الخليج لا مساعدات بدون تعويم  و مسئولين جدد

كتب: حافظ الشاعر

 نشرت الوول ستريت جورنال منذ يومين مقالة تشير الى ان زيارة الرئيس السيسي الاخيرة للسعودية كان من ضمن اهدافها  الحصول على وعود من ولي العهد السعودي بمساعدات فورية لدعم الاقتصاد المصري.

 و كانت مطالب دول الخليج بتعويم الجنيه وتعيين مسئولين جددقبل الحصول على أي مساعدات بحسب مصادر الجريدة.

وقد تم طرح إسم رشيد محمد رشيد وزير التجارة السابق في عهد مبارك من الخليج على انه مرشحا لرئاسة حكومة “إنقاذ” جديده.

 و للحقيقة ان التغير يطالب به الآن الجميع (داخليا و اقليميا و دوليا) و التأخير في ذلك قد يحدث ضررا عميقا يرفع تكلفة الاصلاح الاقتصادي فيما بعد.

 و من الأسماء الاخرى التى تم طرحها من قبل محمود محي الدين الوزير السابق في عهد مبارك أيضًا و الذي يعمل الآن كمدير تنفيذي في صندوق النقد الدولي.

ملوك و شيوخ الخليج السابقين الكبار  كانوا يحبون مصر  لأسباب مختلفة ،وكانوا يقدموا لها جميع المساعدات بدون مقابل

اما قيادات دول الخليج الآن لا يحملون نظرة آبائهم تجاه مصر.

بل لأول مره في تاريخ العلاقات المصرية الخليجية يرون ان المساعدات الاقتصادية يجب ان يكون لها عائد إستثماري كما يحدث لاستثماراتهم في الغرب.

 في إطار استراتيجيتهم لتنويع اقتصادهم تحسبًا لانخفاض أهمية البترول للاقتصاد العالمي بعد عام ٢٠٣٠

المصدر: وكالات

الحفريات التاريخية برواية لبابة السر- دراسة يكتبها الناقد / صباح محسن كاظم

   تمهيد

لبابة السر سياحة في أعماق تاريخ بلاد مابين النهرين بين الأناشيد والترانيم والطقوس  ، والغوص بالمسكوت عنه  بالمعبد،  وحياة الكاهن  والحاكم السرية والعلنية بوحشيته السادية ، بجمالية السرد بتقنات تفوق بها القاص والروائي “شوقي كريم حسن ” بمشروعه السردي الذي عالج القاع الإجتماعي  بالروايات السابقة،  فيما يبدو ( بلبابة السر)  حاكم التاريخ برؤى سردية تقترب من الشعرية بين الحقيقة والفنتازيا  ، إختصت بها تلك الرواية التي تثير برأيه لواعج القلب بحضورها الراعف والمحترق بسنا غبار الوجع كما بالرقيم الثالث عشر وماسبقه وما بعده  .. 

تحولات السرد لدى شوقى كريم:

التاريخ المادة الخصبة بتشابك الأحداث، والأزمنة، والصراع ، يستقي منها القاص والروائي “شوقي كريم حسن ” خزينه بالقراءات الإنثروبولوجية وإستدعاء التاريخ ، وهو يٌبحر بعمق إريكولوجي  إلى أقصى الحياة الرافدينية .. بإستدعاء الطغاة لمحاكمتهم لإفتضاض بكارة العذراوات ، والإغتصاب الذي كانوا يمارسوه ضد الضحايا ،كمختص بالتاريخ أقف بدهشة  دائماً بين مأنجزته الحضارة السومرية والبابلية ،فيما يثيرني  بإشمئزاز ورفض داخلي عارم ،وصرخة إحتجاج على السلوك الفردي المُشين لهؤلاء الذين مارسوا ضد أبناء وطنهم أبشع الأساليب بكل مراحل التاريخ التليد إلى الأمويين والعباسيين والهداميين ، إعتمد المبدع” شوقي كريم حسن ”  بروايته على الوثيقة التسجيلية بالرقم الطينية ،والقراءة الإيروكولوجية العميقة بتفسير تلك النصوص ومحاكمتها برؤية معاصرة ، بين الإساطير المحكية ، وما حفظه الرقيم تناقل تلك الحكايات والخبريات المقززة ،لطالما يبتعد عنها السرد وحتى الباحث  لايغوص بتفاصيلها ،تلك الرؤية “الشوقية” التي إختلفت عن سردياته التي تقوفت عندها بدراسات  نقدية مختلفة ،كرواية الشروكية –الخوشية – الهتلية  أو برواية قنزة ونزة ، مذ عرفت المبدع “شوقي” مطلع الثمانينيات بقصصه المستفزة الصادمة غير نمطية من خلال التجريب والتجديد مع قرينه بالإبداع “حميد المختار”  تتطور تجربته ولاتتحجر بإستمرار بين السينارست والكتابة للمسرح وأخيراً أطل علينا بتجربة نقدية لقراءات مركزة إجمالية عن المبدعين بالعراق  ، لذلك تراكم النتاج المتنوع لعقود أنتج هذه التحولات المدهشة بهذه الرواية “الملحمة” بالبناء الزمني و بلغة شعرية أحياناً ومسرحية ومنولوجية تارة أخرى   ، كشف بلبابة السرد  رحلة  وخبايا سلوك الكهنة  المشين  لذلك السياقات السردية محكماتية ، وإستعراضية وصفية ، حلمية ،إسترجاعية  بمبنى حكائي  متراص طاف بأجنحة الخيال التاريخي للمعابد الرافدينية ، بالطبع منطق السببية ببناء الأحداث يشكل عقدة الأحداث التي برّع  الروائي  “شوقي كريم ” بصياغة الحبكة التي أدت لتماسك الرواية من الصفحة الأولى إلى  الصفحة 463 ..  موضوعة الرواية التي يدنو منها السرد بحذر.   ” لبابة السر”  فالرؤية السلطة الكهنوتية التاريخية وإختراق حياتها الشاذة  ،  من خلال محتوى السرد الكاشف بسوناره الضوئي

 أتقن الراوي فضح الممارسة السلطوية للكهنة  بلب المعنى والتفاصيل الحوارية   ، مستقاة من الرقيم الذي يحمل تلك المأساة ،لهدر الكرامات من الطغاة بين الإحتجاج والإدانة لسلوكهم الصفيق المبتذل ، المحاكمة  بالنص السردي  بين جمالية  الرواية ورغبة الراوي  لسحب المتلقي لمناطق وإشتغالات  السرد  لإستيعاب الأسئلة بالمتن الحكائي ،و حركة التاريخ،وإستخلاص العبر  ، بسرد مشوّق من “شوقي”  تطوف بعوالم الخيال تلك التناقضات من سدنة المعابد  السومرية والأكدية والبابلية . من خلال إحالاته السيميائية  بالسرد تكشف العلامات والتأويلات  تلك الوحشية غير المبررة بالسلوك قياساً  لما ذكرت من إنجازات حضارية شاهدة على البناء العمراني ،والتخطيط  المُحكم  من لوائح الشرائح لأورنمو ثم بعد 3 قرون لوائح حمواربي أو ببناء الزقورات والمعابد  السؤال الذي أراد به الراوي العليم  شوقينا لماذا تلك الدماء من الضحايا البريئات !؟ أو بتعدد الأصوات  وبالميتا سرد الذي تفنن به الراوي العليم  شوقيينا، الرواية التاريخية كما برع بها أمين معلوف برواية سمرقند ، أو الروايات الإسلامية لجرجي زيدان وغيرهم ،تفوق المبدع شوقي بالتنقيب بتلك الحفريات الروائية بسعة الخيال ،ولغة السرد ،والتحكم بخبرة بمسارات الرواية رغم حجمها الكبير وسعة الأحداث  .  يؤكد القاص والروائي والناقد “علي لفته سعيد” 1 ص162- بكتابه النقدي فهم الزمن  ودلالته في النص السردي:

 ( إن الزمن هو اللّعبة الأكثر إدهاشاً  في عملية التدوين ، وهو الأكثر نصاعةً في عملية التلقّي ، و الأكثر وضوحاً في عملية التأويل ، وهو الأكثر قدرة في عملية الإنبهار .. )) .أو من خلال رؤية دقيقة بفهم النص كما بالتأكيد  على ذلك بكتابه النقدي الآخر 2- ص 155 : ( إن ثقافة تلقّي النصّ في بعدها السايكولوجي قد تبدو ثقافةً فرديةً وهي خاضعةٌ الى النسبية والى القدرة العامة للفرد ،ومقدار وعيه وثقافته ،ولكنها أيضا غير مجزّأةٍ عن المحيط والبيئة والأثر..).

في الرقيم الأول بمفتتح لبابة السرد يبدأ السؤال  ص7 :

هل اهتزَ عرش مدوك ؟!!!

ولِمَ خَلَت المدينةُ المشعولةُ بالتوسلاتِ من عطرِ وجوده ِ العابقِ عبرَ قرون الإمتداد ِ،كنا نَراهُ أينما اتجهَت تراتيل ُ ألسنتِنا، نهمسُ لحضورهِ فتُملأُ المعابدُ بشذا الصندلِ والآس وتعتمر ُ قلوبُ الكهنةِ بنداءات التكبير ِ لاستلهامِ ،نبصرُهُ أملاً في الوصولِ إلى خلاصٍ أبدي …….)..  

جماليات الإبتكار والتخييل :

في تلك الرواية تمكن القاص والروائي “شوقي كريم حسن ” من القفز خطوة بجمالية الإبتكار بصنعة السرد المُتخيل لتاريخ بلاد مابين القهرين ،المليء بالأسى ،والطغيان ،فالحكام بالتاريخ يسعون لتحقيق متطلبات الشعوب؛  هنا يفضون بكارة النساء !!  حوكمة لسلوكيات مٌدانة  بعمق التاريخ ، وبكل تحولاته.. المُتلقي المتفحص يعده إدانة لكل الأزمنة  بإستدعاء التاريخ وتمثلاته  وإسقاطاته الآنية، وإستشرافته المُستقبلية، فالزمن السردي يستمر بتلك الإفرزات   ، هنا  تفصح قوة التخييل لتلك المأساة ! حاكمه المبدع “شوقي” بتلك السردية ،  بمهارة  وتقانة  بتلك الرؤى والأفكار المُنضدة بتراتبية عِبر الرُقم الأربعة عشر ،مزج بتجانس بين التاريخي والتخيلي بقدرة وصفية وتوصيف لما يجري ببلاط الكهنة  لذا كتب بمقدمة الرواية الناقد أ.د .جاسم الخالدي  ص5

(( …. عاش الانسان تحت سلطة الالهة، وكهنتها المشغوفين بالحياة الباذخة ، في حين تحمل الانسان نزق الالهة، وظلمهم الذي وصل الى حد انتهاك حقوقه ……… إذا ماهتكت المحارم ، وفكت بكارات العذارى، …….وهو ماحول المعابد فضيلة الى معابد رذيلة  يمارس فيها كل مايحقق رغبات الملك والكهنة ….))

 تماسك وحدات السرد :

غالباً الترهل بالرواية اليوم  يدعو المتلقي للعزوف عن إتمامها بعصر العولمة،والسرعة ، إن لم تشده قدرة الروائي المُحكمة بإطروحاته الضمنية بمناقشة الفكر- التاريخ –الفلسفة – الحكم –الدين – التحولات الإجتماعية كما فعل ماركيز بإستلهامه رواياته الواقعية السحرية  بتفوق مدهش من  الإستلال  من البيئة المحلية والتاريخ والاساطير للإنطلاق للعالمية   ..إستطاع المبدع “شوقي كريم حسن ” تخليق عنصر التشويق  وهو يسأل شوقياً !؟ بكل الرقائم المتتابعة من  خلال صنع الأجواء الساحرة  لمن يروّم معرفة التاريخ، والطقوس ،وأسرار الكهنة والحضارة ، بتقانة التنوع الإسلوبي الذي دوّن به آلام ومحن الفتيات وهن يفقدن عذريتهن تجده يطرح الأسئلة ،والحوار برؤى العارف بما جرى يتماهى مع الأحداث بالعناية مع الشخوص ومدى تأثيرهم بصناعة الأحداث مع الإعتناء بالبنية السردية ،بتماسك الجملة السردية وعدم هشاشتها ،محاكمة الموروث الرافديني المستمر ليس المنقطع فالمكان  والزمان لايتوقفان ” بلبابة السر ” وقد تحقق وحدتيهما بالنص فمن يظن الرواية تاريخية إسطورية  نظرتهم قاصرة واهمة ، أعدها بعلاقة جدلية  دائمة مع المكان  والمعاناة من بطش الطغاة وسفالتهم وحروبهم المجرمة وشهواتهم الصادمة التي تخدش الكرامة والانوثة   ،تُلهب الإحساس والشعور  وتبعث بشفرات الرفض والإدانة لكل الإنتهاكات اللانسانية  ..

  مجتزأ من الرواية بصفحات متناثرة :

ص30 : (… يومَ عادَ الجندُ ، وامتلأَت الشوارع ُ بالتراتيل ِ والاغاني وشمرَت نسوةُ بابلَ عن ابتسامات ٍفارهة ٍ ظلًت أمي  حبيسة َ مدامعِها ..كنتُ أحدقُ بما وراء َ الملكِ فلا أجدُ غيرَ وجوه ٍ لا أعرفُها ، وجوهٌ لاتبالي بحضوري ووغيابي …حين عرفتُ معلمي لم تنطفأ نيران ُ الأمهات ِ حين يذهبُ الآباء إلى الحروبِ ..)

لغة الحوار تنوع إستخدمها بتقنية الكتابة السردية بلبابة السر ،روّح النص بلغته الحوارية ، بإستخدامه المجاز والتشبيه وبالإستعارة والكناية والنثر الشعري المركز بقوالب سردية جعلت من الرمز أحياناً أو بالحوار المباشر بصياغة تقريبية لواقع الأحداث رغم عمقها التاريخي ..الإجراء و المثال على ذلك   ص 46

-أقسم لك بمردوك إن عقلي يُفكرُبهذا !!

   – أظنُ أني أصدقٌ سيدي دون القسم ِ بالهٍ مثل مردوك !!

– ولِمَ لاتريدُني أن أقسمَ بمردوك وهو ربُّ بابل وناصرها ؟

ص 84

-أو رأيت َ ثمةَ حقيقةٍ أخرى !!

 – أعرفُ أيُّها الطيبُ ..ومن هنا اخترتُ بدايتي !!

–           -حسناً ،لابد لك اذن من رقيمِ الطينِ

– نعم !!

–           – أربعُ رجالٍ على استعداد ٍ لتهيأ لكَ ماتريدُ

بلاغة الحوار بنغم وموسيقى الكلمات وجرسها ووقعها وتأثيرها البنورامي الآسر بمعمارية السرد بإلتقاطه المهمل من والمسكوت عنه من فضائحية الكهنة ، لقد أتقن  “شوقي ” صنعته    يؤكد الدكتور سلمان كاصد بكتابه صنعة السرد ص 20 :

((    هي صنعة أغلبها يرتبط في أنظمة الشكل والتلاعب في كيفية سرد الأحداث ، حيث نجد روائيين يقدمون  ثيماتهم  باعتباطية ، وآخرين يحسون أنهم يقدمون وجبة فيها كل نوع من انواع الاجناس الادبية ، الشعر مختلطاً بالحكاية ، والنثر الشعري ممزوجاً بحدث لايمكن أن تلم به بسهولة ، ونجد نوعا ثالثا من الروائيين من تراه يحسب للجملة حساباً ،وللتركيب أهمية ، وللصياغة حرفة .

)).. قد عزف الروائي عزفاً شعرياً محكماً في الرقيم الثاني عشر بصفحاته المؤنسة بلغته الشعرية كما في  ص270

( تلتفت مالونيد محاولةً لملمةَ الرؤيا التي بدأت تتسعُ، كانت ثمةُ خطوطٍ بيضٍ ترتبطُ والعرشِ وهالاتٍ تسبحُ في نورٍ وجوه ٍ تلهجُ بذكر ٍ فاتنٍ ، عطرٌ جعلَ مالونيد تحرك ُ أطرافها استحساناً ، تقدمُ الخطواتُ ببطءٍ فتتراجعُ الأنوارُ وتنكشف ُ أستارُ البحثِ عن أرواح ٍ تدورُ معززةً ألقَها ، قالَ المضيءُ بسعادات ِ أطيافِهِ…..)

أجزم بتفوق  “شوقي ”  برؤيته التاريخية والميثولوجية بمنجزه “لبابة السر” الذي أحدده بقفزة سردية تاريخية  تحتاج للصبر بالقراءة الواعية من أطلال بابل وعِبرَ الرقائم والألواح والمودنات من ديموزي عشتار وابن انليل  والعالم السفلي والطموحات غير المشروعة للحكام الآلهة  التي فككها  بتلك الرواية لذلك إجتمعت الخصائص الفنية  (لغة السرد- قوة الحبكة – الخيال الواسع) بإنتاج رواية عراقية مميزة ، تحاكم المكان والزمان والشخوص بالشكل الدائم رغم الإشتغال التاريخي  .

قوائم سود!! ..مسرودة قصصية ..بقلم : شوقي كريم حسن


—-١—

( الانسان كائن يعيش حياته معنياً بمعاينة التاريخ،وتفهم مايقصد دون معرفة الاسباب التي تدعوه الى هدر كل هذا الوقت  في اجترار قصص وحكايات توهمه بوجوده العابث وغير المجدي،يلوث ايامه بما لافائدة منه ظاناً انه من خلال دخوله الفج يستطيع ارضاء مراميه،وفهم مقاصده،

التاريخ لعبة جر حبل،لاترمي الى غير تدوين الكراهيات والتوحش،والجنون، مالمتعة في ان نعتبر  ولائم الحروب انتصاراً،

— ماذا عن اولئك الذين حولتهم رغبات غيرهم الى منسيات لا يأبه احداً لتذكرهم حتى وان كان الامر مجرد قول؟!!،

كلما توغلت العقول عميقاًاكتشفت،ان ارواحنا سرقتها اكاذيب الحكايات التي لا تمجد سوى عظماء القتلة،الماخوذين بغرور

الرغبات المذلة)

 يصر معلم التاريخ، الماشي بخطوات عسكرية

شديدة الاتزان،تشبه خطوات الجنرال (ديكول)

المثيرة للدهشة،تطير قدمه اليسرى الى امام  تتبعها اليمنى بحركة ايقاعية منتظمة،تنقصها

الايعازات الموسيقية الحماسية،  بأن يضربني

على رأسي بعصاه الخيزرانيه،مطلقاً اقذع ما يسمعه ولد شديد التلعثم والخوف مثلي،

//تقدم ياحمار الحساوية الارعن وحدثنا عما

فعله المبجل مدحت باشا،، من امور حين كان والياً لسنجق بغداد!!

اظل صافناً متشبها بحمار الحساوية الشديد الخباثة،محاولاً البحث عما فعله الرجل الذي يثير حفيظتي، مشعلاً كل مواقد كراهياتي وعنادي المخبول،

قلت—- مافعل شيئا مهما استاذسوى انه تزوج بخمس نساء دفعة واحدة من بنات اعيان بغداد ليكسب الولاء،،التاريخ مسكين يحفظ اسفار القتلة الغرباء والمجانين الذين لافائدة منهم،،!!

فغر معلم التاريخ فمه،غير مصدق لما هذرت به من غرائب جعلته يلوح بخيزرانه المصدرة

لاصوات تشبه حفيف الرياح.نبر بصوته الاجش

الخالي من الود—من اين جئت بهذا السخف؟!!

قلت مبتسماً— حدثني به جدي !!

بغضب شديد صاح— ومن اين اتى جدك بهذا الكلام الخالي من الحقيقة!!

قلت محاولاً تفتيت غضب المعلم،وجذبه الى مرابع رغباتي الكارهة للتاريخ وحمم اكاذيبه التي لاتتوقف عند حقيقة ابداً ،

—كل الحكام يتشابهون،، هذا ما يعرفه جدي ويؤكده،، يقول جدي ،الحكام حلقة زائدة لامعنى لوجودها في حياتنا،مهمتهم تخريبها

وشاعة فوضى الكراهيات والتناحر ،،!!

—-   دع جدك لما يقول،، واحفظ ما نريده منك ،،دون حكام تغدو ايامنا ظلام تلتهمة الفوضى!!

معلمنا  شديد الاتزان،العاشق لخطوات (ديكول)،رايته يسبح لاهثاً وسط برك رعناء من الحكايات الشديدة القذارة، يشيع بين اوسطانا نحن الموهمين ارواحنا بطلب العلم انه يؤمن

بالحقيقة ولا يعلن غير ما تقرره الحكومة الراغبة

بتمجيد افعال لايمكن الركون اليها وتصديقها،

يقودنا مثل خراف بلهاء الى حضيرة ثرثراته التي

ابدء بمتابعتها بحثاً عما يرضي دواخلي المشتعلة بالرفض وعدم الخنوع،رايت اليه يبصرني بعينين غارتين شديدتي الايماض،حين قهقت عالياً ساعة  تحول الى طاووس نافش ريشه العابث  ملوحاً بخيررانته التي يسميها،( العاقلة)  طارداً السؤال الى فيافي رؤوسنا الباحثة عمن يعيد اليها اتزانها،قال مبتهجاً- ان الذي بنى ملوية سر من راى هو المعتصم بامر الله!!

تعالت ضحكاتي متبوعة بضحكات خافتة اخرى

ادمنت السؤال،كيف يمكن لواحد مثل هذا المعتصم بناء صرح مثل الملوية. ؟

توقف رفيف عصاه،بعد ان انشتلت خطواته  عند راحبة الفصل ،مراقباً الاحتجاجات التي تعالت رافضة فكرة الواحد الواحد المكين، افسدت عقولنا نحن الملتفين حول مواقد الليل تلك السوالف التي لاتعرف النهايات،تاخذنا

مهرولين الى ما تبغي الوصول اليه،لترمي بنا الى شباك ارتباكنا،ما كنا نبصر عروش الملوك،

وتيجانهم المتوهجة، لاتعنينا  همساتهم الضاحكة،ثمة اناث يلوحن بايديهن مندفعات بحبور صوب ملاذات احلامنا الغائصة بملذات التمني، تسوقنا حمائم الارواح  بهدوء لنخترق فضاءات القبول/العروش صمت تحركة الالاعيب وصرخات الاحتجاج/ تتحكم بين ثناياها افواه من جنون الرغبات/لاحساب لحقيقة مادامت تعارض النهم المفروش الكرش،المدجن بالامبالاة/ الاطوار الفاحشة سيدة العروش/!!

تتلاحق الخطوات الكاشفة عن المعاني التي نريد،التاريخ المعلن وسط الكوانين المبددة لظلمة المكان،هي الوحيدة الواجبة التبجيل والاحترام، قدت معلمي عنوة لادخله عوالم الشفاه الاخذة بالتكوين،اشرت الى ذاك الجالس وسط غبار ملذاته،مطلقاً بين فينة واخرى قدرات حنجرته المليئة بالدناءات والخسة،قلت بصوت اعطيته كل سعاداتي،

—معلمنا ارأيت ؟!

—الى ماذا تشير؟!

— اولا ترغب بمعرفة ما تقوله الامكنة..اشعرها

الاقرب الى فهم ما نريد،،الامكنة اكثر صدقاً ان هي احبت القول؟!!

—-لاشيء سوى الاعتياد،،معالم بهجة لابد لها من نهاية،،خرس الامكنة بلوى السنتنا،،!!

—-معلمنا اكشف ما وراء الرؤية،،  خلف كل معنى معاني آخر،،،او يحتاج البناء كل هذا الصخب!!

—- الى ماذا تروم الوصول،،التاريخ  يعلن المعلوم ولا يكترث لغيره،، حكايات المواقد سيولا من اوهام الارواح الراغبة بملاحقة موداتها !!

—-  معلمنا دلني على ذاك المعلوم لاتمسك به..لاتدعني اطفر من لحظة الى ثانية دون دراية

وسبباً يعيد توازني!!

— الى ماذا تروم الوصول،، الخطوات العابثة لاتحقق مراداً،امنح قلبك بعض  الثبات ولاتتعجل اجتياز مسافات المعرفة!!

— كشف مستور الحقائق وفضح سر معاني الزيف، وكيف ذاك والايام صارت ثوابت لايجوز اجتيازها او مساس قدسيتها؟!

— محال ماتسعى اليه،،اوقف خطو غرابتك  حتى لاتأخذك الدروب الى مدن التيه التي لاتجديك نفعاً!!

ايقنت ان معابرنا صعبة الاجتياز،لذا اقتعدت رصيف عجزي  راسماً في فراغ اوهامي خطوطاً

عارية لاتوصل الى الغايات ابداً!!

—-٢—

(محنة السؤال،انه يتبع لهاث الاجابات حتى وان كانت خارجة عن مألوف الحقيقة،يظل

 متعثر الاتجاهات، مطلقاً زفير خوفه ما ان يبصر الطرق الموحشة الجرداء التي لا تعمل على اشاعة اتزانه ورضاه،السؤال فتق من الصعب لملمة حوافه وعادته الى ملاعب نشأته مراميه الفسيحة التأمل،الاسئلة رياح النفوس الباحثة عن معاني الوجود،لاتكترث للاجابات ولا تابه لها،لانها تتناسل مثل شياطين صغار تلتهم مساحات الجمجمة العاجزة عن الصد او الاعتراض، تغسل الجسد برداذ عذوبتها مانحة اياه استقراراً عجيباً،ورغبات متكررة في مواصلة البحث عن الاسباب التي توقف الاكتشاف،الاسئلة

مواجهة بين الروح ومعاني اضطرابها)

منذ اللحظة المشوبة بالقلق والتي اكتشفتها دون سابق تخطيط  وتفهم ،عرفت ان الاسئلة براغيث  عمياءتلاحق الارواح اللائبة بالبحث  عن ما يرضي محنتها المتفاقمة غير القادر على الخلاص منها،اجلس امام توهجات الكانون الشامرة بشرارات عجائبها التي تسحلني الى ما لااقدر على الاعتراض عليه،عالم ملتاث بالجنون المحاط بخرافات القول ووقاحة الفعل، عالم مبني على ثلاث دعامات مستحيل التخلص منها، هيامات الاكاذيب في براري التمني وتوكيد رسوخها على انها خالقة لكل شواذ الافعال، وفيوض الرغبات التي تحاول السيطرة على ما تعتبره ارثاً متعاقباً تابعاً لهاً ولايمكن التخلي عنه او التفريط حتى ولو بجزء يسير منه،و رسم محددات المسير التي تمحو الانهزام وتبني مماشي مغايرة،تبحث عما تعتبره اختلافاً يعلي من الشأن، اختفى معلمنا فجأة بعد ليلة محمومة من الهلوسات التي ماتوقفت عند حدود معينة، دون ان يترك اثراً يستدل عليه،

حاطت الاقاويل والحكايات غايات الاختفاء العجيب، لذي لم يحدث لسواه ،قال امام المسجدبعد ان حوقل وكبر،واستعاذ من الشيطان الرجيم—— وهمه دفع به الى الهاوية،يتحدث بما لايصدقه عقل ويقبله ضمير،،اصحاب الامر والرأي هم الاولى بالتبجيل دونهم تظل ارض الرب خاوية دون اعمار،،الناس تشعر بالخمول والتيه ان غاب اولي الامر والنهي!!

رد معلم الارقام بصوته الشبيه بناي مكسور

—- كان عليه ان يكون حذراً ليس كل ما تعرفه العقول تنطق به الحناجر،،كثيراً ما حذرته لكنه دون اذنين يصغي بهما،،السماع نعمة لايجب رفضها!!

صرخت روح فراش  المدرسة  المديوفة بتراب الاحتجاج—- مالكم لا تبحثون عن غير ماجاد به لسانه..  ليته يجيء الساعة ليعرف ماتعني اكاذيب انفسكم..لولاه معرفنا السر وما تكشفت امامنا الحقيقة؟!!

ابتسم مدير الناحية الشبيه بقصبة يابسه،بعد ان ارث سيجارة من متروك سيجارته التي لم تنته بعد،نافثاً دخانها الى امتداد المساحة المكتظة بالوجوه،ناظراً الى المرأة المتشحة بالسواد ،الواقفة عند الطرف القصي غير ابهة

بالهذر الشديد الوقاحة،قال—ماكان عليه الحديث بغير ما يعنية ،الدهور وما كانته روح خلافنا الابدي الواجب الصون والامتنان ،لااحد يعرف ما نكون عليه لولا تلك الحكايات الاخذة

بتلابيب الارواح!!

تماوجت الجموع،معلنة اضطرابها الباعث على الانهيار،ناثرة فوق الرؤوس  الملتاثة شظايا الاسئلة المبرقعة بالغرابة والاستفزاز،  ظلت حكاية الاختفاء تدور مثل دوامة اكلة  قصص المواقد الاخذة الى البعيد،  وجوه تبحث عن السر غير القابل الافتضاح،قال امام المسجد

متجاوزاً خطوط اللعبة الماكرة المتفنة الكتمان——اما الزبد فيذهب جفاء وقد كان زبداً لايعتمد عليه،ويعتد له بقول!!

تراهنت ارواحنا المتعلقة بغيابه،على ان مدير الناحية وامام المسجد،يخفيان بين طيات ثيابهما ما لانعرف من الخفايا ،استعدت توازني رويداً ،بعد فقدانه لايام طوال ،مسترجعاً ما كان يقول، بعد تكاثر ليالي الاختفاءالمريعة التي شكلت  هواجس ذعر،مندداً بتواريخ ازمنة  الانتهاك ملاحقاً  معاني بوحه الاخذة بالتعالي، بين جدران البيوت الطينية المسكونة بالبحث عن المدهش من الاسئلة والاجابات، التي تأخذ الى غربة الامكنةومسكنة الارواح المجبولة على الخنوع والرضا بالمقسوم،دون حاجة للرفض او الاحتجاج،صار ضياعه مثلاً بعد ان عرف الجميع ان الرب الثاني  الجالس فوق عروش الاسترخاء قد اذاب معلمنا المغرم بالجنرال العتيق ونواياه، باحواض التيزاب،لانه رفض بشدة محاولة اعادة كتابة التاريخ بحسب ما يقرره صاحب الرأي الذي لايرد ولايناقش

قال— اكاذيب تدخلنا دهاليز اكاذيب اشد وقاحة وخطورة من يقرر ولصالح من. ولكل الحكايات والازمنة اكثر من وجه،،لانحتاج ما يربك عقولنا المربوطة بحبال القدم ولوثات

افعاله المتلاحقة الخطو الى حيث لانعرف!!

—والحل معلمنا دلنا على ما يبعدنا عن درب

الهذر المليء بالاستحالة؟!!

 محنة السؤال اقعدتني طريح فراش الترقب المشتد قسوة وارتباكاً،كان معلمنا البهيج الروح الذي لم يعد يشبه الجنرال المنفي الغريب الاطوار ،المحني الظهر يفوح اضطراباً حين يبصرني الوغ مثل كلب منبوذ في وحول الازمنة التي لاتشتل في دواخلي سوى فزعات من الاثام الدافعة الى تلال من الكراهيات،مالذي تفعله اسئلة التواريخ ولم نتمسك بها دون معرفة السبب الذي يدفعنا الى تبني صراعاتها المدفوعة بمطامع الاستحواذ على مغانم الرفاهية والقوة ،،غابت ملامح معلمنا بعد ان اعلن مدير الناحية بفرح،انه غادر مجبراً لينظم الى مااسماهم  صناع اوهام الازمنة!!

قصيرة بعنوان / تقلب الزمان..بقلم القاص العراقى : محمد علي ابراهيم الجبير

مجيد شاب نشيط يعمل في التجارة الحرة  تزوج  من فتاة جميلة من اقاربه  ، لم يرزق منها اي طفل  رغم اجراء الفحوصات الطبية عليهما ، وكانت نتائج الفحص عدم وجود سبب يمنع الانجاب ؛

 استطاع مجيد  من خلال عمله في التجارة الحرة  ان يفتح محلاً كبيرا لبيع انواع  المواد الغذائية المتنوعة ،  وكان صادقاً واميناً  يتعامل مع الناس بالاخلاق الراقية وكان ينظر الى الناس على اساس انهم ثقة  مثله  لهذا فانه لايرد احداً يطلب شراء بضاعة بالآجل من المحل ؛

واذا تأخر احد من سداد الديون التي بذمته فانه لايطالب احد بالتسديد ضناً منه بان المدين يسدد من تلقاء نفسه ولم يحسب حساب لبعض الناس  بعدم الوفاء؛؛

وفي احد الايام تعاقد على شراء بضائع كبيرة مستوردة من الخارج  تعرضت للسلب والنهب في الطريق  قبل وصولها ؛ وقد كانت في تلك الفترة وجود اضطرابات في البلد ،وبسبب  تلك الاضطرابات اصاب السوق ركود اقتصادي، وتوقفت عمليات البيع والشراء بشكل عام ،وشمل ذلك محل مجيد ، الأمر الذي جعل مجيد بحاجة ماسة للسيولة النقدية التي دفعها لشراء البضاعة التي استوردها والتي نهبت في الطريق حاول الحصول على المبالغ التي بذمة  زبائنه ، تفاجىء بان كل شخص يطالبه يعتذرله بعدم استطاعته بسب ركود السوق ، والقسم الاخرلم يجدهم لأنتقالهم الى جهة غير معلومة ، وهكذا شعر بالحاجة الماسة للنقد لشراء بضاعة الى المحل والى مصاريف لبيته لمواجهة الامور المعاشية؛

لم يتمكن من الحصول على اي مبلغ من ديونه ؛

واستمر ركود السوق بشكل مخيف يرافقه نزول هائل في الاسعار، في تلك الظروف الصعبة مجيد تعرض الى مرض اعاقه عن الأستمراره في عمله ،اضطر على تكليف احد الاشخاص الامناء على ادارة المحل ، ولكن الشخص الذي ءأتمنه تبين انه غير أمين،  كان يبيع السلعة اقل من السوق ولا يسلم مجيد الا قسم قليل من ثمن المبيعات ويأخذ الباقي له ومجيد لايعرف ذلك  لثقته العالية بهذا الشخص ، كما انه لايحضر الى المحل بسبب مرضه ،ليطلع على الحقيقة ، وفي احد الايام زار المحل وجده خالياً من البضاعة تماما ؛ سأَل صاحبه اين البضاعة اجابه بانه قد باعها وسلمة ثمنها ؛

تم انهاء عمله وقرران يذهب الى المحل ويتواجد فيه  رغم مرضه وعدم قدرته على ذلك ؛ عسى ان يحضر من بذمته ديون ان يسددوا ما بذمتهم من مبالغ ؛ خاب ظنه ولم يحضر أحد ؛ وثبتت له الايام بان الكثير من الناس لم يسددوا ما بذمتهم حتى ولو كانت لديهم امكانية

التسديد ، وكم مرة تقابل مع المدينين إلا أنه لم يوافق احد بتسديد ما بذمته من ديون ؛

استمرعلى ذلك فترة طويله لاقى فيها ضنك العيش والحاجة الى المال لمواجهة اموره المعاشية وحاجته لشراء العلاج ؛؛ ولايستطيع عمل اي شيء لأي زبون لأستحصال ديونه منه  لعدم وجود كمبيالات أو كفيل ضامن او اي مستندات اخرى ،تثبت فيها ديونه ؛ وكان كل مبيعات المحل على  اساس الثقة فقط..

جاءه في يوم الايام احد الاشخاص يعتذر له من عدم التسديد لعدم وجوده في البلد لسفره بشكل مفاجيء الى الخارج لمصاحبة احد اقاربه في المستشفى ، لمدة ستة اشهر ؛ ودفع ما بذمته من ديون وكان مبلغاً كبيراً؛ كماعرض عليه ان يسلفه اي مبلغ  يطلبه لشراء بضاعة للمحل؛ لم يصدق مجيد مايسمع لاصابته باليأس من الناس الذين بذمتهم الديون ولم يدفعوا له اي مبلغ رغم امكانيتهم على التسديد ، وهم يعلمون بحاجته الى المال ومحله خالي من البضاعة؛قام مجيد وعانقه وشكره على موقفه النبيل ، وهو يردد ان الدنيا لاتخلوا من الطيبين ومن الناس الذين يستحقون التعامل معه بالثقة والتقدير،

تمكن مجيد من شراء بضاعة الى محله ومزاولة عمله  من جديد وتحسنت اموره المالية بفضل الله وبفضل الرجل الامين الذي دفع ديونه ووقف بجانبه،والدنيا لاتخلو من امثاله ..

وتعلم مجيد درساً بليغاً في التجارة..

                              8/ 4/ 2023م

المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : وقفة رمضانية..٠!!!

شهر رمضان ،

فريضة تعبدية شاملة ،

روح وجسد ،

يحمل للإنسان منا

 إسراء ومعراج خاص٠٠!

فهو انتقال عبر الزمان ٠

انظره تجده { مخصوص}

بشهر وبوقت لايمكن تجاوزه ،

باعتبار أنه سيرقى فيه مرتقى ذو شأن عظيم ،

مرتقا ملائكيا ، إن لم يفوق ٠٠٠!؟

فهو الذى (سبحانه وتعالى) أسجد له الملائكة  حين قال:

(( واذ قال ربك للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا ابليس أبى ))

سجود تشريف باعتبار المهمة ،

مهمة العبادة ((لله تعالى )) فى هذه الأرض ،

يالها من مهمة عظيمة ٠٠٠!

لذا فإن افراده بالصوم لحكمة بالغة ٠٠٠!!!؟

إذ من خلاله يكون ملائكى الطباع أو هكذا يجب أن يكون ،

فتهذيب نفسه ليكون صاحب (خلق حسن) هى الغاية ٠٠٠٠؟!

وتلك الغاية وقودها { تحقيق التقوى  } سلوكا وقولا ، لذا كان أفراد شهر رمضان افراد ((خصوصية )) فقال جل شأنه فى الحديث القدسي :

(( أنه لى وانا اجزى به ))

باعتباره سر تعبدى خاص ،

وانظر خلوف فم الصائم الذى يتأذى منه الإنسان ٠٠٠!

أنه عند { المولى عز وجل } أفضل من طيب المسك ٠٠٠!!؟

يالها من رتبة سامقة يصل فيها العبد عند مولاه إلى هذه المكانة باداء هذه الفريضة والتى بها يرتقى روحيا ،

لذا كانت مدارسته للقرآن الكريم (كتاب الله ) ، والذى انزل فى هذا الشهر العظيم ليزداد جلالا على جلال ،

بل وتأمل عظمة هذا الزمان المخصوص

ففيه تصفد الشياطين٠٠٠!!؟

ليكون العبد منا فى اختبار حقيقى ومجاهدة صادقة مع نفسه يأخذها بأداء فريضة صوم شهر رمضان إلى أعلى عليين ٠٠٠!

ولنتأمل الغاية الكبرى من صوم هذا  الشهر العظيم حتى نسعى إليها سعيها المستحق ، فانظر قوله تعالى:

(( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ))

فأين نحن من التقوى ٠٠؟؟؟

أين نحن من غاية الصوم ٠٠؟؟

هل تهذبت جوارحنا ٠٠!؟

 هل تهذبت أرواحنا ٠٠!؟

هل حققنا التقوى كما أراد الله عز وجل ٠٠!؟

فالأمر جد خطير ، إذا ما عرفنا أن الوقت مخصوص بل وضيق ٠٠٠ايليق أن يضيع منا بلا تحصيل ما يجب ٠٠!

فلننهض حتى نرتقى ،

وتعظم أخلاقنا حقا ،

ونكن من الأكياس أرباب الحزم ،

بأداء الفرائض والسنن ،

واتباع حقيقى لقدوتنا الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم )

ونستعد للقاء لله تعالى ،

 لعلنا نحظى بالمغفرة والرحمة ٠

نسأل الله العفو والعافية ،

والسلامة ٠