تحت شعار “قادرون باختلاف”..محافظ دمياط و النائبة ايفلين بطرس يشهدان الاحتفال بتكريم أبطال العالم من متحدى الإعاقة

متابعات: إبراهيم البشبيشي.

شهدت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط و النائبة ايفلين متي بطرس نائبة دمياط المجتهده الاحتفالية التي أقامتها مديرية التضامن الاجتماعي بالتعاون مع جمعية الرياضيين لمتحدى الإعاقة لتكريم أبطال العالم من ذوى الاحتياجات الخاصة الحاصلين على مراكز متقدمة في البطولات الرياضية.

حيث أكدت المحافظ خلال الحفل على أن المحافظة لم ولن تدخر وسعا في تقديم الدعم اللازم لأبنائها مشيرة إلى أن الدولة تولى اهتماما كبيرا بذوى الاحتياجات الخاصة وتذليل كافة الصعوبات التى يتعرضون لها من أجل تحقيق الاندماج في مسيرة العمل التنموى.

وأعربت المحافظ عن خالص سعادتها بما حققه أبناء المحافظة فى البطولات الدولية متمنية لهم دوام التوفيق والنجاح.

جاءت الاحتفالية بحضور النائبة إيفلين متى و الأستاذ حسام عبد الغفار مدير مديرية التضامن الاجتماعي والكابتن صبرى البرعى رئيس جمعية الرياضيين لمتحدى الإعاقة وعددا من ممثلى الأجهزة التنفيذية بالمحافظة

الدكتور عادل عامر يكتب عن :هل يساعد الاعلام على نشر الثقافة الارهابية

ان اهمية الاعلام لا تكمن في اقتنائه ومجاراة الآخرين في استخدامه وتوجيهه ، وانما في كيفية استعماله وتوظيفه بشكل هادف وعلى نحو يجعله قادرا على التعبير الموضوعي عند تناول القضايا المختلفة ، بحيث نضمن وسائل اعلام باطار مرجعي كفيل بتوفير تغطية منهجية تتماهى مع قواعد ( علم ) الاعلام ونظرياته بعيدا عن العفوية والارتجال .

 وربما هذا ما تفتقد له الكثير من وسائل الاعلام في وقتنا الراهن مع كل آسف ، بعد ان رهنت سياساتها وتطلعاتها بالتعايش مع متطلبات السوق (الاعلامي) بما يضمن لها ترويج سلعتها الاعلامية في اكبر عدد ممكن من الاسواق لضمان وصولها بالتالي الى اكبر عدد ممكن من جمهور المتابعين .

 وهذا هو الشيء الذي ربما اعطى المجال لحدوث ممارسات اعلامية خاطئة وضبابية افرزت حالة من التيه والارباك اثارت الشكوك حول حقيقة دور وسائل الاعلام في الحياة العامة ، وما اذا كانت تقوم بالفعل بتأدية رسالتها المفترضة بما هي توعية وتثقيف ام لا .

الامر الذي وفر اجواء عامة بررت الوقوف عند الكثير من المحطات الخلافية والاشكاليات التي فرضت نفسها على ساحة الاحداث المحلية والخارجية ، ومنها بطبيعة الحال الموضوع الذي نحن بصدده في هذه الورقة التي نتناول فيها العلاقة بين الاعلام وبين الارهاب ، وهي علاقة اشكالية تحتاج الى التأمل واستخلاص الدروس والنتائج ، حيث يحاول كل منهما السعي وراء الآخر .

 وهناك من اعتبر ان العلاقة بينهما اشبه ما تكون بعلاقة بين طرفين ، احدهما يصنع الحدث والاخر يقوم بتسويقه . ما برر طرح اسئلة عديدة احسب ان الاجابة عليها يفيد في تشخيص هذه العلاقة، ومعرفة الظروف والاجواء العامة المسؤولة عن انتشار ظاهرة الارهاب على آمل محاصرتها والقضاء عليها .

 وعليه .. هل يمكن ان يعيش الارهاب بدون اعلام ..؟ هل تغذي  التغطية الاعلامية الاعمال الارهابية وتشجع بالتالي الاشخاص الذين يقفون وراءها على ارتكاب المزيد من هذه الاعمال الاجرامية ..؟ هل يساعد الاعلام على نشر الثقافة الارهابية ، ومن ثم الاسهام في زيادة معدل ظواهر العنف والارهاب ..؟ .

يلعب الاعلام  دورا هاما ومؤثرا في توجهات الرأي العام واتجاهاته ، وصياغة مواقفه وسلوكياته من خلال الاخبار والمعلومات التي تزوده بها وسائل الاعلام المختلفة. اذ لا يستطيع الشخص تكوين موقف معين او تبني فكرة معينة الا من خلال المعلومات والبيانات التي يتم توفيرها له ، ما يؤكد قدرة الاعلام بكافة صوره واشكاله على احداث تغييرات في المفاهيم والممارسات الفردية والمجتمعية عن طريق تعميم المعرفة والتوعية والتنوير وتكوين الراي ونشر المعلومات والقضايا المختلفة .

 وفي الوقت الذي اصبحت فيه وسائل الاعلام جزءا اساسيا من حياة الشعوب والمجتمعات ، بفعل استجابتها ومواكبتها للتطورات والمستجدات الحاصلة في شتى المجالات الحياتية ، وقدرتها على الوصول الى الجماهير ومخاطبتها والتأثير فيها ، فان هذا يتطلب ضرورة مراعاة ظروف كل مجتمع وبيئته الثقافية والقيمية والفكرية بشكل يضمن احترام هوية هذا المجتمع وخصوصيته.

دون ان يعني ذلك تجاهل الآخر وعدم جواز التعرف على ثقافته وحضارته ، اذ لا بد من التواصل والتفاعل معه والاستفادة بما لديه من علوم ومعارف بعد ان اصبح العالم بفضل الثورة العلمية والتقنية والاتصالاتية اشبه ما يكون بقرية كونية صغيرة تتداخل فيها المصالح والاعتبارات بين دول العالم وشعوبه.

لقد اصبح الاعلام لغة عصرية وحضارية لا يمكن الاستغناء عنها او تجاهلها ، ما يتطلب فهمها واستيعابها من خلال امتلاك مقوماتها وعناصرها ومواكبة التطورات التي تشهدها وسائله المختلفة ، حيث تعددت ادوات الاعلام وتنوعت ،

 واصبحت اكثر قدرة على الاستجابة مع الظروف والتحديات التي يفرضها الواقع الاعلامي الذي بات مفتوحا على كل الاحتمالات في ظل ما تشهده ادواته ووسائله المختلفة من تطورات وابتكارات نوعية ، بررت تناوله وطرحه العديد من القضايا التي احدثت اهتماما واسعا ولافتا في مختلف الميادين وعلى كافة الصعد . واذا كان من حق الرأي العام ان يعرف الحقيقة ويتابع ما يجري من احداث على الساحة المحلية والاقليمية والدولية ،

 فان التعاطي مع هذه الاحداث ونشرها ومتابعة ما يجري منها ، يجب ان يتم وفقا لضوابط مهنية ومعايير اخلاقية وانسانية وموضوعية تراعي ظروف المجتمع ومزاج الرأي العام ، ما يعني ضرورة التوازن بين حق الجمهور بالمعرفة ،

وبين مرجعيته الثقافية والاخلاقية والدينية على اعتبار ان المعايير الفاصلة بين اعلام وآخر هي في النهاية معايير مهنية واخلاقية ، تجسد أطرا مرجعية يمكن الاستناد اليها في التمييز بين السلوك الايجابي والسلوك السلبي ، وبالتالي التفريق ما بين ظواهر سلوكية مقبولة وآخري مرفوضة .

لا شك بان ظاهرة الارهاب تحظى باهتمام الشعوب والحكومات في شتى انحاء العالم  لما لها من آثار خطيرة على آمن الدول واستقرارها ، بعد ان اتضح اننا امام ظاهرة اجرامية منظمة تهدف الى خلق جو عام من الخوف والرعب والتهديد باستخدام العنف ضد الافراد والممتلكات ؛ ما يعني ان هذه الظاهرة الخطيرة تهدف الى زعزعة استقرار المجتمعات والتأثير في اوضاعها السياسية وضرب اقتصادياتها الوطنية عن طريق قتل الابرياء وخلق حالة من الفوضى العامة ، بهدف تضخيم الاعمال الارهابية وآثارها التدميرية في المجتمع ، بما يتناسب مع القاسم المشترك الذي امكن التوافق عليه بين تعريفات الارهاب المختلفة ،

والذي يرى في الارهاب استخدام غير مشروع للعنف يهدف الى الترويع العام وتحقيق اهداف سياسية . ما جعل البعض ينظر الى الارهاب باعتباره عنف منظم موجه نحو مجتمع ما او حتى التهديد بهذا العنف ــ سوآءا أكان هذا المجتمع دولة او مجموعة من الدول او جماعة سياسية او عقائدية ــ على يد جماعات لها طابع تنظيمي تهدف الى احداث حالة من الفوضى وتهديد استقرار المجتمع من اجل السيطرة عليه او تقويض سيطرة آخري مهيمنة عليه لصالح القائم بعمل العنف .. في اشارة الى اعتماد الارهاب المفرط على العنف المتعمد وعدم التمييز بين المدنيين وغير المدنيين كأهداف شرعية من اجل تحقيق اغراض سياسية .

وامعانا في خلق اجواء الفوضى والترويع ، واتاحة المجال امام انتشار الشائعات المغرضة ، التي تثير خوف الرأي العام وتؤلبه ضد السلطات المحلية بحجة عجزها عن حماية آمنه ، يعمد الارهابيون الى التسلح بوسائل الاعلام المختلفة لتسويق اغراضهم وغاياتهم وتوظيفها في تضليل الاجهزة الأمنية واكتساب السيطرة على الرأي العام عن طريق نشر اخبار العمليات الارهابية التي يقومون بتنفيذها على اعتبار ان الحملات الاعلامية التي تغطي هذه العمليات تساعد على تحقيق واستكمال اهداف الارهابيين ،

 الذين يرون في التغطية الاعلامية لجرائمهم معيارا هاما لقياس مدى نجاح فعلهم الارهابي ، لدرجة ان البعض اعتبر العمل الارهابي الذي لا ترافقه تغطية اعلامية عملا فاشلا . من هنا يأتي استغلال الارهاب للأعلام لترويج فكره الارهابي ودعمه من خلال محاولاته المستمرة في البحث عن الدعاية الاعلامية لتسليط الضوء على وجوده واغراضه .

 فبحسب باحثين نفسيين .. فان الارهابيين قد يحجمون عن تنفيذ عملياتهم في حال علموا مسبقا انها لن تترافق مع الدعاية الاعلامية ،التي من شأنها كشف حجم الخسائر التي الحقوها بأعدائهم .. على اعتبار ان الحرب النفسية تعمل عملها فقط في حال ابدى البعض اهتماما بالأمر .

فقد وصفت مارجريت تاتشر رئيس الوزراء البريطانية السابقة هذه الدعاية ( المجانية ) بالأكسجين اللازم للإرهاب الذي لا يستطيع الاستغناء عنه ، لان تغطية الحدث الارهابي اعلاميا يحقق مكاسب تكتيكية واستراتيجية للقائمين عليه ..

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :خطأ تعويم الشاذين فكرياً واحتضان المنبوذين وطنياً

كثرت في السنوات الأخيرة مع انتشار ثقافة الإنترنت المفتوحة، وذيوع وسائل التواصل الاجتماعي العامة، والقدرة اللا محدودة على امتلاك صفحاتٍ خاصةٍ على الفيسبوك وتويتر وغيرهما من الوسائل المجانية أو الرخيصة واسعة الانتشار وسهلة الاستخدام، التي مكنت أصحابها بسهولةٍ ويسرٍ من الكتابة بحرية والتعبير بجرأة، ونشر ما يريدونه وما يفكرون به وقتما يشاؤون دون رقابةٍ أو متابعةٍ، الأمر الذي أصابهم بالسكرة والغرور، وجعلهم يفكرون أنهم يستطيعون الارتقاء إلى مصاف كبار الكتاب والباحثين، ومزاحمة المفكرين والفلاسفة، ومنافسة أصحاب الرأي والفكر والإبداع، والتفاخر بعدد الزوار والمعجبين، والاعتداد بكثرة المعلقين والمعقبين، والإحساس بالزهو لكثرة حالات إعادة نشر مساهماتهم وتبني أفكارهم وتعميم تغريداتهم.

كما أدى تكاثر القنوات الفضائية الرسمية والحزبية، وتلك التي يمتلكها كبار التجار ورجال الأعمال، الذين يفكرون في الربح والمكسب، ويبحثون عن المنفعة المادية ومضاعفة الأرصدة المالية، ممن لا يعيرون ثوابت الأمة اهتماماً، ولا تعنيهم مقدساتها وقيمها الدينية والوطنية والقومية شيئاً، فيوظفون في محطاتهم الإعلامية تجار المواقف وباعة الأفكار، ممن يميلون مع الرياح ويروجون ويصفقون لمن يدفع لهم أكثر، وغيرها من القنوات العامة الموظفة قصداً والموجهة عمداً، التي تستهدف بطواقمها الموجهة وضيوفها المرضى القطاعات الشعبية العامة من أبناء أمتنا العربية والإسلامية، فتغزو عقولهم بكل جرأة، وتزور الحقائق وتبدل الوقائع بكل وقاحة.

أضرت هذه المؤسسات المتعددة الانتماءات والمختلفة التوجهات والمشبوهة التمويل بنا وأساءت إلينا، وشوهت قيمنا وبدلت مفاهيمنا، وعابت علينا أخلاقنا ودعت إلى تخلي الأمة عن موروثاتها، وجاهرت بتأييدها للعدو ومناصرتها له، بل دعت إلى زيارته والتطبيع معه، وتمنت الخير والسلامة له، ودانت من يقاومه وشجبت يقاتله، وجلبت من رضي أن يكون بوقاً له صفير، وطبلاً أجوفاً له دوي، يمجدون العدو ويمسحون عاره، ويطهرون صفحته ويجملون صورته، بينما هو يبطش بالشعب الفلسطيني وينكل بهم، ويمعن في قتلهم ومصادرة أرضهم، ولم تتردد هذه الفئات المنحرفة في الدعوة إلى شطب آياتٍ قرآنية أو تحريف أحكامٍ ربانية، خدمةً لمصالح العدو وترويجاً لأفكارهم الضالة، ولو كانت معادية للأمة ومناصرة لأعدائها.

ما من شكٍ أبداً أن الذين يقومون بهذه الأعمال الفاسدة إنما هم مجرمون وظالمون، ومنحرفون وضالون، وهم فئة من الأمة مارقة ومنحرفةٌ وشاذة، ولا تعبر عن هوية الأمة بشيء، ولا تعكس شخصيتها الحضارية، ولا تعبر عن عقيدتها الدينية ولا عن ثوابتها الوطنية والقومية، وأن الضجيج الذي تحدثه تصريحاتها، والدوي الذي تسببه تغريداتها، ليس إلا صدى التهويل الإسرائيلي والترحيب الغربي المعادي لنا، فالعدو الإسرائيلي يبحث عن أصحاب هذه المواقف ويشيد بهم، ويكيل المديح لهم، ويعرب عن سعادته بهم وبمواقفهم، ويبدي رغبته في استضافتهم والحفاوة بهم، في الوقت الذي يعمم تصريحاتهم وينشرها، محاولاً إيهام الرأي العام أن هذا هو الموقف العام لشعوب الأمة العربية والإسلامية، التي باتت تعترف بإسرائيل، وتطالب بالتطبيع معها.

ولكننا نحن نشارك أيضاً في هذه الجرائم، ونساهم في تعميق آثارها وانتشار أضرارها، وذلك باهتمامنا بأصحابها، وبالرد عليهم أو إعادة نشر تغريداتهم أو ذكر أسمائهم، ولو كان ذلك بحسن نيةٍ، فهذا الأمر يزيد في غرورهم، ويضاعف حالة النشوة في صدورهم، ويصدقون أنفسهم بأنهم محل الاهتمام وقطب التفكير، بينما هم في الحقيقة حثالة المجتمع، وشرذمة الكتاب والصحافيين، ونكراتٌ لولا شذوذهم، ويتجاهلون أن العدو لا يحترمهم ولا يقدرهم، ولكنه يريد أن يستغلهم ويستفيد منهم، وأنه في لحظةٍ ما لا محالة سينقلب عليهم وسيطرحهم، إذ لا حاجة له في شرذمةٍ قليلةٍ خائنةٍ، لا تعكس إرادة الأمة ولا تعبر عنها، بل هي في مجتمعاتها معزولة ومرذولة لا تلق الاحترام، ولا يقبل المواطنون وجيرانهم ومعارفهم مصافحتهم والجلوس معهم، إذ يعتبرونهم شراً مطلقاً ومرضاً معدياً ونجساً كبيراً.

أنا لا أدعو إلى الاستخفاف بعملهم أو التقليل من أثرهم، ولا أحرض على التخاذل في مواجهتهم أو التقصير في الرد عليهم، بل أصر على محاربتهم، وأدعو إلى حصارهم، وأشجع على نبذهم وإعلان البراءة منهم، لكن لا ينبغي أبداً أن نساهم في رفعتهم وشهرتهم، بذكرنا أسماءهم ونشرنا لأقوالهم، بل يجب علينا أن نهمل هذه الشخصيات التي كانت نكرة، وأن نتجاوز أسماءها وإن اشتهرت، وألا نعيرها أي اهتمامٍ يذكر، وألا نشعرها أنها تخيفنا أو تزعجنا، أو أنها تقلقنا وتربكنا، فهم أقل شأناً من أن يغيروا قيمنا أو أن يؤثروا على مفاهيمنا، أو أن يبدلوا معتقداتنا، إذ أن الأمة تعرفهم أنهم مرتهنون وتابعون، وأنهم مارقون ومأجورون، وأنهم عفنٌ ووهنٌ، ومرضٌ وسقمٌ، وأنهم بغاثٌ وغثاءٌ.

فهؤلاء النكرات المجاهيل نفوسهم مريضة وقلوبهم خبيثة، لا يبالون إن كانت شهرتهم في فضيحة، ولا يزعجهم إن سبهم أحد أو شتمهم، فهم يبحثون عن رفعةٍ ملوثةٍ عند غيرنا، ويتطلعون إلى مكانةٍ رذيلةٍ عند عدونا، ويرون في تسليط الضوء عليهم شهرةً وخدمةً لهم، كي يعرف العدو قدرهم ويحفظ مقامهم ويقدر أفعالهم، ألا تعساً لهم وأضل أعمالهم، وسحقاً لهم وخاب ظنهم، ولعنةً عليهم وقطع دابرهم.

لا يعتقد أحدٌ أن هذه حرية تعبيرٍ وحرية رأيٍ، تكفلها القوانين والدساتير، وتحترمها النظم والأمم، فهذه المواقف المنبتة الغريبة، المنافية للقيم والعقائد، التي تهدم الموروث المقدس، وتعتدي على الحقوق المشروعة، وتتنازل عما لا تملك لمن لا يستحق، وتدعي تمثيل الأمة، وتقدم نفسها معبرةً عنها، لا يمكن أن تصنف أبداً على أنها حرية رأي وتعبير، ولهذا فنحن لا نقدرها ولا نقدسها، ولا ندعو إلى احترامها ولا إلى تقديرها، علماً أننا نقدس الرأي الآخر الوطني والقومي والديني الملتزم، لكننا لا نستطيع أن نقبل بهذه المواقف التي تخون الوطن ودماء الشهداء، وتفرط في حقوق الأمة والأجيال، وتنقلب على المفاهيم والمعتقدات، وتسلم للعدو بما اغتصب ونهب.

الدكتور عادل عامر يكتب عن :الهوية العربية والاسلامية للقدس

يتعرض القدس الشريف اليوم لمحاولات مستديمة من الصهاينة لتغيير معالم هذه المدينة المقدسة، والبدء بتقسيمها زمنيا ومكانيا للتمهيد على السيطرة الكاملة، بالإضافة الى حفر انفاق تحتها لهدمها في الوقت المناسب لبناء الهيكل المزعوم عليها.

إن الدول العربية ومنظمة التحرير قد بذلت جهودها السلمية خلال اكثر من ثلاثين سنة لإعادة الارض المسلوبة في فلسطين بما فيها القدس الشريف فلم تتحقق أي نتائج ايجابية بل على العكس من ذلك استطاعت اسرائيل خلال هذه الفترة ان تتجه اتجاها معاكسا للسلام تماما وتستولي على 16 منطقة من المحور الشرقي لتبني فيها عشرات الالاف من البيوت والشقق، بالإضافة الى استيلائها على 35 منطقة في المحور الغربي (الخط الاخضر)

بالإضافة الى الأحزمة الاستيطانية، و الجدار العنصري العازل بين الضفة و القدس الذي أخذ وحدها 5.6% من مجموع مساحة الضفة الغربية، ويكفي أن نذكر تقرير منظمة السلام الاسرائيلية: “إن المستوطنات الاسرائيلية في الضفة والقدس زادت بنسبة 70% حتى منتصف عام 2013م مقارنة بعام 2012م فقط”، هذا في مجال الاستيطان فقط، ناهيك عن الجرائم الخطيرة ضد الانسان الفلسطيني والأرض والبيئة.

وقد تعاملت إسرائيل مع الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية باعتباره عائقا أمام مخططات توحيد القدس؛ فعملت على ضرب هوية الوجود المقدسي، وربط المقدسيين بشكل كامل بمنظومة إسرائيل الاقتصادية والمعيشية والحياتية. وفي هذا الإطار، تم استهداف العمل المؤسسي والمدني والاجتماعي الفلسطيني من أجل بسط سلطتها على الأقصى والقدس، وتغيير الهوية العربية والإسلامية للمدينة واستبدالها بهوية يهودية من الناحيتين التاريخية والدينية.  لذلك قامت بحل “مجلس أمانة القدس الشرقية “،وإلحاق موظفيها وعمالها ببلدية القدس الغربية. ثم قامت بنقل مقر محكمة الاستئناف من القدس إلى رام الله،

وفك ارتباط القضاء النظامي في مدينة القدس عن الضفة الغربية، وإلحاق مواطني القدس بالمحكمة الشرعية في مدينة يافا المحتلة منذ عام 1948، وتطبيق القوانين الإسرائيلية الجزائية والمدنية والضريبية على مواطني القدس الشرقية وإخضاعهم للقضاء الإسرائيلي. فضلا عن العمل على إلغاء الإدارات العربية ونقل قسم منها إلى خارج مدينة القدس،

. فضلًا عن  تهويد التعليم والثقافة من خلال إلغاء مناهج التعليم العربية في المدارس الحكومية بمراحلها الثلاث وتطبيق منهاج التعليم الإسرائيلي، والاستيلاء على متحف الآثار الفلسطيني، وحظر تداول المئات من الكتب الثقافية العربية والإسلامية، وإطلاق الأسماء اليهودية على الشوارع والساحات في القدس الشرقية. كما تم تهويد اقتصاد المدينة من خلال عزلها جمركيا واقتصاديًا عن الضفة الغربية، وإخضاع المرافق الاقتصادية والتجارية العربية لأنظمة الضرائب الإسرائيلية، والاستيلاء على شركة كهرباء القدس وتصفيتها باعتبارها المرفق الاقتصادي العربي الأكثر أهمية في القدس. إن مدينة القدس تتعرض لأبشع الجرائم مع أن فيها أعظم المؤسسات الإسلامية من أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين الذي بارك الله حوله، حررها الخليفة الثاني عمر رضي الله عنه، واستلم مفاتيحها من البطريك صفر وينوس بصلح وسلام، ثم طهرها صلاح الدين الايوبي من الغزاة الاوربيون الذين حاربوا تحت مسمى الحروب الصليبية .

كل ذلك يثبت بالأدلة العملية المجربة أن خيار السلام والمصالحة مع اسرائيل قد فشل، و أنه ليس أمام الفلسطينيين والعرب والمسلمين، بل والانسانية المحقة، إلا خيار المقاومة الشاملة، لإجبار العدو الصهيوني على رد الحقوق الى اصحابها وإعادة الأرض إلى أهلها، والكف عن الممارسات العنصرية واللاإنسانية ضد الفلسطينيين.

وأمام هذه الحالة ليس أمامنا إلا المقاومة الشاملة من الفلسطينيين بجميع مكوناتهم وبكل امكانياتهم، ومن العرب شعوبا ودولا بكل امكانياتهم لدعم الصمود الفلسطيني، و من المسلمين جميعا كذلك بل والانسانية المحقة حتى التحرير الشامل لكل الاراضي المحتلة.

نحن في قضيتنا نستطيع ان نستثمر هذه الأبعاد الثلاثة: البعد العربي، والاسلامي، والانساني، لخدمة هذه القضية، ولكننا لا يمكننا تحقيق ذلك الا من خلال الاخذ بمجموعة من المبادئ والاسباب نستطيع القول بأن طريق تحرير القدس يمر من خلالها، وهي:

أولا: توحيد أمتنا على ثوابتها  والابتعاد عن كل ما يفرقها من النعرات الطائفية والحزبية الضيقة، وهذا ما سلكه صلاح الدين الايوبي حيث انطلق من التوحيد الى التحرير، فقد بذل كل ما في وسعه خلال عشرين سنة من حكمه لتوحيد الامة وشكل من مصر والشام والعراق واليمن والحجاز وغيرها قوة ضاربة، وخصص بضع سنوات للجهاد والتحرير.

وهذا يقتضي مصالحة شاملة بين الحكومات وشعوبها وبين الدول الاسلامية بعضها مع بعض وبخاصة بين الدول العربية، بل يجب الوصول الى وحدة في الاهداف ان لم تصل الى الوحدة الشاملة.

ثانيا: تقوية الامة من خلال الاخذ بزمام الحضارة والتقدم العلمي والابداع لتحقيق التنمية الشاملة، والتكافل والتعاون البناء بين جميع الدول.

ثالثا: تسخير جميع امكانيات الامة لصالح القضية حتى تحل هذه المشكلة، فلن يكون هناك أمن حقيقي شامل لهذه المنطقة ولا استقرار ولا ازدهار لها الا اذا حلت هذه المشكلة، لذلك فالدفاع عن فلسطين ودرتها القدس فريضة شرعية بالأدلة من الكتاب والسنة والاجماع، وضرورة قومية ووطنية وانسانية.

لذلك على الامة الاسلامية دعم المقاومة التي تشمل جميع الجهود المبذولة للتحرير، وكذلك تشمل الجهود الكريمة التي تبذلها المملكة الاردنية الهاشمية للحفاظ على القدس الشريف ومقدساته.

رابعا: ويقع على العلماء دور عظيم جدا في اعداد الامة للوحدة والمقاومة وازاله اثار الفرقة والاختلاف من خلال برامج توعوية كما فعله الامام الغزالي ( رحمه الله) من خلال التركيز على تزكية الداخل واحياء علوم الدين، ثم طوره الشيخ عبد القادر الجيلاني بإضافة الجهاد، فنشأ جيل صلاح الدين الذي وحد الامة، وحررها من أعدائها في الداخل والخارج.

فما أحوجنا اليوم الى تزكية الداخل بالتقوى وسلامة القلب من أمراضه، وسمو الروح، والى النفس اللوامة الراضية المرضية، والفعل المبدع لتأخذ أمتنا بمقتضى الخيرين الوحي والفعل، ولتسعد بالسعادتين الدنيا والاخرة. و عروبة القدس ومقدساتها الإسلامية، ان الاعتداءات الإسرائيلية على المقدسات الدينية، والمعالم التاريخية، والأملاك الوقفية في فلسطين، وخاصة في مدينة القدس المحتلة والحرم القدسي المبارك.

أن هذه الاعتداءات، تأتي ضمن مخطط إسرائيلي، يهدف للسيطرة واستفزاز مشاعر المسلمين عامة، مناشداً رابطة العالم الإسلامي ولجنة القدس ومنظمات حقوق الإنسان الدولية، الضغط على إسرائيل لوقف ما تتعرض له فلسطين من انتهاكات خطيرة.

استراتيجية التهويد هي عملية اقتلاع الشعب الفلسطيني ليس من أرضه وحسب، وإنما فصله كليًّا عن تاريخه ومحو ذاكرته الثقافية التي نسجها عبر قرون طويلة من الزمن. وإذا كانت الجغرافية (الأرض) قد شكّلت المسرح الحياتي للجماعة العربية الفلسطينية، وإذا كان التاريخ أيضًا قد شكَّل ذاكرة هذه الجماعة وهويتها الحضارية، فإنّ التهويد الصهيوني جاء ليكون قطعًا فاصلاً بين الجغرافيا والتاريخ

 أي بين الأرض وإنسانها، وبالتالي تصدير هذا الإنسان إلى الفراغ ورميه في المجهول. على قاعدة هذه الغائية الصهيونية المرسومة في استراتيجية التهويد، تحدَّدت طبيعة الصراع العربي – الصهيوني على القدس وفلسطين، بحيث لم يكن في حقيقته صراعًا دينيًا أو اجتماعيًا أو حضاريًا أو تنازعًا حدوديًا أو اقتصاديًا، وإنما كان وما زال، صراعًا بين الإلغاء والبقاء، بين مستوطن صهيوني اغتصابي من جهة، ومواطن عربي فلسطيني متشبِّث بأرضه ومدافع عن هويته ووجوده من جهة أخرى

ارتكزت استراتيجية التهويد الصهيوني إلى مسارين متلازمين من حيث الأهداف والنتائج: الأول، ظرفي سياسي ويتمثَّل بالأسر له أي إضفاء الطابع الإسرائيلي على فلسطين المحتلة إداريًا وديموغرافيًا وسياسيًا، والثاني، استراتيجي أيديولوجي ويتمثل بالتهويد أي إقامة المجتمع والدولة اليهوديين كترجمة توراتية لتحقيق نبوءات دينية مزعومة تدور حول مقولتي “الأرض الموعودة” و”شعب الله المختار.

هاتان المقولتان لم تتحوَّلا إلى مصدر للتثقيف الأيديولوجي لدى حاخامي الكنيس اليهودي وحسب، بل وُظِّفتا على نطاق واسع في الخطاب السياسي العلماني للزعماء العلمانيين والملاحدة الذين لا يؤمنون بالدين، لكنهم رأوا في الأدلجة الدينية لقضية الصهيونية “أنّ مفاهيم (الشعب المختار) والأرض الموعودة لو أُلغيت، لانهار أساس الصهيونية”

رائعة الشاعر الدكتور عبد الإله جاسم قصيدة : متى نأتي أو نعود..؟!


نحمل الخوف والحزن معاًمكبلين بالقيود..
بين انقاض الهياكل نقرأ آيات الوعود..
وبقايا من الجدران مخطوط عليها الى النضال الى الصمود..
وفي الخرائب قوافل الاطفال تسأل
أين بابا أين ماما..؟؟
نحن لسنا من اقوام الجحود..
كل من قال عنا كفر لم نكن اشباه القرود..
نحن سادات العرب ،تشهد الترك علينا.وتشهد الفرس على الحدود.
ملك النعمان ينادي : خذوا ثأر ليلى وسلمى، من احفاد طاغية نمرود..
تعالي معي حبيبتي.،
فدجى الليل ولى وظلام حل بعد أن عم فينا الرقود..
فتعالي يا ابنت آشور وبابل لنعيد للرافدين دولة النعمان وملكها المشهود..
أي خسيس يكفرنا..؟
أي نذل يُقاتُلنا..؟
نحن لم نصنع الاصنام من تمر ونظن بهذا الوجود..
تلك عادات اعراب البراري واهليهم والجدود..
من قال للغرب ادخلوا.؟
حطموا كل شاخص وأقتلوا كل فارس عنود..
وليلى تصلب في البحر والخليج..
وطامع يروم اغتصاب سلمى بنت الملك الودود..
أي نذل أنا وخانع شرود..
يرى الاحباش تخرب الاوطان وتلغي مواثيق العهود..
تعالي حبيبتي، وانظري للأيام تأتي وتنقضي ولاتعود..
نساءُ ورثنّ جزع الغدر يضربن فيه الخدود..
أين أنت حبيبتي سيدة العشق الخلود..
هديتي باقات من الزهور والورود..
تعالي نسيح في أرض خلت من الهبوط والصعود..
نجدد الحب هنا..
ونكتب في لوحة العشق ربما بعد غد نعود..