تنفيذ إصلاحات اقتصادية جريئة في مصر! ما هي الخطوة التالية؟

شهدت مصر في الأعوام القليلة الماضية تنفيذ سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية الجريئة. فقد قامت الحكومة بنجاح بتحرير سعر صرف الجنيه المصري، وتطبيق ضريبة القيمة المضافة، وقادت سلسلةً من الإصلاحات مثل سن قانون جديد للتراخيص الصناعية، وقانون الاستثمار، وقانون الإفلاس، وتعديلات قانون الشركات، وأنشأت سجلاً للضمانات المنقولة. وبدأت مصر تجني ثمار هذه الإصلاحات: فقد بلغ معدل نمو إجمالي الناتج المحلي الحقيقي 5.3% في السنة المالية 2018، مرتفعاً من 4.2% في السنة المالية 2017، ومن المتوقع أن يقترب من 6% في السنة المالية 2019. وساعد قرار تحرير سعر الصرف على زيادة الصادرات وانتعاش قطاع السياحة. وتحسَّنت إمدادات الكهرباء: إذ انخفضت نسبة الشركات التي تعتبر الكهرباء مُعوِّقاً رئيسياً لعملياتها من 39% في 2013 إلى 18% في 2017.

في السابق، كان يتعين على الشركات التي تريد الحصول على ترخيص أن تحصل على موافقات من 11 جهة، وهي عملية قد تستغرق ما يصل إلى 600 يوم. إذ نص قانون التراخيص الصناعية الجديد على أن هيئة التنمية الصناعية هي الجهة الوحيدة المعنية بتلقي طلبات التراخيص وإصدارها من أجل اختصار الوقت والإجراءات، وهو ما أدَّى إلى زيادة بمقدار 20 ضعفا لعدد التراخيص التي صدرت في أعقاب إجراء هذا الإصلاح. ولا شك أن هذه إنجازات هائلة!‏

لكن، ما هي الخطوة التالية اللازمة للحفاظ على زخم هذه الإصلاحات؟ كان هذا أحد الموضوعات الرئيسية التي تناولها المؤتمر السنوي التاسع والعشرين يورومني مصر الذي تشرَّفت فيه بإلقاء الكلمة الرئيسية عن التنافسية وتنمية القطاع الخاص. وكما أكَّدت في كلمتي، يجب أن تكون أجندة تحسين الإنتاجية محور التركيز الشامل للجيل التالي من الإصلاحات.

فلماذا التركيز على تحسين الإنتاجية؟ كما قال بول كروغمان عالم الاقتصاد الحائز على جائزة نوبل “الإنتاجية ليست كل شيء، لكنها على المدى الطويل كل شيء تقريباً.” إذ يُعزى إليها نصف الفروق في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي فيما بين البلدان. وتحسين الإنتاجية هو السبيل للحد من الفقر، وتهيئة فرص عمل أفضل، وخفض أسعار المنتجات الرئيسية، وتعزيز رفاهة الناس.

إن إنتاجية أي اقتصاد تزداد بطريقين: الأول من خلال إحداث تحوُّل هيكلي تنتقل فيه الموارد لاسيما الوظائف من القطاعات منخفضة الإنتاجية إلى القطاعات مرتفعة الإنتاجية. ويساعد تسهيل دخول الشركات وخروجها من السوق على تحقيق ذلك. وقد خاضت الكثير من البلدان المتقدمة والنامية تلك العملية، وتحوَّلت من اقتصادات زراعية إلى اقتصادات صناعية ومُوجَّهة نحو الخدمات عالية القيمة. والطريق الثاني هو من خلال التحسين المستمر لإنتاجية الشركات القائمة في الاقتصاد – وهو عامل رئيسي للنمو المستدام للإنتاجية على الأمد الطويل في أي بلد.[1]

وللحفاظ على زخم الإصلاح الاقتصادي في مصر، يجب أن يصبح القطاع الخاص المصدر الرئيسي لإيجاد المزيد من الوظائف وفرص العمل وتحسين نوعيتها، ويجب أن يكون أيضاً المُحرِّك الرئيسي للنمو. ولكن لا يزال هناك الكثير مما يتعيّن القيام به. فالإحصاءات تُظهِر أنه خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية، بدلاً من انتقال الوظائف من الزراعة الأقل إنتاجية إلى قطاع الصناعات التحويلية الأكثر إنتاجية، انتقلت من قطاع رسمي أكثر إنتاجية إلى قطاع غير رسمي أقل إنتاجية. وكان معدل التشغيل في الصناعات التحويلية بين 20%و25% والاستثمارات الخاصة حوالي 14%، وتقلَّص معدل التشغيل في قطاع الزراعة.

ونتيجةً لذلك، زاد معدل التشغيل في القطاع غير الرسمي مع احتياج الناس لكسب لقمة العيش. وشكل ذلك ضربةً كبيرةً للنمو الكلي للإنتاجية في البلاد، لأن القطاع غير الرسمي أقل إنتاجية من القطاع الرسمي. وكان النمو الكلي لإنتاجية عوامل الإنتاج في مصر غالباً سلبياً (الشكل 1).


لا تزال الإنتاجية على مستوى الشركات متدنية في مصر. وكان معدل إنتاجية الأيدي العاملة في مؤسسات الأعمال الرسمية بمصر من بين أدنى المعدلات بالمقارنة مع أقرانها من البلدان، وانخفض بنسبة 4% في الأعوام القليلة الماضية (الشكل 2).


إن العوامل المُحرِّكة للإنتاجية متعددة. ويرتبط بعضها بما يلي: (أ) بيئة أعمال تشتمل على عناصر المنافسة والتدمير الخلاق؛ (ب) بيئة تنظيمية تتسم بسهولة دخول السوق؛ (ج) تبسيط عمليات مؤسسات الأعمال، وسرعة الخروج من السوق وإعادة الهيكلة؛ (د) تبسيط ورفع كفاءة تقديم الخدمات من الحكومة إلى مؤسسات الأعمال؛ (ه) سهولة الوصول إلى مصادر متعددة للتمويل في مختلف مراحل دورة حياة المشروع؛ (ز) بنية تحتية كافية وخدمات اتصال وربط شبكي جيدة. وتختص عوامل أخرى للإنتاجية بتطوير قدرات الشركات، وتشتمل على المهارات الإدارية، وممارسات مؤسسات الأعمال، وجودة المهارات والأيدي العاملة، وجودة رأس المال وتقنية المعلومات، والابتكار والبحوث والتطوير، وهي عوامل يُسهِّلها في الغالب الاستثمار الأجنبي المباشر والتعلم من خلال التصدير.

لقد تركزت مختلف حلقات الإصلاح في مصر خلال العقود القليلة الماضية على تحسين مختلف جوانب مناخ الأعمال، لكن لم يكن هناك تركيز كبير على المُحرِّكات المحددة التي تتعلق بالشركات. ولا يزال هناك شوط مهم يجب قطعه من أجل سلامة تنفيذ كل الإصلاحات التشريعية التي تم سنها لتحقيق تكافؤ الفرص للشركات لكي تتنافس وتزدهر. ويتيح التزام مصر بعملية الإصلاح مجالاً كبيراً للحاق بالاقتصادات مرتفعة الأداء في عدد من العوامل المُحرِّكة للإنتاجية، سواء من خلال تهيئة بيئة مواتية أو عن طريق مُحرِّكات تختص بالشركات.

إن أجندة تحسين الإنتاجية باتت الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى حتى تتمكَّن مصر بنجاح من الدخول في الثورة الصناعية الرابعة. وستشكل البنية التحتية وخدمات الاتصال والربط الشبكي ، والإجراءات التنظيمية الذكية، والإدارة الحكومية الذكية، والشركات القادرة، والأيدي العاملة الماهرة الركائز الأساسية في رحلة مصر إلى المستقبل.

الدكتور عادل عامر يكتب عن : زايد وتفكيره النهضوي للإمارات

 

وظّف الشيخ زايد، جميع الموارد لخلق وطن يحتضن المواطن الذي يشعر بالانتماء والولاء للوطن وقيادته، وأدرك الشيخ زايد في وقت مبكر من قيام الاتحاد، أن بناء الأوطان يجب أن يبدأ من بناء الإنسان، الذي يشكل أساس التنمية ومحورها الرئيسي، وهذا البناء جوهره الأساسي التعليم ففتح زايد أمام أبناء الإمارات كل أبواب العلم والتعلم وأعطى الغالي والثمين لهذا الهدف باعتبار الشباب الثروة الحقيقية للوطن».

الحقيقة أن نجاح دولة الإمارات لم يأتِ مصادفة أو بسرعة وإنما نتاج أسس متينة ونهج راسخ وضع لبنته الأولى المغفور لهما الشيخ زايد فلذلك يحتل الشيخ زايد مكانة متميزة في قلوب وعقول أبناء الإمارات، لما له من مآثر ومناقب وجدانية وقيم أخلاقية وإنسانية ورؤية استراتيجية بعيدة المدى، باتت نهجاً وطنياً في سيرة ومسيرة القائد المؤسس

، فهو رجل أعطى بلا حدود للقريب والبعيد، وسخر فكره وإمكاناته لخدمة وإسعاد شعبه، ووضع الإنسان الإماراتي محور تفكيره. وفور اكتشاف النفط حرص على دراسة المزايا الناتجة عن دخول الدولة نادي منتجي النفط، وخطط وتابع من أجل أن يضمن توزيع عائده المالي على شعبه، وظل لسنوات طويلة يطور رؤيته الخاصة من أجل إيجاد مجتمع حديث ومزدهر.

الرمال البيضاء والبحر كانا هما البيئة حينذاك وبدأت الإمارات تنمو قليلاً كنمو النبات وتستقبل مزيداً من البشر وبدأت المباني تظهر وتشق الطرق عبر رمالها واستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يشعر الناس بالمنافع الحقيقية لهذه التغييرات، حيث ظلت حياة الكثير من القاطنين في المناطق النائية وبعيداً عن حقول النفط الجديدة قاسية وتمثل صراعاً يومياً للبقاء.

لكن مجهودات جبارة بذلت لتتحول هذه المدن التي كانت عبارة عن قرى غارقة في التخلف والنسيان إلى مدن عصرية بكل معاني الكلمة لا تفتقر إلى شيء مما هو موجود في مدن الدولة الكبرى.

ينظر العالم اليوم بانبهار إلى تجربة الإمارات ويقرأ بإعجاب قصة كفاح شعب وقيادة ومسيرة وطن، بدأها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الإمارات الحديثة، وناضل خلالها ضد كل ما يعترض طريق البناء والتنمية والرخاء، وعلى رأسها المناخ القاسي وندرة الموارد.

وبالعودة إلى الماضي، ومع حلول منتصف ستينات القرن الماضي، بدا واضحاً أن الطريق بات ممهداً أمام الشيخ زايد لتحقيق رؤيته وتطبيقها عملياً بعد أن فتح عينيه على قومه، وقد نالت منهم سنوات الحرمان، وأخذ يتابع من مكان إقامته في واحة العين الصحراوية تلك التغييرات التي كانت تحدث ببطء شديد.

وفور اكتشاف النفط حرص على دراسة المزايا الناتجة عن دخول الدولة نادي منتجي النفط، وخطط وتابع من أجل أن يضمن توزيع عائده المالي على شعبه، وظل لسنوات طويلة يطور رؤيته الخاصة من أجل إيجاد مجتمع حديث ومزدهر. لقد كان لاكتشاف البترول المفاجئ أثر درامي في الإمارات، فقد أصبح الناتج المحلي 6 مليارات و500 مليون درهم عام 1971 لم يخصصه الشيخ زايد، رحمه الله، لنفسه وإنما اختار إنفاقه لخير شعبه عبر برنامج طموح لإقامة المشاريع العامة بدأ بإنشاء مجتمع حديث يحل محل المجتمع القديم في هذه البقعة من العالم.ومنذ سنوات قليلة مضت كان عدد سكان مدينة أبو ظبي لا يتعدى آلافاً معدودة يعملون في حرف قديمة مثل صيد اللؤلؤ وصيد الأسماك والسفر الشراعي وبناء السفن، وكانت همزة الوصل للقوافل ومرسى لسفن السفر والنقل البحري.

وكان تفكيره، طيب الله ثراه، يسبق عصره وكان همه وشغله الشاغل هو بناء دولة مؤسسات حتى يضمن لجيل اليوم أن يقطف ثمار زرعه وأن تتقدم الإمارات بخطى سريعة واثقة شعارها بناء الإنسان. والإمارات ملحمة بناء عطرها الآباء الأوائل بالعزيمة وصدق الرؤية فعاشها الأحفاد رواية تحكي للدنيا قصة ملحمة بناء ومعجزة فوق الرمال.

وكان الموعد حين أضاءت عزيمة رجل وشجاعة رفاقه سماء الإمارات لينبلج الفجر عن غرة «زايد الخير» راسماً بالقلم والورقة خريطة وطن بمساحة حلم ليسمع ويرى الجميع قصة بناء وطن من مجد ويقرأ العالم منبهراً تاريخ رجال بنوا وطناً اسمه دولة الإمارات.

واليوم أحسن الإماراتيون التعلم من ملهمهم، رحمه الله، وفازوا في نضالهم ضد خصومهم الثلاثة بقوة وكانت هذه الفترة بالنسبة للقيادة والحكومة فترة حافلة بالتغيير فبعد سنوات من انحسار دور صناعة اللؤلؤ كمصدر تقليدي للدخل كانت المنطقة تعاني بالفعل من مصاعب اقتصادية شديدة غير أن النمو المستمر في أنشطة استخراج النفط فتح آفاقاً واسعة جديدة ليس فقط في مجال الصناعة والتوظيف ولكن أيضاً في القطاع التجاري، حيث تولت المشاريع والمؤسسات التجارية العديدة التي أقيمت آنذاك توفير جزء كبير من توريد احتياجات الحقول النفطية القائمة.

الرمال البيضاء والبحر كانا هما البيئة حينذاك وبدأت الإمارات تنمو قليلاً كنمو النبات وتستقبل مزيداً من البشر وبدأت المباني تظهر وتشق الطرق عبر رمالها واستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يشعر الناس بالمنافع الحقيقية لهذه التغييرات، حيث ظلت حياة الكثير من القاطنين في المناطق النائية وبعيداً عن حقول النفط الجديدة قاسية وتمثل صراعاً يومياً للبقاء.

لكن مجهودات جبارة بذلت لتتحول هذه المدن التي كانت عبارة عن قرى غارقة في التخلف والنسيان إلى مدن عصرية بكل معاني الكلمة لا تفتقر إلى شيء مما هو موجود في مدن الدولة الكبرى. وتقدر مشاريع أبو ظبي بأكثر من 200 مليار دولار وحازت الإنشاءات الضخمة على الساحل مثل قصر الإمارات وحلبة ياس وجزيرة السعديات وبرج خليفة وأبراج الإمارات وفندق برج العرب سمعة وشهرة عالمية واسعة وجذبت كثيراً من مهندسي المعمار من جميع أنحاء العالم إلى المنطقة بهدف تشييد منشآت مميزة ملفتة للأنظار.

تسارعت خطى التطور في العاصمة أبو ظبي، حتى أصبحت في غضون عقد من السنوات واحة أعمال مزدهرة تستقطب اهتمام العالم وتلهم جيرانها بتأسيس مشاريع مشابهة. وتعيش أبو ظبي في الوقت الحاضر مرحلة نهضة حقيقية بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة ومتابعة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لتواصل مسيرة النمو والتنمية بهدف تفعيل وصقل دور الإمارة ضمن الخريطة الاقتصادية والثقافية والسياحية العالمية، إذ تعتزم حكومة أبو ظبي جعل العاصمة من أفضل مدن العالم عمرانياً وسياحياً وفقاً لخطة أبو ظبي للتنمية المستدامة التي تنتهي بحلول عام 2030. ويعد جامع الشيخ زايد الكبير “درة الخليج البيضاء” علامة لافتة في الوجه الحضاري لمدينة أبو ظبي ويعتبره الإماراتيون ذروة الوجه الحضاري لعاصمتهم الصاعدة والذكرى البصرية لما حققه مؤسس الدولة باني الإمارات الحديثة، المغفور له الشيخ زايد.

اهتمت الشارقة مبكراً أيضاً بالموروث الشعبي والتراثي والثقافي، فكل عام يقام على أرض الشارقة القديمة مهرجان وطني للتراث والثقافة «أيام الشارقة التراثية»، تتولى العاصمة الثقافية تنظيمه واستضافته بمشاركة جميع مناطق البلاد والعالم أجمع.

وقبل شهر تقريباً أدرجت منطقة قلب الشارقة ضمن القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونيسكو”، في إنجاز جديد يعكس ثراء التراث الأثري والتاريخي في الإمارات، ويأتي هذا الحدث تزامناً مع احتفالات الشارقة عاصمة للثقافة الإسلامية للعام الحالي. وتعتبر دبي مركزاً اقتصادياً ناشطاً وسياحياً فريداً لكل من يختارها وجهة له، فهي إمارة تضم عناصر الجذب السياحي المتنوعة وفرص التسوق واكتشاف المطاعم والفنادق الراقية.

ولا تزال مدينة الشارقة تواصل مسيرتها الثقافية، حيث تستضيف أفضل مهرجانات التراث والفنون في المنطقة والمعترف بها دولياً، كما فازت المدينة في عام 1998 بجائزة اليونسكو الثقافية كأفضل عاصمة ثقافية للعالم العربي، وذلك عن التزامها بتقديم أفضل أنواع الثقافة والفنون والحفاظ على تراثها الإنساني، فالزائر إلى شوارعها العتيقة يتلمس سحر الماضي النابض في كل مكان.

انبثقت دبي كظاهرة للقرن الحادي والعشرين ومدينة الآفاق، التي تبني عولمتها من وحيها ونبذها لمن يتخلفون عن الركب وشهرت سيف التحدي، وتعمل ليل نهار في ترسيخ مكانتها كمدينة عالمية بنت أطول أبراج العالم قاطبة وأكثر مراكزها التجارية اتساعاً وأكثر فنادقها فخامة وأكبر مرسى صنعته يد إنسان وأكبر جزيرة اصطناعية. ودبي هي المدينة الوحيدة في العالم التي تنمو وتعلو وتتغير أسرع من أي مكان آخر في العالم فهي معجزة الإمارات فوق الرمال تناطح السحاب.

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي­ يكتب عن : نهايةُ عهدِ نيكي هايلي فشلٌ وسقوطٌ

 

حزينةً بدت، مقهورةً ظهرت، حسيرةً جلست، ساهمةً حائرةً، تعض على شفتيها، ولا تستطيع أن تخفي إمارات الغضب البادية على عينيها، وقد كتفت يديها، وآثرت الصمت الذي ارتسم على وجهها ذهولاً وشروداً، إذ كانت تتمنى أن تسجل في نهاية مهمتها في الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، بصفتها مندوبةً عن الولايات المتحدة الأمريكية، انتصاراً كبيراً للكيان الذي تواليه وتناصره، وتؤيده وتسانده، وتفتخر بأنها تخدمه وتساعده، وتعمل من أجله وتضحي في سبيله، وهي التي لم تخفِ يوماً رغبتها في دفع المجتمع الدولي كله لاحتضان الكيان الصهيوني، والتعاطف معه، والإحساس بمعاناته والتضامن مع سكانه، الذين ينتابهم الرعب والفزع نتيجة الصواريخ التي تنطلق من قطاع غزة، قائلةً بأنه آن الأوان للمجتمع الدولي أن يشعر بحاجة إسرائيل للأمن، وأن يدين القوى التي تهدد وجوده وتستهدف أمنه وسلامة مواطنيه.

إنها نيكي هايلي التي أعلنت ولاءها لإسرائيل، وسخرت نفسها خادمةً لها، ومدافعةً عنها، والتي اشتهرت بحذائها ذي الكعب العالي، الذي رفعته في وجه دول العالم محذرةً من المساس بأمن إسرائيل واستقرارها، ومهددةً من يصوت ضدها أو يؤيد عدوها، قد فشلت في تحقيق أمنيتها، وعجزت عن الوفاء بوعدها، واصطدمت بالموقف الدولي الرافض لمشروعها، رغم سيل التهديدات التي أطلقتها، وعبارات التحذير التي استخدمتها، ومظاهر الاستبشار التي كست وجهها وطغت على حركتها قبيل التصويت على مشروع القرار، الذي ما ظنت أن يسقط وتفشل محاولتها الأخيرة قبل تسليم منصبها العتيد لخليفتها الجديدة هيذر ناويرت، التي ربما تحذو حذوها وتكون مثلها، إلا أن تتعلم من عجرفتها وكبريائها، وتستفيد من استخفافها بالأمم واستهتارها بالدول، وتتجنب إغضاب الشعوب واستفزاز الأنظمة والحكومات.

فهل تتعرض هايلي للتوبيخ والتأنيب من رئيسها دونالد ترامب، الذي اطمأن إلى قدراتها، وركن إلى تأكيداتها، ولكنها خذلته وأحرجته من جديد، ووضعته في موقفٍ آخر لا يحسد عليه، وهو الذي بات يعاني من كل شيء، ويشكو من كل الظروف، ويترنح ويكاد يسقط أمام ضربات المحقق الفيدرالي، وأمام أسئلة وحصار مجلس النواب والشيوخ، ويعجز عن مواجهة وسائل الإعلام ومجابهة أقلام الكتاب، الذين فضحوا أسراره، وكشفوا سريرته، وسلطوا الضوء شديداً على أخطائه وحاشيته.

قد بات من شبه المؤكد أن نيكي هايلي ستعجل في إجراءات الرحيل، وستبكر في مواعيد تسليم المهام وترك المنصب، ولن تتمكن من الظهور أمام عدسات الإعلام، إلا أن تخدمها الأقدار بجلسةٍ جديدةٍ تستعيد فيها ألقها التسلطي، وحضورها القوي، واستفزازها المهين، فقد أغضبت رئيسها، وأفشلت حليفتها، وأسدلت الستار على آخر مشاهد مسرحيتها العنيفة، ذات الفصول الكريهة، التي ربما سيفرح الكثير من غير العرب والمسلمين لرحيلها، فقد أضرت أيضاً بغيرنا، وأساءت إلى سوانا، ولم تسثنِ أحداً من إهاناتها، إذ هي صورة أكثر سوءً عن رئيسها، وطبعةً أكثر بشاعةً من مشغلها، الذي عينها في منصبه لأنها تشبهه، وأولاها ثقته لأنها تفكر مثله، وجعلها من ضمن فريقه الصغير ومستشاريه الكبار الذين يمدحون فحشه، ويطرون على سياسته، ويأتون بما يشبع غروره ويرضي نفسه.

يقول الهنود عنها أنها امرأة سوء، لا تحفظ الود ولا تقيم على العهد، فقد تنكبت لأصل والديها، وأساءت إلى الوطن الذي جاؤوا منه وولدوا فيه، وانتسبوا إليه وفيه تعلموا ومنه هاجروا، فهي ترى نفسها وإن لبست ثوبهم، وعلمت جبينها مثلهم، أنها أرفع مقاماً من الهنود، وأعلى قدراً من سكان البنجاب “القذرين” الذين عاش بينهم والداها، وأكثر علماً من حملة الشهادات والمنتسبين إلى جامعاتها، ولولا بقية أثرٍ في وجهها، وعلامة أصلٍ هندية في شكلها، لربما تبرأت من أصلها ونفت علاقتها بوالديها، ولكن شكلها يفضحها، ووجهها ينبئ عنها، وأهلها يشعرون بالمعرة منها، ولا يشرفهم أنها تنتسب إليهم وتنتمي إلى بلادهم أصولاً وجذوراً، إذ أنها تحاربهم وتقف ضدهم، ولا تناصرهم ولا تؤيد مطالبهم، وتطمع فيهم وتضيق عليهم.

لم تقف تعديات نيكي هايلي عند الدول الفقيرة والضعيفة، ولم تكتفِ بالتطاول على الدول العربية والإسلامية، التي تتهمها بأنها أنظمة ديكتاتورية، تأوي الإرهاب وتغذيه، ولا تؤمن بالديمقراطية ولا تحترم حقوق الإنسان، بل امتد لسانها السليط إلى روسيا فهددتها، وإلى الصين فتوعدتها، وإلى مؤسسة الأمم المتحدة فسخرت منها واستهزأت بها، وإلى كوبا فحذرتها، وإلى بيونغ يانغ فوبختها، وإلى الحكومات الأوربية فأسمعتها كلاماً قاسياً، وإلى جيرانها في القارة الأمريكية الشمالية والجنوبية فقرعتهم وتهكمت عليهم، علماً أن مندوب روسيا الاتحادية في الأمم المتحدة الذي اعتادت هايلي صده والوقوف في وجه، والرد على كلماته واعتراض اقتراحاته، أعلن عن رغبته تقديم هدية وداعية إليها بمناسبة استقالتها، إلا أنه رفض الإفصاح عنها للصحافيين الذين أصروا على معرفتها، لعلمهم بسوء العلاقة بينهما، وعدم استلطافهما لبعضهما.

أما نحن العرب والمسلمين والفلسطينيين على وجه التحديد، فلن نحزن لغيابها، ولن نوزع الورود لرحيلها عن منصبها، ولن يبتئس الأستاذ رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة لغياب صورتها، وخفوت صوتها، إذ أننا لن ننس أبداً مواقفها من القدس التي أعلن رئيسها أنها العاصمة الأبدية والموحدة لدولة الكيان، ونقل سفارة بلاده إليها، حيث أعلنت تأييدها للخطوة وباركتها، بل زارت المدينة المقدسة، وأعلنت من مركز نصب ضحايا المحرقة “ياد هشيم” موقفها المؤيد لإسرائيل، وزارت حائط البراق ولبست القلنسوة اليهودية ودست بين الجدران أمنيتها، التي قالت فيها أن القدس كلها والهيكل من حق الشعب اليهودي، الذي يمتلك فيها إرثاً تاريخياً وحضارياً.

الحمد لله أن كانت نهايتها فشل، وخاتمتها خيبة، وآخر أيامها نكسة، وتركتها خسارة، ولعل قادم الأيام تكون لها درساً ولغيرها عبرة، فالقوة لا تخلق حقاً، والجبروت لا يصنع سلماً، وأصحاب الحقوق أبداً لا يضعفون، وأمام القوة لا يخافون، وفي مواجهة التهديدات لا يجبنون، بل يصبرون ويناضلون، ويقاومون ويقاتلون، وسيأتي اليوم الذي فيه ينتصرون.

مناهل السهوي تقتصُّ 30 دقيقة في حافلة مُفخّخة من زمن الحرب

كتب : حافظ الشاعر

صدرت حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة السورية مناهل السهوي، وحملت عنوان “ثلاثون دقيقة في حافلة مفخخة“. المجازف بركوب هذه الحافلة سيكون عليه، كما الشاعرة، استرجاع ذاكرته على عجلٍ، بكلِّ ما يزدحم فيها من تفاصيل تعودُ كشريطٍ يمرُّ ببطء في لحظةٍ خاطفة، تشبه زمن استقرار رصاصةٍ في لحمِ الضحية، هكذا تساءلت مناهل السهوي في آخر قصيدتها “رصاصة”: “كيف كنّا لنتذكّر كلّ هذه الحياة برصاصة واحدة؟ !”. لعلَّه السؤال الذي لا يُرمى هكذا عبثاً، حين ندرك أنّ ثلاثين دقيقة من زمن الحرب، تعادل حياةً بأكملها! تُنهيها الشاعرة كلَّ مرَّة، بطريقةٍ مختلفة، عندما تكتبُ قصيدة.

هكذا يتصاعدُ المنحى الدرامي لسيرة حربٍ كتبت لتسخر من الموت، بعيداً عن المرثيات الجاهزة، ولها بعد ذلك أن تُضاعف جرعات الحياة في جسدٍ ممزَّق، ومدن محترقة، وحبٍّ يرمِّمُ ما تصدَّع منه جرَّاء القذائف والخسارات والاغتراب تحت سماء تحتلُّها سحب سوداء.

الألم كثيفٌ وحقيقي، هكذا تقول لنا مناهل السهوي في قصيدة “صورة”، حين نقرأ:

لا ترفعوا أطفالَكم حديثي الولادةِ في الصور

فهناك آخرون

يرفعونهم أمواتاً.

هل يمكن للكتابة أن تكون مؤذية؟ هل يمكن للعتمة أن تلتهم الضوء؟ هل يمكن للقبر أن يتّسع أكثر، ولا يتوقف عن ذلك؟ هل يمكن وضع حاجز مانع لصوت التفجيرات أثناء قراءة قصيدة؟ أو الاستسلام لقبلةِ حبّ؟ وكيف يتحوَّل بيانو في منزل خائفٍ إلى تابوت؟

نقرأ لمناهل في الصفحة 82:

في قريتنا

ينظرُ الجيرانُ إلى البيانو

ويسألون أمّي

هل هذا تابوتٌ؟ !

حين نامت جدَّتي في منزلنا

استيقظتْ باكراً

مردّدةً: لم أصدِّق متى طلَع الضوء

لا أستطيعُ النومَ مع تابوتٍ في غرفة واحدة ..

سوف لن تكون هناك أمَّهات، وجدَّات بعد هذه الحرب الطويلةِ، يخفنَ النوم مع تابوت في غرفة واحدة، للحرب كما تقول مناهل السهوي، في حوارٍ لها، تملك مخيِّلة أكبر من مخيِّلة الشاعر؛ لها أن تُكفِّن أثاث البيت، أن تحوِّل قلب امرأةٍ إلى تابوت وجسدها إلى مقبرة جماعية، أن تجعلها تهيم “كوحشٍ وحيدٍ بين غابات الجثث الطرّية”، للحربِ أن تفعل هذا وأكثر وهي تُمرِّرَ قطارَ الألم فوقنا.

وللقصائد أن تغدو تماهياً مع جسد الشاعرة وذاكرتها، ورغبتها، ونزقها، وانفلاتها، وحرِّيتها في تقصي المهمل من الأشياء، المنسي والذي سيُنسى يوماً، والذي يكادُ يختفي ويُزاح من حاضرنا، وقد ينتهي فراغاً يبتلع كلَّ شيء؛ إلاَّ لحظة وقفنا معه فيها وجهاً لوجه وهزمناه بمخيِّلةٍ مضادَّة.

ختاماً، تهرب مناهل السهوي بالشعر في زمن الحرب كما تفعل بالحب:

كقطّةٍ تحملُ صغيرَها بأسنانها، أهربُ بهذا الحب من مكان إلى آخر.

“ثلاثون دقيقة في حافلة مفخخة” مجموعة شعرية أولى للشاعرة السورية مناهل السهوي، صدرت في 110 صفحات من القطع الوسط، ضمن سلسلة “براءات” لسنة 2019، التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.

مناهل السهوي شاعرة وصحافية سوريّة، درست الأدب الفرنسي في جامعة دمشق، حاصلة على جائزة الشارقة للإبداع العربي عن مسرحية “بطارية لمصباح اليد”، تُرجم عددٌ من قصائدها إلى التركية والألمانية واليابانية، وصدر لها ضمن مجموعات مشتركة “قاع النهر ليس رطباً”، و”بورتريه للموت” مُترجم إلى الألمانية.

المؤلفة مناهل السهوي ستكون في جناح منشورات المتوسط رقم: D21، في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب لتوقيع كتابها، يوم الخميس 13 كانون الأول 2018 في الساعة السابعة مساءً.

صفحات من دفتر قديم ..سبعة كُتّاب سوريّين يروون سيرهم المدرسيّة

كتب: حافظ الشاعر

صدر حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، كتاب “صفحات من دفتر قديم، سبعة كُتّاب سوريّين يروون سيرهم المدرسيّة“، إعداد رستم محمود وتقديم أحمد بيضون، وبمشاركة:فاروق مردم بك، ممدوح عزّام، صالح الحاج صالح، كوليت بهنا، سلام كواكبي، روزا ياسين حسن، ورستم محمود. وهو كِتاب – كما جاء في مقدمة أحمد بيضون – يحاول تقديم قراءة ما عن أحد أوجه تاريخ سوريا، اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً ومعرفياً، من خِلال سرد حكايات ورؤى ومشاهدات للحياة المدرسيّة، لعدد من الكُتّاب السوريين، المُنتمين لحساسيات ومناطق وأزمنة سورية مُختلفة.

الحياة المدرسيّة في سوريا، كما كُل المؤسسات والحيوات العامة الأخرى، لم تكن معزولة عن كامل الديناميكيات والأحوال السوريّة الأخرى، الاجتماعيّة والاقتصاديّة والثقافيّة، وأولاً السياسيّة، السوريّة الأخرى. وحينما يسعى الكِتاب نحو تقديم سرديّة وتحليل وتفكيك لتلك الحياة المدرسيّة السوريّة، فإنه في وعيه المستبطن يسعى لأن يُقدم فهماً ورؤية وصورة ما عن سوريا. كانت هذه الصورة، لأسباب عديدة ومركبة، مُهمشة ومقصيّة ومكبوتة، لصالح رؤى سُلطويّة ومركزيّة أخرى.

ليس في الكِتاب خُلاصات أو نتائج. لكنه في المقابل يحبو نحو القول بأن الخطوط الحمراء، السياسيّة والدينيّة والاجتماعيّة والثقافيّة، الطائفيّة والمذهبيّة والقوميّة والجماعاتيّة، العامة والذاتية منها على حدٍ سواء، إنما منعت وكبتت الكثير من المساعي لقول الكثير من الأشياء عن سوريا، باعتبارها جُغرافيا ومُجتمعاً وحياة مُتراكمة ومتراكبة من عديد الأجيال والحساسيات والرؤى. سوريا التي صارت بؤرة لأفظع ما في العالم المعاصر، والأكثر ألماً فيه، لذا تستحق أن يُسرد عنها أعمق وأسهل ما يُمكن قوله.

والحقّ أن البغية العامّة لهذه المعاملة كلّها إنما هي الإذلال. وهي، أي المعاملة، تطلّ من باب الإذلال هذا على النظام الاجتماعي السياسي برمّته، أي على سوريا الأسدية. فيكاد يصحّ أن تُوصَف سوريا الأسدية هذه بأنها هَرَم إذلال. فَمَنْ كان له قسطٌ من سلطة، أو من فتات سلطة، بالَغ في جعل علاقته بمَنْ هو دونه نكالاً لهذا الأخير عالِماً أو غير عالم بأن دافعه إلى هذا السلوك إنما هو ما يلقاه من ذلّ على أيدي مَنْ هم فوقه في الهَرَم، وهو أيضاً مبالغته في الرضوخ لهذا الذلّ مبالغةً لا يُدرى إن كانت فرضاً أم تطوّعاً. فإذا نحن انتبهنا إلى إشارات، تُظهر مُدرِّبي «الفتوّة» العسكريّيْن على أنهم مصدرٌ لأشدّ العنف، وأكثره اعتباطاً، وإذا قرنّا هذه الإشارات بأخرى، تفيد أن هؤلاء العتاة قادمون من شرائح اجتماعية مُستضعَفَة، لا أمل لها في بلوغ ما هو أرفع موقعاً، وقفْنا على المنطق النفسي الاجتماعي لتماسك النظام عموماً (وعلى منطق بنيته العسكرية خصوصاً): منطق هَرَم الذّلّ.

أخيراً، جاء الكتاب في 328 صفحة من القطع الوسط.

من الكتاب:

فيما كانت الطالبة سيِّئة الحظّ ماتزال ترتجف، كعنزة وقعت في ساقية، وشفتاها زرقاوان، راحت الآنسة „جهينة“ تدور بين صفوفنا المرتّبة كجيش ذاهب للتّوّ إلى المعركة. ليست صفوفنا وحدها التي كان عليها أن تكون كصفوف الجند، ولكنْ، أشكالنا أيضاً، أيّ مَلمح أنثوي قد يبدو على إحدانا سيكون كفيلاً بجعلها تدفع الثمن غالياً. أيّ مَلمح، وأقصد بالفعل أيّ مَلمح: ظفر خرج قليلاً عن الأصبع ستحفّه الآنسة „جهينة“ بالحائط حتّى ينزل الدم من السلاميات! بقايا لامرئية لحُمرة شفاه من ليلة البارحة ستُكلّف صاحبتها صفعَتَيْن مهولَتَيْن على الفم، تجعله يتورّم لأيّام، فيبدو كمنقار البطّة! جوارب ملوّنة مخفيّة تحت البنطال العسكري الطويل ستُجبر مرتديتها على أن تقطع الساحة المكشوفة أربع مرَّات زحفاً على أكواعها وركبها!

روزا ياسين حسن