الدكتور عادل عامر يكتب عن :تزيف الوعي الاخواني لهدم مصر

(تزييف الوعي) بانتشار ثقافة المظاهر على حساب الحقائق فشاعت الفوضى وتنامت ثقافة السطحية والابتذال والا مبالاة مما صنع أجيالا هشة وذهنية قائمة على الشكليات والمظاهر وانتشرت مفاهيم التدين الشكل على حساب الدين الحقيقي ساعد على ترسيخها إعلام متطرف ممنهج موجه، وثقافة إرهاب محسوبة ومدعومة بالتسويق والانتشار في فضائيات تداعب العقول بالغث والرخيص من المفاهيم عن الذات والدولة والدين والاولويات والقدوات الملهمة.

لم تبادر الجموع الشعبية المنقادة بالمقارنة بين ملف “الحريات العامة” و”شعارات زائفة” يجري ترويجها على نطاق واسع، تتناقض صراحة مع ممارسات أصحابها، بدليل انتهاكاتهم الواضحة للقانون الدولي الإنساني على امتداد الإقليم، وعلى أطرافه (قصف المدنيين في أفغانستان. معتقلات أبو غريب. سجن القاعدة الأمريكية بمطار بغداد. معتقل قاعدة بإجرام الجوية في أفغانستان. السجون السرية الطائرة بين أوروبا والشرق الأوسط…”.

تفريط جموع شعبية في نعمة الوعي والإدراك السليم تبدَّى أيضًا في السير خلف رسائل سياسية إعلامية، تنتجها “آلة الكذب” المناهضة لأي اصطفاف عربي. لن أتوقف كثيرًا عند دور النظام القطري الذي خصص (بأوامر مباشرة) مليارات الدولارات طوال أكثر من 20 عامًا لتفكيك وتفتيت الرأي العام العربي، عبر خطاب متناقض (بين الواقع والتنظير) مع طبيعة النظام القطري نفسه على الصعيد الديمقراطي (لا انتخابات. لا تعددية حزبية. لا برلمان. لا محاسبة لمسئول رسمي، أو السماح لأي صوت سياسي يعارض حدثًا في الداخل القطري).

“البراءة السياسية” التي تعاملت بها جموع شعبية مع شبكة علاقات مثيرة للجدل بين عواصم غربية، وجماعات المصالح، وتنظيمات الإسلام السياسي في المنطقة العربية، تعكس وجهًا آخر لأزمة “الوعي الشعبي العربي”، وكيف أن هذه النظرة كان لها دور في فتح باب الفتنة، الذى تسربت منه محاولات (متواصلة) لاختطاف نصف دول المنطقة العربية، والتآمر على نصفها الآخر.

لم تحظ العلاقات بين الغرب وهذه الجماعات باهتمام كافٍ من الرأي العام العربي، الذي استسلم لشعارات فضفاضة، حاولت التمويه على تنسيق شامل يتم بين مؤسسات أمنية وسياسية غربية، مع قيادات هذه الجماعات والتنظيمات. لم يتوقف التنسيق عند المستوى القيادي، لكنّه انسحب لكوادر وعناصر، حتى إن الطلاب (من أبناء النافذين في هذه الجماعات العابرة للحدود) يحجزون مئات المقاعد الدراسية، سنويًا، في أرقى الجامعات والمعاهد الأوروبية الأمريكية، تمهيدًا للتخرج فيها، والالتحاق بفرص ميسرة هناك، قبل العودة لبلدانهم الأصلية بـ “مهام محددة”.

تتعدد أشكال رد الجميل التي قدمتها جماعات المصالح في المنطقة العربية، التي ترتبط بمشروع “الشرق الأوسط الكبير” لأصحاب الفضل عليهم، عبر شروعهم المبكر في تبني خطط خبيثة لتزييف الوعي الشعبي، سواء في اختصار الإسلام في منهج جماعات وميليشيات، أو المشاركة في عرقلة عمليات التنمية، وصيانة الموارد التي تتبناها حكومات وطنية، مع التشكك المستمر في كل فعل وطني-قومي يستهدف تعزيز الاصطفاف.

التسويق والترسيخ لعمليات تغييب الوعي (متعددة الألوان، والأشكال، والأساليب) ظهرا في تبديد الجهود، وقطع الطريق على الشعوب الراغبة في نصرة القضايا الوطنية-العروبية، التي من شأنها تحديد مصير المنطقة (دولًا، وشعوبًا). القرار الأمريكي حول القدس، دفع ثمن حالة الشرذمة الفلسطينية الداخلية، والاستسلام لعملية شق الصف الوطني، وتشويه منظمة التحرير الفلسطينية (الممثل الوحيد للشعب الشقيق في الداخل والشتات)، قبل أن يقول السلاح كلمته، عبر الانقلاب الذي نفذته حركة حماس في قطاع غزة (صيف 2007) بأموال قطرية-تركية، ودعم إيراني – إسرائيلي -غربي!

ظلّ الوعي الشعبي العربي (قبل تعرضه لهذه الهجمة الضارية، واستسلام قطاعات جماهيرية لها) حاضرًا بقوة حتى منتصف السبعينيات من القرن الماضي. كان النبض الشعبي يسبق الحكومات بخطوة متقدمة-ثابتة، وأحيانًا يتلاقى الجميع عند مساحات مشتركة (ظهرت نتائج التماسك بين الشعوب والقرار الرسمي خلال فترة المد القومي العربي، وطرد قوى الاحتلال من المنطقة، والانتصار المؤزر على إسرائيل في حرب أكتوبر 1973)، حينها كان هناك فهم لطبيعة الصراعات الدولية، والأطراف الفاعلة، والتعاطي معها بما يحافظ على مصالح الأوطان.

المثير للشفقة في تحركات الإخوان نحو استغلال الدم المصري، قدر الغباء الذى لا يفارق عقل الجماعة، لا في إرهابهم نجحوا، ولا في أكاذيبهم فلحوا، هم مجرد سحابة من الغبار تمر فوق رؤوس المصريين، ومع كل حادث أو إنجاز تثير بعض الضباب والعُكارة الذى يتعين علينا تصفيته، ليس خوفا على أهل مصر، فقد لفظناهم وأزحناهم ولن يعودوا مجددا لا إلى عقول المصريين ولا قلوبهم، ولا للسلطة وأروقتها، وإنما يتعين علينا ذلك استكمالا لطريق أهم، هو التعرية الكاملة لجرائم وفضائح وخيبات جماعة حسن البنا وأولاده وأحفاده، حتى يصبح ختم الخيانة ملتصقا بأجسادهم بدون فراق أو محو على مر التاريخ. المشكلة الحقيقية في هذه الخيمة التي تم صنعها من الأكاذيب والدعاوى المختلَقة ليست أنها تزيف واقع شعب، بل هي تصب في انقسام هذا الشعب،

 فناهيك عمن يقوم بخلق وترويج هذه الدعاوى والأكاذيب، فهؤلاء يسعون لقبض ثمن ولائهم، لكن تبقى المشكلة في هؤلاء الذين يصدقون هذه الدعاوى والأكاذيب، والذين يتبنونها بدافع من الجهل حيناً وبدافع من الغفلة حينا، بل بدافع من الإحساس بالوطنية، بل الخوف على الوطن فى أحيان كثيرة. لكن المشكلة أن هذا يخلق انقساما حادا في هذا الشعب، ثم يطلبون منا أن نكون «إيد واحدة»، كيف؟! لا أدرى. من بعد الثلاثين من يونيو وهذه الخيمة يتم نسجها يوماً بعد يوم بالمزيد من الأكاذيب والدعاوى المختلَقة،

بل إن الأسوأ أن الأمور وصلت إلى حد تلفيق الاتهامات الرسمية لمَن يتم اعتقالهم لمجرد الاشتباه، ثم يتم تبنى هذه الاتهامات بصفتها الحقيقة. نحن نعيش نتنفس الأكاذيب، وإذا كان بعضنا يدرك هذا فإن البعض الآخر لا يدركه ويصدق كل ما يُقال له.

يلعب الإعلام الدور الرئيسي في ذلك، لكن الأسوأ أن ينضم له البرلمان ليلعب نفس الدور ضد أي من أعضائه ممن تسول له نفسه الاختلاف أو الانتقاد أو يتصور أنه يمكنه أن يلعب الدور المنوط به، فيتم اضطهاده وملاحقته بكافة التهم.

والمشكلة الحقيقية هنا غير تقسيم المصريين هي تسييد أفكار خاطئة لدى الناس، وبدلا من نشر ثقافة الحقوق والحريات وتسييد ضرورة الخضوع للقانون والدستور، نجد أنفسنا نتبنى أفكاراً مشوهة بحجة مواجهة الإرهاب وكراهية الإخوان والدفاع عن الوطن المستهدف بالمؤامرات من الداخل والخارج.

السؤال المهم هنا هو: هل يستقيم الاعتماد على شعب يتم تزييف وعيه عمدا، وإلى متى، هل هناك تصور أنه من الممكن الاستمرار في هذا إلى الأبد، ولذلك نجد الآن كل هذه القنوات الجديدة والبرامج التي تهل علينا، والتي لا تفتح شاشاتها إلا لكل مَن يهاجم ويشوه، في نفس الوقت الذي تتم فيه ملاحقة أي معارض أو مختلف أو صاحب رأى حقيقي لا يتبنى التأييد والتطبيل. إلى متى يمكن أن تظل هذه الخيمة المنصوبة من الأكاذيب منصوبة؟

 لم تعد الأمور مقصورة على الصحف والقنوات التليفزيونية ببرامجها، ولم يعد الأمر مجرد توسع في الهيمنة على القنوات الخاصة بالأساس، بل إن الأمر تخطى ذلك إلى الاعتماد على الكتائب الإلكترونية التي تعمل على مواقع التواصل الاجتماعي كما اتضح أخيرا. لم تعد الدولة تبنى الإنسان المصري في مواجهة كتائب الإخوان، بل صارت تواجه كتائبهم بكتائبها، ولا عزاء للمواطن المصري.

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :  الكيانُ الصهيوني ينقبُ السدَ الأفريقي      

                            

يوماً بعد آخر تنهار الحصونُ الأفريقية القديمة، وتسقط القلاع التاريخية، وتهوي الجدران العريقة، وتبلى المفاهيم الأصيلة العتيقة، وينجح الإسرائيليون في اختراقِ الحواجزِ وتسلقِ الأسوار التي كانت يوماً عالية، ونقب السدود التي كانت قديماً منيعة، وتجاوز الحدود التي كانت حصينة، إذ باتوا يدخلون إلى البلدان التي كانت محرمة عليهم، ويتصافحون مع القادة والحكام الذين كانوا بعيدين عنهم، ويتعاونون مع الحكومات التي كانت تقاطعهم وترفض الاعتراف بهم، ويستثمرون في الأراضي الغنية والبلاد الواعدة والتربة السمراء التي كانت حلمهم ومنتهى آمالهم، ويشاركون في المشاريع القومية ويضعون الخطط الإنمائية مع الحكومات الوطنية، ويساهمون في استثمار خيرات البلاد النفطية والمائية، ويقاسمونهم الذهب والماس، ويشترون منهم بأثمانٍ بخسةٍ خام المعادن المشعة كالثوريوم والبلوتونيوم واليورانيوم.

وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي زار بعض العواصم الأفريقية، قد أعلن عن عزمه زيارة العديد من دول القارة الأفريقية، وزيادة الاهتمام بهم والمساهمة في حل مشاكلهم، وكان قد سبقه بالتنسيق لهذه الزيارات وتمتين العلاقات مع عواصم الدول الأفريقية، أفيغودور ليبرمان عندما كان وزيراً لخارجية الكيان، حيث عمد إلى تنظيم زياراتٍ كثيرة، سرية وعلنية إلى دولٍ أفريقية، شاركه فيها المئات من رجال الأعمال الإسرائيليين وآخرون من كبار الضباط الأمنيين والعسكريين المتقاعدين، ثم كلف ديوانه في وزارة الخارجية قبل تسلمه لوزارة الحرب بتكثيف التعاون مع الدول الأفريقية، ورعاية العلاقات الجديدة وتطويرها.

بكل حزنٍ وأسى نتلقى كل يومٍ أخباراً جديدةً وأنباءً مؤسفةً، عن زياراتٍ أفريقيةٍ إلى الكيان الصهيوني، وإنشاء علاقاتٍ دبلوماسية معه، وتوقيع اتفاقياتٍ عسكريةٍ واقتصادية وزراعية ومائية وعلمية، وفتح خطوط الملاحة الجوية وتبادل الزيارات الثنائية فيما بينهم.

ولعل آخر هذه الأخبار المحزنة كانت زيارة رئيس دولة ليبيريا جورج مانيه ويا إلى تل أبيب، الذي صرح مبتهجاً بزيارته وسعيداً بنتائجها، وهو يقف إلى جانب رئيس حكومة الكيان نتنياهو يوقعان معاً البروتوكولات المشتركة والاتفاقيات الثنائية، أن غيره من قادة القارة الأفريقية قد سبقوه، إلا أنه وبلاده سيستدركون ما فاتهم خلال العقود الماضية، وسيعوضون الشعبين عما خسروه جراء القطيعة بينهما، وقد أبدى الرئيس الليبيري أسفه لسنوات القطيعة وغياب العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، وأكد أن بلاده ستنافس غيرها من الدول الأفريقية التي سبقت بالزيارة واستعادت العلاقات الدبلوماسية، أو تلك التي حافظت على علاقاتها القديمة معه، واستثمرتها وحدها لصالح شعوبها وانتعاش اقتصادها ونهضة الحياة فيها.

إنها ليست ليبيريا فقط والتي لن تكون الأخيرة، إذ أن الطريق بين الكيان الصهيوني ودول القارة الأفريقية قد فتحت بالاتجاهين، وشرعت الأبواب التي كانت مغلقة، وفتحت الأجواء التي كانت ممنوعة، ونشطت خطوط الملاحة الجوية بين العواصم الأفريقية والكيان الصهيوني، التي باتت تقل مسؤولين ورجال أعمال، وخبراء أمنيين ومهتمين عسكريين.

وقد سبقت ذلك كله حملاتٌ إعلامية نشطة، مهدت الطريق أمام الدبلوماسية المتبادلة، وصورت الدول الأفريقية التي باشرت علاقاتها مع الكيان الصهيوني، أنها على أبواب مجدٍ وعظمةٍ، وقوةٍ ومنعة، وأن اقتصادها سينتعش، وتجارتها الخارجية ستزدهر، وإنتاجها الزراعي سيشهد ثورةً وانطلاقة، وستنجح الدول التي ستتعاون مع الكيان الصهيوني في تحسين أوضاع شعوبها، لجهة رفع مستوى التعليم، وتنظيم النسل والأسرة، ورفع مستوى الأعمار، وانخفاض نسبة الوفيات، والسيطرة على الأمراض والأوبئة، وزيادة الدخل الفردي، وتحسين الاقتصاد المحلي، وفتح أسواقٍ دولية جديدة، وغير ذلك مما تروج له الدعاية الصهيونية، وتمهد له وسائل الإعلام الإسرائيلية.

وكان الكنيست الإسرائيلي قد استضاف دفعةً واحدة وفي وقتٍ واحدٍ، قادة رواندا وأوغندا وغانا والكاميرون وتنزانيا وجزر سيشل وجنوب السودان، الذين اصطحبوا معهم عدداً من المسؤولين الأفارق المسلمين، الأمر الذي جعل الإسرائيليين ينتشون ويفرحون كثيراً بهذا الفتح الكبير الذي حظوا به، إذ شعروا بأن أفريقيا تفتح ذراعيها لهم، وتشرع أبوابها لزياراتهم واستثماراتهم.

ثم توالى القادة والزعماء، وهرول الرؤساء والمسؤولون، ففتحت تل أبيب لهم أبوابها، وبش رئيس حكومتها في وجوههم وأحسن استقبالهم، ووعدهم بأكثر مما يأملون، وبأفضل مما يتوقعون، وأعلن معهم أن كيانه شريكٌ لهم في محاربة الإرهاب، وأنه يعاني مما تعاني منه دول القارة الأفريقية، ويشكو من التطرف الذي تخشاه أفريقيا وتئن أمام صولاته المتكررة، ، حيث استقبلوا الرئيس التشادي المسلم ورؤوساء أوغندا وجنوب السودان وغيرهم.

وخلال جولات القادة الأفارقة على نصب المحرقة اليهودي “ياد فاشيم”، وأثناء زيارتهم لحائط البراق “المبكى” ودرب الآلام والأنفاق تحت المسجد الأقصى، ومدينة سلوان “داوود”، وعدهم رئيس حكومة الكيان ورئيس أركان حربه وقادة أجهزته الأمنية، أنهم سيضعون الأقمار الاصطناعية الإسرائيلية في خدمتهم، لمساعدتهم في الحرب على الإرهاب، الذي هو العدو المشترك لهم، وفي تحسين مستوى الزراعة عندهم والبحث والتنقيب عن خيرات بلادهم الجوفية ومصادر المياه فيها، فضلاً عن الاتفاقيات السرية والعلنية على فتح الأجواء الأفريقية، والأرض والبحر للتدريبات العسكرية الإسرائيلية.

لا نستطيع كما لا يحق لنا أن نلوم هذه الدول عندما تصدق الرواية الإسرائيلية، وتجري وراء الأحلام الصهيونية، وتمني نفسها وشعوبها بالاستقرار والازدهار، وبالغنى والثروة، وبالصحة والعافية، وبالتنظيم والإدارة، والسلم والأمن، فهذه الدول مرعوبة مما يحدث في بلادنا العربية، وخافة من الفوضى التي اجتاحته، والدماء الغزيرة التي سفكت فيه، والإرهاب الذي ملأه والعنف الذي سكنه، والتطرف الذي ساد فيه، ولهذا فهي تصدق الإسرائيليين الذين يعدونهم بالأمن والسلامة والأمان، وأنهم سيكونون لهم درءً يحميهم وسداً حصيناً يحول دون اجتياح تنظيم الدولة والقوى المتشددة والمتطرفة لبلادهم، إذ ستمدهم بالسلاح وستزودهم بالمعلومات، وستشاركهم في صد المجموعات الإرهابية ومحاربة التنظيمات المتطرفة.

قد لا نلوم قادة الدول الأفريقية ولا حكوماتها، رغم أن الكثير من سكانها من المسلمين، ممن والونا عمراً وأيدوا قضايانا سنين طويلة، ولكنهم يرون الدول العربية التي كانت تحرضهم على مقاطعة الكيان الصهيوني، وتمنعهم من إقامة علاقاتٍ دبلوماسية معهم، ها هي نفسها تتسابق وتتنافس في الاعتراف بالكيان، وبناء أوسع شبكة علاقات وأمتن التحالفات العسكرية معه، بل إن بعض الدول العربية التي تطبع علاقاتها بالكيان الصهيوني سراً وعلناً، تشجع الدول الأفريقية على تحسين علاقتها بإسرائيل والتعاون معها.

 

بيروت في 5/3/2019

محافظ المنوفية يستقبل السفير محمد العرابى وزير خارجية مصر الاسبق بمكتبه بالديوان العام

كتبت : آلاء سرور

استقبل اليوم اللواء سعيد عباس محافظ المنوفية السفير محمد العرابى وزير خارجية مصر الاسبق بمكتبه بالديوان العام ، بحضور سمير مهنى مدير إعلام وسط الدلتا ، وميرفت الشبراوى مدير مركز النيل للاعلام بشبين الكوم .

حيث رحب المحافظ بالسفير على ارض المنوفية ، مبديا سعادته بهذه الزيارة الكريمة للمشاركة في ندوة ” مصر وافريقيا الفرص والتحديات ” بقاعة المؤتمرات بالإدارة العامة لجامعة المنوفية بشبين الكوم .

وقد أكد محافظ المنوفية على أن تولى مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى لهذا العام عام 2019 يمثل قمة العمل الأفريقى المشترك والتى تقع فيه مسئولية كبيرة على مصر فى تنظيم العمل الأفريقى المشترك فى طرف اقليمى وقارى دقيق للقضاء على كل نزعات التطرف وموجات الإرهاب .

وقد أهدى محافظ المنوفية درع المحافظة للسفير محمد العرابى متمنيا النجاح والتوفيق الدائم له .

ومن جانبه وجه السفير محمد العرابى وزير خارجية مصر الاسبق الشكر لمحافظ المنوفية علي حسن الإستقبال ، معربا عن سعادته بزيارته لمحافظة المنوفية محافظة الزعماء والرؤساء.

بالصور ..«فرج» يواصل جولاته ويلتقى زملائه بـ «اليوم السابع» و«صوت الأمة»


متابعات: أحمد عرابى
واصل الزميل سعيد فرج رئيس تحرير جريدة الأحرار والمرشح على مقعد نقيب الصحفيين زيارته لصحيفتى «اليوم السابع» و«صوت الأمة»، والتقي خلالها بزملائه الصحفيين، وكان فى استقباله الزميل أكرم القصاص رئيس التحرير التنفيذي، والزميل عبد المنعم عبد الفتاح مدير التحرير.

وصافح «فرج» جميع الزملاء الذين التفوا حوله باعتباره من أصغر المرشحين سنا لمقعد النقيب، حيث اعربوا عن حبهم وتقديرهم لرئيس تحرير جريدة الأحرار، واشادوا ببرنامجه والذى يركز فيه العمل على الحفاظ على مهنة الصحافة، والتصدي للقوانين سيئة السمعة التى نالت ومازالت تنال من حرية الرأي، والوقوف بجوار الزملاء المحبوسين والمفصولين، بالإضافة لتوفير حياة كريمة للصحفيين.

جدير بالذكر إن الانتخابات سيتم اجراؤها يوم الجمعة 15 من مارس الجاري حال اكتمال النصاب القانوني من الاجتماع الثاني للجمعية العمومية للصحفيين بحضور ربع عدد الأعضاء، على أن يبدأ تسجيل الحضور من 10 صباحًا حتى 12 ظهرًا، والمد ساعة ثم ساعة أخرى، وذلك بالسرادق المُقام أمام مبنى النقابة، ويبدأ التصويت عقب اجتماع الجمعية العمومية في اللجان الموزعة داخل مبنى النقابة، ثم الفرز وإعلان النتيجة بالقاعة الكبرى بالدور الرابع.

الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام يكتب عن : ليه الناس بتتهرب من الضرايب؟!

 


سؤال مهم، ودائما ما أطرحه على طلابي في الجامعة قبل الدخول في تفاصيل وشرح هذا الموضوع.

فالضرائب التي تحصلها الدولة هي التي تستخدمها للإنفاق على التعليم والصحة والطرق ورعاية الفقراء والإسكان الاجتماعي…طيب والدولة هاتصرف على الحاجات دي منين اذا تهرب كل واحد منا من دفع ما عليه من ضرائب؟!

طبعا الدولة – اذا لم تكفي الضرايب اللي تم تحصيلها – مفيش قدامها غير انها تقترض، وده اللي بنسميه الدين العام، والقروض “هم بالليل ومذلة بالنهار”…ومفيش حد يفرح بتراكم الديون.

نرجع للسؤال، انته بتتهرب ليه؟! مش المفروض ان سيادتك بتستفيد من وجود الأمن والعدالة والجيش وحمايتك وحماية اهل بيتك وبتمشي على الطرق؟!…طالما بتستفيد من الحاجات دي يبقى تتفضل زي الشاطر تدفع اللي عليك للدولة.

ليه بتتهرب؟! طبعا الإجابة على السؤال ده بنشرحها في كتب، وعشرات الصفحات وطلابي عارفين كده، لكن احب ااقولك من الأول كده إنه – بوجه عام – كل دول العالم فيها ناس بتتهرب من الضرايب، لكن للأمانة برضو التهرب يعتبر ظاهرة في الدول المتخلفة، في حين إن قليلين اللي بيتهربوا من الضرايب في الدول المتقدمة زي اليابان وألمانيا…الخ؟! اه نقول اللي لينا واللي علينا.

ليه كده ياسيدي؟! ليه أغلب الناس في الدول المتخلفة -اللي زينا- بيتهربوا من الضرايب؟!

اولا: لان اغلب النشاط الاقتصادي عندنا هو نشاط غير رسمي، يعني بعيد عن رقابة الدولة، يعني نظام بير السلم، يعني بيسرق كهربا وبينتج ويقلد ماركات ويبيع ويكسب ولا الدولة تعرف عنه حاجة….
والنَّاس دول كتير في مصر؟! أه والله، حوالي من ٥٠ الى ٦٠ ٪؜ من اللي بيكسبوا في مصر بيشتغلوا في النشاط غير الرسمي، يعني لا بيدفعوا ضرائب ولا فيه رقابة عليهم، من عينة البياعين اللي في الشوارع ومصانع بير السلم…الخ.

ثانيا: الشعور بالظلم وعدم العدل، وسيادة الشعور ده، يعني المواطن يحس او يعتقد انه دايما الدولة حاطاه في دماغها وسايبه الأغنية، او ان فيه فساد واهدار مال عام ومسئولين عمالين يصرفوا ببذخ على سيارات وحفلات من مال الشعب، ساعتها المواطن بيفكر الف مرة انه يتهرب من الضرايب، هادفعها لظلمة ولا فاسدين، اللي يعوزه بيتك يحرم ….؟!

ثالثا: عدم شعور المواطن بأي تحسن في الخدمات والمرافق العامة، يعني المواطن في اليابان -مثلا- بيمشي على طرق زي الحرير ويدخل مستشفى مش عايز يخرج منه، او مدرسة تفرح وتشرح القلب، هوه هنا مش هايتردد انه يدفع الضرايب، لانها هاتعود عليه وبالتالي بيدفع ويستفيد، أما في الكوكب الاخر المتخلف، مفيش حاجات من دي..لا لا الطرق والمدارس والمستشفيات…حدث ولا حرج…يبقى ادفع ليه بقى؟!

ربعا: البيروقراطية والفساد الاداري وإثقال كاهل الناس، يعني مامور الضرايب عارف اني مش فاهم حاجة، وهوه كمان مش سالك، فيبدأ يتوهني في إجراءات وقوانين، وفِي الاخر يخرب بيتي او يضطرني اني أتهرب باي طريقة، يعني لو القوانين واضحة والإجراءات بسيطة ومفيش تعقيد ولا تسويد عيشة “هاتهرب ليه”؟!

خامسا: الممول دافع الضرايب برضو بيحس ان مفيش حد بيراعي ظروفه، وخاصة لما تكون الدنيا واقعة والاسعار مولعة، يعني لافيه بيع ولا شرا وفِي نفس الوقت الدنيا نار والمواد الخام نار وفاتح بيوت، وبعد كده يلاقي مامور الضرايب داخل عليه زي الملاك، ومصر انه ياخد حق الدولة؟! طيب راعي ظروفي علشان أواصل؟!

اذا يا حضرات التهرب الضريبي لا نختلف على انه جريمة يرتكبها الممول بحق الدولة، ولكن اذا شئنا حقا علاج هذه الظاهرة المدمرة، فلازم (زي الأطباء) ندخل مباشرة على أسبابها…طيب نعمل أيه؟! شوف يا سيدي:

١. تبسيط الإجراءات، ونعمل اللي بيسموه حكومة اليكترونية، وما نسيبشي اي فرصة للقاء مباشر (لقاء السحاب) بين مقدم الخدمة وبين متلقيها…وبالتالي نوفر الوقت والجهد والإجراءات والمال، وكمان نقفل باب الرشوة والفساد.

٢. نراعي ظروف الممول والظروف الاقتصادية باننا اما نقسط او نعفي جزئيا، علشان باب الرزق يفضل مفتوح، والنَّاس تواصل مع الدولة.

٣. مواصلة جهود توجيه الموارد (وخاصة ايرادات الضرايب) تجاه ما يخدم الناس من تطوير طرق ومستشفيات ومدارس، وساعتها الناس هاتحس ان فلوسها لا تهدر، بل تعود عليهم تاني…وبالتالي يقل التهرب.

٤. دولة القانون، ايوه دولة العدل والقانون لان الشعور بالظلم مدمر وقاتل وسبب للكثير من مصائبنا، زي ما بنشتغل على صاحب الورشة نشتغل على صاحب المصنع والمستورد، بل نراعي اكتر المستثمر الصغير علشان يكبر مش ندفنه ونقطع نفس أمه.

٥. التوعية ثم التوعية، لازم الناس تفهم وتعرف انها لازم برضو تعمل اللي عليها، وكله يشتغل لبناء الدولة، لو كل واحد فضل يفكر في نفسه مش هاتقوم ليها قومه، وبعدين هيه البلد مكونة من مين؟! أنا وحضرتك…فياريت كل واحد يبدأ بنفسه، ويصلح من نفسه، وان شاء الله تطلع لقدام.

٦. القوانين والإجراءات لازم تتوحد وتتبسط علشان المواطن ببساطة يعرف اللي له واللي عليه، مش يدخل في غابة قوانين تتوه بلد؟! المواطن في صفحة من كلمتين محتاج يعرف اللي له واللي عليه.

٧. الدولة ترشد الإنفاق، والكلام ده لازم يحس بيه المواطن، لما يشوف المسئولين قريبين منه، مش بعيد عنه، لما يشوف الوزير واقف معاه في الإشارة زي باقي خلق ربنا، مش يوقف له الطريق دون احترام لآدمية البشر، التصرفات غير الإنسانية دي بتحسس الناس انهم في نظر المسؤولين مش بشر، ومستني بعد كده يؤدي اللي عليه؟! وعايزاه يجي يا فوزية؟!

وأخيرا، كلمة السر في كل اللي فات هيه “في التعليم وفِي دولة القانون”،

دولة القانون هي سر الأسرار ومفتاح القرار، بيها نتقدم وفيها العدل والتنافس الشريف نحو خير بلدنا…الخ.
وبالتعليم الجيد الناس مش هاتستنى، الناس ها تعمل اللي عليها تجاه بلدها، وهانبدأ نشوف مواطن مثقف وفاهم، لا بيتف ولا بينف ولا بيبصق في الشارع، ولا بيرمي زبالة ولا بيجعر ولابيتفشخر ولا بيتفنن إنه يتهرب …الخ

“إنه التعليم ودولة القانون يا سادة”…وأي كلام تاني “للأسف” مضيعة للوقت…دمتم ودامت مصر بالف خير.