دكان عمى “على”..قصة قصيرة ..كتابة : حافظ الشاعر..فكرة : وهدان الأشوح

وتعثرت قدماى أمام دكان الحلاقة لعمى “على” الذى أغلق منذ عقود طويلة بعد رحيله ،وتذكرت وخرجت عن عالمنا ورأيت من وراء جدرانه المنبعجة وبابه المكسر عم “على” ..وهو جالس على دكة تتأرجح محدثة صوتا كصوت أرجوحة علاها الصدأ .

عيناه تسمرت بالشباك مناديا على المارة كلاً بإسمه يُذكرهم بموعد حلاقتهم ،وأم حسين جالسة أمام الباب بجسدها البدين وبجانبها زجاجة الزيت الفارغة وجركن الجاز ؛تتطلع هى الأخرى فى وجوه المارة تخاطبهم بلسانها العزب .

ومرت ساعة لم يدخل أحد الدكان ؛فبدا القلق على وجه عمى “على” ،وأم حسين تنظر إليه بين الحين والآخر مرددة (فرجه قريب) يا أبو حسين ، وتُخرِج خِرقة تمسح بها زجاجة الزيت وجركن الجاز ..وعمى “على” مشغول بالنظر فى وجوه المارة .

وما إن دخل زبون الدكان حتى عادت الروح مرة أخرى لجسد عمى “على” ،وتنهد تنهيدة طويلة ،وأم حسين تهلل وترحب لدخول الرجل ،وأسرع عمى “على” بسحب الفوطة ومسح الكرسى من بقايا الشعر المتناثر من اليوم الماضى ،وبدأ فى مداعبة الزبون ؛فقد كان يدفع أجرا وفيرا ؛مما جعل عمى “على” يزيد فى المدح والثناء عليه وعلى عائلته الكريمة ،وامتدت أصابع عمى “على” بين خصلات شعره تحدد مواطن الطول والقصر فى شعره عوضا عن ضعف بصره الذى بدأ واضحا بعد أن غطت سحابة بيضاء على عينيه .

فإذا لم يتأوه الزبون يعلم عمى “على ” بأن الحلاقة تسير على ما يرام ،أما الذقن ..فلا ينجو أحدا من جرح الذقن فى أكثر من موضع ؛فيخفى آثار الدماء بغمس الفرشاة فى صنبور به بقايا صابون قد جمعه من مكان الوضوء فى المسجد القريب .

وانتهت الحلاقة وأخرجت “أم حسين” الخرقة ومسحت زجاجة الزيت وجركن الجاز ،ولكن الزبون خرج ولم يدفع ؛فنظرت أم حسين إلى وجهه الذى اكفهر قائلة “فرجه قريب”!

الدكتور عادل عامر يكتب عن : لغة الحب

الحب نقيض البغض، وهو عاطفة وجدانية، حيث تميل النفس والقلب فيها للمحبوب، وهو شعور بالانجذاب والإعجاب نحو شخص ما، أو شيء ما، وقد ينظر للحب على أنه كيمياء متبادلة بين اثنين وأول ما يتبادر إلى الذهن عند إطلاق كلمة الحب، هو ذلك الحب المبتذل المؤقت الذي يعرض في الأفلام، والحقيقة هي أرقى وأغلى وأعمق، وشتان بين هذا وما أريد التحدث عنه. 

فبداية أول شرارة للحب هي التي تنطلق من الأسرة، حيث أن أول ما يواجهه الطفل هو حب أبويه له، ثم حب إخوته، ثم بعد ذلك الحب الذي يجده من أقاربه وأصدقائه وزملائه، ثم بعد ذلك حبه لزوجته وحبها له، 

وفي كل تلك المراحل تكون هناك طريقة مختلفة للتعبير فيها عن الحب. ولكن يجب أن نأخذ خزان الحب بعين الاعتبار، تماما مثل خزان وقود السيارة، فالسائق عليه التأكد دائما من وجود وقود في خزان سيارته؛ لأنه في حال نفاذ الوقود من الخزان ستتوقف السيارة بالكامل، وكذلك الحال بالنسبة لخزان الحب في العلاقة بين أي شخصين، وخاصة الزوجين، يجب التأكد دائما من أن خزان الحب ممتلئ حتى يستمر الحب بينهما وتستمر العلاقة. 

 إن ما يُشعر شخصًا أنه محبوب ليس بالضرورة ما يجعل شخصًا آخر يشعر بنفس الشيء! وللأسف نحن نميل لأن نُعبِّر عن حبنا للآخرين بنفس الطريقة التي نتمنى أن يُعبِّروا عن حبهم لنا بها.. إذًا عندما لا يستجيب شريك حياتنا إيجابيًا لتعبيراتنا عن الحب نحن نُصاب بالإحباط. المشكلة ليست الإخلاص في حبنا، لكنها في أننا نتكلم لغة الحب الخطأ؛ 

التحدث بكلمات إيجابية لنفسك سيشعرك بمزيد من التقدير، فتدرب على قول “أنا أحب نفسي وأقبلها”، تسجيل صوتي بعبارات تحفيزية لك، لتساعدك في ترك بصمات إيجابية عن نفسك. إذا كان قضاء الوقت الجيد هو لغة الحب الأساسية الخاصة بك، فيمكنك قضاء بعض الوقت الخالص مع نفسك، بتخصيص 30 دقيقة يوميًا لك، سواء قضاء وقت مع نفسك أو في الخارج أو مشاهدة بعض الأفلام التي تحبها أو قراءة كتاب مفضل. 

 إذا كنت من الأشخاص الذين يفضلون لغة الهدايا، فيمكنك مكافأة نفسك وكتابة قائمة بالأشياء التي تريدها كنوع من تشجيع الذات، فمنح نفسك هدية سيجسد إيمانك بقيمة ذاتك. تستطيع القيام بالأعمال الخدمية من أجل نفسك، إذا كنت تفضل لغة تقديم الخدمات، 

 هي كتابة قائمة بما يجب القيام به لجعل حياتنا أسهل وأكثر سعادة والسعي لتحقيق ذلك. أنت لست بحاجة إلى شخص آخر للشعور بلغة حبك الأساسية، حتى وإن كانت لمسة جسدية، 

، إذا كنت تتأمل أو تصلي فإنك تضبط عواطفك وكذلك جسدك، وغالبا ما يكون هناك جزء أكثر إثارة، فمثلا نشعر بالقلق فيضيق صدرنا؛ ولذا فيمكنك وضع يدك على قلبك وأخذ أنفاس عميقة لتجلس ساكنًا؛ حيث إنك ترسل التنفس والحب إلى تلك المنطقة من جسمك. 

لتحدي الأول سيكون أن تكتشف لغة الحب الأساسية لدى شريك حياتك؛ لذا أقترح عليك ثلاث طرق بسيطة. 

 أولاً، لاحظ تصرفات شريك حياتك.. كيف يُعبّر عادةً عن حبه وتقديره للآخرين؟ هل تلاحظ أنها تلمس وتعانق الناس؟ هل هو يُشجّع باستمرار؟ هل هي دائمًا ما تُعطي هدايا للآخرين؟ أيُمتعُها أن تتناول الغذاء لمدة ساعتين مع صديق؟ إن شريك حياتك يتكلم لغة الحب الخاصة به بها، ويمكنك تعلُّمها من خلال ملاحظة سلوكه اليومي. 

ثانيا, هو أن تسجل شكوى شريك حياتك؛ لأن هذا سيكشف عن لغة حب زوجك أو زوجتك. إذا قال لكِ: “لم نعُد نمضي وقتًا مع بعضنا البعض”، فهو يقول لكِ أن لغة حبه هي الوقت المميَّز. إذا قالت لك: “أظن أنك لا تلمسني أبدًا إذا لم أبدأ أنا بذلك”، فهي تكشف لك أن التلامس الجسدي هو لغة حبها. ستجد أن شكوى مثل “أنا لا أعلم لماذا لا يمكنك مساعدتي في الأعمال المنزلية.” تكشف أن أعمال الخدمة هي لغة حب شريك حياتك. 

يجب أن نعلم: أن الحب الحقيقي هو (اختيار) فإذا اخترت أن تعيش حياتك بحب فيجب عليك أن تبذل ما في وسعك لإنجاح تلك العلاقة، لا أن تتركها في مهب الريح؛ لأنك إذا أردت أن تزيد أموالك في البنوك فإنك ستعمل بجد، وإذا أردت أن تزيد لياقتك فإنك ستلتزم بنظام غذائي ورياضي صارم، وإذا أردت أن يكون لك رصيد معرفي وثقافي فإنك ستقرأ كثيرا، لذلك كان عليك عندما تعلق الأمر بحياتك مع شريكك أن تبذل الوسع الكافي لإنجاح تلك العلاقة، ومحاولة معرفة اللغة التي تؤثر فيه، وجعل الحياة تسير على نحو جميل 

النفس البشرية خزانة للمشاعر الإيجابية ذات الأثر الفاعل في تغيير حياة الآخرين، وهي زاخرة بما يمكن أن يكون ترياقاً لكثير من العِلل الذاتية وعِلل الآخرين، ومن هنا يمكن اكتشاف العلاج للعديد من معضلاتنا من داخل نفوسنا وقلوبنا ومشاعرنا ومكنوناتنا الداخلية. 

نعم، الحب فيه علاج ناجع لكثير من معضلاتنا النفسية والصحية والاجتماعية، وبإمكاننا بنظرة متعمقة للحياة أن نغيِّر مشاعرنا تجاه الآخرين، ونجعلها مشاعر حُبّ وصدق ووفاء وحُبّ للخير لكل الناس، وتمني السعادة لهم جميعاً، بل السعي من أجل تحقيقها؛ لأن النفوس الطيبة والقلوب السليمة ترى سعادتها في سعادة الآخرين، ومن هنا يتحول الحب النابع منها إلى دواء يسري في أوصال الغير، ويعالج ما لديهم من عِلل ومشكلات ومعاناة وآلام. 

إن الابتسامة والتسامح والهدوء والراحة النفسية والإيثار والكلمة الطيبة ومساعدة الآخرين وإبداء النصح وحُبّ الخير والصدق في التعامل.. كلها من مظاهر الحب الصادق، وكلها تصنع الفرح، وتحقق الراحة النفسية وسلامة الدواخل لدى الآخرين، وهذا – بلا شك – فيه علاج لهمومهم، ومشاكلهم النفسية والصحية والاجتماعية. 

الحُبّ شعور طبيعي للنفس المتوازنة المتصالحة مع ذاتها، وهو ينعكس في راحة البال وراحة الضمير، وصفاء النفس، وحُسْن الظن، والثقة والطمأنينة، وحُسْن العلاقات مع الآخرين، والتسامح والتضحية وخدمة الآخرين، وهي قيم حث عليها الإسلام وكرسها، وأوصت بها السُّنة النبوية المطهَّرة، ولها تأثيرها في علاج الاكتئاب والقلق وأمراض القلب، وغيرها من العلل.   إن الحب وحده كفيل بأخذ كل الاسقام بعيداً، لأن المرض أياً كان هو نقص في طاقة الحياة لدى الإنسان وطاقة الحب نفسها هي طاقة الحياة.. الحب هو أنقى صور طاقة الحياة.. فما إن تفتح نفسك للحب إلا وستلاحظ الشفاء في داخلك، ستلاحظه وتشعر به حتى يتجلى ويظهر أثره على جسدك ونفسك. 

عندما تشعر أن أحدهم بحاجة لطاقة الحياة… افتح قلبك أولاً للحب، وانفتح على الحب حتى تشعر أنك امتلأت حباً، ثم ابدأ بالسماح لهذا الحب بالتدفق منك إليه، وإن لم تتمكن من فعل ذلك فقط بالنية يمكنك أن تستخدم مخيلتك لتحفز الشعور بالحب لديك…فقط تخيل من تشعر أنه بحاجة لطاقة الحياة.. تخيله أمامك واشعر بالحب الذي في قلبك.. واسمح لهذا الحب أن يمر من خلالك للآخر حتى يشبعه أو حتى تشعر أنه أشبعه. 

والمرأة الذكية هي التي تتدفق بجمالها ورقتها رويدا في عيني وروح شريك العمر وذلك ليتقاطر الهرمون لدى الزوج نقطة بنقطة ؛ حريصة ألا تسكبه دفعة واحدة كي لا يتوافد الزهد والشبع عقب الصب الكامل. 

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

كم تمنيت …بقلم : خضر عباد الجوعاني

ان نعيش وحيدين في عش بلابل

على قمم الشجر وانت سندي

اليوم  …..

أثقلتني الهموم

وزادت جراح قلبي

تبكيك عيوني

وتشكو سهري

لكنك رغم الفراق

تبقى معي…….

اذا تبسمت اتمناك جنبي

واذا استنشقت شهيقا من هواء عذب ونقي

تقاسمني

تقاسمني….. .

حتى بشرب الماء انت معي

ولازلت لحد اليوم وسأبقى على عهدي

فلا الفراق ولا البعد ولا الهجر يغيرني

ماعونك جنب ماعوني في مأكلي ومشربي

وقدح الشاي يبقى

ينتظرك مثلي

وفي كل صباح……

فنجان القهوه يناديك معي

انت معي……

في قلبي وروحي وعقلي

هل تدري…….

 انت عمري وبالشريان مع دمي تجري

انت حياتي حتى مماتي

الدكتور عادل عامر يكتب عن : فائدة العائد من تطوير ميناء السخنة

فعلى درب المشروعات العظمى التي غَّيرت وجه مصر في العصر الحديث، ، مثلما يعتبر من تطوير ميناء السخنة جوهرة هائلة على  هذا لان ميناء العين السخنة أحد أهم الموانئ التابعة للمنطقة الاقتصادية، وأعمال الإنشاءات والتطوير الجارية من شأنها رفع تصنيفه وزيادة تنافسيته ضمن الموانئ العالمية،

أن تطوير الميناء ينعكس على جذب الاستثمارات بالمنطقة فضلاً عن أن رؤية المنطقة خلال الخمس سنوات المقبلة تتركز على تحويل منطقة السخنة إلى منصة عالمية لصناعات البتروكيماويات وأيضا لأن تكون مركزًا لوجيستياً إقليمياً وإفريقياً لخدمة حركة التجارة العالمية. ان الإرادة السياسية تطمح الي انشاء منطقة لوجستية عالمية وانه لطبيعة المنطقة البحرية، ووجود منافذ بحرية متميزة لذا اتجهت الدولة للتخطيط في تنميتها بتطوير الموانئ البحرية لتحقيق أعلى فائدة.

ووفقا للمخطط العام لتطوير الميناء فان الظهير الصناعي يضم عدد من الصناعات أبرزها تكرير البترول وتكرير وصناعة السكر، ومحطة لاستقبال المواشي الحية ومنطقة صناعات خاصة وصناعات الأمونيا وصناعة الطاقة والبتروكيماويات وغاز مسال .

أنه رغم من أن اتفاقيات منظمة التجارة العالمية تنص على تحرير تجارة الخدمات، إلا إن الولايات المتحدة التي دعت إلى تحرير تجارة الخدمات، مازالت تعارض تحرير النقل البحري، وتقدم دعما له تحت مسميات مختلفة أن كافة الدول المتقدمة تدعم النقل البحري بمختلف أشكال الدعم، في الوقت الذى يطالبون فيه الدول النامية بالتخلي عن دعم أساطيلها البحرية.

 ويعزز من حركة التجارة البينية المصرية مع التكتلات الإقليمية على مستوى العالم. وطالب بالتوسع في ملف التطوير, ليشمل اللوجستيات والنقل متعدد الوسائط، بل والاقتصاد الأزرق الذى يرى البنك الدولي أنه سيكون الاقتصاد الأول في العالم بحلول عام 2030،. والذى يولد %30 من الناتج المحلى الإجمالي لدولة فيتنام.

أنه بالرغم من توافر الطلب المحلى على خدمات النقل بالسفن، إلا أن التجارة المصرية المنقولة بحرا تتسم بعدم التوازن , لأن السفن تأتي محملة بالواردات، وتغدو بحمولات محدودة لقلة الصادرات، الأمر الذى يتطلب إتباع سياسات تشغيلية للوصول الى التشغيل التجاري الأمثل.

أن التجارة المصرية المنقولة بحرا عام 2019 بلغت 172 مليون طنا، منها58.367 مليون طن صادر، ونحو 101.633 مليون طن وارد، و12 مليون طن تم تداولها بالموانئ المتخصصة.

كما بلغ المتوسط السنوي لعدد الحاويات المتداولة بالموانئ المصرية خلال الفترة من 2018-2010 نحو 6 مليون حاوية، بينما زادت أعداد الحاويات المتداولة عام 2019 إلى نحو 7.2 مليون حاوية منها 1.841 مليون حاوية صادر 1.684مليون حاوية وارد، و3.721 مليون حاوية ترانزيت، وفقا لبيانات قطاع النقل البحري عام 2019. أن حجم التجارة الخارجية المصرية في تزايد مستمر، وبالتالي يمكن تشغيل سفن الأسطول على أسس تجارية واقتصادية ,تحقق متطلبات الأمن القومي المصري.

كما تراجعت أعداد السفن المصرية حيث بلغ عددها عام 2018 _ 46 سفينة حمولتها الإجمالية 801752 طن للسفينة من إجمالي نحو 111 سفينة عام 1997 بلغ أجمالي حمولتها الساكنة 1,749,909 طنا , بمتوسط حمولة السفينة 15.8 ألف طن. فتراجعت إلى 53 سفينه عام 2013 تعمل في النقل الدولي، تبلغ حمولتها الكلية 790,411 طنا.

متوسط أعمار سفن الأسطول التجاري ونوعياتها , تراجع أعداد كافة نوعيات السفن لصالح سفن الحاويات. وأن %91من سفن الأسطول المصري تجاوز عمرها 15 عاما، وحوالى %57 منها تجاوز عمرها 25 عاما مما يستوجب تجريدها وفقا لقواعد المنظمة البحرية الدولية. وحول مساهمة الأسطول البحري في نقل التجارة المصرية المنقولة بحرا

تراجع نقل تجارة مصر الخارجية – كنتيجة لتراجع اعداد سفن الاسطول التجارى البحرى المصري- اذ بلغت %3.75 من حجم التجارة المصرية المنقولة بحرا عام 2012، وبالرغم ان وزارة النقل استهدفت زيادة هذه النسبة ال%10 على مدى خمس سنوات آلا ان هذه النسبة بلغت 3.85% فقط عام 2018 ،منها %3.1 صادر و%4.19 وارد.

أن تداول البضائع في الموانئ المصرية ,يتسم بالتركز الشديد، حيث يتم تداول نحو36% من إجمالي ما تداولته الموانئ المصرية بميناء الإسكندرية ونحو %21بميناء دمياط، وحوالى %34 في موانئ المنطقة الاقتصادية (معظمها بمينائي بورسعيد والسخنة)، كما أن حوالى %61 من إجمالي الحاويات المتداولة بالموانئ المصرية بموانئ المنطقة الاقتصادية لقناة السويس (معظمها بمينائي بورسعيد والسخنة.

وأضاف أنه لضمان حسن تشغيل الاسطول الوطني ,من خلال بعض الشروط منها أن يتم الاستيراد ـ على الأقل للواردات الحكومية ـ بنظام FOB حتى يمكن نقل الواردات على سفن مصرية، كما يمكن للمشغلين الوطنين اتباع سياسات تشغيلية تعظم عوائد التشغيل وتحقق الاستخدام الامثل للأسطول الوطني، من خلال تسعير نقل الصادرات على اساس التكلفة المتغيرة وجزء من التكلفة الثابتة، للقضاء على مشكلة عدم التوازن التجاري

 ( زيادة حجم الواردات عن الصادرات) بالاضافة الى تشغيل سفن حاويات رافدية تتكامل مع الناقلين الرئيسين, مشغلى السفن الأم ,فى المراحل الاولى ,وبالتالى نحقق مبدأ التعاون كبديل للتنافس.

ولما كانت الملاحة الساحلية محجوزة لدولة العلم فأنه يمكن تشغيل سفن وطنية بين الموانئ المصرية لتخفيف الضغط على شبكة الطرق، والمساهمه فى تعزيز التجارة البينية مع الدول المجاورة. «على «ان نجاح مصر فى بناء اسطول تجارى بحرى، يتطلب كوادر بشرية مؤهلة، ومتدربة على احدث النظم العالمية, فى ادارة وتشغيل السفن ومزودة بإدارة الأعمال الملاحية واللوجستية, كما يتطلب وجود ترسانات لصيانة واصلاح وبناء السفن.

بالإضافه إلى تنظيم مجتمع الميناء بما يكفل التنسيق بين أطرافه، لزيادة كفاءة تداول البضائع ( الجمارك – الرقابة على الصادرات والواردات – توكيلات ملاحية- ملاك سفن –شركات شحن –شركات حاويات –شركات تخزين-مقدمى البضائع- وغيرها). معدات التداول بما يلائم التطور فى السفن من جهة،والتطور التكنولوجى فى معدات التداول، بما يكفل زيادة تنافسية الميناء، ورفع مستوى العاملين بالموانئ، وزيادة مهاراتهم وفقا لأحدث المستجدات فى النقل البحرى، وبما يحقق زيادة إنتاجية الميناء، فضلا عن تفعيل قواعد تسهيل التجارة التى أصدرتها منظمة التجارة العالمية، والتى ترتكز على دعامتين الإصلاح الجمركى ولوجستيات تداول البضائع عبر الميناء، وسرعة التخلص من المهل والراكد،خصوصا البضائع الخطرة،لتامين سلامة الميناء والمخافظة علي سمعته الدولية.

إتباع سياسات تسعير مرنة لخدمات الموانئ، تتناسب مع جودة وزمن الخدمة المقدمة ومع مرونة الطلب السعرية للسلع الصادرة والواردة، مع الأخذ فى الإعتبار ظروف كل ميناء من الموانئ المصرية ,من حيث هيكل التكلفة ,وامكانياته المادية والبشرية ودرجة المنافسة التى يواجهها.

بجانب السماح بإنشاء موانئ حرة، ومنح الامتيازات للمستثمرين وللمشغلين لبعض الأنشطة، على أن تتحدد فترة الامتيازات وفقا لقيمة الاستثمارات المنفذة، مع إلزامهم بتحقيق أهداف محددة.

وطالبت بوضع الحوافز الملائمة لتشجيع تجارة الترانزيت والاقطرمة ( المسافنة) المعتمدة على أنشطة وحركة السفن بالموانى،وعمل ترتيبات ولاء مع كبار العملاء ،بموجبها يتم رد جزء من رسوم الموانئ وفقا لحجم التداول.وتشجيع المشاركة مع الخطوط الملاحية فى ادارة محطات الحاويات،لضمان توفير حجم تداول يضمن تشغيلها بكفاءة.

وحول طرق تحسين تنافسية الموانى المصرية أشار ت الدراسة إلى أن تنافسية الموانئ تزيد من تنافسية الدولة وتتوقف تنافسية الموانئ على اللوجستيات التى تربطها بالخطوط الملاحية من جهة، وتلك التى تربطها بمواقع الانتاج والاستهلاك من شبكات الطرق والسكة الحديد والنقل المائي الداخلي من جهة اخرى.

وذكرت أن تحسين تنافسية الميناء يتطلب تعزيز ارتباط الموانئ بالخطوط البحرية من خلال الرقمنة, وربط الشبكات المحلية والاقليمية والعالمية، وضمان المنافسة وتحديث الموانئ، وتيسير التجارة، ورصد الاداء.

وتقليل زمن بقاء السفينة بالموانئ عن طريق تنفيذ النافذة الواحدة، تبسيط الاجراءات، وجودة الخدمات اللوجستية، ورفع مستوى البنية التحتية والمعلوماتية ،جنبا الى جنب مع تحديث معدات الموانئ وزيادة مهارات العاملين. أهمية تطوير الموانئ وتجهيزها للانتقال من الجيل الثانى للجيل الثالث كمرحلة أولى , وتطوير البنية المعلوماتية بما يسمح بتطوير وتحويل الموانئ المصرية الى موانئ ذكية.

وشددت على تشجيع الاستثمار فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس فى المشروعات اللوجستية سواء كانت لوجستيات لخدمة البضائع العابرة أو السفن المارة بالقناة، أو الصناعات المقامة فى هذه المنطقة، وهو من شأنه أن يضاعف إيرادات قناة السويس عن طريقين :أولهما خلق طلبا إضافي اعلى خدمات المرور فى قناة السويس وثانيهما زيادة إيرادات الحاوية المارة من القناة اذ يبلغ إيراد القناة من مرور الحاوية ما بين 90=100دولار، فى حين يتراوح إيراد الحاوية بعد إجراء العمليات اللوجستية من 3500=5000 دولار، ناهيك عن تعزيز تنافسية القناة فى مواجهة الطرق البديلة والمنافسة.

كما تضمنت التوصيات التى خلصت إليها الدراسة , إدارة أنشطة الموانئ على أسس تجارية على النحو المطبق فى الموانئ المملوكة للدولة بسنغافوره، بحيث تمنح اداراتها حرية كاملة فى الادارة، مع التزامها بتنفيذ خطة الدولة، ويتم محاسبة الإدارة على تحقيق الأهداف فى نهاية العام.

وطالبت الدولة بحماية الموانئ المهددة بالغرق نتيجة للتغيرات المناخية، والتخطيط لأنشاء موانئ بديلة فى الأجل الطويل تتناسب مع التطور فى التجارة الخارجية ،وتكون موانئ حديثة ومتطورة وذات مقدرة تنافسية.

كما دعت لوضع استراتيجية قومية للتعاون مع الدول العربية والإفريقية المنشأة على البحر الأحمر، لتنمية التجارة البينية. ودعم القدرة التنافسية للموانئ المصرية حتى يمكنها الصمود فى حلبة المنافسة مع موانئ شرق المتوسط، فى ظل مشروعات التطبيع الضارة بالاقتصاد المصري.

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

محكم دولي معتمد

وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

واثق الخطوة.. ✏ بقلم صالح علي الجبري

  واثق الخطوة يمشي

ملكاً

دائماً يمشي بلا أي عناء

يعرف الضوء سناه

و تمجده السماء

يرفض الظلم و بأبى أن يهان

لا يخاف اللوم كلا لا يفكر في الشقاء

فاذا الظلم أتاه

أو تحداه المدى

سوف يعلن ثورة في الأشقياء

يجعل القول هراء

يصبح المدح رثاء

لا يخاف الناس أيضاً

ليس تغريه النساء

و إذا جافاه قوماً

ينطلق دون عناء

صار يمشي واثقاً

رأسه عند السماء

في وضوح الشمس يمشي ، لا يهاب الأدعياء

عاش في عز كبيراً

مستمراً في العلى

يعطي التاريخ درساً

عن صفات الأوفياء