وفاة لاعب فى احد المباريات بعد أن بلع لسانه ولم توجد سيارة الإسعاف

كتب: أحمد سمير

توفي الناشئ محمد هاني الكوري، لاعب فريق السكة الحديد المصري خلال مباراة فريقه أمام أبناء قنا بملعب النحاس في الإسكندرية بعد ابتلاع لسانه عقب تعرضه لإغماء وعدم وجود سيارة إسعاف.

وأعلن نادي السكة الحديد الذي كان ينتمي إليه اللاعب، إيقاف النشاط الرياضي وحالة الحداد لمدة 3 أيام، على روح الناشئ الراحل مواليد (2004).

كما قررت لجنة المسابقات بمنطقة الإسكندرية لكرة القدم تأجيل مباريات نادي السكة الحديد في جميع مسابقات قطاع الناشئين أيام السبت والأحد والثلاثاء، حدادا على اللاعب بناء على طلب مجلس إدارة ناديه.

وعلق الدكتور محمد سلطان، رئيس اللجنة الطبية بالاتحاد المصري لكرة القدم، على واقعة وفاة اللاعب الناشئ: “هناك تعليمات واضحة، بعدم بدء أي مباراة دون وجود سيارة إسعاف، في جميع الدوريات وفي مختلف الأعمار”.

وأضاف: “من المفترض أي يقوم حكم المباراة بإلغاء المباراة، في حالة عدم وجود سيارة إسعاف، وهذا منصوص عليه في اللائحة الخاص بالمسابقات”.

المصدر: sport.elwatannews.com

شيماء طلبت الخلع لإدمان زوجها للمحشى والممبار

كتب: حافظ الشاعر

قد تدفع عادات الأكل السيئة بعض البشر لإتخاذ بعض القرارات المصيرية بالحياة، فهنا الزوجة التي دفعتها عادات زوجها وحبه الشره للأكل، إلى الاتجاه لمحكمة الأسرة، فتصف السيدة الواقعة بأنها في البداية كانت تخشى على صحته، ولكنها الآن تخاف من الإعتراف، بأن حب زوجها وإهتمامه الوحيد أصبح مصبوبًا نحو الطعام فقط، فهو صباحًا ومساءًا وظهرًا، لا يتناول إلا المحشي في كل وجبة، حتى زاد وزنه لدرجة منعته عن العمل والحركة، وكلما حاولت منعه عن إيذاء نفسه، بدأ في تعنيفها.

بدأت شيماء فصل جديد من حياتها عندما تزوجت تاجر الملابس المعروف، وبدأت مع هذا الفصل مصارعة طباع زوجها الغريبة وحبه الشديد لأكل المحشي والممبار، فتحاول إقناعه بشتى الطرق، بأن ما يفعله هو إنتحار بالبطئ، فكانت تريه البرامج الطبية التي تحذر من عادات الأكل السيئة تارة، وترسل له حكايات وتحذيرات ومقاطع فيديو أثناء خروجه للعمل تارة أخرى.

ولكن جميع التحذيرات ورسائل التوضيح حول أضرار الطعام المفرط على القلب وشرايين الدم، باءت بالفشل وتحطمت جميعها أمام رده المعتاد، الذي كان يرسله ردًا على رسائل خوفها: “إياكي أن أعود للمنزل ولا أجد الممبار أو المحشي”.

تحكي شيماء قصة زواجها من تاجر الأقمشة وقصة الحب التي عاشها الاثنين قبل 7 سنوات من الآن، بأنه كان شاب طموح كالجميع، عمله متعلق بتجارة الأقمشة، وكان وسيم من أسرة فاضلة، يملك جميع الصفات التي دفعتها للإرتباط به، تزوجت شيماء وأنجبت ولد وبنت، وبعد عامين، بدأت عادات زوجها في حبه الشره للطعام في الظهور، واختفي الشاب الوسيم الذي تزوجته شيماء، لتتفاجئ بدلًا عنه بوحش لا يكف عن تناول الطعام.

ظنت شيماء في بادئ الأمر، أن زوجها يعاني من مشكلة نفسية دفعته لهذا، فكانت تتقرب إليه لتسأل عن أي مشكلة قد يعاني منها في العمل أو في المنزل، ولكنه كان يؤكد دائمًا على عدم وجود أي مشكلة، لتتجه شيماء بعدها لطلب العون من أهل زوجها الذي استمر في هذه العادة السيئة، ولكن محاولتهم جميعها باءت بالفشل، حتى تقول شيماء، أن زوجها قد تحول إلى دبة لا تقوى على الحركة ولا تكف عن تناول الطعام.

تحكي شيماء أن زوجها أصيب في بادئ الأمر بالبطء والكسل، فبدأ يذهب للعمل متأخرًا ويعود بعد بضع ساعات، بعد أن كان يذهب مبكرًا ويعود بعد منتصف الليل، ليبدأ بعدها في الانقطاع عن العمل، ثم زاد وزنه حتى لم يعد يمكنه إرتداء ملابسه، وبدأت علامات الشيخوخة تظهر على وجهه، وبالرغم من هذا لم تتوقف شيماء عن محاولاتها، حتى بات يهددها بالطلاق والزواج من أخرى تلبي له حاجته من إعداد الطعام الذي يحب، مما دفع شيماء في النهاية إلى الإتجاه لمحكمة الأسرة.

المصدر: وسائل اعلام مصرية

مجلس الوزراء يعلن رسمياً موعد امتحانات الترم الأول لجميع الصفوف الدراسية بعد انتهاء إجازة نصف العام مباشرة

كتبت : منال شوكت

أعلنت الحكومة اليوم عن موعد امتحانات الترم الأول لجميع الصفوف الدراسية، وذلك عقب تداول شائعات عبر بعض المواقع الإلكترونية تفيد بتأجيل امتحانات الفصل الدراسي الأول.

وبعد تداول شائعة تأجيل الإمتحانات لمايو المقبل 2021، قام المركز الإعامي لمجلس الوزراء المصري بالتواصل مع وزارة التربية والتعليم، والتي أكدت بدورها على إنها لم تصدر أي قرارات بها الشأن، مؤكدةً أنه حال صدرور أي قرارات بتأجيل الإمتحانات سوف يتم الإعلان فوراً عبر الموقع الرسمي للوزارة.

وحول موعد امتحانات الترم الأول لجميع الصفوف الدراسية، أكدت وزارة التربية والتعليم ووفق بيان مجلس الوزراء اليوم، فإن امتحانات الفصل الدراسي الأول سوف يتم عقده عقب إجازة منتصف العام، في 20 فبراير المقبل، وأشارت إلى أنه تم استكمال تدريس جميع المناهج الدراسية عبر منظومة التعليم عن بُعد، وأضافت أن إجازة منتصف العام بدأت 16 يناير الجاري، وحتى 20 فبراير القادم.

كما ناشد المركز الإعلامي لمجلس الوزراء جميع وسائل الإعلام ورواد مواقع التواصل الإجتماعي بتحري الدقة فيما يتم نشره من أخبار، والتأكد من أي خبر من الجهات المعنية قبل نشره، لعدم نشر أي أخبار من شأنها أن تؤدي إلى البلبلة في صفوف الرأي العام، وها هو نص بيان اليوم.

المصدر: المركز الإعلامى لمجلس الوزراء

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن : هبةُ اللهِ ربِ الناسِ للرئيسِ محمود عباس

           

قَلَّ من الحكام من يكرمهم الله عز وجل في أواخر أيام حياتهم بالتوبة، ويشرح صدورهم بالإنابة، وينير قلوبهم بالخير، وييسر لهم سبل المحاسبة والمراقبة، ويمنحهم الفرصة لتغيير مسار حياتهم، وتصويب مسيرتهم وتعديل منهجهم، وإعادة النظر قبل ملاقاة الله عز وجل فيما مضى من عمرهم، ومحاولة استدراك ما مضى والتعويض عما سبق، بالإكثار من صالح الأعمال وخير الأفعال، والإقلاع عن الأخطاء والمعاصي، ومعالجة العيوب والمساوئ، فيختم حياته بالخير، ويزينها بالطاعات، ويجعل خير أعماله في خواتيم أيامه، فَيَجُبَ بها ماضيه، ويصنع بها مستقبله، ويدب بها الغيبة عن نفسه، ويجعل ذكره بين الناس في الدنيا عبقاً، وعند الله عز وجل طاهراً، وينسى الناس بها مرَّ أيامه، وتتجاوز له الأجيال بؤس سياسته، ولا تحفظ عنه إلا نهاية عهده، وحكمة قراره، وصدق خياره، الذي به سلم الأمانة، وأفضى إلى الله خالقه صادقاً مقبلاً، واثقاً راضياً.

 

لعل الانتخابات الفلسطينية على اختلافها، وهي التي تأخرت كثيراً وتعطلت، وخُلقت لها العقبات وتأجلت، نعمةٌ من الله عز وجل، ومنحةُ منه سبحانه وتعالى، وهبةٌ يمتن بها على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو في هذا السن المتقدم والعمر الطويل، الذي يتطلع بعده إلى ملاقاة الله عز وجل، والمثول بين يديه راجياً عفوه وآملاً غفرانه، خائفاً يترقب من هول الحساب وشدة المساءلة، فقد حمل أمانةً عظيمةً، وتسلم إدارة قضيةٍ مقدسةٍ، وكان مسؤولاً عن شعبٍ مجاهدٍ صبورٍ، قدم وأعطى، وبذل وضحى، وما زال على العهد وفياً، وعلى الدرب ماضياً، يتطلع إلى النصر والعودة والتحرير.

 

إنها فرصة الرئيس محمود عباس التي نظنها –والعلم عند الله- الأخيرة، أن يقدم على بعض الخطوات التصحيحية، وهنا لا أتحدث عن جريمة أوسلو ووجوب التخلص والتطهر منها، فهذا لعمري أمرٌ لا يقوى عليه الرئيس أبو مازن، ولا يؤمن أصلاً بأنها طريق الضلال وسبيل الهلاك، بل يرى أن بذرة أوسلو كانت بذرة خيرٍ، ولكن رعاتها أفسدوها، فجاء ثمرها مراً وجناها فجاً، ولكنه ما زال يأمل في العودة إلى أصلها، وتصحيح مسارها، ومشاركة المؤمنين بها والموقعين عليها، وما علم أن من وقع عليها واعترف بها لا يؤمن بها، ولا يقبل بتطبيقها، رغم أنها أقل بكثيرٍ مما يحلم به الفلسطينيون.

 

هل يقدم الرئيس محمود عباس في هذه الأيام المشهودة والمناسبات الموعودة، على خطواتٍ شجاعةٍ وقراراتٍ جريئةٍ، فيجري انتخاباتٍ فلسطينيةٍ حقيقيةٍ، تتنافس فيها البرامج السياسية بشرفٍ، وتتقدم فيها القوائم الوطنية بأشخاصها وبرامجها، فلا يتدخل بها تأثيراً أو تزويراً، ولا شطباً أو تثبيتاً، ولا يساهم مع غيره في الضغط على الشعب وترهيبه، وتخويفه وتحذيره، بل يتركه يختار حراً وينتخب سيداً، دون ولايةٍ عليه أو وصايةٍ، وبغير قيدٍ أو شرطٍ، فالشعب الفلسطيني شعبٌ حرٌ عزيزٌ، مثقفٌ واعي، يدرك مصلحته ويعرف منفعته، ويستطيع أن يميز بين الغث والثمين، وبين الفاسد والصالح، والكاذب والصادق.

 

عليك سيدي الرئيس أن تتم الانتخابات على أكمل وجه، فلا يعتريها نقصٌ ولا تشوبها شائبة، ولا تقم ببعضها وترجئ أخرى، بل امض فيما عزمت عليه، ونفذ القرارات التي أصدرتها والمراسيم التي وقعتها، ولتكن انتخابات تشريعية، يختار فيها المواطنون الفلسطينيون في الوطن، من ينوب عنهم ويمثلهم، ومن يتحدث باسمهم ويراقب عمل حكومتهم، وفيها يمنحون الثقة ويجددون الشرعية لمن يرون أنهم لها أهل ويستحقونها، فقد آن الأوان للتغيير ومحاسبة من فرط وقصر، وأخطأ وأفسد، ومكافأة من ضحى وقدم، وصدق وبذل ومحض النصح ومارس الرقابة، وعلا صوته ناقداً ورافضاً كل انحرافٍ وفسادٍ، وأبى الخضوع للإغراءات أو الامتثال للتهديدات، وبقي مثالاً حياً للرائد الذي لا يكذب أهله.

 

وأهم من ذلك كله، فإن المطلوب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يترفع عن الانتخابات الرئاسية، ويسحب اسمه من التداول، ويرفض ترشيح نفسه، ويفسح المجال رحباً أمام غيره من المتنافسين الوطنيين الأشراف، الذين يرتضيهم الشعب ويختارهم، ولا يسمح للاحتلال ولا لأي قوةٍ أجنبيةٍ أو عربيةٍ، أن تبسط رأيها وتفرض مرشحها، وتصر عليه مرشحاً وحيداً منقذاً، فقد بلغ من العمر -الذي نسأل الله عز وجل له فيه حسن الخاتمة- ما يجعله يتنحى ويقدم غيره، فالمهمة كبيرة والمسؤولية عظيمة، ويوجد في هذا الشعب العظيم من يقوى على حمل الأمانة، ومواصلة المسيرة، ولكن عليه أن يفسح الطريق لهم، ويتنحى من أجلهم.

 

سيدي الرئيس لست بحاجةٍ إلى من يذكرك بالحراك الجزائري الأخير، خلال الانتخابات الرئاسية الجزائرية، فقد خرج محبو الرئيس عبد العزيز بو تفليقة إلى الشوارع، وطالبوه بالتنحي وعدم القبول بترشيحه لعهدةٍ رئاسيةٍ خامسةٍ، وهو الرجل الذي عرفتموه وعملتم معه، عندما كان وزيراً لخارجية الجزائر ثم رئيساً لها لأربع دوراتٍ متتالية، وتدركون عظم دوره وكبير مكانته، ومدى تأثيره في الجزائر، ولكنه أدرك أنه ليس رجل كل المراحل، وليس الوحيد بين شعب الجزائر، ولا يستطيع أن يواصل الحكم والرئاسة من المهد إلى اللحد، بل آثر أن يكون لحده وطنياً ووداعه شعبياً، فتنحى لغيره وتنازل لسواه.

 

سيدي الرئيس إنك بخطواتك هذه مجتمعة، وفي المقدمة عنها ترفعك عن الترشح شخصياً، وانسحابك من معركة المنافسة على رئاسة السلطة، ووقوفك على الحياد التام بين جميع المرشحين، وقيامك برعاية الانتخابات كلها وتنظيمها بنزاهةٍ، وضمان احترام نتائجها والالتزام بمخرجاتها، فإنك تكون قد أحسنت صنعاً، وأنهيت صفحةً من حياتك بشرفٍ يحسب لك، وفضلٍ ينسب إليك، وتكون آخر أيامك أفضلها، وأصدق أعمالك خواتمها، فاربأ بنفسك واسمُ بها، وانجُ بروحك وخلد بالخير ذكرك، واعلم أنه طوبى لمن طال عمره وحَسُنَ خاتمة عمله.

 

بيروت في 24/1/2021

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن : وجهاتُ نظرٍ إسرائيليةٍ حولَ الانتخاباتِ الفلسطينيةِ  

                  

أحاول في مقالي هذا بيان بعض وجهات النظر الإسرائيلية المختلفة، الرسمية والشعبية، السياسية والأمنية والإعلامية، حول الانتخابات الفلسطينية بمراحلها الثلاثة، وأن أنقل بعضها دون تصرفٍ في الأصل، إلا من بعض الشرح والتوضيح بقصد استقامة المعنى واكتمال الصورة.

ذلك أن العدو الإسرائيلي انشغل كثيراً بموضوع الانتخابات، وصدم بالمراسيم الرئاسية التي صدرت، وإن كانت هنالك أقاويل تؤكد أنها تمت بالتنسيق مع الجانبين الإسرائيلي والأمريكي وبعلمهما، ومع الدول العربية المعنية وموافقتها، وهو ما ظهر عملياً من خلال اللقاء الثلاثي الذي جمع قادة أجهزة الأمن المصرية والأردنية والفلسطينية، بالإضافة إلى حوارات الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وتنسيقهما المباشر مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ذكر محللون سياسيون إسرائيليون أن قرار الرئيس محمود عباس إجراء انتخاباتٍ كان مفاجئاً، وهو بهذا القرار يقامر بمستقبله السياسي، وقد كان بإمكانه أن ينهي حياته وهو على كرسي الحكم في المقاطعة، ولكنه أخطأ وتسرع، وقد يجد نفسه أو فريقه خارج المقاطعة، رغم “أننا” نعتقد أنه أرغم على إصدار المراسيم، وهي لا تعكس حقيقته ولا تعبر عن رغبته الشخصية، فالرجل الذي أمضى أكثر من خمسة عشر سنة في الحكم، مخالفاً القوانين، ومصادراً للصلاحيات، ومعطلاً للمؤسسات، لا يفكر أبداً في التخلي عن الحكم، وقد كان بإمكانه أن يحافظ على هذا الواقع حتى نهاية حياته.

يتساءل غيرهم من المتابعين والمعنيين بالشأن الفلسطيني، كيف سيجري الرئيس عباس الانتخابات في القدس الشرقية، وهي التي تعتبر بالنسبة له تحدياً كبيراً، وقد أعلن نيته إجراء الانتخابات فيها، رغم تجربته المريرة في الانتخابات السابقة، فهل سيقوى على منازعة الشرطة الإسرائيلية في المدينة، التي ستغلق كل الصناديق، وستلاحق كل المرشحين، وستمنع المقترعين من الاقتراب مما يسمى بأقلام أو مراكز الاقتراع، فالقدس بالنسبة إلى شعب إسرائيل في العام 2021 غير القدس التي كانت في العام 2006.

يعتقد فريقٌ من الإسرائيليين أن الرئيس الفلسطيني قد استعجل تقاعده، ومن شبه المؤكد أنه سيلحق بزوجته أمينة التي تقيم في عمان، وسيقضي بقية حياته إلى جانبها بعيداً عن المقاطعة، فخصومه ومنافسوه أقوياءٌ أشداء، وخصمه الأول دحلان يخطط للعودة بقوة، ولديه أوراق قوة، وعنده وعودٌ وضماناتٌ، وحركة حماس التي ألحقت به الهزيمة في انتخابات 2006، تفكر في هزيمته من جديد، لكنها تفكر هذه المرة أن تهزمه في رام الله، قريباً من أسوار المقاطعة حيث مكتبه الشخصي ومقر إدارته، فهل يمكن لأبي مازن أن يتصور نفسه وبإرادته الحرة خارج مبنى المقاطعة، وربما بعيداً بلا صلاحياتٍ ولا ألقابٍ عن مدينة رام الله.

لكن فريقاً آخر من الإسرائيليين لا يرون أن الرئيس الفلسطيني جادٌ في خطواته، ويشككون كثيراً في صدقية قراراته ومراسيمه، فهو لن يغامر بخسارةٍ جديدةٍ، ولن يعتمد على التطمينات الأمريكية والأوروبية، ولا على المحاولات العربية لضبط الصناديق وحساب الأصوات وإعلان النتائج المسبقة، فما أعلن عنه أمام شعبه حسب وجهة نظرهم، ليس إلا استعراضاً فلكلورياً سيتراجع عنه في اللحظة المناسبة، وهو لن يعدم وسيلةً للتراجع والانكفاء، وقد يحمل الأطراف الأخرى مسؤولية التأخير والإبطاء، أو التأجيل والإلغاء.

أما الأمنيون الإسرائيليون فيرون أن محمود عباس أذكى من أن يفكك مكتبه ويتخلى عن سلطته، ولكنه يخطط للتوصل إلى اتفاقٍ شاملٍ مع الحكومة الإسرائيلية القادمة، في ظل ولاية الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، التي يعتقد أنها جددت الأمل وأعادت إحياء حل الدولتين، لكنه يريد أن يجدد شرعيته ويحصن مواقفه، ويتقدم إلى طاولة المفاوضات محصناً بأغلبية شعبية وبرلمانية فلسطينية، وسيجد من يساعده على تحقيق هدفه والوصول إلى الغاية التي يخطط لها، ولهذا فإن على الإسرائيليين المؤمنين بحتمية السلام مع الفلسطينيين، مساعدة الرئيس محمود عباس في مهمته، فهو الأقرب إلى تحقيق السلام “معنا”.

لا يخفي الباحثون الإسرائيليون أن الحكومة الإسرائيلية تخشى من ترشيح مروان البرغوثي، الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الفلسطينيين، ولدى حركة فتح والمناوئين للرئيس الفلسطيني، وهو وإن كان ينتمي إلى حركة فتح إلا أنه راديكالي ومتطرف، ولا ينسجم مع أطروحات السلام القائمة، وأبو مازن لا يريده ولا يتفق معه،  ويخشى منه ويبدي قلقه من شعبيته، ولهذا فإن إجراء الانتخابات الأولى والثانية في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة، ستساعده و”ستساعدنا” في إزاحة حماس أو تراجع تمثيلها، وفي استبعاد البرغوثي وإطالة أمد اعتقاله.

يرى هذا الفريق الإسرائيلي أن محمود عباس يمارس لعبة ذكية على الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية، فهو يعدهما بالعودة إلى طاولة المفاوضات، واستئناف الحوار مع الجانب الإسرائيلي، والتخلي عن الشروط المسبقة، شرط التزام حماس بإجراء الانتخابات في غزة، لاعتقاده أنه سيسحب البساط من تحت قدميها، وسينال أغلبية الأصوات في قطاع غزة، الأمر الذي يعني هزيمتها في عقر دارها ومقر إدارتها، بالإضافة إلى التزام الحكومة الإسرائيلية، بموجب الضمانات الأمريكية، بالسماح بإجراء الانتخابات في مدينة القدس الشرقية، دون أن تتدخل الشرطة الإسرائيلية فيها تعطيلاً أو منعاً، وبهذا فإنه وفق كل الاحتمالات سيكون هو الرابح الأكبر على خصومه، وبموجبها سيعود قوياً إلى طاولة المفاوضات، على قاعدة حل الدولتين فقط.

يخطئ من يظن أن العدو الإسرائيلي يقف متفرجاً على ما يحدث، وأنه على الحياد في الانتخابات الفلسطينية، وأنه ينتظر النتائج ويترقب، ويلتزم الصمت ولا يتدخل، وأنه لا يمارس ضغطاً على الأطراف، ولا يلعب دوراً فيما يجري، بل هو شريكٌ يخطط، وطرفٌ يدبر، ولن يغمض له جفن، ولن تنام له عينٌ حتى يحقق ما يريد، ولكننا نسأل الله عز وجل، بصدق شعبنا وإخلاص أمتنا، أن يدبر لنا ويدمره، ويخطط لنا ويشطبه، وأن يحقق أمانينا ويفشله.

 

بيروت في 26/1/2021