الدكتور عادل عامر يكتب عن:عالم الإسرار والقلوب

فالقلب ابدا ودائما بين حركه وسكون.. فاليوم يتحرك لهذا الامر ويسكن اليه.. فهو السكون المتحرك .. اي انه سكن الى فلان من الناس اثر حركه سببها ما لمحه ورآه في الاخر من امر أناله اعجابه الداخلي ومن ثم تحرك نحوه.. وفي الاخير سكن اليه واستقر ..

 وغدا ربما يحدث تقلب في هذا القلب فيتحرك الى شيء اخر.. وربما تحرك القلب لأمور كثيره فهو قد يحب امورا كثيرة في وقت واحد .. ولهذا لكي تتحرك القلوب نحو امر ما فلا بد ان تجد سببا يغزوها.. وبالتالي فانه ما دام قلب فلان من الناس لم يجد موطنا يستدعيه للسكنى لدى اخر فانه لن يتحرك نحوه حتى يحدث السبب..

 ولهذا فان من اراد ان يستميل احدا نحو ويحركه اليه فانه يلزمه ان يحركه بما يحبه الاخر لا ان يتحرك فقط نحوه بمجرد ارادته ذلك.. اي لو فرضنا ان انسانا يحب فلانا من الناس فانه لكي يحركه نحوه فلينظر ما لذي يحبه فلان حتى يجذبه من خلاله ويصرفه نحوه من خلال هذا المدخل.. لا ان يهتم فقط بمشاعره نحوه وبانجذابه وارادته ..

 فكما انك انت احببت فلانا لسبب ادركته فيه وحركك! فانه هو ايضا يريد ذلك حتى يتحرك اليك.. ولهذا ان وجد ثمة محب ومحبوب فان المحبوب ابدا يظل متبلدا ولا يشعر ولا يحس بالمحب ولا يتحرك حتى يجد الداعي لذلك..

ولهذا طالما اتهم المحبوبون بالجفاء.. وهو ظلم لهم.. لانهم لو شعروا بمحرك يحركهم نحو من احبهم لمالوا اليه فالعدل يقتضي ان يقال / انه كما انه وجد المحب صفات وامورا حركته الى المحبوب وتلذذ بها.. فانه كذلك يريد المحبوب..

فالحب حركه قلبيه تورث احساسا وشعورا وانجذابا الى اخرين بسبب امور ادركناها فيهم سواء روحيه او شكليه او كلاهما.. فالحب قد يكون بمدركات روحيه حتى لو لم تحصل مشاهدة ولا سماع كما قد قررت ذلك في مقال مطول بعنوان ( هل نحب من لا نعرفهم)؟

 وهذه الحركة في نفس الوقت لا يمكن ان تقبل حركه اخرى بنفس القوة والدرجة.. فمن تحرك قلبه لفلان من الناس بدرجه ما لا يمكن ان يتحرك لفلان في نفس الدرجة.. ولهذا في حتى في شأن الزواج فمن تزوج باثنتين فمحال ان يحبهما بدرجه واحده ومن تزوجت بأكثر من رجل نتيجة طلاق او موت فإنها تظل ابدا تحب واحدا منهما اكثر من الاخر..

في قلوبنا توجد أسرار لا يوجد لها أثر للآخرين، في قانون الحياة احتفظ بها بنفسك، أو عبر عنها بطرقك ما نظر عبد هذه النظرات ولا استجاشت في نفسه هذه التأملات إلا اهتز القلب من خشية الله وانفطر هيبة لله تبارك وتعالى، وأقبل على الله إلى الله تبارك وتعالى إقبال صدق وإنابة وإخبات أحبتي في الله : أعظم داء يصيب القلب داء القسوة والعياذ بالله .

  ومن أعظم أسباب القسوة: بعد الجهل بالله تبارك وتعالى: الركون إلى الدنيا والغرور بأهلها. وكثرة الاشتغال بفضول أحاديثها،

 فإن هذا من أعظم الأسباب التي تقسي القلوب والعياذ بالله تبارك وتعالى، إذا اشتغل العبد بالأخذ والبيع، واشتغل أيضا بهذه الفتن الزائلة والمحن الحائلة، سرعان ما يقسو قلبه لأنه بعيد عن من يذكره بالله تبارك وتعالى.

 فلذلك ينبغي للإنسان إذا أراد أن يوغل في هذه الدنيا أن يوغل برفق، فديننا ليس دين رهبانية، ولا يحرم الحلال سبحانه وتعالى، ولم يحل بيننا وبين الطيبات.  ولكن رويداً رويدا فأقدار قد سبق بها القلم، وأرزاق قد قضيت يأخذ الإنسان بأسبابها دون أن يغالب القضاء والقدر.

 يأخذها برفق ورضاء عن الله تبارك وتعالى في يسير يأتيه وحمد وشكر لباريه سرعان ما توضع له البركة، ويكفى فتنة القسوة، نسأل الله العافية منها.

  فلذلك من أعظم الأسباب التي تستوجب قسوة القلب الركون إلى الدنيا، وتجد أهل القسوة غالبا عندهم عناية بالدنيا، يضحون بكل شيء، يضحون بأوقاتهم.  يضحون بالصلوات يضحون بارتكاب الفواحش والموبقات.

 ولكن لا تأخذ هذه الدنيا عليهم، لا يمكن أن يضحي الواحد منهم بدينار أو درهم منها، فلذلك دخلت هذه الدنيا إلى القلب.  والدنيا شُعب، الدنيا شُعب ولو عرف العبد حقيقة هذه الشُعب لأصبح وأمسى ولسانه ينهج إلى ربه: ربي نجني من فتنة هذه الدنيا، فإن في الدنيا شُعب ما مال القلب إلى واحد منها إلا استهواه لما بعده ثم إلى ما بعده حتى يبعد عن الله عز وجل، وعنده تسقط مكانته عند الله ولا يبالي الله بة في واد من أودية الدنيا هلك والعياذ بالله.

 هذا العبد الذي نسي ربه، وأقبل على هذه الدنيا مجلا لها مكرما، فعظّم ما لا يستحق التعظيم، واستهان بمن يستحق الإجلال والتعظيم والتكريم سبحانه وتعالى، فلذلك كانت عاقبته والعياذ بالله من أسوء العواقب.

  ومن أسباب قسوة القلوب:  بل ومن أعظم أسباب قسوة القلوب، الجلوس مع الفساق ومعاشرة من لا خير في معاشرته. ولذلك ما ألف الإنسان صحبة لا خير في صحبتها إلا قسي قلبه من ذكر الله تبارك وتعالى، ولا طلب الأخيار إلا رققوا قلبه لله الواحد القهار، ولا حرص على مجالسهم إلا جاءته الرقة شاء أم أبى، جاءته لكي تسكن سويداء قلبه فتخرجه عبدا صالحا مفلحا قد جعل الآخرة نصب عينيه.  لذلك ينبغي للإنسان إذا عاشر الأشرار أن يعاشرهم بحذر، وأن يكون ذلك على قدر الحاجة حتى يسلم له دينه، فرأس المال في هذه الدنيا هو الدين.

 * اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن تهب لنا قلوبا لينة تخشع لذكرك وشكرك.  * اللهم إنا نسألك قلوبا تطمئن لذكرك.

 * اللهم إنا نسألك اللسنة تلهج بذكرك.

  * اللهم إنا نسألك إيمانا كاملا، ويقينا صادقا، وقلبا خاشعا، وعلما نافعا، وعملا صالحا مقبولا عندك يا كريم.  * اللهم إنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

« ابتسمي »: كوني ملكة بابتسامتك، اجعليها سمة شفاتكِ، وأهديها لمن تقابلين، ابتسامة واحده تكفل لك أجر ( صدقة ).

« انشري السلام »: أن تكوني البادئة بالسلام يعني أنكِ حققت سنَّة نبوية تكاد أن تندثر، فالسلام على من عرفتِ ومن لم تعرفي يعني أن لك نفساً رحبة تتسع لجميع الخلقية، وروحاً جميلة، وتذكري أن في السلام طمأنينة، وأن المصالحة تطيح بالذنوب وتقوي الروابط وتزيد من المحبة.

« لا تكوني كَقِمَّة الجبل ترى الناس صغاراً، ويراها الناس صغيرة »: تواضعي فالتواضع من أهم وسائل جذب قلوب الآخرين، والناس تنفر ممن يستعلي عليها ويتكبر، اجعلي التواضع سِمتك حتى لو كان من أمامكِ أقلّ منك شأناً ومنزلة.

« كوني مستمعة جيدة »: تعلمي فنّ الإنصات، فالناس تحب من يصغي إليهم، أظهري الاهتمام والتفاعل، وأبدي المشورة إن طُلبت منكِ، وابذلي النصيحة، وحذارِ من المقاطعة ! « كفكفي الدمعة، وافرحي »

 لا تنسى أن تشاركي الناس همومهم، وقدِّمي العزاء والمواساة في مواقف الحزن والفقد، امسحي دمعتهم بيدكِ وخففي من آلامهم، زوريهم في حال المرض وهوني عليهم بأس ما يجدون، وفي المقابل شاركيهم مناسبات الفرح، وابتهجي لأجلهم. « فرِّجي كربة »

 قدمي مساعدتكِ لمن يحتاجها، ولا تتبعيها بمنٍّ وأذى، واعلمي أن تفريج الكرب من أفضل الأعمال عند الله، وأشدّها وقعاً على النفوس، وسيظهر أثرها عليكِ أولاً قبل من فرجتِ كربته.

« لا تكذبي »: تصوري كيف سيكون موقفكِ لو علمتِ أن أحداً ما يكذب عليكِ ؟! حتماً سيتهاوى من عينك، وأنت لا تدرين أن تظهري بهذا المظهر البشع مطلقاً، ثوب الكذب لباسٌ لا يلاءم شخصيتك المسلمة، تحدثي بالصدق ولا تظهريٍ بمظهرٍ ليس لك، وثقي بأن الصدق منجاة.

« أظهري الحب »: ماذا سيكون شعورك لو همست لك أختٌ بأنها تحبكِ ؟ قطعاً ستفرحين، إذن لماذا لا تمنحين أحداً من أحبائكِ هذا الشعور ؟ تذكري قوله صلى الله عليه وسلم: ( إني أحبكَ يا معاذ ).

إهانة. ( لك )

الدكتور معراج أحمد معراج الندوي يكتب عن :القانون الأسود في الهند

إن موجة الاحتجاجات الشديدة والتظاهرات والوسعة التي تشهدها اليوم الهند في كل ناحية من أنحائها بسبب القانون الجديد الأسود الذي أراد به الحزب الهندوسي العنصري الحاكم نزع الجنسية من مسلمي الهند وتحويلهم إلى مهاجرين سيرا على خطة بورما مع الروهنجيا.
لقد أقرت الحكومة الهندية التعديلات في قانون المواطنة، وسط معارضة قوية من الأحزاب السياسية المعارضة التي وصفت القانون بأنه “غير دستوري”. إن مشروع هذا القانون في ظاهِره موجّهٌ للاجئين من الأجانب، ولكنه يستهدف بالأساس نزع الهوية الدينية عن مواطَنة المسلمين.
سيمنح القانون الجديد حق المواطَنة للمهاجرين إلا المسلمين من ثلاث دول ذات أغلبية مسلمة إذا كانوا يواجهون اضطهادا دينيا، وبموجب هذا التعديل، سيكون هناك استثناء لأفراد من ست أقليات دينية هي الهندوسية والسيخ والبوذية والجينية والزرادشتية فضلا عن المسيحية، إذا تمكن هؤلاء من إثبات أنهم من باكستان أو أفغانستان أو بنغلاديش.
يستهدف هذا القانون الجديد على القضاء المبادئ العلمانية المكفولة بالدستور، يحظر الدستور الهندي التمييز الديني ضد المواطنين، ويضمن المساواة للجميع أمام القانون الذي يوفر الحماية للجميع بالتساوي. فإن القانون الجديد سيقوم بترسيخ التمييز الديني في القانون ويعمل ضد مبادئ دستور الهند العلماني.
يتعارض هذا القانون الجديد مع الدستور والتقاليد العلمانية في الهند، وسيتم منح حقوق المواطنة إلى أي شخص ينتمي إلى الهندوسية، أو السيخ، أو البوذية، أو الجاينية، أو البارسية، أو المسيحية الذين هاجروا إلى الهند قبل31 من ديسمبر 2014م ولن يتم التعامل معهم كمهاجرين غير شرعيين طبقاً لمقاصد هذا القانون.
الهند هي دولة تتطلع إلى التعامل بمساواة مع جميع المواطنين باختلاف أديانهم، رغم ذلك، فإن هذا القانون الجديد الأسود يعدّ انفصالاً جذرياً عن هذا التاريخ، وسوف يمزق نسيج البلاد القائم على التعددية. إن هذا القانون ليس إلا ممارسة قبيحة تستهدف الإثبات للمسلمين الهنود أن يست لديهم مساحة في الركب السياسي والاقتصادي وأن ليست لهم فرصة في الوظيفة والحياة الكريمة في الهند الجديدة.
لطالما كانت للهند مكانة متميزة في جنوب آسيا نظراً لكونها الجمهورية الوحيدة التي تتسم بالتعددية دستورياً، حيث لا مكان للدين في دستورها الجديد. إن هذا القانون الجديد للمواطنة يميز ضد المسلمين ويقوض الدستور العلماني الهند وينتهك المادة الدستور الهندي التي تكفل الحقوق المتساوية لكافة المواطنين والأفراد دونما تمييز.
تعتزم حكومة الهند بتنفيذ قانون جديد باسم “السجل الوطني الجديد للمواطنين” (National Register of Citizen) وحسب هذا القانون، يجب على كل مواطن الهند إثبات جنسيته من خلال التقديم البعض الوثائق المطلوبة. ومن لا يستطيع إثبات جنسيته أو يفقد أن يقدم الوثائق المطلوبة أمام المسؤولين، سيتم التعامل معه كمهاجر ولو أنه موطن حقيقي لهذا البلد، ولو كان آبائه وأجداده من سكان الأصلي من الهند.
يتعارض هذا القانون الجديد في جوهره مع فكرة الدولة الهندية العلمانية. أراد الحزب الهندوسي العنصري الحاكم أن يتحول الهند إلى دولة هندوسية تعمل لصالح الأغلبية، ولا تحظى فيها الأقليات بحقوق الإنسان الأساسية، ويتم تسخير آلة الدولة إما لقمع أو لتهميش المسلمين وإقصائهم.

*كاتب المقال

الأستاذ المساعد، قسم اللغة العربية وآدابها
جامعة عالية ،كولكاتا – الهند
merajjnu@gmail.com