ذات يوم 27 سبتمبر 1970.. عبد الناصر ينصح عرفات قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار مع حسين..وأبوعمار: «تحمل هموم العرب وخطاياهم»..بقلم : سعيد الشحات

توصل مؤتمر القمة العربية الطارئة بالقاهرة لاتفاق بإنهاء القتال بين الجيش الأردنى وقوات المقاومة الفلسطينية فى الأردن، فى يوم 27 سبتمبر «مثل هذا اليوم» 1970، وكان هذا آخر إنجاز لجمال عبد الناصر فى حياته، ويروى الكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل قصة هذا اليوم «27 سبتمبر» فى حياة هذا البطل الاستثنائى، فى مقاله «الأربع وعشرون ساعة الأخيرة فى حياة عبد الناصر-الأهرام-16 أكتوبر 1970»،وجاء فيه:

«كانت هناك جلسة بعد الظهر عاصفة،حضرها الملك حسين لأول مرة، بدأت فى الواحدة بعد الظهر وانتهت فى الثالثة والنصف، وكنت فى قاعة الاجتماع قبل أن يدخل عبدالناصر وكان جوها متوترًا، كان الملك مع بعض ضباطه فى ركن، وياسر عرفات على مقعد فى صدرها يضبط أعصابه بالكاد، والملك فيصل فى مقعده التقليدى فى هذه الاجتماعات، واضعًا يده على خده يفكر، وتحدثت قليلًا مع «عرفات»، وكان على وشك أن ينفجر».  

انتقل هيكل إلى فيصل وسأله: «ألا تريد جلالتك أن تقوم بعملية نزع سلاح فى هذه القاعة؟». فسأله فيصل عن قصده، فرد بأن الملك حسين والقذافى وعرفات يعلقون مسدسات فى وسطهم والجو مشحون، فرد فيصل: «لا أعرف فى الحقيقة، هل جئنا لنتفاهم أم لنتقاتل؟.
لكنى لا أستطيع أن أنزع سلاح أحد، ربما يستطيع ذلك الرئيس، هو وحده الذى يستطيع». وأشار إلى باب القاعة، وكان الرئيس عبدالناصر يدخل منها، ويتجه نحونا وقال له الملك فيصل: «فخامة الرئيس، لاأريد أن أجلس وسط كل هذه المسدسات».
قال الرئيس ضاحكًا من قلبه: «لاعليك، سوف أجلس أنا وسط هذه المسدسات، وتفضل أنت فاجلس مكانى».   انتهت الجلسة فى الثالثة والنصف، ودخل عبد الناصر إلى غرفة نومه فى الساعة الرابعة، وفى الخامسة والنصف جلس مع الرئيس نميرى،ورئيس وزراء تونس باهى الأدغم، وكان معهما مشروع الاتفاق، وقرأه هيكل على مسمعهم،

ثم طلب عبد الناصر انضمام عرفات، ويكشف هيكل: «جاء عرفات، وكان منفعلًا»..قال: «سيادة الرئيس، كيف نستطيع أن نأتمن هؤلاء الناس، وهم هناك مصرون على التصفية، بينما نحن هنا نتباحث؟ لا فائدة، ليس أمامنا إلا أن نهد الدنيا على رؤوسهم ورؤوسنا، ولتكن النتيجة ما تكون».

  رد عبد الناصر: «ياسر.. لايجب لأى شىء الآن أن يجعلنا نفقد أعصابنا، لابد أن نسأل أنفسنا طول الوقت: ما الهدف؟. الهدف كما اتفقنا هو وقف إطلاق النار بأسرع ما يمكن، إننى تحركت من أجل هذا بناء على تقديرى للظروف، وبناء على طلبك أنت لى من أول لحظة. موقفكم فى عمان مرهق، ورجالكم فى إربد عرضة للحصار، وقلت لك من أول دقيقة أننا لا نستطيع مساعدتكم بتدخل عسكرى مباشر من جانبنا لأن ذلك خطأ، لأن معناه أننى سأترك إسرائيل لأحارب فى الأردن..

وإذا حدث سيفتح الباب لتدخلات أجنبية تنتظر هذه اللحظة، إننى أحاول أن أكسب وقتًا لكى أستطيع زيادة قدرتكم على المقاومة ولتصلوا إلى حل معقول، إننى خلال الأيام الأخيرة فتحت لكم أبواب كل ما أردتموه من سلاح وذخيرة، وبعثت إلى بريجنيف ليضغط على الاتحاد السوفييتى بقوته على الولايات المتحدة حتى لا تتدخل.. وبعثت أنت لى تطلب منى أن أفعل ذلك وفعلته،كل ذلك فى سبيل أن تكسب وقتًا تحول فيه دون ضربة قاصمة توجه للمقاومة، وتعوق كذلك وحدة قوى النضال العربى».   استطرد عبدالناصر: «حرقت دمى خلال الأيام الأخيرة لأحافظ عليكم،
وكان أسهل الأشياء بالنسبة لى أن أصدر بيانا إنشائيا قويا أعلن فيه تأييدى لكم، ثم أعطيكم محطة إذاعة تقولون منها ما تشاءون ضد الملك، ثم أريح نفسى وأجلس لأتفرج، لكننى بضميرى وبالمسؤولية لم أقبل ذلك. أستطيع أن أنهى المؤتمر هذه اللحظة. المؤتمر من الوجهة السياسية حقق كثيرًا، ذهب الأخ نميرى أول مرة وعاد بأربعة من زعماء المقاومة استخلصهم بالضغط من السجن، وذهب مرة أخرى وعاد بك،ثم صدر عنا تقرير نميرى والبعثة التى رافقته إلى عمان، تقرير أوضح الحقيقة، وشكل قوة ضغط.أستطيع أن أترك الأمور على هذا الحد وأستريح، ولكننى أسأل نفسى وأسألك: ما الهدف؟هذا هو السؤال الذى يجب ألا ننساه، هدفنا لا يزال هو وقف إطلاق النار لإعطائكم فرصة لإعادة تقرير موقفكم، وإعادة تجميع قواكم.   نحن الآن أمام فرصة للاتفاق،هل نحاول أو نسكت وننسى هدفنا؟
.

لك القرار لأن موقفى منذ اللحظة الأولى كان من أجلكم، من أجل حمايتكم، وحماية الناس الذين لا ذنب لهم، والذين هم الآن قتلى لا يجدون من يدفنهم، وجرحى لا يجدون من يعالجهم، وشاردون بين الأنقاض أطفالًا ونساءً يبحثون فى يأس عن أبسط حق للإنسان وهو حق الأمن على حياته».   سكت عبدالناصر وساد الصمت، ودخل القذافى، ثم توافد الملوك والرؤساء للقاعة فى انتظار الاجتماع، وحسب هيكل: «سأل عبدالناصر، عرفات: «هل نذهب؟»، وأردف:«هل نذهب لنفض الاجتماع، أولنواصل الحديث سعيًا وراء هدفنا؟». وقام الجميع إلى المصعد.. وكان عرفات ممسكًا بيدى يقول لى: «له الله، كتب عليه أن يحمل هموم العرب كلهم، وخطاياهم أيضًا».

*كاتب المقال

رئيس التحرير التنفيذى 

لموقع وجريدة اليوم السابع

قراءة لتجربة جمال عبد الناصر.. في ذكرى وفاته..بقلم : صبحى غندور

“عاش من أجل فلسطين ومات من أجلها”… هذا هو الشعار الذي رفعه شعب فلسطين عقب وفاة جمال عبد الناصر عام 1970. ففي 28 أيلول/سبتمبر 1970، مات عبد الناصر بعد أيامٍ طويلة من الإرهاق والسهر المتواصل لوقف سيلان الدم العربي في شوارع الأردن آنذاك بين الجيش الأردني والمنظمات الفلسطينية، ومن خلال جهد قام به ناصر لجمع القادة العرب في قمّة طارئة بالقاهرة..

فعبد الناصر أدرك هدف حرب 1967 الذي أشار إليه وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشي ديان والرئيس الأميركي السابق جونسون، بضرورة تخلّي مصر عن دورها العربي، وإعادة سيناء لها مقابل ذلك، فرفض ناصر استعادة الأرض عن طريق عزلة مصر وتعطيل دورها العربي التاريخي .. وجاء أنور السادات بعده ليحقّق المطامح الدولية والإسرائيلية في مقايضة الأرض بالعزلة عن طريق معاهدة كامب ديفيد.

عبد الناصر أدرك مخاطر الصراعات العربية/العربية التي كانت سائدة قبل حرب 67، فأوقف تدخل الجيش المصري في اليمن وأقام “تحالف المدفع والنفط” الذي تأكّدت أهميّته في حرب عام 1973.

.. واليوم نجد أنّ توقيع “المعاهدات” وتعطيل دور “الجيوش العربية” في المعركة مع العدو الإسرائيلي، لم يحقّق الأمن والسلام للعرب بل برّر للقوى الدولية الكبرى العودة إلى السيطرة على المنطقة من الباب الأمني الواسع والذي ما زال مشرّعاً على مصراعيه.

عبد الناصر أدرك بعد حرب عام 1967 أهميّة وجود كيان فلسطيني مقاتل، فدعم انطلاقة الثورة الفلسطينية وقيادتها لمنظمة التحرير الفلسطينية رافضاً إقامة “فصيل فلسطيني” خاص تابع له (كما فعلت حكومات عربيّة أخرى) انطلاقاً من حرصه على وحدة الشعب الفلسطيني وعلى توحيد جهود هذا الشعب من أجل استعادة وطنه، بينما نجد اليوم مجرد محاولات متكررة لتوفير الحد الأدنى من وحدة الجسم الفلسطيني بعدما تمزق هذا الجسم وقياداته بين “مفاوض” و”مقاوم” منذ توقيع اتفاق أوسلو قبل 20 عاماً.

عبد الناصر أكّد بعد حرب عام 1967 حرصه على تعميق الوحدة الوطنية في كلّ بلدٍ عربي، وعلى رفض الصراعات الأهلية المحليّة التي تخدم العدوّ الإسرائيلي (كما فعل في تدخله أيضاً لوقف الصراع الداخلي في لبنان عام 1969 بعد صدامات الجيش اللبناني مع المنظمات الفلسطينية)، فإذا بالأرض العربية بعد غيابه تتشقّق لتخرج من بين أوحالها مظاهر التفتّت الداخلي والصراعات المحليّة بأسماء مختلفة لتبدأ ظاهرة التآكل العربي الداخلي كبدايةٍ لازمة لهدف السيطرة الخارجية والصهيونية.

لقد رفض جمال عبد الناصر إغراءات التسوية كلّها مع إسرائيل، بما في ذلك العرض الأميركي/الإسرائيلي له بالانسحاب الكامل من كلّ سيناء مقابل عدم تدخّل مصر في الجبهات العربية الأخرى، وإنهاء الصراع بينها وبين إسرائيل. وكان ناصر يردّد “القدس والضفة قبل سيناء، والجولان وغزة قبل سيناء”، و”لا صلح ولا اعتراف بإسرائيل ما  لم تتحرّر كلّ الأراضي العربية المحتلّة عام 1967، وما لم يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة”.

وأصرَّ ناصر على هذه الأهداف السياسية رغم قبوله بالقرار 242 الصادر عن مجلس الأمن ثمَّ لما كان يُعرَف باسم “مبادرة روجرز”، وكان يتحرّك دولياً في مختلف الاتجاهات (رغم ظروف الحرب الباردة واضطراره لعلاقةٍ خاصّة مع موسكو) بلا تفريطٍ أو تنازلٍ عن الأهداف السياسية المرحلية، وبشكلٍ متزامنٍ مع البناء العسكري والمعارك المفتوحة على الجبهة المصرية ومع أقصى درجات التضامن العربي والدعم المفتوح لحركة المقاومة الفلسطينية.

هكذا جعل عبد الناصر من هزيمة عام 1967 أرضاً صلبة لبناء وضعٍ عربيّ أفضل عموماً، مهّد الطريق أمام حرب عام 1973.

هذه الحقبة الزمنية (من حرب 1967 إلى وفاة ناصر عام 1970) كانت مهمة جداً في التاريخ العربي المعاصر وفي تاريخ العلاقات العربية/العربية، وفي تاريخ الصراع العربي/الصهيوني. وللأسف لم يتوقف الكثيرون عند هذه الحقبة وما حملته من أساسات لم يحافَظ عليها لا في داخل مصر ولا في المنطقة العربية عموماً.

ويخطئ كثيرون حينما لا يميّزون المراحل في تاريخ التجربة الناصرية أو حينما ينظرون إلى السياسة التي اتّبعها جمال عبد الناصر وكأنّها سياقٌ واحد امتدّ من عام 1952 حينما قامت ثورة 23 يوليو إلى حين وفاة ناصر عام 1970.

أيضاً، جمال عبد الناصر لم يكن قائداً عربياً فقط، بل كان إضافةً لذلك حاكماً ورئيساً لشعب مصر. فبينما عرفه العرب غير المصريين بدوره كقائد تحرّر قومي، عرفه شعب مصر كحاكم يحكم من خلال أجهزة وأشخاص، فيهم وعليهم الكثير من الملاحظات والسلبيات، رغم ضخامة حجم الإنجازات الكبيرة التي تحقّقت للشعب المصري نتيجة الثورة.

ولم نكن كعرب في فترة عبد الناصر (ولسنا كذلك الآن طبعاً) نعيش في ظلّ دولة واحدة ليكون الفرز العربي الداخلي على أسس سليمة بين المتضرّر والمستفيد من وجود أفكار وأعمال التجربة الناصرية.

بل من المهم الأنتباه جيداً إلى أن ثورة 23 يوليو قامت عام 1952 بواسطة جبهة “الضباط الأحرار” وليس من خلال حزب أو تنظيم موحّد الفكر وأسلوب العمل.

كذلك أحاطت بالتجربة الناصرية ظروف داخلية وخارجية معيقة لحركة “ثورة 23 يوليو”،  كان أبرزها حال التجزئة العربية والتعامل مع الشعوب العربية إمّا من خلال الحكومات أو أجهزة المخابرات المصرية، وفي ظلِّ حربٍ باردة بين المعسكرين الدوليين، حيث تركت هذه الحرب بصماتها الساخنة على كلّ المعارك التي خاضها عبد الناصر.

فالمشكلة بتجربة ناصر أنّ ساحة حركتها وأهدافها كانت أكبر من حدود موقعها الجغرافي المصري.. فقد كانت قضاياها تمتدّ لكلّ الساحة العربية، وأيضا لمناطق أخرى في إفريقيا وآسيا.

لذلك يصّح القول أنّ “23 يوليو” بدأت ثورةً مصرية، ونضجت كثورةٍ عربية، ثمّ ارتدّت بعد وفاة ناصر إلى حدودها المصرية.

فالسياسة العربية لمصر عبد الناصر كانت مرتبطةً بالمراحل والظروف المتغيّرة رغم القناعة المبدئية بالعروبة لدى القيادة الناصرية.

إنّ ثورة 23 يوليو حصلت عام 1952 دون أي ادّعاء بالعمل من أجل أي قضية عربية، فقد كانت الأهداف الستَّة للثورة المصرية الّتي أُعلنت حين قيامها خاليةً تماماً من أي موضوع عربي وتمحورت جميعها على القضايا الداخلية المصرية.

ولم يظهر البُعد العربي واضحاً في ثورة ناصر إلاّ بعد تأميم قناة السويس ثمَّ العدوان الثلاثي (البريطاني/الفرنسي/الإسرائيلي) عام 1956 على مصر. فبعد هذه السنوات القليلة من عمر الثورة المصرية ظهر الالتفاف الشعبي العربي الكبير حول القيادة الناصرية واشتعل تيّار القومية العربية في أرجاء البلدان العربية كتيّار مرتبط بمطلب الاستقلال الوطني والتحرّر من الاستعمار وامتلاك الثروات الوطنية، في مرحلةٍ كانت معظم دول العالم الثالث فيها تعاني من الإستعمار الأجنبي ومن تحكّم الشركات الأجنبية بالثروات الوطنية. وكانت صرخة ناصر: “إرفع رأسك يا أخي، فقد ولّى عهد الاستعباد والاستعمار”، صرخةً مدوّية كان صداها يتفاعل في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاّتينية، فكانت دعوةً من أجل التحرّر والحرّية، وقد حرّكت وأنهضت الشارع العربي كلّه من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي، وكان ذلك أيضاً دافعاً لربط مطلب التحرّر بالدعوة للوحدة العربية كتعبير عن وحدة الانتماء الثقافي ووحدة الهموم ووحدة الأحلام والآمال.

 لذلك، جاءت تجربة الوحدة بين مصر وسوريا في 22-2-1958 تتويجاً لهذه المشاعر التحرّرية القومية، وقامت الجمهورية العربية المتحدة بناءً على ضغط الشارع العربي عموماً والسوري خصوصاً من أجل انضمام سوريا للقيادة الناصرية في مصر.

لكن عقد الخمسينات الّذي تميّز بمعارك التحرّر الوطني والاستقلال وبانطلاقة التيّار القومي العربي، تعرّض لنكستين كبيرتين في مطلع عقد الستينات وأواسطه، وانتهى هذا العقد بوفاة من قاد هذه المعارك التحرّرية، ومن أضاء في القرن العشرين شعلة العروبة.

النّكسة الأولى، كانت بحقّ الجمهورية العربية المتحدة حيث قادت جماعة انفصالية في سوريا حركة الانفصال عن مصر يوم 28/ 9/ 1961، ثمَّ جاءت النّكسة الثانية يوم 5/ 6/1967 حيث جرت هزيمة حرب يونيو وما نتج عنها من متغيّرات كثيرة في مصر والمنطقة العربية. وفي النكستين، كان ناصر مثالاً في المسؤولية وفي الحرص على العروبة. فلقد رفض عبد الناصر استخدام القوّة العسكرية ضدَّ حركة الانفصال السورية رغم مشروعية وقانونية هذا الحق، ورغم أنّ دولاً عديدة استخدمت القوة العسكرية للحفاظ على وحدة كيانها السياسي. وقد قال ناصر آنذاك: “ليس المهم أن تبقى الجمهورية العربية المتحدة بل المهم أن تبقى سوريا”، فقد كان حريصاً أن لا تقع حرباً أهلية في سوريا بين مؤيد ومناهض للوحدة مع مصر.

أمّا هزيمة عام 1967، فقد أعلن ناصر تحمّله المسؤولية الكاملة عنها واستقال من كلّ مناصبه الرسمية يوم 9 يونيو بعد أيام قليلة من حصول الحرب، ولم يعد عن هذه الإستقالة إلاّ بعد يومين من المسيرات الشعبية العارمة التي شملت مصر ومعظم البلاد العربية، ثمّ كانت هذه الهزيمة سبباً مهمّاً لإعادة النظر في السياسة العربية لمصر الناصرية حيث وضع جمال عبد الناصر الأسس المتينة للتضامن العربي من أجل المعركة مع العدوِّ الإسرائيلي، وتجلّى ذلك في قمَّة الخرطوم عام 1967 وما تلاها من أولويةٍ أعطاها ناصر لإستراتيجية إزالة آثار عدوان 1967، وإسقاط كل القضايا الأخرى الفرعيّة بما فيها سحب القوات المصرية من اليمن والتصالح مع الدول العربية كلّها والسعي لتوظيف كل طاقات الأمّة من أجل إعادة تحرير الأراضي المحتلة.

وكانت هذه السياسة هي سمة السنوات الثلاث التي تبعت حرب 1967 إلى حين وفاة عبد الناصر.

لكن خلاصات تلك المرحلة كانت مزيجاً من الدروس الهامة لقضيتيْ التحرّر والوحدة. إذ تبيّن أنَّ زخم المشاعر الشعبية لا يكفي وحده لتحقيق الوحدة، وأنَّ هناك حاجةً قصوى للبناء التدريجي السليم قبل تحقيق الإندماج بين بلدين عربيين أو أكثر. وهذا ما حرص عليه عبد الناصر عقب حرب 1967 حينما رفض المناشدة اللّيبية ثمَّ السودانية للوحدة مع مصر، واكتفى بخطوات تنسيق معهما رافضاً تكرار سلبيات الوحدة الفورية مع سوريا.

أيضاً أدرك عبد الناصر ومعه كل أبناء الأمّة العربية أنّ التحرّر من الاحتلال يقتضي أقصى درجات الوحدة الوطنية في الداخل، وأعلى درجات التضامن والتنسيق بين الدول العربية.

كذلك، كان من دروس هزيمة 1967 وانفصال عام 1961، أنّ البناء الداخلي السليم وتحقيق المشاركة الشعبية الفعّالة في الحياة السياسية، هما الأساس للحفاظ على أي تجربة تكاملية بين البلاد العربية، وهما أيضاً الأرض الصلبة لقيادة حركة التحرّر من أيِّ احتلال أو هيمنة خارجية.

   لكن هذه الدروس الهامة لم تعش طويلاً بعد وفاة ناصر، وهاهي الأمّة العربية الآن تعاني من انعدام التضامن العربي ومن الانقسامات والصراعات، ومن هشاشة البناء الداخلي في معظم البلاد العربية مما سهّل ويسهّل الهيمنة الخارجية على بعض أوطانها.

وهانحن الآن في الذكرى 44 لوفاة جمال عبد الناصر، نجد أنّ مصر تغيّرت، والمنطقة العربية تغيّرت، والعالم بأسره شهد ويشهد في عموم المجالات متغيّراتٍ جذرية.. لكن رغم كلِّ تلك المتغيّرات يستمرّ الحنين العربي إلى حقبة الكرامة والعزة والتوحد، ويتواصل الأمل بعودة مصر إلى موقعها العربي الريادي الذي كرّسته “ثورة يوليو” ولم تتمّ بعدَ جمال عبد الناصر المحافظة عليه.

*كاتب المقال

*مدير “مركز الحوار العربي” في واشنطن

Sobhi@alhewar.com

فى الذكرى 51 لوفاة “ناصر”.. حيّ رغم الكفن وخالد رغم أنف الصهيونية والأخوان وحكام التطبيع بقلم: محمود كامل الكومي*

و..تعبر الذكريات أفق خيالي بارقا يلمع فى جنح الليالي تنبه قلبي من غفوته وتجلي لي ستر أيامي الخوالي , حين انتابني الذعر ونفرت الدماء من عروقي , لحظة أن طارت الأنباء من تل أبيب فرحا تعلن اغتيال الزعيم جمال عبد الناصر في قبره , فنزعت اليُراع من غمدِهِ.فالكل يدرك أن , للتاريخ صناع يكتبون الصفحات بالنضال بالدم.. بالثورة على الظلم والطغيان .. بتحدي قوى الاستعمار والsهيونية العالمية والانتصار لأحلام الشعوب والمستضعفين في الأرض , مستلهمين روح الرُسل الذين أرسلهم الله عز وجل نصرة للمظلوم والمكلوم وللفقراء والمساكين وتحقيق العدل بمفهومه الواسع، والقضاء على الشرك والفساد والطغيان وتحرير الشعوب من الاستعمار وإرجاع الأرض لأصحابها والقضاء على مغتصبيها .وقد جاء القدر بالزعيم الخالد جمال عبد الناصر –

ولأن كل الرسل السماوية تعاملت مع بني اسرائيل أتباع الصهيونية من منطلق الهداية فإذا بها تصنع الوشاية والمكايدة وإثارة الفتن وتأليب الناس على الرسل السماوية , ويبقى سيد الأنام محمد بن عبد الله خير من حذرنا منهم ومن فتنهم و ضغائنهم , فكان قدوتنا الآن فى التعامل مع الصهاينة والإسرائيليين ,

خاصة وهم يغتصبون الآن قدسنا وأقصانا وكنائسنا وكل فلسطين العربية.من هذا المنطلق أسس الزعيم الخالد جمال عبد الناصر للصراع العربي الإsرائيلي صراع وجود وليس صراع حدود، مستلهما روح الرسل السماوية واستلهام تجاربها مع بني اسرائيل – الذين انحرفوا بعيدا عن التوراة فاختلقوا التلمود – ومستبصراً برؤيته الإستراتيجية التي ترى أن رفع اللاءات الثلاث “لا صلح لا تفاوض لا اعتراف ” هي ما يقف حجر عثرة لإجهاض الهدف الصهيوني نحو اسرائيل الكبرى من النيل للفرات ,وأن الصلح والاعتراف جديرين باستباحة كل الأراضي العربية لتحقيق أهداف الصهيونية. .وللتاريخ صندوق نفاية , تنبعث منه الروائح الكريهة على مدار السنين تزكم الأنوف وتصيب الناس بالغثيان خاصة من كثرة الزنا والمعاشرة الحرام التى سادت بين المومس الشمطاء في تل أبيب وبعض الشواذ من العُربان

– وجماعة الأخوان اللامسلمين أصحاب الكذب والنفاق .والى أن فاض صندوق النفايات يقذف الى مزبلة التاريخ كل يوم بنتاج السفاح , لكن تبقى الرائحة النتنة والعفنة تفوح من صندوق نفاية التاريخ تخلد ,عار جماعة الأخوان المسلمين الذين مارسوا الكذب والتضليل والإدعاء بباطل الأباطيل , بهدف قتل الزعيم ناصر في قبره , مستلهمين هدف الصهيونية العالمية – كما تخلد عار كامب ديفيد إلى الأبد ومعها وادي عربة تتبعهما أوسلو وكلهم فى انتظار التطهر بحريق يلتهم كل النفايات .

حين خرج جمال عبد الناصر من معركة الفلوجة 1948 في فلسطين بعد أن كسر حصاره ومن معه , اختمرت فى قلبه وعقله فكرة ثورة 1952 ,ليتخلص من عملاء الصهيونية والاستعمار من الحكام الذين خذلوا الجيوش العربية في فلسطين , فبدأت الثورة الناصرية من اجل تحرير الوطن والمواطن، ومن ثم تحرير فلسطين من المستوطنين الصهاينة , فصار في كتب التلمود الصهيونية وجود عبد الناصر قرين اسم فلسطين, ولذلك رتل حاخامات بني صهيون كل صباح في معابدهم فاتحة التلمود: ” لا بد لعبد الناصر أن يموت” .وُرِي جسد عبد الناصر الثرى .. وصعدت روحه الى السماء ومازالت تحوم فى الأرض تنثر ريح الجنة للشهداء، وتشحذ همة أهل الأرض أن يكونوا للشهادة عنوان , وأن يتمسكوا بفلسطين عربيه وأن يداوموا على رفع اللاءات الثلاث ( لا صلح لا تفاوض لا اعتراف بالعدو الصهيوني) وأن فلسطين عربية من النهر الى البحر..

فبدا أن جمال عبد الناصر مازال حياً في قلوب شعبنا العربي والمصري, رغم التعتيم الإعلامي على مكنون الشعب وما يجول فى خواطره ونفسه من حب وعشق لمبادئ جمال عبد الناصر(الحرية والاشتراكية , العدالة الاجتماعية- والوحدة العربية) التي يجب لتتحقق أن تتحرر فلسطين من المحتل الصهيوني-من هنا كان لابد أن يُغتال “جمال عبد الناصر فى قبره ” لذلك آتوا بحاخامات بني صهيون من جديد لتردد فاتحة التلمود :”لابد لعبد الناصر أن يموت”.ولأن ثورة يوليو (1952) وليدة فكرة تحرير فلسطين من الصهاينة، ولان زعيمها من أمن بالصراع الوجودي مع إسرائيل فلابد من اغتياله فى سفارة مصر بتل أبيب، ولأنه من رفع لا للاعتراف بإسرائيل هو “ناصر ومصر الناصرية” ,

فها هي السفارة المصرية فى قلب تل أبيب تشارك بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وروبين ريفلين رئيس الدولة، في حفل أقامه السفير المصري حازم خيرت في السفارة “بتل أبيب” بمناسبة الذكرى الـ 64 لثورة الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذي أسس الصراع العربي الصهيوني كصراع وجود (23 يوليو 1952)، وعلى أنخاب الويسكي والخمور تطرقع الكاسات بين نتنياهو ورئيس الكيان الغاصب فى اسرائيل وزوجتهما في وجود السفير , يفتح نتنياهو كتاب التلمود ليرتل فى حفل السفارة في تل أبيب بمناسبة ذكرى ثورة عبد الناصر العظيم , فاتحة التلمود “لابد لعبد الناصر أن يموت”.لقتل عبد الناصر في قبره ومحاصرة روحه الخالدة التي مازالت تحوم في آفاق شعبنا العربي ومقاومته الباسلة في لبنان وفلسطين وسوريا واليمن والعراق. ويبقى عبد الناصر – رغم أنف السفير والسفارة المصرية فى تل أبيب – في قلب شعبنا المصري المتمسك بالصراع العربي الصهيوني كصراع وجود وبمبادئ عبد الناصر العظيم وروحه الخالدة ,

ورغم كيد نتنياهو وتسيبي وكل الحاخامات الدجالين والمشعوذين، ورغم أنف الرجعية العربية فى دول الخليج، ورغم أفك جماعة الإخوان الإرهابية المتوائمة مع الصهيونية ضد جمال عبد الناصر – يظل عبد الناصر كتاباً مسطوراً ومفتوحاً من كتب التاريخ، ولوحاً محفوظاً للأجيال، جيلاً وراء جيل من اجل تحرير فلسطين من المستوطنين الصهاينة .ويبقى ان من أراد قتل عبد الناصر فى قبره ما زالت رائحته العفنة تزكم الأنوف، وتبعث الروائح الكريهة من صندوق نفايات التاريخ، نتيجة الزنا المحرم بينه وبين المومس الشمطاء في تل أبيب ليصير نتاج لقاءاتهما المحرمة ..لقطاء وابناء سفاح.. مصيرهم جهنم وبئس المصير .*

**كاتب المقال

كاتب ومحامي – مصريِ

محبو الزعيم الخالد جمال عبد الناصر يحيون الذكرى 51 لرحيله

توافد محبو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلى ضريحه بمنطقة كوبري القبة، لإحياء الذكرى 51 لوفاته، بحضور عدد من أفراد أسرته، ، والسياسيين وقيادات الأحزاب وبعض الشخصيات القومية العربية.

محبو الرئيس الراحل يحملون أعلام مصر

وحمل عدد من المواطنين أعلام مصر، وصور الرئيس الراحل.

يقول الحاج محمد حسنين، أحد محبي عبد الناصر، والذي حرص على زيارة الضريح: إن عبد الناصر حي في قلوب المصريين، ولا يمكن نسيانه.

وأضاف: «بنحبه لأنه كان صادق وحاسس بالناس وكان نفسه يعمل كل حاجة علشان خاطر مصر والمصريين، جمال زعيم حقيقي».

محطات في حياة عبد الناصر

ولد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 15 يناير 1918، في 18 شارع قنوات في حي باكوس الشعبي بالإسكندرية، وأبوه هو عبد الناصر حسين، المولود في 1888 في قرية بني مر في صعيد مصر، وكان يعمل في مصلحة البريد بالإسكندرية، والتحق بروضة الأطفال بمحرم بك بالإسكندرية، ثم التحق بالمدرسة الابتدائية بالخطاطبة بين 1923 و1924.

قاد ثورة 23 يوليو وعمره 32 عاما

وفي 1925 التحق بمدرسة النحاسين الابتدائية بالجمالية بالقاهرة، وأقام عند عمه خليل حسين في حي شعبي لثلاث سنوات، وكان جمال يسافر لزيارة أسرته بالخطاطبة في العطلات المدرسية، وحين وصل في الإجازة الصيفية في العام التالي 1926 علم أن والدته قد توفيت قبل ذلك بأسابيع، ولم يجد أحد الشجاعة لإبلاغه بموتها ولكنه اكتشف ذلك بنفسه بطريقة هزت كيانه، حسب وصفه.

وعندما كان عمره 34 عاما، قاد ثورة 23 يوليو 1952، ليحكم مصر بعدها لمدة 18 عاما، وتوفى وعمره 52 عاما.

وفي 24 يونيو 1956 انتخب جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية بالاستفتاء الشعبي وفقاً لدستور 16 يناير 1956، أول دستور للثورة، وفي 22 فبراير 1958 أصبح جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة بعد إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، وذلك حتى الانفصال في 28 سبتمبر 1961 وظل جمال عبد الناصر رئيسا للجمهورية العربية المتحدة حتى رحل في 28 سبتمبر 1970.

أسرة جمال عبدالناصر تصل ضريح الزعيم لإحياء ذكرى وفاته
ضريح الرئيس الراحل جمال عبدالناصر

تحل اليوم الذكرى الـ51 لرحيل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذي يعد واحدا من أبرز القادة العرب في التاريخ المعاصر.

 المطرب الأردنى طونى قطان وزوجته الإعلامية دانا أبو خضر وصور على أنستجرام

الزمان المصرى : خاص

أطل المطرب الأردني طوني قطان وزوجته الإعلامية دانا أبو خضر بصور جديدة عبر حساباتهما على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك اثناء حضورها مراسم زفاف احدى أقاربهم، حيث اطل قطان ببدلة سوداء وقميص ابيض، واما دانا فاختارت فستانين مختلفين الأول طويل باللون الوردي، وأما الثاني من تصميم مصمم الأزياء ليث معلوف أسود مطرز بألوان متعددة، واعتمدت تسريحة الشعر المموج قليلاً، ومن الناحية الجمالية اعتمدت مكياجًا ناعمًا يتماشى مع لون بشرتها، بالإضافة الى نشر قطان صورة تجمعهما بطفليهما جيانا وجورج.

روابط المنشورات على انستغرام