، كان الأبطال صامدين ضد هجمات التكفيرين، كانوا جميعا رجالا، وكان “على  على السيد إبراهيم” ابن الجمالية دقهلية زميلي من  الذين واجهوا هؤلاء وهو ينزف وبجسده العشرات من الطلقات”.

موقع وجريدة وقناة “الزمان المصرى” انتقلت إلى مسقط رأس الشهيد البطل “على على السيد إبراهيم” بقرية الدغيدى بالجمالية دقهلية والتقت بوالدته وأهله في حوار مطول للقناة سنعرضه لاحقا .

ولكن ما لفت انتباه الزملاء الذين اجروا الحوار معها اصرارها على تنفيذ وصية ابنها الشهيد وهى مقابلة السيد المشير عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية ..فهل يلبى سيادة الرئيس أمنية الشهيد البطل “على على السيد إبراهيم” ويقابل السيدة الفاضلة أم الشهيد الذى استشهد واقفا بـ 60 رصاصة من الإرهابيين الخونة

الجدير بالذكر أن  موقعة البرث جرت يوم 7 يوليو 2017، حيث قام مسلحون بمهاجمة بعض نقاط التمركز العسكري المصري جنوب مدينة رفح، وأسفر الهجوم عن مقتل وإصابة 26 من أفراد القوات المسلحة المصرية، ومقتل أكثر من 40 من العناصر المهاجمة.

وضمت لوحة شرف الأبطال فى كمين البرث شهداء الكتيبة 103 صاعقة هم:

 البطل عقيد أركان حرب “أحمد صابر محمد على المنسى”، والبطل نقيب “أحمد عمر الشبراوى”، والبطل ملازم أول “أحمد محمد محمود حسنين”، والبطل عريف “محمد السيد إسماعيل رمضان”، والبطل جندي “محمود رجب السيد فتاح”، البطل جندي “محمد صلاح الدين جاد عرفات”، والبطل جندي “على على على السيد إبراهيم”، والبطل جندى “محمد عزت إبراهيم إبراهيم”، والبطل جندى “مؤمن رزق أبو اليزيد”، والبطل جندى “فراج محمد محمود أحمد”، والبطل سائق “عماد أمير رشدي يعقوب”، والبطل جندي “محمد محمود محسن”، البطل جندي “أحمد محمد علي نجم”، البطل جندى “على حسن محمد الطوخى”، والبطل جندى “محمود صبرى محمد”،  ومن قوات المدفعية البطل النقيب “محمد صلاح محمد”، بالإضافة للشهيد البطل ملازم أول “خالد محمد   كمال المغربي”، والبطل جندي “محمد محمود فرج”، و”أحمد العربي مصطفى”، والبطل مندوب مدني “صبرى”

في النهاية بقى أن نقول ..نناشد سيادة الرئيس تلبية امنية الشهيد البطل ابن قرية الدغيدى بمدينة الجمالية دقهلية الشهيد على على السيد إبراهيم وهى ان يقابل سيادته والدة الشهيد.

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن : حربُ أكتوبرَ المجيدةُ ومعركةُ سيفِ القدسِ العظيمةُ

كأنهما كانتا على موعدٍ واحدٍ وقدرٍ مشترك، فالأولى كانت يوم العاشر من شهر رمضان، والثانية كانت يوم العاشر من شهر آيار، وكلتاهما صدمتا العدو وفاجأتاه، وأوجعتاه وآلمتاه، وتركتاه يترنح ويتطوح، وأدخلتا شعبه قسراً إلى الملاجئ والبيوت المحصنة، وعطلتا الحياة العامة فيه، وأوقفتا عجلة الاقتصاد ومرافق العمل، وأحدثتا في جبهته الداخلية تهتكاً، وفي مؤسسته العسكرية تصدعاً، واستطاعتا أن تثبتا بصراحةٍ ووضوحٍ، أن جيش العدو يمكن أن يكسر ويهزم، وأن كيانه يمكن أن يفكك ويزول، وأنه أضعف من أن يصمد، وأوهى من أن يبقى، وأنه بلا دعمٍ خارجي ضعيفٌ، وبلا سندٍ دوليٍ مهزومٌ، فقد علا صوته في الحربين مستغيثاً، ونادى خلالهما طالباً الهدنة ومستعجلاً وقف إطلاق النار.

أثبتت الحربان المجيدتان، العاشر من رمضان وسيف القدس، أننا نحن الأقوى والأقدر، وأننا نحن الأفضل والأجدر، وأن أبناءنا يتفوقون على جنود العدو ويغلبونهم، وأنهم جديرون بالثقة ويستحقون التقدير، فهم صُبُرٌ في الحربِ وصُدُقٌ عند اللقاء، وقد أحسنوا الإعداد وأجادوا التدريب، وصدقوا الوعد وثبتوا على الأرض، واستعدوا للقتال وتأهبوا للهجوم، وأعدوا العدة وراكموا السلاح، ونَوَّعوا وسائلهم القتالية وطوروا صواريخهم الهجومية، وأثبتوا لأمتهم العربية والإسلامية، وللمراهنين عليهم والمؤمنين بهم، أنهم يستحقون النصر ويستأهلون الحياة، وأنهم يستطيعون هزيمة العدو وردعه، وتهديد مشروعه وتفكيك كيانه، وأنهم باتوا قادرين على إعادة كتابة التاريخ من جديد، ورسم خرائط المنطقة مرةً أخرى، وإعادة تنظيمها بدون إسرائيل وبلا وجودها. 

حرب أكتوبر كانت حرباً عظيمةً، لا نقلل من شأنها ولا نخفف من وقعها، فقد كادت جيوشنا العربية أن تصل إلى تل أبيب وتدكها، وتخرج المستوطنين منها وكلَ المحتلين لأرضنا، وتستعيد الأرض العربية ومعها فلسطين التاريخية، التي باتت الطريق إليها ممهدة وسهلة، وكثافة نيران قواتنا الموحدة تصلها، فقد انهار جيش العدو ولم يعد يستطيع صد الجبهات ومواجهة الجيوش، وأدرك على أنه أبواب الهزيمة والسقوط، لولا أن تدارك المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأمريكية لنجدته، وهبوا جميعاً لمساعدته، وهددوا بالتدخل السريع، وتوعدوا بتغيير حاسمٍ لمسار الحرب.

معركة سيف القدس كانت على العدو قاسية ومؤلمة، فقد هددت المقاومة الفلسطينية العمق الإسرائيلي كله، وأدخلت جبهته الداخلية كلها في أتون المعركة، وشعر بها المستوطنون جميعاً، وباتت المنطقة كلها على أبواب تغيير محتملٍ وخلطٍ للأوراق متوقعٍ، فاستبد القلق والخوف بالعدو وأدرك أن القادم أخطر، فاستبق المفاجئات التي يخشاها باستغاثةٍ دوليةٍ وإقليمية لوقف إطلاق النار، والتوصل إلى هدنةٍ توقف الانهيارات الدراماتيكية غير المتوقعة، على الرغم من أنه لم يحقق أهدافه، ولم يصل إلى غاياته التي كان يتطلع إليها قبل كل حربٍ يخوضها ويخطط لها، حيث كان يأمل ترميم جيشه، واستعادة الثقة في مؤسسته العسكرية التي اهتزت واضطربت، وما عادت قادرة على الحسم السريع أو كي الوعي المستدام.

حرب العاشر من رمضان التي انتصرت فيها الجيوش العربية عسكرياً، لم تؤت ثمارها السياسية المرجوة، بل على العكس من ذلك، فقد ازلقت مصر وهي أكبر الدول العربية وأقواها، وصاحبة الانتصار المجيد والمفاجأة العظيمة، إلى مسار التسوية السياسية البغيض، الذي بدأ بزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى مدينة القدس المحتلة، وانتهى بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بينها وبين الكيان الصهيوني عام 1979، الأمر الذي مهد لخروج أكبر وأقوى دولة عربية من دائرة الصراع مع العدو الإسرائيلي، مما أضعف الجبهة العربية ومزق صفوفها، وشتت جهودها وأفقدها القدرة على التأثير الكبير.

ها نحن اليوم أمام انتصارٍ شبيهٍ وواقعٍ مماثلٍ نسبياً، إلا أن الحرب الأولى لم تخلق بيننا مجموعة من العابثين المتآمرين، المتضامنين مع العدو والمؤيدين له، والمناوئين للمقاومة والكارهين لها، ولم تظهر جهودٌ تحاول تبهيت النصر، أو مساعي تعمل على سحب البساط من تحت أقدام المنتصرين، وتريد أن تظهرهم بأنهم وحدهم ولا أحد معهم، والكل ضدهم ولا أحد يؤيدهم، في ظل حمى التطبيع مع الكيان الصهيوني وموجة الاعتراف به والتنسيق الأمني والسياسي معه.

رغم التشابه الكبير بين الحربين، والاعتزاز الكبير بهما وبما حققتاه، إلا أن معركة سيف القدس لا يبدو أنها قد انتهت، فالعدو يريد بالتعاون مع بعض القوى تحويلها إلى هزيمة، وقلب نتائجها إلى عواقب وخيمةٍ، فإما يحقق استسلاماً وتطويعاً، واعترافاً وتفويضاً، أو يلجأ إلى حروبٍ أخرى منها العسكرية والأمنية، ولكن عمادها المستجد سيكون تشديد الحصار، وزيادة العقوبات ومضاعفة العقبات والتحديات، لتفقد المقاومة حاضنتها الشعبية، وتخسر قلبها النابض بحبها، فهل تتعاضد قوى المقاومة وتتحد، وتتفق القوى الفلسطينية وتتصالح، ويصبر معها الشعب ويحتمل، وتمر المؤامرة وتنجلي، وتنكشف الغمة وتنقشع، أم تسوخ الأقدام وتتعثر الخطى، ويغلق المدى ويسد الأفق، ونعود من الحرب الرابحة بجنى خاسر وحصادٍ هشيمٍ، ويُفرض بالجوع والحصار والدمار ومنع الإعمار، اتفاقٌ لئيمٌ وحلٌ ذليلٌ.

بيروت في 24/6/2021

الدكتور عادل عامر يكتب عن : الاستقرار الاجتماعي حماية للوطن

يُشير الاستقرار أو التوازن الاجتماعي إلى نوع من التساند بين مجموعة ظواهر اجتماعية مترابطة. مثل هذا التساند قد يكون ظاهراً أو كامناً، وقد يكون دينامياً (متجدداً) أو استاتيكياً (ثابتاً). 

 من هنا يجب تفعيل دور المؤسسات البحثية الدينية، لتواكب متطلبات الدول في إطار الثوابت والمبادئ الإسلامية التي تهدف إلى تيسير أمور المعيشة لأبناء المجتمع، ليتعايشوا مع الآخر داخل الوطن وخارجه في أمن وسلام، وذلك ضمن خطط مواجهة الجماعات المتطرفة، وأيضاً في إطار الحفاظ على الدول. 

أن آفة التطرف التي تعد المدخل الرئيسي للإرهاب، تحتاج، على سبيل المثال، إلى جهود العديد من المؤسسات لمواجهتها، ولذلك يجب أن تهتم أبحاث الجامعات بإجراء دراسات عن التطرف، والتعرف إلى أسبابه وتفنيد الادعاءات الكاذبة المضللة وشرح الآيات والأحاديث النبوية التي يعتمد عليها المتطرفون، مع بيان الناسخ والمنسوخ من الآيات القرآنية، وتقديم أسباب النزول وتوضيح السياقات النصية والتاريخية والجغرافية لبعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وذلك إذا اقتضى الأمر الاستعانة بها في شرح الآيات والأحاديث. 

مع وجوب تقديم الآيات القرآنية ذات الحكم العام أو المقيد، وتوضيح معنى الشريعة الإسلامية التي تشمل العقائد والعبادات وأحكام الأسرة والمعاملات والعقوبات، وعدم اختزال الشريعة، هذا الصرح العظيم، في بعض الأحكام أو القضايا دون البعض، وينبغي التواصل مع العامة، وذلك من خلال وسائل الإعلام والمسجد بأسلوب سهل مع تبسيط الأمور على ضوء مبادئ وروح الشريعة الإسلامية ومقاصدها. 

حظي هذا المصطلح بالاهتمام في التحليل الاجتماعي. فقد اهتمت النظرية الوظيفية بتحقيق الاستقرار والتوازن داخل المجتمع. وظهر الاتجاه المحافظ Conservative في علم الاجتماع، الذي يركّز على دراسة العوامل التي تساعد أو تدعم الواقع الاجتماعي القائم بمكوناته الثقافية والسياسية، بوصف أن نُظُم المجتمع المختلفة ـ الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتربوية والثقافية ـ تشكل البناء الاجتماعي، الذي يشبع احتياجات الأفراد. وبقدر ما تكون هذه النظم قادرة على أداء وظائفها من خلال البيئة الاجتماعية، التي يسودها التواءم والتساند، تكون قدرة المجتمع على البقاء. 

          ظهرت جذور هذا المنظور في فلسفة “أوجست كونت” الوضعية، عندما ربط بين قيام الثورة الاجتماعية وإلغاء الملكية وتأسيس الجمهورية في القرن السابع عشر، وشيوع عدم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، وظهور أنواع شتى من المشكلات الاجتماعية. يرى “كونت” ضرورة إعادة القانون والنظام مرة أخرى إلى المجتمع، بإصلاح المجتمع ومعالجة المشكلات التي يواجهها. ولكي يوضح نظريته في الإصلاح الاجتماعي، شرح بنية المجتمع وتركيبه الذي تحتوي على جانبين، جانب استاتيكي Static (مستقر وثابت) يتشكل من مجموعة النظم والمؤسسات، وجانب ديناميكي (متغير ومتجدد) يشير إلى طرق التفكير والثقافة التي تتغير وتتبدل مع الزمن، والتي لها تأثيرها المباشر على المجتمعات. 

          أشار “سوروكين” في كتاب “الديناميات الاجتماعية والثقافية”، إلى خمسة استخدامات لمصطلح الاستقرار أو التوازن الاجتماعي: 

1. حالة استقرار الظواهر الاجتماعية، مثل المحافظة على الأوضاع القائمة في النسق السياسي. 

2. التوازن المؤقت بين الظواهر الاجتماعية. 

3. التساند المتبادل بين القوى الاجتماعية. 

4. حالة التوافق والتكيف والانسجام بين الظواهر الاجتماعية، مثل إشباع الحاجات الشخصية داخل النظام العام. 

5. اتجاه النسق الاجتماعي إلى استعادة حالته السابقة. 

          وقد قدم “باريتو” مفهوماً لتوازن النسق واستقراره بوصفه يشير إلى قدرة النسق على الاحتفاظ بحالته، إذا ما تعرض لتعديلات أو تغييرات. فهناك تساند متبادل بين عناصر النسق الاجتماعي، بحيث أن أي تغير قد يطرأ على عنصر معين سوف تصاحبه تغيرات في العناصر الأخرى. 

          ومن أجل تحقيق الجماعة لبقائها واستقرارها واستمرارها داخل المجتمع، يوجد المجتمع بعض النظم الاجتماعية، وتُسمى النظم الرئيسية أو الأساسية. فمهما اختلفت طبيعة المجتمعات وأسس قيامها وظروف حياتها أو مراحل تطورها، لابد أن تضع نظاماً محدداً لإنجاب الأطفال وإعدادهم (تنشئتهم اجتماعياً)، وتنظيم العلاقة بين الرجل والمرأة، تلك هي الأسرة كنظام اجتماعي. ولابد لكل جماعة أن تعمل لكي تنتج الأساسيات اللازمة لإعاشتها، كما يجب أن ينظّم المجتمع لأفراده أساليب الإنتاج وتوزيع العائد من هذا الإنتاج والاستهلاك، وذلك هو النظام الاقتصادي. 

 وكل مجتمع إنساني لمس أفراده منذ فجر تجربتهم الاجتماعية الحاجة إلى التفكير فيما وراء الطبيعة، وهذا ما يُسمى النظام الديني. كذلك يكون النظام السياسي ملازماً للنظام الاجتماعي، فلا مجتمع بلا سياسة، سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل. تلك هي النظم التي لا يخلو منها مجتمع، والتي تكون في حالة من التوازن والتساند المتبادل، وتظل السِّمة المشتركة بينها جميعاً أنها سريعة التغير. 

          ويظل الأساس الذي يقوم عليه الاجتماع الإنساني، وفقاً للنموذج الوظيفي، هو اتفاق أعضاء المجتمع، أي الإجماع، بمعنى أنهم يتفقون ـ بوجه عام ـ على القيم والمعايير نفسها والاعتماد المتبادل نتيجة للحياة الاجتماعية المشتركة، لتحقيق الاستقرار والتوازن الاجتماعي. وفي إطار ذلك، فإن النظرية الاجتماعية الحديثة (الوظيفية) تميل إلى النظر إلى المجتمع بوصفه توازناً دينامياً مستقراً يمتلك آليات إرجاعية في بنائه، تُعيد المجتمع إلى حالة استقراره. 

          بناءً على ما سبق، فإن الاستقرار الاجتماعي يعني استمرار وجود النماذج والظواهر الاجتماعية والثقافية في المجتمع ـ المحلي أو الكبير ـ دون تعرضها لتغير فجائي أو جذري. وهذا لا يعني بالضرورة وجود حالة من الثبات المطلق تسود المجتمع (لأن المجتمع الثابت ـ إذا افترض وجوده ـ يكون مستقراً). أي أن المجتمع الذي تطرأ عليه تغيرات تدريجية وبطيئة وكافية لإعادة التوافق دون أن تؤدي إلى اضطراب أو تفكك، يكون مجتمعاً مستقراً. 

تسعى الجماعات المتطرفة لتجنيد الشباب والسيطرة على عقولهم عبر المتاجرة بالمفاهيم، من خلال التفسيرات الخاطئة للنصوص بهدف نشر أفكارها. وتهدف هذه الجماعات لوضع الدين في مقابل الوطن لإحداث حالة من التشتت، وترسيخ مفاهيم مغلوطة، كأن الدين والوطن نقيضان، لضرب استقرار المجتمعات والتهوين من مكانة الأوطان، التي تعلي نصوص الشريعة الإسلامية منها، بل جعلت حب الأوطان جزءاً من عقيدة المسلم. 

والمؤكد أن مواجهة هذه الجماعات تبدأ من تفنيد أكاذيبها ومتاجرتها بالدين، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وبيان أن فقهها يعتمد على فهم خاطئ للنصوص، وشائعات وأكاذيب، وأن هذه الجماعات تهدف لإحداث قطيعة متعمدة بين المواطنين ومؤسسات الدولة، وتهوين إنجازاتها بهدف تفكيكها وضرب استقرارها، فهذه الجماعات ترى أن كل ما يساعد على بناء الدولة يضعف كياناتها، لأنها لا تقوم إلا على أنقاض الدول. 

من حق المسلم أن يعرف الفرق بين أحكام الشريعة الإسلامية الثابتة والأحكام الفقهية القابل بعضها للتغيير، طبقاً لأحوال الزمان والمكان، وضرورة محاربة التشدد في الفتوى، فالقرآن يرشدنا إلى التوسط في الأمور وعدم التطرف «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ» الآية (143) سورة البقرة. وخير الأمور الوسط، لأن التشدد أو التطرف أو التساهل المفرط وعدم الاهتمام ضررهما أكثر من نفعهما على الفرد والمجتمع. 

يقع على عاتق علماء الاجتماع دراسة الحالة الاجتماعية للأفراد والمجموعات البشرية، بقصد التعرف إلى المشاكل الاجتماعية التي قد تعد جزءاً من إشكاليات التطرف والإرهاب في شريحة اجتماعية معينة، وأن يضع علماء الاجتماع في حساباتهم عند دراسة إشكالية التطرف مستوى التعليم ووضع الأسرة والعادات والتقاليد، وما يشترك فيه أفراد المجتمع من ثقافة عامة تتمثل في قيم وعادات وتقاليد. 

أن الإسلام أقر العادات والتقاليد والعرف ما دامت لا تتعارض مع نصوص القرآن والسنة، وأن بعض ملامح الثقافة في الريف قد تختلف عنها في المدينة، مع عدم تهميش دور الأسرة، فهو ضروري لا غنى عنه مثل دور المدرسة في تكوين المواطن الصالح. 

أن دراسة العوامل النفسية في مواجهة التطرف تعد قضية محورية، لأن الطب النفسي يدرس قضية مجتمع أو ظاهرة مجتمعية من زوايا متعددة، وقد يستطيع الطبيب النفسي أن يشخص أمر مجتمع ما، من خلال المرضى الذين يترددون عليه، لأنهم يعانون مشاكل عدة منها: الاجتماعي والنفسي والمالي والصحي والبيئي، لذلك فإن الدراسات التي يعدها الباحثون في الطب النفسي تعتبر ذات أهمية في إعطاء صورة المجتمع وما يعانيه من مشاكل. ويضيف: هذه الصورة يمكنها مساعدة بعض الباحثين في تحديد بعض أبعاد إشكالية مثل التطرف، وقد ينصح الطبيب النفسي بعض مرضاه ممن لديهم ظروف نفسية بالذهاب إلى المسجد، لأن الأجواء الروحانية مع سماع الخطبة أو درس ديني يحث على التضامن والتكافل الاجتماعي، فتأليف القلوب نعمة من نعم الله في الإسلام، قال تعالي «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»الآية (103) سورة آل عمران، ولا شك في أن الاتحاد والود في مجتمع ما يكون سر قوته، في حين أن التمزق والعداوة أهم عوامل انهيار أي مجتمع من داخله. 

أن الوضع الاقتصادي المتدني وانتشار البطالة والأمية تؤدي إلى إيجاد البيئة الخصبة للتطرف والإرهاب. ويقول: للنهوض بمجتمع ما اقتصادياً يجب الاعتماد على الأبحاث الاقتصادية المستندة إلى النظريات العلمية الاقتصادية، والتي تضع في حسبانها الموارد المتاحة والإمكانات البشرية، وكيفية تأهيلها والتعاون مع الآخر والانفتاح عليه، قال الله سبحانه وتعالي في القرآن الكريم «وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ» الآية (2) سورة المائدة، وهذه الآية الكريمة تأمر بالتعاون على الخير وعلى كل ما فيه مصلحة عامة، كما أن ثمرة التعاون دائماً مفيدة. 

المشروعات الاقتصادية التي توفر فرص عمل تساعد، على حل مشكلة البطالة من أهم أسباب سبل مواجهة الجماعات المتطرفة، لأن البطالة تعد أحد أسباب التطرف والوقوع في براثن الإرهابيين، الذين يوهمون الشباب الذي لا يجد فرصة عمل، بأنه سيجد ضالته في محاربة المجتمع، من خلال انضمامه للتنظيمات الإرهابية التي تجد لها بيئة خصبة في المناطق الفقيرة، لأن فقدان الخدمات الضرورية فيها يؤدي إلى تحويلها إلى بيئة خصبة، للتطرف ويعد قنابل موقوتة، قد تنفجر في أية لحظة في وجه المجتمع. 

لأول مرة.. 35 شخصية سياسية واقتصادية يشاركون في برنامج تليفزيوني بمناسبة ذكرى 30 يونيو

الزمان المصرى : خاص

يستضيف الإعلامي محمد ناقد، في تمام الخامسة مساء اليوم ، على قناة الشمس، في برنامجه «الصنايعية»، أكبر تجمع سياسي واقتصادي لأول مرة في تاريخ الفضائيات المصرية، وذلك بمناسبة ذكرى ثورة 30 يونيو

قال الإعلامي محمد ناقد، إن حلقة اليوم خاصة جدا، حيث تشهد الإحتفال بذكرى ثورة المصريين في 30 يونيو، على حكم الجماعة الإرهابية، بطريقة مختلفة من خلال تخصيص ساعتين كاملتين للحديث عن تصحيح مسار الدولة المصرية عقب 30 يونيو، للوصول بمصر إلى الجمهورية الجديدة، وذلك بمختلف قطاعات الدولة الشاهدة على إنجازات القيادة السياسية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، مقاليد حكم البلاد

وأضاف في تصريحات صحفية، أن حلقة اليوم من برنامجه «الصنايعية» يستضيف خلالها 35 شخصية من كبار الشخصيات السياسية والاقتصادية، للحديث عن التحول الكبير الذي حدث في مختلف قطاعات الدولة عقب ثورة 30 يونيو، التي صححت مسار الدولة المصرية لتحقق عبورا وانتصارا جديدا بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والانطلاق نحو الجمهورية الجديدة

وأوضح «ناقد» أن ضيوف حلقة الليلة يأتي في مقدمتهم نيفين جامع وزيرة الصناعة والتجارة الخارجية، هشام توفيق وزير قطاع الأعمال العام، الفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، د. ابراهيم عشماوي مساعد أول وزير التموين ورئيس جهاز التجارة الداخلية، د. أحمد الحيوي الرئيس التنفيذي لصندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء، إسماعيل عبد الغفار رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، غادة لبيب نائب وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، د. مصطفى هديب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية، و د. هاني محمود مستشار رئيس الوزراء للتحول الرقمي ووزير الاتصالات والتنمية الإدارية الأسبق، د. شريف الجبلي عضو مجلس النواب ورئيس لجنة الشئون الأفريقية

واستكمل: كما يشارك أيضاً في حلقة الليلة، د. محمد فريد رئيس البورصة المصرية، اللواء خالد الحسيني المتحدث الرسمي باسم شركة العاصمة الإدارية الجديدة، م. أحمد العطيفي خبير الاتصالات والاقتصاد الرقمي، حسن عبد العزيز رئيس الاتحاد الأفريقي لمقاولي التشييد والبناء، د. يسري الشرقاوي رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، د. سمير صبري الرئيس التنفيذي لشركة صناعات مواد البناء، محمد خضير رئيس هيئة الاستثمار الأسبق، مدحت نافع مستشار وزير التموين لتطوير الشركات، د. شريف مصطفى رئيس مجلس إدارة المجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف، أحمد الليثي الخبير القانوني والاستثماري الدولي.

وتابع «ناقد» أن حلقة الليلة من برنامجه «الصنايعية» تشهد أيضاً مشاركة مي عبد الحميد رئيس صندوق الإسكان والتمويل العقاري، حسن حسين رئيس لجنة البنوك والبورصات بجمعية رجال الأعمال، د. ناجي فرج مستشار وزير التموين لشؤون صناعة الذهب، فتح الله فوزي نائب رئيس جمعية رجال الأعمال المصريين، م. عبد الله غراب وزير البترول الأسبق، م. أسامة كمال وزير البترول الأسبق، رامي فايز عضو غرفة السياحة بالبحر الأحمر، أحمد حلمي رئيس غرفة صناعة الأثاث باتحاد الصناعات، د. أحمد شومان المدير التنفيذي لملتقى القاهرة الدولي لشركاء العمران، أحمد هاشم الشنشوري رئيس مجلس إدارة كلايمكس كرييشن جروب للمعارض الدولية، د. مها عقل رئيس مجلس إدارة مستشفى الدعاة، د. ريهام عز استشاري التغذية، علاء الزهيري رئيس الاتحاد المصري للتأمين، خالد عبد الصادق نائب رئيس مجلس إدارة مصر للتأمين، محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق

صدرت عن منشورات المتوسط.. رواية جديدة للروائيّة السوريّة المقيمة في فرنسا مها حسن

كتب : حافظ الشاعر

صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، رواية جديدة للروائيّة السوريّة المقيمة في فرنسا مها حسن، بعنوان “قريناتي”. وهي كما قالت مها روايةٌ تغوصُ في العوالم الروحانية للنساء، وتقاطع الأمزجة والتكوينات النفسية لدى نساءٍ من مختلف الانتماءات الجغرافية والإثنينة. وستكون الرواية موجودة في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعد أيام.

“قريناتي” روايةٌ عن ثلاث نساءٍ على الأقلّ، هكذا توهِمُنا الكاتبةُ في البداية، بينما تتداخلُ خيوطُ الحكاية كما أسماء أصحابها، بحبكةٍ غرائبيةٍ تجعلُ من كلِّ قصةٍ قرينةً لقصَّةٍ أخرى، ولنجدَ أنفسَنا على تماسٍ حقيقيٍّ مع مجاهيل السَّرد التي نُقادُ إليها بشكلٍ سريالي، فما من حلمٍ إلَّا وأمسى كابوساً، وما من امرأةٍ إلَّا وصارت أخرى، أو قرينتها بعبارة أدقّ. ولتمضي الكتابةُ في دوَّامةٍ روايةٍ داخل رواية، كأنَّها فعلٌ مستقِلٌّ يرسمُ مصيرَه ومصيرَ أبطالهِ بأناملِ كاتبةٍ تُتقنُ فنَّ التخفِّي وراءَ أشباحِ بطلاتِها، وتسمحُ لأناملها بأنْ تضربَ على لوحةِ المفاتيحِ فتتطايرُ الكلماتُ والحكاياتُ والأحداثُ والأسماء، ويتبخَّر هذا الكتاب.

لكنَّها كذلك، ليست روايةً عن ثلاث نساءٍ على الأقلّ، ليست فقط عن إزيس ولمعان وألماز؛ إنَّها عن ذاكرةٍ تتناسخُ فيها الأرواحُ وهي تروي حكاياتها عن القطة النوبية وبيت الغولة ومنزل القرينات والطريق إلى حلب والعاشق الأزلي ونساء يُشعّ ضوءٌ من فروجهن…، وأيضاً عن الخيانة والقتل والموت والحرّية والفنّ… إنَّها رواية لـ مها حسن.

أخيراً جاء الكتاب في 304 صفحات من القطع الوسط.

من الكتاب:

… من شرفة الطابق الستِّين، رأت إيزيس جسدها يهوي سريعاً قبل أن يحطَّ وسط الشارع ويتحطَّم.

مرتطمة بإسفلت الطريق، رأت ظلَّاً أو شبحاً أو كائناً شفّافاً يخرج من جسدها المتكسِّر على الأرض، ويعرُج ليلتصق بالحائط، فتصير قطَّة.

كانت القطَّة التي تنظر إلى الجسد المحطَّم، بينما سيَّارة الإسعاف تعوي قادمة من بعيد، راحت تموء بألم خفيف، ثمَّ أفاقت وهي تسمع مُواءها ذاته، الذي يُوقِظها من مناماتها منذ سنوات.

أمَّا لمعان، التي كانت تعيش في مكان بعيد وشبه مجهول، فقد أفاقت في تلك اللحظة وهي تسمع عُواءها. حَلمَتْ أنها ذئبة، وقد أطلق صيَّاد سهماً اخترق بطنها. كانت حاملاً، وكان السهم قد أصاب الجنين …

عن الكاتبة:

مها حسن، روائية سورية مقيمة في فرنسا، صدر لها: (اللامتناهي – سيرة الآخر)، سنة 1995/  سوريا. (صورة الغلاف)، سنة 2000/سوريا، وطبعة ثانية في القاهرة سنة 2016 بعنوان (ذيول الخيبة)، ثم (تراتيل العدم)، (حبل سري)، (نفق الوجود)، (بنات البراي) دار الريس للنشر/ بيروت، (الروايات)، (مترو حلب) دار التنوير/ بيروت، وصلت رواياتها (حبل سري) و (الراويات)، إلى اللائحة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية بوكر.

صدر لها عن منشورات المتوسط (عمت صباحاً أيتها الحرب)، 2017، و(في بيت آن فراتك)، 2020.