يحكمنا ذنّبُ..قصيدة بقلم :الشاعر العراقى لؤى الشقاقى

كتب النواب قصيدتهُ

واه هراهُ

عن هر يقتلهُ جلاد عنين

والحجة قُطع الذَنَبُ

يال العجبُ

وطن عجبُ

قتل الهرُ عليه الرحمة

بان افرغ فيه الجلاد مسدسهُ

بعد ان اغاضهُ بفحولتهِ

عليهِ الرحمهُ راح فداء رعونتهِ

قد كان الجهل هو السببَ

لا قطع الذنبِ..

سقط نظام الحكمِ

وهرب الجلّادُ الى الخارج

يبحث عن بلد يؤيه

فقد غاصت بالدم قدماه الى الركبِ

وصار الخصم هو الذئبُ

وحبس الاسدُ المجرم

وحاكمهُ الذئبُ

واعدمه الكلبُ

ظهر للهر ابناء

ومحبّون واتباع

يحجون الى مرقدهِ

قالوا ان السلطة اعدمت الهرَّ

لانه قد كان زعيم معارضة

وان الهر ضحى من اجل الغابة

ومن اجل الحرية

والان يحق له رتبُ

وراتب شهيد وقطعة ارض

وسلفة كي يبني قصره

وعمليات تجميل لعورتهِ

التي خربها الجلاد جراء التعذيب

وشكل اتباع الهر حزبٌ

اسموه الذنبُ ..

شارك في انتخابات نزيهة

وحصل على ثلث الاصوات

وشكلوا حكومة يرئسها الذئبُ

بدأ الذئب يعيث فساداً

ويعيش بترف

والغابة يحدوها الفقرُ

ثارت الغابة ضد السلطة

فأطلق الذئب الشرطة

تقمع ثورتهم ضده

ولما اعياهُ التعبُ

عقد الحزب مع مأمور الشرطة

اتفاق يرعاه الذئبُ

سُمح بموجبه للثعلب ان يدخل للغابة

ويأخذ ما شاء له الربُ

وصار ثلاث ارباع الغابة مغتصباً

عقدوا مؤتمراً قالوا فيه

سنحشد قوتنا ونشكل جيشاً

يحرركم ويحمي اعراضكم أن تغتصبَ

ونطرد الثعلب ونعيد الغابة

يحكمها الذئبُ ..

اعترض الكلبُ

فقالوا أ تعترض على التحرير !!

أنك فعلاً ذنبُ

تحن الى الجلاد السابق

قال لست ضد التحرير

بل ضد من كان السببُ

فلا فرق عندي بين الثعلب او الذئب

مادام الغابة يحكمها الذنّبُ

سهام العادات والأعراف ..قصة قصيرة..بقلم: أمل محمد ياسر ..سورية/دمشق

 

كانت الصاعقة الكبرى في تلك الليلة، عندما تفوه الوالد، وقال لابنه الذي هو ببداية ريعان شبابهِ، يابني لقد اخترنا لك عاروساً، فحسبك هي، ونصيبك الأبدي، لقد كتم صوته ولم يستطع أن يفتح ثرى الحقيقة التي اخفاها بداخلهِ، ماذا سأقول إلى تلك التي اتكابد واسهر في حلك الليالي وأنا اتخيل واترنم بتفاصيل هواها وملامحها السرمدية، ماذا أقول لها، هل أقول بأني كنت اكذب عليها، أو بأن النصيب لم يكتبنا لبعض، لا أعلم ما أقول، ولا أعلم بأي مصيبة أنا الأن، هل اجرحها، أم اقف وانتصب أمام والدي وأقولُ له بأني اعشق أخرى وأني وعدتها بأحلامٍ وردية مكللة بريعان العشق، وقف الشاب وعندما بدأ يتلعثم أمام والده، قال له: ياولدي لا تخجل، الزواج هو اساس الحياة، وعندما أراد التنطق، ارفد والده اليوم تكلمنا بالفتاة وقرأنا فاتحتها والدخلة تكون بيوم الخميس، تسمر الشاب أمام ما تفوه به والده، كيف له بأن يرفض وهو يعيش بمجتمع كهذا، كيف له بأن يهرب من الحقيقة فعاداتهم وأعرافهم ترفض بأن يختاروا سبلهم بأيديهم، وبدأ يفكر من هي تلك الفتاة التي ستعمر حبها على حطام حبٍ أخر، من هي تلك الفتاة الذي اختارها القدر ليكمل معها حياته…

انقطع الشاب عن حبيبته لمدة من الزمن وهي تستفقده ويتقلب الفؤاد في قلبها كالجمر اشتياقاً له، وعندما صادفته قبل الزفاف بيومٍ، توقفت وتسمرت نظراتها نحوه، أما عنه فأكمل غور طريقه من غير أن يرمش بعينيها رمشة…اغمي عليها وتحطم فؤادها وقلبت شريط الذكريات بداخلها وكأنها تتوهم بماحصل.

في اليوم التالي دخل الشاب على عاروسه المجهولة، رفع الطرحة عن وجهها وعندما نظر إلى ملامحها ارعدت بداخلهِ الحياة واخشوشنت أكثر من اخشوشانها اخشوشان أخر، وهو ينظر لعينيها أراد الهروب من حجرته المضاءة بالشموع، إلا أن منعته العادات وكيف له الهرب من عاروسه، وإذا فعلها فأن القيل والقال لن يتركها وسيشاع بأن الفتاة بها عيب ما..وأمام هذه الأفكار وحطام الأماني ودمار الفؤاد وتوجس الهواجس، دخل بها ..

وهاهو الأن بعد ستين عاماً يجلس على اطلال محبوبته تلك، ويتذكر عيناها ودموعها عند أخر مفترق…

في الليل ..قصيدة الشاعر هاشم عباس الرفاعى

وانت تحيا لحظاتك

يتبادر الى الذهن جمالك..

هي ساعات السهر

لحظات تعدها حقيقتك

واالهوى …اه ..الهوى

وروعة ابتساماتك

وكأس الحبيب يرن بكأسك

وتغادر كل صفات الناس

وتحيا …صفاتك

هو التيه ..بدجلة

كما هو العشق لجمال فتاتك

هي الهوى ..وروعة حياتك

ابحث عن الهوى ..والوطن

موطنه مقلاتك

وحبيتك بعد الله ..والوطن

هي عشقك …وسكناك

هي ..موضع السر وحكاياتك

جسدها خارطة الوطن

واه من جمال فراتك ..

كتعرجات ..جسدها

…اه كم عزيزة

وانت بين ثنايا جسدها

تبحث عن ..ذاتك ..

وهل هبطت ..حواء مرتدية

لكن عريها للحقيقه كاشف

لن تغطيه ورقاتك

…اثملي بالعشق واهجري حكاياتك

تبادلي القبلات ..وضمي

الحبيب وشدي وثاقه بشعراتك

اه…ايا جذور الورد على شاطيء فراتك …والنخلات

شامخات …يومئنا للزيتون

اه يابلد النخيل ..اه يابلد الزبوتين ..

اه يابلدي فراتي وفراتك

اه..ياطعم ..خمرة عصرت

تحت قدم جميلة

بظل زيتوناتك

والكروم  مصدرها

والكروم في كتب الاله مكرم

كم هي ..للجمال راسمة

وكم الجمال بها يعشق رقصاتك

ارقصي عارية …لحبيب ..هو

اضاف حياته لحياتك

اه …غفا …لا تخجلي

من جميل رقصاتك

العشق ..تداخل الروح

بالروح ..وضربك بالرجل

هو جميل ..رقصاتك

الارض تحتاج من يرفسها

والرقص ..هو للحياة دربها

وانت ..يا حبيبة العمر ..

ليس لنا الا دجلتنا والفرات

والرقص على شاطيئهم .

هو من اقدس عباداتك

والطهر بماؤهما  هو الخمر والعشق

وانت املائي الكاسين لنثمل

واسرارهم امانات

لك بالعشق ما يصح للصلاة

واكثره صلوات عشقنا مفروصات

اه يا رضا الحال متى يتم

موعده ..وابحث ..عن مسارات

قصيدة المشهد ..بقلم الدكتور محسن الحمد

للذين سيأتون..

أعلن عن رغبتي في الرحيل

ليس هذا الفراغ بلادي

من قال …

أن السبع ياكل صيده

ها قد تصدرت الضباع المشهد

لكنهم أعلنوا حولي حروبا ولم يدخلوها

سأعدو  الى أي ركن من الأرض

يشبه حزني

عند آخر  الغبار أكون أبتعدت

وعدتني نجمة من منيسك

النجوم التي نذرتني لها الأمسيات

سأمت من الرقص فوق الجثث

لكن …. هذه خرافة

سأبقى وفيا لهذا التراب

سيبقى دمي عالقا في الحصى

 خلف نقاب المرايا..قصة قصيرة ..بقلم : عفاف بايزيد- تبسة – الجزائر

 

انطوى إلى زاوية في غرفته بعدما لمت الشمس وشاحها عن نهاره الطويل، تلدغ أنفاس الفراغ وجهه، هائم ضائع في مستودعات ضخمة لبقايا الذكريات المكومة في ذهنه البائس، يلاطف نبيذ دموعه. استرجع أمانيه وآماله فقد تحصل على منحة للدراسة في كبرى جامعات سويسرا، فرغم اليتم الذي عاناه هو وأخواته الثلاث وفقر أبيه المدقع إلا أن إرادته لم تضمحل واجتهاده لم يتراجع. كان إذ ذاك يستنشق عطر أمه في حدائق نسيم الوجود، وطموحاته تترعرع بين فضاءات وصاياها المتتالية وقت احتضارها.

سافر وكله أمل في التحليق في سماء النجاح كطائر كان مسجونا في قفص وتحرر . عاند الزمن وتحدى العقبات، استمر تواجده هناك فترة، لكن هيهات أن يدوم الحال على حاله، فعلى قارعة الخيبة تعثر و سقط عندما وصلته رسالة من أخواته تخبرنه بوفاة والدهم ، والجفون تهمس بأسى الوحدة المبعثرة لكيانهن المتناثر بين طيات القدر المحزن. حينئذ أسدل ستائر البقاء هناك وتوضأ بماء المحبة وأدى صلاة المسؤولية تجاههن في محراب الحياة، وعاد أدراجه إلى حيث كان، وغرف من إناء الدنيا الصبر والجلد حتى انجلت حسرات المعاناة، اشتغل بائعا في مكتبة، وربما هذا ما اختصر حجم الألم خاصة عندما كان يغوص في بحار محتويات هاته الكتب ، كما كان يستورد منها معنى الحياة الحقة، أتقن عمله وأكمل مسؤوليته على أكمل وجه، فقد كان السند الأول والأخير لهن، أتممن دراستهن، تزوجن وأنجبن، فانشغلت كل واحدة منهن بعائلتها الصغيرة، يتذكرنه بين الفينة والأخرى، لكن هذا لا يخمد نار الوحدة القاتلة، فقد أمسى يسامر سكون الغفلات ويعانق طيف الماضي، فتنطفىء عبر جفونه الساهرة دمعة منهكة منبعها صميم القلب ،لتطلق تنهيدة من أعماق الفؤاد تشعل سراج الأمل بين شعاب المشيئة فينفض دخان حروفه المحترقة ويستفيق من وقع الوجع ويمضي..