الدكتور عادل عامر يكتب عن :قانون الادارة المحلية وأهميته لتنمية المحافظات

تمر عملية رسم السياسة العامة بمراحل تختلف من دولة الى أخرى في طبيعتها وطولها وتعقيدها وفقاً لعوامل كثيرة اهمها النظام السياسي ونظام الحكم في كل منها. فنظام الحكم والسياسة في كل دولة هو الذي يحدد كيفية رسم السياسة العامة, ثم يصف دور الافراد والجماعات غير الرسمية في تحديد المشكلة وطرحها على الحكومة, وفي استخلاص الحلول البديلة والاختيار من بينها,

 ويعين القنوات التي يمكن عن طريقها للإفراد والجماعات تنفيذها والتي قد تحدث تأثيرا في اجراءات العمل الحكومي وفي اصحاب سلطه اتخاذ القرار السياسي الرسمي بما يترتب عليه تبني حلولاً جديدة .

 ومن الاهمية الوقوف على سير تنفيذ السياسات العامة ،حيث تقع في مقدمة اهداف السياسة العامة تحقيق المصلحة العامة والتي تنطوي على تحقيق الفوائد المادية وتتضمن ايضاً الافكار والمبادئ والقيم المعنوية. وان العلاقة بين المصلحة العامة والسياسة العامة علاقة ترابطية متلازمة انطلاقاً من ان مهمة الحكومة مركزية كانت ام محلية يجب ان تكون دائما في خدمة وحماية الصالح العام.

      يعتبر التمويل المحلي من الضروريات اللازمة والأساسية لقيام التنمية المحلية، حيث تتطلب هذه الأخيرة تعبئة أكبر قدر ممكن من الموارد المالية المحلية، ويعرف التمويل المحلي بأنه كل الموارد المالية المتاحة والتي يمكن توفيرها من مصادر مختلفة لتمويل التنمية المحلية بالصورة التي تحقق أكبر معدلات لتلك التنمية عبر الزمن، وتعظم استقلالية المحليات عن الحكومة المركزية في تحقيق التنمية المحلية المنشودة.

      ولتنمية الموارد المالية فإنه يجب توسيع سلطات الوحدات المحلية في الحصول على إيراداتها الذاتية، وأن يكون لكل منها موازنة مستقلة، يتم إعدادها على المستوى المحلي، بحيث يتم ترشيد الإنفاق العام، وتطوير القدرات الفنية والإدارية للعاملين، وإعداد الدراسات الفنية والاقتصادية وتهيئة المناخ المناسب للاستثمار، وتنظيم الجهود الذاتية الخاصة بالأفراد والقطاع الخاص، ودعم اللامركزية المالية من خلال توسيع صلاحيات الوحدات المحلية في فرض الضرائب والرسوم في إطار ضوابط مركزية

وينبغي التأكيد أيضاً على أن الدولة، بموجب القانون الدولي العام، وإذ تمثلها الحكومة المركزية، مسؤولةٌ عن جميع الأفعال الصادرة عن جميع أجهزتها ووكلائها

وبالإضافة إلى ذلك، هناك العديد من المبادئ المنطبقة، وفقاً للقانون الدولي العرفي، عندما يتعلق الأمر بمسؤولية الدولة أيّاً كان تنظيمها الداخلي. أولاً، لا ينظم القانون الدولي عموماً هيكل الدولة، ولا وظائف أجهزتها، ولا حتى مجرد تحديد مكوناتها. ويقع ضمن الاختصاص السيادي للدولة أن البتّ في طريقة هيكلة إدارتها وفي الوظائف المسندة إلى حكومتها المركزية و/أو المحلية. ولكن، رغم أنّ الدولة تظل حرةً في تحديد هيكلها الداخلي ووظائفها من خلال قوانينها وممارساتها ، فإن سلوك مؤسساتها وتقسيماتها الإدارية التي تؤدي وظائف وتمارس صلاحيات عامة يُنسَب إلى الدولة حتى لو كانت تلك المؤسسات، في نظر القانون المحلي، تتمتع بالاستقلال الذاتي و/أو كانت مستقلة عن الحكومة التنفيذية المركزية.

إن تفعيل دور المجالس المحلية وتصحيح مسارها هو شرط أساس للقيام بالدور المناط بها، ومن هنا لا بدّ من تعديل قانون المجالس المحلية لتحقيق اللامركزية والتخلص من بيروقراطيتها، ولا بدَّ من التعديل الذي يسمح بانتخاب كامل أعضاء المجالس المحلية ويدخل في ذلك منصب المحافظ وجميع المناصب الأخرى في إطار هيكلية المجالس المحلية كي لا تفرَّغ الديمقراطية من محتواها،

ولا بد من توسيع وتحديد صلاحيات المجالس المحلية وتزويدها بالموارد المادية الكافية والموارد البشرية الكفؤة والمؤهلة والقادرة على تحمل المسؤولية دون تمييز بين ذكر وأنثى، ونحبذ تبني مبدأ التدخل الإيجابي لتقليص الفجوة الهائلة بين عدد عضوات وأعضاء المجالس المحلية التي لا تتجاوز نسبة تمثيل النساء فيها عن 1%، وقبل هذا لا بدَّ من الالتزام الجادّ والمسؤول بالنهج الديمقراطي الصادق الذي ولَّد مشروعاً وطنياً من رحم الوحدة الوطنية المصرية  لا بد من ترسيخ حرية الرأي والتعبير وتوسيع دائرة المشاركة والمحاسبة والمساءلة لمطاردة خفافيش الظلام وتجفيف منابع الفساد والإفساد وإقامة العدالة واحترام الحقوق والحريات الفردية وتعزيز دور المؤسسات الدستورية وبناء دولة القانون والنظام والالتزام بذلك من قبل الجميع مؤسسات رسمية وأفراد على حدٍّ سواء.

صحيح أن السلطة المركزية تخلت عن سلطتها ذات الطابع المحلي لصالح الوحدات الإدارية المحلية، ولكنها احتفظت بحق الرقابة والإشراف عليها حتى تضمن أنها تسير بالشكل الذي يتناسب مع السياسة العامة والمصلحة العامة للدولة، ومن المعروف أنه عادة ما يوجد نص قانوني يبين به اختصاصات وصلاحيات الإدارة المحلية ومن خلال ذلك النص يتم تحديد النوعية والكيفية التي يتم فيها رقابة السلطة الموازية،

“أنه لا يمكن للإدارة الموازية أن تصل في رقابتها على الإدارة المحلية إلى حد إصدار الأوامر آما هو الحال في الرقابة الرئاسية ذلك أن ممارسة سلطة إصدار الأوامر تصطدم باستقلال الإدارة المحلية وتمس جوهر اللامركزية نفســـه”  فالرقابة إذا تكون ضمن الفلسفة الأساسية التي ينص عليه مبدأ اللامركزية الإدارية وأن لا يخرج عن ذلك المفهوم حتى تبقى الإدارة المحلية متمتعة باستقلاليتها. وإذا آتت الرقابة والإشراف والتعاون رآنًا من أن وجود نظام للإدارة المحلية ومقوماتها حسبما اتفق عليه الباحثين ، فإن هناك مجموعة من الأهداف تتوخاها الحكومة الموازية لمنفعة وخدمة المواطنين من أهمها

1 -تأييد الوحدة السياسية والإدارية للدولة باعتبار أن الإدارة المحلية ما هي إلا نظام فرعي من

النظام العام للدولة وأجهزتها.

-2 التأييد على أن الإدارة المحلية تعمل وفق القوانين والأنظمة التي تصدرها الحكومة الموازية

إضافة إلى أن قرارات المجالس المحلية تكون موافقة ومطابقة لهذه القوانين والأنظمة، وذلك

حماية للجميع، الحكومة الموازية والإدارة المحلية والمواطنين.

-3 التأييد على أن الإدارة المحلية تقوم بواجباتها ووظائفها في نطاق الحد الأدنى المطلوب

وبدرجة من الكفاءة والفاعلية، وذلك من خلال اطلاع الحكومة الموازية على موازنة الإدارة

المحلية التي تعتبر مؤشرًا أساسيًا من مؤشرات أدائها العام .

-4 ضمان حسن سير الخدمات المحلية وقيام الإدارة المحلية بتأديتها بكفاءة وفاعلية، ووضع معيار لنوع ومستوى ا لخدمات المطلوب تقديمها للسكان وبتعاون وثيق بين الإدارة المركزية والإدارة المحلية، بما يكفل لهما اكتشاف نقاط الضعف وتعديلها للأحسن.

ومن ناحية أخرى فإنه لا يمكن اعتبار الحكم المحلي مرحلة متطورة للامركزية الإقليمية، فكلا الاصطلاحين يعبران عن أسلوب واحد، غير أن تسمية الحكم المحلي هو أكثر عراقة وانتشاراً للدلالة على اللامركزية الإقليمية أو الإدارة المحلية، والنظام المحلي الإنجليزي هو أول من عرف هذا المصطلح. وهو السبَّاق في الأخذ به وتطبيقه من بين النظم المحلية العالمية.

ونصل في نهاية هذه الورقة إلى القول مع غالبية الفقه، إن تسمية الإدارة المحلية أو “الحكم المحلي” في مجال اللامركزية الإدارية هي اختلاف في التعابير والاصطلاحات، وليس العبرة في تسمية قانون التنظيم الإداري بقانون الإدارة المحلية أو قانون الحكم المحلي وإنما العبرة بطبيعة الاختصاصات التي يتضمنها القانون، وتوزيعها بين الحكومة المركزية والهيئات المحلية، ومدى حجم وطبيعة سلطة المحافظ باعتباره ممثل السلطة المركزية من جهة ورئيس الإدارات المحلية في بعض النظم الإدارية – ومنها اليمن – من جهة أخرى.

كما أن النصوص القانونية لاشك في أهميتها، ولكن يجب تحليلها وبيان الاختصاصات الأصلية، وأهم من ذلك ما جرى العمل عليه من احترام للاختصاصات الموزعة طبقاً للدستور أو القانون، فإذا كانت النصوص القانونية ترجح كفة اللامركزية الإدارية في التنظيم الإداري، فإن السلطة التنفيذية “الحكومة المركزية” تملك وسائل وأساليب وأجهزة تفرغ هذه النصوص من مضمونها الديمقراطي، وبما أن تسمية الحكم المحلي قد تثير التباساً مع نظام اللامركزية السياسية، لذا بات من الأفضل اعتماد تسمية “الإدارة المحلية” كاصطلاح علمي وعملي للتعبير عن اللامركزية الإدارية الإقليمية والاستغناء عن استعمال تعبير “الحكم المحلي” أو أية تسمية أخرى قد تتعارض مع المفاهيم القانونية والإدارية التي أوضحنا ها.

وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن قانون السلطة المحلية رقم (4) لسنة 2000م المعدل قد سمى الوزارة التي تشرف على الهيئات المحلية بوزارة الإدارة المحلية ونعتقد أن هذه التسمية هي الأدق في نظرنا أما الحكم المحلي فهو الاصطلاح العام الشائع خطأ لذات أسلوب الإدارة المحلية نظراً لعراقة استخدامه في أقدم النظم الإدارية في بريطانيا مع أن التسمية في النظام الإنجليزي تعود إلى اعتبارات تاريخية محضة.

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي يكتب عن : الحراك الشعبي في الهند… لن يتوقف

تستمر الاحتجاجات الشديدة في الهند منذ نحو أسبوعين على خلفية قانون منح الجنسية الجديد الذي يميّز المسلمين عن غيرهم من أتباع باقي الديانات. بهذا القانون الأسود أراد الحزب الهندوسي العنصري الحاكم نزع الجنسية من مسلمي الهند وتحويلهم إلى درجة ثانية من مواطنين الهند.

اندلعت المظاهرات ضد هذا القانون الأسود الذي هوجزء من برنامج الحزب الشعب الهندوسي المتطرف لإعادة تشكيل الهند كأمة هندوسية، وإنه يتعارض مع الدستور الهندي العلماني بجعل الدين أساسا لمنح الجنسية.

إن هذه المظاهرات الحالية وهي أكثر سلمية بشكل واضح ، تعد من أكبر حركات الاحتجاج التي شهدتها الهند منذ عقود عدة ، وذلك على الرغم من أن الحكومة لجأت إلى إغلاق شبكات الإنترنت إلا أنها لم تتمكن من احتواء النطاق الهائل للاحتجاجات. قد تقود هذه الاحتجاجات البلاد إلى منعرج خطير، وذلك إثر اتخاذ الحكومة الهندوسية جملة من التدابير القمعية لاحتواء هذه الاحتجاجات المشروعة.

بدأت الشرارة الأولى للاحتجاجات في دلهي عاصمة الهند من الجامعة الملية الإسلامية بأيدي الطلاب إذ رفعوا أصواتهم ضد هذا القانون الأسود، والجامعة الملية الإسلامية لها تاريخ مشرق في النضال والمكافحة ضد الحكومة الاستعمارية البريطانية في الهند، وهي جامعة جاءت من حيز التفكير إلى حقيقة الوجود ضمن الحركات الوطنية التي شرعها أبو الهند “المهاتما غاندي” وأنه قد سماها هذه الجامعة، (Muslim National University) الجامعة الملية الإسلامية، وهي ترمز وحدة التكامل بين الشعب الهندي.

إن الاحتجاجات المستمرة منذ أيام في كل أنحاء الهند لا يشترك فيها المسلمون فقط، بل هناك أعداد متزايدة من غير المسلمين ينضمون إليها وخصوصا في الجامعات الهندية؛ حيث تقوم المظاهرات كل يوم في مئات من الجامعات والكليات الهندية بكل أنحاء البلاد. إن المظاهرات السلمية تجبر السلطة على الرجوع بتحقيق العدالة وإصلاح الأحوال وارجاع الحجقوق ورفع الظلم والاستبداد.

واليوم بدأ المسلمون والهندوس يتحدون في هذه الاحتجاجات ويقفون جنبا إلى جنب كما قاموا في حركة التحرير الوطني وهم يرددون أغانيَ وطنية وأجزاء من دستور الهند،حاملين علم الهند ويرفعون صوراً لزعيم الاستقلال المهاتما غاندي، وبي.آر. أمبيدكار الذي قاد عملية صياغة الدستور ويهتفون بأعلى صوتهم (NO CAB) (NO NRC) ويقولون أن العلمانية هي أحد أعمدة دستور الهند وكذلك التعددية هي رمز والوطن، ولن نقبل أي شيء وهو ضد دستور الهند.

وإن الاحتجاجات التي اندلعت في عشرات الجامعات في جميع أنحاء الهند أدت إلى شن الحكومة حملة قمع عنيفة أسفرت عن اعتقال الآلاف غير أنها ظلت مستمرة. لقد أصبحت هذه التظاهرات اليوم حراك شعبي في الهند لا يهدف إلى القضاء على القانون الأسود فحسب، وإنما يعتزم تعزيز الانسجام القومي وبناء المجتمع الهندي الذي يتساوى فيه الأفراد تحت مظلة جماعية واحدة وهي مظلة القومية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية.

لن تتوقف هذه التظاهرات إلا بعد الحصول مطالبها وأهدافها، ولدعمها وتمكينها من الخلاص من هذا القانون الأسود الذي هو ضد دستور الهند. وسوف تجبر هذه التظاهرات السلمية الحكومة أن تتغير مواقفها في إسقاط القانون الأسود الذي هو ضد روح الوطن.

*كاتب المقال

كاتب صحفى  من دولة الهند

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها

جامعة عالية ،كولكاتا – الهند

merajjnu@gmail.com

الأستاذ الدكتور عبد الوهاب السعدنى يكتب عن :  الأمومة مش سهلة بس مستاهلة

 

أعظم سيمفونية في التاريخ هي التي يعزفها المولود الجديد

فهي واهبة الحياة له

باندفاع الهواء إلي الربتين الخاليتين من الهواء لتبدأ في أداء وظيفتها وغلق الفتحة البيضاوية بين الأذنين

ليكتمل القلب على صورته الحقيقية في الإنسان البالغ

وتسري الفرحة إلي قلب الأم وفي قلوب الأهل والمنتظرين هذه اللحظة

وتغمر الفرحة طبيب التوليد والتخدير وطبيب الأطفال المتواجد معهم

لكن على أنها ولادة بلا مضاعفات

تهنئة من القلب لكل أب وأم بمولود خالي من أي تشوهات خلقيه أو وراثية

🌹

لكن نعمه البكاء لاتدوم مصدراً لسعادة لبعض الأمهات

🌹

وعندما يشتد البكاء وتتضاعف حدته ماذا تسمع من الأهل

🌹

لكل شي سبب سننكلم عنه فيما بعد

بهذا الموقع ؛Www elsadany clinic weebly. Com

🌹

💥سيبيه يعيط و ما تشيليهوش عشان ما يتعودش على الشيل

🔘أكتر نصيحة قاسية ممكن تسمعيها بخصوص رضيعك 🙁

🔘ابنك محتاجك تشيليه و يحس باحتضانك و أمانك ❤

🔘بيعيط عشان حاسس بالغربة بعيد عن حضنك 😪

🔘عايز يستكشف الدنيا و انتي شايلاه

💥ما تسيبيهوش يستغيث بالبكاء لغاية ما نفسه يتقطع عشان تحرميه من حنيتك

🔘شهور بسيطة و يكبر و يمشي و مش هتشيليه تاني

💥سنين بسيطة و يبعد عن حضنك أكتر من نص اليوم و تشتاقي لأيام ما كنتي بتشيليه طول الوقت

💥طفلك زرعتك اسقيه حب يطرح لك حنية ❤ اسقيه قسوة يطرح جفا😷

🌹استمتعي بتعبك مع رضيعك😍

🌼الأمومة مش سهلة بس مستاهلة🌼

🌹

منتظركم بتعليقات والرد عليها

حسن بخيت يكتب عن :” إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ “

 

«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ»

قول حق أنزل على رسول صادق أمين ، لا ينطق عن الهوى، ولا يأتيه الباطل من بين يده ، ولا من خلفه … فيه تحذير لكل مؤمن من إشاعة تفتح أبواب الفتن، ويصاب منها أناس ظلما وبهتانا ، وتدمر بسببها مجتمعات أمنة مستقرة .

وسبب نزول هذه الأية الكريمة، أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط إلى بني المصطلق، ليأخذ منهم الصدقات، فلما أتاهم الخبر فرحوا بقدوم رسول رسول الله، وخرجوا جمعيا ليلتقوا به ، فاعتقد أنهم خرجوا لقتله، فقد كان له دية (قتيل) على هؤلاء القوم،  فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله: إن بني المصطلق قد منعوا الصدقة. فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك غضباً شديداً، فبينما هو يحدث نفسه أن يغزوهم إذ أتاه الوفد، فقالوا: يا رسول الله: إنا حُدثنا أن رسولك رجع قبل أن يحدثنا بشيء ، وإنا خشينا أن يكون إنما رده كتاب جاءه منك لغضب غضبته علينا، وإنا نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله، وقيل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعتبهم ، فأنزل الله عز وجل عذرهم في تلك الآية .

مواقف عديدة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت الإشاعة فيها مصدر للقلق والأذى لصحابة رسول الله ، بل وكادت أن تفتك بدولة الإسلام ، وأذكر منها موقفين : لما هاجر الصحابة من مكة إلى الحبشة، أُشيع بينهم بأن كفار قريش قد أسلموا، فخرج بعضهم الى مكة، فما ان وصلوا تبين أن النبأ ما هو إلا إشاعة، فوقعوا ضحية لكفار قريش، فأذاقوهم أشد العذاب .

أما في غزوة أحد، فلما استشهد مصعب بن عمير، أُشيع بأنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وقيل قتل رسول الله، فانكفأ جيش الإِسلام بسبب تلك الإِشاعة، فبعضهم هرب إلى المدينة وبعضهم ترك القتال، وما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه من البلاء، وكل ذلك بسبب نبأ فاسق

فكيف “بالشائعات” في وقتنا الحالي ، والتى باتت تدق ناقوس الخطر، فلا تتوقف عند حد مطلقها، وإنما تمتد وصولاً لخارج الدول، فى ظل الانتشار الكبير لشبكة الإنترنت وعدم تقيده بحواجز جغرافية، وأصبح نشر الشائعة سلاح خطير يفتك بالمجتمعات الأمنة المطمئنة ، وقد سبب الاستخدام السيئ لوسائل الإعلام ومواقع التواصل المعلوماتية والاجتماعية بأنواعها المختلفة في انتشار شبكة الإشاعات لتشمل مجالات واسعة من الحياة، والإشاعة حينما تصل لشخص ما لا تقف عند حالها، بل في كثير من الأحيان يقوم متلقوها بنشرها بشكل أوسع بعد إضافة معلومات زائفة أخرى إليها بنية سيئة، مما يجعلها أكثر خطورة وخصوصا لفئة المتلقين غير المدركين لحقائق الأمور بسبب ضعف خلفيتهم الثقافية أو الاجتماعية أو الدينية أو السياسية. والإشاعة هي خبر أو معلومة غير صحيحة يتم حبك مضامينها وإطلاقها لتحقيق أهداف معينة ، ومن تلك الأهداف ــ زعزعة الأمن والاستقرار في البلاد وتشتيت الوحدة الوطنية للمواطنين، والمس بقيم ومبادئ المجتمعات وتعكير الصفاء المجتمعي، والمس بهيبة الدولة والاعتداء على مكوناتها من مؤسسات وقرارات وإجراءات، والمس بفئة اجتماعية أو عرقية أو دينية معينة.

للأسف أصبح تداول الشائعات أمراً رائجاً، فى ظل سرعة “الكوبى بست”، دون أن نعطى عقولنا لحظة واحدة للتفكير فى منطقية ما نتداوله، ودون أن نقنن المعلومات ونؤكدها من مصادر الرسمية، فالهدف أن نكون أول من نكتب على صفحاتنا بالسوشيال ميديا، لكننا نكتب أى شىء، بغض النظر عن تداعيات ما نكتبه ونروج له دون أن نشعر ، وأصبح كثيرون أدوات سهلة وبسيطة فى أيادى مجرمون معلوماتيين يتميزون بقدر من العلم والقدرة على استعمال تلك التقنيات، وبعضهم لديه مهارة فائقة، وهم من يطلق عليهم “أصحاب اللياقات البيضاء”، حيث يرتكبون جرائمهم وهم جالسون فى أماكنهم، خاصة أن الجريمة الإلكترونية عابرة للحدود، فاحذروهم أشد الحذر ، فكم أشعلت الإشاعات الكثير من الحروب والأحداث السياسية والفتن الطائفية، وكم دمرت الأخبار الكاذبة من مجتمعات وهدمت أسر وفرقت بين الأحبة ، وكم أحزنت من قلوب فرحة ، وأورثت حسرة لقلوب مطمئنة ، وكم قتلت من أبرياء ، وحطمت عظماء ، وأشعلت نار الفتنة فى المجتمعات

والجميع يعلم من القصص المؤلمة والروايات الحزينة والتى كانت سببها الشائعات والأكاذيب . ومنها أب يقتل إبنه ، وزوج يطلق زوجته ، وأشخاص تسببوا فى دمار بلادهم .

فضرر الشائعة شديد وعظيم لأنها تؤدى إلى الفتنة والوقيعة وتخريب المجتمعات . وجاءت الفتنة أشد وأعظم من القتل ، لأن القتل يقع على نفس واحدة بريئة ، أما الفتنة فتهدم مجتمعات وأمم بأكملها ، خاصة ونحن نعيش الأن فى ظروف حرجة تمر بها الأمة العربية والاسلامية ، فلابد وأن نجمع ولا نفرق ، نبنى ولا نهدم ، نتفائل ولا نتشائم ، نسعى فى جمع الشمل ووحدة الصف .

حفظ الله الأمة العربية والاسلامية من كل سوء ومكروه

اسما النساء..قصيدة الشاعر العراقى الدكتور عبد الإله جاسم

كتبت على جبينك اسما النساء..
الرافضات للعبة الغزل..
القائمات على جرف الانهيار..
ينتظرن كأس فارس بطل..
في كل صفحة كتاب لمستيه..
أرى وجهك مع كل حرف يطل..
ناديت بأسمك المنحوت في غرفة ذاتي..
بعد ما غادر الزمان مدينة الحب والامان..
فسرعان ما عاد الى عصر أعَمَ به الجهل..
وعادت لي الاصوات ثقيلة الحمل..
صور ومأوى وبقايا من بقايا حنان الاهل..
تغيرت ألوان الوجوه العابسه في جفن سهل..
مازلت ثملا من تاريخ بدوي ..
وفكر قروي..
يرويني كذبا من ساقية منهل..
لعل أجراس الساعة تقرع في الأسماع على مهل..
وتصحو بها من غفوة طالت بين شعاب جبل..
وحدك ملكتِ نثيرَ لغة الروح شوقا ..
وعليك دمع في العيون ينهل..
ضحكت سمراء السواحل بهمس وجدل ..
وحين رأت عناق الموج يداعبنا ونحن على عجل..
وددت تقبيل آثار أناملها ببن حصى البحر والرمل..
دعوت الشمس ان تذيب جَسدُ ابيض كالثلج شجل..
و تحرق النائمين على اكداس الخراب بلا خجل..