الدكتور عادل عامر يكتب عن:نزيف الأرواح في السكة الحديد

أن القطاع الحكومي في مصر ثبت فشله في التعامل مع السكك الحديد فلماذا لا يتجه القطاع الخاص للعمل على أن يتم فتح الباب إلى العديد من الشركات للاستثمار في السكك الحديد، ولكن كثرة شركات القطاع الخاص سيعمل على توفير الخدمة بسعر أقل وهو الأمر الذي يحدث دائماً كلما توافرت السلعة والخدمة بصورة كبيرة. أن آلية العمل قد تكون من خلال أن تملك تلك الشركات الأموال التي تحصل عليها على أن تعطي جزءا من سعر التذكرة للحكومة كمقابل لاستخدام الخطوط ومن ثم العمل على تجديد وتطوير السكك الحديد.

مجدداً، تعرضت مصر لكارثة جديدة ضمن ما تتعرض له شبكة النقل من وقت لآخر من كوارث أبرزها السكك الحديدية كوارث القطارات أصبحت بمثابة نزيف يحصد أرواح المصريين من وقت لآخر، ما دفع إلى استقالة ثلاثة وزراء للنقل خلال عقد كامل بسبب هذه الحوادث، وفي كل مرة تتم إحالة ملف كل حادث إلى التحقيق، دون أن تصدر توصيات تلزم الحكومة بمواجهة مسلسل كوارث شبكة السكك الحديدية بتطويرها عبر خطط مدروسة، ما يجعل الكارثة قابلة للتكرار بين حين وآخر، حتى إضافة خطوط السكك الحديدية الجديدة عبر المحافظات لا يتم إعطاؤها الاهتمام الكافي، على نحو ما حدث في خط السكة الحديد بين الفيوم والقاهرة، الذي تسبب عدم الاهتمام بتطويره بعد إحيائه

وعلى مدى عقد كامل كان القرار الحكومي الوحيد في الوزارات المتعاقبة، هو استقالة وزير النقل، هو العامل المشترك بين كل كارثة وأخرى، دون أن يكون للحكومات المتتالية طرح خطط بديلة لمواجهة نزيف شبكات النقل البرية والحديدية في البلاد، ما جعل مسلسل حصد أرواح المصريين متواصلا، لعدم التعاطي الرسمي بشكل كاف مع مثل هذه الحوادث، التي أصبحت تمثل ظاهرة بامتياز.

 ومع وقوع الثورة وظن المصريين بالحكومات التالية خيرا بأن تعمل على وضع استراتيجية متكاملة للنهوض بشبكات النقل، وتحديداً السكك الحديدية باعتبارها الأكثر عرضة للكوارث، فإن هذا لم يحدث، على الرغم من توفر العديد من الدراسات المتخصصة التي تطرح حلولاً ومعالجات فنية لتطوير ما هو قائم من شبكات النقل.

غير أن كل هذه الدراسات لم تلجأ إليها الحكومات التي جرى تشكيلها منذ الثورة، ما جعل نزيف أرواح المصريين متواصلاً، الأمر الذي تسبب في استقالة وزير النقل السابق على إثر كارثة قطار أسيوط، التي راح ضحيتها 51 تلميذاً إثر اصطدام القطار بحافلة مدرسية، كانوا يستقلونها متجهين إلى نزهة سرعان ما تحولت إلى مأتم في بيوت ذويهم.

وقبل أن يتم وزير النقل الحالي أسبوعه الثاني، كانت كارثة جديدة بحادثة قطار البدرشين، الأمر الذي دفع بسياسيين إلى عدم الاكتفاء بالمطالبة بإقالته، بل الإطاحة بالحكومة الحالية، محملين إياها عدم التعاطي مع الخطط القائمة لتطوير شبكة السكك الحديدية، وإغفال الاستفادة من الأخطاء السابقة، ما نتج عنه من وقوع العديد من الكوارث، نتيجة تكرار نفس الأخطاء. ضرورة تكاتف وزارات الحكومة الحالية بتطبيق الأطروحات الفنية التي تم إعدادها من جانب متخصصين في مراكز ومعاهد أكاديمية، لمواجهة ظاهرة نزيف الطرق المصرية سواء كانت برية أو حديدية، خاصة أنها تحصد قتلى بالمئات سنويات، فضلا عن آلاف الجرحى، ضرورة أن تكون هناك إرادة سياسية لتبني هذه الخطط لتلقى صدى التنفيذ على الأرض، بدلا من وجودها بالمراكز المتخصصة الواقع يؤكد أن السكك الحديد التي تنقل أكثر من نصف مليون مواطن يومياً، تعانى أمراضاً عديدة ، ومشكلات لا حصر لها وكل مسئول يأتينا بتبريرات لا تختلف عن سابقتها.. وكم من وزير سبق ورئيس هيئة جاء. وما زال لغم السكة الحديد يتفاقم يوماً بعد يوم. فالأمنيات كثيرة. والمواطن أصبح في حيرة بين وسيلة مواصلات آمنة كانت محببة إلى نفسه، بعد أن أصبح يخشاها، نتيجة كثرة أعطالها وحوادثها المتكررة وبين استغلال لا حد له من قبل وسائل النقل الأخرى. فكيف يتعامل المواطن المصري مع هذه المشكلة؟!

وبعد أن كانت السكة الحديد تحتل مرتبة متقدمة عالمياً منذ نشأتها قبل مائة عام، صارت الآن تحتل المرتبة 78 على مستوى العالم، وديونها وصلت لمليارات الجنيهات، بعد أن كانت رقم «2» بعد بريطانيا. ومع أن هذا القطاع يسهم بنصيب كبير في إيرادات انجلترا، إلا أنه في مصر يساهم بحجم ضئيل جداً لا يزيد على 2% من الناتج القومي وبحجم إيرادات لا يزيد علي 1.2 مليار جنية.

في أكتوبر 1997 في الإسكندرية وقع حادث اصطدام قطار بالقرب من الإسكندرية بإحدى المصدات الأسمنتية الضخمة، مما أدى إلى اندفاعها نحو المتواجدين بالقرب من المكان، وخروج القطار نحو إحدى الأسواق المزدحمة بالبائعين والمتجولين، مما أدى إلى مقتل 50 شخصًا، وإصابة أكثر من 80 مصابًا، ومعظم الضحايا ممن كانوا بالسوق أو اصطدمت بهم المصدة الإسمنتية، وأرجعت التحقيقات في وقتها ذلك إلى عبث أحد الركاب المخالفين في الركوب بفرامل الهواء بالقطار.

 إن مشاكل السكة الحديد تتفاقم وتزداد يوما بعد يوم، وعاما بعد عام، وقدر المسئولين الحاليين أنهم ورثوها ومطلوب منهم حلها:

أولاً، المشاكل وتتمثل في الديون والخسائر والقروض وفوائدها تصل إلى 100 مليار جنيه، وأكثر من 70 ألف موظف معظمهم عبء على المرفق، وإهلاكات سنوية نحو 650 مليون جنيه بسبب العمر الافتراضي، والسرقات نحو 250 مليون سنوياً، وحالة السكة (الجسر، البازلت، الفلنكات، القضبان) لا تصلح وتحتاج إلى صيانة شاملة أو تغيير كامل، بالإضافة إلى التعدي على أصول الهيئة من الأراضي، كما أن السكة الحديد تنقل 2% فقط من حجم النقل الجماعي وخدماتها سيئة، والإشارات تحتاج إلى تغيير وربطها بغرفة تحكم مركزي، وأيضاً تدهور حالة الكباري والأنفاق المملوكة للسكة الحديد، وأزمة المزلقانات والمعابر غير الشرعية، تلك هي المشكلات الأساسية.

ثانياً، الحلول، وهي: عاجلة، وعلى المدى الطويل.

أما العاجلة فتتمثل في مراجعة خطة التشغيل (1200 رحلة يومياً)، وتقليل عددها، وإلغاء بعضها لعدم جدواه الاقتصادية والاجتماعية، وهذا يحقق فوائد كثيرة، منها تقليل نفقات التشغيل والصيانة والإهلاكات وتوفير جرارات وعربات وعمالة فنية.

والتركيز على خطى القاهرة-الإسكندرية والقاهرة-أسوان وتدعيمهما بالجرارات والعربات والعمالة التي تم توفيرها من الخطوط الملغاة، وتوجيه الإنفاق في تطوير هذين الخطين من كهربة الإشارات وميكنة المزلقانات وتغيير وصيانة القضبان حتى تتحمل سرعة 220 كيلو في الساعة لأنهما الأكثر استخداماً وتعرضاً للمشاكل وأيضاً الأكثر ربحية، 80% من الإيرادات، مع تدريب وتأهيل العنصر البشرى، خاصة طوائف التشغيل، تشكيل مجلس لإدارة المرفق برئاسة وزير النقل يضم خبراء في هذا المجال وقيادات الصف الثاني في السكة الحديد. هذا التطوير يحتاج نحو 3 سنوات بتكلفة 20 ملياراً، وسوف يساهم في وقف خسائر السكة وحوادثها، بل ومع تنشيط نقل البضائع وربطها بالموانئ سيحقق 4 مليارات جنيه أرباحاً يُستفاد منها في تطوير الخطوط الأخرى تدريجياً.

تلك هي الحلول العاجلة، أما طويلة المدى فتتمثل في إنشاء سكة حديد جديدة خارج الكتلة السكنية في الصحراء، ونبدأ أيضاً بخطى الإسكندرية والصعيد والدخول في عالم القطار فائق السرعة (500 ك/الساعة) وأن يُطرح ذلك بنظام الاستثمار أو الشراكة مع القطاع الخاص بحيث تمتلك الدولة البنية الأساسية فقط، أما الوحدات المتحركة والتشغيل فيتولاه القطاع الخاص. هذه الرؤية لا مفر منها حتى نترك للأجيال المقبلة ثروة حقيقية،

 لأن إنشاء مرفق جديد للسكة الحديد في الصحراء سوف يخلق أيضاً مجتمعاً عمرانياً تنموياً جديداً، وبالتوازي مع ذلك يجب إعادة تشغيل مصانع الإنتاج الحربي لإنتاج القطارات، وهناك عروض من دول أوروبية للتصنيع وليس التجميع، ووقف الاعتماد على القروض والاستيراد في مشروعات السكة الحديد إذا كنا بالفعل جادين في إنهاء مشاكل السكة الحديد تماماً وبناء صناعة قوية تساهم في حل مشاكل البطالة وتحسن مستوى الخدمة وتنقذ أرواح الأبرياء من نزيف القضبان.

رؤية النهوض بالسكة الحديد تتضمن أيضاً مصادر التمويل وتوقيتات ومراحل التنفيذ، وفيها تفاصيل أخرى كثيرة، وهي موجودة في وزارة النقل نتمنى من رئيس الهيئة الاستفادة منها لأنها خلاصة فكر نخبة من كبار الخبراء المصريين المتطوعين وأصبحت ملكاً لمصر.

ومن أهم المشاكل والعراقيل التي تواجه السكة الحديد، إهمال منظومة الصيانة، وتهالك القطارات، وقلة الرقابة والتفتيش المستمر على حركة القطارات، وعدم التفكير في توسعات جديدة بإضافة خطوط جديدة أو مخارج إضافية لتستوعب زيادة عدد الركاب، إضافة إلى نقص العمالة الفنية الماهرة للمزلقانات

ومراقبي الأبراج والسائقين الملتزمين، وعدم الاهتمام بمنظومة العاملين ورواتبهم، وغياب تطبيق القانون بشكل رادع على قائدي القطارات الذين يقودون تحت تأثير الكحول والمخدرات، ناهيك عن الممارسات الخاطئة منها قطع الطرق واستغلال الباعة الجائلين بافتراش قضبان القطارات، مما يتطلب إصلاحاً حقيقياً لقطاع السكك الحديدية، وتطوير المزلقانات، وتنمية مهارات العنصر البشرى، للحد من الحوادث المتكررة، وحماية ملايين الأرواح يومياً ، فلابد وأن ً تكون هناك قيادات واعية لتنفيذ خطط التطوير والتحديث وما يحقق الاستقرار بلا عودة لنقطة الصفر ، ولابد من مشروع تطويري متكامل لعلاج الوضع القائم في السكة الحديد ما بين وزارة النقل ممثلة في هيئة السكة الحديد مع جميع المحافظين وإدارات المحليات بالتعاون مع أجهزة وزارة الداخلية لتأمين القطارات وإزالة التعديات على خطوط السكك الحديدية وإنارة المزلقانات واقامة مطبات صناعية قبلها،

واتخاذ جميع إجراءات الحماية والأمان للمزلقانات القانونية، كما أن هناك دوراً غائباً للمؤسسات الإعلامية وهو العمل على نزع السلبية عند المواطنين وإبراز الإيجابية في التعامل مع هذه الوسيلة الحيوية ، فهناك دولاً كثيرة تفوقت في مجال تطوير خدمات السكك الحديدية على رأسها اليابان، وكذلك الصين، وإنجلترا التي بدأت في الثمانينيات إعادة هيكلة السكة الحديد، واستغرق ذلك نحو ثماني سنوات، مبدياً أن نصف دخل السكة الحديد في ألمانيا يأتي من نقل الركاب، والبضائع، والنصف الآخر من النشاط التجاري الملحق بالمحطات، ومن ثم لا مانع من الاستفادة من هذه التجارب، وذلك بوضع حلول تتلاءم مع طبيعة المشاكل التي نواجهها.

وفي النهاية: لا أحد ينكر أن هناك مجهودا” يتم لتطوير سكك حديد مصر منذ سنوات، لكن أين يتم هذا المجهود؟ وأين تحدث عمليات التطوير سواء في القطارات أو المحطات؟ وهل تتم عمليات التطوير والتحديث في قطارات النوم والدرجة الأولي، أم في قطارات الدرجة العادية؟ ورغم إنفاق الملايين على تطوير سكك حديد مصر إلا أنها ما زالت تعاني من كل أشكال انهيار الخدمة والأهمال الشديد.

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن : مجلسُ حقوقِ الإنسانِ يدينُ حكومةَ الكيانِ  

                              

رغم أنها ليست المرة الأولى التي يدين فيها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومقره مدينة جنيف، الكيان الصهيوني وحكومته وجيشه، فقد سبق لهذا المجلس أن دان سلطات الاحتلال الإسرائيلي وكافة مؤسساته العسكرية والأمنية والقضائية والسياسية، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف اعتداءاته المتكررة على الشعب الفلسطيني الخاضع للاحتلال والمسؤول عنه أمام المجتمع الدولي باعتباره سلطة الاحتلال الفعلية، ومنعه من ممارسة القوة المفرطة ضدهم، وهي القوة التي تتسبب في وقوع حالات قتلٍ عديدة، وإصاباتٍ خطيرة وبعضها دائمة، فضلاً عن عمليات الاعتقال والمصادرة وفرض الحصار والتضييق على المواطنين الفلسطينيين، إلى جانب الجرائم التي يرتكبها مستوطنوه، وعمليات الإعدام الميدانية التي تتم في الشوارع العامة أو في السجون والمعتقلات بعيداً عن أعين القانون ومؤسسات القضاء.

وعلى الرغم من أن المجتمع الدولي لا يحرك ساكناً، ولا يلجأ إلى مؤسساته القانونية وهيئاته الدولية لمحاسبة الكيان الصهيوني على جرائمه المتكررة، ولا يجبر الحكومات الإسرائيلية على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، والالتزام بالقوانين الدولية المرعية الإجراء، الناظمة لحقوق الشعوب الخاضعة للاحتلال، إذ سبق لعشرات اللجان الدولية أن أجرت تحقيقاتٍ حول الجرائم الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلا أن الكيان الصهيوني يفلت من المساءلة والعقاب، ويجد دائماً من المجتمع الدولي من يسانده في ظلمه، ويؤيده في بغيه، وينصره في اعتداءاته، ويحول دون إدانته دولياً، أو محاسبته وفرض عقوباتٍ ضده.

إلا أننا على الرغم مما سبق، نقدر عالياً جهود مجلس حقوق الإنسان، ونشيد بمقررات لجنة التحقيق الدولية، ونرى أنها أنصفت الفلسطينيين وراعت حقوقهم، وأصغت السمع إلى مظلوميتهم، ورصدت ما تعرض له سكان قطاع غزة على مدى تسعة أشهرٍ منذ بدء مسيرات العودة وحتى انتهاء العام 2018، ونشكر المحققين الثلاثة الذين أبدوا شجاعةً وكانوا منصفين ومهنيين، ولم يخضعوا للضغوط الصهيونية، ولا للتهديدات الأمريكية، وأصروا على مواصلة تحقيقاتهم القانونية والإنسانية، وإصدار نتائج التحقيق والإعلان عنها بما فيها إدانة حكومة الكيان الصهيوني وجيشهم، غير عابئين بما ينتظرهم، وغير خائفين من تبعات قراراتهم على مستقبلهم الشخصي، وأدوارهم في مجلس حقوق الإنسان ومؤسسات الأمم المتحدة كافةً.

أثبت التقرير العديد من الجرائم الإسرائيلية، التي أصر على وصفها في أكثر من مكانٍ بأنها جرائم حرب دولية، وأنه لا يمكن السكوت عنها أو القبول بها، ودعا المجتمع الدولي إلى العلم بها واتخاذ اللازم تجاهها، وبذا يكون التقرير قد وضع الأساس للشعب الفلسطيني لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين ومحاكمتهم، وعلى الفلسطينيين والمهتمين بقضيتهم، والمختصين بالقانون الدولي والمحاكمات الجنائية، أن يستندوا إلى هذا التقرير وغيره، للبدء في أوسع حملة دولية قانونية لإدانة قادة الكيان الصهيوني ومحاكمتهم.

من صالحنا تماماً أن تقرر لجنةٌ أمميةٌ عريقةٌ لها صوتها وعندها مكانتها، ولها سمعتها الحسنة ومصداقيتها المهنية، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قتلت على مدى تسعة أشهر من مسيرة العودة 189 مدنياً فلسطينياً، وأن تصنف ما ارتكبته من فضائع بجرائم حرب، وأن تدعو إلى إحالة هذه الجرائم إلى محكمة الجنايات الدولية، إذ لا مبرر للقتل عموماً، كون المسيرات الشعبية كانت سلمية، ولم تكن تشكل خطراً على حياة جنودهم، فضلاً عن عدم وجود أي مبررٍ لقتل الأطفال والمسعفين والصحافيين، رغم أنهم كانوا يلبسون بزاتهم الرسمية، ويضعون إشاراتهم المهنية، ورغم ذلك فقد طالهم رصاص القناصة الإسرائيليين عن قصدٍ وعمدٍ، وهو الأمر الذي أثبته تقرير لجنة التحقيق، التي أكدت في تقريرها أن نية القتل لدى جنود الاحتلال كانت مُبَيَّتَة ومتفق عليها، وكان الجنود ينفذون جريمتهم بفرحٍ وسعادة، وكانوا يتلقون تنويهاً من قيادتهم، وينالون تقديراً وإشادة منهم.

ربما يستخف البعض بمقررات لجان التحقيق الدولية، ويرى أنها غير ذات جدوى، وأنها لم تنفع قديماً حتى تنفع اليوم، حيث أن الكيان الصهيوني لا يلتزم بها ولا يعيرها اهتماماً، فلماذا نشغل أنفسنا بها ونوهم شعبنا بقيمتها وأثرها، وهي في الحقيقة ليست أكثر من ذرٍ للرماد في العيون، ومحاولة لتخدير الشعب الفلسطيني وبيعه الوهم والسراب، ويحذر هذا الفريق من خطأ تسويق قرارات هذه اللجان على أنها انتصار، ويخشى من مغبة تسويقها على الشعب الفلسطيني، الذي يستحق أكثر من القرارات، ويتوقع ما هو أكثر جديةً من الادانة والاستنكار، ولهذا يطالب بآلية دولية حقيقية وفاعلة، تقتص لهم من عدوهم، وتعيد الحق المغتصب إليهم.

قد يكون هذا الفريق على حقٍ نسبياً، إذ لا نستطيع أن نهمل رأيهم، والتاريخ شاهدٌ على ما يقولون، وسجلات الأمم المتحدة ولجانها تؤكد دعواهم وتؤيد رأيهم، ورغم ذلك فإننا نقول أننا في معركتنا المصيرية مع العدو الصهيوني في حاجةٍ إلى كل سلاحٍ، ونبحث عن كل من يساهم معنا في المعركة ويقاتل إلى جانبنا في الميدان، ويناصرنا في حقوقنا المشروعة بالكلمة واللسان، كما بالقوة والسلاح، وما قد لا يؤثر على العدو في منطقتنا اليوم قد يؤثر عليه في أماكن أخرى اليوم وغداً، إذ أن العديد من الدول الغربية وغيرها، التي تستضيف هذه المؤسسات وترعاها، وتنتظم فيها وتعترف بها، تسهل مهامها وتصغي إليها وتحترم قراراتها، وتبني عليها أحياناً مواقفها وسياساتها، خاصةً في ظل تنامى دعوات المقاطعة الدولية للكيان الصهيوني.

نحن الفلسطينيين الذين رحبنا بلجنة حقوق الإنسان التي كلفت بالتحقيق، نرحب بمختلف اللجان الأخرى، ونبدي استعدادنا التام للتعاون معهم، وتقديم كل التسهيلات الممكنة لهم، ذلك أننا على الحق، وعدونا على الباطل، ونحن مطمئنون إلى قضيتنا، وصادقون مع أنفسنا، وواضحون مع غيرنا، ونعتقد جازمين أن أي لجنةٍ دولية تنظر في قضايانا، وتحقق في الاعتداءات علينا، ستخلص إلى ذات النتيجة، وستصدر قراراتها بإدانة العقاب الجماعي، واستنكار الحصار الظالم، وستدين الاحتلال على كل جرائمه بالقتل والاعتقال والتعذيب والطرد والإبعاد والمصادرة، ولهذا فإننا نرحب بهذه اللجان ولا نخشى على موقفنا من نتائج تحقيقاتها.

بيروت في 1/3/2019

 مصطفى منيغ يكتب من تطوان عن :سوق “البَشير” قَلَّ فيه الحمير

أَدْرَكَ السطحَ ما كان محبوساًً ردحا من الزمان ، مفجراً (في19ديسمبر2018) الأمل المُفَرِّغ القرار المشحون برغبة الانعتاق من سياسة مفعولها الآني ألعن ممَّا سيق في شوارع السودان ، ليُصبِحَ ثورة مباركة على الفساد وقلة الحياء وكل مواصفات الطغيان ،ولا مناص بعد الآن، من شِيَمِ شجاعة الفرسان ، وصولا لنجاعة التفرد في الميدان ، بكثرة جماهيرية تخيف بل تزرع في الفريق الظالم الشعور بالخذلان ، إذ ما سقط الشعب الموحَّد يوما حيال قلَّة رئيسها جبان . إن صمَّم هذا الشعب على التخلص من وباء .. ابتدع الدواء.. ليرشه في الهواء .. كلمات صاعقات لا يَقْوَى على سماع مبتغاها مَنْ لا يُفرِّقُ بين سيكون وكان ، يكفي العقود الثلاث لينهج بهذا الوطن ، ما يقيه من سموم الحرمان ، ويبقيه كما أوصى السلف الصالح منارة حق ولكل الخيرات أكبر خزان ، “البشير”.. مهما عمَّر سوقه بالحمير.. واتَّخذهم لنفسه حماية وما اكتنزه نفوذا مستخلصا من عرقهم وهم النكساء لا يهمهم سوي التمسك براتب المرتزقة المقذوف إليهم فُتاتا بعد كل عملية يقومون بها خارج المشروعية والقانون وما تنص عليه حقوق الإنسان ، كتسخير وسائل التأخير لها ارتباط يومي بأساسيات العيش ولو في الأدنى لتجويع الفقراء الشرفاء الرافضين الانبطاح وبيع ضمائرهم بأبخس أو أغلى الأثمان ، وقتلهم الأبرياء لتمكين المستبد من حكم تجاوز حدود الممكن في التدبير الرسمي العمومي واللاممكن مهما كان لأي مجال مكان ، حتماً سيدفع هذا الحاكم الذي لا يحترم حتى نفسه المقابل الخيالي واقعا يشهد عليه الملأ العالمي غاليا مُوَرِّثاً في كلياته أو جزئياته حتى القريةَ “حوش بانقا” التي وُلِدَ فيها العار الموزع على أتباعه مهما كانوا وبالمجان .
… معدوم من إحساس الأبوة رغم زواجه مرنين لعقمه ، لذا لا يتأثر إن أمر عساكره ملأ صدور الأطفال بالغازات المسيلة للدموع القاتلة أحيانا بالاختناق ، لو كان أبا لخفت مغامراته في الموضوع ، مُعقدا صار يتألم لرؤية أطفال غيره ، مما يجعله منحازاً (بوازع الإجرام ) لذاك الفرعون الآمر بذبح أي طفل بكر اتقاء رؤية أقْنَعَتْهُ أنَّ احدهم سينزله عن عرشه . وهنا نسأل : ما الفائدة في إرسال شباب عسكر السودان ، ووضعهم تحت إمرة “ابن سلمان”، لقتل المسلمين في اليمن ؟؟؟.
لا تقل با بشير ، أن قيامك بهذا مرده الامتثال للتضامن العربي والدفاع الواجب عن مصالح العرب العليا وأشياء من مثل التفاهات التي تجاوزها العقل العربي بمراحل . أهذا هو الإسلام الذي تتشدق به لإطالة عمر حكمك ، للأسف بك وبأمثالك أعدتم الإسلام إلى عهود ما قبل الجاهلية وبخاصة في شبه الجزيرة العربية . إن الإسلام دين تسامح وإخاء ورحمة وسلام . لكنك تعلم علم اليقين أن تعاليم الإسلام الحقيقية تمنعك منعا باتا تاما مطلقا من قيادتك دولة السودان  ، بل كل الديانات السماوية اليهودية كالمسيحية تحرّم عليك ذلك وما أكثرها وأخطرها تلك الأدلة المعززة بالصور وشهادات المتخصصين قد نعمل على نشرها مستقبلا كخدام للسلام العالمي .
*كاتب المقال
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة  الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام يكتب عن :من أمن العقاب أساء الأدب..حتى مع الفقراء!!

كتبت هذا البوست ليس للرد على من لا يستحقون الرد من سواقط المجتمع، ولكن لوضع النقاط على الحروف، وليرتدع كل من تسول له نفسه الاقتراب من شرفاء مصر وفقرائها…

للتوضيح، حذاء الفلاح والعامل والفقير أشرف من رقاب اللصوص ومحدثي النعمة ومن يعيثون في الارض فسادا وإفسادا.

تصرفات كهذه التي بدأنا في معايشتها ورؤيتها من خلع وتسفيه وإهانة لأصحاب الحجاب، او سب للفقراء أو تنمر….الخ، لا تصدر الا عن نواقص وفشله وبيوت خربة وعفنة، لم يعرف الحلال لها طريقا…

الفقير المطحون هو من يقدم ابنه قربان في سيناء، في حين يتبارى اللصوص اما لإعفاء ابنائهم او لتكون خدمتهم في النوادي…مش كده ولا أيه؟!

الفلاح والفقير هو من يزرع ويعمل ليل نهار وكما نقول بلغة الاقتصاد هو من ينتج ناتج حقيقي أما من يسبونه ففي الغالب من عينة الثلاث ورقات (الا من رحم ربي طبعا).

الفقير هو من اذا غاب فاحت رائحتكم العفنة والنتنة…لنتخيل غياب عامل النظافة عن حي لمدة أسبوع؟! أما اذا غبتم أنتم فسيتطهر الوطن منكم.

الفقير في الغالب هو من قدم لمصر الطبيب والمهندس والمحامي والجندي والضابط
الفقير في حقيقة الأمر هو الذي بدعائه يحفظ الله هذا البلد…اما محدثي النعمة فَلَو انحصرت فيهم مصر لأحرقها الله فوق رؤسهم.

أتمنى ان تصل الرسالة لكل من يهمه الأمر وأن توضع النقاط فوق الحروف، لذا لابد من التحرك السريع لردع كل من تسول له نفسه مجرد الاقتراب من فلاح او عامل أو فقير…فمن أمن العقاب أساء الأدب…دمتم بالف خير.

حبس 6 متهمين على ذمة التحقيقات في حادث قطار محطة مصر

أعلنت جريدة “الشروق” المصرية، أن الحادث الكارثي في محطة مصر يوم الأربعاء الماضي تسبب فيه 3 قاطرات وقطار، خاصة وأن القاطرة رقم 2302 تسببت في زيادة الخسائر.

وأكدت مصادر للجريدة أن هناك 3 قاطرات متضررة، فضلا عن قطار الإسكندرية رقم 911، الذي تم استبداله بعد ذلك بالقطار رقم 89.

وأشارت الصحيفة أن النائب العام المصري ذكر في بيانه الأول، أن الحادث اندلع إثر حريق بمحطة مصر نتيجة تصادم الجرار رقم 2310 مرتكب الحادثة، وأنه في أثناء سيره متجها إلى مكان التخزين تقابل مع الجرار رقم 2305، في أثناء دورانه على خط مجاور عكس الاتجاه، مما أدى إلى تشابكهما، وحال ذلك دون استمرار سير الجرار مرتكب الحادث، فترك قائد الجرار الأول كابينة القيادة دون أن يتخذ إجراءات إيقاف محرك الجرار، وتوجه لمعاتبة زميله الذى قام بالعودة للخلف، لفك التشابك، مما أدى إلى تحرك الجرار مرتكب الحادث دون قائده وانطلاقه بسرعة.

ولم يتطرق البيان الثاني للنائب العام في 28 فبراير الماضي، إلى قائد الجرار 2310، حيث ذكر البيان أنه تم حبس 6 متهمين على ذمة التحقيقات في حادث قطار محطة مصر، وهم: “سائق الجرار 2305 ومساعده، وعامل المناورة لذات الجرار، وسائق الجرار 2302، وعامل المناورة لذات الجرار، وأيضا العامل المختص بتحويلة الخطوط” لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

وأكدت المصادر أنه وفقا للمعاينات وبيان النائب العام الأول تبين أن الجرار رقم 2310 هو مرتكب الحادثة، موضحة أن القطار رقم 2302 كان من المقرر أن يقوم بسحب القطار رقم 911 المتجه إلى الإسكندرية وقت وقوع الحادث إلا أنه تأخر عن إنقاذ قطار الإسكندرية الموجود على الرصيف المجاور للحادث، مما أدى إلى وقوع الحادث.

ونشب حريق هائل داخل محطة مصر صباح الأربعاء، إثر اصطدام قطار بالصدادة الحديدية الموجودة على رصيف 6 ما أدى لخروجه عن القضبان، وأسفر عن مقتل 22 شخصا وإصابة 43 آخرين.

المصدر: الشروق