صدر حديثاً، عن “منشورات المتوسط – إيطاليا”، كتاب جديد، للناقد المغربي حسن المودن، بعنوان: مَنْ قالَ إنّ الناقدَ قد مات؟ مع عنوان ثاني وهو: ضدّ بارت، ماكدونالد، مانغينو.

كتبت : انجى ياسين

يأتي هذا الكتاب بعكس ما ادّعتْهُ دراسات سابقة: فهو ضدّ موت الناقد لرونان ماكدونالد، وضد موت المؤلِّف لرولان بارت، وضد نهاية الأدب لدومينيك مانغينو. لكنْ، هذا لا يعني أن تحتفظ بتلك الفكرة التقليدية عن الناقد والمؤلِّف والأدب، وتمارس النقد البيوغرافي على الطريقة التقليدية. فأن تكون اليوم ضدّ موتهم يعني أن تعيدهم إلى الحياة، ولكنْ، من خلال فكرة جديدة، من خلال نقد بيوغرافي بصورة مختلفة، من خلال نظرة جديدة إليهم. أن تقدّم ما يكفي من الحجج التي تكشف أن الناقد الأدبي لا يموت ولن يموت، لكنه يتجدّد ويبتكر لنفسه في كلّ مرّة أسباب الحياة.

وبهذا، فإن الجديد في هذا الكتاب أنه يكشف عن جوانب من هذا المعنى الجديد للأدب، للنقد، للناقد الأدبي، للمؤلِّف الأديب: أي أنه يريد أن يوضّح أن هناك بدايات جديدة بعد تلك النهايات إنْ سلَّمنا بوجودها، وأنه بَدَلَ خطاب النهايات، سيكون من الأفضل، بلا شكٍّ، أن نتحدّث عن خطاب البدايات

أخيراً، صدر الكتاب في 128 صفحة من القطع الوسط.

من الكتاب:

ما يوجد في قلب مسرحية أوديب الملك ليس هو جريمة قتل الأب، بل جريمة قتل الابن؛ ذلك لأن مسرحية سوفوكل غارقةٌ في هذا الاستيهام الخاصّ بجريمة قتل الابن: لأنّ لايوس قد كان سبباً في موت طفل ملكٍ آخر، فلذلك جرَّ على نفسه، وعلى شعبه، لعنة الآلهة وعقابها؛ وفي قلب المسرحية، هناك هذا الأمر الذي أصدرته جوكاست – بعلم لايوس أو بغير علمه – بأن يموت طفلها الذي أنجبته!.. وبهذا، فإن مسألة قتل الابن هي الجريمة المركزية، وتبقى مسألة قتل الأب ثانوية في المسرحية: هناك تلك الفكرة التي تقول إن الطفل يمكنه قتل أبيه، لكن الفكرة الأكثر عنفاً التي لا تقبلها الذوات ولا المجتمعات هي: أنْ تَقتلَ الأمُّ طفلَها، أو أن يَقتلَ الأبُ طفلَه!.. وفي الواقع، فإن جريمة قتل الطفل هي المهيمنة في الميتولوجيا الإغريقية!

عن الكاتب:

حسن المودن: أستاذ التعليم العالي، باحث ومترجم، مغربي الجنسية، من مواليد إقليم الصويرة 1963.متخصص بالتحليل النفسي للأدب؛ بلاغة الحجاج وتحليل الخطاب. حاصل على دكتوراه السلك الثالث في النقد النفسي من جامعة محمّد الخامس بالرباط سنة 1996؛ وعلى دكتوراه الدولة في بلاغة الحجاج من جامعة القاضي عيّاض بمراكش سنة 2006. لديه الكثير من الإصدارات بين التأليف والترجمة. حصل على جائزة كتارا في الدراسات النقدية سنة 2016.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.