الدكتور عادل عامر يكتب عن :اهمية المشروعات الزراعية لنمو الاقتصاد المصري

 ولقد كان التخطيط الاقتصادي سابقا يرتكز بصفة أساسية على دور القطاع العام باعتباره حجر الزاوية في دفع عجلة التنمية الاقتصادية، إلا أنه مع التغيرات الهيكلية التي حدثت نتيجة سياسة التحرر الاقتصادي، فقد ظهر دور القطاع الخاص في مجال الاستثمار، وبالتالي فإن تشجيع دور القطاع الخاص يعد من ركائز عملية التنمية، هذا بجانب توفير المقومات والإمكانيات الكفيلة للقيام بدوره الفعال في إنجاز برامج ومشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يساهم القطاع الخاص على المستوى القومي بنحو 44% من جملة الاستثمارات القومية، كما يساهم القطاع الخاص الزراعي بنحو 60% تقريبا من جملة الاستثمارات الزراعية.

وبمكن القول ان استراتيجية التنمية الزراعية في مصر تهدف إلى تشجيع زيادة معدلات نمو الاستثمار، سواء كانت استثمارات في صورة خدمات عامة مملوكة للدولة، أو القطاعات الآخر التي تساهم في إنتاجية القطاع الخاص والبنية الأساسية اللازمة لقيام المشروعات الإنتاجية، وهذا يؤدى إلى زيادة الأنشطة الاستثمارية عن طريق إضافة مشروعات إنتاجية جديدة تعمل على تنويع القاعدة الإنتاجية داخل البنيان الاقتصادي القومي.

فقد واصل الاقتصاد المصري نموه خلال العام الجاري، بعدما شهد تحسناً ملحوظاً خلال الفترة الحالية. أن هذا النمو يأتي مدفوعاً بثلاثة أسباب تتمثل في زيادة تحويلات المصريين العاملين في الخارج، والانتعاشة المتوقعة في قطاع السياحة،

 وأخيراً نمو حركة الصادرات المصرية. أن تعافي الاقتصاد المصري سيدفع معدل النمو في الدول المستوردة للبترول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى نحو 4% في المتوسط في الفترة من 2018 إلى 2020.

 وسجلت تحويلات المصريين العاملين بالخارج 24.2 مليار دولار منذ تعويم الجنيه المصري مقابل الدولار، وتحرير سعر الصرف في بداية نوفمبر 2016 وحتى نهاية العام الماضي، لتسجل أعلى مستوى في تاريخها خلال الاثني عشر شهراً التي تلت قرار تحرير سعر الصرف، وهو ما يرجع إلى الإجراءات التي اتخذها البنك المركزي المصري وأدت إلى القضاء على السوق السوداء للدولار.

ونمت الصادرات المصرية غير البترولية، بنحو 9% خلال العام الماضي، رغم تعويم الجنيه وتوفر الغاز والدولار، وهو ما يعد نموا متواضعاً مقارنة بالآمال المعقودة على هذا القطاع في قيادة نمو الاقتصاد وجلب العملة الصعبة. فقد سجلت الصادرات المصرية غير البترولية سجلت نحو 21 مليار دولار في 2017، مقابل 19.3 مليار دولار في 2016 بنسبة نمو تتجاوز 9%.وسوف  يشهد العام الجاري انتعاشه قوية في الصادرات التي تشير العديد من التقارير الاقتصادية التي خرجت أخيراً إلى أنها ستلعب دورا رئيسيا في زيادة معدلات النمو، خاصة بعد استقرار سعر الصرف وتوفر الدولار والغاز، كما يعمل تحرير سوق الصرف على زيادة تنافسية الصادرات المصرية في الأسواق الخارجية.

 آن، ارتفاع صادرات 8 مجالس تصديرية، وهي المنتجات الكيماوية والأسمدة بنحو 32%، والسلع الهندسية والإلكترونية بـ11%، والملابس الجاهزة بـ13%، والغزل والمنسوجات بـ6% والمفروشات بـ4% والصناعات الغذائية بـ3%، والحاصلات الزراعية بـ3% ومواد البناء بـ3%.في المقابل، تراجعت صادرات الصناعات الطبية بنحو 8%، والأثاث بـ11%، والصناعات اليدوية بـ12%، والجلود والأحذية والمنتجات الجلدية بـ9%، والكتب والمصنفات الفنية بـ49%.أما القطاع السياحي فقد حقق بنهاية العام 2017 عائدات بلغت 7.3 مليارات دولار، بارتفاع 181% مقارنة بالعام 2016،

وذلك نتيجة الانتعاش السياحي الذي شهدته مصر خلال العام الماضي بتوافد 8.3 مليون سائح، قضوا 84 مليون ليلة سياحية، ليعوض الركود الذي طبع العام 2016. ووفقاً للإحصائيات الرسمية، استطاع العام 2017 أن يتفوق في الإيرادات السياحية على العام 2015 الذي سجل نحو 6.1 مليار دولار، رغم تطابق عدد الليالي السياحية الذي بلغ 84 مليون ليلة، في حين أن الأخير كان الأفضل من حيث عدد السائحين محققاً 9.3 ملايين سائح. ووفقاً للبنك المركزي المصري

بلغ متوسط الإنفاق اليومي للسائح نحو 87 دولاراً خلال العام 2017، مقابل 79 دولاراً في 2016. وكان النصف الثاني من العام الماضي صاحب النصيب الأكبر في إجمالي الإيرادات السياحية، ليحقق 4.7 مليار دولار، نتيجة الانتعاش الملحوظ في عدد السائحين الذي بلغ 4.7 ملايين، فيما سجلت الليالي السياحية 52 مليون ليلة.

يؤدى قطاع الزراعة دوراً رئيسياً فى دعم الدخل القومي وفى تحقيق الأمن الغذائي ، وتوفير الخامات اللازمة للعديد من الصناعات الهامة ، وتساهم  الصادرات الزراعية في تحسين ميزان المدفوعات وهذا ما تؤكده المؤشرات التالية:

– بلغت المساهمة النسبية لقطاع الزراعة فى معدل نمو الاقتصاد القومي خلال النصف الأول من العام المالي 2015/2016 نحو 13.4%،ومن المتوقع أن يحقق مساهمة بنسبة 12.9% خلال هذا العام.

– استقر معدل نمو قطاع الزراعة عند 3% خلال عامي (2014/2015-2015/2016) ، ومن المستهدف أن يرتفع ليصل إلى 4% على المدى القريب.

– تستهدف خطة عام 2016/2017 أن يبلغ الإنتاج المحلي الإجمالي لقطاع (الزراعة – الغابات – الصيد) نحو 496.7 مليار جنيه (بتكلفة العوامل وبالأسعار الجارية) بنسبة 10.7% من الإنتاج المحلي الإجمالي ، وأن يبلغ الناتج المحلي الإجمالي للقطاع نحو 375.4 مليار جنيه خلال العام بنسبة 11.5% من الناتج الإجمالي

يعد قطاع الزراعة من أكثر القطاعات أهمية في الاقتصاد المصري نظرا لما يلعبه من دور حيوي وفعال في النشاط الاقتصادي ، وشهد هذا القطاع   تطورا كبيرا خلال الفترة الماضية نظرا لما تم إدخاله من أساليب تكنولوجية حديثة ومتطورة انعكست على أداء هذا القطاع بصفة عامة وزيادة إنتاجية الفدان من معظم المحاصيل الزراعية بصفة خاصة ، كما يعتبر الركيزة الأساسية للتقدم والتطور وتحقيق الرفاهية لما يظفر به من إمكانات وقدرات إنمائية ، فهو المجال الرحب الذى يتسع ويجود بكل ما فيه لتحقيق التنمية الشاملة إذا تمت الاستفادة بأحدث ما يقدمه العلم من مبتكرات

كما انه يساهم بنحو 13.6% من الناتج المحلى الإجمالى ، حيث بلغت قيمة الإنتاج الزراعى 142.2 مليار جنيه لعام 2007/2008 ، كما بلغت قيمة الصادرات الزراعية نحو 6.79 مليار جنيه خلال نفس العام .

ويساهم قطاع الزراعة فى إعالة نحو 55% من السكان ، حيث يعمل به نحو 5.5 ملايين مشتغل يمثلون نحو 27% من إجمالى قوة العمل خلال نفس العام ، ويعتبر المسئول الأول عن تحقيق الأمن الغذائى للسكان ،

 وقد نجح فى تقليل حجم الفجوة الغذائية وتحقيق الاكتفاء الذاتى الكامل من محاصيل الذرة والأرز والخضر والفاكهة والألبان والبيض والأسماك ، وتحقيق الاكتفاء الذاتى بنسبة 75% من اللحوم الحمراء ،  وبنسبة 70% من السكر وبنسبة 58% من القمح ، كما أن له دور رئيسى فى توفير الخامات اللازمة لعدد من الصناعات الهامة وفى مقدمتها صناعات الغزل والنسيج والصناعات الغذائية

          الإ أن قطاع الزراعة يعانى من عدة معوقات ومشكلات تحد من إنطلاقته من أهمها النقص الدائم فى الرقعة الزراعية فى الوادى والدلتا بسبب إقتطاع مساحات كبيرة فى أغراض العمران وإقامة المشروعات ، هذا بالإضافة إلى إنتشار الممارسات الخاطئة التى يقوم بها الزراع والتى من أهمها التجريف ، والتبوير ، والرى بالغمر ، وشيوع  الأساليب المزرعية التقليدية ، والتمسك بالمحاصيل ذات الإنتاجية المنخفضة ، وذيوع العادات والتقاليد والقيم المتوارثة المثبطة لكل برامج التقدم والتطور

          الأمر الذى جعل هناك صعوبة بالغة تواجه القائمين على هذا القطاع حيث دلت المؤشرات على أن الإنتاج من الغذاء لا يفى بالاحتياجات المتزايدة للسكان حيث يتزايدون بمعدلات أعلى من معدلات الزيادة فى الإنتاج الزراعى . الأمر الذى أدى لوجود فجوة غذائية تتزايد حدتها عاماً بعد آخر حيث أن معدلات النمو السكانى تفوق دائماً معدلات النمو فى الإنتاج الزراعى حيث ارتفع عدد سكان مصر من 18.97 مليون نسمة عام 1947 إلى حوالى 73.66  مليون نسمه عام 2008 على الرغم من الانخفاض الضئيل فى متوسط معدل النمو السنوى بين الفترات التعدادية حيث بلغت 2.02 % بين تعدادى 1996 – 2006  بعد أن كانت تبلغ 2.34 % بين تعدادى 1947 – 1960

، وبلغت المساحة المزروعة فى مصر عام 2007 / 2008 حوالى 8.76 مليون فدان والمساحة المحصولية 16.2 مليون فدان ليبلغ نصيب الفرد حوالى 0.12  فدان بعد أن كان حوالى 0.53  فدان عام 1897 ،  وحوالى  0.3  فدان عام 1947 ورغم مجهودات الدولة لزيادة المساحة المزروعة حيث من المستهدف إستصلاح 3.4 مليون فدان حتى عام 2017 إلا أن تآكل وفقد الأرض الزراعية غالباً يتساوى مع جملة الأرض المستصلحة مما يجعل المحصلة صفراً

وحتى يمكن إحداث تنمية زراعية لمواجهة الطلب المتزايد على الغذاء للزيادة السكانية المرتفعة فى مصر 2.3 مليون نسمة / عام وفقا لتقرير المجلس القومى للسكان 2008 ، ينبغى النهوض بالإنتاج الزراعى وتحديثه عن طريق التحول من أساليب الإنتاج التقليدية والمتوارثة إلى أساليب ونظم جديدة 

 تتضمن تقنيات زراعية مستحدثة وتبنى السياسات الزراعية المتوازنة التى تهدف إلى الوصول إلى معدلات عالية من الوحدة الفدانية وتحقيق فائض من الإنتاج الزراعى يلبى إحتياجات ورغبات كل أفراد المجتمع 

لذا أصبح من الضرورى التوجه نحو التوسع الزراعى الأفقى من خلال إستصلاح وإستزراع الأراضي الصحراوية لتحقيق التنمية الزراعية المنشودة ولتعويض النقص الحاد والمتزايد فى الرقعة المزروعة ، وسد الفجوة الغذائية ولإعادة توزيع السكان المكدسين فى المناطق القديمة ، والقضاء على المشكلات الإجتماعية والصحية والبيئية وتحقيق الأمن الغذائى ، وبذا صار هذا النشاط ذو أبعاد إقتصادية وسياسية وإجتماعية لا يمكن التغاضى عنها أو التقليل من شأنها

ولتحقيق التنمية الزراعية من منظور التوسع الأفقى فقد روعى تطبيق البرامج التى تهتم بتنمية وتطوير وتحسين إنتاجية الأراضي الصحراوية المصرية وخاصة الصالح منها للزراعة فى عدة مناطق منها شبه جزيرة سيناء والتى تمثل أهم المناطق الصحراوية لتعميرها وتنميتها زراعيا لإعتبارات إقتصادية وسياسية وإجتماعية وأمنية ، ولأنها تمثل العمق الإستراتيجى لجمهورية مصر العربية من جهة الشرق ، وتعتبر بوابة مصر الشرقية وهى حلقة الاتصال بين مصر والدول العربية الآسيوية

، وتعتبر شبه جزيرة سيناء من أهم مناطق التوسع الزراعى الأفقى وأكثر مناطق مصر جذبا للاستثمار فى الوقت الراهن لذا كان التركيز على تنميتها زراعيا لما لها من أهمية وما يمكن أن تحدثه التنمية الزراعية فيها من توطين للبدو ، مما سيكون له أكبر الأثر فى المساهمة فى حل مشاكل الانفجار السكانى التى تعانى منها مصر حاليا وعلاوة على ذلك فإن تنميتها تعتبر هدفا قوميا لدمج سيناء فى الكيان الإقتصادى والإجتماعى للوطن الأم ، وكذا دعم البعد الأمنى والسياسى للحدود الشرقية المصرية ، والمساهمة فى إعادة توزيع الخريطة السكانية المصرية.

وإذا كانت الحلقة الأولى فى سلسلة التقدم التكنولوجى الزراعى هى تحسين وتطوير معرفـة ومهارات الزراع فى القطاع الزراعى بصفة عامة والمناطق الصحراوية بصفة خاصة ، فإن الحلقة الثانية هى ضرورة وجود نظام تعليمى قوى وفعال لنقل وتدعيم تلك المعرفة والمهارة لدى هؤلاء الزراع فى ضوء خدمات الإرشاد الزراعى

وإيمانا بالدور المحورى الذى يمكن أن يؤديه الإرشاد الزراعى فى عملية التنمية فقد اعتبرته وزارة الزراعة وإستصلاح الأراضى المحور الأساسى للوزارة مدعما بأجهزة البحوث الزراعية ، ومن هذا المنطلق وتحقيقا لأهداف سياسة التحرر والإصلاح الإقتصادى فقد بدا التنظيم الإرشادى الزراعى المصرى فى نشر المراكز الإرشادية الزراعية كمستوى قاعدى للعمل الإرشادى على مستوى القرية عام 1995 ، وقد توافر لهذه المراكز ما لم يكن متوفرا من قبل على المستوى المذكور ، حيث يوجد مقر مستقل يحتوى بشكل أساسى على قاعة للإجتماعات ، وأماكن للعاملين بالإضافة إلى عدد من الأجهزة والمعينات ، وفوق هذا كله مجموعة من الأخصائيين فى كثير من مجالات العمل الزراعى والتنموى ، لتكون كل منها وحدة إدارية فنية قاعدية للتنظيم الإرشادى الزراعى على مستوى القرية الرئيسية ( أم ) وتوابعها ، وتتولى تخطيط وتنفيذ وتقييم برامج العمل الإرشادى فى كافة مجالاته وفقا لإستراتيجية الوزارة ، كما تتولى التنسيق والتعاون مع الكوادر البحثية والأسر الريفية والمنظمات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بالتنمية الزراعية والريفية والبيئية

والتى تعتبر أحدث منظمة حكومية تنضم إلى شقيقاتها الكبرى من المنظمات الريفية الحكومية فى القرى المصرية ، وبالرغم من أنها أحدث منظمة إلا إنها منوط بها دور كبير فى إحداث تغيير وتنمية حقيقية فى القرية المصرية ، ويقع عليها الدور الأساسى فى التنسيق بين المنظمات الحكومية والأهلية فى القرى بما يجعلها جميعا تعمل كفريق واحد له هدف واحد فى النهاية هو تنمية القرية فى كافة المجالات ، ويقع عليها الدور الأساسي فى التنسيق بين المنظمات الحكومية والأهلية فى القرى بما يجعلها جميعا تعمل كفريق واحد له هدف واحد فى النهاية هو تنمية القرية فى كافة المجالات

. كما تم تحديد عدة أدوار رئيسية للمراكز الإرشادية وهى : دور تخطيطى بالتعرف على موارد المجتمع المحلى وتحديد أولوياته والتخطيط للأنشطة الزراعية التنموية ، ودور تدعيمى للإسهام فى حل المشكلات الريفية الزراعية وإكتشاف القاعدة وإعداد الخرائط للأنشطة الإقتصادية ، ودور تنسيقى بالتنسيق بين المنظمات الريفية الأهلية والحكومية داخل منطقة عمل المركز ، ودور تعليمى بإمداد الزراع بالمعلومات والتوصيات الزراعية وإثارة وعيهم بالمستجدات وإشراكهم فى البرامج الإرشادية الريفية

الدكتور عادل عامر يكتب عن :الاقتصاد المصري و تحرير القطاعات الانتاجية

مر الاقتصاد المصري بعدة تغيرات اقتصادية متعاقبة ،خلال السنوات السابقة تمثلت في الاتجاه نحو تحرير القطاعات الانتاجية .وعلى الرغم من تدعيم القطاع الخاص بالقدر الذى يناسب طاقاته الاستثمارية في ظل استراتيجية اقتصادية تسعى الى توجيه كافة الجهود لتحقيق برامج التنمية على مستوى القطاعات الاقتصادية المختلفة ،

الا انه مازال هناك تباطئي في دفع عجلة الاستثمارات الزراعية، مع  وجود تناقص واضح في الاستثمارات الموجهة للقطاع الزراعي ، فضلا عن وجود مجموعة من المشاكل و المعوقات التي تعترض سبيل الاستثمار الزراعي في مصر .  

 كما ان نصيب صناعة الزراعة من الاستثمارات القومية لا يتناسب مع اهميتها ودورها الأساسي في تنمية القطاعات اللازراعية،

ومن حيث مدى مساهمتها في توليد الدخل القومي، وكذلك مشاركتها في الصادرات القومية واستيعابها للقوى العاملة، كما انها القطاع المسئول عن تحقيق الامن الغذائي الوطني والذى يعتبر مكنونا اساسيا في الامن القومي.

 ولا شك أن تحقيق معدلات عالية من التنمية يعد أمرا بالغ الأهمية في ظل منظومة التطورات والتغيرات الاقتصادية التي يواكبها الاقتصاد المصري في الوقت الراهن على المستوى المحلى والعالمي، والتي تلعب دورا مؤثرا في تهيئة المناخ الاستثماري.

على الرغم من ان نسبة الاستثمارات الزراعية للناتج المحلى الزراعي تبلغ نحو 13%، مما يعطى مؤشرا بكفاءة الاستثمار فى القطاع الزراعى، الا انه توجد بعض المشاكل والمعوقات التى تواجه الإستثمار الزراعى المصرى وتحد من فعاليته فى عديد من المجالات الزراعية، ولعل إنخفاض إستثمارات القطاع العام بالنسبة للإستثمارات القومية يعتبر من أهم مشاكل الإستثمار الزراعى بالإضافة إلى مشكلة سياسات تشجيع الإستثمار فى قطاع معين على حساب قطاعات مثل تحويل الفائض من قطاع الزراعة إلى قطاعات آخرى غير زراعية.

          كما ان تناقص الرقعة الزراعية بسبب الزحف العمرانى، تعتبر من أهم مشاكل الإستثمار الزراعى فى مصر لأن ذلك يؤدى إلى إختلال العلاقة بين الموارد الأرضية والسكانية، وتقدر المساحة المستقطعة سنويا لتلك الأغراض بنحو 20 ألف فدان، بالإضافة إلى التفتت الحيازى مما أدى إلى عدم امكانية تعميم ميكنة كافة العمليات الزراعية فضلا عن استخدام الميكنة الزراعية الصغيرة،  الامر الذى يحد من تقدم الزراعة المصرية، كما تتأثر الإستثمارات الزراعية بمدخرات الزراع بإعتبارها المكون الأساسى للإستثمارات الزراعية التقليدية، ثم مشكلة الحصول على قروض والتى تتطلب توفير ضمانات كافية مثل رهن المشروع أو أراضى أوعقارات وهذا يعوق المستثمر المحلى.

العوامل المؤثرة على الإستثمارات الزراعيه فى مصر:

          يتناول الجزء التالى من البحث دراسة بعض العوامل والمتغيرات المؤثرة على الإستثمارات الزراعية الحقيقية فى مصر، حيث تم توصيف نموذج قياسى يشتمل على مجموعة متغيرات مستقلة من المفترض أن يكون لها تأثير على الإستثمارات الزراعية الحقيقية وهى: سعر الفائدة (X1)، الدخل الزراعى الحقيقى بالمليون جنية (X2)، الصادرات الزراعية الحقيقيه بالمليون جنية (X3)، الواردات الزراعية الحقيقيه بالمليون جنية (X4)، نسبة الصادرات الزراعية للواردات الزراعيه (X5)، الصادرات القومية الحقيقيه بالمليون جنية (X6)، الواردات القومية الحقيقيه بالمليون جنية (X7)، نسبة الصادرات القوميه للواردات القوميه (X8)، المساحة المحصولية بالمليون فدان (X9)، المساحة المنزرعة بالمليون فدان (X10)، والمساحة المستصلحة بالمليون فدان (X11).

          ولقد تم تقدير دالة الاستثمارات الزراعية فى كل من الصورة الخطيه واللوغارتميه المزدوجه، وللتغلب على مشكلة الإزدواج الخطى “Multicollinearity” الموجودة بين المتغيرات المستقلة تم إستخدام أسلوب الإنحدار الخطى المتدرج “Step-Wise Regression” لتلافى تلك المشكلة.

          كما تبين ايضا من خلال التقدير وجود مشكلة الارتباط الذاتى “Autocorrelation” فى حد الخطأ العشوائى للنموذج وفقا لإختبار “ديربن-واتسون” “Durbin-Watson Test”، ولذلك تم استخدام اسلوب المربعات الصغرى للانحدار الذاتى “Autoregressive Least Squares” لعلاج مشكلة الارتباط الذاتى.

تعتبر الإستثمارات أحد وسائل تنفيذ برامج التنمية الزراعيه فى مصر، وذلك من منطلق أن الإستثمارات تلعب دورا هاما وفعالا فى تغير بنيان الإقتصاد القومى. وعلى الرغم من التغيرات الإقتصاديه المتعاقبه التى يمر بها الإقتصاد المصرى،

 والإتجاه نحو تحرير القطاعات الإنتاجيه وتدعيم دور القطاع الخاص بالقدر الذى يناسب طاقاته الإستثماريه فى ظل إستراتيجيه إقتصاديه تسعى إلى توجيه كافة الجهود لتحقيق برامج التنمية على مستوى قطاعات الإقتصاد القومى المختلفة،

 الا انه مازال هناك تباطؤ فى إستثمارات القطاع الزراعى وتناقص واضح فى الإستثمارات الموجهه للقطاع الزراعى، فضلا عن وجود مجموعة من المشاكل والمعوقات التى تعترض سبيل الإستثمار الزراعى فى مصر،

 هيكل توزيع إستثمارات القطاعات الاقتصادية فى مصر، مع التركيز على الإستثمارات الزراعية من حيث أهم العوامل المؤثره عليها، والتعرف على مقومات الإستثمار الزراعى وأهم المشاكل والمعوقات التى تواجه الإستثمارات الزراعيه.          وتحقيقا لأهداف البحث تم الإعتماد على إستخدام أسلوب الإنحدار البسيط والمتعدد، كما تم الحصول على البيانات اللازمة من الجهات والمؤسسات الحكومية الرسمية المختلفة.

ولذلك يتضح أن أكثر العوامل المؤثرة على زيادة الإستثمارات الزراعية الحقيقية وفقا للمرونات هى المساحة المستصلحة، فى حين تبين أن زيادة سعر الفائدة مسئول بالدرجة الاولى عن انخفاض الإستثمارات الزراعية الحقيقية وهى نتيجة تتمشى مع المنطق الاقتصادي. كما تبين ان زيادة الواردات الزراعية بمقدار مليون جنيه يؤدى إلى انخفاض الاستثمارات الزراعية الحقيقية بنحو 0.25 مليون جنيه، وتوضح المرونة ان زيادة الواردات الزراعية الحقيقية بنسبة 1% يؤدى الى انخفاض الاستثمارات الزراعية الحقيقية بنسبة 0.37%، وذلك مع ثبات العوامل الاخرى عند مستوى معين.

          وايضا تبين ان زيادة المساحة المستصلحة بنحو مليون فدان يؤدى إلى زيادة الاستثمارات الزراعية الحقيقية بنحو 2440.4 مليون جنيه، وتوضح المرونة ان زيادة المساحة المستصلحة بنسبة 1% يؤدى الى زيادة الاستثمارات الزراعية الحقيقية بنسبة 0.25%، وذلك مع ثبات العوامل الاخرى عند مستوى معين.

 يتم توزيع الإستثمارات القوميه فى مصر على ستة قطاعات رئيسيه، ممثله فى قطاعات الزراعه، الصناعه، البترول، الكهرباء، التشييد، والخدمات. هذا ويشمل قطاع الخدمات كل من: الخدمات الإنتاجيه فى مجالات النقل والمواصلات، التجارة والمال والتأمين، والسياحة والمطاعم والفنادق، وكذلك الخدمات الإجتماعيه فى مجالات الخدمات الإجتماعية من حيث الإسكان والمرافق العامة، الخدمات الإجتماعية والشخصية، ثم الخدمات الحكوميه والتأمينات الإجتماعية.

كما ان نصيب صناعة الزراعة من الاستثمارات القومية لا يتناسب مع اهميتها ودورها الاساسى فى تنمية القطاعات اللازراعية، ومن حيث مدى مساهمتها فى توليد الدخل القومى، وكذلك مشاركتها فى الصادرات القومية واستيعابها للققوى العاملة، كما انها القطاع المسئول عن تحقيق الامن الغذائى الوطنى والذى يعتبر مكنونا اساسيا فى الامن القومى. ولا شك أن أن تحقيق معدلات عاليه من التنميه يعد أمرا بالغ الأهميه فى ظل منظومة التطورات والتغيرات الإقتصادية التى يواكبها الإقتصاد المصرى فى الوقت الراهن على المستوى المحلى والعالمى، والتى تلعب دورا موثرا فى تهيئة المناخ الإستثمارى.

          ويمكن القول فى ضوء تلك النتائج أن سعر الفائدة بإعتباره من أحد محددات الإستثمار، فإذا ما إرتفع سعر الفائدة فإن هذا يعمل على تراجع حركة الإستثمارات، بينما إنخفاض سعر الفائدى يؤدى إلى تنشيط عجلة الإستثمار، ولذلك يجب أن ترتفع مرونة الإستثمار بالنسبة لسعر الفائدة لأن التغير الكبير فى الإستثمار يولد تغيرا أكبر فى الدخل.

تراءت لي الاثقال في ربيع..بقلم :حكيم سعيدة

الامنيات ….وهمهمات الماضي ترن وتحوم فوق راسي ….وكانها …تعد طقوسا قديمة كل ليلة من ماضي الاجداد ….انه الطيف يجابه كي يظهر في حلكة الظلام ….ليغازلني ليغازل القمر والنجوم …بصوت سهاد يكاد يغني… اغنية الرحيل الى مرافىء حطمتها الالام …..اه لم يبق من مدينتي الا قناديل لاتكاد تضيء المكان الذي بكيت فيه….في زمن جوع المرايا….والعشق بات مشلولا في بحر الآهات ….ينتظر كوب شاي ليفكر ….في صحراء الاماني…ليعيد برشفة ….بعض الكلمات التائهة ……جعنا كثيرا ..ولم نزل …الى متى ونحن ننعي نحب امانينا ….ولا احد ياتي ليعزينا سوى بعضُ بعض اوجاع في الرأس تثير سحابات …وغيمات ننتظر منها غيثا كي تزهر ايامنا …في ظل خلفه لهيب نار شوق ….وردي على اسود كحل شمسنا …وانار ايام شيطان اخرص .. يعبث بعبق السجود يعبث بطلع الزهور….لكن…هيهات يا شيطان الورود ولِّي فإيماني ….لاينتهي لانني….لا ازال نقيا على الفطرة….امضي فاهل مدينتي عطشا لعشق السماء ولهيبهم اقوى من لهيب….اترك المكان ستحترق ايها الجبان وتنتحر امانيك ويبطل قسمك في سراديب يسكنها رماد خلفه شرك منذ ان خلقت وخلقنا …..

عَمَى البصر بقلم :اسماعيل خوشناوN


أيُمكِن
بلحظة أن تعمى البصر
وترى الحياة 
وكل الجمال من غير أثر
جنون قيس
له مبرر
ذهاب ليلى
أعمى كل شئ
قد كنتُ بها
أمير البشر
اصبحتُ الآن لعبة
بأيدي أطفال الغجر
كثيرا ما تمنيتُ جنون قيس
أجول الصحارى
أُمسك بالقمر
أرى الحياة من غير نظر
زرعتُ حبا
قلعتُ شوكا
بنيتُ من قصائدي
قصرا يطوف به القمر
ايمكن بلحظة
أن تعمى البصر
وكأنني
قد كنت في حكاية
وانتهى الخبر
في البداية
يحلو كل شيء
وفي النهاية
يموت البشر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
اسماعيل خوشناوN

حسين الحانوتى يكتب : خليك اورجانيك


عشان الناس اللي مش عارفه يعني ايه اورجانيك ..الكلمه اللي كلنا سمعناها من الرئيس وهو بيفتتح مشروع الصوب الزراعيه والكلمه اللي بعض المغيبين سمعوها وهات يا تريئه وضحك بدون فهم للمعني والمقصود
كلمة اورجانيك يافصيح وعنتيل لغه معناها إنتاج محاصيل بدون مبيدات أو هرمونات أو مضادات حيوية أو مكونات معدلة وراثيا
ودي بيتم إنتاجها عن طريق بذور من إنتاج معامل البحوث الزراعية
وده كان بيحصل فى فترة من فترات تاريخ مصر بشكل أو بأخر ونتج عنه اللي احنا عايشين فيه دلوقتي من امراض سرطانيه واوبئه وامراض الكبد المنتشره بين طبقات المواطنين المصريين واللي حملة العلاج شغاله فيها الوقتي بدايه من القضاء علي فيروس سي اللي هي سبب من اسباب وجوده وانتشاره
واللي مش اورجانيك بقى حضرة سيادتك يا فصيح يامتفصح محاصيل تحتوى على كل ده من مبيدات وهرمونات و مضادات حيوية و كمان مكونات معدلة وراثيا تعمل كل المصايب اللي قلناها
وده بقى اللي حصل واللي وحضرتك شفته وسمعته والريس يقصده كويس جدا وبقى ده الطبيعى وأسلوب الزراعة فى مصر
بفضل الإهمال ال حصل على مدار 30 سنة سابقه والإهمال ال حصل لمعامل البحوث الزراعية المصرية وعدم دعمها والاعتناء بيها وعدم العمل على إنتاج واستنباط بذور مصرية خالصة زى زمان وزي ما كنا مثال زراعي يحتذي بنا في العالم كله
وبرضو تجميد دور الجمعيات الزراعيه والارشاد في القيام بدورها من دعم وارشاد الفلاح وامداده بلوازم الزراعه
ومننساش تقصير الرقابه علي المبيدات اللي كانت بتدخل وغير مصر بدخولها مصر لخطورتها علي الصحه العامه
وكلنا طبعا عارفين وفاكرين كويس المحاصيل المسرطنة الناتجه من الهرمونات والمبيدات واللي كانت بتدخل البلد تحت رعاية الفاسدين والحرامية واصحاب البيزنس دون مرعاة لصحة وحياة المصريين اللي يهمهم المكاسب
الوقتي فى عهد السيسي بدأنا نرجع تانى للوضع الطبيعي بتاع زمان ومصر نجحت كأول دولة عربية وإفريقية فى انتاج بذور خاصة بيها وهتصدرها كمان
واكيد شوفت وسمعت وقلبك وجعك و رئيس الشركة الأسبانية بيقول إيه عن ال مصر حققته في مجال البذور وانتاج الصوب ومدي جودتها ودرجة الامان في تناولها
ولسة يا ما في الجراب الايام الجايه ومصر هاتكون من أهم دول العالم فى المجال النباتى والزراعى اللي هو في الاساس امن قومي لاي بلد …تحيا مصر…خليك اورجانيك ومتتعبكش الكلمه وكل خيار اورجانيك
وبنزرعلك كمان نخل عشان نعملك تمر اورجانيك…
عشان ياغشيم تبقي تقول بلح
وتحيا تحيا تحيا مصر