الدكتور عادل عامر يكتب عن : الثقة بالنفس والغرور    

الفرق بين الثقة والغرور هو فرق في الجوهر فالشخص الذي يثق بنفسه لا يعنيه إعجاب الآخرين به، على النقيض من الشخص المغرور الذي يبذل كل جهده من أجل لفت انتباه الناس إليه، وقد يطلب ويستجدي منهم الإعجاب والاهتمام،  

 ويصل الفرد إلى الثقة بالنفس من خلال الإيمان بقدراته وإمكانياته ويكون منصفًا بحق نفسه ويراها بوضوح دون محاباة الثقة بالنفس هي أن يشعر الشخص بالراحة والطمأنينة والاعتزاز بالنفس، وقدرته على تحقيق ما يريد من الأهداف، وما يرد من حياته، مع احترام الذات وتقديرها، وكذلك رؤيته لذاته بأجمل صورة،  

ومن أهم المظاهر التي تظهر على الإنسان الذي يثق بنفسه هي شعوره بالطمأنينة، والسعادة، والتفاؤل، والإيجابية في جميع جوانب الحياة، وأن يستطيع أن يأخذ قراراته بسرعة فهو واثق من كل قراراته، ويستطيع أن يحل أي مشاكل تواجهه، ولديه مبادرة وقدرة عالية على القيادة، وقدرته على التحلي بالنجاح والعزيمة حتى يصل إلى ما يريد من أهداف. والغرور هو أن يحب الشخص نفسه بطريقة تفوق الحد الطبيعي، وهو أيضا شعوره بالعظمة،  

وتخيله أنه وصل للكمال، مما يجعل الشخص يتصرف تصرفات غير صحيحة، مثل أنه يحاول أن يشعر الأفراد الذين حوله أنهم ناقصون، وأنهم ليسوا في مكانته وأنهم أقل منه، وأنه لا أحد أعلى وأرقى منه، فلا يعود الغرور بالضرر إلا على من يمتلك هذه الصفة، مما يجعله غير محبوب وغير مرغوب في وجوده بين البشر، لأنه يشعر الذين حوله بأنهم أقل منه في المستوى، فيحصد نتيجة ذلك كراهية في قلوب الآخرين، ويعد الغرور مرض نفسي من أمراض العصر الحالي..  

أن يحب الإنسان نفسه ولكن بدرجة تصل إلى التعظيم، ويتخيل هذا الشخص أنه كامل ولا ينقصه أي شيء، ويحس أن جميع البشر لديهم نقص وأقل منه، وأنه يتفوق عليهم جميعاً في العديد من الأمور، لا يحصد المتكبر إلا كره الناس له لأنه عن طريق تكبره عليهم واستصغاره لهم من الطبيعي أن يكره الناس هذا المغرور.  

إن الثقة بالنفس تختلف اختلاف جذري عن الغرور ومن هذه الاختلافات:  

تعد الثقة بالنفس هي اعتزاز بها والشعور بالطمأنينة لهذه النفس، وشعور الشخص برضاه عنها، أما الغرور هو أن يشعر الفرد بالكمال والعظمة، وهذا شعور كاذب يؤلفه الشخص بداخله.  

تنبعث الثقة بالنفس من داخله بشكل طبيعي، فهي غير مصطنعة، ولكن الغرور يكون غير حقيقي، ويقوم الإنسان باصطناعه داخل النفس. الثقة بالنفس يقوم ببنائها الشخص، ويستطيع الوصول إليها تدريجياً مع تطوير النفس مع شعوره بالإنجاز والنجاح في جوانب الحياة المختلفة، أما الغرور فيكون بقرار الشخص فجأة أن يقوم بممارسة الدور أمام الآخرين.  

الثقة بالنفس تجعل الشخص متواضع غير متكبر على أحد، بعكس الغرور الذي يجعل الشخص يقارن نفسه بالغير، ويرى أنه الأفضل، وأحسن منهم.  

كلما زادت الثقة بالنفس كلما زاد قلب الشخص بالطمأنينة وشعوره بالسعادة وهي صفة محمودة، على عكس الغرور الذي كلما زاد جعلت الشخص متعجرفاً.  

الثقة بالنفس تعبر عن ما بداخل الشخصية من شعوره بالثقة دون أي كذب أو خداع، بعكس الغرور حيث أنها مشاعر مزيفة مختلطة يعاني منها الإنسان المغرور، فيحصد كره وعداوة الآخرين.  

الإنسان الواثق من نفسه يحصد الورد في جميع معاملاته، أما المغرور يحصد الشوك بسبب تكبره وغطرسته وعدم مساعدته للغير.  

الثقة بالنفس لا تعني التكبر أو التعالي على أحد، فهناك شعرة بين المغرور والواثق من نفسه لا يدركها إلا العاقل فعليه الحذر من أن يقع فيها.  

الواثق من نفسه يكون متواضعاً مع الآخرين، أما المغرور يكون متغطرس متعجرف.  

الواثق من نفسه لا يضع نفسه في موضع المقارنات، المغرور يضع نفسه في موضع مقارنات مع الآخرين ويرى أنه أعلى منهم والتي لا يراها البعض كذلك، إلا أنه يعمل بها.  

هو حبّ الإنسان لنفسه بطريقة تزيد عن الحدّ الطبيعي ، وهو شعور الشخص بالعظمة ، وتوهّمه بأنّه وصل إلى الكمال ، والذي ينتج عنه قيام الشخص بالعديد من التصرّفات غير الصحيحة كأن يُشعر الأشخاص من حوله بالنقص ، وبأنّهم أقلّ مكانةً منه ، وبأنّه أعلى وأرقى منهم ، ويتفوّق عليهم بالكثير من الأمور ، ولا يعود الغرور بالضرر إلّا على صاحبه فيصبح مكروهاً وغير مرغوب بوجوده بين الناس ؛ لأنّه أشعر الناس بدونيتهم وقلّة مستواهم فمن الطبيعي أن يحصد نتيجة ذلك كراهيةً في نفوس الآخرين ، ويعتبر الغرور مرضاً نفسيّاً في وقتنا المعاصر.  

 الثقة بالنفس والاعتزاز بها يختلف اختلافاً كلياً عن الغرور، ومن هذه الاختلافات بينهما :  

الثقة بالنفس : هي عبارة عن الاعتداد بالنفس والاطمئنان لهذه النفس وشعور الإنسان برضاه عن ذاته.  

 أمّا الغرور فهو شعور بالكمال والعظمة وهذه الشعور شعور متوّهم لدى صاحبه. الثقة بالنفس تنبعث من الشخص بشكل طبيعي وغير مصطنع ، أمّا الغرور فيكون غير حقيقي إنّما هو اصطناعي يصطنعه الشخص لنفسه. الثقة بالنفس يبنيها الإنسان ويصل إليها بالتدريج وتحصل مع تطوير النفس والقيام بالعديد من الإنجازات والنجاحات في مختلف جوانب الحياة ،  

  أمّا الغرور فيكون فجأة بأن يقرر الإنسان بممارسة هذا الدور على الآخرين. الثقة بالنفس تجعل من صاحبها إنساناً متواضعاً لا يتكبّر على الآخرين ، على عكس الغرور الذي يجعل صاحبه متكبّراً متعجرفاً على الآخرين. الثقة بالنفس تجعل صاحبها معتزاً بنفسه ولا يقارن نفسه بأحد، على عكس الغرور الذي يقارن نفسه بالآخرين ويرى بأنّه أفضل وأحسن وأرقى منهم.  

الثقة بالنفس كلما ازدادت لدى الشخص ملأت قلب صاحبها بالطمأنينة والشعور بالسعادة وهي محمودة كلّما زادت ، وهي تختلف عن الغرور ، والثقة بالنفس في حال زادت وصار صاحبها أكثر طمأنينةً وتواضعاً للآخرين تكون محمودة ، أمّا في حال أنّها إذا زادت قلبت صاحبها إلى متعجرف وإلى مغرور ومتكبر فهي من الأصل كانت غروراً ولم تكن ثقةً. يعبر الغرور عن مشاعر داخلية لدى الشخص تكون في الحقيقة مغايرة لما يظهر على حاله في الظاهر،  

 حيث يمثل ذلك ببساطة واجهة وقناع جيد لإخفاء الشعور بالخوف بأنه ليس جيداً بما فيه الكفاية في عيون الناس، وقد يسيطر عليه الشعور بأنه لا يستحق شيء ما في الحياة ولذا يقوم بالتصرف في صورة أنه الشخص الأكثر استحقاقاً على الدوام رغم معرفته أن الحقيقة غير ذلك، وهذا ما يدل على انعدام الأمان لديه بشكل عميق مما يدفعه للتمثيل وارتداء الأقنعة.  

تنبع الثقة بالنفس من الإنجازات التي حققها الشخص وقدرته على التغلب على التحديات، وتساعده على تحقيق المزيد من النجاحات دون التأثر بآراء الآخرين. على العكس، لا يرتبط الغرور بالنجاح والإنجاز، ولكنه قد يؤدي إلى الفشل. إذ يعيش الشخص المغرور في أوهام غير حقيقية ويبالغ في تقدير ذاته، لذلك لن يحاول تحقيق أي إنجاز في حياته، فقد يكون غروره هو بداية نهايته!  

قد تؤدي الأفكار السلبية التي تراودك أحيانًا إلى عدم رؤيتك لإنجازاتك، والتركيز على نِقَاط ضعفك فقط، وهو ما يؤدي إلى عدم تقدير الذات والشعور باليأس. لذلك حاول أن تتغلب على هذه الأفكار السلبية، يمكنك أن تحدد بعض الأهداف الصغيرة وتكتب إنجازاتك حتى تتذكرها دائمًا. حاول أيضًا الابتعاد عن الأشخاص المزعجين، ولا تسمح لأي شخص أن يشكك في قدراتك.  

*كاتب المقال

دكتور القانون العام والاقتصاد

عضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان

مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

مستشار وعضو مجلس الإدارة بالمعهد العربي الأوربي  للدراسات السياسية والاستراتيجية بفرنسا

مستشار الهيئة العليا للشؤون القانونية والاقتصادية بالاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية

مستشار تحكيم دولي         محكم دولي معتمد      خبير في جرائم امن المعلومات

نائب رئيس لجنة تقصي الحقائق بالمركز المصري الدولي  لحقوق الانسان والتنمية

نائب رئيس لجنة حقوق الانسان بالأمم المتحدة سابقا

عضو استشاري بالمركز الأعلى للتدريب واعداد القادة

عضو منظمة التجارة الأوروبية

عضو لجنة مكافحة الفساد بالمجلس الأعلى لحقوق الانسان

محاضر دولي في حقوق الانسان

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.