السعيد حمدى يكتب عن :(مقالى السابع من سلسلة مقالات كتابى ثمار الخاطر)

ثمار الخاطر هو كتابى الأول والذى أعتز به كثيرا لأنه كان بداية طريقى إلى الكتابة وهو عبارة عن مجموعة من المقالات الاجتماعية والتى أراعى فيها الاختصار مع قوة الفكرة قدر الإمكان وتلك هى مدرستى فى الكتابة حيث لا أميل إلى الإطالة التى تكون مملة فى بعض الأحيان إلا إذا كانت هناك ضرورة لذلك ، وقد قررت نشر سلسلة مقالات كتابى بشكل أسبوعي  من خلال جريدتنا المتألقة والواعدة “الزمان المصرى”

وسوف أقوم بكتابة هذه المقدمة فى بداية كل مقال حتى يتمكن من فاته قراءة المقالات السابقة فهم الأمر.

( الاستعمار)

كلمة يكاد يعرفها كل البشر ، بل وذقنا مرارتها أيضا فى منطقتنا العربية ، ولكن هل للاستعمار شكل واحد أم أشكال متعددة ؟

فالكل يعلم الشكل المعروف و هو الاستعمار العسكرى من خلال احتلال قوات عسكرية لدولة معينة لأراضى دولة أخرى .

وهذا نوع واحد من أنواع الاستعمار ، فهناك أنواع أخرى  ، مثل الاستعمار الإقتصادى والاستعمار الفكرى والاستعمار العقائدى ومن الممكن أن نسميه غزوا إذا أردنا الدقة.

والسؤال هنا : ماهو النوع الأخطر ؟ أنا أرى أقلهم خطرا هو الاستعمار العسكرى ، لأنه يكون شيئا ظاهريا ويمكن مقاومته ولا يستطيع خداع الشعوب ، وبالتالى فإن كل ما يأتى منه يكون مرفوضا.

ونحن كعالم عربى ذقنا مرارته كما أسلفت سابقا

وكافحت الشعوب حتى تخلصت من هذا الاستعمار ولكن يا ترى ، هل انتهينا من محاولة استعمارنا ؟

والظاهر للعامة أنه نعم نحن نعيش فى إستقلال وللأسف لا يدرك كثيرون ما يحاوله المستعمر من غزو جديد ولكن بطريقة أخرى و هو الغزو الفكرى الذى هو من أخطر أنواع الغزو أو الاستعمار ، لأنه يقدم بطريقة جميلة خادعة تكون عبارة عن ما يسمى ، ثقافة وتحضر وغير ذلك من المسميات ، وبالتالي تتقبلها الشعوب بكل سرور لأنها فى نظرهم أمر صحى ، ولا يدرون أنها أقوى أنواع الاستعمار التى تشوه أكثر آلاف المرات من الآلات العسكرية وذلك لأن الآلة العسكرية تدمر أشخاصا بقتلهم ومباني بهدمها ولكنه لا يقضى على وجود دولة أو أمة ، لكن الغزو الفكرة يدمر مجتمعات بأكملها لأنه يبدد فيها قيما ومبادئ ويفرض عليها أفكارا أخرى وهذا لا يحدث مع شعب بعينه ولكنه يحدث مع معظم الشعوب ، فلابد أن ننتبه من أنواع الاستعمار الأشد خطورة ، وعلينا أيضا أن نتمسك بالقيم والمبادئ التى نشأنا عليها لأن لكل أمة فكر وقيم ومبادئ مختلفة هى التى تحدد هويتها ، فإذا ما تبنت غيرهم فإنها تكون فى هذه الحالة كالشخص الذى يسير فى الشارع وقد حمل هوية شخص آخر.

وبالطبع هذا لا يجوز وإلا أصبح شخصا بلا هوية حقيقية ولا ترضى أمة لنفسها ذلك.

لذا يجب على الأمم التمسك بهويتها خيرا لها بدلا من أن تضيع بين الأمم ، وهذا الدور هو طبعا لشباب الأمم لأنهم نواة الأمم ، فإذا فسدت النواة ، فسدت الأمة ولا يوجد مانع من الاضطلاع على الثقافات الأخرى لمحاولة الاستفادة منها ، ليس للتقليد الأعمى وفقط.

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.