عاجل.المجلس الأعلى للجامعات يقرر امتحانات الترم الأول بعد انتهاء إجازة نصف العام مباشرة والجداول الأسبوع القادم بالجامعات

 

كتب: يوسف الشاعر

أعلن الأعلى للجامعات اليوم عن موعد امتحانات الفصل الدراسي الأول وذلك في بيان رسمي صدر منذ قليل عن المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، عقب اجتماع الجلس الأعلى للجامعات برئاسة الدكتور خالد عبد الغفار.

وتم عقد الإجتماع الشهري للأعلى للجامعات اليوم الموافق الثالث والعشرين من يناير الجاري 2021، في جامعة حلوان بحضور السيد الوزير الدكتور خالد عبد الغفار وأمين المجلس الأعلى للجامعات الدكتور محمد لطيف وفي حضور السادو رؤساء الجامعات المصري.

وفق بيان المجلس الأعلى للجامعات اليوم فإن موعد امتحانات الفصل الدراسي الأول هو عقب إجازة نصف العام بشكل مباشر، كما تحدد موعد إعلان جداول الإمتحانات والتي ستكون خلال الأسبوع الأول من الشهر القادم فبراير 2021.

وأصدر الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي توجيهاته إلى جميع رؤساء الجامعات المصرية بضرورة القيام بإعلان جداوال الإمتحانات عن الفصل الدراسي الأول خلال أول أسبوع من شهر فبراير، حيث تقرر إجراء امتحانات التروم الأول عقب إجازة نصف العام كموعد نهائي، وأشار إلى أن المجلس الأعلى للجامعات في حالة انعقاد دائم من أجل تقييم موقف جائحة كورونا بشكل مستمر.

المصدر: الصفحة الرسمية لمجلس الوزراء المصرى

الدكتور عادل عامر يكتب عن : تفاقم تأثير جائحة كورونا على النساء  

أدت إجراءات الإغلاق وحظر التجول إلى تفاقم معدلات العنف المنزلي المرتفعة بالفعل داخل تلك البلدان، وذلك بسبب تزايد المخاوف والتوتر بشأن انعدام الأمن الوظيفي، وضيق المساحات المعيشية للأسر الكبيرة، وانخفاض الخدمات وصعوبة الإبلاغ عن العنف في ظروف الإغلاق، إلى جانب الأعراف الاجتماعية المقيدة التي ترى أن الرجال هم أرباب الأسر ومسئولون عن دخل الأسرة، ولكن منعت الجائحة الرجال من القيام بهذا الدور فكان التنفيس عن ذلك الإحباط في شكل عنف ضد النساء والفتيات. ففي ليبيا -على سبيل المثال- ارتفع معدل العنف المنزلي خلال الجائحة إلى 46%.  

إضافة إلى ذلك أثرت جائحة كورونا على سبل العيش ودخل الأسرة، فأدى ذلك إلى زيادة حالات الزواج المبكر، وإجبار الفتيات الأصغر سنًا التي تواجه أسرهن أعباء اقتصادية كبيرة على قبول الزواج مقابل الحصول على مبالغ مالية، وأيضًا يزيد النزاع المسلح في تلك البلدان من مخاطر الاعتداء الجنسي والجسدي على النساء من قبل الجماعات المسلحة.  

 ومع تفشي الجائحة زادت الإجراءات الاستبدادية المتزايدة للسيطرة على السكان بسبب محدودية سيطرة قوات الأمن على كافة المناطق، خاصة أن مع تطبيق سياسات الحظر والإغلاق تتعرض النساء لخطر الكمائن الوهمية المنتشرة من قبل الجماعات المسلحة أثناء جلبهن للمياه، حيث ترتبط أدوار النساء الاجتماعية والأعراف داخل تلك البلدان بجلب المياه يوميًّا نظرًا لأن غسل اليدين أمر بالغ الأهمية لمنع انتشار الوباء،  

 لذا تزداد حاجة النساء إلى جمع المياه، ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تفاقم مخاطر الهجوم والاعتداء الجنسي عليهن، ففي اليمن هناك 60% من النساء تقطع مسافات طويلة تتجاوز 30 دقيقة لجمع المياه، ويتعرضن خلال تلك المسافة للتحرش والعنف الجنسي.  

كما لم تستطع النساء إيجاد مراكز صحية لإسعافهن في حالات الولادات الصعبة أو وجود مستشفيات حكومية بسبب إغلاق الحدود، ففي اليمن أغلقت المستشفيات الحكومية ومنعت استقبال حالات الولادة نتيجة نقص الكادر الطبي، حيث اضطر بعض الأطباء والعاملين الصحيين للبقاء في منازلهم  

خوفًا من الإصابة لعدم توفر أدوات ووسائل الوقاية داخل المستشفيات بسبب انهيار البنية التحتية الصحية، لذا لم يكن أمام الكثير من النساء الحوامل في اليمن إلا اللجوء إلى الولادة المنزلية رغم مخاطرها،  

 فمع بدء انتشار الجائحة داخل اليمن توقعت الأمم المتحدة وفاة 48 ألف امرأة بسبب مضاعفات الحمل والولادة بسبب النقص الحاد في التمويل، وإغلاق مرافق الصحة الإنجابية.  

الاستبعاد من المشاركة وصنع القرار:  

مع ظهور فيروس كورونا تم استبعاد العديد من النساء من العملية السياسية الرسمية والمفاوضات، حيث قل الاهتمام بالمشاركة السياسية للنساء وبالعمل السياسي بسبب تراجع دور المجتمع الدولي، وتركيز الدول المانحة في تلك الفترة على منع انتشار الوباء في بلدانهم، وأيضًا اهتمام الناشطات داخل المجتمع المدني في البلدان المتضررة من النزاعات بالجانب الاقتصادي والإغاثي بدلًا من الجانب السياسي، وذلك لتعويض الخسائر التي خلّفها انتشار الفيروس مما أدى إلى انخفاض الوعي السياسي بسبب قلة تمويل المشاريع التوعوية، وتوجه معظم التمويل إلى المشاريع الإغاثية إلى جانب تعرض عدد كبير من الناشطات السياسيات داخل تلك البلدان إلى حملات متكررة من الاعتداءات الجنسية والعنف بسبب ما يقمن به من توعية للنساء في ظل عدم وجود قانون يدافع عنهن ويحميهن من التحرش والاعتداء.  

إغلاق المدارس وتسرب الفتيات من التعليم:  

كانت النسبة الأكبر للفتيات في معدلات التسرب من التعليم خلال سنوات الحرب والنزاع، حيث تحملن مسئوليات رعاية إضافية بدلًا من الذهاب إلى المدرسة أو الانخراط في أنشطة التعليم المنزلي، لتأتي جائحة كورونا لتزيد من تلك المعدلات، حيث زادت الآثار الاقتصادية للوباء على معدلات تسرب الفتيات، فأُجبرت الفتيات اللواتي أصيبت أمهاتهن أو تحملن وظائف وأعباء إضافية على تولي مسئوليات تقديم الرعاية، مما صعب من إمكانية عودتهن إلى المدارس مرة أخرى، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 2.1 مليون فتاة في حاجة إلى التعليم في اليمن. ومع تطبيق سياسة الإغلاق والتعليم عن بعد لا تزال هناك فجوات كبيرة في توفير أدوات التعلم عبر الإنترنت والوصول إليها داخل تلك المناطق المتضررة من النزاعات المسلحة، فقد يستمر قطع الكهرباء لمدة طويلة، مع ضعف شبكات الإنترنت، بالإضافة إلى الأمية المرتفعة بين الفتيات، وعدم قدرتهن على استخدام وسائل الاتصال الحديثة.  

فقدان الدخل وتزايد معدلات البطالة:  

تفاقم تأثير جائحة كورونا على النساء داخل المنطقة العربية ودول النزاع من الناحية الاقتصادية بصورة كبيرة، حيث فقدن وظائفهن نتيجة تفشي الوباء، حيث أشارت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا إلى أن المنطقة العربية من المحتمل أن تخسر 1.7 مليون وظيفة على الأقل في عام 2020 نتيجة جائحة كورونا، وقد يكون القطاع غير الرسمي الأكثر عرضة للخسائر، خاصة أن 62% من النساء العاملات في المنطقة العربية يعملن بهذا القطاع. وفي ليبيا وفقًا لدراسة أجرتها مكتب الأمم المتحدة للمرأة تبين أن احتمال نسبة البطالة بالنسبة للنساء في ليبيا تفوق نظائرهن من الرجال بمقدار 12 مرة خلال جائحة كورونا 

وتماشيًا مع السياق، يزداد التأثير على النساء داخل دول النزاع، ليس بسبب تسريحهن فقط من الوظائف، ولكن بسبب انتشار الأعراف الاجتماعية التمييزية والعادات التي تدعم الاعتقاد بأن الرجال بصفتهم أرباب الأسر يجب أن يحصلوا على فرص عمل أكبر من النساء عندما تكون فرص العمل نادرة، وهو ما ينطبق على الجائحة، فالأدوار التقليدية للجنسين تخلق توقعات بأنه في أوقات الأزمات تعطي النساء الأولوية لمسئولياتهن الأسرية، لذا أُجبرن على البقاء في المنزل لرعاية أطفالهن.  

وبسبب تلك المسئوليات كان على النساء العثور على عمل بديل بعد تسريحهن، وأثّر ذلك بشكل كبير على الأسر التي تعولها النساء بسبب فقدان الرجال في الحرب، وتحملهن المسئولية، أي لم تكن هناك أي طرق لتوفير احتياجاتهن الأساسية في ظل انقطاع المساعدات الإنسانية، وعدم وصولها إلى المخيمات بسبب تدابير العزل 

يعني التمكين الاقتصادي للمرأة التوزيع النسبي لكل من الرجل والمرأة في الوظائف الإدارية والتنظيمية والمهنية، والتوزيع النسبي للدخل المكتسب بواسطة السكان النشطين اقتصاديًّا من الجنسيين، والأجور النسبية للإناث مقارنة بالذكور،  

التمكين الاقتصادي المطلوب بهدف تمكين المرأة اقتصاديا وبشكل يساعدها على مواجهة الازمات الحالية وفي المستقبل المطلوب أولاً التركيز على تنظيم قطاع المشاريع الصغيرة عموماً الذي تنخرط فيه معظم النساء، وهذا يتطلب العمل على توحيد الجهود المبعثرة التي تهدر في إنشاء مشاريع متشابهة وإغراق السوق الفلسطيني بنفس المنتجات دون حتى العمل على تطويرها  

 لتصبح قادرة على المنافسة، وتحقيق ذلك يتطلب توفير بيئة قانونية تشجع على قيام النساء بتأسيس مشاريعهن الخاصة من خلال حزمة من التسهيلات مثل الإعفاء الضريبي وحتى الإعفاء الجمركي لبعض المعدات التي يتم استيرادها من الخارج، إضافة الى توفير المنح المشروطة بدلاً من القروض التي تثقل كاهل المرأة وتزج بها في بعض الأحيان في السجن، نتيجة عدم القدرة على السداد،  

وهذا يتطلب تدخلاً من القطاع الخاص إلى جانب ما تقوم به المؤسسات التي تدعم المشاريع الريادية للمرأة عمومًا، كما من الضروري إحياء التعاونيات بما يضمن توفير دخل مرض ومنصف للمرأة العاملة، وهذا أيضًا مرتبط بتوفير البيئة القانونية الملائمة وكذلك العمل على فتح الأسواق الخارجية”  

أن هذه الجائحة خلقت تحديات مباشرة تتطلب حلولاً ومبادرات ذكية وشاملة على مستوى مركبات المجتمع، مبادرات تواجه التداعيات على المشاريع القائمة وأفكار لفتح باب التمكين لفرص جديدة، مع الأخذ بعين الاعتبار الدور النسوي في بناء الخطط والاولويات، لأن الضرر وقع على الجميع، مع تداعيات أكثر حدة على القطاع النسوي،  

يُمكن بناء اقتصاد قويّ لأيّ مجتمع من خلال تمكين المرأة وإتاحة الفرص لها بالمشاركة الكاملة في الحياة الاقتصادية في جميع القطاعات، فذلك يُساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتّفق عليها دولياً، كما يُساعد على تحسين حياة المجتمعات بشكلٍ عام، وحياة الأُسر والرجال والنساء بشكلٍ خاص، كما يُساعد على الحدّ من الفقر سواءً على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع، حيث إنّ الاستفادة من مهارات ومواهب وقدرات ووقت جميع الأفراد الذين يعيشون ضمن المجتمع يُساهم في ازدهار ذلك المجتمع، ومن جهةٍ أخرى يُساعد تمكين المرأة اقتصادياً على زيادة قدرتها على صنع القرارات في أسرتها؛ لأنّ النساء عادةً يستخدمن الدخل الذي يحصلن عليه في دعم أسرهنّ  

لماذا لا يتم انتخاب السيدات في مجالس إدارة المؤسسات الاقتصادية مقارنة بنسبة نجاح الرجال (إذ معظم السيدات في اتحاد الصناعات والغرف التجارية بالتعيين وليس الانتخاب)  

ويكون لاتحاد الصناعات وفقًا للمادة 43 من مشروع القانون، مجلس إدارة يتكون من ممثلي الغرف الصناعية المنتخبين من قبل مجالس إداراتهم، على أن يتولى الوزير تعيين 7 أعضاء آخرين ينضمون لعضوية مجلس إدارة الاتحاد. وتكون مدة مجلس إدارة الاتحاد 4 سنوات تبدأ من تاريخ صدور قرار التعيين للأعضاء المعينين، ولا يجوز أن تزيد مدة العضوية لعضو مجلس الإدارة على دورتين متتاليتين. وألزم مشروع القانون الغرف بإنشاء 3 جداول فرعية تخصص لقيد المنشآت حسب تصنيفها إلى منشآت صناعية كبيرة ومتوسطة وصغيرة أو متناهية الصغر.  

وتحدد اللائحة التنفيذية للقانون رسوم قيد العضوية بالجدول العام لكل غرفة بالنسبة للمنشآت الصناعية التي تقيد لأول مرة بعد تاريخ العمل بهذا القانون، على ألا تزيد على واحد من الألف من رأسمال المنشأة المبين بعقد إنشائها. كما حدّدت المادة 28 الحد الأدنى لاشتراك المنشآت الصناعية متناهية الصغر والصغيرة المنضمة حاليًا، بين 500 و3 آلاف جنيه، بينما تم تحديد الحد الأدنى للمنشآت المتوسطة بين 3 آلاف جنيه و15 ألف جنيه، والمنشآت الكبيرة بين 15 و30 ألف جنيه.  

وتضمنت المادة 18 أن يكون لكل غرفة صناعية مجلس إدارة يشكل من 15 عضواً، تنتخب الجمعية العمومية العادية 12 منهم عن طريق الاقتراع السرى، بواقع 4 مقاعد لكل من فئة الصناعات متناهية الصغر والصغيرة والصناعات المتوسطة والصناعات الكبيرة، على أن يقوم وزير التجارة والصناعة بتعيين 3 أعضاء بعد أخذ رأى رئيس الاتحاد. وتكون مدة مجلس إدارة الغرفة 4 سنوات تبدأ من تاريخ صدور قرار التعيين لأعضاء المجلس المعينين، ولا يجوز أن تزيد مدة العضوية لعضو مجلس الإدارة على دورتين متتاليتين.  

_هل مجتمع الأعمال المصري لا يثق في السيدات كمستثمرات..؟!  

أن واقع مشاركة المرأة الاقتصادية ومساهمتها في سوق العمل ما زال محدودا على الرغم من الخطط الاستراتيجية والسياسات التي تم تصميمها وتطبيقها خلال العقود الماضية، والتي كانت تستهدف تطوير دور المرأة اقتصاديا واجتماعيا. ان التطور والبناء الحضاري لأي مجتمع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور ثقافة ووعي المرأة ومساهمتها الفعالة بهذا البناء ليكون مجتمعاً مدنياً وقائماً على المواطنة وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية والمبادئ الانسانية  ولا يمكن لأي مجتمع ان يبني حضارة دون ان تساهم فيه المرأة مساهمة فعالة.   

  ما هي مجالات الاستثمار الآمن للسيدات في ظل جائحة كورونا..؟ 

فالنساء والفتيات يعانين بوجه خاص من آثار سلبية مضاعفة على الصعيد الاقتصادي، لأن دخلهن أقل بصفة عامة، وادّخارهن أقل، ولأنهن يشغلن وظائف غير آمنة أو يعشن في مستويات قريبة من مستوى الفقر. ادت  الجائحات إلى تضخيم جميع أوجه عدم المساواة القائمة وزيادة حدتها. وتؤثر أوجه عدم المساواة هذه بدورها على المتضررين بالجائحة، وعلى حدّة تأثيرها، وعلى جهودنا الرامية إلى التعافي. ولقد خلقت جائحة كوفيد-19 وآثارها الاجتماعية والاقتصادية أزمة عالمية لا مثيل لها في تاريخ الأمم المتحدة – وهي أزمة تتطلب استجابة المجتمع بأسره لتتناسب مع حجمها وتعقيدها. ولكن هذه الاستجابة، سواء على الصعيد الوطني أو الدولي، ستضعف إلى حد كبير إذا لم تأخذ في الحسبان كيف أن أوجه عدم المساواة قد جعلتنا جميعا أكثر ضعفا في وجه تأثيرات الأزمة. أو إذا اخترنا ببساطة تكرار السياسات السابقة وفشلنا في استغلال هذه اللحظة لإعادة بناء مجتمعات أكثر مساواة وشمولا وقدرة على التكيف.   إن منح النساء والفتيات أهمية محورية في الاقتصاد سيكون دافعا عميقا إلى تحقيق نتائج أفضل وأكثر استدامة في مجال التنمية لفائدة الجميع، ويدعم الانتعاش بسرعة أكبر، ويوفر لنا أساسا راسخا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.  

ونصائح حضرتك لهن ..؟!  

هناك تقارير عالمية تشير إلى أن السيدات أكثر تضررا من الناحية الاقتصادية من جائحة كورونا مقارنة بالرجال ، هل حضرتك مؤيد لها وهل تنطبق على المرأة المصرية مع تحديد الأسباب ..؟!  

ومع تزايد الضغط الاقتصادي والاجتماعي المقترن بتقييد التجول وفرض تدابير العزلة، تزايدت أعداد النساء المُجبرات على العمل بسوق العمل غير المنظم، والذى يعصف بحقوق النساء والرجال “معا” لانعدام الحماية التأمينية والصحية والاجتماعية.  

 إلا أن النساء تظل الأكثر تضرراً والحلقة الأضعف في المجتمع في جميع الأحوال نظراً لأن أنظمة الضمان الصحي والاجتماعي تغطي بخدماتها الفئات العاملة دون سواها، وذلك حتى سن التقاعد، متغاضية عن حمایة الفئات غیر العاملة وتلك التي تجاوزت سن العمل، بينما تعتبر النساء جزءًا كبيراً من هاتین الفئتين.  

 حيث لا يستفيد من هذه الخدمات إلا العاملون في القطاع الاقتصادي الرسمي من دون أن تغطي القطاع الاقتصادي غير الرسمي أو العمل غير مدفوع الأجر داخل الأسرة.. علاوة على ذلك  فإن قطاعات الخدمات التي تهيمن عليها الإناث، مثل الغذاء والضيافة والسياحة، هي من بين القطاعات التي يُتوقع لها أن تتأثر اقتصادياً نتيجة للتدابير المُتخذة لاحتواء الأزمة، لذلك فإنهم   أكثر عُرضة للتأثر سلباً، حيث أن حوالى 55٪ من النساء يعملن في قطاع الخدمات (مقارنةً بـ 44٪ من الرجال)..  

هكذا  خلقت  جائحة “كوفيد 19” أزمة  شديدة لها تباعاتها الاجتماعية والاقتصادية  تتطلب استجابة سريعة تتناسب مع حجمها وآثارها، ولكن هذه الاستجابة  ستضعف إلى حد كبير إذا لم تؤخذ في الحسبان آثارها على النساء خاصةً العاملات، أن السياسات والجهود في مجال الصحة العامة لم تكترث حتى الآن إلى تأثير اختلاف النوع الاجتماعي في ظل أزمات تفشي الأمراض،  

 أن رد الفعل إزاء انتشار فيروس كورونا لا يبدو مختلفًا. “وبحسب المجلة نفسها”  لم يصدر أي تحليل جندري لأزمة انتشار فيروس كورونا  سواءً عن مؤسسات صحية دولية أو حكومات في البلدان المتضررة والبلدان التي تستعد لِما هو قادم لا محالة.  

توفير أدوات وقاية وبيئة عمل آمنة  للأطقم  الطبية وللعاملات  اللاتي  يضطررن إل مزاولة عملهن  بالمستشفيات نظراً لحاجة المجتمع الشديدة  لهن لمواجهة الأزمة.  

تعديل مشروع قانون العمل المعروض على مجلس النواب بما يكفل الحماية القانونية  للعاملات بالقطاع غير الرسمي  وتحديد آليات وضوابط فاعلة  لحمايتهن اجتماعياً واقتصادياً .  

  المطالبة  بضرورة تعديل مشروع قانون العمل بما يكفل عدم استبعاد عاملات المنازل من نطاق سريانه وحماية حقوقهن في شأن الأجور وساعات العمل والإجازات.. كذلك شمولهن بالمظلة التأمينية .  

إعطاء الأولوية فيما يمكن تقديمه من دعم للمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر التي تعملن بها نسب من النساء كبيرة .  

تفعيل برامج الدعم المتواجدة بالفعل فيما يتعلق بجميع جوانب خدمات الرعاية الصحية وبرامج الحماية الاجتماعية .  

ادماج النساء في مجالات صنع واتخاذ القرار يمكن أن يحسن آليات مراقبة  الوقاية الصحية للأطقم الطبية وللعاملات في المصانع والشركات.  

تدشين آليات جديدة لدعم العاملات اللاتي تأثرت سُبل عيشهن أو شهدوا انخفاض دخولهن .  

متابعة جميع السياسات والإجراءات الصادرة التي تستجيب لاحتياجات  النساء العاملات  في ضوء الجهود المبذولة للحد من انتشاء فيروس كورونا.  

تصميم أداة سهلة الاستخدام كمرجع لجميع السياسات الصادرة المتعلقة بالمرأة والتي يمكن استخدامها من قبل متخذي القرار من أجل رؤية أكثر شمولاً.  

إدماج النساء والمنظمات النسائية في صميم تدابير الاستجابة لجائحة “كوفيد 19“.  

 تحويل أعمال الرعاية غير المدفوعة الأجر المجحفة إلى اقتصاد رعاية جديد شامل للجميع ويعمل لصالح الجميع  .  

في النهاية، تؤثر الأوبئة والأمراض على الرجال والنساء في دول العالم بشكل كبير، ولكن في البلدان المتضررة من النزاعات يكون التأثير بشكل أكبر على النساء، خاصة مع زيادة العنف ضد النساء واستبعادهن من جميع عمليات صنع القرار أثناء هذه الأزمات، مما يؤدي إلى ضعف كبير في تلبية احتياجاتهن. ولكن على الرغم من ذلك، ربما تقدم جائحة كورونا فرصًا جديدة للسلام،  

حيث يجبر المرض على التعاون، وهو ما حدث عبر تطبيق قرارات وقف إطلاق النار في كل من اليمن وليبيا من أجل توحيد الجهود لمكافحة جائحة كورونا، أي يمكن استغلال ذلك القرار كفرصة لفرض السلام باعتبار جائحة كوورنا هدفًا مشتركًا يسهل الحوار بين أطراف النزاع، فالكل أمام الجائحة متساوٍ لا يوجد طرف أقوى وطرف ضعيف، الكل غير آمن ومعرض للإصابة.  

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :الهجرةُ اليهوديةُ الصامتةُ والاستيعابُ الإسرائيليُ المنظمُ

               

على مدى أربعة سنواتٍ قضاها دونالد ترامب في البيت الأبيض رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، انشغل العالم فيها بقراراته الطائشة وسياسته الرعناء، واهتماماته المادية، ومعاركة التجارية، وجهله الطبي وغبائه الصحي، أولى خلالها الكيان الصهيوني كل رعايته واهتمامه، وخصه بالكثير من سياساته، ومنحه ورئيس حكومته ما لم يكونوا يحلمون به.

 

اعترف بالقدس الموحدة عاصمةً لكيانهم، وشرع مستوطناتهم، ومَهَّدَ لبسط سيادتهم على المزيد من الأراضي الفلسطينية، وشطب من التداول ملف اللاجئين ومسألة العائدين، واعترف بسيادتهم على الجولان، وأمدهم بالسلاح الاستراتيجي والتقانة المتطورة، وضمن لهم أمنهم الوطني وتفوقهم النوعي، واشتغل لهم وزير خارجيةٍ، فنظم علاقاتهم، ونسق تحالفاتهم، وفتح لهم قنوات اتصالٍ جديدةٍ، وأجبر عواصم عربية عديدة على الاعتراف بهم والتطبيع معهم، ومَهَّدَ السبيل أمام عواصم أخرى لتلحق بالسابقين وتسير على نهجهم.

 

فرح الإسرائيليون كثيراً بسياسة دونالد ترامب، الذي عمل معهم في السر والعلن، وحقق لهم غاية ما يتمنون وأقصى ما كانوا به يحلمون، ولكن الإعلام الإسرائيلي والدولي، كما الفلسطيني والعربي، قد غفل أو أغفل الأنشطة الصهيونية التي تتعلق بملف الهجرة اليهودية إلى فلسطين، التي ما فتئت مستمرة منذ أكثر من قرنٍ ونصفٍ، إذ نشطت المنظمات الصهيونية على اختلافها، ومعها وزارة الاستيعاب الإسرائيلية بكافة طواقمها، إلى جانب جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية “الموساد”، للعمل ليلاً ونهاراً، في السر والعلن، لجلب المزيد من المهاجرين اليهود للاستيطان في فلسطين من كل البلاد والساحات، خاصةً من الدول التي كان يتعذر خروج اليهود منها بسبب أنظمتها الحاكمة وقبضتها البوليسية، أو تلك التي لا سبيل لخروجهم منها لأسبابٍ لوجستية وأمنية، وهي ما ذللتها المخابرات الإسرائيلية، وسهلتها السياسة الأمريكية.

 

خلال السنوات الأربعة الماضية توالى وصول مئات المهاجرين اليهود الجدد من دول الاتحاد الروسي، رغم تشكيك الحاخامات اليهود في يهوديتهم، حيث يرفضون الاعتراف بهم، ويتهمونهم بأنهم ليسوا يهوداً بل هم مسيحيون أرثوذكس، يتطلعون فقط للاستفادة من امتيازات المهاجرين اليهود، إلا أن أعدادهم ما زالت في ازديادٍ مستمرٍ، وطوفان هجرتهم لم يتوقف، إلى الدرجة التي أصبحوا فيها هم الجالية الأكبر في الكيان الصهيوني، والأكثر تأثيراً بانضمامهم إلى حزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة المتطرف أفيغودور ليبرمان.

 

أما اليمن الحزين المشغول بجراحه، والمسكون بهمومه، فقد نجح المئات من اليهود من مغادرة عاصمته صنعاء ومختلف مناطقه الأخرى، على متن جسرٍ جويٍ عُقِدَ من أجلهم، رغم العمليات الحربية وفقدان الأمن العام، إلا أن الإدارة الأمريكية مارست ضغوطها على أطرافٍ عربيةٍ وربما فلسطينية، لدفعها للقبول بالتنسيق مع المخابرات الإسرائيلية، لضمان تسيير رحلاتٍ جويةٍ سريةٍ مباشرةٍ وغير مباشرةٍ، لنقل المهاجرين اليهود اليمنيين إلى فلسطين المحتلة، الذين استوطنوا فيها على عجلٍ، والتحق بعضهم بصفوف الجيش الإسرائيلي، وأبدوا رغبتهم في الخدمة العسكرية والتضحية من أجل “حياة شعب إسرائيل”.

 

يبدو أن ملف يهود الفلاشا لم يغلق بعد، رغم موجة الهجرة الكبيرة في منتصف ثمانينيات القرن العشرين، التي شاركت فيها أجهزة أمنية عربية، وهاجر خلالها آلاف اليهود الأثيوبيين خاصةً والأفارقة عموماً إلى فلسطين المحتلة، حيث نجحت المخابرات الإسرائيلية في الأشهر الستة الماضية في نقل المئاتِ من يهود الفلاشا، الذين دار حولهم لغطٌ شديدٌ.

 

إلا أنهم حطوا رحالهم أخيراً في فلسطين بفرحٍ، وأظهروا سعادتهم بطقوس العودة إلى “أرض الميعاد”، وشكروا نتنياهو وزوجته سارة، ووزير دفاعه غانتس على حفاوة الاستقبال الذي شاركا فيه شخصياً، علماً أن موجات الهجرة الفردية والصغيرة من أفريقيا لم تتوقف خلال العقود الماضية أبداً، حيث أن وزيرة الاستيعاب الحالية هي مهاجرة أثيوبية سابقة عام 1984، إلا أن الأعداد الكبيرة من المهاجرين اليهود ما زالت تصل إلى فلسطين من أثيوبيا، الذين فاق عددهم حتى اليوم المائة وخمسين ألف أثيوبي.

 

ما زالت الحركة الصهيونية تصر على مواصلة استكمال مشروع الهجرة التي بدأتها الوكالة اليهودية، ورصد لها مئات الأثرياء اليهود مبالغ طائلة، لتغطية نفقات المهاجرين وكلفة انتقالهم إلى فلسطين المحتلة، ومساعدتهم لبدء حياةٍ جديدةٍ في “أرض الميعاد”، ولكن المهاجرين إليها في السنوات الأخيرة باتوا من أشد المواطنين في بلادهم فقراً وأكثرهم بؤساً، ممن لا يؤمنون بأرض الميعاد، ولا بقدسية المسألة اليهودية، ولا يرغبون في التضحية من أجلها، إلا أنهم يتطلعون إلى تحسين أوضاعهم الاجتماعية، والخلاص من بؤس الحياة وشظف العيش في بلادهم.

 

علماً أن الكثير منهم ليسوا يهوداً، سواء كانوا من مسيحيي الاتحاد الروسي، أو حتى من فقراء أفريقيا، إلا أن الحركة الصهيونية التي قد تشك في أصولهم، تتطلع إلى أطفالهم وإلى أجيالهم القادمة، حيث أن أكثر من نصف عدد يهود الفلاشا الحاليين ولدوا في فلسطين المحتلة، وتعلموا فيها وأتقنوا اللغة العربية، وانقطع اتصالهم بأوطانهم الأصلية، وباتوا لا يعرفون عن انتمائهم شيئا إلا للكيان الصهيوني.

 

أما أجيال المهاجرين الأفارقة على اختلافها، فإنها تبقى تعيش في معازلها الكئيبة، بعيداً عن أي مشاركةٍ اجتماعية، في ظل عنصريةٍ مقيتةٍ، وكراهيةٍ لهم شديدةٍ، وحرمانٍ لهم من امتيازات ومكتسبات غيرهم، مما دفعهم وما زال إلى الخروج في تظاهراتٍ عامةٍ، واعتصاماتٍ شعبية، تطورت أكثر من مرةٍ في شوارع القدس وتل أبيب ومدنٍ إسرائيليةٍ أخرى، إلى موجات عنفٍ ومواجهاتٍ مع الشرطة داميةٍ، زادت من عمق الهوة بينهم وحجم الفجوة بين مكوناتهم العرقية.

 

ومع ذلك تبقى الوكالة اليهودية ووزارة الاستيعاب الإسرائيلية، ومعها مختلف الأجهزة والمؤسسات، تعمل لاستجلاب المزيد من يهود العالم إلى فلسطين المحتلة، أملاً أن تقوى أجيالهم القادمة، عدداً وانتماءٍ، على مواجهة المارد الفلسطيني الصاعد، الذي يزداد عدداً، ويترسخ قدماً، ويتعمق جذراً، ويتمسك أكثر بدياره الفلسطينية أرضاً ووطناً.

 

بيروت في 22/1/2021

الباكستانيّة عقيلة رباب تدرس مسرح الأطفال عند سناء الشّعلان

 

 

باكستان – الزمان المصرى : خاص

ناقشت الباحثة الباكستانية “عقيلة رباب” في قسم الأدبيّات/ كليّة اللّغة العربيّة/ الجامعة الإسلاميّة العالميّة/ باكستان رسالتها الماجستير استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الماجستير في أدبيّات الأدب العربي حول مسرح الطّفل عند الأديبة الأردنيّة د. سناء الشّعلان، وقد حملت الرسالة عنوان “مسرح الطّفل عند سناء الشعلان من خلال مسرحيّات (اليوم يأتي العيد، الأطفال في دنيا الأحلام، السّلطان لا ينام: دراسة تحليليّة فنيّة”.

وقد أشرف على الباحثة في رسالتها هذه الدكتورة سعادت عظمى من الجامعة الإسلاميّة العالميّة، في حين تكونت لجنة المناقشة من كل من:أ.د محمد علي غوري/ مناقشاً خارجيّاً، ود: ياسمين أختر/ مناقشة داخليّة، ود. عالية إكرام/ مناقشة داخليّة، ود. فضل الله/ مناقشاً داخليّاً، ود. سعادت عظمى/عضواً ومشرفة.

أمّا الفصل الأوّل فانعقد تحت عنوان “عرض وتحليل لثلاث مسرحيّات”، وذلك على النّحو التّالي: المبحث الأوّل بعنوان: عرض وتحليل المسرحيّة الأولى، وهي بعنوان (اليوم يأتي العيد)، والمبحث الثّاني بعنوان “عرض وتحليل المسرحية الثّانية، وهي بعنون (اليوم يأتي العيد)”، والمبحث الثالث بعنوان “دراسة فنيّة لمسرحيّات الأطفال المختارة للكاتبة سناء الشّعلان”.

أمّا الفصل الثّاني من الدّراسة فقد انعقد تحت عنوان “دراسة فنيّة لمسرحيّات الأطفال للكاتبة سناء الشعلان”، وتكوّن من المبحث الأوّل بعنوان “الشّخصيّات”، والمبحث الثّاني بعنوان “الصّراع”، والمبحث الثّالث بعنوان “اللّغة”، والمبحث الرّابع بعنوان “الحدث”.

وختمت الباحثة دراستها بجملة من النّتائج أجملتها في ملخّص البحث، ومنها:

1- سناء الشعلان خلال مسرحها التجريبي تبنت أشكال تعبير جديدة في الكتابة وبناء الشخصيات، فاستطاعت بذلك كسر التقليد للوصول إلى نوع جديد من المسرح يكون أكثر انفتاحا عن الجمهور.

2-  استخدمت سناء الشّعلان الحوار بشقيه ( الخارجي والداخلي ) للكشف عن الكثير من سمات الشخصية، ورسم صورها .

3-  اللّغة المستخدمة في مسرح سناء الشعلان هي لغة خالية من التعقيد وتبتعد كثيراً عن الزخارف اللفظية،  فالكاتبة استخدمت اللهجة العامية في كتابة المسرحيات.

4- الأديبة سناء الشّعلان استغلت جميع أساليب التّشخيص، وذلك ما ينمو عن درايتها الكاملة وعمقها الكبير في معرفة شخصيات مسرحيتها، فشخصت أدوارها، وكأنّ شخصيات حقيقيّة، وليست مسرحيّة، حيث عايشت الأحداث بشكل كامل، وصوّرت تفاعلها معه، وكذا أحوال الإنسان، ابتداء من أحلامه وتطلّعاته إلى انجازاته إلى انكساراته أمام واقع مرير لا يستطيع تغييره .

 

الرّابط الإلكترونيّ المرافق للخبر:

https://youtu.be/9t5krQXjXqw

 

 مصطفى منيغ يكتب عن :الإتحاد مضمون بالحُبِّ والقانون

الحُبُّ مُحَرِّكٌ بارعُ بتقديم القانون ، بخاصياته التنظيمية غير القابلة لأي شكل من المواجهة إلاَّ بقانون ، مستحدث بشروط يَتضمَّن تفاصيلها قانون . الحب سيِّدُ ألأحاسيس )الرابط الحدث التلقائي المُترتِّب عن ظرف أو مناسبة ) البيِّن الأسباب دون ظنون ، الواضح التأثيرات الإنسانية المُتغلِّبة بنُبلٍ على مشاعر إنسان فارحٍ أو مَحْزُون بالقانون ، الحارس الوفيّ المحافظ على ضمانة صلاح الشَّكل والمضمون ، في معادلة أرادها المشرعون العقلاء فقهاء علوم الحُكْمِ بالقانون ، محركة سفينة مُبحِرة منذ النَّشأة الأولى مُلبِّية تعاليم سماوية عبر ما مضى أو الآتي من السُّنون ، إلى أكثر من مرفأ وصولاً ليوم معلوم يطال صمت الفناء كل الأحياء ليعُمّ ما قد يقع مِن أفزع فزع سكون الكون .

… الحُبُّ  أبكى جو بايدن (الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية)أثناء الكلمة المُرتجلة المودِّع بها مسقط رأسه معبِّراً في صدق اعترافه بما وصل إليه كأقوى رجل حُكْمٍ في العالم بفضل رعاية وتشجيع تلك البقعة الطيّبة حاضنة قاعدة الطيّبين التي رغب إن مات أن يَُدفنَ في ثراها وقد كُتِب على قلبه اسمها  المصون .

الحُبُّ طاقة وحدة تضيف للإرادة الفردية داخل الجماعية قوة الصمود للترفُّع على شِيَمِ الأنانيات والغرور الزائد عن حدوده بغرور مَغْرور ، كل كبير وَصَلَ بالتربية السليمة المُقرَّرة (وما يلزمها) وسط أسر عالِمة أين تبدأ حقوقها بغير تَأخَُّر ، وواجباتها متى تنتهي ليُسْرِ مَتبوعٍ بسرور ، به تَسعد ومعه تصعد جبل أنسب مستقبل مِن سفحه للقمَّة مسالك سهلة الاجتياز لماضيه المُعتَمَد وعلى حاضره لحكمة تدور، ما دام حُباً بحرفيه : “الحاء” لحياة طبيعية يُنمِّيها الطموح المشروع ، ويقودها تدبير عقل صقلت وظائفه دروساً مستخلصة من علوم تجريبية ، تعطي ما تستحقه موجودات حوله ، مَّا ينعشها تصرفات يتقدَّمها الاحترام  ، ويتوسطها الاعتراف الكامل بالعدالة العادلة ، والمساواة المُترجمة أساساً على أرض الواقع ، والحرية الواعية بتجنيب اللسان جرح أي إنسان ، وتزكية القول بحقائق صالحة مهما جمعت زمناً بفرعيه الفائت والمُعاش بأي مكان ،  و “الباء” للبقاء على الذكر الطيب مهما كان العمل لتاريخ مجيد يناسب  مَنافع شتَّى متبادلة ، فيه نِتاجات الجَرِّ بالحُسنى لخاطرٍٍ عن قناعةِ مجرور،

… الحب الأصل فينا، المكنون في قلوبنا، المُقَرِّب الجمال لعيوننا، الباعث سِمَة التشبّث بالحياة الكريمة عندنا، المُحَصِّن مشاعرنا من كُرْهٍ شاهِرٍ الحرب علينا، لتمزيق ما اكتسبتاه من استقرار و أمن وسلام بفضل وحدتنا. دولة بلا حب فارض توقير الفانون، دولة ضائعة كُلّ مَن فيها بحاله مفتون، وبالهروب من موقعه مجنون،  مهما هبَّ عليها ريح أبسط فتنة، أسقطت أشجارها المثمرة، وأدخلت أهلها في دوامة الحيرة.

أمريكا نهضت بعد نكسات حروب داخلية قائمة على اختيارات أفْرَدَ لها التاريخ ما استحقته من تأنيب البعض وشفقة البعض الآخر مع استحسان مَنْ سعوا الانفراد بما توفره الصراعات من فوائد تعود عليهم بالنفع المادي  الجزيل ، لتستقرَّ على عهد قائم على مبدأ الوحدة بالحب والقانون ، ليصل بتلك البلاد للحظة جدَّد فيها جو بايدن (من خلال الكلمة التي توَّج بها مراسيم تنصيبه قائداً لجميع الأمريكيين) الالتزام بهذا العهد التزاماً مُعززاً بقسم مقدس ، يلخِّص إرادة شعب لا مصير أمامه ، غير ذاك الذي عمل القادة الأوائل العظام ، على ترسيخه بين الأجيال قاعدة للسمو والارتقاء والاستقرار والسلام ، ولطالما اتجه البعض للوقوف أمام مسيرة مباركة لدستور مَثَّل مضمون وروح الولايات المتحدة الأمريكية منذ وُضِعَ من قرون ، ولا زال حتى الآن ، لكن محاولاتهم باءت بالفشل ، لصلابة مؤسسات جعلها ذاك الدستور قادرة على اجتياز زوابع رياح أفكار متعصبة في الجوهر ، لطائفة أينما ترعرعت ترعرعت مع أهدافها القلاقل ، المتحالفة ستكون مع عِلَّة العصر “كرونا”.

… هناك مَن شكَّك في نجاح حفل التنصيب قبل وقوعه يوم الأربعاء 20يناير 2021 ، لأسباب سياسية متحكمة فيما يقرون به علانية ، لكن التعبير عن الرأي انطلاقاً من حياد يخدم قضايا من حجم ما سيترتب عليه الوضع الأمريكي الجديد اتجاه العالم ، يجب مع حرية إبدائه ، التمعّن في تاريخ هذا البلد الكبير ، وتوظيف عبَرِه قدر المستطاع ، في هندسة بناء جُمَل نصّ غير قابل للانهيار ، طبعاً لا نتَّفق مع العديد من المواقف والتخطيطات الأمريكية المتعلقة أولا بمنطقة الشرق الأوسط عامة والقضية الفلسطينية خاصة ، لكن هذا لا يمنع مِن مناصرة الحق أينما تمركز بالحب والقانون . ولقد كان مقالنا السابق ” من العائدين إلى جو بايدن ” ممهداً بما تضمَّنه لمثل الكلام ، عملاً على نشر ما يوحّد البشر على الحب بالقانون لاستمرارية السلام .