السلام لا يأتي بالقوة، ولا يأتي بالحرب، إنما يكون بمنهج شامل لمعالجة أسباب الصراعات النفسية والاجتماعية والسياسية، ويبدأ مشروعه بزرع بذرة الخير والحب والتنعم به في نفوس الأفراد.
وتمثل قيمة السلام مطلباً ملحاً في جميع المجتمعات الإنسانية، لأنه هو الباعث الذي يمنح المجتمعات استقراراً اجتماعياً واقتصادياً وثقافياً، فالنزاعات المسلحة وغياب الاستقرار السياسي لهما انعكاسات خطيرة على مؤشرات التنمية.
ويعد السلام من الركائز الأساسية للحياة الإنسانية، ويدعم التنمية المشتركة، وكل القيم الموجهة نحو احترام الآخر والتسامح معه، والاعتراف بالتعددية، لأنه لا يمكن أن يزدهر التعايش السلمي إلا بإشاعة روح التضامن والاعتراف بالإنسانية المشتركة.
ويمثل الإتفاق الحجر الأساسي للعلاقات الدبلوماسية في ظل الظروف الجديدة التي تقود إلى التفاهم بين الناس، ومن المؤكد أن التواصل والتفاهم والتعاون من الأعمال الضرورية في العصر الحاضر في سبيل تحقيق الاستقرار والسلام في العالم.
وعصرنا يفرض اتخاذ قرار حاسم لإحلال السلام خلافا عن العادة والظن، وربما تتطلب المقتضيات أن يتحول الفرد لتحقيق حلمه، وهنا قد يدفع التاريخ الإنسان إلى تغيير أسلوبه إذا لم تثمر جهوده لتحقيق النجاح الباهر، وعليه عندها أن يخطو ـ بلا كلل ـ خطوات جريئة لتحقيق هدفه النبيل.
لقد حان الوقت للتفكير.. التفكير للتغيير.. التفكير في إحلال السلام في العالم، مهما حدث في الماضي، والرؤية الجديدة الآن سننتتج بدايات جديدة، ينتظر منها تحقيق أهداف كبرى في السنوات المقبلة.
إن الهدف الرئيس من اتفاق السلام ليس أن يكون لدينا اتفاقا، وإنما يجب أن تكون لدينا فكرة جديدة في إحلال السلام وفي ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعايش، وتحقيق الأمن والأمان والاستقرار على وجه الأرض في مشارقها ومغاربها.
*كاتب المقال
أستاذ جامعة عالية كولكاتا ـــ الهند