الدكتور عادل عامر يكتب عن :المسئولية التأديبية والجنائية عن حوادث القطارات

أن المنظومة المطبقة حاليًا بالسكة الحديد سواء الربط الكهربائي أو الميكانيكي تعتمد على العنصر البشري اعتمادًا كليًا لتطبيق المنظومة فإنه وفقًا للبيان الرسمي المقدم من المختصين فإن وظائف التشغيل الأساسية والتي يعتمد عليها مسير القطارات عددها 5333 والعجز في هذه الوظائف يبلغ 7786 وهو ما يترتب عليه تشغيل هذه العمالة 12 ساعة وراحة 12 ساعة وراحة 24 ساعة وفي حالات الضرورة يتم تشغيلها 12 ساعة وراحة 12 ساعة، ومن المفارقات العجيبة أن عدد العاملين بهيئة السكك الحديدية يتجاوز 52 ألف عامل في حين من يتولى التشغيل لا يتجاوز عددهم 6 الأف عامل وهو ما يؤكد الفساد الذي كانت تحيا فيه السكة الحديد في العقود الثلاثة الأخيرة.

يمنع القانون منعاً مطلقاً إقامة مصانع أو الترخيص بأنشطة خطرة أو مقلقة للراحة في المناطق المخصصة للسكنى . وعلي الرغم من ذلك تستشري هذه الظاهرة في تسيب واضح وتغاضى عن تطبيق القانون فساداً أو إهمالاً في حواضر مصر وريفها .

ونتيجة لذلك تأتى الكوارث تتري يفقد فيها الأبرياء حياتهم ، ومن ينجو يفقد ماله وكل ما يملك ، وقد يعيش مريضاً أو عاجزاً إنما شُرع القانون لحماية الناس ، ووجدت الحكومة وخُولت سلطاتها لتطبيقه ، وتدور مشروعيتها في إطاره . رحم الله شهداء عمارة مصر الجديدة

رحم الله شهداء حادث قطاري سوهاج وخالص العزاء لأسرهم ، وخالص الدعوات للمصابين بالشفاء العاجل . قيم المحاسبة والانضباط يجب أن تسود في أي منظومة ضماناً لنجاحها . تكرار الحوادث وتماثلها يعنى أن الخلل في الإدارة ، وهو الأمر الذى يستدعى تحديثها وميكنتها وفرض الالتزام علي كافة عناصرها الفنية والبشرية والإدارية

أن مسئولية المتبوع عن أعمال تابعه غير المشروعة مسئولية تبعية مقررة لمصلحة المضرور وتقوم على فكرة الضمان القانوني فالمتبوع يعتبر في حكم الكفيل المتضامن كفالة مصدرها القانون وليس العقد كما وأن المقرر في قضاء هذه المحكمة أن للمضرور من الحادث الذي يقع من سيارة مؤمن عليها تأميناً إجبارياً أن يرجع – طبقاً لأحكام القانون رقم 652 لسنة 1955 بشأن التأمين الإجباري من المسئولية المدنية الناشئة عن حوادث السيارات على شركة التأمين بدعوى مباشرة لاقتضاء التعويض عن الضرر

الذي أصابه نتيجة الحادث مستمداً حقه في ذلك من القانون مباشرة طالما ثبتت مسئولية قائدها عن الضرر، فإن مفاد ذلك أن القانون قد أجاز للمضرور – أو ورثته – الرجوع على المتبرع لاقتضاء التعويض منه باعتباره مسئولاً عن أعمال تابعه غير المشروعة طبقاً لأحكام المسئولية التقصيرية،

وأجاز له في ذات الوقت الرجوع مباشرة على شركة التأمين لاقتضاء هذا التعويض منها باعتبار أن السيارة مرتكبة الحادث مؤمن عليها لديها وثبتت مسئولية قائدها عن الضرر على النحو السالف بيانه، وبذلك يصبح للمضرور مدينين بالتعويض المستحق له وكلاهما مدين بدين واحد له مصدران مختلفان ومن ثم تتضامم ذمتهما في هذا الدين دون أن تتضامن إذ الالتزام التضامني يقتضي وحدة المصدر وأن كلاً منهما ملزم في مواجهة المضرور بالدين كاملاً غير منقسم وللدائن أن يوجه مطالبته إلى من يختاره منهما على انفراد أو إليهما مجتمعين وإذا استوفى دينه من أحدهما برئت ذمة الآخر، وإذ لم يستوف حقه كاملاً من أحدهما رجع بالباقي على المدين الآخر ويتوقف رجوع من يوفى منهما بكامل الدين أو بعضه على الآخر على ما قد يكون بينهما من علاقة، لما كان ذلك

وكان الحكم المطعون فيه قد التزم هذا النظر وقضى بتأييد الحكم المستأنف الذي ألزم الشركة الطاعنة بأداء التعويض إلى المطعون ضدهما الأول والثاني باعتبارها مسئولة عن أعمال تابعها – المطعون ضده الرابع – الذي تسبب في الحادث بعمله غير المشروع وذلك بالتضامم مع شركة التأمين المطعون ضدها الثالثة الملزمة أيضاً بالتعويض وفقاً لقانون التأمين الإجباري من المسئولية المدنية الناشئة عن حوادث السيارات فإنه يكون قد وافق صحيح القانون ويضحى النعي على غير أساس.

لم تكن حادثة قطار سوهاج الأولى من نوعها ولن تكن الأخيرة رغم فداحة الخطب الذى ألمَّ بالشعب المصرى بأسره، جراء تلك الفاجعة المروعة التي ندعو الله أن يرحم ضحاياها ويسبغ الشفاء العاجل على المصابين.

والحقيقة أن ما شهدته مصر خلال السنوات الماضية يكشف عن تعددية الأسباب وراء حوادث القطارات، ما بين حوادث تقع بالتصادم بين قطارين، وأخرى تقع بناء على تجاوز القطارات لسيمافورات الإنذار، وانفصال القطارات على جميع الخطوط، وتجاوز أرصفة المحطات، والحرائق، وحوادث تقوم بناء على اصطدام القطارات عبر المزلقانات والمنافذ.

ومن هذا المنطلق، نصبح إزاء واقع يستوجب فيه البحث عن بعدين مهمين: الأول يتعلق بالدور المنوط بالدولة والمجتمع القيام به إزاء مثل تلك الحوادث، إذ يبرز التكاتف والتعاضد بين الجميع لتخفيف تداعيات تلك الفاجعة على المكلومين والمصابين، وهو ما تجلى بصورة واضحة في الموقف الانسانى الذى عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى عقب وقوع الحادث مباشرة وتوجيهاته للحكومة بسرعة التحرك، وهو ما حدث بالفعل مع التواجد المباشر لبعض الوزراء في الحادث للوقوف على أخر المستجدات ولمعاونة المسئولين في القيام بمهامهم. ولم يقتصر التكاتف على الموقف الرسمي فحسب، بل كان للمواطنين دورا مهما في المعاونة الكاملة لجهود الحكومة.

أما البعد الثانى يتعلق بالمسئولية عن الحادث، وهنا تتوزع المسئولية ما بين مسئولية سياسية وأخري جنائية، وإذا تعلقت الأولى بمسئولية الوزير المعنى وهو ما يجعله مسئولا عن الحادث سياسيا ضمن مسئولياته عن أداء تلك الوزارة التي تواجه مشكلات جمة وتحديات عدة، فإن المسئولية الثانية تتعلق بأداء الموظف الحكومي الذى لا يراعى عمله ولا يؤدى أمانته على الوجه الاكمل، إذ ان الإهمال هو تقصير في الأداء البشرى ينتج عنه كارثة يدفع ثمنها مواطنين أبرياء، وهو ما يستوجب أن يكون هناك عقاب رادع للجميع حتى تؤتى سياسة العقوبة مردودها.

نهاية القول إن حادثة قطار سوهاج هي حادثة كاشفة كما يقول القانونيون، فقد كشفت عن أنه رغم كل الجهود المبذولة في النهوض بأوضاع السكة الحديدية وتطوير قدرات موظفيها، إلا أن الأوضاع لا تزال تحتاج إلى رؤية متكاملة لكيفية تطوير منظومة العمل برمتها بما يضمن وجود نظام يوزع المهام ويحدد الاختصاصات ويكشف عن القصور في الأداء ليضع الجميع امام مسئولياته ويتحمل تبعات الخلل بأدائها، هذا هو الدرس الأول والاهم للاستفادة من تلك الكارثة الإنسانية إذا أردنا ألا تتكرر

الخطأ التأديبي لا يخضع لقاعدة لا جريمة ولا عقوبة إلا بنص كما هو الشأن في الجريمة الجنائية فالموظف عليه أن يتجنب الواقع في كل ما يعتبر أخلالاً منه بواجب من الواجبات الوظيفية سوأ كان هذا الإخلال بفعل ايجابي أو كان بفعل سلبي ويكون هذا الخطأ مستوجباً لقيام المسؤولية الإدارية سواء نتج عنه ضرر أم لا .

فالضرر يكون مفترضاً لكونه اثر للإخلال بواجبات الوظيفة باعتباره إخلالاً بالصالح العام .أما تقدير ما إذا كان فعل الموظف يشكل خطأ تأديبياً أم لا فالأمر لا يخرج عن معيارين استند إليهما الفقه في قياس سلوك الموظف المنحرف .

فالخطأ قد يقاس بمعيار شخصي ومضمونة أن ينظر إلى سلوك الموظف المخطئ ويوزن في ظروف معينة فيعتبر مخطئا إذا كان سلوكه دون المعتاد منه في مثل تلك الظروف

ولاشك أن هذا المعيار منتقد فهو يجعل الموظف النشيط الدائب في العمل يؤاخذ على إهماله اليسير غير المعتاد منه أما الموظف المهمل فلا يسال عن إخلاله بواجبه ما دام إهماله معتاد وهذه نتيجة غريبة لا يمكن معها الاعتماد على هذا المعيار في قياس الموظف أما المعيار الأخر وهو المعيار الموضوعي فينظر فيه إلى الفعل الذي ارتكبه الموظف ويقاس وفق المألوف من سلوك الموظف المعتاد , في ذات فئة الموظف الذي يراد قياس سلوكه فيعتبر الموظف مخطأ إذا خرج عن هذا المألوف وهذا المعيار هو السائد العمل فيه فقهاً وقضاء

, فالمعيار الموضوعي معيار واقعي يراعى في التطبيق الظروف التي صدر فيها التصرف من ناحية الموظف الذي قام بالفعل من حيث سن الموظف وحالته الصحية وجنسه ومن ناحية الزمان والمكان والبيئة وافتراض أن الموظف المعتاد أحاطت به نفس الظروف التي أحاطت الموظف الذي ينسب الخطأ إليه ويوزن التصرف في هذا الأساس فإذا كان تصرف الموظف المعتاد مشابها لتصرف الموظف المخطئ فلا مسؤولية على الأخير أما لو حصل العكس فان الموظف يعتبر مرتكباً لخطأ يستوجب المسألة التأديبية , فالمعيار الموضوعي لم يعد معيار موضوعياً خالصاً فهو موضوعي في الأساس إلا انه شخصي عندما يقيس ظروف الموظف المخطئ الذي يتعين الاعتماد عليه وهذا المعيار هو الأقدر على تقرير متى يعتبر الموظف مخالفا لواجباته الوظيفية ومتى يمكن مساءلته تأديبياً .
*كاتب المقال
دكتور القانون العام
عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان
مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية
مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا
مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية
مستشار تحكيم دولي محكم دولي معتمد خبير في جرائم امن المعلومات
نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي لحقوق الانسان والتنمية
نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا
عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة
عضو منظمة التجارة الأوروبية
عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان
محاضر دولي في حقوق الانسان

ختام بطولة الجمهورية التنشيطية للكاراتيه في أسيوط

أسيوط – عماد كمال

اختتمت بطولة الجمهورية التنشيطية في لعبة الكاراتيه بمحافظة أسيوط ، بمشاركة جميع المراكز والأنديه التابعه لمنطقه أسيوط للكاراتيه .
بناء على توجيهات محمد الدهراوى رئيس إتحاد الكاراتيه ، بأهميه البطولات التنشيطية بالمحافظات ، وإهتمام الشباب والرياضه بقياده أشرف صبحى ، وزير الشباب والرياضه ، بلعبة الكاراتيه ، وأهميتها لكونها من أهم أنواع الرياضه للدفاع عن النفس .
أقيمت البطوله على أرض ملاعب كليه التربيه الرياضيه بجامعه أسيوط ، والتى تمت خلال الفتره من ٢٥٣ حتى ٢٧٣_٢٠٢١ ، للمراحل السنية المختلفه من سن 5 سنوات حتي 18 سنة بنين وبنات .
تم تسليم الميداليات وشهادات التقدير للفائزين بحضور الدكتور صالح عتريس ،عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للكاراتيه ، وكابتن أحمد رضوان رئيس اللجنة العليا للمسابقات، والأستاذ الدكتور عبدالله فرغلي، مدير منطقه أسيوط الكاراتيه ، وكابتن سيد عبد الحليم ، المدير التنفيذى للمنطقه ، وكابتن مروان الامين ،نائب رئيس المنطقة، وكابتن محمد جابر ، وكابتن هيثم النشار ،وكابتن ربيع الدويني ،وكابتن محمد سيد حسين رئيس لجنة المسابقات ، وكابتن علي عثمان علي ، وكابتن احمد محمود عبد الراضي، وكابتن احمد بسيوني ، اعضاء لجنة المسابقات ، ودكتور سليم احمد سليم رئيس لجنة الحكام باسيوط ،وجميع حكام اسيوط  ، والمديرالمالي المحاسب سامح جميل ،ورئيس اللجنة الطبية دكتور ربيع مدكور، اخصائي العلاج الطبيعي للمنتخبات ، ورئيس لجنة النظام  كابتن حمادة غليون .
حيث أعرب الدكتور صالح عتريس عن خالص تمنياته بدوام التوفيق والتميز لجميع اللاعبين المشاركين، في إطار من الروح الرياضية والمنافسة الشريفة.
كما وجه الدكتور عبد الله فرغلى الشكر لرئاسة اتحاد الكاراتيه، لاختيار محافظة أسيوط دائما فى جميع البطولات وذلك لتميز لاعبيها .
وقدم كابتن سيد عبد الحليم الشكر لقيادات الجامعه لاستضافتهم بملاعب كليه التربيه الرياضيه واقامه فعاليات هذه البطولة الرياضية المتميزة، مؤكدا حرص المنطقه الدائم على أن تكون جميع البطولات تضم العدد الأكبر من اللاعبين لإعطائهم الفرص المتجدده ، وهذا في إطار توجيهات القيادة السياسية ببناء الإنسان المصري.

حضر ختام البطولة العديد من القيادات الشعبيه والسياسيه ، والصحافة والإعلام .

الدكتور عادل عامر يكتب عن :قوة الرأي العام

يعتبر الرأي العام قوة ذات أثر كبير في حياة الناس اليومية.. فهو الذي يبني الشهرة ويهدمها. ويؤازر هيئات الخدمة العامة ويضع القوانين ويلغيها، كما هو الذي يرعى التقاليد الاجتماعية والمبادئ الأخلاقية أو يتنكر لها، وينفخ في الروح المعنوية أو يُثبّطها. وليس غريباً أن يوصف بأنه أكبر قوة عرفها البشر طوال تاريخهم الطويل،

وأنه يمثل الإرادة الواحدة للجماعة الإنسانية. ويمثّل أيضا القوة المعنوية التي تتحقق بها الأهداف المشتركة لكل جماعة منها. وإذا تحولت هذه القوة المعنوية إلى قوةٍ ماديةٍ في ظروف معينة، أصبحت كالطوفان، واكتسحت أمامها كل شيء ولم تبالِ بأي شيء. وكون الرأي العام نتاج جمعي، فهو ييسّر تنسيق العمل الذي لا يشترط أن يقوم على الإجماع، أي أن الرأي العام يتجه دائما نحو اتخاذ قرار رغم أنه لا يتسم بالإجماع. تؤثر عدة عوامل على الموقف الذي يمكن أن يتخذه الجمهور إزاء المسائل العامة. وتلعب القيم والميول دورًا كبيرًا في تشكيل آراء الناس.

لوسائل الإعلام أدوار عديدة في المجتمع منها ما هو اجتماعي وما هو سياسي، ويتمثل دورها الاجتماعي في دورها التربوي حيث تقوم بدور التعليم والتثقيف والتوعية، بما تمثله من قوة هامة وفعالة ومؤثرة في شبكة العلاقات المجتمعية الحديثة. وأما عن دورها في التأثير على صناعة القرار فوسائل الإعلام يمكن إن يكون لها دور في مرحلة ما قبل القرار؛ يتمثل في دفع صانع القرار نحو إصدار قرارات معينة.

أو يكون دورها أثناء صنع القرار واختيار البديل، وهي هنا تقدم بدائل مختلفة وتقوم بشـرح وتفسير ومميزات كل بديل.

وفي ظل هذا التطور الكبير، تحولت الشبكات الاجتماعية من مجرد وسيلة لنقل الخبر أو التعليق عليه إلى وسيلة لها دور في معالجته وإثارة ردود الأفعال حوله وانتشاره، حتى بات في بعض الأحيان نقل الأخبار من مواقع السوشيال ميديا مثل «الفيسبوك» وتويتا» و«إنستغرام» إلى وسائل الإعلام التقليدية لطرحها على طاولة النقاش التلفزيوني أو الإذاعي أو نشرها في الصحف الورقية، وهذا قد زاد من حجم تأثيرها وانتشارها وفتح أبواب جديدة، وأصبح كل فرد في المجتمع قادرا على صناعة رأي عام جديد وتوجه آخر للمجتمع من خلال تحرير أفكاره وآرائه ومعلوماته عبر الشبكات السوشيالية.

وفي السياق نفسه، أصبح للشبكات الرقمية-السوشيالية دور في التعبير عن الاتجاهات والأفكار في المجتمعات العربية والغربية على حد سواء، في ظل حوار وتفاعل إلكتروني تكون ركيزته بين الفرد والجماهير في المجتمع ومع النخبة فيه، حيث لم تعد الأخيرة تمارس دورها التقليدي في صياغة الرأي العام وتشكيله بعد التطور المشهود لمنصات الإعلام الاجتماعي اليوم وقنوات ومواقع السوشيال ميديا المكتظة بالزوار والمدونين والباحثين والمفكرين وغيرهم من شرائح المجتمع، فإن سيطرة الفرد على الشبكات الاجتماعية التي أتاحت له إمكانية صياغة الرأي العام والتعبير عنه بمنطلق الحرية وكفلته له كحق من حقوقه اليوم في عصر الثورة التكنولوجية والعولمة الرقمية، جعلت هذه المنصات الاجتماعية قنوات إعلامية جديدة جاذبة للنشطاء الاجتماعين بالأخص بعد أن زادت أعداد المستخدمين لها وكبر حجم القضايا المطروح على منصاتها؛ فعلى سبيل المثال بعد اندلاع ثورة 25 يناير في جمهورية مصر العربية التي كانت انطلاقتها من صفحات الشباب على موقع «الفيسبوك» وصل عدد مستخدمي الإنترنت في مصر إلى 35 مليون مستخدم و9 ملايين متصل بشبكات الإعلام الاجتماعية «السوشيال ميديا»، فكل ذلك وصفه خبراء الإعلام الاجتماعي اليوم «بمراحل تكوين وتطوير الرأي العام عبر شبكات التواصل الاجتماعي».

يقوم الإعلام بدور جوهري بارز في تكوين الرأي العام من خلال أجهزته العديدة المؤثرة مثل الصحافة والإذاعة والتليفزيون والسينما والمسرح والكتب ومواقع التواصل الاجتماعي التي تعتبر من أهم وسائل الاتصال بالجماهير.

إن هذه الوسائل المؤثرة تعمل متضافرة، وفي اتساق وتكامل على تكوين رأي عام في مختلف الموضوعات والظروف والأوضاع والمشاكل التي تطرح نفسها على الأذهان والتي تتعلق بمختلف النواحي السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية

أحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي, نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال, حيث انتشرت شبكة الإنترنت في كافة أرجاء المعمورة, وربطت أجزاء هذا العالم المترامية بفضائها الواسع, ومهدت الطريق لكافة المجتمعات للتقارب والتعارف وتبادل الآراء والأفكار والرغبات, واستفاد كل متصفح لهذه الشبكة من الوسائط المتعددة المتاحة فيها, وأصبحت أفضل وسيلة لتحقيق التواصل بين الأفراد والجماعات, ثم ظهرت المواقع الإلكترونية والمدونات الشخصية وشبكات المحادثة, التي غيرت مضمون وشكل الإعلام الحديث, وخلقت نوعاً من التواصل بين أصحابها ومستخدميها من جهة, وبين المستخدمين أنفسهم من جهة أخرى.

 وهذه المواقع هي عبارة عن صفحات ويب على شبكة الإنترنت, يخصص بعضها  للإعلان عن السلع والخدمات أو لبيع المنتجات, والبعض الآخر عبارة عن صحيفة إلكترونية تتوفر فيها للكتاب إمكانية للنشر, وللزوار كتابة الردود على المواضيع المنشورة فيها, وفرصة للنقاش بين المتصفحين, وكذلك مواقع للمحادثة (الدردشة), وهناك المدونات الشخصية التي يجعلونها أصحابها كمحفظة خاصة يدونون فيها يومياتهم, ويضعون صورهم ويسجلون فيها خواطرهم واهتماماتهم.

 ومن هذه المواقع محركات البحث وبوابات ويب ومراجع حرة والمدونات ومواقع الصحف والمجلات ومواقع الصحف الإلكترونية ومواقع القنوات الفضائية ومواقع اليوتوب حتى ظهرت شبكات التواصل الإجتماعية مثل: (الفيس بوك – تويتر – ماي سبيس – لايف بوون – هاي فايف – أوركت – تاجد – ليكند إن – يوتيوب وغيرها), التي أتاح البعض منها مثل: (الفيس بوك) تبادل مقاطع الفيديو والصور ومشاركة الملفات وإجراء المحادثات الفورية, والتواصل والتفاعل المباشر بين جمهور المتلقين. ويسجل لهذه الشبكات كسر احتكار المعلومة, كما إنها شكلت عامل ضغط على الحكومات والمسؤولين, ومن هنا بدأت تتجمع وتتحاور بعض التكتلات والأفراد داخل هذه الشبكات, تحمل أفكاراً ورؤى مختلفة, متقاربة أو موحدة  أحياناً, مما أثرت هذه الحوارات على تلك الشبكات وزادتها غنى, وجعلت من الصعب جداً على الرقابة الوصول إليها, أو السيطرة عليها, أو لجمها في حدود معينة.

 تعتبر مواقع التواصل الاجتماعية هي الأكثر انتشاراً على شبكة الإنترنت, لما تمتلكه من خصائص تميزها عن المواقع الإلكترونية, مما شجع متصفحي الإنترنت من كافة أنحاء العالم على الإقبال المتزايد عليها, في الوقت الذي تراجع فيه الإقبال على المواقع الإلكترونية, وبالرغم من الانتقادات الشديدة التي تتعرض لها الشبكات الاجتماعية على الدوام وخصوصاً موقع (الفيس بوك),

والتي تتهمه تلك الانتقادات بالتأثير السلبي والمباشر على المجتمع الأسري, والمساهمة في انفراط عقده وانهياره, فإن هناك من يرى فيه وسيلة مهمة للتنامي والالتحام بين المجتمعات, وتقريب المفاهيم والرؤى مع الآخر, والاطلاع والتعرف على ثقافات الشعوب المختلفة, إضافة لدوره الفاعل والمتميز كوسيلة اتصال ناجعة في الهبات والانتفاضات الجماهيرية.

والرأي العام قد يكون أداة ضغط وتحشيد، له إمكانية رص الصفوف وتوجيهها وجهة معينة. وهو بذلك يفرض شراكته فرضاً في وضع وتوجيه الأنظمة والسياسات والقوانين في المجتمع.

وقد كان للرأي العام في عصور النهضة الإسلامية دور حيوي في مناحي الحياة الإسلامية.

وفي أوروبا شكل الصراع بين سلطتين، هما سلطة الكنيسة وسلطة النظام السياسي في العصور الوسطى، مدخلا رئيسيا لظهور وتبلور الرأي العام، هو الذي ظهر بصفة أكثر خصوصية وتحديداً إبان الثورة الفرنسية، وإن كان له امتدادات في الحضارات الإنسانية الأولى. وللرأي العام في العصر الحديث، وبالأخص مع تطور التكنولوجيا غير المسبوق قوة كبيرة في المجتمع الدولي، لا سيما على خلفية الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يمر بها العالم الآن، مع الأخذ في الاعتبار أوضاع العالم العربي والإسلامي. هل ما يدور في وسائل الإعلام الجديد هو الرأي العام؟ ربما كان جزء لا يستهان به من هذه المنابر هو كذلك.

لكن الأهمية الكبرى تكمن في معرفة من هم الموجهون، ومن هم المؤثرون الذين يسعون إلى صرف الجماهير نحو صورة معينة صحيحة كانت أم غائمة، مؤدلجة كانت أم عفوية؟ حينها تتابع النخب السياسية هذه التوجهات، تدرسها، وتأخذها في عين الاعتبار في تقييم الرأي العام والاستجابة له.
*كاتب المقال
دكتور القانون العام
محكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

قصيدة “أيها الرجال” ..شعر”كزال ابراهيم خدر

أنتم
أيها الرجال
شئتم ام أبيتم
أن أكثر من نصف قسط الليل
مُلك للمرأة
وثلثي البكاء يخص المرأة
رغم ذلك لن يمر يوم واحد
على هذه المدينة الملعونة
إن لم نسمع فيه
صدى صرخات أُنثى
إن لم نجد وثاق الرجولة
تُكبّل قدرة وإرادة
الحسناوات من النساء.
ترجمة”فتاح خطاب

أنثيال ذاكرة اللواعج ..احدث قصائد الشاعرة العراقية اعتماد العبيدى

أرهاصاتُ ليلةٍ ..
في غيهب ليل بهيم
تراتيل حواء تتأبطُ الحزنَ ..
مناديلاً ، قناديلاً ، ونايات..
قدسية جسدٍ وابتهالات..!
صدى مآذن و همهمة راهبات
ألوان بلا عنوان سراج وبيان..
وأنايَّ مبدعة آثرتْ بقائي..
حبيسة الأفكار والخيالاتِ
مدنفة تنتشر كالضوء..
في كل الإتجاهاتِ
تتهاوى ، تصرخ بها الرعود
تتساقط كأوراق الشجيراتِ
حانية تقتاتُ فراشاتها
ذوابل الزهراتِ…
في لوحتي كل شيء غريب
حتى الشمس لها أعراف ونواميس
أراقبها علَّ عيني تكتحل أشراقها
بات كل شيء ساكناً فيها ..
ترى هل تتوقف الحياة ..!؟
أحياء وأموات يفترشون
أحلامهم توابيت..
أصابعهم تخط قبورهم..
تتكسر قلوبهم أشتات..
يا أنايَّ : أين قمري المضيء و الفنارات..؟
لم ترسمي لي قمراً..!!
بين الأغصن الحالمات..
وللطيف ألوان وومضات
أراني ما زلت على ساحل الخيبات..
أنتظر زورقي الناتئ الشراعات!
أطفئ فيه جذوة لواعج القفارات..
تتحجر أصابعي
تستنفذها قلوع الانكسارات..!
الا انها لا زالتْ تتشبث
بنهاراتٍ حالمات..
مليحة أنت تحت أعذاق الأمل
رغم الاحتضارات..
لم يبقَ من تلك الأيام الا
نجم عابر في كل المسارات ..
عقيمة أبجديتي !!
أفتتُ بها خبز لغتي..
لتتبعني طيور النوارس والسنونوات
وبعيون ناعسات ألمحُ
رحيل الليل وقدوم الصباحات
أصغي لهمس النخل..
أستشعر دفئ القلوب..
وفي الدجى وتحت سدرة الغاب..!
أتيتَ أنت والضياء..
لتملأ فراغاتي بزخم الحياة
بأحلى القسمات..
وأندى الغيمات.