الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :الانتصارُ للقدسِ بشرفٍ والثورةُ من أجلِها بالحقِ

 

مما لا شك فيه أن مدينة القدس العربية الفلسطينية، القديمة العتيقة المقدسة، تتعرض لمؤامرة صهيو أمريكية كبيرة، تستهدف هويتها العربية الأصيلة وثوبها الفلسطيني القشيب، وتعتدي على معالمها المعمارية وآثارها الحضارية، وتتطاول على تراثها الديني الإسلامي والمسيحي، وتشوه قيمها المحفوظة وتقاليدها الموروثة، وتضيق  الخناق على سكانها وأهلها، وتهدم مساكنهم وبيوتهم، وتغلق محالهم ومتاجرهم، وتسحي هوياتهم وتلغي إقامتهم، وتطردهم وتبعدهم، وتعتقلهم وتحاكمهم، ضمن مخططٍ مدروسٍ وبرامج شيطانية معدة مسبقاً، تعدها هيئاتٌ صهيونية مختصةٌ، ويتعاور على تنفيذها رؤساء الحكومات المتعاقبون، ورؤساء بلدية القدس المنتخبون، الذين يتمون المخططات القديمة ويتعهدون الخطط اليهودية الجديدة.

مدينة القدس العربية الهوية والمنشأ، الإسلامية المسيحية الماضي والتاريخ، ينظر إليها الإسرائيليون على أنها قلب المشروع الصهيوني وعنوان عودتهم، وأساس أساطيرهم وعماد خرافاتهم، عاصمة ممالكهم القديمة، وموطن أنبيائهم ومسكن ملوكهم، فيها هيكلهم المقدس ومعبدهم القديم، يتطلعون إليها مدينةً موحدةً خالصةً لليهود دون غيرهم، لا يساكنهم فيها أحد، ولا يجاورهم فيها غيرهم، ويريدون من دول العالم أن تعترف بها عاصمةً موحدةً لكيانهم، ومدينة خالصةً لأبناء دينهم، ضمن دولةٍ يهودية القومية، صهيونية العقيدة، لئلا يكون للعرب والمسلمين فيها نصيبٌ أومكان، أو سلطةٌ وقرارٌ، وقد صدقهم البعض، وآمن بخرافاتهم بعض حلفائهم، فنقلوا إليها سفاراتهم، واعتمدوها في خطاباتهم الرسمية عاصمةً موحدةً للكيان الصهيوني.

أمام هذه المؤامرات الصهيونية الكبرى، ينبغي على العرب والمسلمين جميعاً، أن يهبوا للدفاع عن حقهم وحماية مدينتهم، وصد الاعتداءات عليها، ودعم أبنائها ومساندة سكانها، للحفاظ على هويتها العربية وتراثها الحضاري العظيم، إذ أن المدينة المقدسة وأهلها في حاجةٍ إلى تضامن العرب والمسلمين معهم، لعظم ما يواجهون، وخطورة ما يلاقون، وصعوبة ما يجدون من سياسات الاحتلال الغاشمة، فتراهم يتطلعون بأملٍ إلى تلقي الدعم والإسناد منهم، ويأملون فيهم أن يقفوا في وجه القرارات الأمريكية الأخيرة، وبعض القرارات الدولية الأخرى التي حذت حذو الإدارة الأمريكية، واتبعت سياسة رئيسها دونالد ترامب، الذي جافى الحق وانتصر للباطل، وأيد الكيان الصهيوني وتجرأ على الشعب الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية.

لكن الفلسطينيين عموماً وأهل القدس خصوصاً لا يقبلون نصرةً بالظلم، ومساندةً بالباطل، ودعماً بالارهاب، وتأييداً بالاعتداء، ولا يرضون بقربانٍ ممزوجٍ بدم الأبرياء ومقرون برعبِ المدنيين العزل، إذ أن قضيتهم قضية حقٍ ومسألة شرفٍ، ونضالهم مشروع ومقاومتهم تكفلها القوانين الدولية، وترعاها النظم وتتنسجم مع تجارب الشعوب وسير الأمم، ومدينتهم مدينةٌ مقدسة اسمها السلام وشعارها العدل والأمان، فلا نشوهها بنضالٍ مشبوهٍ ودعمٍ ملوثٍ، ولا نسيء إليها بتضامنٍ منحرفٍ وتأييدٍ ضالٍ، فمن ينتصر للقدس وأهلها لا يرتكب أعمالاً مشينة ولا يقوم بعملياتٍ معيبة، بحجة الدفاع عن القدس وأهلها، أو بذريعة الاعتراض على القرارات الأمريكية ورفض السياسات الصهيونية.

إننا نحن الفلسطينيين نرفض عملية التفجير الإرهابية التي وقعت في العاصمة الكينية نيروبي، والتي راح ضحيتها ستة عشر مديناً وأجنبياً واحداً، وندينها ونشجبها ونستنكرها بأشد العبارات وأقسى الكلمات، ولا نقبل بها ولا نوافق عليها، ولا نعتبرها تؤيدنا ولا نراها تنتصر لنا، بل نعتقد أنها تسيء إلينا ولا تعبر عنا، ولعلنا نشكك في الجهة التي نفذتها والمجموعة التي ارتكبتها، وإن نسبت إلى ما يسمى بالشباب المسلم في الصومال، فهذا عملٌ لا يخدم قضيتنا، ولا ينفع نضالنا، ولا يحفظ قدسنا، ولا يدفع الأدارة الأمريكية والمجتمع الدولي على تغيير قراراتهم، والتوقف عن دعم الكيان الصهيوني وتأييد سياسته.

إن طريق النضال واحدة وسبيل المقاومة معروف، وساحة المعركة وميدان القتال معلومٌ، وإن تعددت الأشكال وتباينت السبل والأدوات، إلا أن عدو الأمة العربية والإسلامية، الذي يستهدف القدس والأقصى، ويتآمر على الإنسان والمقدسات، عدوٌ واحدٌ معروف، لا لُبس فيه ولا غموض حوله، وهو يعلن عن نفسه ولا يتخفى، ويكشف عن سياسته ولا يخاف، ويمضي في مخططاته ولا يتوقف، ولعله قد استفاد من تفجير نيروبي الذي طال المدنيين وأشاع أجواءً من الرعب والخوف بين الناس، فمضى أكثر في وسم العرب بالإرهاب، ووصف المسلمين بالتطرف والتشدد، وقد ينجح في دفع عواصم دولية أخرى لتنقل سفاراتها إلى القدس.

نستغرب كيف يمضي المسلحون في غيهم، ويصرون على ضلالهم، ويمعنون في أخطائهم، ويعاندون في عماهم، ويتمادون في عملياتهم، التي تخدم العدو ولا تضره، وتنفعه وتسره، بل وتزيد في دعم دول العالم له ومساندتهم له، فهذه الأعمال تشوه نضالنا وتسيء إلى مقاومتنا، وتضر قضيتنا ولا تنفع قدسنا، وقد كان حرياً بهم إن كانوا صادقين، ولم يكونوا عملاء مستأجرين أو عبيداً مستخدمين، أن يوجهوا بنادقهم نحو العدو الصهيوني ومصالحه، وأن يستهدفوه بسلاحهم ويوجعوه بعملياتهم، ويطالوه في كل الساحات التي يستطيعون الوصول إليها، بدلاً من التفجيرات العمياء، والعمليات المشبوهة الخرقاء، التي تستهدف الأبرياء وتنال من العامة والبسطاء، الذين يؤيد بعضهم قضيتنا ويؤمن بعدالتها، اللهم إنا نبرأ إليك من كل عملٍ مشبوهٍ ومدان، وننكر كل إهداءٍ ضالٍ ومضل، فالقدس لا تطهر النجس ولا تحلل الحرام، ولا ترضى بالباطل ولا تقبل قربى غير طاهرة، ولا ترحب بأي إعلانٍ يسيء إلينا وإليها.

طوبى لمن دافع عن القدس وانتصر بالحق لأهلها، وحافظ عليها وتمسك بها، وانتفض دفاعاً عنها، وغضب من أجلها، وثار في سبيلها، وساهم في حمايتها، وشارك في الذود عنها، وكان له شرف الرباط فيها، والإقامة في رحابها، والصلاة في مسجدها، وتلقي العلوم في معاهدها، وحراسة أبوابها، وهنيئاً لمن ضحى فداءً لها، وقاوم عدوها وقاتل محتلها، وانتصب كالجبل يضاهي شموخها، ويعادل رسخوها، ويماثل ثباتها، ومرحى بمن آمن بها آيةً في كتاب الله، وبعضاً من حديث رسول الله، وصدق أنها البيت المقدس، والرحاب الأعظم، مسرى الرسول الأكرم ومعارجه إلى السموات العلى.

بيروت في 18/1/2019

[ظلك . . عزني ‘زجل’]  قصيدة :الشاعر طارق فايز العجاوي

قالت : في طود الحرف حرفك هزني

دخلك دخيلك دوم تبقى تعزني

قلتلها :أنت الشعر وانت الهنا

سكين بوحك من وريدي حزني

قالت : ي طود الحرف اشعارك شهد

لك هاتي جرونك بدي عبيها سرد

بعرف ترى جن البنفسج واستحى

من حمرة الخدين وشفاف الورد

إن كان كانونك هجم عا غلتي

لك هاتي حنينك بدي عبي سلتي

طارق ترى دنيا الغرام بحالها

لـتفكري انت غرامي وعلتي .

عاطف عبد العزيز ينثرُ شيئاً من الغبار بمعرض القاهرة الدولى للكتاب

كتب : حافظ الشاعر

صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، مجموعة شعرية جديدة للشاعر المصريعاطف عبد العزيز، حملت عنوان “شيء من هذا الغبار“. تتكثَّف اللحظة الشعرية في قصائد عاطف عبد العزيز الجديدة، حتى تغدو شيئاً من الغبار الخفيف النائم على زجاجة عطرٍ شاردة، كتفصيل صغير، تُرافقه تفاصيلُ أخرى، يلتقطها الشاعر أو بالأحرى يمضي بها بعيداً في الكتابة عن عاداته اليومية في مدينة القاهرة، عن حياته الخاصة، والتي يُقلِّبُها كصفحات ألبومِ صورٍ تتوالدُ منه الذكرياتُ والمشاعر المتناقضة والمشاهدُ والصُّدف، كمَن يصنعُ حياةً متخيَّلة، ثمَّ ينغمسُ فيها كواقعٍ بديل.

يتكوَّن الكتاب من عشرين قصيدة، متبوعةً في آخره بنصٍّ بعنوان “سأم القاهرة” في تقاطع مع عنوان كتاب شارل بودلير “سأم باريس”، وهنا سنقفُ على هامشٍ آخر للهامشِ الذي يصنعُ عوالم عاطف عبد العزيز، بما يؤثثها بصرياً وما يتناسل منها أسئلة تتفاقم كظلال للمدينة الصاخبة، كغبار يعلو الوجوه والأشياء والذاكرة، لتُمسي الاكتشافات والخيبات الآنية مسرحاً للأحداث البسيطة وحوادث القلب، ناهيكَ عن التماهي في الآخرين ولا يبدو أحدٌ في مرآة الشاعر غريباً أو أكثر غربة من الشاعر نفسه.

في قصيدة “تلك الأصواتُ”، نقرأ:

فِي مَدِيْنةٍ كمَدِيْنَتِنا

غَرِيبَةِ الأَطْوَار،

وَتَحْتَ مَطَرٍ يَهطِلُ الآنَ فِي المَاضِي،

كُتِبَ عَلَيَّ أنْ أكُونَ غَيْرِي.

ورُبَّما أكُونُ أغْيَارًا عَدِيدِينَ يَتَنَاوبُونَنِي.

أنَا الآنَ كَثِيرٌ جِدًّا

.. بقَلْبٍ وَاحِدٍ.

في قصائد عاطف عبد العزيز يمكننا التنقل، حين نُمسكُ بخيطِ السَّرد، بين أمكنةٍ عديدة، شوارع ومقاهٍ وحانات ونلتقي أشخاصاً سندركُ أننا التقينا بهم في منعطف ما، في لحظةٍ فاصلة بين زمنين مختلفين. تماماً كما التقى الشاعر بحبيبة أبيه وكتب:

فِي الحَقِيقةِ،

لم أَقوَ عَلَى إِخْفَاءِ دَهْشَتي عِندَما فُوجِئُتُ

بخَصْرهَا الضَّامِر.

خَصْرٌ ضامِرٌ

رَغْم سِنِّها التِي كانتْ قد أوغلَتْ

فيما بعد السِّتِّين.

لم أَقْوَ، أيضًا، عَلَى إِيقَافِ اِنْثِيَالِ أَفْكَارِيَ الخَشِنَة

مِنْ مِثْل:

كَمْ مِنَ الرِّجَالِ، يا تُرَى،

قد دنَّسُوا المواضِعَ التِي زَارَها ذاتَ يومٍ أبِي،

وتَرَكَ بِها عَلامَاتِه؟

هل خَرَجَ إلى الوُجُودِ كائِناتٌ

مِنْ هذا الجَسَدِ البَهِيِّ الذِي يَتَأوَّدُ

الآنَ تَحتَ الضَّوْءِ؟

) كُنتُ أَعنِي بالطَّبْعِ، أولئِكَ الذِينَ كَانُوا مِنَ المُمكِنِ – لو سَارَتِ الأُمُورُ

فِي مجرَياَتهِا- أن يصَيرُوا أخوَتي(

شَاقٌّ،

أنْ يرَى المَرءُ حَبِيْبَةَ أَبِيْهِ الرَّاحِلِ صُدْفَةً،

أو غيرَ صُدْفَةٍ.

فَحِينَ اِلتَقْتْ عُيُونُنا،

خُيِّلَ إليَّ لِلَحْظَةٍ أنَّها عَرَفتْنِي،

كَما خُيِّلَ إليَّ أنّ الكَأسَ اِرْتَعَشَتْ

فِي يَدِهَا المعْرُوْقَة،

حتَّى إنّني اضطُرِرْتُ إلى الاِعْتِذَارِ لَها

عَمَّا لم أَفْعَلْ،

بعدَ أن تَذَكَّرْتُ ذلكَ الرَّجُلَ المِسكِينَ

الذِي اِنْتَابَتْهُ الرِّعْشَةُ فِي فِراشِ الموْت،

حينَ وَصَلَهُ صَوْتُها مَرَّةً

مِنَ المِذْياعِ البَعِيدِ.

في ديوانه الحادي عشر هذا، تنفتح تجربة الشاعر عاطف عبد العزيز على مساراتٍ وإن بدت مألوفة، غير أنها تحيلنا على خبرة وذكاء تعكسان التراكم والاشتغال على مدار عقود من الزمن لمشروعٍ شعري متميز في كتابة قصيدة النثر.

“شيء من هذا الغبار” مجموعة شعرية هي الحادية عشرة في مسار الشاعر المصري عاطف عبد العزيز، صدرت في 80 صفحة من القطع الوسط، ضمن سلسلة “براءات” لسنة 2019، التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.

عاطف عبد العزيز شاعر ومترجم مصري، مواليد القاهرة. صدر له أزيد من 10 مجموعات شعرية نذكر منها: “ذاكرة الظل”، 1993. “كائنات تتهيأ للنوم”، 2008. “برهان على لا شيء”، 2016. ولديه قيد الطبع نص توالدي مع الشاعرة غادة نبيل بعنوان: “تقاطعات”. خريج مدرسة الفنون الجميلة، يعمل مهندساً معمارياً، وشارك في تحرير عدة مجلات وملاحق أدبية، بالإضافة إلى عضويته في مجالس ثقافية، خاصة ما تعلق منها بقصيدة النثر. تُرجمت قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والكردية. كما قدَّمَ عن الإنجليزية، شعراء عديدين إلى قراء العربية مثل: الهندية مامتا ساجار، والأرجنتيني ريكاردو روبيو، والمجري يانوس تيري.

المؤلف عاطف عبد العزيز سيكون في جناح منشورات المتوسط في معرض القاهرة الدولي للكتاب، الصالة 3، جناح رقم:C18، لتوقيع كتابه، يوم الجمعة 1 فبراير 2019 في الساعة الخامسة مساءً.

الفنانون المصريون يستعرضون سياراتهم الفارهة وسط تفاهة رواد التواصل الإجتماعى

نشر الفنان المصري، عمرو دياب، صورة جديدة له عبر إنستغرام، ظهر فيها وهو يقود الطراز الأخير من “لامبورغيني”، إلا أنه لم يؤكد امتلاكه للسيارة.

وأثارت الصورة تفاعلا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشار بعضهم إلى أن دياب هو أول فنان عربي يقود سيارة من طراز “أوروس” الجديد.

ولم يكن دياب هو الفنان الوحيد الذي استعرض “سيارته” الفارهة مؤخرا، حيث قام الفنان، محمد رمضان، بنشر مقطع فيديو يظهر فيه أسطول سياراته الخاص الذي يضم “رولز رويس” و”لامبورغيني”. كما قام كل من تامر حسني وأحلام الشامسي بنشر صور سياراتهما الخاصة أيضا، عبر موقع إنستغرام.

 

[عطرية . . وجد] قصيدة :الشاعر طارق فايز العجاوي

تنازع والغرام سنا وطابا

وارض الشوق امطرها سحابا

يردد في الهوى آهات عطر

وعطر الود في فاض الرحابا

كأنك تذهليني من حنين

وشعري ارسل الدنيا الجوابا

كأني مع نسيم الروح صادح

كأنك والمدارج في سرابا

ترنم هادلا

ترنم غازلا

ترنم هازجا

يعيد الشوق في قلبي اضطرابا

فقد طابت مراتبنا لقاءا

وقد طابت

واورثت الرهابا

وشعرا في سفارك اودعيني

وطار القلب من فرط العتابا.