أرتقى ثم هبطْ..قصيدة للشاعر العراقى الكبير الدكتور عبد الإله جاسم

اسمعْ صدى صوتكَ في المدى يرد
وإسمكَ على ربايا القلب يخط
من خديكِ روتْ نبتتْ الوردُ
وغاضتْ الزهور والنهر شط
أنتِ نجمٌ أفل ولم يعدْ
ولا أدري أين يبزغ أو يحطْ
أذكريني عندما يأتي الصباح
وعندما ترتدين قميصك الارقط
عالم صارغريب لا الليل يحلو
به ولا النهاريأتي بطيب قط
الجهل يطرقُ العقول
وتصغي له بلا قيد و لا شرط
وتختفي الوجوه عن المرايا
ويبقى وجهك مشرقا بلا نٓقٓط
فتعودين الي عبر فراق السنوات
تحملين خطايا عشق الغلط
فتبكي على مأساتكِ ألف عينٍ
وعين تسخرُ ممن أرتقى ثم هبط

 الوضوح سمة النبلاء ..بقلم : منى فتحي حامد

المحبة سمة موجودة لدى بعض البشر، و الكراهيه أيضا سمة موجودة لدى البعض الآخر، سمتان لكل منهم مميزات مرتبطة عائدة إلى ضمير وثقافة وعادات وتقاليد أخلاقية وتربوية تخص المجتمع الذي ينتمي إليه، كل منهما يتطلب الوضوح في التعامل وثقة الفرد في ذاته و في عمله وأفعاله …

البعض منهم من يتعامل بِمحبة، لكنه يخفي بداخله الكراهية والحقد تجاه الطرف الآخر، هذا من يطلق عليه المنافق، الذئب المستتر بداخل عباءة المثالية، تحت راية الفضيلة،  يحزن عند سعادة الآخرين و يتباهى بالتقارب الخداع و المودة الزائفة ..

من البشر أجناس أخرى، تملأ صدورهم و أفعالهم الخديعة والضغينة والحسد وعدم المبالاة بمشاعر و أحاسيس الآخرين، يبتعدوا و يتجنبوا أفراحهم و يتوددوا إلى كوارثهم و مصائبهم، بشر لن يمتلكوا شيئا من أحاسيس الطيبة والتراحم والخير والتآلف لإسعاد الآخرين و جميع أجناس البشرية، صغارا و كبارا، رحماك ربي من هؤلاء …

صفات تلازم دنيانا، بما تحتويه من خير أو شر، يجب علينا أن نختار منها ما يزودنا بالمحبة و يحمينا و يحفظنا بعيدا عن الكراهية أو العصبية و العنف …

فما أجمل العلاقات الإنسانية الجيدة بين البشر، المبنية على أسس الوضوح بالتعامل والصدق بالأفعال  …

روح ..قصيدة بقلم : هاشم عباس الرفاعى

روح خفت الضوء فيها

والجسد.بداء يذبل

كم انا بحاجة

لكلمات ترد الروح لمكانها

وتدعو العين

تكون امارة

لينطق السان ويصف الجمال

وترقص الروح

والسان يداعب الشفاه

والسان بالسان يلعب

هنا تعود الروح لمهجعها

ويكون الكاس ملؤه الرضاب

والثماله بين الشفتن

وحبات الصدر

وجمال رماناته

هنا انسى الاقتران

وتمسك بالعشق

هو للروح ….منقذ..

…………………………

١٨ …١٠….٢٢

 بيروت..قصيدة للشاعر العراقى : هاشم عباس الرفاعي

…انت الصبيه

وانت للصبا مرتع

وكل من ملك ..

اتخذ الحمراء

والكورنيش فيك

لهواياته ملعبا

تربى باحضانك

وعند اشتداد الرصاص’

عنك ..ابتعد واضحى

ببعده لك عدوا ..ونساك

وهو للصخرة ..قد نسى

عند تضميد الجراح ..

عاد يبكي كذبة

بها تباع الف بيروت

والضمائر تباع وتشترى

منهم من ادعي …

ومنهم من هو مدعي

واللطائفة يسعى

وبقى الجمال

كنخيل العراق ..يباع

ثم تمره في العراق

يشتر ى …

تلك شقيقاتك

بغداد …وشام …وصنعاء’

 طرابلس الغرب تباع وتشترى

وهن للدمار مرتعا

اه يا جميلة المتوسط

حولوك الى ملعب به

الاموال تباع وتشترى

وبك الدمار يحل وهم

بدموعهم والطائفه

وعلى دموع جميلاتك

كان لهم الثراء

وبكذبهم دمر..الحمراء

واللكورنيش’هم يهجروا

هي لعبة الدمار والتدمير

بها يتأمرو ..

اه بيروت ..كلهم يذهبوا

ويبقى ضوعك هو الابقى

ويبقى الكتاب والعطر

والصخرة والميناء

اجمل ملجاءا

اه ..الف تحية

والقبلات لجميلاتك تترى

………….

الاحد ٢٢…١١…٢٠٢٠ بمناسبة يوم الاستقلال .

قصة قصيرة بعنوان:  صمود امرأة..للقاص العراقى الكبير : محمد علي ابراهيم الجبير

حاج يوسف صاحب معمل النسيج الكبير ، يدار العمل من قبل مجموعة كبيرة من العمال والعاملات ، وباشراف ولده  سعد..

المعمل مشيد على مساحة كبيرة من الارض ومقسم الى عدة اقسام

القسم الاول مخزن للمواد الاولية الضرورية للمعمل مثل الخيوط المستوردة بانواعها المختلفة ..

القسم الثاني : مخزن للمواد الاحتياطية ( قطع غيار ) للمعمل مع المعدات المختلفة لتصليح في حالة العطل ..

القسم الثالث :  يحتوي على غرفتين الاولى مخصصة للادارة للحاج  يوسف وولده سعد ،  والغرقة  الثانية  مخصصة  لموظفي الحسابات الخاصة بالمعمل..

القسم الرابع : مكائن المعمل مقسم عدة اقسام ، بحيث يستطيع المهندسين والعمال ، مباشرة العمل من خلال الممرات الموجودة على الجانبين من المعمل ..

القسم الخامس : الساحة الامامية التي تتصل بالباب الرئيسي  للمعمل ..

القسم السادس مخزن واسع لحفظ ماينتجه المعمل من الاقمشة المصنعة والجاهزة للبيع..

وعند تشغيل المكائن لاتسمع الا صوتها ،وترى العمال والمهندسين منهمكون في العمل ، كل حسب اختصاصه ، ولايوجد الوقت الكافي  للعمال اولأي أحد تبادل الحديث  بينهم ، الا في الساعة المخصصة لهم  لغرض الراحة وتناول وجبة الغذاء ..

 كان سعد هو المشرف على سير العمل ، وهو الوحيد الذي يتنقل بين العمال والعاملات ..

 جميلة  احدى العاملات  وكانت فتاة جميله كأسمها ، عاقلة ومتزنة  في الثلاثين من عمرها ، صاحبة لسان معسول ، وقع سعد في حبها  رغم كبر سنه ، ومتزوج من ثلاثة زوجات ، وله من البنين والبنات العدد الكبير ، واخر زوجة يحبها ولايكسر لها كلام وكان يخشاها ولايخالفها في شيء ،كانت العاملة جميلة  تبادله الحب بنظراتها الخفية وابتساماتها المحدودة  لذا ترى سعد يقضي اغلب وقته في القسم الذي تعمل فيه محبوبته جميلة ؛؛

جميلة من عائلة فقيرة ، تعمل من اجل توفير لقمة العيش لاهلها .

تحضر للعمل في الصباح الباكر مع العاملات ، سعد يحضر قبل الجميع . باب المعمل لايفتح الا بعد ان  يعطي سعد الايعاز للحارس بفتحه ، وكان موعد فتح الباب الساعة السابعة صباحا ، ويسمح بدخول العمال والعاملات والمهندسين وباقي منتسبي المعمل دفعة واحدة؛

سعد ينتظر دخول جميلة ، يبادلها النظرات خلسة ، ويتوج هذه النظرات بابتسامه مع تحية الصباح ..

جميلة  سمراء اللون ، جذابه ، حلوة اللسان ، تتمتع بشخصية قوية شريفة نجيبة  مؤمنة ، تؤدي صلاتها في فترة استراحة العمال  لهذا اصبح سعد مفتون بها ، بالرغم  من علمه  بأن والده لايسمح له بالزواج ابداً لوجود زوجاته الثلاثة، وكثرة اولاده من البنين والبنات ، ومع ذلك قرر سعد الزواج من جميلة ،  مهما كانت الظروف ..وفاتحها في امر الزواج ،ونجح في اقناعها،

 وافقت على ان يجد طريقة لأتمام زواجهما لعلمها بعدم موافقة

والده، كما تعلم بان زوجته الاخيرة المتسلطة على البيت  لن تسمح له في الزواج مطلقا ؛ كل هذه الامور يعرفها سعد وتعرفها جميلة ؛

في احد الايام قدم الحارس  طلبا للحاج يوسف للحصول على اجازة لمدة ثلاثة ايام ؛ ودار بينهم الحديث التالي:

– لايوجد احد يقوم بالحراسة غيرك؟

– حاج انا بحاجة ماسه لهذه الاجازة لمرض زوجتي ويتطلب مني عرضها على الطبيب المختص  في بغداد؛

– سوف اكلف ولدي سعد لايجاد بديل عنك ليقوم بالحراسة ، وان شاء الله خير ..

حضر سعد اعلمه والده :

– سعد ان الحارس يطلب اجازة ثلاثة ايام  ؛

– لامانع من منحه الاجازة؛

-ومن يقوم بعمله ؟

-انا اقوم بعمله طيلة مدة الاجازة !

– انت تقوم بعمله ؟!

– نعم لان الحارس زوجته مريضة وهو يستحق المساعدة ؛؛

– اذا انت تقوم بعمله فلا مانع لدي ؛

اعتقد حاج يوسف بأن ولده سعد يقدم عمل انساني للحارس ولم يخطر بباله ان ولده يدبر امر الزواج  من جميله؛؛

  استطاع سعد ان يقنع  جميلة على الزواج منها على ان يتم

 الزواج في مخزن المعمل ( سراً) دون علم الجميع وخاصة دون علم والده اواي أحد من اهله او اهلها وافقت جميلة على هذه الخطة

وعندما  قدم الحارس طلباً لمنحه  الاجازة وافق الحاج يوسف على ان يكون بديل الحارس في ايام اجازته ولده سعد،الذي وافق أن يكون بديل الحارس ، من اجل أن يستطيع الزواج  من جميلة في مخزن المعمل ، ولم يحسب سعد للعواقب اي حساب ..

في ذلك اليوم طلب سعد من جميلة  ان تحضر قبل الفجر وسيكون في انتظارها، وكانت واثقة جداً به ، وكانت تحلم بان يكون سعد  الرجل الامين المؤمن  زوجاً لها ، رغم علمها بانه متزوج من ثلاثة زوجات ، توفيت واحده منهن وبقيت بذمته اثنان ، كل واحدة تسكن في بيت مع اولادها ، وقالت في نفسها انها سأكون الثالثة وأسكن أنا ايضا  في دار لوحدي ؛؛ هكذا كانت احلامها ؛؛

 جميلة لم تحسب ايضاً لعواقب عملها هذا اي انها تتزوج  من سعد   دون موافقة اهلها او موافقة اهله وخلافاً لأصول الزواج المعروفة

في اليوم التالى حضرت قبل الفجر ودخلت معه مخزن القماش الجاهزلغرض اتمام الزواج  داخل المخزن؛ وقبل شيء قالت له :

– وزوجاتك ياسعد ؟ ماذا يكون لو علمن بزواجنا ؟؟

-لاعليك انا أدبر الامر؛؛

– وماذا لو سمع والدك الحاج يوسف بالزواج؟

– في الوقت الحاضرلااعلمه بالزواج له لانني متاكد  بانه لن يوافق

 ابداً ، ولايوافق ان اتزوج بالثالثه ..

-ماذا تصنع لو عرف ذلك ؟

– انا اتحمل المسؤولية والنتائج ؛؛

– واهلي ياسعد ؟

– بسيطه ان شاء الله ، إذا علم والدي بالموضوع سوف  يجد حلاً مع اهلك ؛؛ كوني مطمئنة ؛؛ 

كان سعد يعرف صيغة عقد الزواج ،  واتم عقد الزواج الشرعي المطلوب بعد أن  حدد لها المهر واجرى العقد حسب الاصول.

دون( الاشهار) اي دون علم احد ؛ وبعد اتمام العقد دخل بها ؛؛

وقبل  حضور العمال فتح الباب ،خلافاً للموعد المقرر للدوام  وكان هدفه ان يدخل العمال للمعمل فراداً؛وكانوا يدخلون دفعة واحدة،في الوقت المحدد للدوام وهكذا تم له ماأراد دون ان يعرف احد؛في اليوم الثاني والثالث لاجازة الحارس كانت تحضرفجراً

ويقضي سعد معها الساعة الصباحية وكانها لحظه تمرمرالسحاب

تعلق سعد بها بجنون ، واحبها  حباً جماً .وكان سعد خائفاً من وصول خبرزواجه لوالده؛وعندما يعلم ذلك سوف يضربه بالعصا الغليظة الذي اعتاد ان يضربه بها لاتفه الاسباب وخاصة في حالة مخالفته  لاوامره ؛ مرت الايام وعرف بعض العمال بهذا الزواج السري ، ولم يتكلم احد خوفاً من العواقب ؛؛

لم يستمراخفاء الامر، بسبب كبر بطن جميلة بالحمل، نعم انها حامل؛اصبحت حائرة ؛ ماذا تقول لاهلها !وهل يوافق حاج يوسف على هذا العمل ، ويفاتح اهلها بالزواج من ولده سعد ؛ أخذت تفكر ليلاً ونهاراً ولم تستطيع النوم من شدة القلق والخوف من نتائج هذا الزواج المخالف لتقاليد الزواج ؛؛

وأخذت تلح على سعد بأن يسرع بأخبار والده بالزواج

احست بخطورة المشكلة التي اوقعت نفسها بها ،اضطر سعد ان يخبروالده بزواجه من جميلة ؛

– والدي عندي موضوع احب ان اعلمك به ؛

-ماهو؟؟

-اني تزوجت من العاملة جميلة ؛تفاجأ حاج يوسفبهذا الخبر وسأله بحدة!!

-كيف ومتى تزوجت ؟

-تزوجت قبل ثلاثة اشهر؟

-اين ؟

– هنا في المخزن ؛

-واهلها؟

-لايعرفون؛؛

-ومن عقدها؟؟

-أنا وخصصت لها المهر؛؛

-كيف تعمل هذا العمل الذي لم يقوم به شاب مراهق ، تقوم انت به بهذا العمروانت رجل كبير؛ولديك من الزوجات  والاولاد والبنات  ماذا تقول لهم ؟

-اني احببتها ولم استطيع الصبر على فراقها ، وتزوجتها على سنة الله ورسوله، ،

– لماذا لم تاخذ رأي وموافقتي ؟

-انا اعرف انك لن توافق على زواجي منها ابداً؛

-وتتزوجها سراً  ودون موافقتي؟؟ يا…….!

ثار حاج يوسف ومسك عصاه واشبع ولده ضرباً ،لقيامه بهذا العمل المخالف لتقاليد واصول الزواج المتعارف عليه ؛

-كيف تتزوج  في المخزن ، وهل المخزن مكان يليق بالزواج ؟

وهل يجوز لك ان تتزوجها دون علم اهلها ؟؟

-نعم تزوجتها كونها راشدة عاقلة وامر الزواج يعود لها ،وعلى ذلك تم زواجنا برضاها ؛؛ وبعد موافقتها ،عقدتها بالعقد الشرعي وعلى سنة الله ورسوله،ان الحاج يوسف اعتبر هذا الزواج المرفوض من قبله، غير صحيح اجتماعياً  ؛؛

وبعد ان هدأ حاج يوسف وذهب منه الغضب فكر بكلام ولده ، قرر حل الموضوع بالذهاب الى اهلها لغرض خطبها منهم ، وبما ان عائلتها من ابسط واطيب الناس فقد تمت موافقتهم على الخطوبة والزواج ، بدون اي معرقلات..

  حاج يوسف وخلال الخطبة  اعلم اهلها  بان الزواج سيتم دون  اجراء فرح باعتبارأن ولده سعد متزوج من عدة زوجات ،ولديه من البنات والاولاد الكبار، وهو لايريد خلق مشاكل للعائلة .وافق اهل جميلة على ذلك ؛؛لم يعرف احد من اهلها بعمل جميله  ، اي انها تزوجت قبل خطبتها منهم ؛؛؛

في اليوم التالي امر حاج يوسف  اخيه سعد ، باخذ جميلة الى بيته   لحين ايجاد مكان يسكنها فيه بعيداً عن العائلة ،وعندما احضر سعد جميلة الى البيت ،واعلم زوجته بانها سوف تبقى معهم لفترة قليلة ، وبعد ذلك سوف يجد لها مكان آخر،ولكنه لم يعلم اهله بالزواج منها

لكن زوجة سعد استغربت وجود جميلة في بيتهم وهي العاملة لديهم، وليس صعبا على زوجة سعد المتسلطة على البيت وعلى سعد  معرفة الامر وذلك لكبر بطن جميلة ،

في اليوم التالي استدرجت جميلة واعترفت لها بانها تزوجت من سعد على سنة الله ورسوله ؛؛جن جنون زوجة سعد ، وهجمت عليها وطرحتها ارضاً بمساعدة بناتها ، واخذن بركلها بأرجلهن على بطنها ومن ثم قلبنها على بطنها واخذت زوجة سعد تركلها على ظهرها من أجل اسقاط الجنين الذي في بطنها ..( وشاء رب الكون أن يحفظ الجنين )؛؛جميلة لم يصبها اي ضرر من هذا الضرب؛ واستطاعت الهرب من زوجة سعد ومن بناتها وهي لم تصدق بنجاتها وسلامتها وسلامة جنينها؛؛

 ذهبت مباشرة الى الحاج يوسف لتخبره بما جرى لها في بيت سعد؛تالم الحاج يوسف كثيراً واخذ يلوم ولده سعد على عمله الذي خلق له مع عائلته المشاكل وهو في غنى عنها،طلب  حاج يوسف من ولده سعد ان يأخذها الى بيت الطين المجاور لبيته (اي لبيت حاج يوسف ) ويسكنها فيه  ؛؛

عرف اهلها  الطيبون بطريقة زواجها ، وعرفوا بان حاج يوسف قام بحل الموضوع حلاً يدل على رجاحة عقله  وستراً لأبنتهم،، الاانهم اصبحوا في غاية الغضب على جميلة الطيبة العاقلة المتزنة والمتدينة ، كيف سمحت لنفسها ان تتزوج دون علمهم ويتم زواجا  بهذه الطريقة ؟؟ان جميلة احبت سعد حباً شريفاً وتزوجت منه بعقد شرعي ، وتزوجوا باعتبارهم راشدين وباختيارهم ! الا انهم مع الاسف لم يحسبوا  لتقاليد المجتمع اي حساب الذي يرفض رفضاً تاما مثل هذا الزواج الذي تم سراً؛انتقلت الى بيت الطين الذي اعده لها حاج يوسف ، وقاطعها اهلها مقاطعة تامةً وهي التي كانت تكد وتشقى في سبيل توفيرلقمة العيش لهم  ، وبمجرد ان  اخطأت في اختيار الزواج  دون مشاورتهم  تم مقاطعتها وتبرؤوا منها ؛؛

جميلة صابرة وصامدة على كل مايحدث لها بسبب ماورطت نفسها بهذا الزواج الذي تم خارج سياقات مراسيم الزواج العادي ؛

 في نظرها كان زواجاً شرعياً ،وذلك بأتمام الزواج بعقد شرعي  بموافقتها ، ورضا زوجها العاقل المتدين والكامل والمعروف في المجتمع باتزانه وحسن سيرته وكان سعد يعتقد ايضاً أن ما قام به ضمن ما يتطلبه الشرع  ، وكان مضطراً ان يسلك هذا السلوك ، لخوفه و احترامه لوالده الذي لايوافق على مثل هذا الزواج ، وبعيداً عن زوجاته؛وكانت رغبته قوية جداً بالزواج من هذه المرأة الصالحة  المؤمنة، والشريفة ولايرى اي بأس من هذا الزواج ؛؛

زوجة سعد المتسلطة لم تسمح لسعد ان يزور زوجته جميلة او يصرف عليها ، كما ان حاج يوسف الزم عليه بمقاطتها وعدم الذهاب اليها، حفظاً على بقاء علاقاته الطيبة مع زوجاته، والتخلص  من المشاكل ؛؛ويترك له امر العناية بها وحمايتها؛؛

 حاج يوسف امراهله ان يرسلوا لها الاكل وماتحتاجه من طلبات؛؛

الا ان سعد يحبها لايستطيع ان يقاطعها وكان يقوم  بزيارتها سراً دون ان يعلم احد ويعطيها بعض المال ؛؛

في احد الليالي جاء الخبر الى الحاج يوسف بان جميلة  بحاجة الى من يساعدها في الولادة ارسل لها  زوجته واعلمها بان ترسل الى المولدة  لتقوم بتوليدها .. رزقت جميله بولدها الجميل فرج .؛؛ فرحت جميلة بولدها الذي انعم الله عليها به وعوضها عن الشقاء بسبب مقاطعة اهلها ، ومتابعة زوجة سعد المتسلطة التي تتوعدها دائما بالشر؛ وشب فرج برعاية وحماية جده حاج يوسف

  يتفقده باستمرار ويسلمه مصروفه اليومي كما يشتري ما يحتاجه من كسوة في الصيف وفي الشتاء ، كما يصرف عليه  والده سعد ايضاً ولم يشعر فرج باي عوز ،

وعندما بلغ عمره سبعة سنوات  توفي جده الحاج يوسف ،ادخله والده في المدرسة وكان متفوقاً على اقرانه ، ويحقق الدرجات العالية رغم انه يدرس على ضياء (الفانوس) لعدم وجود الكهرباء

في بيت الطين ، وسعد لايستطيع ايصال التيار الكهربائي لهم خوفاً

من زوجته، ومع ذلك يباشر فرج بتحضير دروسه في المساء ويكمل دراسته في الليل علي ضياء الفانوس أو البطل ؛استمر في دراسته وبمستوى عالي ، وكان فرج يزور والده في المعمل باستمرارلاستلام مصروفه اليومي وطلب حاجاته منه ولم يترك والده ولم يتركه والده رغم عدم موافقة زوجته؛؛

وجاء اليوم الذي تخرج من الكلية وتعين في وظيفة محترمه ،

واصبح من الشخصيات المحترمة في المجتمع  لحسن سيرته والتزامه بمكارم الاخلاق ..

استطاع ان يؤجر داراً يليق به انتقل هو ووالدته وسكنا فيه  وبدأت حياة ًجديدة بالنسبة الى جميلة ، عاشت في عز وسعادة تامة ، وحمدت الله على ما انعم عليها من النعم ..

تذكرت جميله كيف تم زواجها ، وما لاقت من ضيق في العيش

وظلم زوجة سعد التي منعته من زيارتهم  او الصرف عليهم

وعانت كثيراً من مقاطعة اهلها ، وهي التي كانت تعمل من الصباح حتى المساء يومياً في سبيل مساعدتهم على المعيشة .

تحملت كل ذلك بسبب الخطأ الذي وقعت فيه وهو موافقتها على الزواج سراً، وندمت اشد الندم على ذلك وهل ينفع الندم ؟؟

 ولكن الله عوضها بولدها الذي  تتباها به ، خلق واخلاق وسمعة طيبة ..واسكنها في البيت الجديد الذي شيده في مكان متميز من المدينة، واستطاعت ان تزوجه من خيرة البنات التي انجبت له اولاداً وعاشوا باحسن الاحوال الى ان جاء اليوم الذي انتقلت به أم فرج الى رحمة الله  وهي مطمئنة على ولدها البار..