خوفٌ ورجاء ..قصيدة للشاعرة الكبيرة الدكتورة أحلام الحسن

إلى أبواب سماواتك ربّي وفدتُ وكلّي أملٌ بأنّك العفوُّ الجواد فلا تردّني بخيبةٍ وإن كنتُ من الخائبين

ياغافرًا عفوهُ منْ باذخِ الكرمِ

رُحماكَ ربّي عُبيدًا تائب الجُرمِ

يامن إليهِ هوَت روحُ الخلودِ ولمْ

تَعبد سوَاهُ ولم تسجد إلى صنمِ

لن ينثني مُخلصٌ يغدو بهِ أملٌ

أقْررتُ بي توبةً أرجو بها سَلَمِي

هذا خشوعي على بابٍ لهُ شرفٌ

أطوي ليالٍ وفي طيّاتها هِممي

ياخجلتاهُ غدًا من وقفةٍ عتبت

عُذرًا إلهي لِما زلّتْ بهِ قدمي

عيشٌ فكم خانني تقسو مرارتُهُ

عمرٌ فلا غادرت أيّامُهُ ألمي

هذا ذُهولي لقد أعيت بهِ حيلٌ

إن صابني بعضهُ أو صابهُ ضَرَمي

والنّفسُ قد صُدّعت والجسمُ ممتحنٌ

والصّبرُ منّي جريحٌ نزفُهُ بدمي

في أضلعي زفْرةٌ كمْ أحرقت شفتي

منْ نوبةٍ لم تدع رأسي ولا قدمي

يرمي قضاءٌ وجُودي صابهُ ندمٌ

منْ هَولهِ أنجمي رُدّت إلى العدمِ

يالائمي لا تَلُم قلبًا إذا وُضعت

في جوفهِ حسْرةٌ تصبو إلى النّدمِ

منْ يُعطني غيْرهُ عفوًا ومُعتمدًا

يومَ الصّراطِ الّذي من نورِهِ حَكَمِي

أطفو غريقًا وقلبي كُلّهُ أملٌ

فالصّفحُ عن مُذنبٍ ترنيمةٌ بفمي

ياليت حالي برُكنٍ لم يُصب لممًا

سُبحانهُ غافرٌ في حِلمهِ عشمي

كم نائمٍ قد صحا من موتهِ فَزِعًا

مَخطوفةٌ رُوحهُ في برزخِ الأُمَمِ

ياراحمًا مدمعًا في سهدهِ نصبٌ

منْ فزْعةٍ مارعتْ همّي ولا سَقمي

ياحافرًا حفرةً أمري بها وجلٌ

تُدوي بها نفْخةٌ يصحو بها عدمي

ربٌّ عظيم العُلا يأوي لهُ قدري

في مُلكهِ رحمةٌ يرجو لها رمَمِي

هيهاتَ عن جُودهِ أغدو بمنصرفي

منْ سُندسٍ أرتجي لِبسًا بهِ عِصَمِي

يا نادمًا قمْ وقفْ في أرضهِ خَضِعًا

منْ فضْلهِ تحتمي منْ جمرةِ الحُطَمِ

وامْدد لهُ أيْدِيًا ظنًّا بهِ حَسَنًا

أنعمْ بهِ مُكْرمًا منْ أعْظمِ النّعمِ

قد أخْطأت أنْفسٌ ظنّت بخالقها

عَدلًا ولم تنتظر عفوًا منَ الكَرَمِ

في عدلهِ لا تقلْ حيفًا بهِ صَرَمٌ

في عفْوهِ فُسحةٌ تُنْجي منَ الصّرمِ

عُذري لهُ نادمًا يرجو لمنتحبٍ

في دمعةٍ أسرعت كَفّارةُ الحِمَمِ

حسبي بهِ حلمهُ عنْ مُذنبٍ جسدًا

فالرّوحُ تهفو لهُ والفِكْرُ بالقِيَمِ

ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء

بحر البسيط

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.