ربة منزل تقتل “ضرتها” بحرقها حتى الموت بسبب الغيرة

شهدت منطقة أطفيح بالجيزة، واقعة قيام ربة منزل بقتل “ضرتها” بحرقها حتى الموت بسبب الغيرة، وتم ضبط المتهمة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

ورد بلاغ إلى غرفة النجدة يفيد بمصرع سيدة حرقًا وعقب الفحص والانتقال تبين أن المتهمة قامت بإغلاق باب الغرفة على ” ضرتها” وقامت بإلقاء مادة قابلة للاشتعال بها حتى لقيت مصرعها حرقًا.

وانتقلت سيارات الإسعاف إلى مكانه الواقعة وتمت السيطرة على الحريق، والعثور على جثة الضحية وتم ضبط المتهمة واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وفى سياق آخر، تمكنت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية، من كشف ملابسات تداول مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” متضمنا قيام أحد الأطفال بتدخين الأرجيله بنطاق محافظة سوهاج.

بالفحص تبين قيام أحد الأشخاص- مقيم بدائرة مركز سوهاج بتصوير الطفل المشار إليه – مقيم بذات الناحية بناء على رغبة والد الطفل، وقيامه بنشرها على موقع التواصل الاجتماعى.

وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهما وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة على النحو المشار إليه على سبيل الدعابة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

المصدر: القاهرة 24

وغابت القيم والتقاليد وسادت البلطجة ..بلطجى يهدد فتاة أوسيم بالقتل إذا اتخطبت لغيره

“لو موافقتيش عليا هقتلك وأقتل اللي يتقدملك”، بهذه الكلمات هدد المتهم سلامة، منال بنت الـ20 عامًا المقيمة بمنطقة أوسيم جنوب محافظة الجيزة، من أسرة بسيطة فقيرة، لا ترجو من الدنيا سوى سترها وصفاء عيشها.

لم تكمل منال دراستها وتوقفت في المرحلة الإعدادية بسبب الظروف المادية التي تعيشها أسرتها، وعملها بالأراضي الزراعية حيث يكسبون عيشهم ويسترون أنفسهم، ولكن شاءت الأقدار أن يعكر صفو حياتهم وينغصها عليهم سائق توك توك، ليس له هم في الحياة سوى مضايقة هذه الفتاة والتحرش بها حتى وصل الأمر بالتعدي عليها بسلاح أبيض، ليترك لها عاهة مستديمة لا تمحى من ذاكرتها ما حييت.

 التقينا بالضحية منال، التي قالت إنها تعرضت للتعدي من قبل هذا الشاب أكثر من مرة، فقد تقدم لخطبتها ولكنها رفضته، نظرًا لسوء سمعته واشتهاره بالإجرام، كما أنه مسجل خطر ولديه معلومات جنائية مسجلة، ومن أسرة اشتهرت بحب البلطجة، حيث تتكون من 13 شخصًا مجرمًا.

وتابعت “بعد رفضي خطبته، قام بتهديدي بقتلي وقتل من يحاول أن يرتبط بي، نظرًا لعلمه بفقرنا وضعفنا، وبالفعل قام بالتحرش بي لفظيًّا أكثر من 20 مرة، وقمت بالإبلاغ عنه ولكن خرج دون أن يأخذ أي أحكام قضائية لعدم استيفاء معلومات الشكوى، وبعدها تقدم أحد الأشخاص لخطبتي فوافقت عليه، فما كان من المتهم سوى تهديده، وطلب منه الابتعاد عني حتى لا يحدث له مكروه، وهذا ما حدث وقام هذا الشخص بفسخ الخطوبة، ليعود المتهم لمضايقتي مرة أخرى”.

وأضافت “في يوم الواقعة كنت عائدة من منزل شقيقتي، وأثناء سيري في أحد الطرق، اقترب مني الجاني بمركبة التوك توك خاصته، وهبط منها، ودون سابق إنذار أخرج من جيبه سلاحًا أبيض “كاتر”، كان قد أضاف عليه بعض المواد التي تمنع التئام الجروح، وقام بالتعدي عليَّ في وجهي، محدثًا إصابات بالغة وعاهات مستديمة، وجروحًا قطعية في الوجه والرأس والرقبة، وصلت إلى 50 غرزة”.

وقال عم الفتاة إنها تعاني من أمراض نفسية وعصبية بعد هذا الحادث، ولم تعد كما كانت في السابق، حيث حاولوا الصمود أمام اعتداءات هذا البلطجي اللفظية، ولكن هذه المرة حدث تشويه كامل لجسد ووجه الفتاة.

المصدر: القاهرة 24

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :  العشريةُ الأولى للمقاومِ الهصورِ محمود المبحوح     

مضت عشر سنواتٍ على غياب الأسد الهصور والمقاوم العنيد، المقاتل المغوار الثائر الهدار اللواء محمود المبحوح، الذي استحق بجدارةٍ لقب المقاوم وصفة المقاتل، فقد قاتل بشرف وقاوم بصدق وضحى بسخاء، وبذل غاية ما يستطيع لرفعة المقاومة وشرف فلسطين،

وعمل بصمتٍ وهدوءٍ، في السر والخفاء، وبالقوة واللين، وبالإرادة واليقين، وتنقل في كل الساحات وسافر إلى كل البلاد، بحثاً عن طلقةٍ تسعف المقاومة، وصاروخٍ يقويها، وقذائف تثريها، ومتفجراتٍ تلزمها،

فما عرف المستحيل في بحثه، ولا استسلم أمام الصعب في مهمته، بل استهوى التحدي واستعذب المواجهة وتصدى لكل حاجةٍ،

وجلب إلى قوى المقاومة كلها، حماس وفتح، والشعبية والجهاد، وكل من رفع لواء المقاومة غيرهم، وصمم على المواجهة والقتال، كل ما يحتاجونه من سلاحٍ نوعيٍ، وأمدهم بالصواريخ والقذائف والآليات، وعمل إلى جانب أشرافٍ مثله ورجالٍ يشبهونه في دعم المقاومة الفلسطينية بكل السبل الممكنة.

نال محمود المبحوح شرف الشهادة وفضل الانتقاء، وارتقى إلى مصاف الشهداء، مختاراً من الله عز وجل، ومتخذاَ من عنده سبحانه وتعالى، ليكون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإلى جانب الشهداء الأطهار الذين سبقوه إلى المجد، وكانوا معه رفاق درب ورجال مقاومة،

وقد كان بنفسه جيشاً لجباً، ولواء مقداماً، وكتيبةً لا تتردد، لا يدخر جهداً إلا للمقاومة، ولا يفكر في استراحةٍ إلا استجماماً بعد عناء معركة وغبار مواجهة،

وقد أدرك أن الشهادة منيته كما هي أمنيته، وكان قد تعرض قبل استشهاده إلى محاولات اغتيالٍ كثيرة، وكان يشعر بأنه مراقبٌ ومتابعٌ، وأنه مقصودٌ ومستهدفٌ، لكنه ما خاف ولا جبن، ولا اختبأ وخنس، ولا هدأ وسكن، بل واصل دربه بقوةٍ، وشد مأزره بعزمٍ، فقائده صلاح شحادة الذي بكاه مُرَّ البكاء قد استعجل لقاءه، كما كان يحثه على الجد والعمل، فارتحل إليه صادقاً وفياً، محافظاً على العهد أميناً.

في مثل هذا اليوم قبل عشر سنواتٍ، التاسع عشر من يناير/كانون ثاني عام 2010، تآمر على اللواء محمود المبحوح ما يزيد عن أربعين رجلاً وامرأة من العدو الصهيوني، المجهزين بالوسائل التقنية، والمدربين على مختلف الفنون القتالية، وقد سبق لهم الجريمة إذ قاموا بمثلها كثيراً،

وقد وصلوا إلى دبي من أكثر من مكانٍ، يحملون صورته ويحفظون اسمه، تكالبوا عليه بكثرةٍ، واجتمعوا ضده بغلبةٍ، وتعاونوا مع أجهزة الأمن القذرة مثلهم، ليتمكنوا من مواجهة رجلٍ يعرفونه أسداً، ومقابلة مقاومٍ يعلمونه هزبراً، شجاعاً لا يجبن، ومقداماً لا يتردد، وقوياً لا يضعف،

تآمروا على قتله، ووضعوا مختلف الخطط لاغتياله، واستخدموا الخدعة والحيلة في الوصول إليه، إذ كان الخوف يسكنهم، والرعب يهز أوصالهم، والفشل يطاردهم، فهم يعلمون أن محمود المبحوح لا يهزمه رجلٌ واحدٌ ولا عشرة، ولا يقوى على صرعه كتيبة الرجال، أو الوقوف فيه وجه والتعرض لقبضته الفولاذية وغضبته المضرية، فلهذا تكاثروا عليه، وأعدوا لمواجهته عدتهم الخبيثة وسمومهم القاتلة.

علم الإسرائيليون أن وجود محمود المبحوح خطرٌ عليهم، وأن استمراره في مهمته يقلقهم ويعرض أمنهم وسلامة مستوطنيهم للخطر، فقرروا التخلص منه وإزاحته من طريقهم، بعد أن رسخ في أذهانهم أنه عازمٌ بقوةٍ وماضي بلا تردد، وسيواصل عمله بلا توقف، وقد أعد الخطط جيداً ورسم المسار واتفق مع تجار السلاح ومهربيه،

وبات تسليح المقاومة في ذهنه برنامجاً يجب أن ينفذ، وهدفاً يجب الوصول إليه، أياً كانت الصعوبات والعقبات، أو التحديات والمخاطر، ففلسطين التي عاشت في قلبه وطناً وبات تحريرها في وجدانه أملاً وهدفاً، تستحق منه ومن كل الشرفاء كل تضحيةٍ وفداءٍ، فهانت دونها الصعاب ولانت أمامه التحديات.

 آمن المبحوح بضرورة خلق معادلة توازنٍ رعبٍ جديدةٍ مع الكيان الصهيوني، يحسب حسابها ويخاف منها، ويحترمها ولا يقوى على خرقها، رغم فارق القوة واختلاف القدرات والإمكانيات، إذ لا يكفي أن يواجه الفلسطينيون غاراته الهمجية وعدوانه المستمر عليهم، ببنادق بسيطة وعبواتٍ صغيرة، لا تكفي للنيل منه وإيذائه، أو صده ومنعه من العدوان عليهم، وفي كل عدوانٍ عليهم يكبدهم خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، إذ لا يجد ما يصده أو يمنعه، أو يقاومه ويردعه، ولا يحسب حساب رد الفعل والانتقام، ولا يخشى من وجود سلاحٍ رادعٍ قادرٍ على الرد والأذى، ولهذا سعى المبحوح لتغيير المعادلة وفرض شروطٍ جديدة، قوامها أسلحة فتاكة وصواريخ قادرة على الوصول إلى أبعد مدى في الكيان الصهيوني، وقادرة على إصابة أي هدفٍ مهما بَعُدَ بدقةٍ وقوةٍ، وتستطيع أن تلحق في صفوفه أذىً وضرراً بالغين.

في الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاد محمود المبحوح، الذي لن يذهب دمه هدراً بإذن الله، إذ ما زال مرتكبو جريمة قتله يتوارون عن الأنظار، ويخفون شخصياتهم، ويموهون حركتهم، ويتنقلون بحذرٍ في الأماكن التي يظنونها آمنةً بالنسبة لهم،

لكنهم وغيرهم يدركون أن هذا الدم الطاهر سيثور، وجمر ناره الكامنة ستتقد ناراً ولهباً، وهذا السيف البتار سيخرج من غمده لينتصر له، ويثأر من قاتليه وينتقم له ولكل الشهداء، ولعله بعد عشر سنواتٍ ما زال حياً بيننا، قضيته حاضرة وشهادته شاهدة وقامته شامخة ورأسه مرفوع، وروحه الطاهرة بيننا تسري، وهو يروي بسيرته الطيبة وذكره العبق أرض المقاومة، ويحدو رجالها، ويمسك من عليائه بخطام الركب المبارك نحو النصر الأكيد والوعد المكتوب والعودة المأمولة.

سلام الله عليك ورحمته وبركاته أخي أبا العبد الأغر، أيها الفارس الذي ترجل، والجندي الذي سبق، والمقاتل الذي ما مَلَّ، والفلسطيني الذي ما يأس ولا تعبَ، سلام الله عليك أيها المحمود في الخالدين، طبت حياً وطبت شهيداً، وطوبى لك جنان الخلد والفردوس الأعلى، وهنيئا لك النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وسلم رفيقاً، وصحابته الأخيار وشهداء أمتنا الأطهار، وإننا وإياك لعلى موعدٍ بإذن الله، نرفع البيارق ونعلي الرايات، وندخل بخطىً ثابتة واثقة أبواب القدس وأعتاب المسجد الأقصى المبارك.

 

بيروت في 20/1/2021

  مصطفى منيغ يكتب عن :من العائدين إلى جو بايدن

 

الاستعدادات مستمرة بحزم غير مسبوق في واشنطن أولاً ، ممَّا يجعل تسليم السلطة أمراً يَدحَض كل التخوفات من اندلاع ما يعرّض ديمقراطية الولايات المتحدة الأمريكية للخطر ، عِلما أن للبلد مؤسسات دستورية قادرة على امتصاص غضب أي طرف من الشعب الأمريكي ، بأسلوب يفرّق بين مظاهر الاحتجاج عن باطل ، والشغب المرفوض بشدة قد تتحول في مساره، للضرب بيد من حديد ، بعلّة الحفاظ على سلامة كل العناصر التي ذهب الدستور إلى تحصينها بما يلزم ، ليبقى التلاحم الهيكلي للدولة كما أرادها الرواد الأوائل محطَّة تجمع الراغبين في الحياة المفعمة بالحرية المسؤولة والديمقراطية المحترِمة لاختيار الأغلبية ، والتنافس الشريف على مقومات الخير المتجدّد بتلقائية تَطَوُّرِ الوعي الإنساني الضامن استمرارية الاستقرار المتَّجه بالشَّعب عامة إلى مستقبل قادر على تحديات مجهول مثل ما تحدثه “كرونا” بالبشرية الآن ، القضيّة أكبر بكثير من رغبة فرد كالرئيس طرامب ، في البقاء على رأس أقوى دولة في العالم بكل الوسائل ، بل هي قضية متعلقة أساساً بأعراف سياسية أسمى من تلك السياسة المقسّمة على جزئين متصارعين بديمقراطية مثالية ، على طليعة تدبير الشأن العام للدولة الأمريكية ، يأتي سُمًوّ تلك السياسة الأولى، من تفصيل كل القوانين على قياس بقاء ما تحقّق منذ قرون ، بجعل أمريكا موحّدة دون السماح لمن يخلق أي مَنْحَى يؤدي بشكل أو آخر لزحزحة مثل البنية تحت التحتية المتحوّلة لمظلة عُلوية تقي مثل المساحة مهما اتسعت بولايات ثابتة ، إلى ثلة واحدة صامدة تُخيف أي متقرّب منها لإحداث أدنى كأقصى ضرر بها ، لذا (وما قد نحتاجه لاحقا من شروح إضافية) نؤكّدُ أن استلام جو بإيدن مقاليد الحكم كرئيس ثامن وأربعين للولايات المتحدة الأمريكية ، بكل الرموز الموازية الحدث الهام في حياة الأمة الأمريكية الموقَّرة ، ومنها ولوجه في هدوء للبيت الأبيض ، واستلامه الحقيبة النووية الشهيرة ، في مظاهر احتفالية تليق بالمناسبة المُنتظَرة بانتباه يشمل دول وشعوب العالم قاطبة عبر الفارات جميعها .

طبعاً مَثَّلَ الرئيس طرامب استثناء مُميَّزاً تَخَطَّى أحياناً المألوف في سابق سياسات الولايات المتحدة الأمريكية في أكثر من اتجاهات ، ومنها نصف المعروفة أبعادها في الشرق الأوسط ، التي لم يكن التطبيع الرسمي مع إسرائيل من طرف الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين والمملكة المغربية ، سوى واجهة زجاجية غير كاشفة لما يتمخّض في الداخل من إجراءات يحتاج أمر كشفها لمزيد من الوقت قبل القضاء المبرم على وباء “كرونا” بصراحة مطلقة ، وإذا عبّر نفس الرئيس بتلك الطريقة المبطَّنة بمعلومات دقيقة تحول بينه والولاية الثانية لحكم أمريكا ، إنما لفقدانه خاصية الاستمرار على منهاجية تمكين إسرائيل قبل غيرها ، لما تسعى إليه من بسط نفوذٍ ما كانت لتحلم به في ظرف زمن قياسي ، لا يعبأ حتى بالجانب المصري كأكبر دولة عربية تتمتع بنفوذ يصعب الإتيان بتفاصيله دفعة واحدة وفي جمل قصيرة مختصرة ، إذ الحديث عن هذا البلد المؤثر لحد كبير ، بلغة تعتمد الصدق في التعبير ، لا يحتاج من حيث المضمون فعل عابر سبيل ، وإنما بوضع حروف إن خلت من النقط ، بشكلها تظل معروفة ، وهنا يكمن التفسير العميق لتصرُّفٍ فلسطيني معبر عن درايته الإستباقية بمصير تدخلات طرامب ، فبدت بعض المواقف مغلّفة بصمت محيِّر لم يُكتشَف بُعْده إلاّ في المملكة المغربية ، حيث يكمن التفاهم الروحي الممزوج بحكمةٍ لا يَقدر على فك شفرتها إلا المُجرّب المُدرك أن القوّةَ وإن كانت ضرورية وأساسية ، هناك ذكاء سياسة تجعل من الحَقّ السيّد وإن طال الأمد ، ومن الباطل مجرد عبد .

الرئيس طرامب وقد وقف ، ولو من علوِّه أخيرا ، أن القانون فوقه ولو حصد ملايين الأصوات في الانتخابات ، وتيك هي الديمقراطية ، التي إن فقدتها الولايات المتحدة الأمريكية فقدت نفسها ، وتعرضت لانهيار لا يحمد عقباه ، ولولا خوف طرامب من القانون واستقلالية القضاء الأمريكي ، لما فكّر في تحصين نفسه بواسطة نفوذه الآني ، من متابعة قضائية أحسّ بها ملوحة فوقه ، منتظرة يوم 20 من هذا الشهر ، لذا سيكون من العائدين إلى جو بايدن ، ممّا يجعل مصلحة أمريكا الدولة والشعب فوق كل اعتبار .

الدكتور عادل عامر يكتب عن :  تباعد وجهات النظر بين الاهل والابناء  

لعل ابرز المشاكل الاجتماعية القديمة والجديدة، تباعد وجهات النظر بين الاهل والابناء، خصوصا فيما يتعلق بمسألة اختيار الشريك المناسب، ولا يعتبر تدخل الاهل في اختيار الابناء لشركاء حياتهم مسألة خاطئة بشكل عام، فقد يكون هذا التدخل حماية من مزالق التسرع، تسهم العديد من العوامل في تحديد ملامح بعض العلاقات الزوجية غير المتكافئة، وفي مقدمتها الظروف الاجتماعية التي تجبر الشاب او الفتاة احيانا على الارتباط بمن لا يرغب تبعا لعادات وتقاليد تجعل من الوالدين او احدهما طرفا أساسيا في تحديد زوج او زوجة المستقبل لأولادهم.  

 تدخل الأهل في الزواج يكون مبني على أساس المصلحة. مثل مصلحة شخصية ستأتي بفضل هذا الزواج كما كان يحدث قديمًا بين الممالك، حيث يتزوج ابن ملك من ابنة ملك آخر كنوع من أنواع التحالف. نفس هذا الشيء يحدث الآن بصور مختلفة، الأهل يكونون على قناعة أنهم يعرفون مصلحة ابنتهم أو ابنهم بصورة تغطي على رؤيتهم لسبب احتياج أولادهم للزواج. فمثلًا لو جاء شاب محترم ولكنه من الطبقة المتوسطة ماديًا، وفي نفس الوقت تقدم شاب غني وابن عائلة كريمة.  

 دائمًا الأهل ينظرون للشاب الغني كنوع من الترقية لابنتهم وضمان الحياة الكريمة، في حين أن الزواج مقياسه الحقيقي هو توافق الشخصيات. فما قيمة الشاب الغني لو كان سيتزوج على الابنة امرأة أخرى، أو سيعاملها بطريقة مهينة، وما عيب الشاب المتوسط الحال لو كان حنون ومتفهم ومقدر للفتاة بصورة محترمة. مع العلم أن هذا ليس مقياسًا عامًا لسوء الشاب الغني أو جودة الشاب المتوسط الحال، بل الأمر مجرد مثال.  

 فالشبان والشابات يندفعون عادة خلف عاطفتهم، مما قد يؤثر سلبا في قراراتهم المصيرية، الا ان هذا لا ينفي ان الاهل قد يكونون على خطأ في حال رفضهم للشريك، ولذلك هناك امور يجب القيام بها للتعرف على اسباب هذا الرفض ومن ثم العمل على اقناعهم اذا امكن بعض الفتيات  ترفض ان يتدخل الاهل في زواج ابنتها بحيث يرفضون المتقدم للزواج بها لأسباب غير مقنعه كنسب او جاه او مال، فلا بد ان يأخذوا برأيها ويحترموا اختيارها لزوج المستقبل،  

 وعليهم ان يراعوا الراحة النفسية التي يشعر بها كلا الطرفين، مبينة ان التدخل لا بد ان يكون في حدود معينة كالمهر والسكن مع مراعاة الحالة المادية للرجل. وتذكر ان هناك اثنين اتفقا على الزواج وعندما وصل الامر الى الاهل فان اهل الفتاة او اهل الولد رفضوا ان يتزوجا من بعضهما البعض، بحجة ان الفتاة غير مناسبة لابنهم، وانه يستحق افضل او احلى منها، وكذلك اهل الفتاة قد يرفضون الولد الذي اختارته الفتاة كزوج للمستقبل لأنه من غير المستوى المطلوب او ربما تكون لديهم اسبابهم الخاصة والتي لم يصرحوا بها.  

وتشير الى وجود اهل يرفضون عريسا معينا ويجبرون ابنتهم على الزواج من عريس آخر، بحسب ما يتناسب مع ذوقهم وليس على حسب ذوق الفتاة، وهذا الامر ليس من حق الاهل، فحقهم ان يرفضوا الرجل صاحب السمعة السيئة وصاحب الخلق السيء لا غير.  

أب يرفض تزويج بناته وتبين سعاد حميد استياءها من تفكير بعض الاباء الذين يرفضون رجالا جاؤوا لخطبة بناتهم من دون ذكر اسباب مقنعة، «فها انا ارى اقرب الناس الي قد تقدم بهن العمر وهن مازلن من غير زواج»، مرجعة سبب ذلك الى عدم اقتناع والدهن بزواجهن وخصوصا انه يخشى ان يكون وحيدا من بعد موت زوجته، وهذا الامر ادى الى حرمانهن من الزواج وتقدم بهن العمر من غير زواج واصبح من الصعب ان يحصلن على زوج وهن في سن كبير.  

 كما انها تستنكر تصرف بعض الاباء واتخاذهم لقرار يخص ابنتهم دون الرجوع اليها، فهناك الكثير الذين يتقدمون ويتصلون لاب او ام الفتاة ويرفضونهم من خلال الهاتف من غير التعرف على مدى اخلاق المتقدم، فقد يكون المتقدم صاحب مواصفات عالية، معللين رفضهم لنيتهم في اكمال ابنتهم للدراسة وانهم لا يودون ان يشغلوها بالزواج، وهذا التصرف قد يكون نابعا منهم ومن غير استشارة الفتاة التي يعنيها الامر ولها الحق ان ترفض او تقبل اذا كان المتقدم لها صاحب دين وخلق.  

مصلحة أبنائهم أسباب رفضهم ان الاهل محل ثقة ويودون الخير الى اولادهم فمن غير المعقول ان يكون رفضهم عبثا، فلا بد ان هناك اسبابا يرونها بحكم خبرتهم تكون غير واضحة للبنت او الولد، ان اصرار فتاة على الزواج من شاب احبته وتعرفت عليه من خلال الدراسة، مضيفة ولكنه لا يتناسب معها في الفحص الطبي، فكلاهما مصاب بالسكر، الامر الذي ادى الى رفض اهلها من الزواج بهذا الشاب خوفا عليها من انجاب اطفال مصابين، ولكن كانت عاطفتها هي الغالبة ولم تأخذ بنصيحة اهله.  

وتصل هذه العادات إلى مستوى القوانين الملزمة في بعض العائلات بحيث يتعين على الشاب الارتباط بابنة عمه، والأمر نفسه تواجهه الفتاة التي يتعين عليها في كثير من الحالات أن ترتبط في من لم تفكر أن يكون شريك حياتها يوما، غير أنها تخضع للأعراف المجتمعية التي تختار لها عريسها، فيما يتناسى الأهل في مثل هذه الحالة ان مؤسسة الزواج المبنية على التفاهم والاقتناع اولا، وثم الحب يتعين على طرفيها (الزوج والزوجة) تحديد اساسياتها.  

ويؤمن كثيرون بأن رأي الوالدين هو المرجعية المسلم بها، وفي مثال على ذلك نرى الشاب الذي يوكل امر زواجه لوالدته، والتي تقوم بدورها بالبحث والسؤال عن العروس المناسبة له تبعا لمقاييسها الخاصة، بينما ترفض فئة اخرى من الشباب من كلا الجنسين تسليم اختيار توأم الروح المفترض الى اي شخص آخر سواء اكان احد الوالدين او أي شخص غيرهما. ان اختيار شريك الحياة هو حق من حقوق الفتاة او الشاب ويجب اعطاؤهم الحق كاملا في الاختيار: “لا اكراه في الدين”، والزواج نصف الدين.  

أحيانًا يحدث وتكون ملحوظات الأهل في اختيار شريك حياة ابنهم أو ابنتهم، هو الحكم على طريقة ارتدائه للملابس، أو طريقة كلامه، أو مجال عمله. في الأزمنة السابقة كان العمل في المصالح الحكومية ميزة كبيرة لمعظم الطبقة المتوسطة، لذلك مثلًا عندما يتقدم شاب يعمل في مجال التصوير الفوتوغرافي لرجل قضى أكثر من 40 عام في العمل الحكومي، ويرفض هذا الرجل هذا الشاب يكون الحكم على الشاب خاطئ جدًا. لأنه حكم نابع من زمن قديم.  

العالم الآن يتجه نحو الاستثمار بهذه الطريقة ومثل هذا الرجل لن يفهم ذلك. في مقابل هذا الرفض من الممكن أن يفرض الرجل على ابنته شخص بنفس المواصفات التي يريدها هو. وهذه كارثة على الفتاة لأنه حينها لن يكون بالزواج أي نوع من المشاعر بل هو مجرد زواج بطريقة عملية لأجل إسعاد والد الفتاة. والضحية هنا تكون حياة هذه الفتاة التي قد تعيش بقية عمرها غير مقتنعة بما تعيش فيه.  

تدخل الأهل في زواج أولادهم يجعلهم عرضة للوم فيما بعد، فلو اختارت الأم لابنها زوجة وهذه الزوجة في المستقبل افتعلت المشاكل لابنها ستتحول حياة العائلة حينها إلى جحيم. لأن الابن سيلوم أمه على زوجته، والزوجة ستكره كونها غير مرحب بها.  

 ونفس الفكرة بالنسبة للابنة فلو زوجها والدها لشاب هو يراه أنه مناسب، وفيما بعد اتضح أن هذا الشاب غير متزن ويستخدم الضرب والإهانة في المعاملة مع هذه الفتاة، حينها البنت ستكره زوجها وأبيها في نفس الوقت. لذلك الأفضل على الإطلاق أن تكون نصيحة الأهل فيما يخص الزواج هي فقط نصيحة خارجية ليس لها حكم على الشخص. إلا في حالات يكون واضح فيها رداءة الشخص المتقدم للزواج من حيث الأخلاقيات.  

الزواج الصحي هو الزواج المستقر الذي لا يوجد به مشاكل تفوق الاحتمال. تدخل الأهل في اختيار شريك حياة أولادهم أحيانًا يكون عن طريق رفض أشخاص جيدين لأسباب تافهة؛ مثل الاتفاق على قدر المهر أو الاتفاق على قدر ثمن هدية العروس من الذهب، أو في عدم إعجاب أهل الفتاة بالشاب.  

 أو العكس فمن الممكن أن تكون أم الشاب لا تحب الفتاة التي يحبها ابنها فتقول له أنه لن يتزوجها. الأمر أحيانًا يكون تافه لدرجة كبيرة بالنسبة للأهل خصوصًا أن الزواج ليس للأهل بل لأبنائهم. ولكن تدخلهم هذا يكون نوع من أنواع فرض السلطة على الأبناء بطريقة خاطئة جدًا، وفي أحيان كثيرة تضيع فرص زواج قائم على الحب والفهم والنضوج بسبب رفض الأهل الغير مبرر سوى بأسباب تافهة.  

للأسف الكثير من الثقافات والمجتمعات يعتبرون الفتاة أقل شأنًا من أن تأخذ قرار بنفسها فيما يخص الزواج. ولذلك تجد أن الأمر أحيانًا يصل إلى الإجبار والعنف والإرغام في حالة رفض الفتاة لعريس متقدم، أو يصل لحد الرفض التام لشخص تريده هي كزوج. في الحالتين الفتاة لا رأي لها في عملية الزواج. والفكرة في عقل الأهل أنهم يفهمون أكثر منها عن طريق خبرتهم في الحياة،  

وهذا بالطبع خاطئ لأن الزمن يختلف كما تكلمنا وليس شرط أن ما يراه الأب والأم مناسب لبنتهم يكون بالفعل مناسب لها. فهو قد يكون مناسب بالنسبة لهم ولكنه ليس مناسب بالنسبة لها. في النهاية ستعيش الفتاة حياة كاملة من الخنوع والشخصية الملغية فيما بعد مع زوجها لو كانت لا تشعر نحوه بأي نوع من أنواع المشاعر التي تخص النساء نحو أزواجهن  

*كاتب المقال

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان