الدكتور عادل عامر يكتب عن : اهمية نشر الوعي الاجتماعي حول قضايا المجتمع  

الوعي بمفهومه العام، هو معرفة الإنسان لما يصلح لهُ في إطار تطوير وتجديد أساليب حياته، كي تُصبح على درجة جيدة من الجودة والارتقاء، والاستجابة لنمط العيش السليم الذي يذلّل مشاكل الفرد والمجتمع، على أن يقترن نمط العيش بالكرامة والحرية وعدم ارتهان الذات للغير لأي سبب من الأسباب، والوعي يتعدّد بتعددّ أطًر الحياة ومساراتها، فهناك وعي سياسي وآخر اقتصادي وثالث اجتماعي، ومن مجموع أنماط الوعي ومجالاته يمكن أن تتحسن حياة المجتمع.  

يعد الوعي ركيزة من ركائز تقدم أي مجتمع وتطوره, بل وله دوره الكبير والرئيس في استقرار المجتمع والنهوض به, وذلك بالرفع من شأن أفراده, كما يشكل الوعي خطوة مهمة في تطوير الذات, وخلق الإنسان المبدع المثقف المتفهم وبالتالي الواعي الذي يساهم في بناء المجتمع وتطوره. إن تطوير الوعي يبدأ من الذات أولاً, وبابه مراقبة الإنسان لنفسه أي مراقبة أفكاره ومشاعره وسلوكه وثقافته وملاحظة تلك الأفكار التي تشعره بالغبطة والحيوية والانفتاح والأفكار التي تسلبه طاقته, وتشعره بالضعف أو الألم والمعاناة والانغلاق على الذات,  

 إن الانسان من خلال مراقبته لنفسه سيصل إلى أن مشاعره معظمها وليدة أفكاره, وأن سلوكه وليد أفكاره ومشاعره ولذلك فإن عملية التطوير الذاتي تبدأ من مراقبته الأفكار وأثرها على النفس ليرتقي باستبدال كل فكرة سلبية, بفكرة إيجابية مناسبة حتى يملأ الإنسان عقله الواعي واللاواعي, بأفكار وثقافة بناءة تزيح ما علق بذهنه من الماضي من أفكار كانت تعيق تطوره حتى يساعده ذلك في نفس الوقت على التطور والارتقاء.  

 ولهذا عددنا الوعي هو مقياس تطور المجتمعات, لأنه يمكننا من إصدار أحكام على التصرفات والسلوكيات الفردية والمجتمعية فنقبله لإنجابيتها, أو نرفضها لسلبيتها, وهذه الأحكام نابعة من مدى شعور الفرد بمسئوليته تجاه نفسه والآخرين, وحين ينحو الأفراد إلى التعبير عن سلوكياتهم, في كل مناحي الحياة تعبيراً إيجابياً, فإنهم بهذا يكونون قد حملوا هم الوعي, وسعوا إلى نشره, ونجحوا في مقاصدهم, وهذا ما فعله الإسلام, وحرص عليه.  

 ولا شك أن الوعي بمعناه العام حالة صحية إيجابية, تعكس فهم المرء لواقعه بكل مكوناته من صعوبات وتحديات وفرص ومجالات قوة ومواطن ضعف, وتضعه في الموقع المناسب لتحديد الخطوات ورسم السياسات واتخاذ القرارات, بما يحقق الوصول للمراد في أقرب وقت, وبأدنى كلفة وأقل خسارة, وإذا كان الوعي مطلوباً على المستوى الفردي لتحقيق النجاح  

 فإنه سيكون أوجب, بمراحل على المستوى المجتمعي للنهوض وتحقيق المراد وتحصيل المصالح الكبرى وتجاوز العقبات, وستتجسد حالة الوعي هذه في طريقة وحركة قياداته الإدارية والاجتماعية الفاعلة سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات. وحين يكون المجتمع واعياً مثقفاً مدركاً لواقعه كما هو دون مغالطة أو تزييف, وملماً بما يتطلبه النجاح من مقدمات ولوازم وتضحيات ومنتبهاً للمخاطر المتربصة به, فإنه حينها سيكون متى وجدت الإرادة الحقيقية على جادة النهوض الحضاري, ولكن المصيبة كل المصيبة حين لا يكون المجتمع واعياً مثقفاً غير ملماً ومدركاً بواقعه وظروفه ومكائد أعدائه فيعيش على غير وضوح في السياسات والخطط والرؤى المستقبلية, وتراه متخبطاً في أزماته متنقلاً بينها دون خطوات حقيقية تأخذه للأمام, بل تمضي السنوات الطوال والعقود المتتابعة وهو يراوح مكانه وربما تراجع إلى الوراء. وقد أثبتت تجارب المجتمعات أن الكيانات الواعية من المثقفين والمبدعين لهم دور الجسر الواصل بين السلطة والشعوب,  

وبين مجريات الواقع داخلياً وخارجياً وروح الشعوب, ففي كل عمليات الحفاظ على المجتمعات أو تغيير المجتمعات يعتمد الحفاظ والتغيير غالباً على وعي المثقفين والمبدعين في شتى المجالات, لتأثيرهم كأكبر قوة ناعمة مؤثرة على المجتمع تخاطب القلب والعقل معاً, وتضع بصمتها المؤثرة سلباً كانت أو إيجاباً. لذا فإن المثقف والمبدع الواعي هو صوت الأمم ولسان حال شعوبها والعين التي يرى من خلالها المجتمع ما يحدث في العالم من مجريات وأخطار, بكافة أشكالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية. ولهذا فإن الشخص الواعي بمثابة صمام الأمان لمجتمعه, حين يبصر ويحلل ويوضح الحقائق وينبه وينوه إلى المخاطر, وحين يصبح هذا الصمام محصناً بالوعي والأمانة والصدق والإخلاص يبقى المجتمع آمناً من أي مستغل أو طامع أو غزو فكري أو ثقافي يهدم بنيانه ويفتت كيانه.  

 وهناك من المثقفين والمبدعين الواعين أنواع باتت واضحة وضوح الشمس, هناك نوع يكتفي بدور المتفرج إزاء ما يحدث, وكأنه غير معني بما يجري, سابحاً في قضاياه الشخصية, غارق في أمور سطحية وهامشية مستمراً في بناء اسمه وكيانه وشهرته. وهناك نوع آخر هدام يدعوا للتشاؤم وإلقاء اللوم على المجتمعات, ويشيع ثقافة الإحباط واليأس, وهناك نوع متفشي كالخلايا السرطانية التي تنخر في عضد ووعي المجتمعات وهو الأخطر وهو ذاك النوع الانتهازي المتسلق المريض الذي, يستغل الأحداث لتلميع صورته وإبراز اسمه في كل ميدان, شخص لا يعطي الحلول ولا تنتظر منه حقائق, بل ويتغنى بالأحداث تماشياً مع الجو المحيط ليس له مبدأ واضح ولا فكر صادق ككل صاحب دور منافق, وصوت متلون حسب السياسات العامة وهذا النوع لا يخدم مجتمعه,  

بل يخدم مصلحته واهواءه واستمرار تبعيته. أما النوع الذي تحتاجه المجتمعات فهو الذي يبني المجتمع, صاحب القضية الحقيقة ذاك الشخص الفاعل المتأثر بقضايا المجتمع لسان حال الشعوب ووعي الأمم ونبراس الحق والعدل الذي يسعى جاهداً لبناء مجتمع, مستنير بوعي ورساله وأمانة مدركاً حجم المسئولية التي وقعت على كاهله,  

وأن لقب مثقف أو مبدع إنما هو لقب مسئولية لا تشريف وأنه يحمل في رقبته أمانه وعي ومصير وذاك النوع المنشود لا يصيبه اليأس من التناقضات الموجودة, بل يستمر في طرح الأفكار والنقد البناء والرفض لأي تجاوزات سياسية أو مجتمعيه ومحاربة أي سلوك عدائي, وأي آفة فكرية تصيب ثقافة ووعي المجتمعات, تتملكه الغيرة على الاوطان والشعوب ويحارب أي آفة فكرية تصيب ثقافة مجتمعه, وأي قرار سياسي يضر بمصالح الشعوب, يقدم المصلحة العامة للشعوب علي مصلحته الخاصة, ولربما يدفع الغالي والنفيس في المقابل دون أي عائد شخصي عليه, سوى أنه صاحب رسالة صادقة يحمل أمانه في رقبته وهموم مجتمع يتألم من أجله, وتقع جميعها على كاهله, فالمجتمعات والأمم لا تبني بالتمني والخديعة وإنما تبني بالإرادة الحقيقة والضمائر التي تدفع للبناء بالعقل والعمل بصدق ووعي وأمانة وإخلاص. ويكون الدور الأكبر في تشكيل وخلق وعي وشخصية وثقافة الإنسان, على الأسرة, ويلي ذلك المدرسة, ثم المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والإعلام,  

 لكشف العلل التي تقف وراء ظهور الأزمات الاجتماعية والاخلاقية, ثم الكشف عن مخاطرها على حياة الأفراد والمجتمع, ثم الدولة بشكل عام, أن الإنسان كلما أنار طريقه بالتصحيح والرقي تقلصت مساحة الظلام في جوفه والمحيطة به حتى ينعم هو ومن حوله من الناس بذلك النور أكثر فأكثر, وتجد الذين وصلوا لمرحلة مناسبة من التطور الذاتي يصبحون قادرين على العطاء, وخدمة مجتمعهم, فهم بدورهم يدخلون هذا الوعي لمحيطهم الاجتماعي أو المهني بطريقة مناسبة ترفع مستوى الوعي وتفتح له آفاقاً جديدة.  

إن الوعي الذاتي إذاً كلما عم توسع تأثيره في أكبر شريحة من المجتمع, وأقوى وسائل ترقيته وتوسيعه هي التربية أولاً ثم التعليم ثانياً ثم الإعلام ثالثاً بمختلف أنواعه وآلياته كشبكة الإنترنت في عصرنا الحاضر, فلها دور كبير في تشكيل وعي المجتمع لذا يجب توجيه الاهتمام لها وجعلها وسيلة من الوسائل المهمة في نشر الوعي الذاتي.  

دور وسائل الإعلام في بناء الواقع وصناعة الرأي العام سبعة فصول. تناول الفصل الأول الموسوم ب» وسائل الإعلام وبناء الواقع» دور الإعلام في تشكيل الوعي الجماعي وصناعة الواقع والتأثيرات العديدة التي تتركها الصورة على سلوك الفرد وإلى أي مدى تحدد وسائل الإعلام نظرتنا للآخر وكيف ينظر الآخر لنا. أسوء ما في الأمر أن عدم الاهتمام بمصادر الوعي آل إلى مصير قاتل للإنسان وعقلة في كل شيء ثقافياً وسياسياً ودينياً واقتصادياً وفِي كافة مجالات الحياة، حيث كل ما حولنا هو مرتبط بدرجة ما من الوعي وعلى قدر اكتسابنا لهذا الوعي يتحقق التقدم المعرفي والصناعي والاقتصادي وغيرها في كافة المجالات.  

أعز ما يملك الإنسان هو عقله، وهذا العقل يحتاج للعناية المستمرة والمراجعة والتطوير من حين إلى آخر، نتمنى أن تحظى الأجيال الحالية والقادمة بشيء من الوعي عبر إصلاح المنظومات الأساسية الداعمة لها.  

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

الدكتور عادل عامر يكتب عن: ملامح الإعلام الأمني  

تلعب وسائل الإعلام دورا مهماً في الأزمات السياسية والأمنية، لما لها من قدرة على التأثير في أفراد المجتمع كونها المصدر الأول والأساس في إصدار المعلومات وفي ظل الظروف الاستثنائية والطارئة كالأزمات السياسية أو الأمنية يعد الإعلام المصدر الرئيس للمعلومات والحقائق بالنسبة للأفراد، ويشكل أداة للسيطرة على أفراد المجتمع عبر التأثير فيهم بما يتلقونه من معلومات.  

إن الإعلام الأمني هو ذلك الإعلام الذي يتضمن معلومات مهمة وكاملة، تغطي الأحداث والحقائق والقوانين المتعلقة بأمن المجتمع واستقراره، والتي يعد إخفاؤها أو التقليل من أهميتها نوعاً من التعتيم الإعلامي، والمبالغة في تقديمها أو إضفاء أهمية أكبر عليها يعد نوعاً من الدعاية لخدمة أهداف معينة، ويشكل الإعلام الأمني الرسائل والمعلومات والأخبار الصادقة والحقيقية التي تصدر عن المؤسسة الإعلامية وتبث عبر وسائلها المختلفة، بهدف التوعية والإرشاد وتحسين صورة المجتمع في أذهان أفراده لتحقيق التفاعل الإيجابي بين المؤسسات الأمنية والجماهير في إطار سياسة الدولة وقوانينها.  

لذلك نري أنه يمكن تعريف الإعلام الأمني على أنه الأداة الحكومية التي يتم فيها السيطرة على المجتمع والتأثير عليه بواسطة ما تبثه وسائل الإعلام من رسائل إعلامية موجهة لأفراده في الأزمات السياسية والأمنية.  

وبذلك يمكن تحديد أهم ملامح الإعلام الأمني في النقاط التالية 

1. إعلام متخصص يعمل على إحاطة الجمهور بالمعلومات والحقائق التي تمس أمن المجتمع واستقراره .  

2. إعلام متعاون مع المؤسسات الحكومية يساهم في تحقيق أهدافها وغاياتها وذلك في إيصال ما تريد إيصاله لأفراد المجتمع .  

3. إعلام متوافق مع سياسة الدولة ولا يتعارض معها، يدعم المصالح الوطنية ويحافظ على استقرار المجتمع وأمنه، ويقف بوجه الإعلام المغرض الذي يحاول تهديد المجتمع عبر ما يبثه من معلومات هدامة وأفكار منحرفة 

فالإعلام يكمن دوره في معالجة الأحداث والظواهر السلبية والأزمات الاجتماعية والسياسية وغيرها من الأزمات التي يمر بها المجتمع وهو ما يحتاجه المجتمع العراقي اليوم من بث برامج تدعو إلى المحبة والأخوة والمسامحة والمصالحة بين أبنائه لا تلك التي تدعوا إلى التعصب والمغالاة ورفض الآخرين .   

إن وسائل الإعلام تعمل كمرشح لما يتلقاه الجمهور من أخبار وكيفية تفسير الأزمات بتناول الإعلام من عدمه لقضايا يمكن أن تؤثر على السياسة العامة التي تتخذ، وكيفية تنفيذها والمعلومات التي تتم تغطيتها، فيمكن للإعلام أن يحدث تغييرا مباشرا وانقساماً حاداً بين العناصر المسببة للأزمة عبر الرسائل التي يبثها، وبالتالي تفتيتها وتفريقها، مما يترتب عليه ضعف العناصر المسببة للأزمة وضعف الأزمة ذاتها فضلا عن أنه يستطيع تغيير اتجاهات الأفراد نحوها وتغيير مواقفهم كذلك وتوحيد الجماهير وضمان تعاونها في مواجهة الكارثة وتعبئة الجهود كافة لتحقيق ذلك التعاون، مما يترتب عليه توفير أكبر قدر ممكن من فرص النجاح في عملية مواجهة الأزمة.  

وتعمل وسائل الإعلام أيضا على التصدي للأكاذيب والشائعات التي تنشر في الأزمات لطمأنه الجمهور وتقوم بمناقشة وتقييم وتحليل ما حدث للكشف عن الإيجابيات والسلبيات والدروس المستقاة من الأزمة وكيفية التعامل معها  

. وهذا ما مر به المجتمع العربي ويمر به اليوم من أزمات على اختلاف مظاهرها وضروبها لذلك لابد من التصدي لها والوقوف بوجهها من قبل مؤسسات المجتمع عموما والمؤسسة الإعلامية على وجه الخصوص لما تمتلكه من مؤهلات لتلك المواجهة مما يضفي على الإعلام تمسكه بمفهومه وأيديولوجيته ووظيفته ومصداقيته وحيادتيه وعلى الصُعُد والمستويات كافة .  

إن وسائل الإعلام كنظام اجتماعي تعمل على أهمية التماسك الاجتماعي للمجتمع وإيجاد السبل الكفيلة لإعادة بناء الوحدة  بين أبنائه، وتوحيد صفوفهم وخلق رأي عام تجاه جميع القضايا التي تواجهه، فوسائل الإعلام سلسلة متكاملة ومترابطة من الجهود الرسمية والمجتمعية تبذل في المحافظة على سلامة المجتمع 

نخلص القول إلى أن ما تلعبه وسائل الإعلام إبان الأزمات وما يواجه المجتمع من ظروف استثنائية هو بمثابة  توجيه  للرأي العام تجاه الأزمة القائمة، سواء أكانت حقيقية أم مفتعلة فعلى صعيد الأزمات الخارجية يشكل الرأي العام ليكون داعماً ومؤازراً لسياسة الدولة والحكومة،  

 أما على الصعيد الأزمات الداخلية فيجب أن تتعامل وسائل الإعلام بما يتلاءم وحل الأزمة لا أن تزيد من تفاقمها، لاسيما إذا كانت هذه الأزمة تهدد كيان واستقرار النظام الاجتماعي برمته والذي بدوره قد ينعكس على تماسك المجتمع ووحدته الوطنية .  

تلعب وسائل الإعلام دورا بارزا في حياة المجتمع المعاصر نظرا لما تتمتع به من قدرة فائقة في إيصال الخبر والمعلومة، فوسائل الإعلام كثيرا ما يعول عليها في إطار العملية السياسية والاجتماعية والثقافية لاسيما إذا ما أراد المجتمع تبني فكرة معينة ونشرها بين أوساطه إذ يتوقف نجاح تلك العملية على طبيعة المجتمع ذاته، حتى أصبحت المؤسسة الإعلامية إحدى مقومات البناء الاجتماعي للمجتمعات الديمقراطية الحديثة التي تسهم ليس فقط في إعلام الأفراد بكل ما يدور في مجتمعهم المحلي من أخبار وأحداث، وإنما بات لها دورها في نقل مجريات العالم إليهم حيث كانوا 

في خضم التطور البارز في الصناعة والتكنولوجيا ووسائل نقل المعلومات كالتلفاز والأقمار الصناعية والمحطات الفضائية وشبكة الانترنت إذ أتاحت هذه الوسائل الفرصة للاتصال والتواصل بين أفراد المجتمع على نطاق واسع مما أدى بالنتيجة إلى تنوع أدوات ووسائل المؤسسة الإعلامية في الوقت الحاضر جعلت منها مساهما فاعلا وبقدر كبير في توجيه أفراد المجتمع نحو المادة الإعلامية نظرا لتأثيرها في نفوسهم( ).  

ومنذ أن عرفت الإنسانية الصحيفة المطبوعة إذ تطورت هذه الأدوات من مقروءة إلى مسموعة ثم إلى مرئية حتى بات الاستغناء عنها أمراً مستحيلاً، فهي تقدم للمتلقي سواء أكان قارئاً أو مستمعاً أو متفرجاً باقة معلوماتية متكاملة تتنوع مكوناتها من تفاصيل الصراعات الدولية إلى أدق تفاصيل الطقس والمناخ، وتقدم في الوقت ذاته مادة فنية إبداعية وترفيهية ذات تأثير على قيم ومفاهيم أفراد المجتمع .  

ونظرا لأهمية دور الإعلام في مواجهة الظواهر السلبية في المجتمع ومشكلاته بمختلف أنواعها فإننا نؤكد على هذا الدور في مواجهة ظاهرة العنف على اختلاف أنماطه ومستوياته، وذلك بإلقاء الضوء على النشأة والأسباب والعوامل والآثار والنتائج والتجارب السابقة محليا وإقليما وعالميا والتي نجحت في مواجهة هذه الظاهرة، فضلا عن ذلك يمكن للإعلام أن يساهم في استثارة الرأي العام وكسب تعاطفه مع القضية التي يعاني منها المجتمع، إلى جانب الدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تقديم المعلومات والحقائق والجوانب الخفية لهذه الظاهرة بما يساعد كل من واضعي السياسات والبرامج والمسؤولين عن تشريع القوانين الخاصة بهذه الظاهرة سواء أكان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر.  

لقد ساهمت المؤسسة الإعلامية في العديد من البرامج التثقيفية والتوعوية، اجتماعية كانت أم دينية في زيادة وعي أفراد المجتمع تجاه ظاهرة العنف التي استشرت فيه نتيجة عوامل داخلية تكمن في البناء الاجتماعي العام، وأخرى خارجية، مما يزيد من إكسابهم بعض المهارات الوقائية والتدابير الاحترازية بكيفية كف العنف الممارس ضد الأفراد وكذلك تمكينهم من إجراء بعض المعالجات بأساليب التصرف المناسبة ونشر روح التسامح والإخوة بين أفراد المجتمع الواحد وإتاحة الفرصة للحوار وقبول الآخر على أساس المبادئ الإسلامية والإنسانية 

والسؤال الذي يُطرح هنا هو إلى أي مدى تساهم المؤسسة الإعلامية في نشر ثقافة التسامح واللاعنف بين أفراد المجتمع، وإلى أي مدى تخدم وسائل الإعلام المجتمع ومن جهة أخرى إلى أي مدى يؤثر المجتمع في المؤسسة الإعلامية ووسائلها المختلفة ويجعلها أدوات في خدمة المجتمع و للمراقبة والنقد والاستقصاء، وقوى تضمن التوازن داخل الأنظمة الاجتماعية السياسية والاقتصادية في المجتمع.  

   ومن هنا نتساءل عن ماهية الدور الذي تلعبه المؤسسة الإعلامية في المجتمعات فيما يتعلق بنشر ثقافة التسامح والحوار وثقافة الديمقراطية والوعي السياسي وحقوق الإنسان وثقافة والاختلاف والتعددية والتنوع، إذ يتضح ذلك في العلاقة الجدلية بين المجتمع ووسائل الإعلام إذ أن المجتمع عموما والمجتمع المدني خصوصا يتأثر بوسائل الإعلام ويؤثر فيها والعكس صحيح. في ظل التحديات والظروف الاستثنائية التي تحيط بالمجتمع العراقي والمؤامرات التي تحاك ضده تلقي مسؤولية جسيمة على عاتق وسائل الإعلام العراقية تحديدا من عدة نواح :  

1. أن تقدم المضمون الثقافي والفكري الذي يهدف لنشر ثقافة التسامح وترسيخها والوسطية التي جاء بها الدين الإسلامي الحنيف .  

2. التقليل من عناصر الاختلاف في هذه الثقافة التي أذكتها عوامل متعددة داخلية وخارجية أحدثت خللا في التركيب الثقافي لدى أبناء المجتمع .  

3. التقليل من وجود الثقافات الفرعية ونمها لأننا نجد اليوم أن الثقافة الأم قد فُتِّت إلى عدد لا حصر له من الثقافات وهذا ما يعرف بالتفكك الثقافي الأمر الذي يفقد النظام الاجتماعي أصالته ووحدته .  

فكلما كان المجتمع المدني قوياً وفعالاً ومشاركاً في مجريات الأحداث في محيطه كلما فتح المجال واسعا أمام وسائل الإعلام لتغطية هذه الفعاليات والأحداث لتكون المؤسسات الإعلامية في المجتمع منبراً للحوار والنقاش من أجل القرار السليم والحكم الرشيد. ولقد ساهم انتشار العولمة وثورة المعلومات والاتصالات والمجتمع الرقمي وانتشار الانترنت وانتشار التعليم وتوفر المعلومة والوصول إليها بسهولة في بلورة ونضج فكرة المجتمع المدني في الوطن العربي.  

وهذا الكيان المسمى بالمجتمع الذي يتكون من مختلف التنظيمات والفعاليات داخل المجتمع يهدف إلى تقاسم السلطة مع الدولة انطلاقا من مبدأ أن عهد الدولة المتسلطة والدكتاتورية والطاغية قد ولى، ومن هنا يتمثل دور المجتمع في خلق توازن بين القوى الاجتماعية، ويعمل المجتمع أيضا على إفراز فضاء مستقل منتج لقيم العدالة والمساواة والحرية. فالمجتمع المدني هو فضاء للحرية، يتكون من شبكة العلاقات التي تقوم على الاختيار والاقتناع والحرية، حيث أنه يمنح الأفراد قدرة على النشاط الطوعي الحر.  

فنشر ثقافة التسامح بحاجة إلى مؤسسات إعلامية ووسائل اتصال تؤمن بالمجتمع وتؤمن بالمثقف العضوي وبالقيم المجتمعية الأصيلة، فالمشرف على المؤسسة الإعلامية والقائم بالاتصال يجب أن يؤمنا بفكرة ومفهوم التسامح وبالثقافة المدنية وبرسالة يعملان من أجل تحقيقها لصالح المجتمع بأسره وليس السعي وراء الإعلانات والربح السريع أو العمل لمصلحة أصحاب النفوذ السياسي والمالي في المجتمع .  

 والمؤسسات الإعلامية هي الأدوات التي تنمي الثقافة المدنية وتعمل على نشرها وتقويتها والتصدي لثقافة العنف والتطرف والإقصاء والفردية والمادية ورفض الآخر. فوسائل الاتصال الجماهيري هي الحليف الاستراتيجي للمجتمع المدني وهي الوسيلة الفعالة والأداة الضرورية لتحقيق مبادئه وقيمه في المجتمع. فمضمون وسائل الاتصال الجماهيري هو الغذاء الروحي والفكري والعقلي للثقافة المدنية المبنية على التعايش السلمي مع الآخر، وأداء هذه المؤسسات في المجتمع يعد سلوكا مدنيا يدعم المجتمع وثقافته. فالمجتمع المدني في نهاية المطاف هو وعي وثقافة وقيم ومبادئ تترجم إلى سلوك وعمل يومي يؤمن بروح الجماعة والمصلحة العامة.  

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

رجل الأعمال الأردني أحمد أبو سنينة يكافئ موظفيه بالذهب.

 

الأردن-الزمان المصرى: خاص

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن بفيديوهات ظهر فيها رجل الأعمال الأردني أحمد أبو سنينة وهو يوزع المجوهرات و الذهب  على موظفيه تقديرا لجهودهم في العمل وتحفيزا لهم.

ويسلك أبو سنينة منهج مشاركة الموظف في نجاح الشركة كاملة فبرأيه أن هذا النوع من الحوافز يخرج كل مهارات الفريق ويجعله يشعر أن أي نجاح للشركة هو نجاح شخصي له.

 روابط الفيديوهات التي تظهر ردة فعل الموظفين

 مصطفى منيغ يكتب عن:الصحراء للمغرب كالهواء والماء

اسبانيا مَتْروكَة لمشاكلها الداخلية ، لا هي مع ذاك ولا هذه بأَتَمِّ عن أوْضَحِ   كلمة ، مكتوبة في اتفاقية سرية أو بالعلن مُعَلّمَة ، مُتَدَرِّجَة الآونة بين خََلفيات تكرار شَغَبِ شارع “لاَرَمْبلاَ ذِي كَتَلونِيا” في برشلونة الذي كادت النيران من خلاله تلتهم أحد حراس الأمن حياً داخل سيارة الحرس البلدي المحترقة كاملة ، بفعل بعض المتظاهرين الغاضبين كتحصيل أسوأ حاصلة ، وبين مظاهر البطالة المتفشية بشكل غير مسبوق إذ لمست (أثناء شهر فبراير المنصرم) سقف الأربعة ملايين عاطل وعاطلة ، عِلماً أن الإنسان الإسباني بغير عمل يصون كرامته يختنق بما يراها أفتك علَّة ، بالإضافة لمشاكل الهجرة غير الشرعية المتدفقة عليها من دول عدة شمال افريقيا واقتصادها يطرق باب مخاطر تقارب مؤشراتها سلبيات عالية ، أما على الصعيد الدولي يكفي )في هذه العُجالة( التذكير بالتوتُّر الحاد الواقع بينها و “فِنِزْوِيلَةْ” الدولة الجنوب أمريكية ، التي  عَبَّرَ رئيسها “نِكُولاَسْ مَادُورُو” أن علاقة بلده مع اسبانيا في حاجة لمراجعة عميقة ، وأخيراً اسبانيا قلقة بل متخوفة لدرجة تثير الانتباه من التقارب المغربي الأمريكي وبخاصة في المجال العسكري الذي أظهر مؤخرا قوة تتصاعد باستمرار صوب الأفضل ،    لذا أدركت الجزائر الرسمية بواسطة المنتسبين لبعثاتها الدبلوماسية تارة ، والمنخرطين في بعض جمعيات مظهرها انساني وجوهرها عدائي لكل ما هو حق مغربي مهما كانت الحالة ، فلم يبق لها غير التشهير المجاني بما حَدَثَ كل جمعة من أسابيع ماضية ، في مدينة “الفْنِيدَقْ” المتاخمة “لسبتة” ، حيث تظاهر مَن وجدوا في غلق الدولة المغربية ذاك المَمَرّ المحتضن كان التهريب والمهرِّبين من عقودٍ طويلة خلت ، بمثابة اجراء غير منصف لم يقرأ مستقبل ما يؤول إليه وضع آلاف المواطنين دون بديل يعوِّضهم الحرمان الذين أصبحوا يتخوفون من مصائبه الوخيمة وهي تتفشَّى بِتُؤْدَةٍ بينهم للأسف الشديد ، مادام بالجوع تصبح (عند البعض) كل قرارات ذات قِيَمٍ نبيلة، مُحطَّمة أبعادها مُهانة مفاهيمها إن لم تَعُد موصوفة بمقاصد مُذِلَّة ، فعلى سلطات الإقليم “التشريعية كالتنفيذية” تجاوز الروتين بابتكارها ما يناسب “الحدث” حتى لا يتجاوز حجمه ، وبخاصة في هذه الظروف حيث المغرب مَحْسُودٌ على استقراره ممّن يحلو لهم ترويج إشاعات عن سوء نية تُستعمَل لتغطية ما يقع داخل الجزائر العاصمة ، حيث الحراك الجماهيري الهائل ،  لا يهدأ إلا ليتضخَّم من جديد ، لغاية رحيل نظام لم يَعُد مُسايراً طموحات الشعب الجزائري الكريم  ، الراغب في العيش بسلام مع شقيقه الشعب المغربي العظيم .

مؤخراً (وفي نفس السياق) اتجه فريق مُدرَّب على زرع فتيل تفجير الفتن السياسية في عقول سهلة الانصياع للأطروحة الجزائرية الرامية إلى إطالة وهم الانفصاليين الصحراويين المغلوبين على أمرهم في معتقلات مدينة “تيندوف” باسترجاع الصحراء من أصحابها الشرعيين المغاربة وإقامة جمهوريتهم وما شابه ذلك من أطغاة كوابيس تدفع للسُّبْأَةِ بعيداً  مصدره أقراص مخدرة من صنع سياسة جزائرية متخصصة منذ أواسط السبعينيات في محاربة المغرب على جميع الأصعدة ، أَجَل اتَّجَهَ مؤخرا مثل الفريق إلي قلب الإتحاد الأوربي “بلجيكا” وتحديداً إلى العاصمة بروكسيل ، بهدف محاولة التسرُّب لبعض المؤسسات الأوربية ، حيث بعض العناصر الفرنسية ، لاستدراج مواقف شبيهة للألمانية التي تناولت الملف الصحراوي بوجهين أحدهما مع المغرب وما شابهه كقناع مع الجزائر ، طبعاً الحق المغربي منتصر كالعادة لأنه نابع من تصدي المغاربة بصبر وذكاء لكل مَن قارب ترديد الاسطوانة المشروخة لأغنية ملَّ سماعها كل عاقل عبر العالم .

… عَلَى كُلٍ ، الخريطة الترابية للمملكة المغربية تتضمَّن الأقاليم الصحراوية المحررة سنة 1975 بعد احتلالها زمنا من طرف اسبانيا ، ولا مناص من تذكير صُنَّاع المشاكل في منطقة المغرب العربي ، أنّ المريخ أقرب إليهم  من الحصول على حَبَّة رمل واحدة أكانت ملتحمة مع شقيقاتها حبات رمال “الطَّاحْ” أو السْمَارَةُْ” أو “العيُونْ”أو “بُوجْدُورْ” أو “الدَّاخْلَةْ” لغاية “الكْوِيرَةْ” ، ومهما رقص هؤلاء الصُّناع على حبال سِرْكِ الطَّمْعِ فيما لا يخصهم ، لن ينتهي رقصهم ذاك إلا بارتعاش لا يخلصه منهم سوى الكف عن قفزات مُنكرة مِن عقود ، وتعويض ما ضاع عن الجزائر والجزائريين من فرص نماء حقيقي باستغلال واردات النفط لخلق ثقافة رقي وثراء اجتماعي حميد ، لتحتل تلك البلد الشقيقة ما تستحقه من تقدم وازدهار ، أما الإبقاء على نفس الحال بصرف قوت الشعب بالملايير على وهم لا ولن يتحقَّق ، ما دام المغرب مصمِّم يومه كغده ، حاضره كمستقبله ،  أن الصحراء مغربية إلى أن يرث الله الحي القيوم ذو الجلال والإكرام الأرض ومَنْ عليها .(للمقال صلة) 

حسن بخيت يكتب عن :” أعداء النجاح ” …. بارعون في التحطيم .. والتصيد في الماء العكر ” فهم أشباح تحوم حولنا في كل مكان .

“النجاح” هو بداية التميز والتفوق مهنياً واجتماعياً وأكبر دلالة على شخصية منجزة متحدية لطريق مليء بالعثرات والصعاب
لكن : هناك أعداء يغيضهم كل نجاح ، وقد ملأهم الحسد والحقد وربما الغيرة ، فيبدأ هؤلاء بمحاربة كل نجاح والتقليل منه ، فهم بارعون في تحطيم الطموحات لأسباب نغفل عنها ..
فأعداء النجاح متواجدون في كل وقت ، وفي كل زمان ومكان ، فهم جاهزون لمواجهة أي نجاحات “فيتفننون” بوضع العراقيل في طريق النجاح ، ويسببون لأي ناجح إزعاجات مختلفة بنقل إخباره وانتظارهم لأي زلة تبشرهم بإخفاقه، وغالبا يفضلون من يستشيرهم ويأخذ باقتراحاتهم وإن أخطأت يُظهرون استهزائهم ولم يعلموا أن ليس هناك نجاح بدون أخطاء وصعوبات ومشاكل .
تلك الشخصيات المريضة والتي تعاني من “النقص” ولا يهمهم الا مصالحهم الشخصية على حساب كل شيء ،، حتى ولو كان هذا الشيء هو بلدهم ،، ليس لهم هدف إلا “قمع” الناجحين والتصغير من أدوارهم ونشاطاتهم البارزة والمتميزة والمضي قدماً في الأعمال الناجحة والمفيدة
وربما كان ذلك طببعيا ،، فما من انسان ناجح إلا وتحوم حوله أشباح بشرية ، هم أعداء لكل ناجح ، يكرهون النجاح ويهاجمون الإبداع، ويحاولون بسعيهم المريض تثبيط الهمم لكي لا تنتج أبدا!
وفي هذا الإطار نذكر إحدى الكلمات المنيرة للكاتب مصطفى أمين؛ إذ يقول: «إذا قمت بعمل ناجح وبدأ الناس يرمونك بالطوب فاعلم أنك وصلت بلاط المجد، وأن المدفعية لا تطلق في وجهك، بل احتفاء بقدومك».
وقديماً قال أحد الحكماء: «إذا تمنيت أن تنجز إنجازا عظيما، تذكر أن كل إنجاز يتطلب قدرا من المجازفة، وأنك إذا خسرت فأنت لا تخسر كل شيء، لأنك تتعلم دروسا. لن تضل الطريق لو تمسّكت باحترام الذات ثم احترام الآخرين وتحمل مسؤولية كل فعل».
أكتفي بهذا الوصف ،، وأدخل في موضوعنا اليوم ..
موضوعنا اليوم عن السيدة / ( فريدة سلام ) واحدة من القيادات النسائية المصرية التي فرضت نفسها على ساحة القيادة التنفيذية بفضل مجهوداتها البارزة والتي لم نعدها من الرجال الذين تولوا المسئولية من قبل ،، فبالرغم من كل ما تقدمه السيدة / فريدة سلام رئيس مركز ومدينة طهطا والتي تولت قيادة مجلس مركز ومدينة طهطا قبل شهرين فقط ، وقامت بأعمال ايجابية كبيرة يشهد لها الجميع ،، فهي نموذج مُتميز للقيادات التنفيذية ،، المرأة التي تقود بنفسها معظم الحملات ، وتتواجد باستمرار في شارع طهطا والقرى التابعة لها وسط التنفيذيين من مسئولي الإزالات والإشغالات
يومًا تلو الآخر، تثبت لنا جدارتها، واستحقاقها لتولي المناصب القيادية، على كافة الأصعدة، ومن القيادات التنفيذية المتميزة في محافظة سوهاج ،، لعملها الجاد وتواجدها الميداني في الشارع واتخاذ قرارات حاسمة بمنتهى الحزم والصرامة، فقد استطاعت أن تثبت جدارتها في العمل كأول سيدة تتولى رئاسة مركز ومدينة طهطا ،، فمنذ أن تولت منصب رئيس مركز ومدينة طهطا خلال فترة لا تتجاوز الشهرين ، فوجدنا الغالبية داعمًا لها ومشيدًا بأدائها المتميز بين رؤساء المراكز والمدن، ولعل من أبرز إيجابياتها تواجدها المستمر في الشارع وسط التنفيذيين من مسئولي الإزالات والإشغالات ورؤساء القرى ونواب رئيس المدن ومتابعة الأعمال الجاري تنفيذها أولًا بأول.
واستبشر أهالي طهطا الكرام بالسيدة ( فريدة سلام ) ، خيرًا، من أول يوم تولت فيه المسئولية ، وقيامها بالعديد من الاجراءات الجريئة والحاسمة ، وخاصة فيما يخص أعمال النظافة والاشغالات وتنظيم حركة الشوارع ، ونظافتها ، فضلًا عن تواجدها بصفة دائمة ومستمرة بين المواطنين؛ للاستماع إلى مشاكلهم والعمل على حلها، وكذلك هو نهجها
إلا أن هناك العديد من الأصوات “النابحة” التي تبحث عن أي نقيصة، وتستغل أي حادث عرضي لتحاول النيل من كل نجاح وبأي شكل، تاركة كل الصور الناصعة عن عمدٍ لغرض خبيث في نفسها.
تساؤلات عديدة وتفسيرات كثيرة تدور بمخيلتي وتؤرقني من هؤلاء الفئة المريضة …
من هم هؤلاء الذين يصطادون في الماء العكر يا ترى؟ وما الذي يريدونه؟ ولماذا يريدون هدم كل نجاح ؟
نصيحتي لهم، ولكلِّ من يحاول بث روح الاحباط والفشل في المجتمعات أن يتخلوا عن مكرهم وأن يتوقفوا عن صب الزيت على النار
ورسالتي للسيدة / فريدة سلام .. لا تنتظرين الاعتراف بشخصيتك المتميزة، ولا بجهدك البارز وعملك المثمر ،، فالزمان والوقت كفيلان بإثبات حقيقة إنجازات أي شخص ناجح .. وعليكي بالتوكل الدائم على الله تعالى مع الإخلاص في كل ما نقدميه من أعمال، وعدم جعل كلمات النقد وتحطيم وتكسير الذات من اهتماماتك وتسخير جهدك ووقتك لصناعة انجازات ، حتما ستكتب في سجلات التاريخ رغم أنف المحبطين .. حسن بخيت مواطن طهطاوي