أ.د. أحلام الحسن رئيس القسم الثقافي تكتب عن : “يكادُ غضبُ اللّه أن ينزل ..وقد نزل “

كتبتُ هذا المقال قبل سنتين حول تحوّل ظاهرة العبادات الرمضانية إلى ظاهرة السهرات الرمضانية والخيم الرمضانية فمنذ نهاية التسعينات ومع انتشار ظاهرة شرب الشيشة زامنتها ظاهرةٌ أخرى وكأنّها شقيقتها التّوأم !! وهي ظاهرة الخيمات الرمضانية .. وقد تفشّت الظاهرتان بصورةٍ سريعةٍ جدا وبقيت الأولى طيلة السنة لتساهم في الفساد الأخلاقي ومضيعة الوقت واختصت الثانية ” الخيم الرمضانية ” بشهر رمضان المقدس !والذي خصه اللّه تعالى بأعظم حدثٍ سماويٍ بالكون وهو تنزيل القرآن المقدس ولقد صرح الباري تعالى بذلك بقوله تعالى ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) ولنرجع إلى الظاهرتين اللتين تدسان السمّ للشعوب المسلمة لتحيل كلّ جميلٍ إلى دمار ! .. فنرى ما تسببت به ظاهرة شرب الشيشة من تلوثٍ بيئيٍ خطيرٍ للغاية فتحولت الحانات والبيوت والشوارع إلى مقاهٍ للشيشة والروائح الكريهة المنبعثة منها، رجالا ونساءّ وحتى الأطفال ! وفي خضم هذا الصمت المطبق من المسئولين  عما تسببه هذه الظاهرة من مخاطرَ أخلاقية وبيئية !

وتتفشى الثانية ” الخيم الرمضانية ” والأحرى بالكثير منها بأن تُسمى بالخيم الشيطانية بسبب ما يحدث فيها من معاصٍ بشعة تسيء للمجتمعات المسلمة ، ونرى سرعة تفشيها كالنار سريعة الإشتعال، وتبدأ الإستعدادت المكثفة لها قبل أشهرٍ من رمضان ! وتتسارع بالتنافس بكلّ مالديها من قوةٍ لعمل الديكورات المناسبة والملفتة للنظر والجاذبة بسحرها وجمالها للنفوس والأبصار الفنادق السياحية، والمقاهي والأندية وشركات الترويج السياحية .. وكلّ خيمةٍ كأنها

قصرٌ من قصور الطبقة الإستقراطية !!! 

وتحولت تلك الخيام إلى أوكارٍ لقتل الإسلام في رمضان بعد أن قُتل الإسلام في بقية الأشهر !

 وأصبح رمضان الأسم والشهر الأقوى للمتاجرة به وازدياد نسبة الأرباح والثروة للمقاهي ولأصحاب تلك الخيم،  واعتباره موسمًا سياحيًا لجذب السواح الغير مسلمين أيضًا إلى تلك الخيم الشيطانية ، ففيها مالذ وطاب من الأطعمة شرقي غربي خليجي شامي وكأنها جنة الخلد في الدنيا !!!!

فهناك المقاعد الفخمة الوفيرة والديكورات الرائعة !

والعزف على العود والأغاني والموسيقى والراقصات والفنانين لإحياء السهرة للسحور !!!!

والغريب أن تواجد هذه الخيام الشيطانية أكثره في الدول العربية !

غير آبهين بغضب اللّه !!

غير آبهين بجوع وعذاب بعض الشعوب العربية وما تلاقيه من جراء الحروب الكابسة على أنفاسها واللاتي لا يلقى الإنسان فيها قوت يومه كاليمن الجريح وسوريا المعذبة والعراق الذبيح من القفا .

بينما تلك الخيام الشيطانية يخرج المرء منهما متخمًا من الأكل والإسراف فيه يكاد أن ينفجر بطنه !!!

أوهذا رمضان !!!!!!!!

أوهذا رمضان الذي سعى اللّه فيه لتهذيب النفس البشرية بالصوم والكفاف والعفاف وباشعار الصائم بجوع الفقير !

أوهذا رمضان العبادة والطاعات وتلاوة القرآن والتنافس على الختمات المتكررة للقرآن !!

أو هذا رمضان القرآن والتنزيل !

أو هذا رمضان فليتنافس المتنافسون لعتق رقابهم من النار !!

لقد تنافسوا على حجوزات الخيم الرمضانية ومن قبل رمضان ! ليدفعوا ثمن إفطار الشخص الواحد ما يعادل إفطار ثلاثين صائما !!

وتحول شهر الطاعات والصيام إلى شهر الشيشة والغناء والتخمة من الطعام ! وبتنا نرسم للغرب أبشع الصور الكاذبة عن الإسلام وعن المسلمين!

 فالإسلام بات دين التطرف الديني  والعبث الأخلاقي كما يراه الغرب وكما يرسم أهله تلك الصور للآخرين !  فبلاد المسلمين تنقسم إلى أربعة طوائف عندهم ووفق نظرتهم التي يرون فيها المسلمين بل هو واقعنا وعلينا أن تعترف به .

المسلم إما متطرفٌ عقائديا مجرمٌ مع سبق الإصرار

وأما متطرفٌ أخلاقيًا مجرمٌ مع سبق الإصرار حتى في رمضان !

وإما منعزلٌ تمامًا لا سلب ولا إيجاب في المجتمع .

وأما مستضعفٌ لا حول له ولا قوة  .

فو أسفاه على أمّةٍ تاجرت وباعت قيمها ودينها من أجل المال والثروة وشهوات النفس  !!

وعاد الإسلام غريبًا

وقد نزل غضب الله “كورونا “

والذي كان متوقعًا نزوله بعد تلك الكبائر في شهر الطاعات، والله العالم ماذا سيأتي بعده وأغلب الناس صمٌّ عميٌ لم يعلنوا توبتهم بعد !!!

وقد أفاق قوم يونس عليه السلام وأعاننا توبتهم منذ أن رأوا إشارات نزول العذاب ،

وقد نزل بنا العذاب وانتقام الله بالفعل وأغلب الناس لا يعقلون ” ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه “