قضايا ..الدكتور معراج احمد الندوي يكتب عن : المنهج القرآني للصحة النفسية

إن السعادة الفردية والاجتماعية التي هي الهدف الأسمى والغاية القصوى للحياة، لا تتحقق إلا بمراعاة الفرد مبادئ الصحة النفسية، والصحة النفسية هي وجود حالة من التعادل بين سائر القوى والدوافع الجسدية والنفسية والروحية ، وهوما يعبر الحد الوسط بين الأفراط والتفريط في أبعاد الإنسانية المختلفة.

الصحة النفسية علامة من علامات التقدم والتحضر وقبل ذلك مطلب ضروري من مطالب الحياة السعيدة سواء للفرد نفسه أو على مستوى الأسرة أو على مستوى المجتمع، فكلما تمتع المجتمع بصحة نفسية، كلما ترقى هذا المجتمع وترقى أفراده وزادت قدراتهم على العطاء وتقديم الخدمات التي بدورها تساعد على تطور ورقي المجتمع من النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

الصحة النفسية هي الحالة التي يشعر الإنسان فيها بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين ويكون قادراً على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته إلى أقصى حد ممكن ويكون قادراً على مواجهة مطالب الحياة وتكون شخصيته متكاملة سوية ويكون سلوكه عادياً بحيث ويعيش في سلامة وسلام.

إن الصحة النفسية من المنظور القرآني هي تفاعل متزن بين العوامل الاجتماعية والنفسية والتوجيهات الروحية التي تؤدي إلى مزيد من القدرة إلى الوصول للمعرفة والإدراك الصحيح ما يجري للإنسان وما يجري حوله.

ركز الإسلام كثيرا على النواحي النفسية والاجتماعية والإنسانية فجعل المسؤولية فيها مشتركة بين الأسرة والمجتمع والدولة. إن المنج القرآني يحرص على أن يكون الفرد متصالح مع ذاته من جهه ومع الآخرين من جهه أخرى، هذا فضلاً عن بث روح التفاؤل والإنخراط مع الآخرين دوماً في نواحي الحياة المختلفة مما يحقق للفرد حالة من الثقة الداخلية والتوازن والصحة النفسية.

إن غاية الإسلام في شموليتها وتكامكلها وانسانيتها تشكل الإطار العلم النظرية التربوية في الإسلام التي محورها في بناء شخصية الإنسان المتكلملة. فيقوم الإسلام على تربية الإنسان منهجاً تربوياً هادفاً يحقق التوازن بين الجانبين المادي والروحي في شخصية الإنسان مما يؤدى إلي تحقيق الشخصية السوية التي تتمتع بالصحة النفسية.

لقد اهتم الإسلام بتعليم الإنسان مجموعة من الخصال والعادات الضرورية لنضجه الانفعالي والاجتماعي ولنمو شخصيته ، ولإعداده لتحمل مسؤولياته في الحياة ، وللقيام بدوره في تقدم المجتمع وعمارة الأرض بحيوية وفعالية لكي تتحقق فيها الصحة النفسية.

اتخذ الإسلام في تربية للإنسان منهجا تربويا هادفا يحقق التوازن بين الجانبين الروحي والمادي في شخصية الإنسان مما يؤدي إلى تكوين الشخصية السوية التي تتمع بالصحة النفسية. يحقق المنهج القرآني أركان الصحة النفسية في بناء شخصية المسلم بتنمية الأوصاف الأساسية الآتية.

  • الإيمان: يؤكد الإسلام على ركيزة أساسية آلا وهي الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته. لقد قرر الإسلام أن يستمد الفرد من القرآن الكريم والسنه النبوية الشريفة كل ما يحقق له التوازن النفسي الداخلي وهذا ما يعرف بالصحة النفسية. إن الإيمان بالله تعالى يملأ النفس بالانشراح والرضا والسعادة.
  • التقــــوى: ويتضمن مفهوم التقوى أن يتوخى الإنسان دائماً في أعماله الحق والعدل والأمانة والصدق، وان يعامل الناس بالحسنى ، ويتجنب العدوان والظلم. ثم يتضمن مفهوم التقوى أن يؤدى الإنسان كل ما يوكل إليه من أعمال على أحسن وجه ، لأنه دائم التوجه إلى الله تعالى في كل ما يقوم به من أعمال ابتغاء مرضاته وثوابه. وهذا يدفع الإنسان دائماً إلى تحسين ذاته. فالتقوى من العوامل الرئيسية في نضوج الشخصية وتكاملها واتزانها، وفي بلوغ الكمال الإنساني وتحقيق السعادة والصحة النفسية .

  • العبــــــادة: إن القيام بالعبادات المختلفة من صلاة وصوم وزكاة وحج وإنما يعمل على تربية شخصية الإنسان وتزكية نفسه وتعليمه كثيراً من الخصال الحميدة المفيدة التي تعنيه على تحمل أعباء الحياة التي تساعد على تكوين الشخصية السوية التي تتمتع بالصحة النفسية. إن التقرب إلى الله تعالى بالعبادات يبعث في الإنسان الشعور بالسعادة والأمن النفسي ويمده بقوة روحية عظيمة.

  • الصبر: يقرر القرآن الكريم ضرورة أن يصبر الفرد على الإبتلاءات التي تواجهه على مدار مراحل حياته المختلفة وأن يوقن دوماً أن بعد العسر يسَر. إن الشخص الذي يقابل المصائب والمواقف العصيبة بصبر وثبات، إنما هو شخص سوي الشخصية يتمتع بقدر كبير من الصحة النفسية.

الإسلام منهج شامل للحياة ييسر للناس السعادة والسواء والصحة النفسية ويرشد إلى الطريق الأمثل لحقيق الذات ونموالشخصية وترقيها في مدارج الكمال الإنساني. يحرص الإسلام على تحقيق التوازن النفسي للشخصية المسلمة من خلال الدعوة إلى الإلتزام بتعاليم الإسلام مشيرا إلى أن الإلتزام بها يحصن الإنسان ضد الإصابة بالأمراض النفسية مثل القلق والإحباط والاكتئاب والتوتر. هكذا يقوم الإسلام على تربية الإنسان منهجاً تربوياً هادفاً يحقق التوازن بين الجانبين المادي والروحي في شخصية الإنسان مما يؤدى إلي تحقيق الشخصية السوية التي تتمتع بالصحة النفسية.

*كاتب المقال

جامعة عالية ،كولكاتا – الهند

ثقافاتٌ ورؤى ..تقدمها الأستاذة الدكتورة أحلام الحسن ..” أين الحقيقة “..” وادي طوى “..الحلقة/1

في سعيٍ جادٍ يشدّنا نحو معرفة الحقيقة سنسعى في هذه الحلقات لطرح بعض الإطروحات العقائدية والإجتماعية، العامة منها والخاصة، وذلك لإشباع فطرة الإنسان في طلب المعرفة لما هم مبهمٌ في أذهاننا، وفي حلقة هذا الإسبوع سنتطرق للحديث عن وادي طوى ذلك الوادي المقدس في الرسالات السماوية الإسلامية، واليهوية، والمسيحية، والذي له خاصية كبيرة عند الله جلّ جلاله، ولقد حظي النبي موسى عليه السلام بذكره في القرآن الكريم عدة مراتٍ شملت العديد من مرحلة نبويته والقصص العجيببة والآيات العظيمة والدلائل والمعاجز التي خصّت نبوته.
مولد النبي موسى عليه السلام :
ولد النبي موسى عليه السلام في مصر فهو مصري الولد والهوية وبذلك يشهد القرآن الكريم من خلال قصة فرعون مصر ورمي أمه له في النيل بعد أن وضعته في تابوتٍ خشبي وهو رضيع وذلك مما أوحاه الله لها فاستسلمت ﻷمر الله وبقية القصة لا تغيب عن القارئ الكريم، وما يهمنا في الموضوع هو موقع وادي طوى والقصة مذكورة في القرآن الكريم وفي التوراة وسفر الخروج .
وثمة أسئلةٍ تدور في أذهان الكثيرين من البشر
أين يقع وادي طوى؟
وأين يقع جبل الطور؟ وأين يقع جبل حوريب أو حوريث؟
وماهو عمود النار؟
وأين يقع الوادي المقدس؟
كلها اسئلة تحتاج للإجابة وللبحث عن الحقيقة لضمان سلامة الإجابة قدر الإمكان.
في الحقيقة التي لا يمكن تجاوزها أن الوادي المقدس هو وادي طوى الموجود في سيناء بمصر وبه جبل الطور أو جبل موسى نسبةً إلى نبي الله موسى عليه السلام وهو جبلٌ يبلغ ارتفاعه 2285 مترا .
وفي الآية االشريفة إشارة إلى قدسية ذلك الوادي ومكانته وهو المكان الذي اختاره الله لتكليم موسى ع وإنزال الوصايا العشر عليه بعد الوعد الذي واعده الله ومدته 40 يومًا من الصيام .
وكما أشارت الآيات الكريمة والأحداث السردية لقصة موسى عليه السلام وحقيقة تكليمه لله جلت قدرته بوادي طوى في البقعة المباركة من الشجرة بمصر، تشير بعض اﻷدعية لذلك بالتفصيل فعن الإمام زين العابدين علي ابن الحسين عليهما رضوان الله وسلامه وهم أهل العلم في الإسلام في دعاء السمات يصف لنا ذلك الحدث العظيم ويقسم على الله بعظمة تجلّيه تعالى فيقول في هذه الفقرة من الدعاء ( وأسألك اللهمّ بمجدك الذي كلمت به عبدك ورسولك موسى ابن عمران عليه السلام في المّقدسين، فوق إحساس الكروبيين، فوق غمائم النور، فوق تابوت الشهادة، في عمود النار، وفي طور سيناء، وفي جبل حوريث في الوادي المقدس في البقعة المباركة من جانب الطور اﻷيمن، من الشجرة وفي أرض مصر بتسع آياتٍ بينات) .
ولا يخفى على العاقل أن سيناء وذلك الوادي بالتحديد محطّ أنظار العالم لما له من اﻷهمية .

المصدر : القرآن الكريم
أدعيةالصحيفة السجادية

حسن بخيت يكتب عن  :  أين ذهبت أخلاقنا ؟

 

 

توقفت أمام السلوكيات المرفوضة التى طرأت على المجتمعات العربية والإسلامية ، وأصبحت ظواهر مجتمعية ثابتة ومقبولة لدى الجميع — ظواهر غريبة وحوادث  لايصدقها عقل – أجيال ضائعة ، وشباب تائه لا يعرف لنفسه هوية ولا هدف – أطفال أبرياء سقطوا في مستنقع الظروف الاقتصادية والاجتماعية للوالدين سواء كان السبب الفقر أو الانفصال أو الطلاق — حتى السلوك الأخلاقي لأبناءنا الصغار سواء في البيوت أو المدارس لم يسلم منه المجتمع في الأونة الأخيرة ، حوادث العنف والإنحلال التى تصيب بالفزع وتسلب الطمأنينة وتعكر المزاج العام ، لدرجة جعلت كل أسرة تتحسر على مستقبل أولادها وما أصابهم من انفلات أخلاقى، وسلوكيات غريبة وغير مألوفة لا في ديننا الإسلامي ، ولا في عاداتنا وعرفنا العربي ،، كل هذه الظواهر والسلوكيات جعلتني أتساءل : أيـــن ذهــــبت أخـــــلاقنا ؟

هذا السؤال يدور في خاطري دائمًا ولا أجد له إجابة بعد.. أين ذهبت أخلاقنا الحميدة؟ أين ذهبت تقاليدنا وعادتنا العربية  الجميلة ؟ وماذا حدث لمجتمعاتنا الاسلامية والعربية لكي تصل الى هذا المستوى المتدني والرديء من سوء الاخلاق، والذي يبشر بكارثة أخلاقية على مستوى عالمنا العربي والاسلامي؟!.

كنت منذ أيام في زيارة لأحد الأصدقاء ، وحكى لي أنه حزين أن يرى ابنه الشاب وهو يضيع منه، لقد كان يتمنى أن يرى فيه ملامح التربية التى تربى عليها هو وتربينا عليها نحن أيضا ، أيام كان الإبن يفتخر بتربية أبيه له، والابن ينحنى ويقبل يد الأب، ولا يجلس إلا إذا طلب منه أبوه الجلوس، ولا يحشر نفسه فى الكلام مع الكبار إلا إذا أخذ أبوه رأيه، أو سمح له بالحديث، وعندما يتحدث لا يمكن أن يرتفع صوته على صوت الأب أو الجلوس .

أتسائل :

من وراء تغير مجتمعاتنا العربية والإسلامية المعروفة بالأدب والإحترام والتسامح والتعاون وكل مكارم الأخلاق ؟

هل الدراما بنوعيها التليفزيوني والسينمائي وبرامج الفضائيات التى انتشرت بشكل مرعب ؟ ، وأصحابها الغير المؤهلين لينفثوا سمومهم من خلالها، لتتحول الى ابواق للسباب والعنف والمخدرات والدعارة ، ، فبات امرا طبيعيا ان تتحول العبارات الخارجة والقيم الا أخلاقية الى الشارع ، والى أبناءنا في البيوت وفي المدارس لتصبح من صفات لأجيال ضائعة ، فأصبح الممثل الفلاني ولاعب الكرة العلاني هما الاسطورة، وبات تاجر المخدرات والبلطجى والفاسد والجاهل محور الاهتمام – أو ربما يكون السبب أن التربية الأخلاقية داخل الأسرة انقلبت موازينها بسبب كثرة الطلاق والانفصال والمشاكل الأسرية ، وغياب الأب عن بيته سواء كان يلهث وراء الأموال أو لاهيا وراء نزواته وشهواته وسهراته على المقهى ،ولا أحد ينكر غياب الدور السلوكي والأخلاقي للمؤسسة التعليمية ، لدرجة أصبحت معظم المدارس تخرج أجيال بلا أخلاق ولا تعليم ..

 

السؤال الأخر : كيف نعيد للبيت العربي احترامه؟ في وقت أصبحت الظروف الاجتماعية التى نعيشها الآن لا توفر الوقت الكافى للأم لرعاية أولادها وتربيتهم تربية صحيحة لأنها تائهة بين بيتها ومباشرة عملها الذى أصبح مصدر إضافى لدخل البيت بجانب دخل زوجها .

الأمر خطير ، لكن الفرصة لا تزال سائحة أمامنا جميعا …

ولذا أوجه دعوة صريحة وواضحة إلى جميع المسئولين عن التربية والتعليم ، اجعلوا مادة الأخلاق علما قائما بذاته فى مناهج ومقررات التعليم فى جميع المدارس والجامعات ليتخرج فى هذا العلم المتخصصون الذين يستطيعون تعليم هذا العلم لابنائنا واجيالنا ، فعلم الاخلاق هو اول طريق الاصلاح فى حياتنا اليومية ، ولا يقل عن اى مادة علمية فى قيمتها ، لكى يخرج الطالب من محرابه الدراسي قادراً على تمييز الأفكار المنحرفة ، لتكون «التربية الأخلاقية» منظومة متكاملة من خلال معلِم متمكن مدرك لرسالته في بناء الإنسان المعتز بهويّته وتقاليده وإرثه التراثي، الفاعل في حاضره، والمتطلّع لمستقبل مشرق

( مراسيم) .. قصة قصيرة ..بقلم :الكاتب العراقي  جبار اسدخان

مرت عرباتها تمطر رائحة الريحان والحناء والنرجس ..اسرجت حصاني واسرعت مع الريح لاحقاً غبارها المسرع.تسآلت عن سر العطر المدفون تحت حوافر خيلها وما تحمله  تلك العربات..انها لصاحبة السرد الجميل وانيقة المفردات..اطبقت قدماي على جانبي بطن حصاني راجياً الالحاق ..تتساقط اراجيز وابيات من الشعر المعتق من بين ردفي هودجها الجميل ..كانت الريح تصد صدري كانها غير راغبة على وصولي اليها وارى الشمس تداعب اطراف الهودج ناشرة اشعتها الذهبية كاكليل من ورد متوج فوق هودجها ..احنيت ظهري وكانني احدث حصاني بضرورة الالحاق ..بالتوسل والرجاء ..رفعت راسي ..فجأة اختفى الهودج والعربات عن نظري..يميناً ..شمالاً ..لاشيء حتى غبارها الجميل رحل دون استئذان. أرخيت وفاق حصاني مانحاً فرصته الاخيرة بالارتياح لاشيء على الارض لا شيء في الطرقات..خجلت من حصاني ..ترجلت منه .جلست القرفصاء ووضعت راسي بين ركبتي لاكمال حلمي ..وانتظار موسم اخر لمرور الملكة وجيشها من المفردات المملوءة بالجمال والمعنى والعشق الحالم..

حافظ الشاعر وأسرة تحرير “الزمان المصرى ” يهنئون الأستاذة الدكتورة أحلام الحسن لإختيارها ضمن علماء منصة أربد

حافظ الشاعر 

رئيس مجلس الإدارة

مجدى وجيه حلمى

رئيس التحرير

وأسرة تحرير

“الزمان المصرى “

يهنئون

الأستاذة الدكتورة الشاعرة

أحلام الحسن 

رئيس القسم الثقافى

لإختيارها ضمن العلماء والبٌحاث العرب

لمنصة “أربد”

ويتمنون لها مزيدا من التقدم والرقى