أحمد ذيبان يكتب عن :الاخــــــــــتلافات الــــــدينــية والخــــــلافات السياســــــية هي اصــــل دمار العالــم الانـــــــــــساني

منذ الاف السنيين وعلى مدى قرون طويلة عاش العالم ولا يزال يعيش تحت الدمار من الحروب والقتل والتشريد والتعذيب والابادة الجماعية والظلم والقهر والظروف الصعبة والخوف والرعب وانعدام الامان كل تلك الازمات التي مرت ولا تزال بل هي في زيادة في هذا القرن الحديث الحادي والعشرين
كلها جاءت بسببين
اولهما الاختلافات في العقائد الدينية بين شعوب العالم وثانيا الخلافات السياسية وخصوصا الاختلافات في العقائد الدينية هي السبب الاول في دمار العالم الانساني وخلق العداوات بينهم ومن ثم القتل وجريان انهار من الدماء ونوضح القسم المهم منها والاكبر حيث لا يسعنا ذكرها كلها وخصوصا اغلب الخلافات وسيلان الدماء هي تجري ما بين اصحاب الديانات السماوية اكثر من الديانات الوضعية بل تكاد تكون معدومة في الديانات الوضعية
ونلخص بعض العداوات والخلافات من الجانب العقائدي الديني وهي
ان العداء بين اليهود والعرب والمسلمين هو عداء من جانب اعتقادي ديني وخصوصا زاد هذا العداء بعدما تجاوز اليهود على العرب والمسلمين واستقطعوا ارض من فلسطين وجعلوها وطن قومي لليهود وهذا الاقتطاع والوطن اليهودي جاء على شكل باطل وسببه هو الجانب العقائدي الديني لليهود حيث يقولون اليهود هي ارضنا قبل الاسلام وفيها هيكل سليمان مما جعل صراعات وحروب ودماء سائلة وعداء بين العرب والمسلمين من جهة واليهود من جهة اخرى منذ عام 1916 تاريخ وعد بلفور بأنشاء وطن قومي يهودي في فلسطين والى الان كما ان الخلافات بين اليهود والمسلمين لها تاريخ طويل منذ زمن الرسول الكريم والى الان بسبب صراعات دينية بين الطرفين باعتبار ان المسلمين يكفرونهم كونهم ليس على عقيدتهم الاسلامية
كذلك هناك خلافات بين اليهود والمسيحيين ولنفس الغرض هناك خلافات بين المسلمين والمسيح باعتبار ان المسلمين يكفرون المسيح كونهم ليس على دينهم وعقيدتهم ايضا وكل من يقول ليس هناك خلاف فهو باطل وكاذب ومجامل
لذا ان العقائد الدينية السماوية في العالم اجمع هي سبب دمار الشعوب ليس كون العقائد الدينية دساتيرها او فتاواها تدعوا للعداء والقتل والدماء والصراعات لكن السبب هو زيغ اهل الاديان السماوية عن الطريق العقائدي النظامي الانساني الصحيح
حيث انهم شوهوا سمعة الاديان السماوية ككل وخصوصا الدين الاسلامي الذي جعلوا منه دينا دمويا ارهابيا بسبب فتاوى الدجل والتكفير من اصحاب بعض العلماء المتشددين الذين جاءوا كمرض سرطاني في جسم العالم الاسلامي
فتجد ان الاسلام عانى ولا يزال يعاني من عدة جراثيم وامراض سرطانية وهم كل من داعش الدمويين التكفيريين الذين يقتلون ويذبحون بأسم الاسلام والمرض السرطاني الاخر الطائفية في وسط الجسم الاسلامي الذي شق الاسلام الى عدة طوائف هم السنة والشيعة والصوفية والوهابية وغيرهم
لذا تلاحظ العداء الدولي بين السعودية وايران هو عداء بسبب العقائد الدينية لأن السعودية تمثل السنة وايران تمثل الشيعة كذلك هناك عدة دول عربية اخرى مثل الامارات ومصر وتونس والجزائر والمغرب وبعض الدول الاسلامية معادية الى ايران بسبب ديني عقائدي وليس غير ذلك ناهيك عن الدول الصديقة الى ايران ايضا هناك عداء لها من السنه المتواجدين في تلك الدول وهم كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وقطر وغيرها
كذلك هناك عداء طائفي محلي في داخل الدول الاسلامية بسبب الاختلافات العقائدية الطائفية بين الشعوب الاسلامية نفسها
وللأسف الشديد نحن كبشر خربنا من جمالية الاديان السماوية ونحن من صنعنا هذا العداء الطائفي العقائدي بين الاديان السماوية وفي داخل كل دين بينما تلك الاديان لم تدعوا يوم ما الى هذا الخلاف العقائدي بين الاديان
وخصوصا الدين الاسلامي لم يدعوا الى تلك الطائفية وذكر الله في محكم كتابة الكريم
لكم دينكم ولي دين وكذلك قال لا يضركم من ظل اذا اهتديتم
وهناك الكثير من الآيات القرآنية والاحاديث النبوية التي تدعوا الى المحبة والسلام وعدم التدخل في عقائد الاديان الاخرى وعدم اجبارهم لدخول الاسلام وترك عقيدتهم بالقوة
نعم يجب ان نترك الخلافات والعداوات بين جميع الاديان وان يكون شعارنا المحبة والسلام والتلاحم وان نحمل روحانية الاديان السماوية الحقيقية ويجب ان نحب كل العالم في جميع دول العالم بدون استثناء ما داموا بشر مثلنا مهما نختلف معهم في العقيدة والعرق واللون والافكار والعادات والتقاليد وهذه هي روحانية الاديان السماوية وغير ذلك نكون بلا دين وبلا ضمير وبلا اخلاق وبلا معنى

يجب ان نحب كل البشرية من اصنافنا بشعار المحبة والسلام قائلين
نحن نحب الامريكي كونه انسان ولا دخل لنا باختلاف الاديان
نحن نحب الاوربي كونه انسان ولا دخل لنا باختلاف الاديان
نحن نحب الياباني الكوري الصيني البنغلاديشي الاندنوسي كونهم انسان ولا دخل لنا باختلاف الاديان
نحن نحب السعودي كونه انسان ولا دخل لنا باختلاف الطائفية في الاديان
نحن نحب الايراني كونه انسان ولا دخل لنا باختلاف الطائفية في الاديان
نعم يجب ان نتصالح نحب بعضا بعض كحب انساني بعيدا عن الخلافات العقائدية والسياسية بين الدول حتى وان ظلمتك اي دولة او اي فرقة من الناس فقط سلم امرك الى الله وقل حسبنا الله ونعم الوكيل واعلم ان الله لا يترك حقك ابدا ما دمت في الحياة
نعم اترك العداء الطائفي وقل انا احب كل دول العالم من القارات السبع آسيا وافريقيا و اوربا وامريكا الشمالية والوسطى والجنوبية ماد اموا بشرا انسانيا مثلنا في الخلق
وقال الرسول الكريم
لا فرق بين عربي واعجمي الا بالتقوى
و يقول الإمام علي عليه السلام: «النّاسُ صِنْفانِ إمّا أَخٌ لَكَ في الدِّيْنِ، أو نَظِيرٌ لَكَ في الخَلْقِ».
وتلك حكمة لا تزال ترن في أسماع الدنيا وتتناقلها الأجيال.. وقد قالها الإمام علي عليه السلام في عهده لمالك الأشتر عندما ولاه مصر حينما كان خليفة للمسلمين.
وهذا ديننا الحنيف أمرنا أن نتعايش مع من نختلف معهم في الدين ممن لم يلحق بنا أذية أو يتسبب لنا بظلم فقال جل شأنه: «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»
وقد نهى القرآن الكريم عن الإساءة إلى الآخرين والتعرض لهم ممن نختلف معهم في العقيدة والفكر وألا يخرج مستوى النقاش والجدل عما هو متعارف عليه فقال جل من قائل: «وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ»
لكن للاسف عم الخراب والدمار بسبب الابتعاد عن النهج السماوي الحق لكافة الاديان وخصوصا الدين الاسلامي الذي تم التخطيط له ليكون اكثر دينا دمويا عدائيا للانسانية في العالم على المستوى الديني السماوي والوضعي
رغم ان الاسلام ليس كذلك ولكن اعداء الاسلام الذين يعملون باسم الاسلام هم من كانوا سبب بتشويه صورته البراقة الجميلة لذا علينا ان ننتبه لهذا الامر ونصحح اخطائنا والا نبقى قابعين في بئر الظلام ما دمنا في الحياة

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.