الدكتور عادل عامر يكتب عن : الانفصال او الطلاق النفسي

 

فالطلاق النفسي هو وجود حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين الزوجين، وبعد كل منهما عن الآخر في أغلب أمور حياتهما. فالحياة الأسرية مستمرة، بل قد ينجح طرفاها في إخفاء ما فيها من مشكلات وما بينهما من جفوة،  

إلا أن الطلاق العاطفي يكون حاضراً فيها اما الانفصال العاطفي هو عدم القدرة أو عدم الرغبة بالتواصل مع الآخرين، وبالنسبة للكثيرين فإن الانفصال العاطفي ليس خياراً طوعياً، بل نتيجة الأحداث (صدمة عاطفية أو سوء معاملة)،  

 تجعل الشخص غير قادر على الانفتاح والتعامل بصدق مع الآخرين، كما يمكن أن يكون مفيداً لك استخدام الانفصال العاطفي عن قصد.. في وضع الحدود مع الآخرين، أو في أن تكون بعيد المنال عن الاهتمام العاطفي لعدد محدد من الأشخاص، كما أن هناك أنواعاً مختلفة من الانفصال العاطفي.  

الطلاق النفسي والعاطفي  

أن تظل حبيس علاقة منتهية الصلاحية ولا تعرف كيف الخروج منها أو إنهاءها بأي طريقة لتظل مرتبط اجتماعيا ومن أجل البروتكولات والمظاهر الخداعة ،لهو أمر في غاية الصعوبة. وأن يكون هناك من تتحمل مسئوليته لأي سبب من الأسباب وتظل شكليا مرتبط به ارتباطا كليا ولكن في الخفاء حتى أنك لا تبادله أطراف الحديث اليومي  

ويمكن أن يكون نقمة عليك أو أن تكون أنت ذاتك نقمة عليه لهو من أصعب العلاقات الاجتماعية الإنسانية .ويمكن أن تكون تلك العلاقة التي تنازع سكرات الموت الشديد الصعوبة هي أصعب وأشد تلك العلاقات والتي هي المحور الأساسي في الأسرة وتتمثل في العلاقة الزوجية بين الزوجين في الأسرة .  

تبدأ أزمة العلاقة الزوجية من الخلافات والتوترات والمشاجرات بين الزوجين ،وقد تتراكم الخلافات والتوترات والتنافر بينهما إلى حد الذروة لكنهما لا يصلا إلى الطلاق المباشر، إذ تمنعهم أسباب عديدة، مستقبل الأولاد، كلام الناس، الخشية من واقع المطلق والمطلقة، فتكون النتيجة حالة من الطلاق التي تستمر فيها العلاقة الزوجية أمام الناس فقط، لكنها منقطعة الخيوط بصورة شبه كاملة في الحياة الخاصة للزوجين وتسمى حالة الطلاق النفسي أو العاطفي .  

الطلاق النفسي أو العاطفي (هو علاقة مدمرة من الداخل بين الزوج والزوجة ، لو توفرت الشروط الموضوعية وترك الخيار لأحد الطرفين أو كلاهما لاتخذا قرارهما بالانفصال وتحقيق الطلاق الشرعي أو الفعلي ، ولكن هذه العلاقة قائمة من حيث الشكل لأسباب عديدة قد تكون دينية أو اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية ، والذي يساعد على الاستمرار هو ضغط العوامل الخارجية المتمثلة بالأطفال والأهل والأبناء والوضع المادي والمجتمع ، ولكن ينعكس تدمير هذه العلاقة على حياة الزوجين أولاً وعلى أطفالهما وأهلهما وأصدقائهما لينتقل هذا التأثير إلى المجتمع بشكل أو بآخر .. والأمثلة كثيرة بل وبنسب مؤلمة).  

وباختصار الطلاق النفسي أو العاطفي هو:  

انفصال الزوجين نفسيا عن بعضهما البعض رغم وجودهما معا تحت سقف واحد بدون الانفصال بالطلاق الشرعي الفعلي, وهو اشد أنواع الانفصال وأخطرها على الإطلاق .  

أسباب الطلاق النفسي أو العاطفي:  

1-الزواج التقليدي.  

2-فارق العمر  

3- اختلاف المستوى الثقافي  

4-الإهمال الجنسي (من الزوجة للزوج أو من الزوج للزوجة  

5-عدم الإنجاب .  

6-العصبية والخلافات الزوجية المتكررة بين الزوجين .  

7-عدم توفر الإمكانات الاقتصادية للدخول في مشروع زواج أخر .  

8-تدني المستوى الاقتصادي للزوجين .  

9-تدني مستوى الوعي للزوجين الذي يمكن أن يتضح من خلال عدم التوصل إلى حلول ترضي الطرفين للمشاكل التي يواجهونها.  

10-الحفاظ على كيان الأسرة  

11-النظرة الاجتماعية(نظرة المجتمع السلبية والقاصرة إلى المطلقة أو المطلق) لكل من الزوجين إذا دخلا مرحلة الطلاق العلني .  

12-هجر فراش الزوجية سواء من قبل الزوج أو الزوجة  

14-عدم التوافق في الطباع و الميول والأذواق والرغبات والقناعات والطموح.  

15 -التغيرات الفسيولوجية:  

17-برود العلاقة العاطفية والمشاعر وتزايد المشاحنات  

آثار الطلاق النفسي أو العاطفي :  

أ- آثار الطلاق النفسي على الأولاد :  

في الحقيقة لا يمكن للأولاد أن ينموا بشكل سليم وطبيعي إلاّ في ظل أم تحضنهم وأب يرعاهم، وهم بطبيعتهم لا يفضلون واحداً على الآخر، فكلاهما مهم وأساسي للحصول على استراتيجية متينة وعلى توازن عقلي وجسدي، وكما أن الولد يحتاج إلى كل العناصر من حب وحنان وعطف، فهو يحتاج أيضا إلى عناصر الشجاعة والقوّة والإقدام.  

في غياب البيت الطبيعي المُترع بالدف والحنان والحُبّ والسكينة والانسجام والتفاهم والنجاعة ينشأ الأطفال نشأة غير سليمة، ويُصابون بأمراض نفسية منها انفصام الشخصية وفقدان الثقة بالذات والعجز عن أخذ القرارات المناسبة.  

إنّ الأبناء – وعى الآباء بذلك أم لم يعُوا- وهم يقفُون يوميا على أرض من الألغام المتفجّرة ويحترقون بشظاياها، ليتشرّبون من المشاعر السيئة، وليتجرّعون مرارة الحياة باستمرار، مع أنّهم لا يتجرّؤون على الإفصاح عن ميولهم لخيار انفصال الأبوين عن بعضهما رغبة منهم في الخلاص من واقع طالما أربك شخصياتهم الرهيفة، وهزّ ثقاتهم بأنفسهم وبمحيطهم العائلي، وربّما أورثهم هُمْ أيضا عجزا عن اتخاذ القرارات الصائبة في حياتهم الخاصة.  

تأثر الأولاد بحياة والديهم ،و أن كلاهما يجب أن يكون قدوةً للأطفال ، فحين يلاحظ الأطفال اتفاق والديهما ووجود العاطفة بينهما فسوف يكون التأثير إيجابياً ، وأمام الجفاف العاطفي بين الوالدين سيكون سلبياً بلا شك. ..  

ب- آثار الطلاق النفسي على الزوجين :  

فالطلاق النفسي أشبه (بالحرب الباردة) حيث لا يعلن أياً منهما الحرب على الأخر يثور عليه أو يعلن اختلافه أو حتى احتياجه ليتضاعف ألم الاحتياج بألم عدم القدرة على التعبير عن هذا الاحتياج، فتخيل أنك تتألم ولا تملك أن تقول أنك تتألم، وتخيل أنك تحتاج ولا تملك أن تقول أنك في حاجة لشخص من المفترض أنه الأقرب لديك،  

فقد تشم رائحته كل ليلة، وتستنشق أنفاسه حينما تجلس بجواره لتكمل المسرحية الهزلية التي قررت معه أن تعيشها، ولكنك لا تملك أن تشعر بالأمان مع هذه الأنفاس التي تخرج منه، وعليك أن تحولها شئت أم أبيت إلى لا شيء حتى لا يتعامل معها عقلك فيطلب الاقتراب أو البوح برغبتك في مشاركته لك في فكرة أو حلم جميل يضمه معك أو حتى لقاء حميم أحله الله لكما…. فهل أصعب من ذلك ألم؟!! وهل أقسى من ذلك ظروف؟!!  

وتتجلى آثار الطلاق النفسي أو العاطفي على الزوجين بما يلي :  

(شيوع الصمت وضعف التواصل وغياب لغة الحوار في الحياة الزوجية -الانسحاب من المعاشرة الزوجية- تبلد المشاعر وجمود العواطف- غياب البهجة والمرح والمودة والتودد والأجواء الرومانسية والمداعبة من العلاقة الزوجية- غياب الاحترام واللين والرفق بين الزوجين وشيوع العناد و النرفزة والتذمر والشجار والنزاعات لأتفه الأسباب-  

الإهمال والأنانية واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات وآلام كل طرف- الهروب المتكرر من المنزل أو جلوس الزوجين في أماكن منفصلة داخل بيت الزوجية ( الانعزال المكاني ( -عدم الاشتراك في أنشطة مشتركة- الانسحاب من فراش الزوجية – النفور الشديد من الطرف الآخر- الشعور بالندم على الارتباط بالطرف الآخر- التفكير بالطلاق أو بالزواج من امرأة أخرى- شيوع السخرية والاستهزاء والاستهتار والتعليقات السلبية والتقليل من شأن الأخر وجرح مشاعره بكلمات مؤذية ( المظاهر الجسمية أو أي سلوكيات أخرى )  

– الأكل والشرب بشكل منفصل- اللوم المتبادل والانتقاص من انجازات وطموحات الطرف الآخر- رمي المسئوليات على الطرف الآخر والتحلل من الالتزامات تجاهه(.  

علاج الطلاق النفسي أو العاطفي:  

نطرح بعض النصائح الهامة لعلاج تلك مشكلة الطلاق النفسي أو العاطفي بين الزوجين :  

1-زيادة الصراحة والوضوح والمرونة في العلاقة الزوجية .  

2-وإتاحة المجال لكل منهما ليقول ما لديه مع ضمان استماع الطرف الآخر.  

3-فتح مجال أوسع لكل من الزوجين ليشعر بالاطمئنان داخل العلاقة الزوجية .  

4-زيادة انتباه وتقدير كل منهما للآخر.  

5- زيادة قدرة كل من الزوجين على التكيف المطلوب لحل المشكلة.  

6- فهم كل منهما لسلوك الطرف الآخر .  

7-على الزوجة تعلم فن الدبلوماسية مع زوجها، واللجوء إلى المديح والثناء وفي كل الأمور بدءاً من شكله وطلعته إلى طريقة كلامه وتعاملاته والجميل في كيل المدائح أنها معدية فتنتقل إلى الزوج ويرد الجميل.  

8-اختاري أيتها الزوجة كل يوم كلمة تنادي بها زوجك أو تقولينها له على الهاتف ، واعترفي بمشاعرك تجاهه وخاطبيه بكلمات الغزل ، فيتشجع ويبادلك بكلام أرق وأجمل تجلب لكما الراحة وتفرض عليكما التقارب والألفة والحميمية ، وبرأي يجب على المرأة أن تجهر وتعبر عن حبها ، لأن الرجل يكون من النوع الصامت الذي لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره .  

وأخيرا نتفق مع العقلاء النصيحة هي اهم الطرق العلاجية: على أن الحوار هو أساس الحل في أي مشكلة بين الزوجين فالصمت يؤدى إلى تفاقم المشكلات .. لذلك بادرا أيها الزوجان بالحوار مرة واثنان وثلاثة حتى تصلا إلى النتيجة الإيجابية.  

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

الفنان ربيع وإنطلاقة فنية جديدة بأغنية سكر

نجوم الخليج – 2020- الزمان المصرى : خاص

أطلق الفنان ربيع أولى أعماله الغنائية بعنوان ” سكر ” ليسجل من خلال هذا العمل انطلاقته الفنية في سماء الأغنية العربية ، خصوصا وأن العمل جاء بقالب يحاكي روح الشباب ،وتم تصوير العمل بأسلوب الفيديو كليب في القاهرة ، تحت إدارة المخرج سلامة ، علماً بأن أغنية ” سكر ” من كلمات وألحان أحمد أبوزيد ، والتوزيع الموسيقي محمد شفيق ، مكس وماستر خالد رؤوف ، ومتابعة وتنسيق عبدالله البداد ، إشراف عام حسن طالب ومن إنتاج : تيونز أرابيا .

وتقول كلمات أغنية سكر

سكر ياواد سكر … ليك حق تتدلع … دانا قلبي يا اسمر … دقاته بتسمع

عليك رموش تسحر … وعيون ماتتوصي … رسم الهوي برقه … فوق الجبين قصه

اعطف بقي مره … يا حلو رايدينك … دا توبنا من توبك … وعيونا عشقينك … ماشي بتتمايل

ولا حد على بالك … لك حق تتخايل … علينا بجمالك … لفينا ياما وراك .. وتعبنا واحترنا .. وبقينا نترجاك .. ولا مرة بتزورنا

” سكر ” هي بداية المشوار الفني للفنان ربيع مع شركة تيونز أرابيا ، التي تبنت هذه الموهبة المصرية الفنية الصاعدة ، لترسم له مسارا فنيا ، في سماء الأغنية الشبابية المصرية من خلال تقديم منتج غنائي يزخر بالأفكار والجمل الشعرية واللحنية ، بما ينسجم مع واقع المجتمع المصري والعربي بهدف الارتقاء بالذائقة الفنية ، كما قامت شركة تيونز أرابيا بوضع خطة إنتاجية سيتم الكشف عن تفاصيلها في القريب العاجل .

للإستماع لأغنية ” سكر ” للفنان ربيع على القناة الرسمية لشركة Tunes Arabia ” اليوتيوب ” وأيضا على كافة مواقع التواصل الاجتماعي ، والتطبيقات الغنائية ، وعلى كافة الإذاعات المصرية و الخليجية والعربية .

 

الدكتور عادل عامر يكتب عن :اقتصاديات الغاز الطبيعي في منطقة بحر قزوين  

عرف الإنسان الغاز الطبيعي منذ زمن طويل وبالرغم من ذلك لم يصبح منافسا للغازات الأخرى المصنعة من الفحم والبترول إلا منذ منتصف القرن العشرين حيث ازداد الإقبال عليه كمصدر اقتصادي للوقود لأنه يصلح للاستخدام بشكل مباشر دون معالجة ولا يلوث البيئة نتيجة احتراقه فهو يعتبر وقود أمن واقتصادي وفى ظل التقدم الصناعي دخل الغاز الطبيعي في عديد من مجالات الحياة المختلفة حيث اصبح الآن شريان الحياة الحضارية الحديثة لما به من مميزات اقتصادية وبيئية عديدة ،  

وقعت الدول الخمس المحيطة ببحر قزوين اتفاقية تاريخية تحدد الوضع القانوني له بعد محادثات استغرقت أكثر من 20 عاماً.  

وقد حددت اتفاقية تاريخية بين قادة روسيا و إيران و كازاخستان و أذربيجان و تركمانستان وضع بحر قزوين القانوني، المتنازع عليه منذ تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، الأمر الذي أدى إلى خلاف طويل حول ما إذا كان بحر قزوين بحرا أم بحيرة.  

وسيعني تصنيف بحر قزوين كبحيرة تقسيمه بالتساوي بين الدول الخمس المحيطة به، لكن تصنيفه كبحر يعني تقسيمه بحسب قانون البحار للأمم المتحدة والذي يشمل كيفية إدارة الموارد الطبيعية، والحقوق الإقليمية والبيئية.  

ومنحت الاتفاقية بين الدول الخمس بحر_قزوين وضعا قانونيا خاصا، حيث ستكون المياه_السطحية متاحة أمام كافة الدول المحيطة به، وستمنح حرية للشحن بين جميع الدول الساحلية خارج المياه الإقليمية.  

لكن قاع_البحر الذي هو غني بالموارد الطبيعية، سيتم تقسيمه بحسب اتفاقيات ثنائية على الأرجح كما تظهره الخارطة.  

ويعد بحر قزوين مهماً للغاية للدول المحيطة به، لما يحويه من موارد للنفط والغاز، حيث تشير التقديرات إلى وجود نحو 50 مليار برميل من النفط، وما يقرب من 300 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي في قاع البحر.  

وتوفر الاتفاقية إطارا للاستفادة من هذه الموارد، وقد تشجع شركات النفط العالمية للعودة إلى استثماره وتنشيط مشاريع النفط والغاز في المنطقة.  

وكان الخلاف حول الوضع القانوني لبحر قزوين قد منع إنشاء خط أنابيب الغاز الطبيعي بين تركمانستان وأذربيجان الذي كان من شأنه السماح للغاز التركماني بتجاوز روسيا في طريقه إلى أوروبا.  

وكانت روسيا وهي مصدر رئيسي للنفط و الغاز إلى أوروبا قد اعترضت على ذلك في السابق.  

وإلى جانب النفط والغاز، يتم الحصول على ما بين 80% و90% من الكافيار في العالم من بحر قزوين، لكن الأعداد انخفضت خلال العقود القليلة الماضية، فالاتفاقية الآن تتيح تحديد حصص وطنية لصيد الأسماك.  

ويرى البعض أنه بما أن قاع بحر قزوين سيصنف كبحر، فإن إيران التي لديها أقصر حدود على طوله ستحصل على الحصة الأصغر، وبالتالي فإنها كانت تفضل تصنيفه كـ بحيرة.  

وقد تناولت في هذه الدراسة أهمية مورد الغاز الطبيعي وتكويناته بالتطبيق على مجموعة الدول المطلة على بحر قزوين والتي يمثل مورد الغاز الطبيعي لها أحد منافذ الضوء الذي ينير الطريق لنمو وتنمية اقتصادياتها ،حيث كانت هذه الدول في الماضي تعتبر من أغنى دول العالم في اقتصادياتها بتعاونها وترابطها في ظل سياسة الاتحاد السوفيتي السابق ،  

ولكن بعد انهياره واجهت هذه الدول عديد من العقبات والتحديات أمام النهوض باقتصادياتها ، ولم تجد لديها سبيلا افضل من استغلالها لموارد الطاقة المتوفرة لديها فى كل من الحقول البحرية فى بحر قزوين والحقول البرية الممتدة على طول شواطئه والاراضى المحيطه به  

، فبحر قزوين الذى يمتد من الشمال الى الجنوب على الحدود بين اوربا واسيا بطول 730 ميل واتساعه يقدر بحوالى 180 ميل يحتوى على عديد من حقول النفط والغاز الطبيعى البحرية كما تمتلك مجموعة الدول المطلة عليه ( ايران-اذربيجان- تركمانستان –كازاخستان-روسيا ) احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعى  

 

مما يمثل ثروة اقتصادية هامة وهبها الله سبحانه وتعالى الى هذه الدول جذبت اليها عديد من تطلعات القوى الاقليمية والدولية التى تسعى الى الاستفادة من مورد الغاز الطبيعى المتوفر لديها باعتباره احد موارد الطاقة الهامة فى هذا الوقت مما يؤكد من أهمية هذا المورد فى المنطقة وخاصة منذ تفكك الاتحاد السوفيتي السابق  

 حيث بدات كل دولة من الدول المطلة على بحر قزوين تبحث عن الحل الامثل للنهوض باقتصادياتها كدولة مستقلة بعيدا عن دائرة الهيمنة الروسية على اقتصادياتها ، ولم تجد هذه الدول حلا امثل للتغلب على الازمات الاقتصادية التى تعرضت لها منذ حصولها عن استقلالها سوى الاستفادة من الاحتياطيات الضخمة المتوفرة لديها من موارد الطاقة ( بترول – غاز طبيعى ) والعمل على تنمية قطاع الطاقة لديها للاستفادة من عائدات الدخل التى سوف تتوفر اليها من مبيعات موارد الطاقة . فاخذت هذه الدول منذ حصولها على استقلالها تنظر الى هذه الثروة بقدر من الاهتمام حيث اصبح الاستفادة من مورد الغاز الطبيعي لديها هدفا تبغي الوصول إليه لتحقيق استقرارها اقتصاديا وسياسيا ،  

 فبذلت هذه الدول جهودا عديدة للنهوض بعمليات البحث والتنقيب عن الغاز الطبيعي وفتحت الأبواب أمام الشركات الغربية للعمل في قطاع الطاقة واهتمت باستخدام التقنيات والأجهزة التكنولوجية الحديثة والقوى البشرية المدربة ،الا ان الخطوات التنفيذية لهذا الاقتراح واجهت عديد من القضايا والعقبات كان من اهمها:  

1. القضايا السياسية : وتتمثل فى وجود عديد من النزاعات العرقية والحركات الانفصالية داخل حدود منطقة بحر قزوين مما يؤدى الى وجود حالة من التوتر السياسى تؤثر على المناخ الامنى وتهدد الاستقرار الاقليمى فى المنطقة ، هذا بالاضافة الى وجود نزاع بين دول المنطقة حول تحديد الوضع القانونى لبحر قزوين .  

2. القضايا الاقتصادية : وتتمثل فى ندرة الموارد الاقتصادية اللازمة لعمل التنمية فى قطاع الطاقة لدى دول المنطقة مما يمثل عائقا امام توفير الجدوى الاقتصادية للقيام بعمل مشروعات لنقل موارد الطاقة من المنطقة إلى الأسواق، كما تفتقد دول المنطقة وجود اجهزة تقنية وتكنولوجية حديثة تساعدها على الكشف عن موارد الطاقة والوصول الى الاحتياطيات الضخمة من موارد الطاقة للاستفادة منها بالشكل الامثل.  

وللتغلب على هذه العقبات التى تقف بمثابة حاجز قوى امام الاستفادة من موارد الطاقة فى المنطقة ، اتخذت مجموعة الدول المطلة على بحر قزوين عدة سياسات تهدف الى التعاون مع القوى الاقليمية والعالمية لمساندتها ،فعملت على الانضمام الى عدد من المنظمات و المؤسسات التى تهدف الى تدعيم علاقات التعاون فيما بينهم ،  

كما عملت على جذب الاستثمارات الاجنبية اليها وفتحت الابواب امام الشركات الغربية والامريكية للعمل فى تنمية قطاع الطاقة لديها .  

مما أدى إلى ارتفاع حدة المنافسة السياسية والتجارية للسيطرة على موارد الطاقة في المنطقة ،وذاد من تطلعات القوى الإقليمية والعالمية للحصول على فرصة للتنمية الاقتصادية في المنطقة ولم تكتفى هذه الدول بتواجدها التجاري هناك لكنها عملت على تدعيم هذا التواجد بإمكانات عسكرية بدعوى حماية أمن الطاقة في المنطقة والعمل على تحقيق قدر من الاستقرار الأمني والإقليمي هناك، مما يؤكد التوقعات التي تتنبأ بوجود حالة من الصراع تكتمل معالمها بمرور الوقت في المنطقة،  

هذا الصراع لن يكون صراعاً قانونياً فحسب، بل سيمثل صراعاً سياسياً واقتصادياً في نفس الوقت كما إن جوهر هذا الصراع في المنطقة سيقوم علي عاملين هامين ، يتمثل العامل الأول فى السيطرة علي حقول النفط والغازالطبيعى و العامل الثاني يتمثل في حماية خطوط الأنابيب التي تنقل الإنتاج إلي الأسواق.  

وبالرغم من وجود العديد من العقبات والمشكلات التي واجهتها إلا أنها تسعى لجذب الاستثمارات الأجنبية والشركات العالمية للعمل في المنطقة وتحقيق اكبر عائد من الربح هذا بالإضافة إلي إنها تسعى لتكوين علاقات تعاون فيما بينها تهدف إلي عقد الاتفاقيات للاستفادة المشتركة وتحقيق افضل السبل للوصول بالغاز الطبيعي إلى الأسواق العالمية فعملت كل من إيران وروسيا على مد جسور التعاون إلي باقي الدول المطلة على بحر قزوين لمساعدتها وتقديم الخبرات اللازمة لها لتنمية قطاع الطاقة بها  

ولكن جاءت تطلعات القوى العالمية الكبرى تجاه منطقة بحر قزوين لتمثل أحد التحديات التي تحد من احتواء روسيا وإيران لباقي دول المنطقة حيث يمثل دخول الشركات الأمريكية إلى المنطقة أحد المنافذ الهامة لامتداد الوجود الأمريكي في المنطقة والذي بدا يتزايد منذ أحداث 11 سبتمبر 2001م حيث سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى تدعيم وجودها في المنطقة عن طريق التواجد العسكري لحماية أمن الطاقة ومسار خطوط الأنابيب  

وعلى الجانب الآخر نجد تطلعات كل من الصين وتركيا تنمو نموا تدريجيا تجاه منطقة بحر قزوين بهدف التعاون معها لضمان تامين موارد الطاقة لهما في المستقبل مما يمثل عامل ضغط سياسي يؤدى إلي وجود حالة من التوتر السياسي داخل نطاق منطقة بحر قزوين.  

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

  مصطفى منيغ يكتب عن :الضياع الذِّي رَأَى نفسه سَمَع

 

إدْرَاكُ ما حَصَلَ بمفهومِ الحاضرِ لضبْطِهِ على المُستَقبَل، كما الآن إنعاشاً للتاريخ نفعَل، اجتهاد غير نابع عن فراغ بل بالدلائل اكتََمَل، الرأي رأي ظرفي يبقَى إن ابتعد عن إحياء التاريخ وما لنفس الموضوع شمل ، لذا التهرب من مسؤولية ما حَدث لا يعادل نكرانها من طرف أبطالها اكتفاءاً بدور التابع لما جرى عليه ذاك الحال ، متَى تعذر معايشة نفس الواقع مرتين لا بأس استرجاع ما دُوِّن في حينه حينما كُشِفَ النِّقاب عن وجوه جرَّدها التلاعب بمصير أمة مِنْ صِفَةِ الرّْجال ، ليلتحقوا بتسيير مدفعيّة تهدم ما أُنْجِزَ ولَنْ يَكون لها على الزمن المنظور أي مثال ، فلا كيان قائم على باطل أعادَ ما سيكونُ بما كانَ للقادمِ مِنْ مَآل ، ولا الجدار الهشّ صَمَد حينما الثقيل عليه مال ، الباقي مجرد تحركات تنفي على نفسها علَّة الشلل ، منها أطراف مُساقة هاربة من توتّر عقيم للراحة الجوفاء بواسطة تِجْوال ، تارة في المغرب وأخرى في أوربا وثالثة في مصر  ورابعة في تونس وخامسة انضم مَن تعَسْكَرَ فيها  لخمسة زائد خمسة ولا شيء ترتَّبَ مُجدِياً أكثر من منتسب للشرعية يقول اليوم ما البارحة قال ، والمحسوب على الخروج منها على الأرض يجول كما صال ، والعالم على يقين أن ليبيا انطلاقاً من 2021 لنادي فوضَى الضَّياع دخلت انتظاراً لما يُخَطَّطُ لها كشقيقتها سوريا من حَل .

… هنا تذكَّرت بقية ما خاطبني به الراحل معمر ألقذافي امتداداً لنفس اللقاء المطوَّل الذي منحني فيه الفرصة للتعبير عن رائي بحرية مطلقة:

” لن تقدر أوربا ولو عززت تحالفها بأمريكا على ضرب الجماهيرية الليبية لأسباب متعدِّدة ، منها تسليح الثورة للشعب الذي أصبح يحكم نفسه بنفسه ، ثم لدور ليبيا الذي تلعبه كسد يُوقف سيل الهجرة الجنوبية صوب دولها ، وأيضا ما يصلها من أموال يصرفها الليبيون على طول السنة ابتياعاً لسلع عادية أو استراتيجية أو من أجل السياحة ، وما تعرفه أوروبا عن تفكيرنا في انجاز مشاريع في حجم أهرامات مصر ، تتطلَّب تعاوننا لنقلها على الأرض ، كالنَّهر الصناعي العظيم ، وسلسلة طرق سيارة تفوق جودتها عما لدى دولها بالكامل ، تُوضَع تحت تصرُّف الليبيين بالمجان ، وأشياء لا يمكن تلخيصها في جلسة أو عشر جلسات مع صديق مغربي أقرأ ما يكتب عن ليبيا برأي حر صريح يتمنى أن تعود العلاقة الطيبة بيننا والمغرب ، وبيني والملك الثائر الحسن الثاني ، طبعا يمكنك الأخ مصطفى منيغ الاتصال بالإخوة في جريدة “الزَّحف الأخضر” للإطلاع على تجربة صحفية ثورية جديدة ، ونستفيد نحن أيضاً من خبرتك في الميدان ، تيقن إتباعا لما سمعتُه مباشرة منك ، أن أخباراً سارة ستصلك أولاً بأول عن عهد جديد من علاقات وطيدة بيننا والمملكة المغربية تتعلق بالصحراء ، ليبيا ستظل الصخرة التي تتكسّر عليها أطماع أمريكا ، وعلى إلحاقِ الضرر بثورة الفاتح من سبتمبر العظيم لن يقدر أحد” .  

… أتذكر وأقارن وأتمعن لأصفَ ما يجري الآن في ليبيا ، بمن فجر بيته على عياله وخرج طالبا إسعاف من شاركه آنذاك التفجير ، كأنَّ الغباء لا يشمله ، بل توقَّف حيث جلس للتمويه يبكي راغباً أن ينقذه النسيان عسى التمتع بفرصة تشييد بيت آخر على هوى ليس هواه ، رحل ألقذافي وماذا بعد؟ ، هل التحق المُفجِّر بالجناة الحقيقيين لمثل العملية ، أو احتلوا مكانة ألقذافي لتتلاعب به أقدامهم ككرة وسط مستنقع تتصاعد منه روائح البارود و الموت ، الليبيون تيقنوا أن الجناحين المتحاربين لم يعد لهما ما يستطيعان به رد المياه الليبية لمجاريها الليبية ، مهما تعاقبت مواقيت الهدنة أو المواجهة لسنوات إضافية على مأساة ليبيا ، انتظاراً لبروز قذافي جديد بعيد من محيط الجناحين المذكورين ينبع من الشعب الليبي العظيم ، المرخص بحبه لتزعُّم مرحلة كفيلة برفض مَن يتحصّن خلف قوى أجنبية لنزع طرف من غنيمة مذبوحة غدرا ، قذافي جديد بغير  كتاب أخضر و لا حماس عظمة تفوق ما خصه الباري سبحانه وتعالى  بها ، وإنما بإيمان في قدرة وطن يتمتع بكل المؤهلات للوقوف على رجليه من جديد، وللشعب الليبي، الذي نُكِنُّ له التَّقدير والحب الصادق والذي لن يكون مغلوباً على أمره، واسع النظر.  

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :المواطنة الحق

المواطنة تعني …

اعتراف السلطة بالفرد واحترامها له، ورعايتها لحقوقه، وحفظها لكرامته، ودفاعها عنه، وعدم الإساءة إليه وتجريحه، أو حرمانه من حقوقه وتجريمه، أو التخلي عنه وإهماله، وضمان شيخوخته ورعايته عند حاجته، والسؤال عنه والاهتمام به، والتزامها العدل والمساواة بين مواطنيها، ومحاربتها للظلم والحيف، والبغي والطغيان، والاستقواء والعدوان…

وهي أيضاً ….

احترام الفرد للدولة، والتزامه بقوانينها ونظمها، وعدم المساس بها وخرقها، وحفاظه على صورتها جميلة وهيبتها قوية، والإخلاص لها والوفاء لأهلها، وعدم التعاون مع أعدائها أو الغدر بها، وأن تكون في مجتمعك إنسانأً صادقاً أميناً، متعاوناً متفهماً، …

لكن المواطنة الأهم …

أن تكون أنت قبل غيرك، إنساناً خلوقاً نبيلاً، تحترم غيرك وتقدره، وتحفظه وتوقره، وتصونه في غيابه وحضرته، وألا تسيء إليه رد فعلٍ أو ابتداء سوء، وأن تكون مؤمناً بالشراكة والتقاسم، والتكامل والتعاون، وترفض التعصب والعنصرية، والاستئثار والاستكبار…

وأن تكون مؤمناً بحقوق غيرك في الحياة، وغيرك يعني جارك وصديقك، وأخوك وابنك، ورفيقك وزميلك، وابن حيك وشريكك في الأرض والوطن، والإنسان عموماً وإن اختلف معك في الجنسية والهوية، واللسان واللون، والدين والعقيدة، والطائفة والمذهب….

لا يحق لأحدٍ أن يطالب بحقوق المواطنة ويصر عليها، ويدعي المظلومية إذا حرم منها، وهو ظالمٌ لغيره، ويسيء لسواه، ولا يقدر الناس ولا يحترم حقوقهم، فأصل المواطنة أنت، فإن كنت متمتعاً بصفاتها وملتزماً بشروطها، فأنت المواطن الصالح، ولعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سبق كل النظريات والعقود الاجتماعية عندما قال “المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده”، والمسلمون هنا هم كل الناس، بني الإنسان جميعاً، هو ما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمسلم الحق هو من سلم الناس من لسانه ويده، وضمنوا أمنهم وسلامتهم، وحرصوا على حياتهم وممتلكاتهم.

 

بيروت في 19/12/2020