قلت—البقاء داخل فوضى ادمان الخراب محال،،ابصر ما آلت اليه قامات الامتداد..
لاشيء تبصر سوى دبيب خطوات الجفاف.. ما عادت روحي تتحمل،،احلام ببطء تلقي
ثياب القبول لتلبس اردية المستحيل..
مسافات الليل موحشة، الغناء صيرته الحناجر مواقد شجن ،وحكايات حيرة..الى
اين ترانا نروح.. وهذا الامتداد السخي من يواسي احزانه،اعمارنا دهاء يرتكن الى
الغبار،الاماني محض لعب ضاله،تبحث عن مأوى يلم خطايا لواعجنا غير العارفة بالاستقرار،امانينا مذ كنا صغاراً،تثير الشفقة والاستهزاء ذاك السؤال البليد الذي تكرره معلمة الصف الخامس وهي تدور علكتها بين فكيهابحركات مغرية تثير شبق الاشتهاء
لتدس بنا عنوة في احضان اناث من تصاوير
عتيقة!!
—مالذي تريد ان تكون..حين تلهث بك السنوات مسرعة؟!!
تراود الاجابات مخيلة الرؤوس،لانعرف سوى بضع اسماء لانجيد فهم معانيها.
وتفكيك مقاصدها،ضحكت خرائب عبثي
الضاج بالاجابات.،قلت..معلمتي اريد ان اكون قواداً!!
ظل خالي يتوسد رياح الطرقات منسياً،حتى جيء به ذات مرة ملفوفاً بعلم لاتربطه صلة به،،معلمة الصف الخامس،،راهنت على مدير المستوصف الطبي فتزوجها بمباركة خالتي الماكرة الغريبة الاطوار..التي افنت عمرها كاملاً من اجل القبض على لحظة صفاء صغيرة بينها وبينهماتركت ضريحاً الا واغرته بالاموال والادعية واللحوم لكنها ما استدرجت احداً لمناصرتهعىا،ثمة الكثير من شجر الامال اسقطتها رياح التيه وسط دهاليز الفوضى،ودخان سنوات الكدرالتي
قادتنا الى ان نكون هوامش غربة ،لاتكترث
لوحودنا ولاتأبه لضجيج صراخنا الائغ بدم
وبارود،وامكنة نسيت حتى ضحكات طفولتنا الساحقة اليتم!!
لبابة السر سياحة في أعماق تاريخ بلاد مابين النهرين بين الأناشيد والترانيم والطقوس ، والغوص بالمسكوت عنه بالمعبد، وحياة الكاهن والحاكم السرية والعلنية بوحشيته السادية ، بجمالية السرد بتقنات تفوق بها القاص والروائي “شوقي كريم حسن ” بمشروعه السردي الذي عالج القاع الإجتماعي بالروايات السابقة، فيما يبدو ( بلبابة السر) حاكم التاريخ برؤى سردية تقترب من الشعرية بين الحقيقة والفنتازيا ، إختصت بها تلك الرواية التي تثير برأيه لواعج القلب بحضورها الراعف والمحترق بسنا غبار الوجع كما بالرقيم الثالث عشر وماسبقه وما بعده ..
تحولات السرد لدى شوقى كريم:
التاريخ المادة الخصبة بتشابك الأحداث، والأزمنة، والصراع ، يستقي منها القاص والروائي “شوقي كريم حسن ” خزينه بالقراءات الإنثروبولوجية وإستدعاء التاريخ ، وهو يٌبحر بعمق إريكولوجي إلى أقصى الحياة الرافدينية .. بإستدعاء الطغاة لمحاكمتهم لإفتضاض بكارة العذراوات ، والإغتصاب الذي كانوا يمارسوه ضد الضحايا ،كمختص بالتاريخ أقف بدهشة دائماً بين مأنجزته الحضارة السومرية والبابلية ،فيما يثيرني بإشمئزاز ورفض داخلي عارم ،وصرخة إحتجاج على السلوك الفردي المُشين لهؤلاء الذين مارسوا ضد أبناء وطنهم أبشع الأساليب بكل مراحل التاريخ التليد إلى الأمويين والعباسيين والهداميين ، إعتمد المبدع” شوقي كريم حسن ” بروايته على الوثيقة التسجيلية بالرقم الطينية ،والقراءة الإيروكولوجية العميقة بتفسير تلك النصوص ومحاكمتها برؤية معاصرة ، بين الإساطير المحكية ، وما حفظه الرقيم تناقل تلك الحكايات والخبريات المقززة ،لطالما يبتعد عنها السرد وحتى الباحث لايغوص بتفاصيلها ،تلك الرؤية “الشوقية” التي إختلفت عن سردياته التي تقوفت عندها بدراسات نقدية مختلفة ،كرواية الشروكية –الخوشية – الهتلية أو برواية قنزة ونزة ، مذ عرفت المبدع “شوقي” مطلع الثمانينيات بقصصه المستفزة الصادمة غير نمطية من خلال التجريب والتجديد مع قرينه بالإبداع “حميد المختار” تتطور تجربته ولاتتحجر بإستمرار بين السينارست والكتابة للمسرح وأخيراً أطل علينا بتجربة نقدية لقراءات مركزة إجمالية عن المبدعين بالعراق ، لذلك تراكم النتاج المتنوع لعقود أنتج هذه التحولات المدهشة بهذه الرواية “الملحمة” بالبناء الزمني و بلغة شعرية أحياناً ومسرحية ومنولوجية تارة أخرى ، كشف بلبابة السرد رحلة وخبايا سلوك الكهنة المشين لذلك السياقات السردية محكماتية ، وإستعراضية وصفية ، حلمية ،إسترجاعية بمبنى حكائي متراص طاف بأجنحة الخيال التاريخي للمعابد الرافدينية ، بالطبع منطق السببية ببناء الأحداث يشكل عقدة الأحداث التي برّع الروائي “شوقي كريم ” بصياغة الحبكة التي أدت لتماسك الرواية من الصفحة الأولى إلى الصفحة 463 .. موضوعة الرواية التي يدنو منها السرد بحذر. ” لبابة السر” فالرؤية السلطة الكهنوتية التاريخية وإختراق حياتها الشاذة ، من خلال محتوى السرد الكاشف بسوناره الضوئي
أتقن الراوي فضح الممارسة السلطوية للكهنة بلب المعنى والتفاصيل الحوارية ، مستقاة من الرقيم الذي يحمل تلك المأساة ،لهدر الكرامات من الطغاة بين الإحتجاج والإدانة لسلوكهم الصفيق المبتذل ، المحاكمة بالنص السردي بين جمالية الرواية ورغبة الراوي لسحب المتلقي لمناطق وإشتغالات السرد لإستيعاب الأسئلة بالمتن الحكائي ،و حركة التاريخ،وإستخلاص العبر ، بسرد مشوّق من “شوقي” تطوف بعوالم الخيال تلك التناقضات من سدنة المعابد السومرية والأكدية والبابلية . من خلال إحالاته السيميائية بالسرد تكشف العلامات والتأويلات تلك الوحشية غير المبررة بالسلوك قياساً لما ذكرت من إنجازات حضارية شاهدة على البناء العمراني ،والتخطيط المُحكم من لوائح الشرائح لأورنمو ثم بعد 3 قرون لوائح حمواربي أو ببناء الزقورات والمعابد السؤال الذي أراد به الراوي العليم شوقينا لماذا تلك الدماء من الضحايا البريئات !؟ أو بتعدد الأصوات وبالميتا سرد الذي تفنن به الراوي العليم شوقيينا، الرواية التاريخية كما برع بها أمين معلوف برواية سمرقند ، أو الروايات الإسلامية لجرجي زيدان وغيرهم ،تفوق المبدع شوقي بالتنقيب بتلك الحفريات الروائية بسعة الخيال ،ولغة السرد ،والتحكم بخبرة بمسارات الرواية رغم حجمها الكبير وسعة الأحداث . يؤكد القاص والروائي والناقد “علي لفته سعيد” 1 ص162- بكتابه النقدي فهم الزمن ودلالته في النص السردي:
( إن الزمن هو اللّعبة الأكثر إدهاشاً في عملية التدوين ، وهو الأكثر نصاعةً في عملية التلقّي ، و الأكثر وضوحاً في عملية التأويل ، وهو الأكثر قدرة في عملية الإنبهار .. )) .أو من خلال رؤية دقيقة بفهم النص كما بالتأكيد على ذلك بكتابه النقدي الآخر 2- ص 155 : ( إن ثقافة تلقّي النصّ في بعدها السايكولوجي قد تبدو ثقافةً فرديةً وهي خاضعةٌ الى النسبية والى القدرة العامة للفرد ،ومقدار وعيه وثقافته ،ولكنها أيضا غير مجزّأةٍ عن المحيط والبيئة والأثر..).
في الرقيم الأول بمفتتح لبابة السرد يبدأ السؤال ص7 :
في تلك الرواية تمكن القاص والروائي “شوقي كريم حسن ” من القفز خطوة بجمالية الإبتكار بصنعة السرد المُتخيل لتاريخ بلاد مابين القهرين ،المليء بالأسى ،والطغيان ،فالحكام بالتاريخ يسعون لتحقيق متطلبات الشعوب؛ هنا يفضون بكارة النساء !! حوكمة لسلوكيات مٌدانة بعمق التاريخ ، وبكل تحولاته.. المُتلقي المتفحص يعده إدانة لكل الأزمنة بإستدعاء التاريخ وتمثلاته وإسقاطاته الآنية، وإستشرافته المُستقبلية، فالزمن السردي يستمر بتلك الإفرزات ، هنا تفصح قوة التخييل لتلك المأساة ! حاكمه المبدع “شوقي” بتلك السردية ، بمهارة وتقانة بتلك الرؤى والأفكار المُنضدة بتراتبية عِبر الرُقم الأربعة عشر ،مزج بتجانس بين التاريخي والتخيلي بقدرة وصفية وتوصيف لما يجري ببلاط الكهنة لذا كتب بمقدمة الرواية الناقد أ.د .جاسم الخالدي ص5
(( …. عاش الانسان تحت سلطة الالهة، وكهنتها المشغوفين بالحياة الباذخة ، في حين تحمل الانسان نزق الالهة، وظلمهم الذي وصل الى حد انتهاك حقوقه ……… إذا ماهتكت المحارم ، وفكت بكارات العذارى، …….وهو ماحول المعابد فضيلة الى معابد رذيلة يمارس فيها كل مايحقق رغبات الملك والكهنة ….))
تماسك وحدات السرد :
غالباً الترهل بالرواية اليوم يدعو المتلقي للعزوف عن إتمامها بعصر العولمة،والسرعة ، إن لم تشده قدرة الروائي المُحكمة بإطروحاته الضمنية بمناقشة الفكر- التاريخ –الفلسفة – الحكم –الدين – التحولات الإجتماعية كما فعل ماركيز بإستلهامه رواياته الواقعية السحرية بتفوق مدهش من الإستلال من البيئة المحلية والتاريخ والاساطير للإنطلاق للعالمية ..إستطاع المبدع “شوقي كريم حسن ” تخليق عنصر التشويق وهو يسأل شوقياً !؟ بكل الرقائم المتتابعة من خلال صنع الأجواء الساحرة لمن يروّم معرفة التاريخ، والطقوس ،وأسرار الكهنة والحضارة ، بتقانة التنوع الإسلوبي الذي دوّن به آلام ومحن الفتيات وهن يفقدن عذريتهن تجده يطرح الأسئلة ،والحوار برؤى العارف بما جرى يتماهى مع الأحداث بالعناية مع الشخوص ومدى تأثيرهم بصناعة الأحداث مع الإعتناء بالبنية السردية ،بتماسك الجملة السردية وعدم هشاشتها ،محاكمة الموروث الرافديني المستمر ليس المنقطع فالمكان والزمان لايتوقفان ” بلبابة السر ” وقد تحقق وحدتيهما بالنص فمن يظن الرواية تاريخية إسطورية نظرتهم قاصرة واهمة ، أعدها بعلاقة جدلية دائمة مع المكان والمعاناة من بطش الطغاة وسفالتهم وحروبهم المجرمة وشهواتهم الصادمة التي تخدش الكرامة والانوثة ،تُلهب الإحساس والشعور وتبعث بشفرات الرفض والإدانة لكل الإنتهاكات اللانسانية ..
مجتزأ من الرواية بصفحات متناثرة :
ص30 : (… يومَ عادَ الجندُ ، وامتلأَت الشوارع ُ بالتراتيل ِ والاغاني وشمرَت نسوةُ بابلَ عن ابتسامات ٍفارهة ٍ ظلًت أمي حبيسة َ مدامعِها ..كنتُ أحدقُ بما وراء َ الملكِ فلا أجدُ غيرَ وجوه ٍ لا أعرفُها ، وجوهٌ لاتبالي بحضوري ووغيابي …حين عرفتُ معلمي لم تنطفأ نيران ُ الأمهات ِ حين يذهبُ الآباء إلى الحروبِ ..)
لغة الحوار تنوع إستخدمها بتقنية الكتابة السردية بلبابة السر ،روّح النص بلغته الحوارية ، بإستخدامه المجاز والتشبيه وبالإستعارة والكناية والنثر الشعري المركز بقوالب سردية جعلت من الرمز أحياناً أو بالحوار المباشر بصياغة تقريبية لواقع الأحداث رغم عمقها التاريخي ..الإجراء و المثال على ذلك ص 46
-أقسم لك بمردوك إن عقلي يُفكرُبهذا !!
– أظنُ أني أصدقٌ سيدي دون القسم ِ بالهٍ مثل مردوك !!
– ولِمَ لاتريدُني أن أقسمَ بمردوك وهو ربُّ بابل وناصرها ؟
ص 84
-أو رأيت َ ثمةَ حقيقةٍ أخرى !!
– أعرفُ أيُّها الطيبُ ..ومن هنا اخترتُ بدايتي !!
– -حسناً ،لابد لك اذن من رقيمِ الطينِ
– نعم !!
– – أربعُ رجالٍ على استعداد ٍ لتهيأ لكَ ماتريدُ
بلاغة الحوار بنغم وموسيقى الكلمات وجرسها ووقعها وتأثيرها البنورامي الآسر بمعمارية السرد بإلتقاطه المهمل من والمسكوت عنه من فضائحية الكهنة ، لقد أتقن “شوقي ” صنعته يؤكد الدكتور سلمان كاصد بكتابه صنعة السرد ص 20 :
(( هي صنعة أغلبها يرتبط في أنظمة الشكل والتلاعب في كيفية سرد الأحداث ، حيث نجد روائيين يقدمون ثيماتهم باعتباطية ، وآخرين يحسون أنهم يقدمون وجبة فيها كل نوع من انواع الاجناس الادبية ، الشعر مختلطاً بالحكاية ، والنثر الشعري ممزوجاً بحدث لايمكن أن تلم به بسهولة ، ونجد نوعا ثالثا من الروائيين من تراه يحسب للجملة حساباً ،وللتركيب أهمية ، وللصياغة حرفة .
)).. قد عزف الروائي عزفاً شعرياً محكماً في الرقيم الثاني عشر بصفحاته المؤنسة بلغته الشعرية كما في ص270
أجزم بتفوق “شوقي ” برؤيته التاريخية والميثولوجية بمنجزه “لبابة السر” الذي أحدده بقفزة سردية تاريخية تحتاج للصبر بالقراءة الواعية من أطلال بابل وعِبرَ الرقائم والألواح والمودنات من ديموزي عشتار وابن انليل والعالم السفلي والطموحات غير المشروعة للحكام الآلهة التي فككها بتلك الرواية لذلك إجتمعت الخصائص الفنية (لغة السرد- قوة الحبكة – الخيال الواسع) بإنتاج رواية عراقية مميزة ، تحاكم المكان والزمان والشخوص بالشكل الدائم رغم الإشتغال التاريخي .
* قبل ان يعلن عن موت الزعيم نتيجة اصابته بالنهيق الديكي ،بثمانية ايام صحاح،وبعد سهرة شديدة الوقاحة والمجون، حضرها وزير القوادة الذي اشرف على تفاصيلها بدقة نادل خمارة عتيقة ،تعود الانحناء بسبب ومن دونه مبدياً تحايا الطاعات والاحترام، ارسل في طلب كتَّاب دولته العليه، الرابضين ليل نهار عند ابواب القصر العالي الحصون،الشبيه برأس حوت اراده الزعيم قرمزياًموشى بتعويذات خضر كتبها كبير كهنة المعابد الخاصة بسيادته ،امراً اياهم بحدة الكاره ان يعمل كل على حدة،في كتابة تغريبة تشبه (التغريبة الهلاليه)،تضحكه ان رغب بالضحك والتشقلب على قفاه، الزعيم يعشق التشقلب لانه يحترم (داروين)الذي اعلن ان اصل الانسان قرد ،وضعاً لوحة اتقن رسمها فنان القصر لقرد يقف شامخاً يبول على كومة جماجم ،والبكاء ان اراد فيض الدموع،تنهمر مستذكرة ايام جوعه التي يسميها (نضالي من اجل اعلاء القيم والمبادىء)، تجعله الاقرب الى ارواح اناث القصرالرافلات بخطو دلالهن الفاضح لصراعاتهن الخفية حول معتقدات الزعيم واحلام صباه،تقول مجهزة فراشه الذي يحبه اسوداً بكثافة ليل—ماكان للزعيم مالغيرة ولد مبتسماً مشع الوجه يحمل بين ذراعيه كتاب حكمته،استقبلته زوجة الكاهن الاعظم بالترحاب..أخذة الكتاب الى صدرها،مقبلة اياه،امرها الزعيم بأن تودعه مكتبة المعبد حتى يحتاج اليه..!! تقول محضيته الرسمية التي تحمل رتبة جنرال في جهاز الامن الخاص جداً— اصابع الزعيم لينة طرية تعزف انغاماً لها طعم الرمان ان مشطت جسد انثى برغباتها و هفت روحه السمحة الى ليلة حمراء من ليالي الانس والطرب والابتهاج، الخارج عن معلوم مايعرفه غيره ،يصمت متحاشياً الكدر ان ركبت رأسه هموم الحكم وملا عيبه القذره، الكتبة كعادتهم دوماً،يستحون من قول كلمة لا في حضرة الكلي المعرفة،المقيم لمراسيم الحكمة بعد غروب كل شمس،يتوضا معلناً بصوته الجهوري(، لاقول لسواي ..ولافعل دون دراية مني،الصوت علو وجودي الذي يجب ان تنصهر داخل بوتقته كل الموجودات..بقوتي وعزمي اذهب بكم الى مالاتعرفه عقولكم) اشعل ببرودة اعصاب سيجارته الافعوانية المعدة من ورق النعناع الخالص وعرف ديك افريقي وثمن ورقة فلفل حار ،نافثاً دخانها الازوردي في ارجاء الصالة المحكمة الاغلاق تنحن ،قائلاً بنبرة صوته التي تعمدها رخية تشبه زلال الماء —عليكم توخي الحذر واستقدام كل حيل الدقة والاحتراف.لاتهملوا الحقيقة اذكروها بمعرفة وعرفان جملوا وجوه القبح إن وجد.. اريدها درة من درر الزمان وحديث كل مكان..ان رأت صدقاً صدقت،،وان اوغل الناس بالكذب والنفاق لجؤا اليها لتعلمهم فنونه والاعيبه،تحرم ما نحرمه وتحلل ما نحلله،منا يأخذ القياس وبنا تستقيم الاراء والاقوال،اجعلوها حاضنة الحكمة واقاويلها، وحكمتي معروفة مشاعة ،علموا من لايعرف،اني واليد الارباب منذ جيء بالطوفان الاول الى الارض ، ماكان اوتونابشتم ينجو لولا وصاياي. ونصائحي ،—-المبجل العالم يلهو بالخطيئة وحيرتي خائفة بان تسود الارض مالايفيد ابناء الطين!!— معك اكون وبي تستعين الباقي الذي يوصلك ومن تحب الى خاتمة الازل ،!!نصف اله مكين تفكر الالهة بان تجعلني سيداً مطلقاً لعروشهم، الباقية بأمري واختياري،،قولي قوة تمكن،وتمكني اطلاق الاتي من كتاب حكمتي،،!! رد كبير الكتبه،بصوت طفولي يسبح تحت نوافير الخجل المشوب بالخوف،— ياسيدي مالنا هدى غير هداك،،واقلامنا تجف ان دونت ما لا يشير اليك!! نهض شاعر البلاط ماسحاً العرق الذي تصبب من فوق صلعته التي تشبه ملعب كرة قدم مهجور،مخاطباً الزعيم بلغة تفخيم مهيب..—ارواحنا فداك.. ملهمنا الممجد..دونك او لولاك ماكنت الحروف،عارفة دوربها.. تضيء بحكمتك عقولنا الباحثة عن وجودك الخلاق!!
——-٢——
تواشيح الاستيداع
ما رواه،أبن الحجاج ،عن اهل الثقة والمعرفة ممن اسهم في تدوين تغريبته ،أنه قال…اوصانا الكاشف عن السر والعارف بخباياه ومكامن قوته وضعفه،ان لانلعن زعيم ولانفشي سر استودعه فينا مهما كان بسيطاً ساذجاً،،نقول الباطل على عناد الحق الذي نحتاج اغاظته،لان باطلنا حق وان رفض البعض واحتج،لاعناً ازمنة القحط والاستعباد،ولملمة الاكاذيب في سلال المعاني التي تتطلب الابقاء عليها،
واوصانا ، تمجيد الزعيم وتوقيره ،باعلان الاسماء التي ترتل حسنه وسؤودهه //الفارس، الرفيق، المناضل، القائد، البطل ، المجاهد، القدوة، الباني ،الصانع ، الفاعل المنتصر ،/. ومزايا ما يقوم به ويفعل حتى وان اخطأ،وحاشاه ان يخطأ،الزعماء ابناء الارباب ، وانصافهم لا يخطأون ، هم فوق الخطأ والابعد عن الخطيئة، لانتوجس منهم خيفة،ولانبصر غير الحسن من افعالهم،التي تتعالى الحناجر في ترتيل فخامتها،المشيعة للامال،نحفظ مايتلونه على مسامعنا من خطب ونصائح ووصايا،وان تمكنا من الحفظ،يتوجب علينا كتابتها بذهب على مآقي العيون،الزعيم بذار خير،فلمِ لا نحفظ العهود،التي قطعناها نؤرخ ازمنته التي تداخلت ماحية كل ماسواها// يقال في واحدة من التغريبات،التي كتبت قبل موته مختنقاً بزعل ذكورته الجافة/— الزعيم قواداً من طراز يتقن فنون الغواية والاغراء، واشماً عضد يده اليسرى بصورة شيطان يحمل هيكلاً عظمياً دونما رأس،يقعد عارياًعند زاوية صالة اللهو الالهي،مراقباً آهات عجزه تطارد صغار الاناث المجبولات على اطلاق حناجرهن باصوات لايعرفها سواه،يصيح ناحباً،حاثاً التراب فوق رأسه الخالي من الشعرالشديد الاستدارة،
—- آآآآه..اشطبوا من كل قواميس اللغات كلمات العجز التي تشير الى الخذلان والفجيعة..شيطان المكر سرق ذكورتي بغفلة نوم واني لمستردها ،ما ان تحين اللحظة،،التي تدل على الاستجابة!!
صغار الاناث المدجنات بسياط العهر الخليع، يصرخن غير عارفات بمكامن آساه الذي يشلع القلوب من امكنتها عنوة.
—-آآآآآآه ..آآآآه…آآآآآه!!
—— آآآآه..!!
تضيق حلقة التوسلات محاولة الاجهاز على ماتبقى، لكنه يشير بطارف اصبعه الايسر الى الاتساع،تتسع الرؤيا ،ليوجه نصل خنجره باتجاه الجسد الذي يتقصد قتله ،تخفض صغار الاناث رؤوسها المحلات بالروائح محلات بعطور المسك… ،
يتقدم النصل ببطء متكاسل ..مشيراً الى امام،،،!!تجلس الاناث لامات الاجساد الى بعضها، بما يشبه كومة قش يابسة،مستعدة للاشتعال،يمرق النصل مسرعاً يخترق العويل، يحاول الزعيم الاتكاء الى الجدار عله ينهض مراقباً مايمكن حدوثه، يتهاوى النصل عند حافة كرسي المجد المتوارث الزعامات،يصيح محتداً، كعادته حين يبصر اللعبة تنفلت من بين اصابعه الضخمة واضحةالارتعاش .
—من يخاف موتي لايستحق خلودي..
اخرجن قبل ان اطلق نسور غضبي لتنهش لحوم عهركن المزيف..!!
تفر صغار الاناث فزعة هائمة،ثمة منافذ تؤدي الى فراغات مليئة بدخان حرائق التوسل،،قبل جلوس الزعيم بثمانية ايام،امر بحرق كل الازمنة وتواريخها،امراً كبير كتابة بالاستعداد لتدوين( تغريبة زعيم،)التي تحل محل كل العلوم والمعارف التي اخرقت لانها تخالف اراء الكهنة الذين منحوا الزعيم
صفة اله اكبر،مرتلين اجمل مايمكن قوله ساعة نفاق مستمرة!!