كل المقالات بواسطة الزمان المصرى

رئيس مجلس الإدارة والتحرير-عضو نقابة الصحفيين-اعلامى -مقدم برنامج مصر المنسية-محلل سياسى بالتليفزيون المصرى

حسن بخيت  يكتب عن : يا رواد مواقع التواصل الإجتماعي .. كفوا عن مهاجمة العلماء ولا تكونوا كالذباب   .. ” أليس منكم رجل رشيد “

 تابع الجميع الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، وبالأخص “موقع الفيس بوك” وانتشر الفيديو كانتشار النار في الهشيم ، وتسابق أعضاء ورواد المواقع الألكترونية في نشره وكأنهم في سباق للخيل والكل يتنافس على جائزة دولية ..

الفيديو للدكتور الإنسان المحترم ؛ صاحب العلم العزير والأخلاق الحميدة الدكتور  (  حسام موافي )  وأعتقد انه لا يوجد احد لا في مصر ولا في الوطن العربي الا ويعرف الدكتور ( حسام موافي )

  مقطع صغير لا يتعدى دقائق يظهر  فيه الدكتور  موافي وهو  يقبل يد رجل الأعمال الشهير (  محمد أبو العينين ) والتي حدثت في 24 أبريل الماضي أثناء فرح وزفاف ابنه الدكتور موافي .

ورغم بساطة الواقعة  وان دلت فإنما تدل على تواضع الدكتور موافي وبساطته وعدم تكبره بسبب شهرته ولا علمه ؛ فهو من العلماء الأخيار الأنقياء ؛ ولا نزكي على الله أحد

او ربما يكون ردا عفويا من الدكتور موافي  على الكلام الجميل والثناء العظيم عليه من الأستاذ محمد أبو العنين ، حيث تكلم الأستاذ محمد أبو العنين أثناء عقد القران كلاما عظيما في حق الدكتور حسام ومدحه مدحا كبيرا يُخجل أي أحد لو كان مكان الدكتور حسام، والفيديو موجود لمن أراد ذلك ؛؛ هذا التصرف ليس غريبا في شخصية الدكتور موافي  أخلاقه العالية وتواضعه الكبير  وتصرفه بعفوية مع كل الناس، الصغير والكبير ، الغني والفقير،وله من الأعمال الخيرة  والمواقف العظيمة  والخدمات الطبية  ما يعجز اللسان عن ذكرها ..

ولكن الواقعة أخذت سياق أخر للنفوس المريضة والتي لم يخلوا منها زمن ولم يرحم منها بشر  ؛ وانتشر كالعادة جدل تفجر خلال الساعات الماضية على نطاق واسع عبر مواقع السوشيال ميديا،ومواقع التواصل الإجتماعي  بعد تداول صورة توثق للواقعة. وتصدر اسم موافي الترند في مصر. .

 وبدون الدخول في تفاصيل الواقعة ،، فقد أنتشر الفيديو انتشارا واسعا بين وسائل التواصل الاجتماعي ليس في مصر فقط ، بل امتد نشر الفيديو ليصل الى أقطار الوطن العربي، وربما وصل الى مشارق الأرض ومغاربها ، وكالعادة : أدى ذلك إلى تبادل وجهات النظر بين رواد المواقع الإجتماعي للواقعة  ،، وخرج من جحور المواقع  الإجتماعية ؛  الفلاسفة والمتخصصون في كل شيء ! في الطب النفسي والإجتماعي وفي الدين والفقه ، وفي علم النفس والإجتماع ، وبدأ الجميع يطرح أسئلته ويجيب عليها ، هل ما فعله الدكتور موافي  يستحق التشهير به أم السكوت عنه ؟ هل ما فعله له اسباب دفعته الى فعله أم لا ؟ وعلى الجانب الآخر من فوضى التعليقات وإبداء الآراء وإطلاق الأحكام السريعة والعشوائية والغير أخلاقية ، غير مدركين  بانهم يهاجمون رجلا من أكرم الرجال وطبيب من أقوى الأطباء  ، بل والله  نحسبه عند الله من المخلصين المحبين لدينهم ولوطنهم وللإنسانية جمعاء ..

لن أكثر الحديث عن الواقعة ولكنني اوجه رسالة من خلال كلماتي هذه إلى الدكتور ( حسام موافي ) لعلها تصل إليه ويقرأها ؛ اتمنى أن ألتقي بك يا دكتور موافى ؛ وأقسم لك بالله لو حدث ذلك لقبلت يداك ؛  تقديرا لك ولشأنك ولعلمك ولأخلاقك الحميدة ؛ وأعدك يا دكتور موافي أنني سوف أسعى باذن الله لمقابلتك  ؛؛ فعند تواجدي في القاهرة سأسال عنك واحاول زيارتك وتقبيل يديك

وأختم كلامي برسالتي إلى مواقع السوشيال ميدا ومواقع التواصل الإجتماعي قائلا :  أتقوا الله في أنفسكم وفي بلدكم وفي  العلماء ؛ ولا تكونوا كالذباب وظيفته نقل الأمراض والأوبئة ؛؛ فنحن الأن  فى اشد الحاجة الى  الرجل الرشيد فى كل مكان ، على مواقع التواصل ، في الاعلام ، في البيت ، في المدرسة ، رجل رشيد يحمل الحكمة والموعظة الحسنة فى كل مجال ، يكون على قدر من المسئولية ويعي ما يفعله من تصرفات ،، رجل يسعي الى نشر الخير

الأديب/  حسين عبد العزيز يكتب عن : فى مديح عاطف محمد عبد المجيد.

أكتب هذا المقال الصغير فى حب عاطف محمد عبدالمجيد ، لأن الواقع كان يريد أن أكتب فى مديح محمد عبده العباسى، هذا الأديب البورسعيدى المميز فى إنسانيته وفى إبداعه، لكنى كتبت عنه فى رواية بالضبة والمفتاح، وفى رواية بعنوان سعيد عبد العزيز حجاج سوف تصدر قريبا .

أما عاطف محمد عبد المجيد فهو يستحق الكتابة كلها، كما يستحق الحب كله وجميع أصدقاء المنصورة يعلمون  مدى الحب والاحترام الذى يجمعنى بعاطف وكذلك أصدقاء القاهرة والصعيد، بل والمدهش أن الناقد سفيان صلاح هلال طلبنى لكى يطمئن علي وعلى روايتى التى أكاد أنتهى منها، ووجدتنى أعرج إلى عاطف وأتحدث عنه، فقال سفيان مثل ما قلت وزيادة عن عاطف المثقف والمبدع والإنسان، فعلاقتى بعاطف تعود إلى أواخر عام ١٩٩٤ حيث وجدت له مقالا منشورا فى جريدة أخبار الادب التى كان بها مقالى الثانى، وكان عن نزار قبانى وقنبلته أو قصيدته ( متى يعلنون وفاة العرب ) تلك القصيدة التى قلبت الدنيا على نزار قباني، ووجدتنى أدافع عن نزار وقصيدته التى لم تفترِ على العرب كما يظن البعض، وإنما كانت ترش الملح على جروح العرب، كعادة الكثير من إبداع نزار وكثير من المبدعين الكبار والصغار أيضا، حيث أن مهمه الإبداع هي رش الملح على الجروح حتى تندمل ، ومن هنا نتوجه إلى عاطف وإبداعه المميز بنكهة لا تخطئها العين أو الأذن، فهو كمحمد صلاح فى اللعب بالكرة، يلعب عاطف باللغة ويقدم نصوصا مميزه فى كل شيء، أو كما نقول ” مابتخرش الميه ” أو كبليغ حمدى فى وضع الألحان المميزة فى فرادتها والتى توجد قدرا عالي المتعة والتفاعل، أو كما التشكيلى المميز فى اللعب بألوان محمود بقشيش ، وقد تجلت علاقتى بعاطف بعد ظهور الفيس بوك ، وإمكانية التواصل بأكثر من طريقة ، ولا يمر يوم دون اتصال للاطمئنان على الحال والأولاد عبد الرحمن  وجمان عاطف  ويوسف ويسرى حسين كذلك ، وبقى أن أذكر قبل أن أمضى أنه عندما توفى أبى ، لم أجد أحدا أتصل به كى أبلغه الخبر ، غير الشاعر والمترجم عاطف محمد عبد المجيد ، الذى لا نجد فرقا ما بين إبداعه وسلوكه الشخصى ، وتلك نقطة غاية فى الأهمية ، حيث إننا نجد نماذج كثيرة لا يوجد رابط بين ما تبدعه وسلوكها الشخصى ، وتلك مشكلة ليس لها حل .

وهنا أجدنى أقول إنى من زمن كنت أبدأ نهارى فى القاهرة بزيارة المتحف المصرى بالتحرير ، المميز فى كل شئ ، وقد توقف عن تلك العادة بعد أن عرفت طريق عاطف ومدرسته الموجودة عند محطة أبو عادل فى شارع جامعة الدول العربية.

وبما أنني بدأت المقال بعاطف فلا بد أن أنهيه به كذلك ، وأقول إن مقهى صالح شهد أول جلوس لي معه وشربنا شايًا بالثقافة.. أعنى كانت الثقافة حيث كنا نشربها ونحن نجلس معا فى مقهى صالح الموجود فى شارع شامبليون!

عزيزتى حواء..كيف تتعاملين مع الرجل البارد  ؟! إليكِ استراتيجيات التعامل معه

كتبت : انجى ياسين

العلاقات، كما الحدائق، تحتاج إلى الرعاية والاهتمام لتزدهر. وبعض الشركاء، لا يبذلون الجهود المطلوبة منهم، بل يميلون إلى البرود في المشاعر والسلوك؛ ما يتسبب بالإحباط والسلبية بين الشريكين.

إذا كان شريك حياتك باردًا، فننصحك بتطبيق بعض هذه الاستراتيجيات، لتحسين التواصل مع شريكك وإعادة الدفء إلى علاقتكما.

فهم جذور المشكلة

قبل أن تتخذي أي خطوات عملية، من المهم أن تحاولي فهم الأسباب التي قد تكون وراء هذا البرود العاطفي. هل هناك ضغوط خارجية مثل العمل أو الأمور المالية؟ أو ربما هناك قضايا نفسية أعمق مثل الاكتئاب أو القلق. التحدث بصراحة حول هذه المواضيع يمكن أن يفتح قنوات التواصل، تساعدكما على تحديد الخطوات التالية.

تعزيز التواصل

التواصل الفعال: احرصي على التحدث مع شريكك بطريقة واضحة وصريحة. استخدمي “أنا أشعر” عوضا عن “أنت تجعلني أشعر” لتجنب إلقاء اللوم وتشجيع الحوار المفتوح.

الاستماع النشط: عندما يتحدث شريكك، اظهري اهتمامًا حقيقيًا بما يقوله. لا تقاطعيه، فهذا يشعره بالاحترام والاهتمام، ويشجعه على مشاركة مكنوناته.

إعادة تقييم العلاقة

أحيانًا، يكون البرود العاطفي علامة على مشكلات أعمق لا تُحل بالطرق التقليدية، أو أنه ببساطة مؤشر على أن هذه العلاقة لم تعد مناسبة لتطلعاتك. في هذه الحالات، من المهم إعادة تقييم الموقف بشكل صادق، من خلال:

تأمل العلاقة: فكري فيما تريدينه وتحتاجينه من العلاقة العاطفية، وما إذا كان شريكك يمكن أن يلبي هذه الاحتياجات، أو أنها تتجاوز طاقته.

الاستقلالية العاطفية: ربما تكمن المشكلة في الاعتماد الكلي على الشريك. حاولي البحث عن السعادة والرضا داخليًا، عوضا عن الحصول عليها من الطرف الآخر.

خلق اللحظات

لا تنتظري مبادرة الشريك، بل حاولي خلق لحظات جميلة ومشتركة. سواء كان ذلك من خلال رحلة قصيرة، ممارسة رياضة معًا، أو حتى بدء مشاريع بسيطة في المنزل، فإن هذه الأنشطة يمكن أن تجدد الحماس في العلاقة، وتعيد بناء الصلة بينكما.

امنحيه المساحة الكافية

تفهمي أن الحاجة إلى الانعزال قد تكون طريقة شريكك في التعامل مع الضغوط. امنحيه المساحة ليكون وحده عندما يحتاج إلى ذلك. الصبر مهم جدًا. قد يحتاج شريكك وقتًا ليفتح قلبه، والضغط عليه لن يؤدي سوى لنتائج عكسية.

الدعم النفسي

إذا كانت المحادثات بينكما لا تسفر عن تحسن ملحوظ، قد يكون من الضروري اللجوء إلى استشارة متخصصة. معالج أو مستشار الأزواج يمكن أن يوفر منظورًا جديدًا، ويساعدكما على اتباع استراتيجيات تواصل أكثر فعالية.

المصدر: فوشيا

عزيزتى حواء ..كيف تتعاملين مع زوجك المسرف..إليكِ روشتة العلاج

كتبت : أمل صفوت

التعامل مع الإسراف المالي في الأسرة يمكن أن يكون صعبًا للغاية، ولكنه ليس مستحيلا، خصوصًا إذا كان الزوج هو المسرف.

سنقدم لكِ في هذه السطور مجموعة من النصائح والاستراتيجيات التي تمكنك من مواجهة هذا التحدي بذكاء وحكمة، مع تحقيق التوازن المطلوب في الميزانية الأسرية.

استراتيجيات التعامل مع الزوج المسرف

تحديد الأسباب وراء الإسراف

الخطوة الأولى في رحلتك هي فهم الدوافع وراء إسراف زوجك. ابدئي بجلسة هادئة تستكشفين فيها معه أسباب هذا السلوك. هل يشتري الأشياء ليشعر بتحسن نفسي؟ هل يعتبر الإنفاق وسيلة للتنفيس عن الضغوط؟ أم أنه ببساطة لا يدرك كيفية إدارة الميزانية بشكل صحيح؟ الفهم العميق لهذه الأسباب سيمهد الطريق لحلول أكثر فعالية.

الحوار البناء

بعد تحديد الأسباب، يأتي دور الحوار الفعّال. اختاري الوقت المناسب وابدئي بمناقشة تأثير إسرافه على الأسرة. استخدمي لغة متعاطفة عوضا عن الانتقاد وإلقاء اللوم. يمكنك مثلاً قول: أعتقد أننا إذا نظمنا ميزانيتنا بشكل أفضل، يمكننا تحقيق أحلامنا بشكل أسرع.

إعداد ميزانية مشتركة

الميزانية المشتركة هي أداة قوية للسيطرة على الإنفاق. اجلسي مع زوجك وصمما ميزانية تفصيلية تغطي كل النفقات من الضروريات، كالفواتير والطعام إلى الكماليات كالرحلات والتسوق والأنشطة الترفيهية. اشرحي له كيف يمكن للتخطيط السليم أن يساعدكما على توفير مبالغ كبيرة لاستغلالها في أمور أكثر أهمية.

التسوق الذكي

يمكنكما إنشاء قائمة شراء قبل التوجه للتسوق، والتزما بها لتجنب الشراء الاندفاعي. وكذلك استخدام التطبيقات التي تساعد على مقارنة الأسعار، أو التي تقدم كوبونات خصم للمنتجات.

تشجيع السلوكيات الإيجابية

كلما لاحظت تحسنًا في سلوك الإنفاق عند زوجك، قومي بتشجيعه. يمكنك على سبيل المثال تحضير عشاء خاص إذا نجح زوجك في البقاء ضمن الميزانية المحددة لمدة شهر. وأظهري تقديرك لجهوده من خلال الإشادة بإدارته المالية الجيدة أمام الأصدقاء والعائلة.

بدائل الترفيه الاقتصادية

اقترحي أنشطة ترفيهية لا تكلف الكثير. رحلة إلى الحديقة، مشاهدة فيلم في المنزل، أو حتى يوم تخصصينه للألعاب العائلية، يمكن أن يكون بديلاً ممتعًا وغير مكلف.

استشارة الخبراء

إذا كانت المشكلة تتفاقم، قد تحتاجان إلى اللجوء لمستشار مالي يساعدكما على وضع خطة مالية متكاملة. أما إذا كان الإسراف نابعًا من مشكلات نفسية، فلا تترددي في استشارة مختص.

المصدر: فوشيا

الدكتور عادل عامر يكتب عن : التخطيط التربوي الصهيوني والمصالح الاستعمارية

إن إيجاد من يدافع عن الثقافة الصهيونية والكيان الصهيوني لا يمكن أن يجدي نفعاً كبيراً إلا إذا كان عربياً يرفض عروبته ويتصهين فكرياً وثقافياً ويرفض بالتالي حق الشعب الفلسطيني في التحرير والعودة. ولما كان الإعلام الثقافي من أهم الوسائل المتاحة لخلق المشروع فإن الكيان الصهيوني خلق أساليب عدة تصب بمجملها في الغاية الثقافية الصهيونية.

ففي الإذاعة تتعدد البرامج الثقافية وتتنوع توجهاتها، ويفوق عددها أية اعداد في اذاعات عالمية أخرى. وعلى سبيل المثال لا الحصر يُقدَّم برنامج (نافذة على الأدب العبري الحديث) كل أسبوع ويذاع مرتين صباحاً ومساءً. ويركز هذا البرنامج على تقديم أشعار وقصص وفصول من روايات لكتاب صهاينة قدامى ومعاصرين، وعملية الانتقاء للأغمال الأدبية تتركز على مضامين محددة وأهمها التوجه (الانساني) والعذبات الإنسانية من الم واغتراب أو أنها تركز على إبراز شخصيات يهودية وعربية تتعاون في سبيل الحفاظ على التعايش السلمي المزعوم في فلسطين والأراضي العربية.

وعلى غراره وشاكلته برنامج (صدر حديثاً) ويتناول أهم الكتب التي صدرت في فلسطين ومن ثم في مصر ولبنان ولندن وباريس، والكتب التي يتناول البرنامج الحديث عنها تتميز بأنها لكتاب ومؤلفين مشكوك بانتماءاتهم العربية أو أنهم يدورون في مساحة ضيقة من الذات، أو أنهم يتناولون في أشعارهم ورواياتهم وبحوضهم جونب هي أبعد ما تكون عن هموم الانسان العربي وتطلعاته التحررية ومشاكله الاساسية.

وكذلك يقدم برنامج (من ملفات القضاء) ويعاد مرتين في الاسبوع، ولعل أهم ما فيه وأخطر هي المقدمة التي يتفوه بها مقدم البرنامج حيث يقول : الى كل من يريد أن تبلغ العدالة غايتها في كل زمان ومكان ، فهذا النداء المكرر يوحي بوجود الديمقراطية والعدالة في الكيان الصهيوني المغتصب وطالما أن التوجه يكون لكل من يتحدث العربية فإن الهدف يصل مداه لا سيما حين يخلق هذا التوجه مرحلة السؤال والبحث عن العدالة في الكيان الصهيوني ، فمجرد التساؤل أو التشكك لدى المستمع العربي يكون البرنامج قد حقق أكبر قدر من الغاية التثيفية، وفي الاذاعة الصهيونية نفسها يجري المحاورون مقابلات مع كبار الكتاب والشعراء الفلسطينيين في الوطن المحتل ، وتركز الاسئلة حول الديمقراطية المزعومة والتعايش السلمي مع اليهود ، كل ذلك ليظهر الكيان الصهيوني بمظهر الديمقراطية الحرة القائل بأن العرب واليهود يعيشون بسلام في الارض المحتلة.

فهذا الاسلوب يعتمد في مجمله على مقولة واحدة ترى أنه ليس مهماً أن يخرج سميح القاسم أو غيره يتحدث في الاذاعة عن الانتخابات التي يجريها ما يسمى بالكنيست ، ليس مهماً كل ذلك طالما أن اليد الصهيونية كالقبضة الحديدية تضرب متى تشاء ومن تشاء وبقسوة قاتلة وبمعنى آخر طالما أن الكيان قوي لا تهزه مابلات ولا تؤثر فيه شعارات ، وتُظهر الصهيونية في الكيان المغتصب أن الديمقراطية الثقافية هي سمة من سمات تجمعها لا سيما حين تبرز ذلك أمام المثقفين الغربيين . فهي تسمح لبعض الكتاب والشعراء العرب بالسفر لحضور المؤتمرات والندوات الادبية وذلك ليمثلوا الحزب الشيوعي في الكيان ، مفترضين أن هذا الكاتب أو هذا الشاعر لا يمثل الشعب الفلسطيني بل يمثل حزباً (إسرائيليا) له شرعية وجوده الديمقراطي داخل ما يسمى بالبرلمان.

ومن خلال هذا التوجه تقوم الأنشطة الصهيونية بالسماح لوجود الاتحادات الثقافية في فلسطين المغتصبة كما هو الحال في اتحاد الكتاب والشعراء في حيفا المحتلة .

ومن خلال ذلك تركز على العملية الاندماجية بين المثقفين العرب واليهود ومن ثم الادعاء بأن الفلسطينيين واليهود يعيشون حياة ديمقراطية صحيحة.

وفي مجمل الصحافة فإن الكيان الصهيوني سمح في فترات عدة بوجود صحف كالفجر والجديد والاتحاد مع أنه يقوم بأعمال المراقبة الدقيقة لكل ما يُنشر . وحينما يشعر بوجود خلل ما يمسّ أفكاره وتطلعاته يلغي وجود الصحيفة أو الجريدة ويعتقل كتابها ومحرريها وفي مجال الأساليب الدعائية فإن الكيان الصهيوني ينشر كثيراً من الكتب في العالم الغربي وينتقي منها ما يدعم وجهة نظره السياسية ، فمن جهة يركز على إبراز اليهودي كشخصية حضارية مثقفة تقديمة إنسانية غير مغلقة ، ومحبة للسلام وبالمقابل يركز على إبراز الشخصية العربية كشخصية ضعيفة ، لا يمكن أن تعيش دون مساعدة اليهودي الصهيوني المثقف المفكر ، وبعد عام 1977 أي عام توقيع اتفاقية كامب ديفيد، مع مصر ، راح المشروع الثقافي الصهيوني يركز على إيجاد ثقافة صهيونية تقول بأن عملية السلام مع مصر تركز على إلغاء الجانب القومي الوحدوي في الثقافة المصرية ، وعدم التحريض ضد اليهود والصهيونية .

وفي جميع الأحوال فإن المقصود بالمحصلة النهائية ، إلغاء الشخصية الوطنية الفلسطينية كشخصية مستقلة ، تطالب بعودتها وحق رجوعها الى بلادها وأراضيها ومن ثم فإن المقصود إلغاء الثقافة الفلسطينية والشخصية الفلسطينية الوطنية القومية كشخصية لها جذورها وانتماؤها ، وتتميز بالثورية الإنسانية ، والمتمسكة بقوميتها ، ورفض الثقافة الصهيونية المزعومة وحليفتها الثقافة الإقليمية المهلهلة. التربية العنصرية ومناهج التعليم الصهيوني

يولي الباحثون ومناهج التعليم الصهيوني حركة التطور لدى الطفل بشكل خاص والأنسان بشكل عام ، فهي إضافة الى طبيعتها التعليمية تحمل طبيعة نفسية تؤثر على السلوك الاجتماعي والسياسي وغيرهما من أنماط السلوك العام ، ولعل من أعقد مسائل التربية خضوع شعب ما لنوع من الاستيطان الاستعماري العنصري والدموي.

فلقد مرت التربية في فلسطين المحتلة بمراحل عدة وظروف متعددة وإذا أخذنا بدراستها منذ عام 1948 فعلينا أ، ندرك التطور التربوي الصهيوني ذا الطبيعة الصهيونية ، والمؤدلج ، هذا الى عام 1967 وبعد هذا التاريخ أصبحت التربية تأخذ حيزاً كبيراً لدى الوساط الصهيونية ، باعتبار أن الضفة أُخضعت أيضاً للكيان الصهيوني إن كان ذلك على مستوى التربية أو كان على مستوى آخر .

وبدءاً من عام 1948 أقام الصهاينة حصاراً ثقافياً على عرب الوطن المحتل ، فمنعوا عنهم الثقافة العربية الآتية من مصر وسورية ولبنان ، وأخذت السلطات الصهيونية ببرمجة الكتب التي تدرس في المدارس العربية ، وأصبحت الاتجاهات العنصرية عمليات غسل دماغ .

فمن جهة يمنع القوت الثقافي العربي ، ومن جهة أخرى يزوّد العرب بثقافة ذات تخطيط صهيوني مبرمج ، ورغم قلة المدارس العربية ، وتدني المستوى التعليمي أيام النكبة الأولى فقد أقبل العرب على تعليم أبنائهم في المدارس الخاصة أو الرسمية مع الاحتفاظ بحذر كامل من السموم التي تبث في الكتب الموجهة من قبل السلطات الصهيونية المحتلة .

وبعد أعوام 1965 ـ 1967 ـ 1970 ، واجه الصهاينة عرب فلسطين المحتلة بأسلوب جديد ، وذلك لمواجهة انتشار الاحاسيس الثورية القومية والاعمال البطولية التي يقوم بها أبناء الشعب العربي في فلسطين المغتصبة ، ولذلك فإن سلطات الاحتلال درست كل ظرف وأعطته ما يلزم من تصدٍ مخطط وذلك ظناً منهم أن الإنسان العربي يمكن غسل دماغه والسيطرة على شخصيته .

ومن هنا فإن المسألة والبحث فيها في الوطن المحتل يدوران حول نقاط ثلاثة مهمة :

1- التخطيط التربوي الصهيوني المبرمج عنصرياً لخلق تربية مناسبة للإيديولوجيا الصهيونية .

2- الموقف العربي المتصدي لذلك المخطط وتخطيطه .

3- التطلعات المستقبلية لإيجاد تربية عربية قومية ثورية تضمن استمرار الثورة ضد المحتل ، إن وجود مئات الالوف من العرب في فلسطين 1948 ووجود مئات ألوف أخرى في الضفة والقطاع لم يرق للسياسة الصهيونية ، فعامل التشبث بالارض والمقاومة الجماهيرية للقهر الصهيوني جعلاً سلطات الاحتلال تستخدم أساليب عنصرية شتى للقمع الخفي والمركز ، ولعل التربية كانت وما زالت من أهم الوسائل التي تستخدمها الصهيونية لمواجهة العرب في الوطن المحتل .

– التخطيط التربوي الصهيوني : تركز سلطات الاحتلال على تأليف كتب موجهة وضمن خط يخدم المصلحة الاستعمارية الصهيونية ولعل أهم الكتب التي تؤلف للمدارس العربية وللطلاب العرب هي كتب التربية الدينية وكتب التاريخ وكتب التربية النفسية أي التربية بمفهومها الخاص .

أما كتب التربية الدينية فتركز على حذف كل ما يمس اليهود سلبياً إن كان ذلك في التاريخ الديني القديم أو في التاريخ الديني ما بعد السيد المسيح وحتى الآن ، أما الكتب التاريخية فهي التي تتعرض أكثر وأكثر لعملية التزوير والتشويه والخداع لا سيما حين تتحدث عن تاريخ العرب والمسلمين بعد بعثة الرسول محمد (ص) وتزين التاريخ اليهودي وتزيد عليه وتخترع له تفسيرات عصرية بل وتقلبه تماماً ليصبح هو التاريخ الصحيح الذي يناسب الفكرة الصهيونية ودواعيها .

وقد بحثت هذا الجانب الكاتبة (نجلاء بشور في كتّيب لها صدر عن مركز الأبحاث تحت عنوان تشويه التعليم العربي في فلسطين المحتلة “1” وتظهر من خلال منهج التاريخ المتبع عدة أهداف من الممكن ايجازها بـ :

أ ـ إكساب الطالب معلومات عن الشعب العربي في مختلف أطواره الحضارية .

ب ـ إكساب الطالب معلومات عن تاريخ اسرائيلي مزعوم في مختلف العصور .

جـ ـ اكساب الطالب معلومات عن تاريخ الكيان المغتصب بعد عام 1948 إضافة الى بعض الاهداف الجزئية التي تخدم في النهاية الفكرة العملية العنصرية للصهيونية .

اما كيف يُكسِبون الطالب معلومات عن تاريخ العرب ؟ فهذا يعود الى أسلوب التحليل المتبع فيتناولون التاريخ العربي القديم بجوانبه الاجتماعية والسياسية وغيرها . فيرون أن العرب عبارة عن بدو يتناحرون من خلال حسٍ قبلي أناني ويوردون شواهد من التاريخ كالحروب القديمة ، غير أ،هم يؤلفون كل ما هو سلبي في سرد تلك الفترة من التاريخ ، وحينما يتعرضون لتحليل الرسالة الاسلامية فإنهم يطمسون كل تعاليمها الايجابية ، ويوردون ما تناقله رواتهم الذي اندسوا في الاسلام ليشوهوا تعاليمه وأفكاره .