المحاضر الدولى الدكتور عادل عامر ودراسة حول :  النفس الانسانية في القران الكريم

  

قبل الحديث عن النفس كما هو مطلب البحث هنا، نُشِير أولًا إلى تعريفِ النفس في اللغة والاصطلاح، وقد ذكر أهل اللغة العربية للنفس كثيرًا من المعاني، بعضها له صلةٌ بما أريد الإشارة إليه، وهو الحديث عن النفس الإنسانية التي تُكوِّن الشخصية وتؤثر في سلوكها، وبعضها الآخر بعيدٌ عمَّا وددتُ الإشارة إليه، وسوف أكتفي هنا بذكر بعض هذه المعاني تحت العنوان التالي:  

النفس بين اللغة والاصطلاح وألفاظ القرآن:  

بعض تعريفات النفس في اللغة:  

أولًا: النفس بمعنى الروح، يقال: خرجت نَفْس فلان؛ أي: روحه[1]، ومنه قولهم: فاضَتْ نَفْسه؛ أي: خرجت روحه[2].  

ثانيًا: النفس بمعنى “حقيقة الشيء وجملته، يقال: قتل فلانٌ نَفْسه؛ أي: ذاته وجملته، وأهلك نَفْسه؛ أي: أَوقَع الإِهلاك بذاته كلِّها[3]، ومنه قول صاحب الصحاح “والتكبر: هو أن يرى المرء نَفْسه أكبر من غيره”؛ أي: ذاته[4].  

ثالثًا: النَّفْس بمعنى “الحسد، والعين، يقال: أصابته نَفْسٌ؛ أي: عَيْن[5]، والنافس العائن.  

رابعًا: النفس بمعنى الدم، وذلك أنه إذا فُقِد الدم من الإنسان فَقَد نَفْسه؛ أو لأن النَّفْس تخرج بخروجه، يقال: سالت نفسه، وفي الحديث: ((ما ليس له نفس سائلة لا يُنجِّس الماء إذا مات فيه))[6].  

خامسًا: النفس ما يكون به التمييز، والعرب قد تجعل النفس التي يكون بها التمييز نفسين؛ وذلك أن النَّفْس قد تأمره بالشيء وتنهَى عنه، وذلك عند الإقدام على أمر مكروه، فجعلوا التي تأمره نَفْسًا، وجعلوا التي تنهاه كأنها نفس أخرى[7].  

سادسًا: النَّفْس بمعنى الأخ[8]، وشاهده قول الله تعالى: ﴿ فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ﴾ [النور: 61].  

وجمع النفس: أنفُس ونفوس، أما النَّفَس، فهو خروج الهواء ودخوله من الأنف والفم، وجمعه أنفاس، وهو كالغِذاء للنَّفْس؛ لأن بانقطاعه بطلانَها.  

تعريف النفس في الاصطلاح:  

قال صاحب كتاب التعريفات: “النَّفْس هي الجوهر البخاريُّ اللطيف، الحامل لقوة الحياة والحس والحركة الإرادية، وسماها الحكيم: الروح الحيوانية، فهو جوهرٌ مشرق للبدن، فعند الموت ينقطع ضوؤه عن ظاهر البدن وباطنه، وأما في وقت النوم، فينقطع عن ظاهر البدن دون باطنه”[9].  

تعريف النفس عند العلماء المعاصرين:  

ذكر العلماء المعاصرون للنفس عدةَ تعريفات؛ منها: أن النفس “هي جوهر الإنسان، ومحرك أوجه نشاطه المختلفة؛ إدراكيةً، أو حركية، أو فكرية، أو انفعالية، أو أخلاقية؛ سواء أكان ذلك على مستوى الواقع، أو على مستوى الفهم، والنفس هي الجزء المقابل للبدن في تفاعلهما وتبادلهما التأثير المستمر والتأثر، مكونين معًا وحدةً متميزة نطلق عليها لفظ (شخصية) تُميز الفرد عن غيره من الناس، وتؤدي به إلى توافقه الخاص في حياته”[10].  

معاني النفس في القرآن الكريم:  

وردت (النَّفْس) في القرآن الكريم في مواضع عديدة، وتعدَّدت معانيها بحسب سياق الآيات الكريمة الواردة فيها، ومن هذه المعاني:  

أولًا: النفس بمعنى الرُّوح، ومنه قوله تعالى: ﴿ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 44]؛ أي: تتركون، ويقال: خرجت نَفْسه، خرجت رُوحه، والدليل على أن النفس هي الروح قوله تعالى: ﴿ اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا ﴾ [الزمر: 42]؛ يريد الأرواح[11].  

ومنه قوله تعالى: ﴿ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ ﴾ [الأنعام: 93]، ولك أن الكافر إذا احتُضِر بشَّرتْه الملائكة بالعذاب والنكال، والأغلالِ والسلاسل، والجحيم والحميمِ، وغضب الرحمن الرحِيمِ، فتتفرَّق رُوحه في جسده، وتعصى وتأبَى الخروج، فتَضْرِبهم الملائكة حتى تخرج أرواحهم من أجسادهم، قائلين لهم: ﴿ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [الأنعام: 93]؛ أي: اليوم تُهانون غاية الإهانة، كما كنتم تكذِبون على الله، وتستكبرون عنِ اتِّبَاعِ آياته، والانقياد لرسله[12].  

ثانيًا: النفس بمعنى الإنسان؛ أي: الشخصية البشرية بكامل هيئتِها، وهي الإنسان بكامل دمه ولحمه وشخصيته، وهذا كثير وغالب في القرآن، فمِن ذلك الآيات التالية:  

قال الله تعالى مخاطبًا الناس عامة وبني إسرائيل خاصة، بأن يحذروا يوم الحساب ويعملوا صالحًا، وأن الإنسان يأتي ربه في ذلك اليوم فردًا ولا تنفعه شفاعة الشافعين: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ ﴾ [البقرة: 48]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ﴾ [آل عمران: 145].  

وقد شاع استعمالُ النَّفْس في الإنسان خاصة؛ حيث تطلق ويراد بها هذا المركَّب والجملة المشتملة على الجسم والروح[13]، ويظهر هذا في غيرِ ما سَبَق، في قوله تعالى أيضًا: ﴿ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْسًا فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ ﴾ [القصص: 33]، والمقصود هنا الرجلُ الذي قتله موسى عليه السلام في أرض مصر؛ يعني الرجل القبطي.  

ثالثًا: النفس بمعنى القوى المفكرة في الإنسان (العقل):  

ومنه قوله تعالى: ﴿ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ﴾ [المائدة: 116]؛ قال الطاهر بن عاشور في تفسيره: “والنَّفْس تُطلَق على العقل وعلى ما به الإنسان إنسان، وهي الروح الإنساني، وتطلق على الذات، والمعنى هنا: تعلم ما أعتقده؛ أي: تعلم ما أعلمه؛ لأن النفس مقرُّ العلوم في المتعارف، وإضافة النفس إلى اسمِ الجلالة هنا بمعنى العلم الذي لم يطَّلِع عليه غيره؛ أي: ولا أعلم ما تعلمه؛ أي: مما انفردت بعمله، وقد حسَّنه هنا المشاكلة كما أشار إليه في الكشاف[14].  

رابعًا: النفس بمعنى قُوى الخير والشر في الإنسان:  

النفس بمعنى قوى الخير والشر لها صفات وخصائص كثيرة؛ منها: القدرة على إدراك الخير والشر، والتمييز بينهما، والاستعداد لهما؛ قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 7، 8]، وقال سبحانه: ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ ﴾ [البلد: 10]؛ أي: بيَّنا له الطريقين، طريق الخير وطريق الشر، وهناك إلى جانب الاستعدادات الفطرية الكامنة قوةٌ واعية مدركة موجهة في ذات الإنسان، فمن استخدم هذه القوة في الخير وغلَّبها على الشر، فقد أفلح، ومَن أظلم هذه القوة وجناها وأضعفها، فقد خاب[15]؛ قال تعالى: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10].  

حقيقة النفس في القرآن الكريم:  

بالنظر في التعريفات السابقة نرى القرآن الكريم يُحدِّث عن النفس، على أنها كائنٌ له وجود ذاتي مستقلٌّ، وبمعنى آخر فإن القرآن يخاطب الإنسان في ذات نفسِه، باعتبار أن النفس هي القوة العاقلة المدركة فيه، فيقول سبحانه: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 7، 8].  

ويقول جل شأنه: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 – 30].  

ويقول سبحانه: ﴿ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ﴾ [يوسف: 53].  

ويقول: ﴿ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾ [يوسف: 18].  

ويقول سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾ [الطلاق: 1].  

ويقول سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا ﴾ [التحريم: 6].  

فالنَّفْس هنا وفي مواضع أخرى كثيرةٍ من القرآن، هي الإنسان العاقل المكلف، وهي الإنسان الذي يُتوقَّع منه الخير أو الشر، والهدى أو الضلال، ثم هي الإنسان بجميع مشخصاته جسدًا ورُوحًا.  

إذًا فما النفس؟  

يقول الدكتور عبدالكريم الخطيب في تفسيره – مجيبًا عن هذا السؤال -: والجواب الذي نعطيه عن هذا السؤال مستمَدٌّ من القرآن الكريم، بعيدًا عن مقولات الفلاسفة وغير الفلاسفة ممن لهم حديث عن النفس، وعلى هذا نقول: يُشخِّص القرآن الكريم النَّفْس ويجعلها الكائن الذي يُمثل الإنسان أمام الله، بل أمام المجتمع أيضًا؛ فالقتل الذي يصيب الإنسان هو قتل للنفس؛ كما يقول سبحانه: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، ويقول جل شأنه: ﴿ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ﴾ [المائدة: 32]، وفي مقام القصاص تحسب ﴿ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ﴾ [المائدة: 45]،  

وفي مقام التنويه بالإنسان، ودعوته ليلقَى الجزاء الحسن، تُخاطَب النفس وتُدعَى، فيقول سبحانه: ﴿ يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 – 30]، والنفس في القرآن هي الإنسان المسؤول المحاسَب: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ﴾ [آل عمران: 30]،  

وإن بالفهم الذي يستريح إليه العقل في شأن النفس، هو أنها شيء غير الروح وغير العقل، وأنها هي الذات الإنسانية أو الإنسان المعنوي، إن صح هذا التعبير، إنها تتخلَّق من التقاء الروح بالجسد، إنها التركيبة التي تخلق في الإنسان ذاتيةً يعرِفُ بها أنه ذلك الإنسان بأحاسيسه ووِجدانه ومُدرَكاته، فالنفس هي ذات الإنسان، أو هي مشخصات الإنسان التي تنبئ عن ذاته، ولا نريد أن نذهب إلى أكثر من هذا، وحسبنا أن نُؤمِن بأن الروح مِن أمر الله، فلا سبيل إلى الكشف عنها؛ كما يقول سبحانه: ﴿ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ﴾ [الإسراء: 85]،  

 وأن النفس جهازٌ خفيٌّ عامل في الإنسان، فهي الإنسان المعنوي، ولهذا كانت موضعَ الخطاب من الله تعالى، كما أنها كانت موضع الحساب والثواب والعقاب[16]،.  

فالنفس البشرية آية مبهرة من آيات الله تعالى في خلقه، سرها غامض وأغوارها تشي بتناقضات ومنازلَ ومهابطَ شتى بين القمم والسفوح، وقد نبَّه القرآن الكريم على البحث والتنقيب عن أسرارها قدر المستطاع؛ فقال الله تعالى: ﴿ وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ [الذاريات: 21]، وذلك أمر في باب التبصر بالقلب لا مجرد النظر بالعين، تدبرٌ يُدرَك بالبصيرة النافذة إلى عمق النية لتزكيتها وإصلاح فسادها، فهذا هو الفلاح والنجاح الدائم الذي يورث رضا الله المولى؛ قال الله تعالى: ﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى * وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى * فَأَمَّا مَنْ طَغَى * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى * وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ﴾ [النازعات: 34 – 41]، وأقسم الله تعالى أقسامًا متتاليةً على فلاح من أنصفها بالتزكية، وعلى خيبة من تركها لهواها؛ فقال الله تعالى: ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 1 – 10]، والنفس البشرية آية مبهرة من آيات الله تعالى، وهي لا تثبت على حال، ولا يقر لها قرار، متنقلة الأطوار بين معارجَ ومدارجَ بين الطاعات والمعاصي، والمرء لا يعرف على اليقين أين تكون نفسه؛ أفي مدرج علوي كالنفس المطمئنة أم في تسفل وانحطاط كالأمارة بالسوء.  

وأغلى مراتب النفس هي النفس اللوامة؛ وهي التي أقسم الله بها فقال: ﴿ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 2]، فاختُلف فيها؛ فقالت طائفة: هي التي لا تثبت على حال واحدة، أخذوا اللقطة من التلوم، وهو التردد فهي كثيرة التقلب والتلون، وهي من أعظم آيات الله، فإنها مخلوق من مخلوقاته تتقلب وتتلون في الساعة الواحدة – فضلًا عن اليوم والشهر والعام والعمر – ألوانًا متلونة؛ فتذكر وتغفل، وتقبل وتعرض، وتنيب وتجفو، وتحب وتبغض، وتفرح وتحزن، إلى أضعاف أضعاف ذلك من حالاتها؛ قال الحسن البصري: “إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه دائمًا، يقول: ما أردت بهذا؟ لمَ فعلت هذا؟ كان غير هذا أولى أو نحو هذا الكلام”.  

وقال غيره: “هي نفس المؤمن توقعه في الذنب ثم تلومه عليه، فهذا اللوم من الإيمان، بخلاف الشقي؛ فإنه لا يلوم نفسه على ذنب، بل يلومها وتلومه على فواته”؛ [ابن قيم الجوزية، الروح، ص: (298، 299)، مؤسسة جمال، بيروت؛ بتصرف وانتقاء].  

وذكر القرطبي في الجامع: “وقال مجاهد: هي التي تلوم على ما فات وتندم، فتلوم نفسها على الشر: لمَ فعلته؟ وعلى الخير: لمَ لا تستكثر منه؟”.  

وقيل: “إنها تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها؛ فعلى هذه الوجوه تكون اللوامة بمعنى اللائمة، وهو صفة مدح؛ وعلى هذا يجيء القسم بها سائغًا حسنًا”، وقال الفراء: “ليس من نفس محسنة أو مسيئة إلا وهي تلوم نفسها؛ فالمحسن يلوم نفسه أن لو كان ازداد إحسانًا، والمسيء يلوم نفسه ألا يكون ارعوى عن إساءته”؛ [الإمام القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، ص: 93، ج: 8، ط: 1، 2003م، بتحقيق/ هشام سمير البخاري، دار عالم الكتب، الرياض].  

وأما النفس الأمارة فهي النفس المذمومة التي تأمر بكل سوء، وهذا من طبيعتها إلا ما وفقها الله وثبتها وأعانها، فما تخلص أحد من شر نفسه إلا بتوفيق الله له؛ كما قال تعالى حاكيًا عن امرأة العزيز: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53]، وقد امتحن الله سبحانه الإنسان بهاتين النفسين: الأمارة واللوامة، كما أكرمه بالمطمئنة، فهي نفس واحدة تكون أمارةً ثم لوامةً ثم مطمئنةً، وهي غاية كمالها وصلاحها، وأيَّد المطمئنة بجنود عديدة؛ فجعل الملك قرينها وصاحبها الذي يليها ويسددها، ويقذف فيها الحق، ويرغبها فيه، ويريها حسن صورته، ويزجرها عن الباطل ويزهدها فيه، ويريها قبح صورته، وأمدها بما علمها من القرآن والأذكار وأعمال البر، وجعل وفود الخيرات ومداد التوفيق تنتابها وتصل إليها من كل ناحية؛ [الروح، ص: 300؛ بانتقاء].  

وقد استعاذ النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من ظلمات النفس وأضرارها حينما تجنح إلى الأوزار والسيئات؛ فقال: ((… ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له…))؛ [أحمد شاكر في مسند أحمد (4/ 264)، وقال: إسناده صحيح عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما].  

والملاحظ في حياة الكثيرين من الناس أنهم مصطلحون بتمام المعنى مع أنفسهم، ولا يجدون فيها عوجًا لطلب الإصلاح والتقويم؛ لأنهم ينظرون إلى أنفسهم بعين الرضا، وحينما يفكر أحدهم في مراجعة نفسه، فإنه لا يحاسبها إلا في أبواب المال والخسارات والمرابح الدنيوية العاجلة، أما محاسبتها لعتابها وإصلاحها، أو تقويمها وتجهيزها للآخرة – فذلك على الناس لا على نفسه، فنفسه في ظنه لا تفتقر أي تقويم أو علاج؛ توهمًا كاذبًا أنه قد بلغ حد الكمال في الفهم والتربية، مع أنه ربما كان مأوى العلل، وإنما يحاسب الخلق على الذر ويرى الهباءة في عين أخيه، ولا يستشعر الجذع في عينه؛ من فَرْطِ ظلمه لنفسه وانتقاصه للناس، وذلك كله ثمرة مصالحة النفس.  

في باب التقويم:  

وفي باب تقويم النفس عليه أن يحذرها ويخشاها في توثباتها ومطامعها، وأن يزجرها بتذكر الموت والمصير المحتوم، وبالفضيحة بين الخلق في الدنيا والآخرة إذا ما دعته إلى ريبة أو اقتراف محرم أو اكتسابه، وألَّا يطعمها من كل مرغوب حتى ولو كان مباحًا، ففي حبس النفس ما تشتهي رياضُ السلامة والنجاة من الآفات على حد قول من قال:  

ومن يطعم النفس ما تشتهي *** كمن يطعم النار جزل الحطب  

وعلى المؤمن في باب التقويم أن يرغبها في فعل الحسنات، وارتياد آفاق الطاعات، ولا ينسى أبدًا أن يردد مقولة زوجة العزيز لما اعترفت على نفسها بحقيقتها؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [يوسف: 53]؛ حتى تنقاد له نفسه وتسجن في حدودها المشروعة؛ لأنها لو تُرِك لها العنان جمحت وشردت، وإن قُيِّدت بقيود الشرع فإنها تسير إلى هداها وعافيتها وسلامتها؛ قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ((الكيِّس من دان نفسه، وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها، وتمنى على الله))؛ [سنن الترمذي (2459)، وقال: إسناده حسن عن شداد بن أوس رضي الله عنه]، وعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ألا أخبركم بالمؤمنين؟ من أمِنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب))؛ [الألباني في السلسلة الصحيحة (549)].  

مواقف رائدة في باب المحاسبة:  

عن محمد بن عمر المخزومي عن أبيه قال: ((نادى عمر بالصلاة جامعة، فلما اجتمع الناس وكثروا صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، وصلى على محمد صلى الله عليه وسلم، ثم قال: أيها الناس، لقد رأيتني أرعى على خالات لي من بني مخزوم، فيقبض لي من التمر والزبيب، فأظل يومي وأي يوم، ثم نزل، قال عبدالرحمن بن عوف: يا أمير المؤمنين، ما زدت على أن قمئت نفسك – يعني: عبت – قال: ويحك يا ابن عوف، إني خلوت بنفسي فحدثتني قالت: أنت أمير المؤمنين، فمن ذا أفضل منك؟ فأردت أن أعرفها قدرها))؛ [محب الدين الطبري، الرياض النضرة في مناقب العشرة، ص: 259، ج: 2، ط: 1، 2000م، دار المنار، القاهرة]، ومن مواقف عمر بن الخطاب أيضًا في مراجعة النفس ما نقله ابن القيم قال: “ذكر الإمام أحمد عن جابر بن عبدالله أنه رآه عمر ومعه لحم قد اشتراه لأهله بدرهم، فقال: ما هذا؟ قال: لحم اشتريته لأهلي بدرهم، فقال: أوَ كلما اشتهى أحدكم شيئًا اشتراه؟ أما سمعت الله تعالى يقول: ﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ﴾ [الأحقاف: 20]”؛ [ابن القيم، حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، ص: 166، دار الكتب العلمية، بيروت].  

ومن معاتبات النفس الجادة نقف على خبر حنظلة بن حذيم الحنفي رضي الله تعالى عنه قال: ((لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأْيُ عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، فنسينا كثيرًا، قال أبو بكر: فوالله إنا لنلقى مثل هذا، فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قلت: نافق حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما ذاك؟ قلت: يا رسول الله، نكون عندك تذكرنا بالنار والجنة، حتى كأنا رأيُ عين، فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات، نسينا كثيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده، إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ثلاث مرات))؛ [صحيح مسلم (2750)].  

وبمثل ذلك كان أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يراجعون أنفسهم على الدوام، ويفرضون عليها غمار العزائم القوية حتى في أصعب الأوقات، حتى انقادت لهم؛ وهذه صورة بألوانها الطبيعية من أرض مؤتة يرويها والد عباد بن عبدالله بن الزبير الذي أرضعه رضي الله عنه يقول: “والله لكأني أنظر إلى جعفر بن أبي طالب حين اقتحم عن فرس له شقراء، ثم عقرها، ثم قاتل القوم حتى قُتل، فلما قُتل جعفر، أخذ عبدالله بن رواحة الراية، ثم تقدم بها وهو على فرسه، فجعل يستنزل نفسه، وتردد بعض التردد ثم قال:  

أقسمت يا نفسي لتنزلنهْ  

طائعةً أو لتُكرهنهْ  

ما لي أراكِ تكرهين الجنة  

إن أجلب الناس وشدوا الرنة  

لطالما قد كنتِ مطمئنهْ  

هل أنتِ إلا نطفة في شنَّهْ  

وقال عبدالله بن رواحة رضي الله عنه:  

يا نفس إن لا تُقتلي تموتي  

هذا حمام الموت قد صُليتِ  

وما تمنيتِ فقد لقيتِ  

إن تفعلي فعلهما هُديتِ  

ثم نزل، فلما نزل، أتاه ابن عم له بعظم من لحم فقال: اشدد بهذا صلبك؛ فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما قد لقيت، فأخذه من يده فانتهش منه نهشةً، ثم سمع الحُطَمة في ناحية الناس فقال وأنت في الدنيا؟ ثم ألقاه من يده، ثم أخذ سيفه فتقدم، فقاتل حتى قُتل…”؛ [الهيثمي في مجمع الزوائد (6/ 162)، وقال: رجاله ثقات].  

يا كثير العفو عمن  

كثُر الذنب لديْهِ  

جاءك المذنب يرجو الـ  

ــصفح عن جرم يديهِ  

أما بعد؛ عباد الله:  

لا طاقة للعبد بإصلاح نفسه وحده مهما بلغت همته دون إعانة من الله تعالى، فنستعين الله تعالى على نفوسنا في باب إصلاحها على الدوام؛ ففي النهار؛ كما روى زيد بن أرقم رضي الله تعالى عنه قال: ((لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول: اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل والهرم، وعذاب القبر، اللهم آتِ نفسي تقواها وزكها؛ أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها))؛ [صحيح مسلم (2722)]، ونستعين الله تعالى على نفوسنا بالليل أيضًا؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها: ((أنها فقدت النبي صلى الله عليه وسلم من مضجعه، فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو ساجد، وهو يقول: رب، أعطِ نفسي تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها))؛ [الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 130)، وقال: رجاله ثقات].  

وليلح العبد على طلب إصلاح نفسه من خالقه ومولاه، بل من الأحوط أن يكِلَ أمره كله إلى ربه صباح مساء، وألَّا يكون لأطماع النفوس ولا لوثباتها نصيب؛ فعن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه قال: ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: ما يمنعكِ أن تسمعي ما أوصيكِ به أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين))؛ [المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 313)، وقال: إسناده صحيح].  

ونسأل الله تعالى أن يمنحنا الرضا والتقى والهدى، وأن يسكب في نفوسنا برد اليقين، وأن يورثنا دروب الصالحين في دنيانا، حتى نلقاه وهو راضٍ عنا، اللهم آتِ نفوسنا تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، لك مماتها ولك محياها، والحمد لله في المبدأ والمنتهى.  

فيا عباد الله:  

لنتق الله تعالى بإصلاح البواطن والظواهر، ولنتقرب إلى الله بطيب المقاصد وحسن السرائر ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُون ﴾ [1].  

قال ابن الجوزي رحمه الله: وما زلت أغلب نفسي تارة وتغلبني تارة، فخلوت يوماً بنفسي فقلت لها: ويحك اسمعي أحدثك إن جمعت شيئاً من وجه فيه شبهة، أفأنت على يقين من إنفاقه؟ قالت: لا.. قلت لها: فالمحنة عند الموت أن يحظى به غيرك ولا تنالين إلا الكدر العاجل والوزر، ويحك اتركي هذا الذي يمنع الورع لأجل الله، أَوَمَا سمعت أن من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه [2]. وقال: وجدت رأي نفسي في العلم حسنا إلا أني وجدتها واقفةً مع صورة التشاغل بالعلم فصحت بها: فما الذي أفادك العلم؟ أين الخوف؟ أين الحذر؟ أَوَمَا سمعت بأخبار الصالحين في تعبدهم واجتهادهم.. أَوَمَا كان الرسول صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين ثم قام حتى تورمت قدماه؟ أما كان أبو بكر رضي الله عنه شجي النشيج كثير البكاء؟ أما كان في خد عمر رضي الله عنه خطان من آثار الدموع؟ [3].  

أيها الأخوة:  

 (كم هي خطيرة تلك النفس لما لها من تأثير على حياة الإنسان ومصيره في الآخرة، فقد اتفق علماء السلف على أن النفس قاطع وحاجز بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وأنها لا تستطيع أن تصل إلى مرضاة الله عز وجل والنجاة يوم القيامة إلا بعد تهذيبها والسيطرة عليها، قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 7 – 10] [4]) وقال تعالى: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَاد ﴾[5].  

كم هي خطيرة تلك النفس لأن نتيجة صلاحها وفسادها لا يؤثر على حياة الفرد ومصيره فحسب، بل يؤثر على الأمة جمعاء، وصلاح الأمة مبداه من صلاح نفسك أيها الأخ المبارك: ﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ﴾ [6].  

قال ابن كثير رحمه الله في معنى قوله تعالى “قد أفلح من زكاها”: من زكى نفسه بطاعة الله، وطهرها من الرذائل والأخلاق الدنيئة [7].  

فالتزكية تطهير للنفس من أدرانها وأوساخها الطبعية والخلقية، وتقليل قبائحها ومساويها، وزيادة ما فيها من محاسن الطبائع، ومكارم الأخلاق.  

إن نظرة خاطفة متعمقة لحال المسلمين اليوم يمكن من خلالها إدراك مدى الحاجة العظيمة والماسَّة إلى إعادة تربية وتزكية وبناء أنفسنا، وتأسيسها على تقوى من الله ورضوان، وأن الحاجة إلى ذلك أصبحت – وهي دوماً – أشد من الحاجة إلى الطعام والشراب والكساء. وذلك لكثرة الفتن والمغريات وأصناف الشهوات والشبهات وتسلط الطغاة، ولكثرة حوادث النكوص على الأعقاب، والانتكاس، والارتكاس حتى بين بعض العاملين للإسلام، مما يحملنا على الخوف من أمثال تلك المصائر.  

ولأن المسؤولية ذاتية، ولأن التبعة فردية والإنسان يحاسب عن نفسه لا عن غيره فلابد من جواب واستعداد ﴿ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نفْسِهَا ﴾ [8].  

ولا نعلم ما نحن مقبلون عليه، أهو الابتلاء أم التمكين؟ وفي كلا الحاليْن نحن في أَمَسِّ الحاجة إلى بناء أنفسنا، ولأننا نريد أن نبني غيرنا، ومن عجز عن بناء نفسه فهو عن بناء غيره أعجز… وما لم يشتغل الإنسان بتزكية نفسه فلن يفلح أبداً، أقسم اللهُ على هذا، والله تعالى عندما يقسم قسماً إنما يفعل ذلك لأمر عظيم وخطير جداً، قال تعالى مقسماً بسبع آيات كونية: الشمس والقمر والليل والنهار والسماء والأرض والنفس، على أهمية تزكية النفس، وكونها سببا أساسا لفلاح الإنسان. [9] ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا * وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا * وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا * وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾[10].  

وعد الله تعالى من اعتنى بتزكية نفسه بالخلود في الجنة. ﴿ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى ﴾[11]  

أيها الأخوة:  

ثمة علامات ينبغي للمسلم التنبه لها إذا هي ظهرت، إذ هي دلائلُ على ضرورة مسارعته لتزكية نفسه وتطهيرها، ذلك أن الفلاح -كما تقدم- مرتبطٌ بالمبادرة إلى تزكية النفس.  

من هذه العلامات الاستهانة بالمعاصي بشتى أنواعها الصغير منها أو الكبير… إنها تلك المشاعر المهينة التي تختلج في نفس العاصي عند ارتكاب المعصية وبعد انتهائه منها، حتى لو كانت تلك المعصية من الصغائر، لأن الاستهانة بالمعصية بحجة أنها من الصغائر مؤشر خطر… فالمؤمن الصحيح القلب يخاف من كل معصية حتى لو كانت صغيرة، بل حتى لو كان فاعلا لها ومقيما عليها، تجد نفسه تلقائياً تنشغل بالتفكير في عواقب تلك المعصية بين الحين والآخر، وتحس بالندم والحياء من الله، وتجده يدعو ربه أن يخلصه من تلك المعصية ويأخذ بيده إلى التوبة النصوح [12]. ﴿ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [13]  

ومن علامات الحاجة إلى تزكية النفس الكسلُ عن بعض الطاعات، فقدان لذة العبادة وحلاوة الإيمان… تفسق النفس وتهمل وتستثقل العبادة عندما تفتر عن الطاعات شيئاً فشيئاً، فمثلا: لا تجد في النفس الدافع إلى الاستيقاظ لصلاة الفجر لأدائها مع الجماعة لأنها تكون صلاة ثقيلة جداً على صاحبها والنوم ألذ منها بكثير، والفراش لا يقاوم، والدفء! ولهذا قال تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ﴾ [البقرة:45].  

 بل قد لا تحتمل النفس ما هو أقل من ذلك، كالصبر على البقاء في المسجد لسماع موعظة ما مثلا، أو أداء السنن الراتبة، أو تلاوة أذكار المساء والصباح، ونحو ذلك؛ لثقلها على النفس، أو لعدم استشعار اللذة في أدائها، أضف إلى ذلك اشتغال النفس ذاتها بما هو ألذ عندها من تلك الطاعات بكثير، وهي أمور الدنيا، فينبغي لمن من وجد في نفسه هذا الثقل أن يسارع إلى تزكية نفسه [14].  

ومن علامات الحاجة إلى تزكية النفس استمراء خصالها المذمومة، كالكبر والحقد والحسد والغرور، وكذلك الفضول المذموم: كثرة الكلام، كثرة الضحك، كثرة الحديث حول الناس وما يلازم ذلك من الغيبة، كثرة النوم، كثرة الخوض في أمور الدنيا، في أمور الدرهم والدينار، ونحو ذلك. فالله المستعان!  

أيها الأخوة:  

 من النعم التي يجب إرجاعها إلى الله نعمة التزكية هذه، يقول تعالى: ﴿ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾[15]، هذه الآية لو شعر المسلم بمعانيها، وتحرك قلبه بمقتضاها، لأدخلته على الله من باب العبودية المحضة.. [16].  

ثمة وسائل وخطوات معينة بإذن الله على تزكية النفس:  

أما الخطوة الأولى فهي معرفةُ موقع ِالنفسِ ودرجتِها، لقد وصف الله سبحانه تعالى النفس في القرآن الكريم وجعلها على ثلاث مراتب:  

فأدنى وأخس درجة:  

هي النفس الأمارة، وهي التي تأمر صاحبها بما تهواه من شهوة فائرة أو ظلم أو حقد أو فخر إلى آخره، فإن أطاعها العبد قادته لكل قبيح ومكروه قال تعالى: ﴿ وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيم ﴾[17].  

أما المرتبة الثانية:  

والتي يمكن للنفس أن تعلو إليها فهي النفس اللوامة، وهي النفس التي تندم على ما فات وتلوم عليه، وهذه نفس رجل لا تثبت على حال فهي كثيرة التقلب والتلون، فتتذكر مرة وتغفل مرة، تقاوم الصفات الخبيثة مرة، وتنقاد لها مرة، ترضي شهواتهِا تارة، وتوقفُها عند الحد الشرعي تارة. وفيها قال تعالى ﴿ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾[18]  

أما أعلى مرتبة:  

والتي يمكن أن تصل إليها نفسك وترقى هي النفس المطمئنة، وهي تلك النفس التي سكنت إلى الله تعالى واطمأنت بذكره وأنابت إليه وأطاعت أمره واستسلمت لشرعه واشتاقت إلى لقائه، وهذه النفس هي التي يقال لها عند الوفاة ﴿ يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ﴾ [الفجر: 27 – 30] [19][20]  

الخطوة الثانية في تزكية نفسك: هي الاعتراف بعيوبها، وإن مما يجعلك ترفض الاعتراف بالعيب الشعور بأنك قد بلغت مرحلة من الصلاح لا تحتاج فيها إلى تذكير ونصح لكثرة ما قرأت وعلمت في إصلاح النفوس…  

الخطوة الثالثة: لإصلاحِ النفس ِمجاهدتُها. ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين ﴾[21]  

الخطوة الرابعة في تزكية النفس: هي تنميةُ الصفات الطيبة ورعايتُها حتى يكون لها الغلبة. قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الحلم بالتحلم)[22].  

الخطوة الخامسة في تزكية النفس: وهي من أهمها الدخول على الله من باب العبودية المحضة، وباب العبودية المحضة المقصود هو باب الانكسار والافتقار إلى الله تعالى، والذل، ذلك بأن يستشعر الإنسان أنه ذو صفاتٍ تقتضي الحاجة إلى رحمة ربه[23]. و يلازم الدعاء كما ورد أنّه صلى الله عليه وسلم علَّم حصينا أن يقول: (اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي)[24].  

اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليه ومولاها.  

أقول قولي هذا وأستغفر الله.  

فمن وسائل تزكية النفس الإقبال على كتاب الله تلاوةً وحفظاً وتدبُّرَاً، ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾. [25]  

ومن الوسائل الذكر بإطلاقه: ﴿ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾[26]. قال السدي: ليس من عبد يذكر الله إلا ذكره الله عز وجل[27]، فالدوام على ذكر الله تعالى يشرح الصدر، ويُزكي النفس. ومن وسائل تزكية النفس ذكرُ الموت، وقِصَر الأمل، إن الذي يستجلب الآفات إلى النفس لهفها على الملذات بأنواعها، وما يقتضيه هذا اللهف من صراع نفسي يقسي القلب، ويبعث فيه الآفات: الحسد، السخط، الحزن، الخداع، الجشع، كلها أمراض في النفس لا يجلِّيها إلا ذكر الموت، وقصر الأمل.. قال تعالى: ﴿ فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ﴾ [28]. ومن وسائل تزكيتها كذلك: الصدقة [29]، قال تعالى ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾[30]  

الظنون في النفس المؤمنة  

يُقصد بها ما يَعتَري النفسَ المؤمنة مِن ظنونٍ نحو نفسِها ونحو الآخرين، وهي ظنون وَجدَت مجالًا من النقاش مع الرسول صلى الله عليه وسلم.  

♦ عَنْ حَنْظَلَةَ الأُسَيِّدِيِّ، قَالَ – وَكَانَ مِنْ كُتَّابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ -: لَقِيَنِي أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: كَيْفَ أَنْتَ يَا حَنْظَلَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ، قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ؛ مَا تَقُولُ؟! قَالَ: قُلْتُ: نَكُونُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْىَ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ؛ فَنَسِينَا كَثِيرًا! قَالَ أَبُو بَكْرٍ: فَوَاللَّهِ، إِنَّا لَنَلْقَى مِثْلَ هَذَا‏. فَانْطَلَقْتُ أَنَا وَأَبُو بَكْرٍ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْتُ: نَافَقَ حَنْظَلَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ‏((وَمَا ذَاكَ))‏.‏ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، نَكُونُ عِنْدَكَ تُذَكِّرُنَا بِالنَّارِ وَالْجَنَّةِ حَتَّى كَأَنَّا رَأْىَ عَيْنٍ، فَإِذَا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِكَ عَافَسْنَا الأَزْوَاجَ وَالأَوْلاَدَ وَالضَّيْعَاتِ، فنَسِينَا كَثِيرًا! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنْ لَوْ تَدُومُونَ عَلَى مَا تَكُونُونَ عِنْدِي، وَفِي الذِّكْرِ، لَصَافَحَتْكُمُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى فُرُشِكُمْ وَفِي طُرُقِكُمْ، وَلَكِنْ يَا حَنْظَلَةُ سَاعَةً وَسَاعَةً))، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ[1].  

في نص الحديث حواران: بين حنظلة وأبي بكر الصديق رضي الله عنهما، ثم بين الصحابيَّين الجليلَين والرسول صلى الله عليه وسلم، فحنظلة رضي الله عنه يُصارح أبا بكر بما في نفسه، وأبو بكر يقرُّ معترفًا بهذا الأمر، وهذا يَعكس الحوارَ الإيمانيَّ الذي كان بين أفراد المجتمع المسلم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد غدا الاثنان إلى الرسول الذي استمع لحنظلة، وأقرَّ أنَّ هذا حادث، ولا خوف منه. لأن القلوب تتبدَّل، إذا سمعَت الحكْمة والموعظة الدِّينية تحلِّق في آفاق الإيمان العُليا، وإذا عادت إلى أمور الدنيا: زوجة، وولد، ومال، وتعامُلات الناس، فإنها تنتكس إلى الأرض. والمؤمنُ إنسانٌ في حاجة للزوجة والولد والمال والناس، فلا مفرَّ مِن المواءمة بين الحالتين: سماع الموعظة والسموِّ الإيمانيِّ، وبين مُعافَسة الدنيا ومَشاغِلها. إنها ساعة وساعة، وحال وحال.  

♦ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ؛ أَنَّ نَاسًا، مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ قَالَ: ((مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللَّهُ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ شَيْئًا هُوَ خَيْرٌ وَأَوْسَعُ مِنَ الصَّبْرِ))[2]، وَالْمَعْنَى فِيهِ وَاحِدٌ؛ يَقُولُ: لَنْ أَحْبِسَهُ عَنْكُمْ.  

هذا الحديث يتعلَّق بظنون النفس المؤمنة نحو العطاء المالي، فقد طَلب جماعةٌ من الأنصار المال ِمن الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو مِن بيت مال المسلمين، ويبدو أن النَّهَم قد أصابهم، فاستزادوا العطاء من الرسول، والرسولُ يُعطي، فلمَّا وجد الطمع، أرشدَهم إلى أنَّ الأمر يتعلَّق بالنفس، وبنظرتهم له، وبما عنده، فلو كان لديه المزيدُ لأعطاهم، حتى لا يظنُّوا أنَّ الرسول يَحبس المالَ عنهم، ولا يأخذ الشيطان حظًّا مِن نفوسهم، فيظنون ما لا يليق بالرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يَنصَحهم بالصبر والتعفُّف والاستغناء، فمَن تحلَّى بهذه القِيَم، فإن الله سيكون معه، ونلحظ أن الأفعال المستخدمة: يَستَغن، يَستَعفِف، يتصبَّر، فالتاء تُفيد هنا الإيجابية الشخصية، حيث يحرص الفردُ على التحلِّي بهذه القِيَم، ويتكلَّفها في نفسه، وفي هذه الحالة، فإن الله تعالى سيَغرِسها في أعماق المؤمن، لأن القيمة تنتقل مِن حالة التطبُّع إلى حالة الطبيعة. ونلاحظ أيضًا أنها قِيَم نفسيَّة، حاكمة لشهوات النفس التي تنعكس في سلوكيات الطمع والأثَرَة والأنانية، وتبذر في القلوب الظنون والشكوك حول الناس.  

♦ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ (مَا عَابَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا قَطُّ؛ كَانَ إِذَا اشْتَهَاهُ أَكَلَهُ، وَإِلَّا تَرَكَهُ)[3].  

 هذا الحديث بسيطٌ يتَّصل بسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم ذاته، ولكنَّه يَتناول قضيةً لا تخصُّ الرسولَ كسلوك شخصي، وإنما هي تتَّصل بسلوكيات اجتماعية في أمور الطعام. فإنَّ الرسول كان يأكل ما يحبُّ، فإذا عافَت نفسُه طعامًا ما، فهو لا يأكل منه، بل يتركه. إنه تصرُّف محمودٌ، يشتمل على التَّرْك دون تعليق لفظي قد يُحزن صانعَ الطعام ومُقدِّمَه، ويجعل الآخرين يبتعدون عن الطعام نفسه. فهذا الحديث يَتناول احترامَ البُعد النفسي لِمَن يُقدِّم الطعامَ ويبذُله، ويحترم خصوصيات الشعوب في أصناف الأطعمة المختلفة، مادامت لا تتعارض مع ما أَمَر به الشرع الإسلاميُّ في الطعام الحلال.  

♦ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ أَعْتَمَ رَجُلٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ رَجَعَ إلَى أهْلِهِ فَوَجَدَ الصِّبْيَةَ قَدْ نَامُوا، فَآَتَاهُ أَهْلُهُ بِطَعَامِهِ فَحَلَفَ لاَ يَأْكُلُ مِنْ أَجْلِ صِبْيَتِهِ، ثُمَّ بَدَا لَهُ فَأكَلَ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ فَرَأى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا فَلْيَأْتِهَا، وَلْيُكَفِّرْ عَنْ يَمِينِهِ))[4].  

إنه موقف إنسانيٌّ، متكرِّر في حياتنا، ألَّا يأكل الأبُ الطعام المقدَّم إليه، مُؤثرًا به أبناءه. وقد فعَلَها أحدُ الصحابة، ولكنه أسبق فِعْلَه بحلف، فلما شعر بالجوع، أكل، مخالفًا يمينَه. واضطربتْ نفسُه، فغدا إلى الرسول يَستَشيره في الأيمان التي حلَفَها. وقد فهم الرسولُ الأمْر، وقدَّر تَنازُع عاطفة الأبوة، ورغبة النفس في أعماق الرجل، فلم يُعلِّق على فعْلة الرجُل، فهي مِن باب المباحات، ولا شيء عليه، وإنما أجاب عن استفسار الرجل، فمِن الممْكن أن يرجع الشخص عن يمينه، لِمَا هو خير، ويكفِّر عن هذه اليمين بالكفارات الشرعية؛ وهي على الترتيب: عتق رقبة، أو كسوة عشرة، مساكين، أو الإطعام لعشرة مساكين، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام[5]، مصداقًا للآية الكريمة: ﴿ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [المائدة: 89].  

علاج النفس  

 (إن الله يحب معالي الأمور وأشرفها ويكره سفسافها)[1] كما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.  

لكن علاج النفوس وتزكيتها أصعب من علاج الأبدان. ليصلح به المرء من قلبه ما مزقته يد الغفلة أو شعثته يد الإضاعة والتفريط أو قيدته يد الشهوات والأهواء.  

فيجاهد المرء نفسه ليسد مداخل الشيطان ما استطاع، ويقلع عن لذات الدنيا وشهواتها، ويجد للتزود لما بعد الموت. ومن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة التي لم يجيء بها الرسل فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟!  

أما ((سعاد)) فقد تكرر منها سوء تصرفاتها، وإزاء كلماتها القاسية، أنّبها زوجها وأغلظ لها القول. وعندما اشتكت لأمها، قاطعتها أمها قائلة: إني أعلم ما قلت له!  

لقد قلت: ماذا أفعل؟ إني عصبية المزاج سريعة الانفعال… وهكذا خلقت!  

تقبلت ((سعاد)) هذا الكلام بصدر رحب وقالت:  

• فعلا يا أمي، لقد وضعت يدك على الجرح!  

أما الأم فكان منها الدرس الواعي لابنتها:  

 (لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لم يكن للمواعظ والوصايا معنى. وكيف ننكر تغيير الأخلاق ونحن نرى الصيد الوحشي يستأنس، والكلب يعلم ترك الأمل، والفرس تعلم حسن المشي وجودة الانقياد. إلا أن بعض الطباع سريعة القبول للصلاح، وبعضها مستعصية)[2].  

فلا بد لتعديل عاداتنا من الصبر والتدرج فيها. إذ من الصعب التخلي عنها فجأة. مع الأخذ بالاعتبار أن نمو النفس وتزكيتها مثل نمو البدن لن يظهر الأثر في الحال، بل يظهر رويدًا رويدًا.  

وكما أن الأخلاق لم تنتج بين عشية وضحاها، كذلك التغيير… فيجب الصبر وعدم العجلة.  

فلقد كان ابن المنكدر (رضي الله عنه) وهو الذي كان يسميه الإمام مالك -رحمه الله- سيد القراء.. كان يقول عن نفسه:  

• ((جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت))[3].  

نسأل الله تعالى أن تستقيم نفوسنا، وأن يهدينا سبيل الرشاد لنكون من الذين قال الله تعالى فيهم: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)).  

فالتخلص من العادات القديمة وإن لم يكن سهلًا، لكنه ليس متعذرًا على ذات العقيدة السليمة، والعقل الذي يعقلها عن القبائح.  

فمن اعتادت مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة (مثلًا)…  

فتترك مشاهدة الإعلانات أولًا – ومن ثم تترك عادة الإفراط في المشاهدة بأن تحدد الساعات والبرامج التي تتابعها…  

وهكذا رويدًا رويدًا يتقلص إهدار الوقت، والتعامل المحرم مع ذلك الجهاز. والله تعالى لم يكلفنا ما لا نطيق:  

 (فالأوصاف التي طبع عليها الإنسان كالشهوة إلى الطعام والشراب، لا يطلب رفعها ولا إزالة ما غرز في الجبلة منها، فإنه من تكليف ما لا يطاق…  

ومثل هذا لا يقصد الشارع طلبًا له ولا نهيا عنه. ولكن يطلب قهر النفس عن الجنوح إلى ما لا يحل وإرسالها بمقدار الاعتدال فيما يحل)[4].  

ذلك أن الذنوب مثل السموم -كما ذكر ابن القيم رحمه الله- فإن تداركها المرء من سقي بالأدوية المقاومة لها، وإلا قهرت القوة الإيمانية وكان الهلاك. وقد قال بعض السلف: المعاصي بريد الكفر[5].  

نعوذ بالله من الخذلان، وأعاننا على الطاعات التي بها بعد توفيق الله يصان الإيمان ويزيد.  

ولعل نقطة البداية لتزكية نفوسنا، المحاسبة الذاتية، فإنها مدعاة إلى تنشيط الذات لتقويم أعمالنا ومعالجة أخطائنا: ورضي الله عن عمر بن الخطاب إذ قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.  

 (الكثير منا لديه نقاط قوة ولكن لا يستفيد منها حق الاستفادة ، أو لا يوظفها التوظيف الأمثل. كما أن لديه الكثير من نقاط الضعف التي تعرقل مساعيه لتحقيق أهدافه ، وتشل فاعليته الشخصية.  

إن رحلة التغيير الإيجابي في الحياة تبدأ بالتعرف على النفس. وبعد التعرف على النفس يأتي تطويعها وقيادتها وسياستها وتوجيهها لما فيه الخير والصلاح)[6].  

فمن كانت سريعة الغضب ، وبعد أن حاسبت نفسها ودققت النظر في مزاياها وفي سلبياتها، أيقنت أنها لا تحسن التعامل مع الآخرين فبدأت تروض نفسها على ضبط النفس…  

وبالصبر والعزم تصل إلى بغيتها بإذن الله، ولاسيما إذا اتبعت الطريقة المشروعة في ذلك، وعالجت الغضب بالصمت وضبط النفس، وبالجلوس إن كانت واقفة وبالوضوء والاستعاذة من الشيطان، وبتكلف الحلم يكتسب الخلق الحسن، فإنما الحلم بالتحلم.  

ولا يفوتها المحاسبة والتساؤل بين الفينة والأخرى: ما السبيل لأصبح أكثر رفقًا وليونة؟  

كيف أتعامل مع صديقاتي المؤمنات حتى لا أخسر صحبتهن؟!  

وبمضاء في العزيمة، مع العقيدة السليمة تتحول العادة السيئة إلى عادة حسنة تتناسب مع قيم الإسلام السامية.  

• ومن وجدت نفسها بعيدة عن الالتزام الحق، فلتفكر مليًا لتعرف هويتها وتكافح الذنوب وتتخذ الأسباب للعمل الصالح.  

وحين سبرت أغوار نفسها، علمت أن السبب في عدم وضوح الرؤية هو صحبة شريرة بما تجلبه لها من أشرطة ماجنة أو صور مثيرة…  

قاطعت هذه الصحبة، وتلطفت في تركها، خشية المقالب التي من الممكن أن تعملها من حبك للمؤامرات، أو إلحاق الأذى بسمعتها، ولما صممت ألا تتمادى في الخطأ، وأن تجد لها العون الذي يساندها ويعضدها، وطدت صلتها بالصالحات. لأنها تعلم أن المرء على دين خليله.  

وما صاحبة السوء إلا عدوة. ولن يركن لعدوه إلا الأحمق.  

• ومن ألفت نفسها الكسل وأهملت الأعمال الجادة والنافعة وتريد تغيير ذلك، فإنه يمكنها أن تروض نفسها ليصبح أنسها ولذتها في الجد والعمل والنشاط. وليس ذلك بالأمر العسير فإذا كان لاعب الكرة وبطل الجري يتدرب ويواصل التدريب، وهو راض ليحصل القوة التي تساعده، أو ليست المسلمة أولى بالبعد عن الكسل، وتدريبها على كل أمر جاد.  

ولا ينكر تسامي الغرائز والميول والاهتمامات إلا جاهل.  

فقد تصبح غريزة الغضب من أجل العقيدة.  

وقد تصبح غريزة الجمع لإنفاق المال في سبيل الله بدل التفاخر.  

وهكذا نعالج نقاط الضعف واحدة فواحدة حتى نبرأ منها.  

المهم أن تجاهد المرأة نفسها حتى يسلس قيادها لأن ((الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) وتحاسب نفسها قبل أن تحاسب. الأمر الذي يجعلها تطلع على عيب نفسها فتصلحه دون أن تختلق الأعذار لنفسها، وتتعلل بالأوهام.  

وهكذا تصبح في تربية مستمرة لذاتها، وتطوير سلوكياتها، لتغدو منقادة لأمر الله، خاضعة له تلوذ به، ولا يعنو وجهها إلا للحي القيوم وحده لا شريك له.  

وتكتسب الأخلاق الجميلة بالرياضة (كما ذكر الغزالي) وهي تكلف الأفعال الصادرة عنها ابتداء لتصير طبعًا انتهاء. وهذا من عجيب العلاقة بين القلب والجوارح -أي النفس والبدن- فإن كل صفة تظهر في القلب يفيض أثرها على الجوارح حتى لا تتحرك إلا وفقها لا محالة. وكل فعل يجري على الجوارح فإنه قد يرتفع منه أثر على القلب[7].  

فبالتزكي والطاعة لله ترقى النفوس، وتسمو القلوب والأرواح.  

فلتسأل كل واحدة منا نفسها: هل أنا جاهزة لتغيير عاداتي نحو الأفضل؟  

وهل أنا مستعدة للدوام على العمل الصالح وتأدية واجبي كمسلمة؟!  

فإن كان الرد بالإيجاب فبها ونعمت، وإلا فالبدار قبل فوات الأوان…  

ولتبق هذه طريقنا نحو تزكية أنفسنا لننال وعد الله تعالى بالفلاح إذ قال جل من قائل ((قد أفلح من زكاها)) وتبقى تربيتنا للذات مستمرة طيلة الحياة حتى نلقى الله وهو عنا راض:  

ولقد جاء في الحديث الصحيح:  

 ((إن الرجل ليعمل عمل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)) والحديث متفق على صحته وزاد البخاري: وإنما الأعمال بخواتيمها.[8]  

وهذا ما يؤكده حديث آخر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام:  

 ((إذا أراد الله بعبد خيرا عسله. قالوا: وما عسله؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه إليه))[9].  

فما أسعد من يوفقه الله لذلك!  

علينا أن نعقد العزم للتزود لما بعد الموت فنقلع عن لذات الدنيا وشهواتها. ولا نكون أسارى لملذاتها.  

وعند كل عمل لابد أن نفكر في قيمته من الناحية الشرعية. فنضبط أقوالنا وأعمالنا بالميزان الشرعي.  

وإن شئنا أن نكيف حياتنا مع متغيرات الحياة، فلا نتساهل بحال في المحرمات. بل نتمسك بالثوابت.  

فنصبح أمتن عقيدة، وأكثر التزامًا بأمر الله وبعدًا عن مناهيه وأكثر واقعية، وأكثر إيجابية. وشعورًا بالرضى والسعادة بعيدًا عن النظرة القاصرة من الشعور بالدونية واحتقار الذات. وتغدو كل واحدة منا صالحة مصلحة، تسعى لإعطاء كل ذي حق حقه. فتزكية النفس من الأولويات. فقد قال تعالى ((لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)) ولم يذكر واقفًا.  نسأل الله مقلب القلوب أن يختم بالصالحات أعمالنا. وأن يوفقنا للزاد الذي يهيؤنا للقاء الله تعالى وهو عنا راض إنه سميع مجيب.  

الأدب مع النفس  

1 – محاسبة النفس:  

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾ [الحشر: 18].        قال الله تعالى: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49].  

قال الله تعالى: ﴿ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ﴾ [القيامة: 2].  

2 – صيام الاثنين والخميس:  

 روى الترمذي – وصحَّحه الألباني – عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((تُعرَض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأُحِبُّ أن يُعرَض عملي وأنا صائمٌ))[1].  

3 – قيام الليل:  

ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن نبيَّ الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطَّر قدماه، فقالت عائشة: لِمَ تصنَعُ هذا يا رسول الله، وقد غفَر الله لك ما تقدَّم من ذنبك وما تأخَّر؟ قال: ((أفلا أُحِبُّ أن أكون عبدًا شكورًا!))، فلما كثُر لحمه صلَّى جالسًا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ، ثم ركع[2].  

4 – أذكار الصباح والمساء:  

روى البخاري عن شدَّاد بن أوس رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((سيِّدُ الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتِك عليَّ، وأبوء لك بذنبي، فاغفر لي؛ فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت))، قال: ((ومَن قالها مِن النهار مُوقنًا بها فمات من يومه قبل أن يُمسِي، فهو من أهل الجنة، ومَن قالها من الليل وهو موقنٌ بها فمات قبل أن يُصبِح، فهو من أهل الجنة))[3].  

5 – صلاة الضحى:  

روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقةٌ؛ فكل تسبيحةٍ صدقةٌ، وكل تحميدةٍ صدقة، وكل تَهْليلةٍ صدقة، وكل تكبيرةٍ صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتانِ يركَعُهما من الضحى))[4].  

6 – تطهير القلب عما يُغضِب الربَّ جل وعلا:  

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لا ينظُرُ إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبِكم وأعمالكم))[5].  

7 – أكل الحلال:  

 روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أيها الناس، إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين؛ فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ﴾ [المؤمنون: 51]، وقال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ﴾ [البقرة: 172]، ثم ذكر الرجلَ يُطيل السفرَ أشعثَ أغبَرَ يمدُّ يدَيْه إلى السماء؛ يا ربِّ يا رب، ومطعمُه حرامٌ، ومشربه حرام، ومَلْبَسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك))[6].  

وفي الصحيحين عن النُّعمان بن بَشير رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((الحلال بيِّنٌ، والحرام بيِّنٌ، وبينهما مشبهاتٌ، لا يعلمها كثير من الناس، فمَن اتَّقى المشبهات استبرأ لدينه وعِرْضه، ومَن وقع في الشبهات كراعٍ يرعى حول الحِمَى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل مَلِك حِمًى، ألا إن حِمى الله في أرضه محارمُه، ألا وإن في الجسد مُضغةً إذا صلَحت صلَح الجسد كله، وإذا فسَدت فسَد الجسد كلُّه، ألا وهي القلب))  

علاج النفس  

 (إن الله يحب معالي الأمور وأشرفها ويكره سفسافها)[1] كما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح.  

لكن علاج النفوس وتزكيتها أصعب من علاج الأبدان. ليصلح به المرء من قلبه ما مزقته يد الغفلة أو شعثته يد الإضاعة والتفريط أو قيدته يد الشهوات والأهواء.  

فيجاهد المرء نفسه ليسد مداخل الشيطان ما استطاع، ويقلع عن لذات الدنيا وشهواتها، ويجد للتزود لما بعد الموت. ومن زكى نفسه بالرياضة والمجاهدة التي لم يجيء بها الرسل فهو كالمريض الذي يعالج نفسه برأيه، وأين يقع رأيه من معرفة الطبيب؟!  

أما ((سعاد)) فقد تكرر منها سوء تصرفاتها، وإزاء كلماتها القاسية، أنّبها زوجها وأغلظ لها القول. وعندما اشتكت لأمها، قاطعتها أمها قائلة: إني أعلم ما قلت له!  

لقد قلت: ماذا أفعل؟ إني عصبية المزاج سريعة الانفعال… وهكذا خلقت!  

تقبلت ((سعاد)) هذا الكلام بصدر رحب وقالت:  

• فعلا يا أمي، لقد وضعت يدك على الجرح!  

أما الأم فكان منها الدرس الواعي لابنتها:  

 (لو كانت الأخلاق لا تقبل التغيير لم يكن للمواعظ والوصايا معنى. وكيف ننكر تغيير الأخلاق ونحن نرى الصيد الوحشي يستأنس، والكلب يعلم ترك الأمل، والفرس تعلم حسن المشي وجودة الانقياد. إلا أن بعض الطباع سريعة القبول للصلاح، وبعضها مستعصية)[2].  

فلا بد لتعديل عاداتنا من الصبر والتدرج فيها. إذ من الصعب التخلي عنها فجأة. مع الأخذ بالاعتبار أن نمو النفس وتزكيتها مثل نمو البدن لن يظهر الأثر في الحال، بل يظهر رويدًا رويدًا.  

 وكما أن الأخلاق لم تنتج بين عشية وضحاها، كذلك التغيير… فيجب الصبر وعدم العجلة.    فلقد كان ابن المنكدر (رضي الله عنه) وهو الذي كان يسميه الإمام مالك -رحمه الله- سيد القراء.. كان يقول عن نفسه:  

• ((جاهدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت))[3].  

نسأل الله تعالى أن تستقيم نفوسنا، وأن يهدينا سبيل الرشاد لنكون من الذين قال الله تعالى فيهم: ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)).  

فالتخلص من العادات القديمة وإن لم يكن سهلًا، لكنه ليس متعذرًا على ذات العقيدة السليمة، والعقل الذي يعقلها عن القبائح.  

فمن اعتادت مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة (مثلًا)…  

فتترك مشاهدة الإعلانات أولًا – ومن ثم تترك عادة الإفراط في المشاهدة بأن تحدد الساعات والبرامج التي تتابعها…  

وهكذا رويدًا رويدًا يتقلص إهدار الوقت، والتعامل المحرم مع ذلك الجهاز. والله تعالى لم يكلفنا ما لا نطيق:  

 (فالأوصاف التي طبع عليها الإنسان كالشهوة إلى الطعام والشراب، لا يطلب رفعها ولا إزالة ما غرز في الجبلة منها، فإنه من تكليف ما لا يطاق…  

ومثل هذا لا يقصد الشارع طلبًا له ولا نهيا عنه. ولكن يطلب قهر النفس عن الجنوح إلى ما لا يحل وإرسالها بمقدار الاعتدال فيما يحل)[4].  

ذلك أن الذنوب مثل السموم -كما ذكر ابن القيم رحمه الله- فإن تداركها المرء من سقي بالأدوية المقاومة لها، وإلا قهرت القوة الإيمانية وكان الهلاك. وقد قال بعض السلف: المعاصي بريد الكفر[5].  

نعوذ بالله من الخذلان، وأعاننا على الطاعات التي بها بعد توفيق الله يصان الإيمان ويزيد.  

ولعل نقطة البداية لتزكية نفوسنا، المحاسبة الذاتية، فإنها مدعاة إلى تنشيط الذات لتقويم أعمالنا ومعالجة أخطائنا: ورضي الله عن عمر بن الخطاب إذ قال: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.  

(الكثير منا لديه نقاط قوة ولكن لا يستفيد منها حق الاستفادة ، أو لا يوظفها التوظيف الأمثل. كما أن لديه الكثير من نقاط الضعف التي تعرقل مساعيه لتحقيق أهدافه ، وتشل فاعليته الشخصية. إن رحلة التغيير الإيجابي في الحياة تبدأ بالتعرف على النفس. وبعد التعرف على النفس يأتي تطويعها وقيادتها وسياستها وتوجيهها لما فيه الخير والصلاح)[6]. فمن كانت سريعة الغضب ، وبعد أن حاسبت نفسها ودققت النظر في مزاياها وفي سلبياتها، أيقنت أنها لا تحسن التعامل مع الآخرين فبدأت تروض نفسها على ضبط النفس… وبالصبر والعزم تصل إلى بغيتها بإذن الله، ولاسيما إذا اتبعت الطريقة المشروعة في ذلك، وعالجت الغضب بالصمت وضبط النفس، وبالجلوس إن كانت واقفة وبالوضوء والاستعاذة من الشيطان، وبتكلف الحلم يكتسب الخلق الحسن، فإنما الحلم بالتحلم.  

ولا يفوتها المحاسبة والتساؤل بين الفينة والأخرى: ما السبيل لأصبح أكثر رفقًا وليونة؟  

كيف أتعامل مع صديقاتي المؤمنات حتى لا أخسر صحبتهن؟!  

وبمضاء في العزيمة، مع العقيدة السليمة تتحول العادة السيئة إلى عادة حسنة تتناسب مع قيم الإسلام السامية.  

• ومن وجدت نفسها بعيدة عن الالتزام الحق، فلتفكر مليًا لتعرف هويتها وتكافح الذنوب وتتخذ الأسباب للعمل الصالح.  

وحين سبرت أغوار نفسها، علمت أن السبب في عدم وضوح الرؤية هو صحبة شريرة بما تجلبه لها من أشرطة ماجنة أو صور مثيرة…  

قاطعت هذه الصحبة، وتلطفت في تركها، خشية المقالب التي من الممكن أن تعملها من حبك للمؤامرات، أو إلحاق الأذى بسمعتها، ولما صممت ألا تتمادى في الخطأ، وأن تجد لها العون الذي يساندها ويعضدها، وطدت صلتها بالصالحات. لأنها تعلم أن المرء على دين خليله.  

وما صاحبة السوء إلا عدوة. ولن يركن لعدوه إلا الأحمق.  

• ومن ألفت نفسها الكسل وأهملت الأعمال الجادة والنافعة وتريد تغيير ذلك، فإنه يمكنها أن تروض نفسها ليصبح أنسها ولذتها في الجد والعمل والنشاط. وليس ذلك بالأمر العسير فإذا كان لاعب الكرة وبطل الجري يتدرب ويواصل التدريب، وهو راض ليحصل القوة التي تساعده، أوليست المسلمة أولى بالبعد عن الكسل، وتدريبها على كل أمر جاد.  

ولا ينكر تسامي الغرائز والميول والاهتمامات إلا جاهل.  

فقد تصبح غريزة الغضب من أجل العقيدة.  

وقد تصبح غريزة الجمع لإنفاق المال في سبيل الله بدل التفاخر.  

وهكذا نعالج نقاط الضعف واحدة فواحدة حتى نبرأ منها.  

المهم أن تجاهد المرأة نفسها حتى يسلس قيادها لأن ((الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) وتحاسب نفسها قبل أن تحاسب. الأمر الذي يجعلها تطلع على عيب نفسها فتصلحه دون أن تختلق الأعذار لنفسها، وتتعلل بالأوهام.  

وهكذا تصبح في تربية مستمرة لذاتها، وتطوير سلوكياتها، لتغدو منقادة لأمر الله، خاضعة له تلوذ به، ولا يعنو وجهها إلا للحي القيوم وحده لا شريك له.  

وتكتسب الأخلاق الجميلة بالرياضة (كما ذكر الغزالي) وهي تكلف الأفعال الصادرة عنها ابتداء لتصير طبعًا انتهاء. وهذا من عجيب العلاقة بين القلب والجوارح -أي النفس والبدن- فإن كل صفة تظهر في القلب يفيض أثرها على الجوارح حتى لا تتحرك إلا وفقها لا محالة. وكل فعل يجري على الجوارح فإنه قد يرتفع منه أثر على القلب[7].  

فبالتزكي والطاعة لله ترقى النفوس، وتسمو القلوب والأرواح.  

فلتسأل كل واحدة منا نفسها: هل أنا جاهزة لتغيير عاداتي نحو الأفضل؟  

وهل أنا مستعدة للدوام على العمل الصالح وتأدية واجبي كمسلمة؟!  

فإن كان الرد بالإيجاب فبها ونعمت، وإلا فالبدار قبل فوات الأوان…  

ولتبق هذه طريقنا نحو تزكية أنفسنا لننال وعد الله تعالى بالفلاح إذ قال جل من قائل ((قد أفلح من زكاها)) وتبقى تربيتنا للذات مستمرة طيلة الحياة حتى نلقى الله وهو عنا راض:  

ولقد جاء في الحديث الصحيح:  

 ((إن الرجل ليعمل عمل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار. وإن الرجل ليعمل عمل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة)) والحديث متفق على صحته وزاد البخاري: وإنما الأعمال بخواتيمها.[8]  

وهذا ما يؤكده حديث آخر عن المصطفى عليه الصلاة والسلام:  

 ((إذا أراد الله بعبد خيرا عسله. قالوا: وما عسله؟ قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه إليه))[9].  

فما أسعد من يوفقه الله لذلك!  

علينا أن نعقد العزم للتزود لما بعد الموت فنقلع عن لذات الدنيا وشهواتها. ولا نكون أسارى لملذاتها.  

وعند كل عمل لابد أن نفكر في قيمته من الناحية الشرعية. فنضبط أقوالنا وأعمالنا بالميزان الشرعي.  

وإن شئنا أن نكيف حياتنا مع متغيرات الحياة، فلا نتساهل بحال في المحرمات. بل نتمسك بالثوابت.  

فنصبح أمتن عقيدة، وأكثر التزامًا بأمر الله وبعدًا عن مناهيه وأكثر واقعية، وأكثر إيجابية. وشعورًا بالرضى والسعادة بعيدًا عن النظرة القاصرة من الشعور بالدونية واحتقار الذات.  

وتغدو كل واحدة منا صالحة مصلحة، تسعى لإعطاء كل ذي حق حقه. فتزكية النفس من الأولويات. فقد قال تعالى ((لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر)) ولم يذكر واقفًا.  

                                     *كاتب الدراسة

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

الدكتور عادل عامر  ودراسة عن :حق المرأة في حياة امنة  

عندما تقع المرأة بالحب تصبح أكثر وعياً بذاتها، كأن تعتني بمظهرها الخارجي خاصةً عند تواجد من تحب حولها، فتبدأ بتهذيب شعرها، أو تصحيح مكياجها، وترتيب ملابسها وغير ذلك من العلامات التي تظهر قلقها حول مظهرها.  

تملك المرأة الحمل حيوية فائقة وهتي بحاجة إلى رجل قوي الشخصية وتسعى دائماً إلى الإثارة في العلاقات العاطفية. لذلك أن تتردد في إهمال الرجل الذي تجده أضعف شخصية منها، وهي على استعداد دائم للامساك بزمام المبادرة والقيادة.  

 تريد أن تكون المرأة الوحيدة في حياة زوجها ولا ترضى أبداً أن تكون بديلة لأخرى. إنها تبحث في علاقتها عن إنسان كامل الرجولة. بالرغم من إنها تتمتع بأنوثة فائقة وباندفاع كبير وعاطفة قوية إلا إنها بحاجة إلى ساحة قتال، إلى تحدّ، إلى اهتمامات من نوع أخر، تلهمها وتدفعها إلى الأمام، نحو هدف أو قضية.  

المرأة أفضل كعشيقة منها كزوجة، والسبب هو حاجتها لرومانسية دائمة ومستمرة ولحب المغامرة وأسر القلوب، فهي تتحدى الذي تحب وتراه في أعماق نفسها خصماً يبارزها، رغبة في تجريدها من أسلحتها. إذا عاملتها بفظاظة وقسوة تخاصمك وتهددك بالابتعاد عنك نهائياً. تفضل العيش منفردة لأنها امرأة مستقلة مكتفية بزاتها، لتحافظ على كرامتها.  

المرأة تستطيع أن تعتمد على نفسها بدون الرجل. لكنها لا تصمد كثيراً أمام العواطف الرومانسية ولا تحتمل الحياة بغير حب، فهي تحلم دائماً بذلك الفارس الكامن في خيالها وتبحث عنه في الموسيقى الهادئة أو عندما تسير تحت المطر، أو عندما تراقب تساقط العيش وحيدة إذا لم تجد فارس أحلامها. تفتح الباب وتضع المعطف، وتجر الكرسي وتقود السيارة وتؤدي بنفسها كل ما يخصها، دون الحاجة إلى أحد.  

من أحلى صفات المرأة أنها سوف تقلق لقلقك، ستمرض في مرضك ولن تثير غيرتك أو تحرجك بتصرفات جريئة. تتميز هذه المرأة بذكائها وليس بحبها للأعمال المنزلية، وإذا اقتربت منها وتفهمت طبيعتها وجدت أن هدفها الأول هو الأناقة في التصرف والمعاملة واهتمامها بالعلم والثقافة. لها آراء وأفكار كثيرة.  

حب الكلام والنقد يدفعها للحديث عن أي شيء، عن كتاب قرأته، عن آخر فيلم سينمائي شاهدته، آخر شخص تعرفت عليه. تطرح الأسئلة وتتعرف على آرائك وأفكارك في كل شيء، وإن أعجبتها سألتك من جديد، لذلك ترفض أن يفوتها أحد في الاطلاع ولو كان هذا الشخص الذي تحبه. توقّع المفاجأة مع المرأة العذراء، فحب الاستقلالية عندها واضح وتحسب لكل شيء حساباً. ليست عفوية في ردود فعلها ولا تظهر لك عاطفتها وحبها إلا انطلاقا من واقعيتها وتعلقها بالمحسوس. لا تحاول أن تخون ثقتها وإلا تعرضت لشتى أنواع المتاعب التي قد تغدو مؤذية وشيطانية التصرف، وخاصة أنها راقبت بدقة متناهية كل نقاط الضعف عندك. المرأة تلاحظ أدق التفاصيل وتهتم لصغائر الأمور، إذا أشبعتها إطراء فزت بعاطفتها وإن تجاهلتها فقدتها إلى الأبد. إذا كنت من الرجال الذين يقدرون براعة المرأة في جذب الرجال إليها فإنك ستواجه المتاعب معها، وهي التي تصبو إلى الاحترام في العلاقة والميل لإبقاء مسافة من الغموض بينك وبينها. لن تحبك دون وعي أو تهور،  

إنما تحبك بكل أخطائك وهفواتك لأنها واقعية وترفض الأحلام والأوهام. تجعلك هذه المرأة تركض بسرعة مئة كيلومتر في الساعة بالاتجاه المعاكس، وقد تثلج صدرك في الوقت نفسه وتريحك وتسعدك دون الحاجة للزيف والأقنعة،  

 وعليك إن تحافظ عليها إذا وجدتها، فالحظ لن يأتيك مرتين. إذا ما تمكنت المرأة من خوض علاقة عاطفية قوية مع رجل ما فستظهر مشاعر الفرح والسعادة عند تحقيقه لأي من الانتصارات أو النجاحات في حياته، حتى وإن لم تستطع هي تحقيقها، كما ستتمكن من مشاركته بكافة النتائج الإيجابية التي تحققها في حياتها، دون شعور أي منهما بالدونية أو السلبية تجاه الآخر.  

يساعد ابتعاد الرجل قليلاً عن المرأة التي تحبه في قياس مقدار حبها له، فإذا ما أظهرت قدراً كبيراً من مشاعر الاشتياق تجاهه، فهذا دليل قوي على امتلاكها مشاعر حب كبيرة تجاهه  

. له قدرة فائقة على إسعاد امرأته رغم ما يقع عليه من التزامات وأعباء الحياة، فهو دوما مجتهد لرسم البسمة على شفاه امرأته. تفاؤله الناتج عن مرحه الدائم يجعله محط إعجاب النساء، على عكس الرجل المتشائم الذي دوما ما يحبط محاولات المرأة للهروب من عالم الحزن.  

. الرجل المرح خير معين للمرأة للحفاظ على جمالها، فالنساء عاشقات للضحك والابتسامة لما لهما من أثر فعال في الحفاظ على جمالهن، وصحتهن النفسية والجسدية في نفس الوقت. لن يترك فرصة للأمور الحياتية أن تبعده عن امرأته، أو يترك أمرا مهما كان يفرق بينهم ولو لساعات، فهو غير محب للخصام والمشاحنات وبالتالي لن تحدث فجوة بينه وبين امرأته بسبب البعاد والخصام كما يفعل بعض الرجال والأزواج.  

. ثقته بنفسه وبقدراته الاجتماعية وعلاقاته الإنسانية وحرصه على إسعاد من حوله. يستطيع من خلال حسه الفكاهي، وخفة ظله أن يخرج امرأته من عالم الحزن إلى عالم الفرح والسرور.  

هو أساس قوة المرأة لأن ارتباط المرأة به يولد لديها عزيمة وإصرار على تخطي الصعاب، كما يعكس عليها طبيعته المرحة.  

مع الرجل المرح لا مجال للملل والرتابة فهو دوما متألق متجدد في عيون امرأته. يضمن للمرأة حياة كريمة غير مهينة فمرجه يجعله شاعرا أكثر بالمسؤولية تجاه من يحب، والمرح والعمل والجد هو سبيله لتحقيق ذلك لها. يشعر المرأة وكأنها طفلة صغيرة لم تكبر بعد، وهو الإحساس الذي تعشقه كل النساء بلا استثناء، فالمرأة دوما تحب أن تعامل كطفلة صغيرة مدللة.  

تختار المرأة الرجل الذي تحبه بأسرارها: من علامات حب المرأة لرجل أنها تطلعه على أسرارها وكل ما يجول في خاطرها وعن أحلامها وطموحاتها، وهذا يعني أنها تشعر بالارتياح والأمان معه، كما أن الصدق مع الشريك علامة فارقة جدًّا في العلاقة وتشير إلى أن كلا الطرفين يسير نحو الاتّجاه الصحيح على عكس الشركاء غير الصريحين مع بعضهم أو الذين يكذبون في بعض الأمور، وإذا أظهر الشريكان شخصيتهما الحقيقة في العلاقة وتقبلا كلاهما تلك الشخصيات وأحباها بجميع ميزاتها وعيوبها فهذا يعني أنهما وقعا في حب بعضهما، بالتالي يستطيع كلاهما التحدث بحرية عمّا يجول في أعماقه حول كافة المواضيع ومشاركة علاقة عاطفية وثيقة.  

 خوض المغامرات معه: عند وقوع المرأة في الحب فإنها لا تخشى من المجازفة مع من تحب، فالمغامرة تخلق رابطة قوية معه وتشعرها بالرضا عن سير العلاقة، فخوضها لتلك المجازفة يدل على إحساسها بالثقة والأمان مع ذلك الشخص.  

 الاستمتاع في الحديث معه: عند وقوع المرأة في حب الرجل فإنها تستمتع في الحديث معه حول مختلف المواضيع والأحداث مهما بلغت أهميتها أو انخفضت، فالوقت في بعده لا يكاد يمضي والساعات معه كأنها دقائق معدودة، والحديث عن الأمور البسيطة أو الاعتيادية كالطقس أو الأخبار يصبح معه أكثر إثارة وتشويقًا، إلى جانب أنه من الممكن أن تتحدث المرأة معه في أمور لا تحبها أبدًا أو تهتم بها كالألعاب الرياضية ومع ذلك تجد تلك المحادثة الأكثر متعةً في العالم. الحب يا سادة هو أروع شعور في الدنيا،  

 الحب راحة يبحث عنها الجميع يبحث عنها الكبير والصغير، الحب هو العطاء بدون حدود وبدون انتظار مقابل، الحب هو الأمان والمأوى، الحب هو أن تشعر بأن هناك شخصاً قريباً منك في كل الأوقات وفي كل الأماكن، مهما طال بعادكما ومهما فرقت بينكم الأقدار ومهما بعدت بينكما المسافات، الحب يعني أن تستشعر وجود من تحبه بجانبك على الرغم مما يفصل بينك وبينه، الحب يعني أن تضحي من أجله حتى النهاية.  

وقد أضرَّ بجَفني بعدك السَهرُ ولستُ أدري وَقد صوَّرتُ شخصك في قَلبي المشوقِ أشمسٌ أنت أم قَمرُ ما صوَّر اللَه هذا الحُسن في بَشَر  

وكان يُمكن ألّا تُعبَدَ الصُور أنت الذي نَعِمت عَيني بِرُؤيته لأنها شقيت من بَعدها الفِكَر أموتُ وجداً ومالي منك مَرحمةٌ  

وكم حَذِرتُ ولم يَنفَعني الحَذر أستغفر اللَهَ لا وَاللَهِ ما خُلِقَت عَيناك إلّا لكي يَفنى بها البَشر  

إن مفهوم حب الوطن، هو ذلك المفهوم العملي الواقعي الذي يتعدى الشعارات البراقة والأناشيد الحماسية، فأعظم هدية نقدمها للوطن، تتمثل في ذلك الانتماء الذي يتعدى حدود الذات ومصالحها ومباهجها، إلى التضحية بكل دقيقة، وبكل حواسنا ومشاعرنا في سبيل بنائه.  

حب الوطن انتماء فريد وإحساس راق وتضحية شريفة ووفاء كريم، فهو ليس مجرد لباس أو لهجة أو جنسية أو قانون أو أصباغ على الوجه، إنه أسمى من ذلك جميعاً، إنه حب سام، ويمكن غرس معانيه في نفوس أبنائنا من خلال:  

ربط أبناء الوطن بدينهم، وتنشئتهم على التمسك بالقيم الإسلامية، والربط بينها وبين هويتهم الوطنية، وتوعيتهم بالمخزون الإسلامي في ثقافة الوطن باعتباره مكوناً أساسياً له.  

 تأصيل حب الوطن والانتماء له، في نفوسهم في وقت مبكر، وذلك بتعزيز الشعور بشرف الانتماء إلى الوطن، والعمل من أجل رقيه وتقدمه، وإعداد النفس للعمل من أجل خدمته ودفع الضرر عنه، والحفاظ على مكتسباته.  

تعميق مفهوم السمع والطاعة لولاة الأمر في نفوسهم، انطلاقاً من حث القرآن الكريم على ذلك. تعزيز الثقافة الوطنية بنقل المفاهيم الوطنية لهم، وبث الوعي بتاريخ وطنهم وإنجازاته، وتثقيفهم بالأهمية الجغرافية والاقتصادية للوطن.  

 تعويدهم على احترام الأنظمة التي تنظم شؤون الوطن وتحافظ على حقوق المواطنين وتسيير شؤونهم، وتنشئهم على حب التقيد بالنظام والعمل به.  

تهذيب سلوكهم وأخلاقهم، وتربيتهم على حب الآخرين. تعويدهم على حب العمل المشترك، وحب الإنفاق على المحتاجين، وحب التفاهم والتعاون والتكافل والألفة. نشر حب المناسبات الوطنية الهادفة والمشاركة فيها والتفاعل معها.  

إن الأسرة هي المدرسة الأولى، وهي اللبنة الأساسية والجذرية لصياغة شخصية المواطن. ويقع على الأسرة المسؤولية الكبرى في تقويم سلوك والأخلاق والتوجيه الصحيح إلى كل المعاني والقيم والمثل المتعالية للهوية الإسلامية والوطنية التي تشحن الطفل بشحنات تعينه بها على معوقات الحياة، وتقويه على رد الهجمات الثقافية الخارجية المؤثرة في خلقه وسلوكه،  

 ولا سيما الحملات الثقافية الموجهة من الخارج والساعية لقلع أبنائنا من هويتهم الأصيلة والسليمة ومن دينهم الحنيف، وجرهم إلى منزلقات الرذيلة والإرهاب.  

حق المرأة في الإسلام  

     تختلف نظرة الإسلام إلى المرأة عن أي نظام سبقه ؛ حيث لم يعتبرها سبباً لوقوع ادم في الخطيئة حتى تلعن كما فعل غيره ، ولكن إبليس قد وسوس لهما معاً . ولم يعتبرها جنساً أدنى من الرجال ، بل ردهما إلى أصل واحد ، ومزج بينهما مزجاً لا يستطيع احد فصله . فالمساواة قائمة بين الرجل والمرأة في القيمة الإنسانية المشتركة ،  

 وفي القانون والتكليف وفي الحقوق العامة ، فلها حق التعليم وحق التملك والتصرف بما تملك دون حجر عليها من الرجال . قال تعالى في سورة البقرة : (ولا يحل لكم أن تأخذوا مما أتيتموهن شيئاً) الآية (229) . ولها حق اختيار الزوج ، ولها شخصيتها القانونية ، فالإسلام لا يسلبها حق انتسابها إلى أبيها حينما تتزوج وينسبها إلى زوجها، والقرآن الكريم يعبر عن المساواة القائمة بينهما . في قوله تعالى في سورة البقرة : (ولهن مثل الذين عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) الآية (228) .           

      ولقد منح الدستور القرآني الحقوق للمرأة وحفظ لها مكانتها . قال تعالى في سورة النساء : (للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيباً مفروضاً) الآية (7) . وان من تكريم الإسلام للمرأة ورفع شانها في المجتمع بما لم تبلغه أي حضارة في عصرنا الحاضر ، إن جعل بر الأبناء للآباء وخاصة الأمهات ، فريضة دينية واجبة يثاب المرء عليها ، ويرفع بها إلى الدرجات العلا ، ويعتبر تركها من الكبائر التي لا تغفر ، ويهبط الإنسان بسبب التقصير فيها إلى الدرك الأسفل من النار .  

     وتوجد حقوق أخرى للمرأة في الشريعة الإسلامية مثل حقها على أسرتها في التربية وحقها في اختيار الزوج وحقها في حسن العشرة من الزوج ورعاية أبنائها والانفصال عن الزوج غير الكفء ، وفي ظل الشريعة على المرأة الوفاء بحقوق ، والإخلاص في بناء الأسرة المسلمة على قواعد إيمانية راسخة ، ويعني إشاعة العدل ، وإعطاء الزوج حقه من الطعام والاحترام ، فالزوج قائد لأسرته ، وفي تلك الخلية الحية تبنى كل أصول الفكر الإسلامي ، وأعطى الإسلام المرأة حق التصرف في مالها ، فهي أهل للتملك المالي ، كما هي أهل للتكاليف الشرعية ، وهذا الحق ثابت بنصوص الكتاب والسنة ، ومن الحقوق المالية التي شرعها الإسلام للمرأة النفقة والمهر والميراث.                      

أ‌. المساواة بين الرجل والمرأة في الثواب والعقاب :  

     إن الإسلام ساوى بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات مساواة نسبية ليست مطلقة ، وذلك مراعاة للفروق الخلقية وما ترتب عليها من وظائف ، هيأ الله كل من النوعين لأدائها ، وراعى توزيع الوظائف والمهام كل حسب خصائصه ومميزاته وتتجلى مساواة الشريعة في هذا الثواب . ففي قوله تعالى في سورة النحل : (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحييه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) الآية (97) . ومساواة الشريعة في العقاب ، ففي قوله تعالى في سورة المائدة: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبنا نكالاً من الله والله عزيز حكيم) الآية (38) .  

     وقد شرع الإسلام المساواة ما بين المرأة والرجل في مباشرة المعاملات المختلفة كالبيع والشراء . إن تلك المساواة التي نادى بها الإسلام ، فقد سبقت تلك الدعوى كل دعاوي المساواة التي نادت بها البشرية . فقد جاء الإسلام ليقرر وحدة الجنس البشري في المنشأ والمصير ، وفي المحيى والممات ، وفي الحقوق والواجبات أمام القانون وأمام الله في الدنيا والآخرة ، لا فضل إلا بالعمل الصالح ويهدم قواعد التفرقة الزائفة وليرد البشر إلى حقيقتهم الكبيرة وان يرجعهم إلى أصلهم الواحد من خلال القرآن الكريم، ففي سورة النساء : (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً) الآية (1) .  

     فالبشر جميعاً جاءوا من نفس واحدة وزوجها ومنها بث الرجال والنساء ، فهم من أصل واحد وهم أخوة في النسب وهم متساوون في الأصل والمنشأ ، ولو أراد الله لخلق البشر من أنفس متعددة لا رحم بينهم ولا صلة ، وعليه فان اختلاف الأجناس ليس له علاقة بالتفاضل وإنما هو سبب ودعوة للالتقاء والتعارف . قال تعالى في سورة الحجرات : (يا أيها الناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم إن الله عليم خبير) الآية (13) .  

وهذه المساواة التي يردها الإسلام تقوم على نظرة إنسانية مبرأة من أي عصبية . وبذلك تخطى حواجز عالية فصلت طويلاً بين الأفراد وخلقت منهم مجموعات وطبقات أصبحوا على ضوء الإسلام في وضع متساو بدون تفرقة من أي نوع .   

دور المرأة المصرية في الاستقرار السياسي والاقتصادي للدولة المصرية  

إن تحسين وضع المرأة في المجتمع وحصولها على جميع حقوقها ،يُعد أحد العوامل الأساسية التي من شأنها خلق مجتمع مستنير قائم على مبدأ الاحترام المتبادل للتعددية الثقافية والدينية .. مجتمع طارد للأيدولوجيات الظلامية الداعية للفكر المتطرف والعنف والإرهاب وكراهية الآخر وغيرها من الظواهر السلبية.  

 أن المرأة المصرية خرجت في أكتوبر الماضي من كل محافظات مصر وفي احتفالات يوم السلام العالمي لتعلن في بيانها “المرأة المصرية صانعة السلام “. “إن المرأة المصرية تساند بلادها ضد الإرهاب بعزيمة لا تلين وبإصرار لا تعرف فيه الخوف ولا ينال منه حزن على من ذهب من شهدائنا الأبرار، وأعلنت دعمها لجهود الدولة ورئيسها لبدء ثورة حقيقية ضد التطرف ، وتجديد الخطاب الديني وإحلال السلام والاستقرار وتأكيد على أن الإرهاب لا ينتمي لدين أو جنسية أو حضارة بعينها .  

ولا شك أن الخطط والسياسات التي تقوم مصر بتنفيذها على المستوى الوطني للارتقاء بمكانة المرأة ودورها في المجتمع على كافة الأصعدة ، لا تتم بمعزل عن محيطها الإقليمي العربي والمتوسط بل والدولي  

وجاءت الاستراتيجية بخلق حوار مجتمعي واسع النطاق شارك فيها 750 من النخب المصرية ، 710 من المجتمع المدني ، 152 ألف من الجمهور العام . وتشمل الاستراتيجية على أربعة محاور عمل متكاملة وهي التمكين السياسي وتعزيز الأدوار القيادية للمرأة ، والتمكين الاقتصادي والتمكين الاجتماعي والحماية فضلاً على العمل الجاد على تغيير ثقافة المجتمع نحو المرأة وتعزيز سبل حصولها على حقوقها القانونية  

أنه «على مدى عام كامل تولدت طاقة مجتمعية ساهمت في تحقيق ما تطمح إليه المرأة، فباتت لها مكانة مرموقة وامتلكت تأثيرا ونفوذا لا يمكن إنكاره اخترقت به أصعب المجالات التي استحوذ عليها الرجال وكانت حكرا عليهم، وسيظل التحدي الحقيقي الذي يواجه المرأة في العام الجديد والأعوام المقبلة، هو الارتقاء بقدراتها في ممارسة العمل والانتقال من عام المرأة إلى مرحلة التأثير الفاعل من خلال التعبير الحر الواعي عن قضايا الوطن».  

أنه: «إيمانا من الدولة المصرية بأن الاستقرار والتقدم لن يتحققا إلا من خلال ضمان مشاركة فاعلة للمرأة في جميع أوجه العمل الوطني، سعى المجلس القومي للمرأة لخلق حوار مجتمعي واسع النطاق من أجل تطوير الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية، تتوافق حولها كافة القوى الوطنية والأجهزة المعنية في الدولة، في ظل إدارة سياسة حاسمة في دعمها للمرأة المصرية، وعازمة على المضي قدما بجدية في تفعيل كل ما من شانه تمكينها وتأهيلها للعب دورها باستحقاق في تنمية وإعلاء شأن الوطن».  

«ترجمت الاستراتيجية على أرض الواقع دستورا توافق عليه المصريون، وحرص في مواده على ترسيخ المساواة في الحقوق والتكافؤ في الفرص كأساس لبناء المجتمع، وعلى إلزام الدولة المصرية بالقضاء على كافة أشكال التمييز، وكفالة الحقوق الأساسية والحماية والرعاية للمرأة في كافة ربوع الوطن، وشملت 4 محاور عمل متكاملة، هي التمكين السياسي وتعزيز الأدوار القيادية للمرأة، والتمكين الاقتصادي، والتمكين الاجتماعي، والحماية، فضلا عن العمل الجاد على تغيير ثقافة المجتمع تجاه المرأة، وتعزيز سبل حصولها على حقوقها القانونية، محددة مجموعة من التدخلات المفصلية التي من شأنها، إذا تضافرت الجهود من أجل نجاحها، أن تحدث النقلة النوعية المطلوبة لتحقيق الانطلاقة الكبرى التي يصبو إليها كل مصري ومصرية”.  

“انطلاقا من مبدأ إرساء ثقافة المساواة بين الرجل والمرأة وسد الفجوة النوعية بينهما، استمرت وحدات تكافؤ الفرص بالوزارات في تفعيل وظيفتها الأساسية في التأكيد على مبدأ المساواة الدستورية في مجال العمل والتصدي لأى ممارسات تمييزية تتعرض لها بين الجنسين، وعلى ضوء الشكاوى الواردة لمكتب شكاوى المرأة وفروعه بالمحافظات يقوم المكتب برصد مشاكل واحتياجات المرأة وإلقاء الضوء على العقبات التي تواجهها وإعداد قاعدة بيانات معلوماتية عن أنواع الشكاوى وتصنيفها وتحديد مدى تكرارها”.   

“تأمل المرأة خلال هذه السنوات الفارقة في بناء مستقبل الوطن أن تحظى الاستراتيجية الوطنية لتمكينها بدعم كامل في كل طوائف المجتمع، ومن جميع قطاعات الدولة للتحقق مقصدها لنساء مصر في كل ربوع الوطن لكي يعم الخير على الجميع ولا يتخلف أحد عن ركب التنمية، والواجب الوطني والمسؤولية أمام التاريخ تحتم على الجميع مسارعة الخطى فـي تمكين المرأة، والحفاظ على حقوقها ووضعها في المكانة التي تليق بقیمتھا وقدراتها وتضحياتها على مدار التاريخ،  

 التزاما بالدستور المصري الذي يعبر عن إرادة الشعب، والذي رسخ قيم العدالة والمساواة، إعمالا لما جاء به من مبادئ، وما كفله للمرأة من حقوق».  

إن الدولة المصرية ايضا تولي اهتماماً كبيراً للشباب وخاصة الفتيات ، وجاءت مبادرة السيد رئيس الجمهورية بعقد مؤتمر دوري للشباب وإطلاق برنامج لتأهيلهم للمناصب القيادية ثم الانتقال بتلك المبادرة إلى المستوى العالمي من خلال المنتدى العالمي للشباب الذي عقد مؤخراً في شرم الشيخ والذي تقرر انعقاده بشكل سنوي ، وإشراك الشباب من كل دول العالم ،لينقل رسالة إلى العالم تؤكد مدى إيمان القيادة السياسية بقدرات وطاقات الشباب من كل أنحاء العالم .  

 ولا شك أن مثل هذا المحفل يولي اهتماما خاصا بمنطقة المتوسط باعتبارها احدي الركائز الأساسية للأولويات المصرية علي الصعيد الخارجي. أن المرأة المصرية شقت طريقها بتمكن واقتدار مزودة بالمشاعر الفطرية لقيم الوطنية والأخلاق وحققت نتيجة مكتسبات ونجاحات ،توجت بالدعم الفعال والمؤثر لثورتي شعبها في يناير 2011 ويونيو 2013 ، وتبنيها لطموحات في بناء المستقبل المشرق . فقد تضمن الدستور الجديد 2014 عدة مواد منها مواد 11 ، 53 ،  

 والتي نصت على المساواة بين المرأة والرجل في جميع الحقوق والعمل على ضمان التمثيل المناسب لها في المجالس النيابية وكفالة حقها في تولي وظائف الإدارة العليا للدولة والتعيين بالجهات القضائية والتزام الدولة بحماية المرأة من كل أشكال العنف والقضاء على كل صور التمييز. كما حددت المادة 180 للمرأة نسبة الربع من المقاعد المجالس المحلية للمرأة وقد تحقق للمرأة المصرية مكتسبات عديدة وهامة على صعيد تمكينها من الوصول إلى مواقع صنع القرار و تمثلت أولويات الدولة للمرأة المصرية في مشروعات متناهية الصغر ودعم أسر المرأة المعيلة والأسر الفقيرة، فقد بلغ عدد السيدات المستفيدات من التمويل المتناهي الصغر في الربع الأول لعام المرأة 2017 1,33 مليون سيدة بأرصدة تمويل قدرها 2.55 مليار جنيه كما تتيح الدولة خدمات الطفولة المبكرة بما يسمح للأم المصرية بالخروج للعمل  

نعم.. إن المرأة هي من تصنع المجتمع والحياة، فلذلك يجب أن تمكن من أداء دورها الاجتماعي والسياسي وبصورة صحيحة وبما يحقق الهدف الصحيح وهو إيجاد أسرة مترابطة مستقرة وإيجاد أبناء لهم بناء فكري وروحي ونفسي وبدني سليم ومجتمع آمن ودولة تسير باتجاه صحيح، فالمرأة إذا ما مكنت من أداء دورها الطبيعي ستساهم بقدر كبير في صناعة وصياغة الإنسان صياغة تجعله أهلاً لأداء الأمانة التي حملها ودور الاستخلاص في الأرض، بل في صناعة وصياغة الحياة،  

 ولا يجب أن تنهك وتشتت جهودها وتهمش وتستغفل وتستغل. تعيش المرأة في الوقت الحاضر وهي محرومة من أداء دورها الأساسي الفعال في المجتمع، فلابد من إعادة ترتيب شبكة العلاقات الاجتماعية السياسية الإسلامية ترتيباً صحيحاً يحفظ للمرأة خصوصيتها ويضع كل جنس في مكانه المناسب والصحيح، ومثلما يجب أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، كذلك يجب أن توضع المرأة المناسبة في المكان المناسب،  

 وهكذا سيصلح المجتمع وستعدل الموازين المقلوبة وأولها ميزان العقل الذي اختل بسبب ذهاب الدين مروراً بالموازين الأخرى وانتهاءَّ بميزان القوة العالمي ليكون من صالح المسلمين والمستضعفين والإنسانية بشكل عام .  

سعي المرأة للحب والزواج  

1 الفارس الذي يأتي على حصان أبيض لم يعد فارس أحلام فتيات اليوم، ربما لأن عصر الأحصنة ولى، وغدا حصان الأمس واحداً من الأدوات الترفيهية المنتشرة في مدينة الألعاب! وبغض النظر عن فتى أحلام فتاة الأمس، فإن الواقع الحالي فرض كثيراً من الرؤى المختلفة لدى الفتاة، وعند الحديث عن مثل هذه القضايا تطفو على السطح قضية تفضيل المرأة للرجل الغني، وهذا الكلام لا ينئ عن الصحة، فإن نسبة كبيرة من الفتيات ترغب الارتباط بالرجل الغني، لأنها تأمل أن تجد الراحة في ذلك، حيث أن بإمكانه أن يوفر لها كل أسباب الحياة الرغيدة، وقد تصطدم المرأة باختيارها، وتكتشف بأن المال ليس بالضرورة أن يكون مقياساً لاختيار الزوج المناسب، أو مصدراً للسعادة خاصة مع غياب أمور أخرى مهمة تنشدها الزوجة وتتمنى أن تكون في زوجها.  

لذلك تريد المرأة الزواج للأثبات الاتي:  

 ـ تريد كل امرأة أن تثبت لنفسها وصواحبها أنها قادرة على الزواج، وأنها لا تقل عن زميلاتها سحراً وقدرة أنوثة.  

2 ـ وبذلك ترضى زهوها واعتزازها بنفسها، واعتدادها بأنوثتها ومحاسنها. ويتيح لها الزواج أن تتذوق تأثير محاسنها النسوية ومشاعرها الصافية الفياضة في نفس مَن تتزوجه.  

3 ـ تود أن تحمل طفلاً في بطنها وبين يديها. وتشعر أن طفلها هو أحسن دمية تناجيها، وتلهو بها وتسليها.  

وبذلك تتذوق مشاعر الحمل والولادة التي سمعت عنها من لِداتها وصواحبها، وتُثرى الحياة بأمومتها، وتقدم للدنيا أنجب الأطفال.  

4 ـ قد يكون العمل هو ما يشغل الرجل طوال حياته. أما هي فترى أن الأمومة هي شاغلها الأول، ولهوها الأوفى، ومجال طاقتها الزائدة الدافقة.  

وهي طريقها إلى الجنة، ما دامت ((الجنة تحت أقدام الأمهات)).  

5 ـ تريد أن تكون امرأة مستقلة مسيطرة على بيتها، لا يشاركها في إدارته شخص آخر، ولا تنازعها في ترتيبه وتنسيقه وتجميله امرأة أخرى (لا الأخت، ولا الأم، ولا الحماة).  

وبذلك تحقق كل ما كان يدور بخاطرها من أفكار حين كانت تعيش مع والديها، تحقق أحلامها في إدارة بيت مستقل جميل، وتفوز باستقلالها في دولتها الخاصة الصغيرة.  

6 ـ في طفولتها ونشأتها، كانت ترى أباها ذكراً شامخاً، تعتمد عليه هي وأمها وإخوتها. وتنتظر من زوجها القادم أن يكون مثل أبيها، رجلاً كامل الرجولة: يسندها ويدعمها ويشعرها بحماية الوالد وقدرته وبكل مزايا الذكور. وتلتمس منه التوجيه والإرشاد في حياتها، وفي تربية أولادها.  

تريد كل امرأة أن تكون محوراً وعماداً لأسرتها: تبث الحب في زوجها وأولادها. وتضيء لهم الحياة، وتنشئ لهم المثل العليا والأهداف السامية، دون أن تزعزعها مشاكل الحياة وهمومها. وهي تقدم لهم (دون مقابل) أصفى المشاعر الإنسانية الخالصة، التي تربط الأسرة، وتحفظها من أدران الحياة ومشاكلها المادية المعقدة المتشابكة. وتلك هي المشاعر الوثيقة الحميمة، التي تجمع بين الزوجين والأولاد، دون اهتزاز بمشاكل الحياة.  

7 ـ وأخيراً، تريد المرأة أن تشعر بالدفء والحب بين أحضان رجل واحد، تملكه ويملكها، وترضيه ويرضيها، وتسعده ويسعدها،  

 وتحظى بعطفه واهتمامه، وتعطيه من حنانها قدر ما يعطيها من حنان.  

8 ـ حين تتزوج المرأة، تملك من الرجل ما لا يملكه هو من نفسه: تملك عرضه وشرفه وثروته وأولاده وشهواته ولذاته وأفكاره.  

ما هي الصفات التي تفضلها المرأة في الرجل الذي تريد أن تختاره شريك لحياتها؟  

–   الرجل المؤمن التقي الخلوق: الذي يتعامل مع المرأة وفق هدي القرآن الكريم وسيرة وخُلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطبق في تعامله مع المرأة ما جاء في الإسلام الذي حفظ لها كرامتها وحقوقها وأوصى بالرفق بها.  

ولا زالت الأمهات تكرر هذا المثل ناصحات بناتهن المقدمات على الزواج “تزوجي بالذي يخاف من الله، فإن من يخاف الله لا تخافي منه”.  

صاحب الدين والخلق يتحلى بجميع الصفات التي جئنا على ذكرها في هذا المقال والتي قد نكون غفلنا عنها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك: إذا جاءكم من ترضون خُلقه ودينه فزوجوه.  

– تريده كريماً: الرجل الكريم مطلب لا يمكن أن تتخلى عنه المرأة أو تساوم عليه، وقديماً قالوا “الكرم يغطي مائة عيب وعيب”.  

وتعد المرأة المرتبطة برجل عرف عنه الكرم محظوظة جداً، وكلمة كريم تسمعها المرأة عن خاطب تسأل عنه تؤثر وبقوة في مدى موافقتها على الارتباط به.  

وصفة الكرم تتعدى المال، فالكريم كريم بعواطفه وأخلاقه ونبله وليس فقط في ماله.. وهي من الصفات المقترنة جداً بالرجولة.  

–  تريده أن يعرف احتياجاتها العاطفية: تضيق المرأة ذرعاً بالرجل الصامت، إذ تفتقد كثير من النساء الرجل الذي يعبر عن مشاعره، الذي يبدي إعجابه بزوجته، يطرب مسمعها بكلمات الإطراء والغزل ويملأ حياتها الزوجية بمفردات الحب والهيام.  

إن أكثر ما تتوق إليه المرأة وتبحث عنه في زوجها أن يعبر لها عن حبه واهتمامه بها، وأن يبدي إعجابه بكل ما تفعله، وأن يتغزل بها وبأنوثتها، فكم من المحبط أن تقف المرأة أمام المرآة تتجمل وتتزين لزوجها، فلا تجد منه أي تعبير يدل على أنه حتى انتبه إلى التغيرات التي تعبت في عملها وأخذت من وقتها الكثير لتحظى على إعجابه.  

-تريده أن يحترمها: تحب المرأة الرجل الذي يحترمها؛ يحترمها أمام أهله وأهلها، يحترمها في البيت أمام أبنائهما، يحترم آراءها، أفكارها، لا يسخر من طموحاتها أو حماستها، يتعامل معها كإنسانة لها فكر ورؤى وليست كسجد فقط، يتحدث إليها ويحاورها، يناقشها ويشاورها تأسياً بسيد الخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يشاور زوجاته ويأخذ برأيهن.  

–  تحبه غضيض البصر: إذ إن أكثر ما يجرح المرأة في كرامتها وكبريائها أن ينظر زوجها إلى امرأة أخرى أو يبدي إعجابه بها، وإن لم تشعره في ذلك.  

وتعجب المرأة بالرجل الذي لا يلقي بالاً إلى غيرها من النساء مهما كانت فتنتهن، إذ تشعر بأنه ذو شخصية قوية، وأنه أكبر من أن يفتن بامرأة هي أساساً تسعى لأن تكون محط نظره ونظر أمثاله من الرجال، فإن لم يلقي لها بالاً، كبر في عينها.  

– الرجل الذي يكتفي بزوجته عن نساء العالم: قطعاً أن المرأة تفضل الرجل الذي لا يفكر مجرد التفكير بالارتباط بأخرى، ويجد في زوجته ما يكفيه عن نساء العالم، والذي يؤكد لها باستمرار وفي كل مناسبة انه من المستحيل أن يقدم يوماً على الزواج بأخرى أياً كانت الأسباب وأنها المرأة الأولى والأخيرة في حياته.  

–  الرجل المبادر: عادة ما تكون المرأة هي المبادرة في التخطيط لقضاء إجازة الأسبوع أو الإجازة السنوية، أو حتى الخروج إلى عشاء رومانسي هادئ مع الزوج، وتحب المرأة أن تجد في زوجها الحماس ذاته، وأن لا يلبي رغبتها فقط لأنها تريد ذلك، بل أن يكون مبادراً، كأن يدعوها للخروج سوياً في رحلة ما أو عشاء يجمعهما معاً، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الهدايا حيث تهتم المرأة عموماً بشراء هدية لزوجها في كل مناسبة، بينما قد يخذلها نسيان زوجها لمناسباتهما الخاصة، إذ تتمنى المرأة أن يطلب زوجها مثلاً في مناسبة زواجهما منها أن يخرجا سوياً إلى مكان ما، وأن يجلب لها هدية وإن كانت غير ثمينة، والغريب في الأمر أن المرأة وإن عودها زوجها بأن لا يأت لها بهدية إلا أنها تتأمل في كل مناسبة أن يتذكرها ولو بوردة.  

–  الرجل المسؤول: تتزوج المرأة متمنية أن تلقي بأعبائها على زوج تثق به، تضع رأسها على كتفه مطمئنة بأنه قائد المركب الذي لن يضيع ولن يُضيعها، يقف أمام أي تيار يواجه أسرتهما، ويبحر دوماً منشداً غد أفضل.  

–  الرجل الطموح الذي يتطلع دوماً إلى تحسين وضعه المادي والتعليمي على أن لا ينسيه طموحه زوجته، فلا يعلو وحيداً ويتركها بعيداً عنه، بل يأخذها معه في علوه. ليتقدما سوياً نحو الأفضل، يدفعهما هدف مشترك يودان الوصول إليه معاً.  

–  تريده حليماً: إذ تعاني بعض النساء من سرعة غضب أزواجهن، والرجل الحليم يستوعب المرأة ويتفهم طبيعتها، ينقب عن مواطن الدفء والعاطفة داخلها، يتأنى في التعامل مع المشكلات التي تواجهه معها، يأخذ الأمور بروية، ويحسن التصرف أكثر من الرجل العصبي الذي قد يزيد الطين بلة. وكم من البيوت تهدمت ووصلت إلى طريق مسدود بسبب عصبية الرجل.  

–   الرجل البيتوتي: تحب المرأة الرجل الذي يفضل الجلوس في البيت مع أسرته على الخروج مع أصدقائه والسهر معهم، والذي يحب إن خرج أن يصطحب أسرته معه.  

–  الرجل الأنيق: عادة ما يُطلب من المرأة التزين لزوجها، وأن تظهر أمامه في أحسن حلة، وقد يغيب عن ذهن الرجل أن المرأة التي جبلت على حب ذلك أيضاً تحب وترغب أن يبادلها الرجل بذلك، وأن يهتم بمظهره في البيت وخارجه، وأن يكون في نظرها أنيقاً وجذاباً، فالمرأة مرهفة الإحساس والمشاعر، والمظهر يؤثر بها كما يؤثر المضمون.  

–   الرجل الذي يدخل المطبخ: قد يكون من الغريب أن تدرج هذه الصفة مع الصفات السابقة إلا أن المرأة حقيقة تحب الرجل الذي يدخل المطبخ ويتعامل معه، إذ تعتبر المرأة أن تعامل الرجل مع الطبخ فن وإبداع بخلاف تعامل المرأة الذي يحدد بإطار الواجب والمسؤولية التي تفقده كثيراً من التجديد، مما يجعل المائدة التي يعدها الرجل أكثر فناً وإبداعاً.  

ـ لماذا يتزوج الرجل:  

1 ـ يتزوج الرجل لكي يستمتع بمحاسن المرأة وحنانها وأنوثتها، وما تمتاز به من دفء وعذوبة، وما تتيحه له من توجيه ومشاركة في تحمل أعباء الحياة وتربية الأبناء والبنات. ويتمنى كل رجل أن يكون له ولد صالح يدعو له (بعد أن يرحل عن الدنيا).  

2 ـ والزواج وسيلة فعالة، يستكمل بها الرجل مظاهر الاحترام والهيبة والشخصية الكاملة، لأن المجتمع يحترم المتزوج وحده، أو يحترم المتزوج أكثر مما يحترم الأعزب، فالزواج سُنة الحياة.  

وقد سئل 800 رجل وامرأة في أمريكا، تجاوزوا الثالثة والعشرين من العمر، فاتضح أن الرجل الأعزب يعيش في قلق واضطراب وضياع وشقاء وعزلة، ولا يتكيف مع المجتمع والحياة.  

3 ـ يرى الرجل أن الزواج أفضل وسيلة للتخلص من لذع الشهوة.  

والمجتمع يعتبر الرجل الأعزب واحداً من ثلاثة:  

ـ رجلاً عاجزاً، غير قادر على الزواج، وأعبائه وتكاليفه.  

ـ شيطاناً جباراً، تدفعه شهوته إلى معابثة الغلمان ومعاشرة الجواري (أو فتيات الإمتاع).                ـ مسكيناً متخبطاً ضائعاً يكتفي بالاستمتاع الذاتي، أو يرضى بالانحراف الحسي.  

4 ـ يود الرجل أن يستمتع بحلاوة الحياة ولذات الدنيا، والمرأة هي الدنيا والحياة. وحين يتزوج الرجل امرأة يحبها وتحبه يشعر أن الدنيا قد تغيرت وأن الحياة قد تبدلت، وأصبح لها طعم أحلى وأعظم.  

والمرأة والأسرة والبيت تتيح له أن يستمتع بما كان يستمتع به طوال طفولته وصباه ومراهقته من جو الأسرة الهادئ الناعم الحاني الوثير. وحياة الأسرة هي أول حياة نلمسها ونعرفها ونؤمن بها، ونرتضيها منذ نعومة أظفارنا.  

وجو الأسرة نمط من أنماط الحياة يفضله الرجل الناضج الكامل، أو الذي ينشد الكمال. وحياة الأسرة الحافلة الدافئة العامرة تُشعر الإنسان بعذوبة الحياة والألفة ومعاني الصداقة والتعاون والود والتعاطف، وتدفع عنه الضيق والكآبة والاكتئاب والسأم والضجر والوحدة والملل.     5 ـ والزواج وسيلة يثبت بها الشاب استقلاله ونضجه واكتمال شخصيته ين يؤلف أسرة خاصة به، ويفكر في أن يترك للحياة نسلاً امتداداً لحياته.  

 وليس من السهل أن يأتي الإنسان للدنيا ويتركها، دون أن يُبقى فيها جزءاً عزيزاً من نفسه وبدنه، يستمتع بها. وأولاده هم الجزء العزيز الذي يتركه، بدلاً منه، ليستمتع بالدنيا والحياة، بعد رحيله عنها.  

6 ـ والحب وحده ليس هو الدافع الأول إلى الزواج، فقد يحب الرجل امرأة لجمالها الباهر، أو ذكائها الفائق، أو مركزها المرموق، أو شخصيتها النادرة، وقد يدفعه حبه لها إلى عدم التفكير في الزواج منها، لأسباب صحية أو مالية أو اجتماعية. ومن ثم يتزوج امرأة أخرى أقل منها في هذه الصفات.  

7 ـ ولكن الحب يدفع الرجل إلى تفضيل امرأة على أخرى. وهو في هذا التفضيل (الحب) يسبح في بحر الأحلام، وتتجاذبه الآمال، ويتخيل شريكة حياته المنتظرة بالصورة المنشودة التي يشتهيها لنفسه. وهو بذلك يعد نفسه للزواج إعداداً نفسياً، ولا يحتمل أن يبقى بدون زواج.  

من هي المرأة التي يفضلها الرجال؟  

المرأة الجميلة. الذكية. المثقفة. الغنية. المتعلمة. أم صغيرة السن؟ إشارة استفهام وتكهنات كثيرة حول هذا السؤال.  

لا شك أن لكل رجل مقاييس معينة يتمنى أن يجدها في فتاة أحلامه، وعموماً يرغب الرجل بالارتباط بالمرأة الجميلة، وكثيراً ما يصرح أمام أمه أو أخته بطلبه هذا قبل أن تذهبا لاختيار عروسة له، إلا أن هذا المطلب لم يعد الهدف الأساسي الذي يبحث عنه الرجل في المرأة مؤخراً وذلك لعدة أسباب منها:  

 أن التجارب أثبتت للرجل أن الجمال يتلاشى شيئاً فشيئاً مع مرور الوقت، كما أنه قد يعتاد هذا الجمال فلا يرى في زوجته ذلك البريق والجاذبية التي كانت تشده إليها، بل قد لا يرى الجمال فيها رغم جمالها الذي يلاحظه الآخرون بسبب فظاظة فيها أو طبع لا يستحبه بها. فيكون جمالها بالنسبة له ليس إلا لوحة باردة صامتة لا تحرك به شيء.  

ولعل ظروف الحياة فرضت على الرجل أن يخرج من هذا الموروث الاجتماعي رغم كل ما تبثه كثير من وسائل الإعلام العربية التي تكرس هذا المفهوم في عقلية الرجل.  

إذاً ما هي الصفات التي يفضلها الرجل في المرأة التي يريد أن يختارها شريكة حياته؟  

لا خلاف في أن الرجل يريد المرأة صاحبة الفضيلة والأخلاق الكريمة التي تحافظ عليه وتحفظه في نفسها وماله وأولاده، إلا أن هناك بعض الصفات التي يجد سعادته معها إن وجدها في زوجة المستقبل.  

-يريدها ذكية وصبورة:  

في هذا الوقت الصعب ومع متطلبات الحياة الكثيرة أصبح الرجل يفضل المرأة الذكية والصبورة التي تشاركه أفكاره، اهتماماته وتدخل عالمه وتهتم بهواياته وعمله، تستطيع أن تشاركه حياته بكل مسؤولياتها ومتطلباتها وتتحمل معه أعباءها، ويلتقي معها بنقاط مشتركة لتغدو جميع الأشياء مشتركة؛ الأماني والأحلام وحتى الهموم، يجمعهما طموح مشترك نحو هدف مشترك يسعيان إلى تحقيقه.  

– تقدر ما يفعله:  

المرأة التي يفضلها الرجال تلك التي تقدر ما يبذله زوجها من أجلها وما يقدمه لها، وتشعره زوجها بالامتنان والتقدير، فالرجل يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو، ويريد منها ذلك الحب الذي يعبر عن تقدير جهوده.  

–  يريدها مثقفة:  

ويحبها أن تكون متعلمة ومثقفة عكس ما هو معتقد عند كثير من النساء بأن الرجل يهرب من الارتباط بالمرأة المتعلمة المثقفة وأن الرجل لا يهمه إلا الأنثى في المرأة، والحقيقة أن الرجل يحب أن يجتمع في زوجته العلم والثقافة والذكاء والوعي لأن هذه الصفات تريحه في حياته، إذ يجد فيها سنداً له تفهمه وتساعده دون جهد منه، وتكون قادرة على تربية أبنائه بشكل سليم.   لكن الذي يحصل أن بعض النساء عندما تحصل على شهادات عليا تنسى أنوثتها وتتمرد عليها، وتجد أن لها دوراً آخر في الحياة بعيداً عن أنوثتها فتوليه كل الأهمية على حساب زوجها وبيتها وأطفالها مما يولد فجوة كبيرة بينها وبين الرجل فيرفضها هكذا.  

– يريدها خفيفة الظل:  

يريدها أن تكون خفيفة الظل تمسح عنه الأعباء التي تثقل كاهله وتجلي بروحها الجميلة همه، ففي المرح علاج لكثير من المشاكل الزوجية ومن أهمها الملل، والرجل يعشق المرأة المرحة التي تتمتع بروح الدعابة وخفة الدم، إذ أن أكثر ما يكرهه الرجل أن يدخل حياته الملل أو النكد.  

– يريدها قنوعة:  

يحب الرجل المرأة القنوعة التي تقنع بالرزق وتسلم لأمر الله سبحانه وتعالى والتي تبين له الرضى لما يقدمه لها ولا تتهمه بالبخل كما هي عادة الكثيرات، وأن تعلم أن زوجها يجمع المال بالجهد والعرق ليوفر لها حياة كريمة فتضع ذلك في اعتبارها، ولا تثقل عليه بطلباتها فإن أثقل كلمة على مسمع الزوج كلمة “هات”.  

–  يريدها طاهية ماهرة:  

يحب الرجل في زوجته أن تحترم مواعيد الطعام الخاصة به وتتفنن في إعداد أجود أنواع الأطعمة ليجد طعاماً طيباً إذا ما عاد إلى بيته بعد يوم شاق من العمل. وفي وصية إمامة بنت الحارث لابنتها عند الزواج (التفقد لوقت منامه وطعامه، فإن تواتر الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة).  

–   يريدها حلوة اللسان:  

يحب الرجل في المرأة أن تكون حلوة اللسان سلسة عذبة في حديثها لطيفة ودودة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تزوجوا الودود الولود”، فالرجل يطرب لسماع كلمة جميلة ويحب ذلك كثيراً، فإن لم يجد الكلمة الطيبة عند زوجته سيبحث عنها في مكان آخر، كما أن الكلمة الطيبة تشبه قوة خفية دافعة لكلا الزوجين لينعما بحياة هانئة وجميلة.  

طبيعة التغير عند المرأة  

أنت تغيرت، هذه ليست الفتاة الجميلة التي تزوجتها”، كلمات يقولها أغلب الرجال لزوجاتهم، ولكن تختلف في توقيتها، فالبعض يقولها بعد أيام من الزواج، والبعض يقولها بعد شهور من الزواج، لكن.. كل الرجال يقولونها لزوجاتهم في يوم من الأيام، بعد سنوات قد تقل أو تكثر، فلماذا تتغير المرأة؟  

ترى بعض النساء أن طبيعة الانسان التغير وتقلب المزاج، والمرأة انسان لها اهتماماتها ورغباتها وأهدافها التي تتغير كل فترة، فقبل الزواج قليلا ما نجد فتاة تهوى العمل المنزلي وتعشق دخول المطبخ، بل أغلب الفتيات تقضي أكثر ساعات اليوم أمام المرآة تتزين وتتجمل لخطيبها أو بحثا عن خطيب.  

وبعد الزواج تبدأ مسؤوليات جديدة كانت تجهلها فتأخذ حيزًا من اهتماماتها على حساب الوقت الذي تقضيه أمام المرآة، وبعد سنوات من الزواج تزداد المسؤولية وتعيد المرأة ترتيب اهتماماتها فيصبح الأولاد والبيت والزوج والعمل أهم الأولويات، ثم يأتي مظهرها وزينتها أخيرا. والتغير الذي يطرأ على المرأة يقصد به معانٍ كثيرة منها:  

ـ تغير عودة للأصل أو لطبيعة المرأة الحقيقية، فبعض الفتيات تعتقد أن الخطوبة فترة التجمل والتزين واخفاء الحقيقة عن الطرف الآخر فتتجمل المرأة وتظهر بصفات غير صفاتها، ولكنها بعد الزواج لا تستطيع تكملة الكذبة خاصة أن هدفها تحقق، وهذا التغير صعب التغلب عليه؛ لأنه الحقيقة التي نجحت الفتاة في اخفائها في البداية والتي لا بد أن تظهر في النهاية، وعلى الرجل أن يتكيف مع المرأة الجديدة التي اكتشفها بعد الزواج.  

ـ والتغير الآخر وهو المقصود في هذا التحقيق هو التغير الذي يسببه الزمن ومسئوليات الحياة، مثل التغير في الوزن، والتغير في الأهواء والميول، والتغير في الاهتمامات، والتغير في علاقة المرأة بزوجها.  

ـ والتغير الثالث هو تغير يتمناه أغلب الرجال وهو تغير للأفضل، فبعد سنوات من الزواج الناجح تصبح الزوجة وزوجها كيانا واحدا يفهم كلاهما الآخر، ويكمل بعضهما البعض، وهذا التغير لا يتحقق الا في البيوت التي يسودها الحب والتفاهم في الواقع أن طبيعة المرأة هي طبيعة جيدة جدا إنِّ الحاجة الضرورية بالنسبة للمرأة هي في أن تُعطى الفرصة للتعبير عن مشاعرها . فكل امرأة  تود أن تحصل على الرجل القادر على فهم طبيعتها في حاجتها عن التعبير عن حبها ورغبتها في تلقي الحب.  

ليس من الضروري على الرجل أن يجني المستحيل ليُعبر عن تقديره واحترامه لها. فهي بحاجة فقط  أن تعلم بأن هذا الرجل الذي يُحبها  ويهتم بها موجود في عالمها. فالمرأة  بطبيعتها قادرة أن تعيش بإطار صورة هذا الحب التي تُنميها من خلال علاقتها برجلها.  فأنا أفهم شخصية المرأة وأستطيع التعاطف معها لسبب ما تعانيه في علاقتها مع الرجل.. معظم الرجال لا يدركون  ولا يعون هذا المفهوم وهذا يعود لعدم التصحيح .  

لو أنهم كانوا يعلمون بأن المرأة  تحتاج فقط  في أن تُعطى الفرصة للتعبير عن  مشاعرها وحبها الشديد وإخلاصها له عندها يستطيعون أن يُحرزوا الكثير من التقدم  في العالم الروحي. والعائق الذي يحول بين المرأة والرجل في علاقتهما معا  

 هو أنًّ جميع الذي تحتاجه المرأة  والذي  يتوجب عليها أن تتلقاه من الرجل ليس فقط بضئيل بل تافه ومبتذل لذلك هي غير قادرة على أن تتقبله وسبب كل هذا نابع من الجذور الروحية. من أجل هذا تُعاني المرأة في هذا العالم  أكثر من الرجل. ولكن من الممكن تغير هذا الوضع في المرحلة الأخيرة  لتصحيح الإنسانية.  

 فإنه ليس بوسعنا عمل أي شيء لحل هذه المشكلة إلا إلى أن  نصل إلى مرحلة التصحيح الأخير . فقد نشأت هذه المشكلة بسبب أول مأساة  وُجدت بين الرجل والمرأة  وستبقى حتى آخر زوجين قبل التصحيح الأخير والكامل للإنسانية.  

فالرجال بطبيعتهم غير قادرين على فهم المرأة  وبدورهم لا يستطيعون أن يُعطوها حتى ولو مقدار نقطة صغيرة من التصحيح الضروري والأساسي  للعلاقة الصحيحة بينهما , لأنهم لا يُدركوا  أن المرأة  بطبيعتها قادرة على أن تبني علاقتها مع الرجل بانسجام وأن كل ما تحتاجه منه هو المقدار الصغير من التصحيح.  

 وهذا طبعا يأتي نتيجة للتصحيح الروحي الكامل.  من غير المستطاع إيجاد حل لهذه المعضلة في هذا العالم  فالحل ممكن فقط من خلال الوصول إلى مرحلة الوحدوية مع الخالق.  

سؤال:  إذا هل من المتوجب على المرأة في أن ننتظر إلى الرجل وكأنه على مستوى الكمال لتحصل على ما تحتاجه لبناء علاقتهما  بشكل صحيح؟  

لا –  يجب على المرأة أن لا تنظر إلى الرجل وكأنه على هذا المستوى من الكمال الروحي  في إحرازه العالم الروحي. يجب على المرأة  النظر إلى الرجل كما تنظر إلى طفلها الذي يحتاج إلى رعايتها وحبها وتوجيهها في نصحها له بما تراه جيد. تنظر إليه كالمرأة التي تنتظر زوجها بعد يوم عمله الشاق مبذلة احترامها له مقدرةً سعيه ومثابرته في توفير العيشة لأهل بيتها. يُقال بأن خلف كل رجل عظيم امرأة وهذا صحيح جداً. وهكذا نريد ونتمنى جميعاً في أن نحصل على هذا النوع من المحبة والدعم من نساءنا     

لا تكتمل الدنيا بدون وجود آدم وحواء ….  طرفين اثنين هما الذكر والأنثى فإن كانت المرأة هي القمر بجمالها !!  فالرجل هو طاقة الشمس بقوة حضوره وإن كانت المرأة هي رمز المشاعر !!  

 فالرجل حتماً سيكون مستوعبا لكل تلك الأحاسيس والمشاعر سيمسح الدمع ويحتضن وجودها ويضمها إلى قلبة ويزرعها وسط روحة فلولا عشق المرأة للرجل لما ارتدت أجمل الثياب ولما لبست اللؤلؤ  

والمرجان وتعطرت بأرقى العطور ولولا أهمية المرأة بحياة الرجل ما ركب أفخم السيارات وفنى نفسه للحصول على المال لبناء القصور وشراء الأزهار فالمرأة وطن و ماء والرجل نار وتراب هواء وكلاهما وجوده مهم بالحياة  

العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة تتم على أساس من الحب والصدق والحرية والاختيار بحيث لا يسيطر الرجل على المرأة، وبحيث لا يملك الرجل المرأة أو الأطفال وإنما ترتكز العلاقة داخل الأسرة على التساوي في جميع الحقوق والواجبات بما في ذلك الإنفاق والنسب والعمل داخل البيت وخارجه.  

المرأة والحب لا يعيش الحب بدون امرأة لأن الحب يعرف المرأة حق المعرفة فهي رقيقة المشاعر .. جميلة الإحساس والحب هو أرق كلمة في دفتر الوجود وأغلىَ حرفين في قاموس الحياة  

لأنه صلة روح بروح .. رفقة قلب إلى قلب فالحب لا يستغنىَ أبداً عنها لأنها هي من أوجدته وهي من سحرته وهي من فتنته فهو يعرف إنه بدونها سيُطرد من القلوب ولأن قصور القلوب هي المرأة  

ولكم انبهر هذا الحب من حكمتها ولكم خاف من غضبها ولكم تعجب من صبرها لآنه قد أيقن بُعد نظرها الذي ترجم له إخلاصها ليشهدها هذا الحب بوفائها ولأن الحب هو قتيل العيون  ولكن أي عيون ؟! إنها عيون المرأة التاريخية الجمال والباسقة بالحنان لغتها الدموع وسحرها الصمت ونظرتها هي روعة الحياة,  

لا فرق بين المطلقة وارمله والعزباء فكلاهما .. يحملان مسمى ” الأنوثة ” ويفهمان بالحياء فالف تحيه لكل مطلقه وارمله فأفتخرى لأنك انثى ولأنك الحـــــياه  

عشق المرأة وقلبها  

قلب المرأة؛ تلك المدينة المقدسة التي شغلت عقول الرجال، وظلوا يبحثون عن مفتاحها للفوز بمستقر آمن فيها، تخفي وراء كل نبضة لغزا تبارات على تفسيره عقول وأقلام، فكانت في نظرهم لؤلؤة ثمينة تحتاج إلى صياد ماهر، وكانت قلعة منيعة لا تتهاوى حصونها سوى أمام الحب، ووردة في برعمها لا تتفتح سوى للحبيب…  

تقوم المرأة بالاهتمام بالشخص الذي تحبه، وتهتم براحته، وتسأله باستمرار إذا كان قد تناول وجباته في أوقاتها أم لا وتنزعج في حالة عدم تناوله الطعام، حيث إنّها تفعل ذلك لأنّها تحبه وتخاف عليه، فهذه واحدة من علامات الحب الحقيقي لدى المرأة  

المرأة قد تصفح عن الخيانة ولكنها لا تنساها في الاحلام اذا تصفح  قلب المرأة لؤلؤة تحتاج إلى صياد ماهر هذا اذا ما نصاد الصياد  وأتذكر هنا قول سقراط…….عبقرية المرأة تكمن في قلبها  المرأة لم تخلق لتكون محط إعجاب الرجال جميعاً. بل لتكون مصدراً لسعادة رجل واحد. عندما تبكي المرأة ..تتحطم قوة الرجل يعنى دموع تماسيح  المرأة قلعة كبيرة اذا سقط قلبها سقطت معه  الرجل لا ينسى أول امرأة أحبها.  

والمرأة لا تنسى. أول رجل خانها  المرأة زهرة لا يفوح أريجها إلا في الظل أحسن طريقة لتجعل امرأة تغير رأيها هو أن توافق عليه بس المشكلة اذا ما غيرت رايها. لا تدعي على. الشيطان استاذ الرجل وتلميذ المرأة هذي علقوا عليها انتم.   

المرأة مثل العشب الناعم ينحني امام النسيم ولكنه لا ينكسر للعاصفة  المرأة الفاضلة تلهمك. والذكية تثير اهتمامك. والجميلة تجذبك.. والرقيقة تفوز بك   

من الأوانس مثل الشمس لم يرها…….في ساحة الدار لا بعل ولا جار  

المرأة كظل اذا تبعته يهرب منك……..واذا تركته يتبع يعنى لا تبين حبك  

تظل المرأة في سن العشرين. حتى آخر لحظة من حياتها  المرأة بلا فضيلة.. كالوردة بلا رائحة آخر ما يموت في الرجل قلبه وفي المرأة لسانها  اذكري أيتها المرأة: أن جمالك حر طليق إلا من قيدين كلاهما أجمل منه : العفاف والشرف المرأة تحيا لتسعد بالحب .. والرجل يحب ليسعد بالحياة .  

عندما تحب المرأة فكل ما يراه الناس فيك عيوب تراها هي مميزات و عندما تحب فهي على استعداد كامل لتضحى بكل شيء من أجل إنسان واحد و عندنا تحب لا تصدق ما يقال عنك وعندما تحب فهي تواجه العالم بأسره من اجل من تحب فهي تتعامل معك بقلبها ليس بعقلها لا تقوم بحساب أي شيء أمامك عندما تحب المرأة لا ترى رجل في العالم غيرك .  

المرأة تحب المشاركة : كثير من الرجال عندما يحبون لا يتبادلون أقوال الحب و الأفعال مع المرأة ولا يعرفون إنه من المهم لدى كل حواء عندما تحب تشعر بمن تحب بجانبها يدعمها و يشجعها فعندما تكون بجانبها فهي قادره على الوقوف امام أي شيء .  

كما إنه كثير من الرجال يميلون إلى الوحدة و عدم مشاركة المرأة في مشاكلهم و ضغوطهم و لا يعرفون كم هو مؤلم للمرأة إنها لا تشارك من تحب في حياته ومشاكلة و عندما يرى رجل امرأه حزينة يتركها لوحدها حتى لا يزعجها اعتقادا هذا هو ما تريده المرأة ولا يعرفون إن المرأة بحاجة إلى التعاطف والتفهم والتأييد و الاحتواء تتردد على لسان حواء دائما انت لا تحبني بالرغم من إن الرجل يحبيها و ذلك لعدم مشاركة زوجها مشاعرها وأفكارها فهي تعتقد بأنها تستحق محبة الرجل عندما يشاركها فعندما يشاركها يزول عندها الشك بعدم الحب و تشعر بالاطمئنان .  

الغيرة و الشك : تخاف المرأة من المرأة الأخرى في حياه الرجل مثل صديقات الدراسة والجامعة وزميلات العمل، التي من الممكن أن ينجذب إليهن الرجل, و السبب هو أنَّ الجميع يرغب في الحصول على أشياء أو أشخاص لا يمكنه الحصول عليهم. لذا، تخاف المرأة من أن تأخذ أخرى قلب زوجها آو يبحث هو عن أخرى لتمضية وقته معها. التضحية عند حواء تميل حواء إلى التضحية من أجل الأخرين لذلك بعد فترة من الزمان ترهق ولأنها تبذل للأخرين من حولها لذلك فهي ترتاح عنما تدخل في علاقة حب حيث تشعر بأن هناك مَن يرعاها ويعطف عليها ويحبها .  

تحتاج المرأة احيانا إلى الانعزال بعيدا عن الناس لرعاية مصالحها من غير أن ترعى أحداً آخر في هذا الوقت هذا ما يقدمه إليها زوجها عندما يتفهم ضرورة رعايتها وخدمتها. فعلى الرجل أن يعرف ما تحتاجه حواء و أن يحافظ عليها لان المرأة قلعة كبيرة إذا سقط قلبها سقطت معه” فحافظ على قلبها فهي لا تتعامل بعقلها مثلك ايها الرجل فهي حواء.  

الحبّ من المشاعر الملاحقة لقلب المرأة.. لقلب حواء في مقالتنا هذه يا عزيزي آدم!، فالنّساء هنّ الأكثر تأثّراً بمشاعر الحب لكونها من الجنس اللّطيف الرقيق ولنعومتها وإحساسها المرهف فيمن حولها، فدائماً تشعر بالحب والألفة قبل الرجل، فقلبها من يتحكم بها وبقراراتها التي تأخذها من عقلها، ولكنها عندما تحب فإنها تحب من أعماق قلبها وتُخلِص، ويصبح تفكيرها موجه بشكل كامل موجَّهاً نحو شريك حياتها الذي أحبته، ولكن على الرغم من عاطفتها المتزايدة إلا أنها لا تقع في حب أي رجل، فالرجل الذي تحبهُ يجب أن يحمل الصفات التي تراها وتتخيلها في فارس أحلامها كما كانوا يقولون، وهي معضلة! ولكن هناك بعض الصفات التي من الممكن اكتسابها،  

وهي من الصفات التي تجعل المرأة تحب الرجل؛ فمن هذه الصفات:  

1- الاهتمام: تحب المرأة الرجل الذي يشعرها باهتمامه نحوها، فتشعر بالثقة والاعتماد عليه وتشعر برجولته الحقيقية، وبأنوثتها معه، فتبدأ بالانجذاب نحوه ونحو شخصيته.  

2- الحنان: أكثر الصفات التي تجذب المرأة نحو الرجل حنانه وعطفه، فهي عطوفهٌ وحنونه، وتحب أن ترى الرجل الحنون العطوف على من حوله.  

3- الأناقة: الأناقة تلفت كلا الجنسين نحو بعضهما، فالشكل الخارجي دائماً يعطي الانطباع الأولي عن شخصيته واهتمامه بنفسه وشكله أمام الآخرين.  

4- الجرأة: يجب على الرجل أن يمتلك الجرأة، فالنساء يحببن الرجال الجريئين في الحب، فتشعر بجاذبية قوية أمام الرجل الجريء؛ لأن جرأته تشعرها برجولته وبأنوثتها مهما كان عمرها.  

5- المثابرة: المثابرة في العمل والإصرار على تحقيق الأهداف من العوامل التي تجعل الرجل ناجحاً ومقداماً في أمور حياته كلها، فالمرأة تحب الرجل المثابر ولو كانت محاولاته فاشلة، فمثابرته وإصراره تجعلها تميل إليه.  

6- الثقة: الرجل الذي يمتلك الثقة الكبيرة بشخصيته وواثق من نفسه هو من أكثر الرجال جاذبية، وهذه أكثر صفة تحبها المرأة في الرجل.  

 نحن هنا ذكرنا بعض الصفات التي تجعل الزوجة تحب شريك حياتها، وبالتأكيد هناك كثير من الصفات الأخرى، ولكن لا ننسى أن المرأة صادقة في مشاعرها، وإذا أحبت تحُبُّ أن يبادلها زوجها الشعور نفسه بالحبِ والصدقِ في المشاعر،  

 فهي قد تُوَرِّي في كل شيء إلا مشاعرها، لأنها تنبع من أعماق قلبها الذي لا تملك السيطرة عليه بشكل كامل، فهو يتحكم بها، لذلك عندما تقرر – أخي الزوج الكريم – أن تباشر حب شريكة حياتك يحب أن تكون صادقاً معها، وألّا تحاول التلاعب في أصدق شيء تملكه.  

قلب المرأة وعزة نفسها  

تملك المرأة الحمل حيوية فائقة وهتي بحاجة إلى رجل قوي الشخصية وتسعى دائماً إلى الإثارة في العلاقات العاطفية. لذلك أن تتردد في إهمال الرجل الذي تجده اضعف شخصية منها, وهي على استعداد دائم للامساك بزمام المبادرة والقيادة. تريد أن تكون المرأة الوحيدة في حياة زوجها ولا ترضى أبداً أن تكون بديلة لأخرى.  

 إنها تبحث في علاقتها عن إنسان كامل الرجولة. بالرغم من إنها تتمتع بأنوثة فائقة وباندفاع كبير وعاطفة قوية إلا إنها بحاجة إلى ساحة قتال, إلى تحدّ, إلى اهتمامات من نوع أخر, تلهمها وتدفعها إلى الأمام, نحو هدف أو قضية.  

المرأة الحمل أفضل كعشيقة منها كزوجة, والسبب هو حاجتها لرومانسية دائمة ومستمرة ولحب المغامرة وأسر القلوب, فهي تتحدى الذي تحب وتراه في أعماق نفسها خصماً يبارزها, رغبة في تجريدها من أسلحتها. إذا عاملتها بفظاظة وقسوة تخاصمك وتهددك بالابتعاد عنك نهائياً. تفضل العيش منفردة لأنها امرأة مستقلة مكتفية بزاتها, لتحافظ على كرامتها.  

المرأة الحمل من أقوى سيدات الأبراج وهي تستطيع أن تعتمد على نفسها بدون الرجل. لكنها لا تصمد كثيراً أمام العواطف الرومانسية ولا تحتمل الحياة بغير حب, فهي تحلم دائماً بذلك الفارس الكامن في خيالها وتبحث عنه في الموسيقى الهادئة أو عندما تسير تحت المطر, أو عندما تراقب تساقط العيش وحيدة إذا لم تجد فارس أحلامها. تفتح الباب وتضع المعطف, وتجر الكرسي وتقود السيارة وتؤدي بنفسها كل ما يخصها, دون الحاجة إلى أحد.  

مسكين يا قلبها ما يدري ،،إن الهوى سكين يجرح ولا يبري ،،وإن الوهم أحلى حقيقة في الخيال ،،وإن الحكي اللي تبيه أوهام ،،يا قلبها .. لا تنتظر. دور على غيره تبي تعرف بقلبي وش مكانك ؟؟! تبي تعرف وش اعمل كل ليلة؟؟!  

عزيز الدمع هليتّه عشانك.. وعزة النفس صارت لك ذليلة.. الرجل هو الذي يتقن ذلك الفن وهو الذي يربي المرأة على تعاملها مع الحياة  وايضا الفتاة هي التي تستطيع ان تبني الرجل لأن وراء كل رجل عظيم امرأة يمكن للأنثى أن تضعف أحياناً أن تبكي أن تحزن، لكن لا ينبغي عليها أن تنكسر أو أن تمس كرامتها بأذى، فعليها البقاء شامخة حتى لو عصفت الرياح بغير ما تشتهي، وأن يبقى كبرياؤها الأهم هي لا تسعى وراء الرجل إلا إذا بادلها نفس الشعور ولا توفر جهداً في جلب الحبيب الذي ترغب وهي تعرف بالضبط ماذا تريد –تريد الاستقرار والشعور بالأمان ،ولن تتوانى في ذرف الدموع والتحايل والشعور بالضعف أمام من تحب في سبيل الوصول لقلبه ولكن إذا خدعتها لن تتوانى في استخدام عواطفها وأحاسيسها للتخلي عنك . ومع أنها غيورة بطبعها إلا أن غيرتها معتدلة ولا تظهر هذه الصفة كمولودة برج العقرب ، إذا أحبتك خافت أن تفقدك ،ولن تثور إذا جاملت فتاة أو قبلت صديقة لها أمامك ، وهي امرأة عملية لا تعترف بالحب الأفلاطوني والمثالي بحاجة للعاطفة الواقعية الملموسة ، وهي تعتمد على حدسها وحواسها في اختيار شريكها وقلما تخطئ ولا تتراجع في صد الرجل الذي تراه غير مناسب لها .  

هذه المرأة بحاجة للحنان والحب والعاطفة ولديها ذوق رفيع في اختيار ملابسها وهندامها وزينتها ، لكنها لا تبالغ في وضع المساحيق والعطور وتفضل المجوهرات والمصاغ غالية الثمن وخاصة ما يوضع حول عنقها ورقبتها لأنها الأجزاء الحساسة في جسمها وتتوقع من الرجل أن يشتري لها أجمل الثياب والأحجار الكريمة لأنها تحب الترف والزينة والتمتع بالحياة أخيراً إن تزوجت من فتاة برج الثور فهنيئاً لك لأنك ستجدها الزوجة المثالية المخلصة التي تهتم ببيتها وزوجها وأولادها ، ستبث فيك أمل الحياة كلما ضاقت بك الدنيا وما عليك إلا أن توفر لها الحياة الكريمة والمستقبل الزاهر لتشعر معها بالأمان ، أغرقها في حبك تحبك ..  

لا تحب المرأة دوماً الاهتمام بكل شيء والتخطيط وأخذ المبادرة، بل ترغب في أن يبدأ الرجل باتخاذ المبادرة. وعلى الرغم من أنَّ المرأة لا تصرِّح بهذا الأمر، إلاَّ أنه من الضروري على الرجل أن يعلم بأنَّ المرأة تنتظره ليبادر،  

 كما تحب أن يفاجئها ببعض الهدايا، أو التخطيط لسهرة عشاء رومنسية، أو تمضية نهار العطلة خارج المنزل، أو السفر خارج البلاد لبضعة أيام. وتعتبر المرأة أنَّ الشريك الذي يأخذ المبادرة هو رجل يهتم بها ويرغب في تدليلها ويحب رعايتها.  

ما من امرأة لا تحب المفاجآت، فهي تحلم سراً بشريك يحاول القيام بجهدٍ كافٍ لإظهار إبداعه وإدهاشها، كلما أمكنه ذلك حتى لو كانت الهدية بسيطة، فليس من الضروري أن تكون الهدايا باهظة الثمن. فالمرأة ترغب في الشعور بأنها مميزة من وقتٍ لآخر.  

 لذا، على الشريك أن يبين لها مدى اهتمامه بها وحرصه على سعادتها من خلال التعبير عن مشاعره إن بطريقة مباشرة كلامية، أو بطريقة غير مباشرة من خلال الهدايا أو باقات الورد أو العطورات. وعندما تدرك المرأة أن هذا الشريك يقوم بجهد كبير لإظهار حبه واهتمامه، ستشعر بالسعادة، وستحاول مكافأته في وقتٍ قريب.  

من المعروف أن المرأة تملك حواسّ ستاً خصوصاً في ما يتعلق بالارتباط أو بعلاقتها بالشريك. فهي تلاحظ وتحلل دوماً كل التفاصيل الصغيرة، منها لغة جسد شريكها. فمن الممكن أن تدرك مدى التعاطف الذي يربطه بزميل ما لم تلتقِ به بعد.  

 وبمجرد أن تلاحظ شيئاً مريباً، يصبح الأمر مزعجاً بالنسبة إليها، وذلك عندما تلاحظ أن شريكها يمضي وقته في العمل بشكل أكثر من مدَّة تواجده معها. ما يثير لديها شكوكاً، ويجعلها مستاءةً جداً. سرّ لا يعرفه الرجال كافة، وهو أنَّ المرأة توافق على أن يمضي الرجل وقتاً مع أصدقائه الذكور بين فترة وأخرى كالخروج معاً أو مشاهدة المباريات الرياضية، وشرب الجعة أو ممارسة أنواع مختلفة من النشاطات. فهي تدرك جيداً أن شريكها، يحتاج إلى مساحة خاصة به، وأنه من المهم للغاية بالنسبة إليه تمضية بعض الوقت مع الأصدقاء كما كان يفعل قبل الارتباط بها. لكن تبرز مشكلة وحيدة، وهي عندما تشعر المرأة بنقص انتباه من شريكها، وتركيزه فقط على قضاء وقته مع أصدقائه.  

لا تعبِّر أي امرأة عن رغبتها بصوت عالٍ في أن يكنَّ لها أصدقاء شريكها بعض الاحترام والحب. فهي تعرف أهمية الأصدقاء بالنسبة إلى شريكها ومدى تأثره برأيهم. لذا، تحاول إظهار حبها لشريكها وإعطاء انطباع جيد وإيجابي عنه أمام أصدقائه.  

 وهذا الأمر يساعد في تفادي الخلافات والصراعات التي لا لزوم لها مع الأصدقاء أو العكس. كما أنَّ تعاطف أصدقائه تجاهها سيؤثر بشتى الطرق في مختلف قراراته، وبطبيعة الحال، سيكون هذا الأمر لصالحها.  

إذا أخبرت المرأة شريكها بأنها في حاجة إلى مساحة خاصة بها، أو لتمضية بعض الوقت بعيدة منه، فهذا لا يعني أنها تريد الانفصال عنه، وليس عليه الشعور بالتوتر والغضب، بل هي تحتاج إلى أن يتفهم شريكها وضعها.  

فالمرأة إن كانت صديقة أو زوجة ترغب في أن يعرف شريكها أن لديها أشياء كثيرة للقيام بها. لذا، فهي تعتبر أن عليه أن يدرك مدى حاجتها إلى هذه المساحة الخاصة.  

المرأة والرجل  

إن اللحظة التي يبدأ فيها حب الرجل للمرأة والعكس هي لحظة قد تلتقى فيها العيون لأول مرة أو تسمع الآذان صوت الأخر ينساب كالموسيقى أو يتلامس فيها جلد اليدين أو يشم فيه الأنف رائحة الأخر، إن هذه اللحظة نادرا ما يتذكرها المحبان لأن المهم هو الحب نفسه وليس بدايته الوقتية ،إن تلك النظرة أو السماع أو اللمسة أو الشمة هي بداية الشغف وهو الانشغال في التفكير في الحبيب وعندما تنشغل النفس بالحبيب فإنها تنسى كل أمر أخر سواه لأنها تتخيل في تلك اللحظات الحياة السعيدة بينهما في المستقبل القادم ولعل من طرائف بدايات الحب ما يقال –والله أعلم بحدوثه من عدمه  

حتى وإن كانت المرأة قوية وتستطيع تدبر أمورها وشؤونها بنفسها، فهذا لا يعني بالنسبة لها أن يكون الرجل هو الجانب الضعيف، فهي تحب الرجل الذي يعتمد عليه، الرجل القوي الذي يكون سنداً لها، فهي ترفض الرجل الضعيف المعتمد عليها  

وتمل دور القائد الذي يقوم بكل المهام الأساسية في الحياة، وعلى الرجل ألا يستمتع بالمرأة صاحبة دور القيادة حتى وإن حاولت هي ذلك، فمهما طال بها الزمن فإنها ستمل هذا الدور يوماً وستميل إلى الرجل القائد، وسيفقد هو احترامها ودوره في حياتها.  

الرجل الرومانسي والمحب  

المرأة حالمة بطبيعتها، وأكثر النساء يفكرن بعواطفهن أكثر من عقولهن، فنجد المرأة تبحث دائماً عن الحب والرومانسية في صفات شريك أحلامها، وتنظر إلى كل لفتات الحب والشوق الصادرة منه، وكلما زاد شعورها بحب زوجها، كانت الحياة أكثر استقراراً وسعادة بالنسبة لها، فهي تنتظر أن يتغزل بها ويمدحها ويعبّر عن حبه في جوانب عديدة، فالحب بلسم الحياة وكفيل باستمراريتها وإطفاء أي خلافات قائمة، وبمجرد أن تشعر المرأة بأنها مهملة وغير محبوبة فإنها تثور كبركان ملتهب.  

الرجل المخلص  

إن قضية الإخلاص في نظر المرأة قضية مصيرية ومحور أساسي لاستمرارية العلاقة مع الرجل، فهي ترفض الشريك أو المنافس لها على شريكها، فهي لا تنسى الخيانة أبداً وتبحث عن الرجل الذي يخلص لها مهما كانت الظروف، وهي بالمقابل تخلص حتى في أدق أمورها، وقد تعتبر تصرفات بسيطة خيانة حتى وإن لم تكن كذلك، وقد تغفر أي خطيئة للرجل إلا الخيانة، فهي الخط الأحمر الذي لا يغتفر، …  لو اكتشفت الخيانة يوماً فإنها تحول  

الحياة إلى جحيم يصعب إطفاؤه، غالباً ما تكون نهاية للحياة الزوجية الذي لا يدفع ثمنه إلا الأولاد، وعلى الرجل أن يخلص للمرأة كما يحب أن تخلص هي له، وألا يعتبر أنه رجل ومن حقه ما لا يحق لها، فمن طلب الإخلاص قدمه أولاً، والجرح الذي ستتركه خيانة الزوجة لزوجها سيكون أضعافاً عما إذا خان هو زوجته.  

الرجل الأنيق  

المرأة مخلوق يهتم بالمظاهر، وتحب الرجل الذي يهتم بمظهره ويبدي أناقته وذوقه الرفيع، فعليه أن يعلم أن المرأة ليست مثله، فالرجل يحب بعقله بينما تحب المرأة بقلبها وعينيها وأذنيها، وهي تعتبر اهتمامه بمظهره من ضمن الأمور التي تعبر عن شخصيته، بينما قد يهمل الرجل هذا الجانب من نفسه، إلا أن المرأة توليه اهتماماً كبيراً، وقد يعتبر بعضهن أن اهتمام الرجل بمظهره يجب أن يكون من باب تبادل اهتمامها هي بنفسها من أجله.  

الرجل المتسامح  

المرأة تكره الرجل الذي يحاسبها على أخطائها الماضية، وألا يكف عن التحدّث عن مساوئها، إن وجدت، وكأن ماضيه هو لا يعني أحداً، وأن لا حق لأحد في محاسبته عن ذلك، ومتى ركّز الرجل على هفوات وأخطاء (شريكته)، السابقة، واعتبرها مدخلاً لتقييم حياتها ومرتكزاً لمحاسبتها، وقيّم علاقته معها على أساس هذه الزاوية المظلمة دون سواها، يكون قد جعل فكره وعقله يغوصان في وحول مستنقع لن يكون الخروج منه بسهولة كما يتخيّل!،  وهو سيعيش واقعاً كئيباً وسيقتل الشك كل شيء جميل في حياتهما، فعلى الرجل أن يترفّع عن هذا الموقف.  

فالإنسان الذي لا يتعلّم من الحياة ويستفيد من تجاربها العامة لن يكون له سلاحٌ في المستقبل يرتكز عليه في مقاومة المصاعب والمشاكل التي تعترض طريقه.  

الرجل الصادق والواضح  

الكذب، الغموض والتصنع صفات تمقتها المرأة، وتتجنب صاحبها، فالمرأة تحب الرجل البسيط الواضح دون تكلف أو تمثيل، فهو يشعرها بأنه كتاب مفتوح لا يخفي عنها شيئا فتشعر معه بالأمان والاستقرار، فهو يغنيها عناء الاستكشاف والبحث خلفه، لتطمئن دون أن تفسر وتحسب كل نفس من أنفاسه، وعلى الرجل أن لا يستهويه دور الشريك الغامض فالمرأة تكره الغموض وتمل البحث.  

المرأة مخلوق عاطفي وهو محب لكلمات الحب والغزل اكثر من الرجل وهي بفطرتها تحب الكلمات الموزونة لاسيما ان كانت هي السبب من وراء نسج هذه الكلمات وكلما كانت الكلمات جميله تعلقت المرأة بصاحبها اكثر وهنا يتردد السؤال هل يعقل ان تحب المرأة شخصين او ثلاث ؟  

للعلم هناك صنفان من النساء المرأة البيتوتيه والتي لا تعرف عن الرجال شيء جالسه ابيت ابوها وننتظر نصيبها واذا تزوجت قنعت بيه وما تطلع تشوف الرجال ولا تقارنهم بزوجها ولا حتى تخالطهم او تكلمهم فهذي من المستحيل ان تحب غير زوجها لأنه الوحيد اللي شافته وما حطت عينه على غيره  

 اما المرأة التي تضطر للخروج وتحتك بالرجال قد تسمع من هذا وتنظر لهذا وتقارن بين اسلوب كل رجل وقد يتعرض لها شخصا ما بكلام منمق وهي بالأول والاخر امراه تعشق كل كلمه حب وعزل فهي تروحي انوثتها والمرأة بطبيعة الحال خلقت من ادم فهي بدون ادني شك تأخذ صفات ادم كلها فهي تحب كل ما يحبه ادم بدون فرق او تمييز والقلب كما هو معلوم متقلب كل يوم بحال لا يؤمن الشخص على نفسه منه المرأة قادرة على أن تعطي للعلاقة أكثر من الرجل بصورة مضاعفة . ولكنها تنتظر أن تجد رد فعل من طرف الرجل.  الحب، مجموعةٌ من المشاعر الإيجابية، يسعى أي شخصٍ إلى الاستمتاع بها في حياته بالحصول على حبيبٍ، يشاركه العمر كله، بحلوه ومره، وعندما يحظى بهذا الحبيب، يجتهد في إرضائه، ويغار عليه من «نسمة الهواء»، بل ويهتم بأدق التفاصيل في حياته مهما كانت صغيرة، ويفكر به طوال اليوم، ولدى اللقاء يقوم بتصرفات لطيفة تدل على مدى حبه.  

فالحب الحقيقي، هو ذلك المزيج المتجانس بين السعادة و الحزن، هو ذلك الخليط من المشاعر و الأحاسيس. لذا يجب على كل من رجل و مرأة، أن يعتبرا الحب بمثابة تبادل للمشاعر والأحاسيس،  مع ضرورة تواجد التفاهم و التقارب في الأفكار لبناء علاقة سليمة. فالمرأة تستقبل عبارة ” احبك” التي يقولها لها الرجل بأحاسيس جياشة مشبعة بالحب الصافي و النقي، على عكس آدم عندما يسمع نفس العبارة من قبل حواء يتناولها من الزاوية التي ترضي غرائزه، في الوقت الذي لا تقصد فيه حواء هذا المعنى يجب على الرجل ألا يجعل الحب فقط مجرد كلمة تتكرر باستمرار، يسهل عليه نطقها، في الوقت الذي يصعب عليه فهمها و الشعور بها.  

 إن المحب أو المحبة نتيجة الحب تحدث فيهما تغيرات فكل واحد منهما يحاول أن يغير من نفسه فإذا كان قذرا تنظف وإذا كان لصا تاب وإذا كان طماعا حاول أن يكون قنوعا وإذا كان جبانا تشجع وهكذا ،هذه النتيجة قد تكون هي الحادث إذا كان المحبان على خلق حسن وأما إذا كان المحبان على خلق سيئ فإنهما يحاولان تبديل الحسن فيهما إلى سيئ حتى ينال إعجاب الأخر فإذا كان الرجل حييا أصبح ماجنا وإذا كان صدوقا كذب الكذب المحرم وإذا كان أمينا خان  

*كاتب المقال

دكتور القانون العام

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

وثيقةُ إدانةٍ وكتابةٌ أخرى عن معاناةِ المرأة..فائقة قنفالي تسحبُنا إلى العتمة في روايتها الأولى

 

كتب: حافظ الشاعر

صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، الرواية الأولى للكاتبة التونسية فائقة قنفالي؛ حملت عنوان: “أتبعكِ إلى العتمة”. وقد تكون أوَّل رواية عربية تتناولُ – كموضوع أساس لها – ظاهرةَ تصفيحِ البنات في العالم العربي.

تُجرَح البنتُ في سنٍّ مبكِّرة في ركبتها أو فخذها سبعةَ جروحٍ صغيرة، تسبِقُها تعويذةٌ سحريةٌ، لتكون بمثابةِ قُفلٍ على فرجها، إذ لا يُمكن لأحدٍ أن يفُضَّ بكارةَ فتاةٍ مُصفَّحة حتى يوم زواجها. طقسٌ اجتماعيٌّ مسكوتٌ عنه في المجتمع التونسي، نتتبَّع أثاره النفسية في شخصيةِ “شمس”، التي يغيبُ صوتُها، وتذوبُ ملامحها في حكاياتِ الآخرين عنها؛ القابلة، الأخ، الكلب، الأب، وصديقة طفولتها، وصولًا إلى طبيبها النَّفسي في مصحة الأمراض العقلية. معاناةٌ لا تقلُّ عن كونها فاجعة في مجتمع ذكوريِّ يبرِّر الظاهرة باسم الشَّرف والعادات والتقاليد.

اختارتْ الكاتبةٌ طريقةً سرديَّة ذكِّية تعتمدُ على تناوب الأصوات، في غياب صوتِ الضَّحية، الذي لا يظهرُ إلَّا في آخر الرواية. أفكار سوداويَّة، مونولوج داخلي، ورسائل لا تصل إلى أحد. كلُّ ذلك، داخل نسقٍ سرديٍّ اتسعت فيه رقعةُ الدَّم، من جرحٍ صغيرٍ في الركبة، إلى آخر أكبر في الذاكرة.

“أتبعكِ إلى العتمة”، وثيقةُ إدانةٍ، وكتابةٌ أخرى عن معاناةِ المرأة، في علاقتها بجسدها والمجتمع، وقد أضاءت الكاتبة فائقة قنفالي بروايتها الأولى هذه، شيئًا من تلك العتمة!

أخيراً جاء الكتاب 104 في صفحات من القطع الوسط.

مقطع من الكتاب:

عزيزي الله،

أُعلِمُكَ أنّي توقَّفتُ اليوم عن حُبِّكَ نهائيَّاً.

ماذا كان يُكلِّفكَ لو أنّكَ كتبتَ لابنتي طريقاً آخر غير الموت؟! ماذا كنتُ سأُكلِّف الحياةَ لو أني تذوَّقتُ طَعْم النور مرَّةً واحدة؟!

هل تعتقد أن الحياة التي منحتَني إيَّاها تستحقُّ أن تُعاش بعد الآن؟ إن كنتَ تعتبر أنها هبة، وأنّه عليَّ أن أشعر بالامتنان لكَ فقط، لأنكَ وهبتَني إيَّاها، أُذكِّرُكَ أنّكَ لوَّنتَها بالأسود، وحكمتَ عليَّ بلعنة عشق الألوان!

حياتي التي بدأت برفض أُمِّي لي، وبرفض جسدي لي، وبرفض ابنتي لي، أنا الآن أرفضها، وأتخلَّى عنها نهائيَّاً، وبكامل إرادتي. فخُذْها بسلام، يا رحيم.

إذا كان يجب على أحد ما أن يموتَ، فلماذا ابنتي دون سواها؟!

منذُ زمن وأنا أفكِّر في هذا، لكنْ، هناك مَنْ يُنقذني، ابنتي كانت ستُنقذ روحي إلى الأبد، لكنكَ أخذتَها، ها أنا أسير معها.

قَدَري الذي بدأ بمشرط، ها أنا أُنهيه بمشرط. ابنتي تتهاوى، كما سقط أبناء كُثُر، لم يستطيعوا التَّمسُّك بي.

عن الكاتبة:

فائقة قنفالي؛ كاتبة تونسية مواليد 1986، في مدينة تالة بتونس، تعمل حاليًا أستاذة للفلسفة، وقد صدر لها مجموعة قصصية “الطيران بجناح آخر” 2015. تحصلت على عديد الجوائز الوطنية في القصّة القصيرة منها الجائزة الأولى لمعرض الكتاب الدولي بتونس سنة 2010.

 

 مصطفى منيغ يكتب من برشلونة عن :الحق مع قَوْمَةِ شَعْبِ العراق

الحَسَنُ قَارّ ، والأَحْسَنُ يَتَغَيَّر، لحالٍ يستقِر على قََرارٍ بمُقَرَّر ، يقع عليه الاختيار ، بما يليق من مَقرِّ ، يُعْرَضُ داخله على اختبار ، قبل طرحه كمعيار، يستحوذ على قِصار كبِعاد  النَّظر ، بوضع ثقتهم على مِحَكِّ التضامن الفعلي العملي باستمرار ، دون التوقف عند تدخل سلبي تبديه طوائف ، بخوضها عمليات انتقامية وخيمة العواقب دون اشعار الصغار ، بما تجره عليهم قبل غيرهم من أخطار ، مصممين على ارتكاب المزيد من أخظاء فادحة  ظانين أن  مصلحة ظروف آنية  تقتضي مجاراة مثل التطاحن الدموي العنيف المؤدي شراراته حتماً لاندلاع حرب  قد تطال الداخل كالجار  ، وهكذا ذواليك تتقدَّم بملايين الشعب العراقي الأعمار ، ولا أحد قادر أن يوقف مِن حولها الاعيب المواقف المجحفة أو يرغم المؤامرات الدنيئة أوالمراوغات الصبيانية أن تتغيَّر ، ليعود العراق لأقْوَمِ مسار ، متمرداً على وضعية انحدار ، صوب ختام يتجرَّد خلاله من بقية ما تبقَّى له من عزة ونخوة مََن كان طليعة الأمصار .

الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الحكومة للولايات المتحدة الأمريكية  العائد منها بانطباع أن الأخيرة لم تعد مهتمة بمصير دولة انهت عملية تدمير مقوماتها بالكامل ، وما على حكومتها الحالية إلاَّ تحمُّل مسؤولية الانهيار المُلَوَّح بمقدمه قريباً لتشتيت المُشَتت ،  إن لم يتدَخَّل الشعب العراقي اعتماداً على إرادته الذاتية ، بقَوْمَةِ سلمية يغربل أثناءه مَن معه قلباً وقالباً و مَن ضده  ، فالشروع في اقامة نظام حكمٍ يعتمد فرض العدل والمساواة بين الحميع في الحقوق والواجبات ، بوسائل يتقدَّمها الإنصاف ، ويحميها حب الوطن ، وتغطِّيها قدرة العراقيين الاحرار الشرفاء على الصمود مهما كانت التحديات ، ويحفظ انطلاقاتها الجديدة على محتلف الميادين التشبّث بمبادئ غير قابلة للتسييس الطائفي العِرْقِي الحزبي الرخيص،  أن لا قانون يعلو على قانون الشعب ، ولا كلمة مسموعة إلا كلمة الشعب ، ولا تشريع يتجاهل تشريع الشعب . ذاك حق ناطق بلسان وحدة لا مناص للشعب العراقي العظيم من تحقيقها وبسرعة ، إن اراد انقاذ نفسه ودولة وطنه من كارثة “يَمَنٍ” آخر أو مصيبة “سوريا” قبله أو فتنة “ليبيا” بعده ، وما الرحلات والتنقلات التي قام بها رئيس الحكومة العراقية مؤخراً ، أكانت لإيران أو غيرها، سوى تحركات لا طائل منها إلا الحضور الإعلامي لمجهودات تُبذل ومحاولات تُجْرَى قصد اطالة ابقاء حال التخاذل على ما هو عليه ليس إلا ، الصواب أن تتتبوأ نفس الحكومة دور تاطير ثورة الشعب العراقي ولمِّ شتاته ما استطاعت لذلك سبيلا ، لمواجهة المرحلة العصيبة انطلاقاً ممَّا ستفرزه الانتخابات الأمريكية فالتيقُّن من معرفة ادارة البيت الأبيض في اتجاهها الوارد حدوثه ، المعبأ بقرار، لا يفقد الجوهر، من عزم فحواه إتباع سياسة تنهي في المقام الأول التواجد الأمريكي في العراق ، ما دام الأخير وصل لأقصى ما شنَّت أمريكا الحرب التخريبية الرهيبة من أجله هناك .(للمقال صلة)

ما هو القارئ؟ مَنْ هو؟ ماذا يحدث له عندما يقرأ؟ القارئ الأخير” للأرجنتيني ريكاردو بيجليا عن المتوسّط”..ترجمه عن الإسبانية أحمد عبد اللطيف

 

كتب: حافظ الشاعر

صدر عن منشورات المتوسط – إيطاليا، كتاب “القارئ الأخير”، للنَّاقد والرِّوائي والقاصّ الأرجنتيني الشهير ريكاردو بيجليا، وبترجمة أحمد عبد اللطيف، عن الإسبانية.

ريكاردو بيجليا، الذي يُعدُّ واحداً من أهمِّ كتاب أمريكا اللاتينية، هو أيضاً أشهر من اشتغل في مجال النقد الثقافي والإبداعي وعلاقة الأدب بالتلقي، بل إن (مجلّة سوديتش زيتونج الألمانية) تعتبره: “من بين كُتّاب أمريكا اللاتينية كلّهم الذين نهضوا على أكتاف بورخيس الرائد، وأفضل مَنْ تمتّع برؤى مناخات الأدب العالمي وأراضيه”.

في هذا الكتاب يناقشُ بيجليا سؤالَ: ما هو القارئ؟ مَنْ هو؟ ماذا يحدث له عندما يقرأ؟

الأدب، بحسب بيجليا، يمنح اسمًا وحكايةً للقارئ. من دون كيخوتيه إلى هاملت، من بارتلبي إلى قارئ بورخس المخترَع، من إيما بوفاري إلى فيليب مارلو، نتصادف مع تنويعة لا نهائية من القرّاء: الرّائي، المريض، المُوسوَس، الميلانكولي، المترجم، الناقد، الكاتب، الفيلسوف، ولِمَ لا؟!: المؤلّف نفسه، بيجليا كـ بيجليا أو بيجليا كـ رينزي (الشخصية التي يتخفّى وراءها في أدبه).

ما هو القارئ؟ الإجابة “هو قصّة: مؤرّقة، فريدة، ودائماً مختلفة”.

من الكتاب:

.. «القارئ، مثل مَنْ يفكّ الشفرة، مثل المترجم، كان، في أحيان كثيرة، محض استعارة وأليجورية للمثقّف. فصورة مَنْ يقرأ تمثّل جزءًا من بنية صورة المثقّف بالمعنى الحديث. ليس كأديب فحسب، إنما كشخص يواجه العالم في علاقة تواسط مبدئية، في نوع محدّد من المعرفة. القراءة تتوظّف كنموذج عامّ لبنية المعنى. وتردُّد المثقّف يمثّل دومًا عدم اليقين في التأويل، في القراءات الكثيرة الممكنة للنّصّ.

ثمّة توتّر بين فعل القراءة وفعل السياسة. ثمّة تعارض ضمني بين القراءة والقرار، بين القراءة والحياة العملية. هذا التّوتّر بين القراءة والتجربة، بين القراءة والحياة، نجده شديد الحضور في الحكاية التي نحاول تشييدها. وأحيانًا كثيرة يكون ما قرأناه هو الفلتر الذي يسمح بمنح معنى للتجربة. القراءة هي مرآة التجربة، هي التي تُعرّفها، وتصيغها».

أخيراً، وليس آخراً، جاء الكتاب في 200 صفحة من القطع الوسط.

فهرس الكتاب:

مدخل……………………………….9

1. ما القارئ؟………………………17

2. قصّة حول كافكا…………………39

3. قرّاء متخيّلون……………………81

4. إرنيستو جيفارا، آثار القراءة…….109

5. كشّاف أنّا كارنينا……………….141

6. كيف صُنعت “عوليس”؟…………169

خاتمة………………………………195

عن الكاتب:

ريكاردو بيجليا؛ وُلد في أدروجيه في بوينوس آيرس (الأرجنتين) عام 1940. ويُعدّ أحد أهمّ كُتّاب أمريكا اللاتينية وأكبرهم في الثلث الأخير من القرن العشرين وبدايات هذا القرن. اشتهر كروائي وقاصّ ومنظّر أدبي، ورحل عن العالم في 2017.