رحيم على الإمام يواصل كتابة حلقاته عن العبور الثاني – اكتوبر التعليم  .. مراجعة شاملة  (6)

إن الفجوة الكبيرة ما بين الواقع الحالي المؤلم  وبين المأمول من التعليم , وبين ما يحدث في مصر تعليميا وما وصلت اليه دول العالم في التعليم يحتم علينا , تغيرا جذريا للعملية التعليمية وليس اصلاحها .

بل ويحتم علينا  مراجعة شاملة لكل عناصر العملية التعليمية بداية من المدخلات سواء كانت هذه  المدخلات مادية أو بشرية أو مالية أو تكنولوجية مرورا بمراجعة كافة عملياتها سواء كانت عمليات ادارية او فنية أو تربوية وكذا مراجعة كافة وسائل الاتصال والتواصل بين مكونات المناخ المدرسي

وصولا الي مخرجات العملية التعليمية , والتي تدل دلالة واضحة علي تدني  المنظومة التعليمية ,فالحقيقة الثابتة أنه لا يوجد ارتباط بين التعليم وسوق العمل وبين التعليم ودوره في التنمية الحقيقية للمجتمع.

إن أبسط مراجعة بالعين المجردة لأي باحث أو مهتم , سيكتشف نقاط الضعف في هذه المنظومة الهاشة

سيكتشف بعض انماط الادارة المدرسية الدكتاتورية او الفوضوية  كنمط موجود ومتواجد في مدارسنا , وسيكتشف ضعف وسائل الاتصال والتواصل بين مكونات المناخ المدرسي ، وسيكشف الانفصال الواضح  للمدرسة عن الواقع المحيط بها ,وسيكشف ما يعانيه المعلم من كآبة وإحباط , وسيكشف التصميم  السيء  للمبنى المدرسي الذي يعوق الحركة والتنقل ويزيد من التوتر ,وسيكتشف عدم وجود ملاعب كافية  وقاعات للأنشطة ,وغياب معظم الانشطة الطلابية , وسوء الانضباط المدرسي , وظاهرة التسرب وتفشي الدروس الخصوصية وغير ذلك من السلبيات .

إن مراجعة شاملة لكل عناصر العملية التعليمية أصبحت أمرا ضروريا  من أجل إنسان الجيل القادم

مراجعة تستهدف اعادة النظر في المناهج بحيث تعبر عن روح العصر ومتطلبات المجتمع واقتصاده

مراجعة تجعل  التعليم غاية في حد ذاته وليس وسيلة, مراجعة تضع المعلم في القلب من العملية التعليمية وليس علي هامشها , مراجعة تجعل المدرسة مركز الانطلاق نحو المستقبل ,وتصبح مرآة لقيم واخلاقيات ومبادئ المجتمع, مراجعة تستهدف بناء إنسان الجيل القادم , الانسان الذي نأمل أن يتحمل مسئوليته كاملة تجاه وطنه و يتعرف علي الاخطار الحقيقية التى تواجهنا من كل الاتجاهات, الانسان الذى يستطيع أن يأخذ مكانه للدفاع عن هويتنا وحضارتنا وثقافتنا ولغتنا ويستطيع أن يواجه مشاكلنا بما يتطلبه العصر القادم .

  • *المصدر:كتاب العبور الثاني – اكتوبر التعليم

حقوق النشر محفوظة للكاتب

 ولموقع وجريدة “الزمان المصرى”

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.