الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن : مسؤوليةُ الفلسطينيين عن جرائمِ التوقيعِ وموبقاتِ التطبيع

ما كان سرياً لسنواتٍ أصبح علنياً اليوم، وما كان يوصف بالعيب والخزي والعار، بات يوصف بالشرف والسيادة والمصلحة، وما كان جريمةً وحراماً أصبح مشروعاً ومباحاً، وما كان إخوةً وتضامناً أصبح منافع ومصالح، ما يعني أننا دخلنا مرحلةً جديدةً تختلف كلياً عن المراحل السابقة، وإن كانت تتفق معها في الجوهر والحقيقة، ولكن ما يتم في الليل ويحاك في الظلام ويجول في السر وينفذ بكتمان، يختلف تماماً عما يتم في وضح النهار وينسج تحت ضوء الشمس، ويبوح به فاعلوه ويجاهر في تنفيذه مرتكبوه.

 

قصدتُ بما أسلفتُ ووصفتُ محاولاتِ التطبيع العربية، واللقاءات الرسمية السرية، والاتفاقيات الخفية التي كانت تتم تحت الطاولة ووراء الكواليس، وغيرها مما كانت تخجل منه الأنظمة العربية وتخاف، ومما كانت تنكره وتخفيه، حيث كانت تدافع عن نفسها، وتنفي الاتهامات الموجهة إليها، بل وتهاجم من يعلن تطبيعه مع العدو، أو يجاهر بعلاقاته معه، وتعتبر فعله جريمةً وخيانةً، وطعنةً للقضية الفلسطينية والقومية العربية في الظهر، وكانت تدعو جامعة الدول العربية إلى اجتماعاتٍ عاجلةٍ لمناقشة جريمة الخروج على الإجماع العربي، وكبيرة الاعتراف به والاتفاق معه.

 

كانت الأنظمة الرسمية العربية تخاف وتنافق، وتجبن وتتردد، وتتخفى وتتلصص، ربما ليس حباً في فلسطين وإيماناً بقدسيتها وعدالة قضيتها، وحرصاً عليها وسعياً لتحريرها واستنقاذها من براثن العدو الصهيوني، بل كانت تخشى مجابهة شعوبها والاصطدام مع مواطنيها، الذين كان ولاؤهم للقضية الفلسطينية بلا حدود، وحبهم لأهلها إلى أبعد مدى، وقد ترجموا مواقفهم الأصيلة تجاه فلسطين دعماً مادياً، ومؤازرةً شعبية، ومظاهراتٍ ومسيراتٍ عامةً، ومساهمةً في صفوف المقاومة قتالاً وتدريباً، وارتقى منهم على مدار سني الثورة الفلسطينية مئات الشهداء من مختلف البلاد العربية القريبة والبعيدة، وأسر المئات منهم في سجون العدو الإسرائيلي.

 

في تلك الفترة كانت الشعوب العربية كلها مع القضية الفلسطينية وما زالت، إلا أن حجم تعاطفها مع الفلسطينيين تراجع، ودرجة تفاعلهم مع قضيتهم قد خفت، ولم يكن مرد ذلك إلى ضعف عقيدتهم، أو انهيار مفاهيمهم، أو تصدع قيمهم، بل كان مرده السلوك الوطني القيادي الفلسطيني، على مستوى القيادة الرسمية الممثلة في السلطة الفلسطينية، وقوى المقاومة الفلسطينية جميعها، على امتداد قوسها الفكري والعقائدي، حيث خذل الفلسطينيون شعوب أمتهم إذ اختلفوا وانقسموا وتشتتوا وتشرذموا، ووقعت بينهم خصوماتٌ ونزاعاتٌ ومواجهات، الأمر الذي أدى إلى تشويه صورة الفلسطينيين وتردي قضيتهم، وانفضاض الشعوب من حولهم، وتراجع التأييد القديم الموروث الذي كان لهم.

 

رغم الصورة المشينة التي رسمها الفلسطينيون عن أنفسهم من خلال مشاحناتهم الداخلية وخلافاتهم الحزبية، إلا أنها لم تنجح في إقصاء شعوب أمتنا العربية والإسلامية، حيث حافظت على دعمها للقضية الفلسطينية، واستعدادها للتضحية في سبيلها، ولعل الصفحات المشرقة التي رسمها الفلسطينيون خلال حملات دفاعهم عن المسجد الأقصى وحرمته، وإفشال محاولات العدو إغلاق أبوابه وفرض بواباتٍ إليكترونية عليه، إلى جانب جولات الصمود وصولات القتال التي خاضتها المقاومة الفلسطينية خلال العدوان الإسرائيلي المتكرر على قطاع غزة، كان لها أثرٌ بالغٌ ودور مشهودٌ في دفع شعوب الأمة إلى الالتفاف حول الفلسطينيين وتأييدهم، والاصطفاف معهم والدعوة إلى نصرتهم ومساعدتهم.

 

 أما الجريمة الكبرى التي ارتكبتها القيادة الفلسطينية في العام 1993، فإنها اتفاقية أوسلو للسلام مع الكيان الصهيوني، التي بموجبها اعترفت منظمة التحرير الفلسطيني بدولة إسرائيل، ونكثت ميثاقها واعتبرته لاغياً، وتخلت عن العديد من ثوابتها، وقبلت بالتنازل عن ثلثي أرض فلسطين التاريخية للعدو الصهيوني، الذي عاهدته ووثقت به، والتزمت معه تنسيقاً أمنياً ومفاوضاتٍ مفتوحةٍ بلا حدودٍ، أباحت فيها التنازل عن المقدسات، وأبدت ليونةً في الثوابت الوطنية والأصول التاريخية، ولانت في خطابها مع قادة الكيان الصهيوني، ونشأت بينهم صداقةً ومودة، وجمعتهم سهراتٌ ولقاءاتٌ، ورحلاتٌ ومفاوضات، وخلدتها صورٌ ووثائق، ومحاضرٌ وتسجيلاتٌ، جعلت من الصعب على أي عربيٍ أن يصدق أن الذي يجلس مع الطرف الإسرائيلي إنما هو عربيٌ فلسطيني، صاحب القضية والأرض والوطن.

 

لهذا فإن الفلسطينيين يتحملون كبيراً جزءاً من المسؤولية عن جرأة بعض الأنظمة العربية ووقاحتها، فهم بخلافاتهم البينية وتناقضاتهم اليومية، وبسابقتهم المشؤومة المسماة أوسلو، قد دفعوا البعض إلى اليأس منهم وعدم الإيمان فيهم، وإلى ألا يكونوا ملكيين أكثر من القيصر، أو فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم، وألا يتمسكوا بما فرط فيه أصحاب الشأن وأهل القضية.

 

ولعل هذا المنطق قد ساد بينهم وانتشر، ووجد مكانته وشغل حيزاً من تفكيرهم، ووجد له مناصرين ومؤيدين على امتداد الوطن العربي كله، في أوساط المثقفين والعامة، ولدى النخبة والخاصة، وساعدهم على ذلك تمادي السلطة الفلسطينية في مواقفها المعلنة، سواء بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، أو بلقاء قادة العدو الصهيوني من المجرمين السياسيين أو القتلة العسكريين.

 

لا أبرر ما ارتكبته الأنظمة العربية من جرائم التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني، ولا أدافع أو أخذل عنها، ولا أمهد للباقين المضي على طريقهم، بل أوكد أنهم جميعاً ومن أيدهم من الفلسطينيين وسبقهم بالاعتراف والتوقيع، على الضلال المبين والباطل المشين، فهم جميعاً شركاء في الجريمة ومتشابهون في المصير والخاتمة، وعليهم تنصب لعنات الله ورسوله والمؤمنين بقضيتنا في الدنيا والآخرة، إذ لا يجيز لهم الحرامَ كثرةُ مرتكبيه، ولا يحلل لهم المنكرَ كثرةُ آتيه، فالحلالُ بَيَّنٌ والحرامُ بَيَّنٌ، والحق حقٌ وإن قَلَّ المؤمنون به، والتمسك بالحقوق والثوابت هو سبيل النجاة وإن قل سالكوه، ولا تكون فلسطين إلا عربيةً وإن استعلى فيها العدو وتكبر، وستكون يوماً بإذن الله حرةً مستقلة وإن بطش فيها العدو وبغا أكثر.

 

بيروت في 17/8/2020

*اضاءة في شعر هاشم الرفاعي* قصيدة. .ابا الحسن..للناقد العراقى جليل شبر

عندما مسكت قلمي ..ارتجفت اناملي ..وازدادت خفقان قلبي المتوجس خوفا. .وانا أقرأ عنوان القصيدة اخذتني هزة ورعدة جعلت مشاعري كانها انتفاضة وثورة ضد الظلم والطغيان فابو الحسن ثورة المحرومين الثائرين في وجه الطغاة…ما اثارني هو العنوان بدأه شاعرنا …ابا الحسن  .. هذا الاسلوب الطلبي بصيغة حرف النداء المحذوف يشعرالقارىء بمكانة المخاطب ويعتبر من الأساليب البلاغية الرائعة وقد جعلني اقف اجلالا لمن ناداه الشاعر وطلب منه الإقبال او الانتباه عليه كيف لا؟

والمخاطب ابن عم لأعظم شخصية في التاريخ البشري شخصية الرسول الكريم محمد (ص) وزوج

لابنته البتول فاطمة الزهراء ع ووالد  لسيدين هما سادة شباب اهل الجنة. …

شاعرنا حذف حرف النداء ليس زيادة في القول إنما أراد أن يقول : انه ابو الحسن فاحزم عدتك وارقى بحرفك فإنك في حضرة سيد البلغاء والمتكلمين. …

مااروعك أيها الرفاعي !وانت تجعل من ممدوحك سلطة ولكن اي سلطة  ؟ تلك التي تتخذ من المحرومين والمعدمين سلاحا لمحاربة الظلم والفساد والطغيان ..

(كنت السيف ذا الشفرين) هنا ابدع شاعرنا في رسم صورة مبتكرة خالية من التقليد فوجدته مجددا في لفظة… الشفرين…القاطعين فسيف علي( ع  ) ليس ككل السيوف فهو عادل قاطع بتار لكل الظالمين والفاسدين وهنا رسم وابدع من خلال التجسيم الصوري للسيف وهو في يد رجل العدالة الإنسانية …

الممدوح رغم مايملكه من السلطة والمكانة التي تمناها غيره الا ان شاعرنا بالتفاة ذكية جعلها هي من تطلب على وليس علي ع من يطلبها وهي الحقيقة بذاتها ..فهو لم يتشرف بها بل هي من تشرفت به إذ جعلها عنوانا لنصرة الفقراء ومن جار الزمان عليهم فهو اب لكل يتيم كما وصفه شاعرنا الرفاعي  فعلي( ع) يمثل صورة قائمة إلى الذات والمطالب الدنيوية الرخيصة .. فزهده اقوى من شراهة غيره في حب الدنيا حيث جعلها زادا للآخرة..

لله درك ياطائر الجنوب وانت تسير بخطوات ثابتة وواثقة نحو المجد الشعري والالق الأدبي لترسم لنا صور لممدوحك.. من وجهة نظري انك لم تكتب بقلم واحد ولا بيد واحدة فمدادك غزير فاض على كل الأسطر وانت تضع الحرف الاصيل في مكانه المليء بالشموخ…

يبدو ان شاعرنا تمتلك ثورة من التعابير المجازية فكل كلمة في القصيدة ..ثورة يستحقها صاحب المقام فيخاطبه بالقول : ( أنت السيف ..انت الحق ..انت التواضع )

وهنا أبدع الشاعر في استخدام( ال)

التعريف حيث تعتبر من أدوات التوكيد القوية وهي طريقة القصر ..

أراد شاعرنا أم يشعر المتلقي ويقول له عليك ان تقف وانت تقرأ  عن علي ع بالمقام وصاحبه اهل الكرم والشجاعة..

من اجمل ماقاله شاعرنا ( الحق يسير مع على حيثما سار ) وما اثارني هنا تلك الصرخة المدوية التي أطلقها الشاعر من أرض الكنانة ..من قاهرة المعز..فيخاطب الممدوح بكل شجاعة وصراحة …

انت الشجاعة …انا الكرم. ..انا عظمة التبعل.. انت للدفاع..

هذه الصور الرائعة للممدوح تشعر المتلقي بالثروة اللغوية والمفردات الغزيرة التي يملكها الشاعر وهذا يظهر جليا من خلال الانتقالات الصورية الممزوجة بالايحاء الصوتي المليء بالعنفوان والكبرياء التي لاتليق الا بالفرسان فما اروع  الممدوح! وما أزكى ! النفس الشعري! الذي أطلق العنان لهذه الجمل والتراكيب الجميلة …

من احلى وأروع ماقرات (   انت عظمة التبعل)…. في داخلي احسد الانامل التي خطت هذه العبارة  الممزوجة بالكبرياء والفخر وهنا روعة في تداخل الصور بين المديح

والفخر رغم تقارب الغرضين من ناحية الفكرة…

ينقلنا الشاعر إلى غصن جديد او ورقة جديدة …إلى الطهارة بعينها فهو يرى ان الصلاة عنده تختلف اذ استخدم المفردة مجازيا وبصورة جديدة فهي في نظره تحمل صفة الوجوب في ممدوحه وهنا أراد جلب الانتباه ليشعر القارىء بهيبة ومكانة الممدوح  حيث يرى شاعرنا ان الصلاة باطلة في غيره …

لله درك فرغم البعد الزمني بينك وبين ممدوحك أشعارنا وكأنك في عصره..

لقد أبدعت..واجدت .. .رسمت بحرفة.. فكنت رائعا وانت ترسم صورة زاهية لممدوحك…وجعلت المفردة طيعة بين يديك..

 قصيدة “ابا الحسن” … بقلم الشاعر العراقى: هاشم عباس الرفاعي

هي سلطة منحت

سميت سلطة الحق

كنت السيف ذو الشفرين ..

ولازال من يدعي حبك

يتهمك بالجوع والفقر .

وهل كنت من رعاة اغنامهم

ام ابو الحسنين

انت السيف ..وانت الارمد

من اقتلع باب عجز عنه من ادعى

انت ابن فاطمه وبعل فاطمه

وانت السيف المصلت

انت الحق وانت التواضع

وخساء من اضاف غير الحق

لحقك …انت الشجاعه

وانت الكرم ..

انت الفداء ولولا فداك

ماكان للحق سواك

..قالوا وانا اعلنها

ولقد اعلنتها بالقاهره .

قاهرة المعتز ..وصمت من اراد

ان يقول الباطل

هو انت الشجاعه

انت الكرم .

انت عظمة التبعل

انت الدفاع وكلهم ..حشو فراغ

لك الصلات واجبة ولغيرك الفروض تبطل …

قصيدة : تبكى الرجال ؟! ..بقلم لؤى الشقاقى

من قال لا تبكي الرجال

بل تبكي الرجال

اذا الحب استحال

تبكي

اذا غاب الحبيب

و إذ عز الوصال

والوفاء قد استقال

تبكي اذا كان سلب الوطن

تبكي اذا جار الزمن

تبكي اذا مرض الكبير

و إذ جاع الصغير

وما في الجيب مال

تبكي من الذُل الرجال

تبكي العيون اذا ما ابصرت

ويدٌ تشكو من الاقصار و الاقلال

تبكي اذا جار العدو

بظلمهِ واخ موال

تبكي اذا ضاع الوطن

والناس حيرى

ما بين السلام او القتال

يتقاتلون على المسمى

هو التحرير او احتلال

تبكي اذا عز المقال

و بني صهيون قد صاروا المآل

تجمعنا واياهم مواثيق السلام

والاحترام والانسجام والأذلال

واخوة اعداء .. بينهمُ صراع واقتتال

ولا قول يفيد ولا مقال

حينها يبكي الرجال

” إحساس “..احدث قصائد الشاعرة الدكتورة أحلام الحسن

في صمتٍ من فكرٍ مهمومْ

إحساسٌ بي يبدو مقسومْ

في شكّ ٍ أو خوفٍ يمضي

من وصلٍ باتَ كما المفصوم

وبلا روحٍ وبلا طعمٍ

والوقعُ لفي قلبي المصدومْ

وبحزنٍ من كسرٍ يُدمي

فالقُربُ الكاذبُ كالمعدومْ

كُلُّ الآهاتِ بهِ تهوي

بحنينٍ مكبوتٍ مكتومْ

موسوعةُ عشقٍ إن يصدق

كالقطرِ القادمِ دون غيومْ

كم كان حيائي يمنعُني

كم كان سكوتي كالمهزومْ

مثل السّجّانِ يُقيّدني

وبلا نطقٍ بفمي المكظومْ

مدٌّ جزرٌ وصلٌ قطعٌ

وبصدعٍ في القلبِ المحروم

ولعلّ غبائي يقتلُني

فيُبارك إحساسي الموهومْ

كلماتك هل كانت وهمًا

هل كان الهجرُ هو المحسومْ

وكأنّ بظهري يطعنُني

من سهمٍ يحملُ فيهِ سمومْ

فالحُكمُ القاتلُ عذّبني

من إعدامٍ قاسٍ محكومْ

وبليلٍ لم يرحم سهدي

لغرامٍ كالبيتِ المهدومْ

لا من طوبٍ لا من قصبٍ

مهدومٌ مهدومٌ مهدومْ

كغريقٍ في موجٍ عاتٍ

لا يعرفُ أنّي أنا المظلومْ

أوهذا من يُبدي ودًّا !

وبنارٍ من شوقٍ مضرومْ

أخيالٌ أنت ولا أدري

أم هلوسةِ الحُبّ ِالمحتومْ

علّمتَ القلبَ بأن يهوَى

علّمهُ أن يبقى معصومْ