حسن بخيت يكتب عن : الجرائم الأسرية … بداية الإنهيار 


بني‭ ‬وطني …….. ‬بلا‭ ‬مقدمات‭……. ‬
سامحوني‭…. ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أخاطبكم‭ ‬وجدانيا‭… ‬أو‭ ‬أخاطبكم بهدوء‭… ‬لقد‭ ‬طفح‭ ‬الكيل‭.. ‬وبلغت‭ ‬الروح‭ ‬الحلقوم‭… ‬
وإن‭ ‬كنت‭ ‬اكتب اليكم ‬الآن‭… ‬وإنما‭ ‬في‭ ‬عتاب‭ ‬لكم‭ ‬ومعكم‭… ‬

بني‭ ‬وطني‭……..
اكتب‭ ‬إليكم‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬صدمة عصبية ‭ ‬شديدة‭… ‬ألمت‭ ‬بي‭ ….
أقسم لكم بالله ، أننى في صدمة وذهول ، وسألت الله الثبات للعقل والقلب من الشرود والتقلبات ..

بنى وطنى ……
إلى متى نلتزم الصمت والخزى والعار تجاه ما تشهده الأسرة من وقوع جرائم بشعة، ارتكبها آباء وأزواج وأشقاء ضد من تربطهم صلة الرحم بهم دون رحمة أو شفقة ،وتعددت فى كل مكان، وتنوعت ألوان ارتكابها – جرائم مفزعة ضحاياها أطفال أبرياء والجانى شيطان بشرى،
هل هناك من يرفض هذه الهبة الربانية «الأطفال»،؟ ويتعامل معها بقسوة تضيعها من يديه عن غير عمد أحيانًا، وعن سبق إصرار وترصد أحيانًا أخرى، على أيدى آبائهم، الذين تحولوا لشياطين وذئاب بشرية يلهثون وراء النزوات والشهوات ، وانجرفوا داخل بؤرة الإدمان والتعاطي ،لتزهق أرواح الضحايا، حتى إن القاتل لم يعد يعلم فيم قَتل، ولا المقتول فيم قُتل،

الجرائم الأسرية أصبحت ظاهرة تهز كيان كثير من المجتمعات، لأنها تتنافى مع الأديان، وما بها من المودة والرحمة، بل تتنافى مع الفطرة البشرية ، لكن نتيجة لغياب الوازع الإيمانى، وغياب القيم وإنعدام الأخلاق تحولت البيوت التى يجب أن تمتلئ بالحب والسعادة، لساحات للعنف والغضب والدماء، والإغتصاب، وتحول الأب رمز الأمن والأمان لأسرته وأبنائه إلى قاتل، أو مغتصب ،وفى ظل الانشغال بوسائل التواصل الحديثة ، وانفلات الدراما ، وحرية الإعلام والتى كانت لعنة على بنى البشر ، بما تثيره هذه الوسائل من الشهوات والغرائز، والبلطجة والقتل وبث الأفكار المنحرفة ،وتدمير العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة.

أصبحنا نسمع كثيرا عن الجرائم البشعة التى تحدث فى المجتمع خلال الفترة الأخيرة، والتى ربما لا نتخيل أنها تحدث فى المجتمع الإنساني من الأساس، وهى الجرائم الأسرية من عينة قتل الأب لابنه، وقتل الإبن لأمه ، وإغتصاب الأب لإبنته، وغيرها من الجرائم التى لم يأتي بها شياطين الجن في العصور السابقة ، ولا حيوانات الغاب المفترسة في أى زمان ، ليرتكبها شياطين هذا الزمان من بني البشر ..
لن أخوض في ذكر هذه الجرائم ولا تحديد المجتمعات التى ألفت ارتكابها وأصبحت مألوفة للمجتمع، وكأنها جرائم بشرية طبيعية ، وإنما سأطرح التساؤلات والأسباب التى أدت الى ارتكاب مثل هذه الجرائم البشعة ..

— هل بسبب الفقر وتردى الأوضاع الإقتصادية وصعوبة المعيشة ؟

— هل بسبب الخيانة الزوجية سواء من قبل الزوج أو الزوجة ؟

— هل بسبب وسائل التواصل الاجتماعى وانشغال المرأة بالفيس والواتس ليل نهار وإهمالها لزوجها وبيتها ولأولادها؟

— هل بسبب الدراما الملعونة التى ابتليت بها المجتمعات ، وهى تصور المرأة فى شكل خائنة ؟ وتدعوها الى الفجور والزنا والانحلال بدعوى الحرية والثقافة !!!

— هل بسبب الإعلام الهابط الموجه ، وما يبثه من سموم وترويجه للإنفصال والطلاق ؟

— هل بسبب الاختيار غير السليم للزوج أو الزوجة، خاصة أن أغلب الزيجات تكون على أساس مادى ؟

— هل بسبب الإدمان والتعاطى وانتشار المخدرات بين الرجال ؟

— هل بسبب انعدام الوازع الديني وانخفاض المستوى التعليميى والجهل ؟

إنتهى الحديث —- فهل تنتهى الجرائم الأسرية ؟

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.