زينبُ الخُدرِ الذي في خافقي
زارني طيفٌ لها ثُمّ استَتَبْ
طرَقَ الحُزنَ الذي في مهجتي
فأصابَ الدّمعُ عيني واللهبْ
مثلَ جمرٍ مُوقَدٍ في أشجرٍ
مثل نارٍ أكلتْ ذاكَ الحطبْ
مثل زرعٍ لم يطل ماءً ولا
هَطَلَ الغيثُ الذي فيهِ الصّببْ
ذروةُ الحزنِ الذي في قلبِهِ
تَرَكَت ألفَ سؤالٍ والعجبْ
بالغًا من مَبلغِ الودّ ِ الذي
في هواهُ القلبُ سعيًا قد وثبْ
لا تلم يا ﻷئمي في عترةٍ
بَلغَ السّيلُ رباها فانتحبْ
أوجبَ الرّبُّ رضاهم طاعةً
في هواهم دام ودّي والصّببْ
أصْحَبُ النّاسَ على خُلقٍ لهم
ألفُ آهٍ خلفَ ذاكَ المُصطحبْ
بتُّ أخشى موتَهُ في ساعةٍ
خُنتُ فيها ذكرَهم والمُنقلبْ
إنّ حُكمَ اللهِ يقضي حقّهم
أوجبَ الحُبَّ لهم أُمًّا وأبْ
يا مماتًا لم ينل من موتها
غير إسمٍ قابعٍ بالمُكتَتَبْ
لم يُصب في فعلِهِ من مدخلٍ
في وجودٍ لم يزل عالي الرُّتبْ
لا تقل عن موتها من قُصّةٍ
فمتى الموتُ عليها قد وجبْ !
كُلّهم أحياءُ عيشٍ خالدٍ
لم يمُت من هم فيوضاتٍ نُجبْ
شابَ ليلٌ باكياً من صدعها
من بياضِ الشّيبِ ما عادَ الشّببْ
يا زمانًا لم يزل في وجعةٍ
كم أصابَ السّهمُ من تِلكَ الشُّعبْ
زينبٌ تلكَ التي من صبرها
أعطتِ الصّبرَ دروسًا تُكتَتَبْ
كيف ننسى جَبَلَ الصّبرِ الذي
شهِدَ الكربَ بلاءً والعجبْ
ولدمعٍ كُلّما أوقفتُهُ
لامني لومًا ضميري وانتحبْ
آخذًا من وجنتي حُلوَ البها
تاركًا فيها هُطولًا للتّعبْ
ذاكَ حُزني من فؤادي نبعُهُ
هيّجَ الحُبُّ غمامًا فالتهبْ
في الحشا أنتم وفي نبضٍ لهُ
كاملَ الوصفِ وللحُبّ ِ رُتبْ
ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
بحرُ الرمل المحذوف
قصيدةٌ من ديوان حكاية جرح
الزمان المصرى 