الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :الفلسطينيون بين الحاجات الإنسانية والحقوق السياسية

لا نستخف بالحاجات الإنسانية والضرورات الحياتية الكبيرة للشعب الفلسطيني كله في الوطن والشتات، في المدن والمخيمات والتجمعات، شأنه شأن بقية شعوب العالم، فهو في أمس الحاجة إلى المساعدات المالية والمعونات المادية للنهوض بشؤونه، وتسيير حياته، وتغطية احتياجاته، وتمكينه من الصمود والثبات، ومساعدته في التحدي والبقاء، ومواصلة المقاومة واستمرار النضال، وهذه الأهداف قد لا تتحقق في ظل ظروفٍ معيشيةٍ صعبة، ومعاناة يوميةٍ مستمرةٍ، وحصارٍ محكمٍ، وعقوباتٍ دائمةٍ، وحرمانٍ مستدامٍ، يسببه الاحتلال وتكرسه سياساته، وتزيد من آثاره ممارساته اليومية ضد الشعب الفلسطيني، إذ يتعمد حصاره ومعاقبته، وتجويعه وحرمانه، وتدمير اقتصاده وتخريب مؤسساته، وتعطيل أعماله وإفشال مشاريعه.

ولهذا فإن توفير مختلف الحاجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وتمكينه من العيش الحر الكريم، ضرورةٌ إنسانيةٌ وحاجةٌ وطنية، يقع عبء توفيرها على العرب القادرين، وعلى المسلمين المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، في الوقت الذي تتحمل فيه الأمم المتحدة والدول الكبرى في العالم التي هي شريكٌ في الأزمة وسببٌ في النكبة، المسؤولية الأساس في التدهور الحاد الذي لحق بقدرات الشعب الفلسطيني الاقتصادية والحياتية، ولهذا فإن الدور المنوط بها أكبر، والمسؤولية المترتبة عليها أوجب، وعليها أن تضمن توفير مستلزمات الحياة للشعب الفلسطيني، وتمكينه من التعليم والتشغيل، والصحة والنظافة، والسفر والإقامة، وغير ذلك من الاحتياجات والحقوق الطبيعية للإنسان عموماً.

 لا يستطيع أحدٌ أن ينكر معاناة الشعب الفلسطيني الإنسانية والمادية والاجتماعية، أو يخفي مظاهر العيش الصعبة التي يعيشها أبناؤه، والأوضاع المزرية لمخيماته، والشكوى المستمرة لسكانه، والإهمال المتعمد لقضيته، فتكاد وجوههم تروي حكايتهم، وعيونهم تقص معاناتهم، وصمتهم ينطق بألمهم ويعبر عن حرمانهم، رغم أنهم يناضلون من أجل الانتصار على واقعهم، والخروج من أزمتهم، والسيطرة على مشاكلهم، وابتداع وسائل تمكنهم من مواجهة الظروف القاسية التي تحيط بهم وتستهدفهم، وتضيق عليهم وتخنقهم، خاصةً أن أغلب اللاجئين الفلسطينيين يعيشون في أكثر من دولةٍ من أماكن لجوئهم ظروفاً معيشية صعبة، ويعانون من قيودٍ حياتية مهينة، تفرضها عليهم الدول المستضيفة، إذ تمنعهم من العمل في الكثير من المهن، وتحول دون حريتهم في التنقل والسفر، وتضيق عليهم في التملك والإقامة، وتفرض عليهم شروطاً ورسوماً، وتزيد في أعبائهم المادية وتكاليفهم المالية، رغم ضيق ذات اليد والعوز والحاجة.

رغم هذه الظروف السياسية والاجتماعية والمادية والإنسانية المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في الوطن والشتات، إلا أنهم أقوى من واقعهم، وأصلب من أزمتهم، إذ ينتصرون كل يومٍ على القيود والأغلال، ويهزمون الفقر والحرمان، ويحاربون الجهل والمرض، ويقهرون السياسات المعادية والممارسات المستفزة، ويسجلون في كل يومٍ انتصاراتٍ باهرةٍ في كل مكانٍ، ويتركون آثاراً يفخرون بها ويتيهون، ويعترف بها المحبون والمعادون، فبرع منهم العلماء والأساتذة، والمفكرون والمخترعون، والساسة والمقاومون، وبرزت أسماءٌ لامعة في سماء التجارة والاقتصاد، والعلوم الإنسانية والاجتماعية، والفنون المهنية والمهارات الإدارية، وتركوا أثراً إيجابياً كبيراً في البلاد التي يقيمون بها، والدول التي تستضيفهم ويقيمون فيها أو يحملون جوازها ويتمتعون بجنسيتها.

الفلسطينيون جميعاً في الوطن والشتات، في المدن والمخيمات، اللاجئون والمواطنون، والمقيمون والمجنسون، والفقراء والأغنياء، والمرضى والأصحاء، والأسرى وذوو الشهداء، يتجاوزون حاجاتهم الخاصة وينسون معاناتهم الشخصية، ولا يقايضون وطنهم بكيس طحينٍ ولا بحصص غذائية وبوناتٍ إغاثية، ولا يفرطون بحقوقهم مقابل وعودٍ بالعمل ومشاريعٍ بالإنماء، ومساعي لتحسين الاقتصاد وخلق فرصٍ للعمل واستيعاب الشباب وتمكين العاطلين، وتمويل المستشفيات وضمان سير المدارس والجامعات، أو تسهيل إقامتهم وتشريع القوانين لخدمتهم والتخفيف عنهم، أو دمجهم وتيسير سبل عيشهم، أو تجنيسهم وتحويلهم إلى مواطنين في الدول المستضيفة لهم، وغير ذلك مما يظنه البعض أنه سينسيهم وطنهم، وسيعوضهم عن بلادهم، وسيرضيهم عن سنوات حرمانهم ومعاناتهم، وسيوقف نضالهم ويشرع للعدو استيطانه لوطنهم وانتزاع حقهم في ملكيته والعودة إليه.

كما يخطئ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأركان إدارته المولجين بالقضية الفلسطينية وقضايا الشرق الأوسط، عندما يظنون أن وقف دعم وكالة الأونروا، والدعوة إلى تفكيكها والتخلص منها، وحرمان مئات آلاف الفلسطينيين من الخدمات التي تقدمها على المستويات التموينية والصحية والتعليمية والإغاثية، وممارسة الضغط المادي عليهم، من خلال تجفيف منابع الأونروا، ودفع دولٍ أخرى للتأسي بها والامتناع مثلها عن دعم المؤسسة، فضلاً عن وقف المساعدات المالية المباشرة المقدمة للسلطة ومشاريع التنمية الفلسطينية، وتجميد المساهمات والمعونات المقدمة للطلاب والشباب والمرأة، وغيرها مما كان مخصصاً للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية للشعب الفلسطيني.

تخطئ الإدارة الأمريكية عندما تعتقد أن سياسة التجويع والحرمان، والتضييق والحصار، والتجفيف والمنع، ومحاربة الداعمين ومعاقبة المتعاطفين، ستجبر الشعب الفلسطيني على الركوع والخنوع، والاستسلام والخضوع، وستدفعهم للقبول بما يسمى بصفقة القرن، التي تشرع الكيان وتمنحه وطناً وأرضاً، وسلاماً وأمناً، ومقدساتٍ وتاريخاً، في الوقت الذي تحرم فيه الفلسطينيين من قدسهم ومقدساتهم، ومن وطنهم وبلادهم، وتمنعهم من العودة إلى ديارهم وقراهم، وتقر للعدو بشرعية الوجود وطول البقاء، وتضمن له العلاقة الطيبة وحسن الجوار، وتمكن له بقوة السلاح وتفوق القدرات، بينما تؤسس لشتاتٍ فلسطيني كبيرٍ، وتمزيقٍ شعبي مهولٍ، تذوب فيه الهوية، وتبهت فيه الشخصية، وتمحى فيه صفحات التاريخ، ليعاد كتابته من جديدٍ بأقلامٍ الأقوياء وإرادة المتجبرين والمحتلين.

فلسطين العربية وطنٌ للبقاء، وأرضٌ سقفها السماء، ومقدساتها إرث الأنبياء، وتربتها مجبولةٌ بدماء الشهداء، وتاريخها ناصعٌ بتضحيات الأبناء، يملكها الفلسطينيون وحدهم، وسيعيش فيها العرب دون سواهم، ولن ينساها أهلها ولن يفرط فيها أصحابها ولو ضاق القيد على المعصم، واكتوت الظهور بالسياط، وتعذبت النفوس بالحرمان، وعانت الأجساد من الجوع والإعياء، وشكت الأرواح من الظلم واختلال موازين العدل والإنصاف، فستبقى قضيتنا فلسطين الوطن والوعد حقاً مشروعاً للنضال والعودة، وغايةً للفداء والتضحية، نستعيدها بقوتنا وإرادتنا، وبثباتنا وصمودنا، وبأنفسنا وأجيالنا، ولن يكسر الجوع ظهرنا، ولن تحنِ المعاناة جباهنا، ولن يضعف الحصار بإذن الله عزمنا. 

 

بيروت في 26/9/2018

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :تل أبيب المدينةُ العامرةُ ومدنُ العربِ الساقطةُ

الدكتور مصطفى اللداوى
الدكتور مصطفى اللداوى

لا يظن أحدٌ أن مدننا المدمرة هي فقط في سوريا والعراق، وليبيا واليمن، وفلسطين والصومال، وغيرها مما هي على ذات الطريق، فتلك عواصمها شواهدٌ على الدمار، ومدنها جميعاً أصابتها يد البلى والخراب، حتى غدت مثالاً على البؤس والشقاء، وصوراً حقيقية عن العدم والفناء، بعد أن دُمِّرت علناً وخُرِّبت عمداً، وتفككت جيوشها قصداً، ودخلتها قطعانٌ مقاتلون متعددو الجنسيات.

إن هذه المدن أريدَ لها أن تدمرَ، وخُططَ لها أن تخرب، لأنه كان لجيوشها دورٌ، ولمقدراتها مكانٌ، وكانت عقيدتها قتالية، ونظرتها إلى الكيان الصهيوني عدوانية، وكانت شعوبها على استعدادٍ للدخول في المعركة وللمشاركة في القتال، فقوض المعادون لأمتنا بنيانها، وخربوا عمرانها، وأشغلوها بنفسها عن غيرها، وحرفوها عن واجبها لجهة همومها ومشاكلها الداخلية التي اصطبغت بالدم وعمت فيها الوحشية.

لكن بقية مدننا العربية التي تبدو شوارعها مضاءة، وحدائقها غناءة، ومبانيها عالية، وواجهات محلاتها عامرة، وسياراتها فارهة، وثياب سكانها أنيقة، فإنها في الحقيقة خربةٌ أيضاً، ومدمرةٌ كغيرها وإن كان شكلها الخارجي لا يدل على الخراب ولا يوحي بالفساد، إلا أنها خربة داخلياً وفاسدة كلياً، وهان أهلها إذ استلم غيرهم مفاتيح بلدانهم، واستولوا على مدنهم، وغدت أسرارهم عند عدوهم، الذي صار قيماً على ممتلكاتهم، ومشغلاً لمشاريعهم، ومالكاً لرؤوس أموالهم، ومحركاً لسياستهم، وموجهاً لتحالفاتهم، فإن شاء أطفأ مصابيح مدنهم فأظلمت، أو عطل مشاريعهم فأغلقت، أو جمد أموالهم فأفلسوا، أو نهب ثرواتهم ليعودوا عرباناً كما كانوا، وفقراء كما بدأوا، ينتعلون الشباشب، ويلبسون الوزرات، ويمشون على أقدامهم حفاةً في الطرقات.

بينما عدونا الذي اجتمع مستوطنوه من شتات الأرض وأصقاع الكون، وجاؤوا لفيفاً كتلافيق الثياب غير المتجانسة، فلا جنسية واحدة تجمعهم، ولا تاريخ يوحدهم، ولا لغة مشتركة تقرب بينهم وتسهل عيشهم، ولا أخلاق حسنة تسود فيهم، وقد عرفوا في تاريخهم بالقذارة والجشع، وبالطمع والربا وسوء الأخلاق والكذب، ورغم ذلك فقد احتلوا أرضنا، وسكنوا ديارنا، وطردوا أهلنا، وحلوا مكاننا، وعمروا مدنهم، وزينوا شوارعهم، وراجت تجارتهم، وتميزت صناعتهم، وازدهر اقتصادهم، وعلا بنيانهم، وحَسُن صيتهم وسما نجمهم، وقويت شوكتهم، وازدادت قوتهم، وتعاظمت قدراتهم، وتميزوا بديمقراطيتهم، واختالوا علينا بقوتهم، وسخروا من ضعفنا، وضحكوا من عجزنا، وتطاولوا علينا واعتدوا على رموزنا ومقدساتنا.

لستُ أدري أهو سوءُ طالعٍ وقلةُ بختٍ، أم هو محضُ صدفةٍ ودمارٌ من غير قصدٍ، أم هو قدرُنا المكتوبُ الذي لا مناصَ منه، وقضاءُ الله النافذ فينا الذي لا فكاكَ لنا منه ولا خلاصَ، وأنه من الله عز وجل لنا ابتلاءٌ واختبارٌ، فلا نملك تجاهه إلا الصبر والاحتساب، أم هو حصادُ أعمالنا السيئة ونتاجُ زرعنا الخبيث، وهو ما صنعته أيدينا وارتضته شعوبنا، أم هو ما نستحقه حقاً ونستأهله عدلاً، إذ هذا ما زرعنا وهو نتاج ما بذرنا، وكل نتيجةٍ لسببٍ مقدرة ومتوقعة، فلا استغراب منها ولا استنكار لها.

أم تراه فعلُ الأعداء فينا ونتائجُ مؤامراته علينا، إذ خطط لنا وانقلب علينا وتحالفَ ضدنا، أم هم المندسون بيننا والخائنون لأمتنا، الذين تآمروا علينا وانقلبوا على قيمنا، وارتضوا أن يكونوا بأيدي أعدائنا أدواتٍ قذرةٍ لسفك الدماء البريئة، ومطايا مهينة كالحمير والبغال للركوب والحمل وتنفيذ المؤامرات، أم هو الجهلُ والغباءُ، والسفه والتخلفُ، والتبعيةُ والانقيادُ، والظلمُ والتحكمُ، والهيمنةُ والسيطرةُ، والبغيُ والطغيانُ، والاستغلالُ والعدوانُ، والكبتُ والخنقُ، والحرمانُ والحصارُ، والجوعُ والبطالةُ، والسجونُ والمعتقلاتُ، والتعذيبُ والقتلُ، والنفيُ والإبعادُ، وغيرها من المفردات التي تؤسس للفساد وتقود إلى الفوضى.

شعوبنا العربية بريئة من هذه الجريمة وغير مسؤولة عنها، وهي غير مشاركة فيها ولا متواطئة مع المتورطين والمساهمين في ارتكابها، بل هي أنظمتنا العربية التي استحوذت على المواطن وأرهبته بسياساتها البوليسية وإجراءاتها القمعية، وسجونها ومعتقلاتها ووسائل تعذيبها وقهرها، فهي التي دمرت المواطن العربي من الداخل، وفرغته من مضمونه القومي، وشغلته بمشاكل وهموم يومية، وبلقمة العيش المرة، والسكن الضيق، وتكاليف الحياة الصعبة، لتتمكن منه وتسيطر عليه، ولتجبره على القبول بما تقدمه له، والسكوت عما تمنعه عنه.

ولهذا فإنها المسؤولة عن قتل روح المواطن العربي الذي لم تعد لديه القدرة على إعمار بلاده أو تطوير أوطانه، ودفعته بقوةٍ نحو الفرار والهروب والهجرة واللجوء، إذ لم يعد يرى في التضحية معنى ولا لفداء الوطن مكانٌ، عندما سرقت الأنظمة الحاكمة بلادنا، وسخرت سكانها لخدمتهم والسهر على راحتهم، وأجبرتهم على التضحية بحياتهم دفاعاً عنهم أمام شعوبهم، وتمكيناً لهم من رقاب مواطنيهم.

ألا يستحي القائمون على الأمر في بلادنا العربية، القادة والحكام، والملوك والأمراء، ورؤساء الدول والحكومات، وغيرهم من أولياء الأمر وسدنة القرار، مما آلت إليه أوضاعنا العامة، ومما حل بمدننا وقرانا، وديارنا ومناطق سكنانا، ففي عهودهم قد دمرت بلادنا، وعاث الفاسدون في أرضنا خراباً، وألحقوا بشعوبنا دماراً، وسووا بالأرض بيوتنا، وفجروا بعبثهم مبانينا، حتى غدت مدننا هياكل حجرية متهالكة، وبقايا جدران ساقطة، وبيوتاً خاوية تسكنها الأشباح أو الحيوانات الأليفة، أو احتلها محاربون وعناصر مسلحة، وسكنها غرباء ومستأجرون للقتل والخراب في بلادنا، بعد أن هجرها سكانها ورحل عنها آهلوها، إذ فقدوا الأمان والسلام فيها، وأصبحوا جميعاً عنواناً للقتل، أو مادة للتجارة والمساومة والمراهنة والمقايضة، ومقصداً للخطف والابتزاز وأخذ الخوات والفِدى والأتاوات.

فهل يحق لنا أن نتساءل نحن العرب والمسلمون لماذا ابتلينا بهذا البلاء، ونزلت بنا هذه المصائب وحلت في أوطاننا كل هذه المحن والنكسات، ونحن الذين نعتقد أننا الأفضل والأحسن، وأننا القلب والوسط، وأننا خيرة الأمم وأفضل الشعوب، وأننا الذين نتشرف بسيد الخلق محمد صلي الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وأننا نكاد ندين جميعاً بدينٍ واحدٍ، ونتحدث لغةً عربيةً واحدة، ولدينا تاريخٌ مشترك، وعاداتٌ وتقاليدٌ موحدة.

ورغم ذلك فقد عمل فينا السيف وأوجعنا، وأثخننا بالجراح وآلمنا، فهل يدرك العرب أن المعادلة التي تحكم مدننا العربية مع المدن الإسرائيلية هي علاقة عكسية، فمتى ما كانت مدننا عامرة، وبلادنا قوية وذات منعة، كلما كانت المدن الإسرائيلية خربة وخاوية، وضعيفة وواهية، فهل نعيد إحياء هذه المعادلة الذهبية، ونبعث فيها الحياة من جديد، لنعيش بعزٍ أو نموت بكرامةٍ.

الدكتورمصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :رئاسةُ بلديةِ القدسِ للأكثرِ تطرفاً والأشدِ يمينيةً

 

هل انتهت مرحلة نير بركات رئيس بلدية القدس الحالي، وجاء الوقت لاستبداله برئيسٍ آخر أكثر تطرفاً منه، وأشد يمينيةً في فكره وعنصريةً في سياسته، وأكثر عدوانيةً تجاه السكان العرب، بعد أن أنهى البرامج التي جاء من أجلها، ونفذ المخططات التي كان يتطلع إليها، وأدى الخدمات التي كانت مرجوةً منه ومرتبطةً به، علماً أنه كان عند انتخابه الأكثر تطرفاً والأشد يمينيةً والأسوأ عنصريةً، والأكثر كرهاً للعرب وحرصاً على ترحيلهم من مدينة القدس، وتجريدهم من هويتها وحرمانهم من خدمات بلديتها، ولعله ما زال من المحسوبين على التيار الأكثر تشدداً وتطرفاً، ولولا القوانين الضابطة للانتخابات والمنظمة للبلديات، وإعلانه المسبق عدم رغبته في ولايةٍ ثالثةٍ، لربما يعاد انتخابه من جديد رئيساً لبلدية القدس.

لكن يبدو أن السياسة الجديدة والمرحلة الراهنة قد أفرزتا من هو أكثر يمينيةً منه، وأشد حماسةً في تنفيذ برامج الفصل العنصري والعزل القسري، فكان لا بد من العمل على تثبيت الجديد وإزاحة الأول بعد توجيه الشكر والعرفان له، إذ في عهده توسعت حدود بلدية القدس، وتضاعفت مداخيلها المالية، وازداد عدد سكانها اليهود، في الوقت الذي تناقصت فيه أعداد السكان العرب، وهُدمت الكثير من مساكنهم، وفرضت عليهم ضرائبٌ باهظة وغراماتٌ ماليةٌ عالية، أدت إلى انكماشهم وتقليص أعدادهم وركود اقتصادهم، لهذه الأسباب وغيرها يحرص نتنياهو وحزبه على شكر نير بركات قبل رحيله، وتقديره قبل وداعه، على أن يسلم الراية من بعده لأمينٍ على مبادئه، وحريصٍ على أفكاره، ولقادرٍ على تنفيذ مشاريعه.

رسمياً فتحَ بابُ انتخابات رئاسة بلدية القدس، وترشح لرئاستها عشرة مرشحين يتنافسون على التطرف، ويتسابقون في العنصرية، ويتفقون في أفكارهم اليمينية القومية المتشددة، ومباشرةً وصراحةً وبوضوحٍ رشح رئيس حزب الليكود ورئيس الحكومة الإسرائيلية أحد أبرز أعضاء حزبه المتطرفين لرئاسة البلدية، وأعلن عن تأييده ترشيح زئيف ألكين لهذا المنصب الكبير والحساس، خاصةً بعد التطورات السياسية والديمغرافية الكبيرة التي طرأت على مدينة القدس، والتي كان آخرها اعتراف الإدارة الأمريكية بها عاصمةً أبديةً موحدةً للكيان الصهيوني، ثم قرار نقل السفارة الأمريكية إلى قلب المدينة العربية، والشروع في تنفيذ القدس الكبرى على حساب البلدات العربية فيها، وعلى حساب أراضي المدن الفلسطينية المحيطة بها، فكان لا بد لهذه المرحلة من رئيسٍ قويٍ لبلدية القدس، يكون قادراً على تنفيذ ما بقي من المخططات الاستيطانية والتهويدية، لهذا اتجه نتنياهو نحو وزيره وعضو حزبه زئيف ألكين ليكون هو رئيس البلدية المرتقب.

لم يأت ترشيح زئيف ألكين من الفراغ، ولا لأنه وزير في حكومة نتنياهو ومقربٌ منه وحسب، بل لأنه يريد أن يعزل السكان العرب الفلسطينيين في مدينة القدس، ويتطلع إلى إخراجهم من نطاق المدينة، ويخطط لحرمانهم من خدماتها البلدية، وتجريدهم من حقوقهم فيها، ويخطط لتسمية مجلسٍ محلي محدود السلطة والصلاحيات لإدارة البلدات والتجمعات الفلسطينية في المدينة، ويرى أن القدس تستحق أن يضحي من أجلها بمقعده الوزاري، وبعضويته في مجلس الأمن، وقد صرح قبيل إعلان نيته ترشيح نفسه لرئاسة البلدية أن “القدس تواجه تحدياً وطنياً فائق الأهمية”.

كما يبدي زئيف ألكين قلقه الشديد من تزايد أعداد الفلسطينيين في الحدود الإدارية للمدينة، ولهذا يخطط لفرض قيودٍ وضوابط جديدةٍ من شأنها أن تقود إلى تقليص أعدادهم، والتضييق عليهم فيما يتعلق بشروط الإقامة وتصاريح البناء فيها، وهو لا يخفي رغبته في أن تكون مدينة القدس عاصمة كيانه ومقر مؤسساته الرسمية، مدينةً يهوديةً خالصة، يسكنها اليهود وحدهم، ويخرج منها العرب كلهم، ويستمتع بحق الإقامة فيها العلمانيون اليهود تماماً كما المتدينين، حيث يخطط لسن قوانين وتشريعات تحفظ حقوق الحريديم، وتحد من هيمنة وسيطرة المتدينين الذين ينفرون بقوانينهم وسلوكياتهم الآخرين، وبذا يفتح المجال واسعاً أمام العلمانيين للإقامة والعمل والاستثمار في المدينة.  

زئيف ألكين وزير حماية البيئة، المسؤول عن ملف القدس في حكومة نتنياهو، وعضو المجلس الوزاري الأمني المصغر، ونائب وزير الخارجية الأسبق، الحائز على شهاداتٍ عليا في تاريخ الشعب اليهودي، قد جعل من أهم المهام المنوطة بوزارته حماية الطابع اليهودي لمدينة القدس، والحفاظ على هويتها وصيانة تراثها القديم، لتبقى هويتها يهودية، هو أحد عشرة مرشحين لرئاسة البلدية، وقد لا يختلف عن منافسيه الآخرين لجهة التطرف والعنصرية، لكن يبدو أنه الأوفر حظاً والأقرب إلى الفوز بهذا المنصب بالنظر إلى الدعم الكبير الذي يتلقاه من رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، إلى جانب إقامته لفترةٍ طويلةٍ في مدينة القدس، قبل أن ينتقل للسكن في إحدى مستوطناتها، وتأييده للقوانين العنصرية الإسرائيلية، ورفضه فكرة حل الدولتين.

هل نحن مقبلون على رئيس بلدية ما قبل بناء الهيكل الثالث، الذي سيشرف بنفسه على ذبح البقرة الحمراء التي حل زمانها حسب اعتقادهم، وسيشرع في جلب حجارة الهيكل ونسج ثياب البنائين، وبناء الكُنس المبشرة بالخلاص والممهدة بالعودة، وسيعمد إلى تفريغ القدس من سكانها العرب، وجعلها مدينةً يهودية نقيةً لا يسكنها غيرهم، ولا يقيم فيها سواهم، تمهيداً لحقبة نهاية العالم وانتهاء التاريخ.

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :الإدارةُ الأمريكيةُ توحدُ الفلسطينيين وقادتُهم يرفضون

لا تميز الإدارة الأمريكية في مواقفها، ولا تستثن أحداً بقراراتها، ولا تحابي فريقاً فلسطينياً وتستعدي آخر، ولا تصنف أحزابهم وتنظيماتهم إلى حمائم وصقور، ومعتدلين ومتشددين، بل تنظر إلى الفلسطينيين جميعاً بعينٍ واحدة، وترميهم كلهم عن قوسٍ واحدة، وتستهدفهم كلهم عن بكرة أبيهم، شباناً وشاباتٍ، وطلاباً وطالباتٍ، ومدارس وجامعاتٍ، ومستشفياتٍ ومصحاتٍ، ومؤسساتٍ ومنظماتٍ، وهيئاتٍ ووزاراتٍ، إذ تعتبرهم جميعاً من مكونات الشعب الفلسطيني، الذي يطالب بحقه، ويناضل لاستعادة وطنه، ويقاوم لتحرير أرضه، ويهدد بإصراره على مواقفه وجود الكيان الصهيوني، ويعرض ببقائه في أرضه وثباته على حقه الهوية الإسرائيلية والقومية اليهودية الآخذة في التشكل والساعية نحو التشريع والاعتراف.

تصفع الإدارة الأمريكية كلَ يومٍ القيادة الفلسطينية ومعها كل فصائل ثورتها، وتضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات الموقعة معها، والتفاهمات السابقة وإياها، وتتنكب لأي التزامٍ معها ولو كان ضمن اتفاقياتٍ دولية وتعهداتٍ أممية، وتنكث أي عهدٍ قديمٍ معها يتعارض مع مصالحها ويتناقض مع سياساتها، وتتخذ قراراتٍ مجحفة بحق الشعب الفلسطيني، تمس كرامته وعفته، وتهدد وجوده وهويته، وتتطاول بسياساتها على حقوقه ومقدساته، وتحاول بصفاقةٍ وسفورٍ، وصراحةٍ ووضوحٍ، تصفية القضية الفلسطينية وإنهائها، وشطب الشعب الفلسطيني وتشتيته، وتوزيعه في بلدان العالم ودول الجوار، وإلغاء هويته بجنسياتٍ أخرى يحملها، وتوطينٍ جديدٍ يفرض عليه، ليأمن الإسرائيليون في كيانهم، ويطمئن المستوطنون في مستوطناتهم، فلا يعود يوجد من يطالبهم بالرحيل، ولا من يهدد وجودهم ويزعزع استقرارهم.

فقد نقلت الإدارة الأمريكية سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، واعترفت بها عاصمةً أبديةً موحدةً للكيان الصهيوني، واعترفت بفلسطين وطناً قومياً للشعب اليهودي وحده، لا يساكنهم فيه غيرهم، ولا يستمع بحقوق المواطنة فيه سواهم، ولا ينازعهم عليه أحد، وأوقفت دعمها لمؤسسة الأونروا، وأطلقت النار على اللاجئين الفلسطينيين فأنكرت محنتهم ونفت عنهم صفتهم، وجردتهم من انتسابهم لأرضهم وتعلقهم بوطنهم، عندما نفت عنهم صفة اللجوء، وحرمت الأجيال الفلسطينية من حقهم المقدس في العودة إلى الوطن والإقامة في الديار، وقصرت صفة اللجوء على نفرٍ قليلٍ ممن بقي من أجدادنا الذين ولدوا في فلسطين وهاجروا منها، وجردت أولادهم وأحفادهم من هذا الحق الذي تكفله القوانين وتحفظه الشرائع، وتصر عليه النظم واللوائح.

واستطردت الإدارة الأمريكية في غيها ومضت سادرة في مراهناتها، وهي تظن أنها بهذه الإجراءات ستلوي عنق الشعب الفلسطيني وستكسر ظهره، وستجبره على التراجع والانكفاء، والخضوع والركوع، والقبول بما يعرض عليه، والموافقة على ما يقدم له، فأقدمت على إغلاق مقر منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وهو المقر التي دأبت تهدد بإغلاقه ومنع العاملين فيه من القيام بأي أعمالٍ دبلوماسية انطلاقاً منه، أو استفادة من الحصانة الممنوحة للعاملين فيه، ثم أوقفت دعمها المقدم إلى مستشفيات القدس، وامتنعت عن تمويل العمليات الجراحية وتوريد الأدوية والمستحضرات الطبية، وأوقفت من قبل مساعداتها إلى السلطة الفلسطينية، وامتنعت عن تقديم المعونات التي اعتادت عليها، ثم أقدمت على سحب تعهداتها برعاية الأنشطة الشبابية والمساعدات الطلابية الفلسطينية، وقررت توجيه هذه المساعدات إلى نظائرها الإسرائيلية.

وفي الأمم المتحدة تتصدى الإدارة الأمريكية لأي محاولاتٍ عربيةٍ أو فلسطينية لمحاكمة قادة الكيان الصهيوني، أو تقديم شكوى ضدهم أمام المنظمات الدولية، وتقف المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي تدافع عن الكيان الصهيوني، وتصد أي هجومٍ عليه، وتبطل أي قراراتٍ دولية تستهدفه، وتمنع أي محاولة لإدانته أو تحميله المسؤولية، في الوقت الذي تسعى فيه لإدانة القوى الفلسطينية وتجريمها، وحث المجتمع الدولي على حصارها ومجابهتها، حيث تصفها بأنها قوى إرهابية تستهدف حياة المواطنين الإسرائيليين، ولا تتردد في تهديد من يقف في وجهها أو يعترض على خطابها، أو يحاول المساس بربيبة إدارتها.

تطلق الإدارة الأمريكية نيرانها السياسية على المجتمع الفلسطيني كله، وتستخدم معوناتها المالية ومساعداتها المادية ضد كل مكوناته السياسية والاجتماعية، ولعلها كانت تخشى جراء سياستها أن تساوي بين الفلسطينيين وتقرب بينهم، وتوحد صفهم وتجمع كلمتهم، وتجعل منهم جبهةً واحدة متراصة ضدهم، إلا أن هذه النتيجة المنطقية لم تتحقق، والوحدة الطبيعية لم تقع، والتفاهم بين قوى الشعب الفلسطيني ما زال صعباً بل متعذراً وبعيد المنال، فاطمأنت الإدارة الأمريكية إلى أن قراراتها قد تؤتي ثمارها، وقد تحقق الغاية المرجوة منها، طالما أن قادة الشعب الفلسطيني يتصرفون بغباء، ويواجهون بعبطٍ، ويصرون على المضي في خلافاتهم إلى الأبد، وكأنه لا أخطار تهددهم وقضيتهم، وتستهدفهم وأشخاصهم، وتريد الفتك بهم وبشعبهم.

يبدو أن القيادة الفلسطينية، سلطةً وفصائل، وأحزاباً وقوى، ورئاسةً وحكومة، ومقاومين ومفاوضين، لا يعقلون ولا يميزون، ولا يفكرون ولا يفهمون، ولا يتعظون ولا يتعلمون، وكأنهم مصابون بأمراضٍ عقليةٍ مستعصيةٍ، وعقدٍ نفسيةٍ مستحكمة، إذ لا يعون ما يجري حولهم ولا يحسون بما يحدث لهم، ولا يعيشون واقعهم ولا يشعرون بمن معهم، ولا تهمهم سوى مصالحهم ولا تعنيهم مصالح شعبهم، ولا تقلقهم هموم أهلهم ولا معاناة أبناء وطنهم، إذ يسعون لمنافعهم، ويتمسكون بمكاسبهم، ويتشبتون بمواقفهم، ولا يحرجهم تميزهم عن غيرهم، أو اختلافهم عن أبناء مناطقهم، إذ يجتهدون في تأمين أنفسهم وأسرهم وعائلاتهم، ويضمنون لهم مستقبل عيشهم وقوت يومهم، ويوفرون لهم سبل الحياة الرغيدة والعيش الكريم، في بيوتٍ فارهةٍ، ومساكن واسعة، في ظل كهرباء دائمةٍ لا تنقطع، وبيوتٍ مكيفةٍ، لا برد فيها ولا زمهرير، ولا حر فيها ولا هجير.

تتلقى القوى الفلسطينية كلها هذه القرارات بلا ردة فعلٍ إيجابيةٍ، أو صحوة ضميرٍ وطنيةٍ، كأن أحاسيسهم قد تبلدت، ومشاعرهم قد تجمدت، وعقولهم قد تحجرت، وقلوبهم قد غفلت، وضمائرهم قد ماتت، إذ يصرون على البقاء في مربع الاختلاف، ومواصلة لعبة إدارة مهزلة الانقسام البغيض، الذي يستفيدون من استمراه ويفيدون كثيراً من بقائه، فالانقسام يسفه الحكيم، ويذهب بعقل الحليم، ويفض جمع المخلصين، ويقصي عن القرار الصادقين، ويصنع منزلةً للمعدم، ويفسح مكاناً للتافه الحقير، والتابع الذليل، والمطية الضعيفة، الذين ينفذون سياسة العدو من حيث يعلمون أو لا يعلمون، فهل تستفيق قيادتنا الرسمية وفصائلنا الوطنية وتصحو من غفلتها، وتتنازل لبعضها من أجل شعبها وحرصاً على قضيتها، أم تدفن رأسها في الرمال، وتبقى سادرةً في تيهها وضلالها، وتكون شريكاً لعدونا في وأد شعبنا وتصفية قضيتنا.

بيروت في 16/9/2018

https://www.facebook.com/moustafa.elleddawi

moustafa.leddawi@gmail.com

فلسطين تحتضن فعاليات مهرجان ” أيام الترجمة والأدب العالمي”2018

الزمان المصرى -فلسطين : حافظ الشاعر

للسَّنة الثانية على التوالي تحتضن فلسطين، فعاليات: أيام الترجمة والأدب العالمي، تحت شعار “فلسطين: الحضارة وتواصل المعرفة“، والتي تنظمها وزارة الثقافة الفلسطينية ومنشورات المتوسط. وتأتي هذه الأيام تكملةً لمشروع المهرجان في طبعته الأولى سنة 2017. ولكن ما يميز هذه الدورة عن الماضية بأن المشروع اتسع وصارت ملامح أهدافه واضحة، فإذا استضاف المشروع في دورته الأولى ٥ ضيوف بين كتاب ومترجمين، فلدينا هذا العام ١١ ضيفاً، غير المترجمين والكتاب الذين سيشاركون في الفعاليات من داخل فلسطين، ومن بين ضيوف الأيام هناك هذا العام ناشرون أجانب.

إذن، مفكرون وأدباء ومترجمون عرب ومترجمون أجانب من اللغة العربية وناشرون أجانب سيجتمعون معاً في أيام ستُخصص للحديث عن فلسطين في الأدب والفكر العالمي وعن الترجمة وآفاقها وعن أهمية ترجمة الأدب العربي ونشره وآليات تنشيطه في اللغات الأخرى. سيرى الكُتّابُ فلسطينَ المحتلة على أرض الواقع سيرون الجدار والحواجز، سيرون المأساة. ولكن في المقابل سيرون الشعب الفلسطيني الذي يُحب الأدب والترجمة والحياة. وسيلتقي الجمهور الفلسطيني، وخاصة طلبة الجامعات الفلسطينية، حيث تقامُ أغلبية الفعاليات في أروقة الجامعات، بكُتّاب من العالم ويستمعون لهم ولتجاربهم وأفكارهم.

إضافة للفعاليات، سيكون هناك مائدة مستديرة مع الناشرين والمترجمين يشارك بها وزير الثقافة الفلسطينية، لدراسة سبل وآليات التعاون لترجمة الأدب العربي المرتبط بفلسطين ونشره في العالم.

البرنامج

الأحد: 30/09/2018

افتتاح فعاليات أيام الترجمة والأدب العالمي، حيث يفتتحها وزير الثقافة الفلسطينية الدكتور إيهاب بسيسو، وذلك في المكتبة الوطنية الفلسطينية بدءاً من الرابعة مساءً.

بعد الافتتاح يأتي اللقاء المفتوح مع المفكر الأمريكي من أصل إيراني حميد دباشي. (أستاذ كرسي في قسم الدراسات الإيرانية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا).

يوقع بعدها كتابه «أحلام وطن –عن السينما الفلسطينية».

إطلاق كتاب «إسرائيل والأبارتهايد –دراسات مقارنة» باللغة الإنكليزية، بالتعاون مع المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية “مدار”، بحضور كل من د.هنيدة غانم، د. رائف زريق، و د. سوسن زهر.

تكريم الضيوف والمشاركين.

(الدعوة عامة)

الاثنين: 01/10/2018

ندوة بعنوان “الأدب والترجمة” في (جامعة بيرزيت / قاعة 104 / مبنى سعيد خوري لدراسات التنمية)، يحاضر فيها كل من إيمانويل فارلي، دنى غالي، إيرينا بابنشيڤا، إبراهيم أبو هشهش.

بدءاً من الساعة العاشرة صباحاً.

(الدعوة عامة)

الثلاثاء: 02/10/2018

ندوة “الترجمة والدراسات الانسانية” في (جامعة بيت لحم / قاعة فرنو مبنى الميلينيوم). يحاضر فيها كل من: لوث غوميث، عز الدين عناية، وكارول خوري. وذلك بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً.

(الدعوة عامة)

الأربعاء: 03/10/2018

ندوة “الترجمة والنشر” في (جامعة النجاح الوطنية  (نابلس) قاعة مبنى كلية الشريعة)، ويشارك فيها كل من: را بيج (دار النشر كوما بريس)، بير بيرغستروم (دار النشر راموس)، سني ميو (مجلة this week in palestine)، خالد الناصري (منشورات المتوسط). وذلك بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً.

(الدعوة عامة)

الخميس: 04/10/2018

في اليوم الخامس والأخير من أيام الترجمة والأدب العالمي، تقام ندوة “الأدب المعاصر بين الكتابة والترجمة” في (جامعة الخليل / كلية الآداب)، ويشارك فيها كل من جوناثان رايت، جوزيبه كاتوتسيلا، رانية فليفل، نداء عويني، وذلك بدءاً من الساعة الحادية عشرة صباحاً.

(الدعوة عامة)

أيام: 9/29 و(1 و2 و3)/10 – 2018

تنعقد المائدة المستديرة حول الترجمة والنشر، وسيشارك فيها ضيوف الأيام وبإشراف وزير الثقافة الفلسطينية الدكتور إيهاب بسيسو.

(الدعوة خاصة)

ضيوف المهرجان

حميد دباشي / Hamid Dabashi:

أستاذ كرسي هاكوب كيفوركيان بقسم الدراسات الإيرانية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا. ولد دباشي في إيران، وحصل على درجة الدكتوراه المزدوجة في علم اجتماع الثقافة والدراسات الإسلامية من جامعة بنسلفانيا، تلتها زمالة ما بعد الدكتوراه من جامعة هارفارد. كتب دباشي وحرر العديد من الكتب، منها «إيران والحركة الخضراء والولايات المتحدة الأمريكية» و«الربيع العربي – نهاية حقبة ما بعد الاستعمار (منشورات المتوسط)» و «ما بعد الاستشراق -المعرفة والسلطة في زمن الإرهاب” (منشورات المتوسط) بالإضافة إلى العديد من الفصول، والمقالات، والمواد ومراجعات الكتب. يعتبر دباشي ناقداً ثقافياً عالمياً، حيث ترجمت أعماله إلى العديد من اللغات.

يكتب دباشي عموداً في صحيفة «الأهرام ويكلي» المصرية منذ أكثر من عقد من الزمن، ويعتبر معلقاً سياسياً دائماً في قناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني، وقناة «سي إن إن». يعمل دباشي، بالإضافة إلى عمله المتفاني في مهنة التدريس منذ ما يقارب ثلاثة عقود، في إلقاء المحاضرات العامة وكتابة المقالات عن الشؤون الجارية، كما أنه ناشطٌ فعال في مجال مناهضة الحروب ومؤسس مشروع الفيلم الفلسطيني «أحلام وطن- Dreams of Nation». يعيش دباشي في نيويورك مع زوجته الإيرانية –السويدية غولبارج باشي المصورة الفوتوغرافية والباحثة النسوية ولديه أربعة أطفال.

Image

جوناثان رايت / Jonathan Wright:

صحفي وناقد بريطاني مواليد 1953، وواحد من أبرز المترجمين من اللغة العربية إلى الانكليزية. تتضمن أعماله المترجمة روايات ليوسف زيدان، وأمجد ناصر، ورشا الأمير، وحسن بلاسم، وحمور زيادة، وغيرهم. فاز بجائزة “بنيبال” للترجمة عام 2014، وبجائزة “الإندبندنت” للأدب الأجنبي في نفس العام، قبل أن يتفرغ لترجمة الأدب. قضى ثلاث عقود في العالم العربي كمراسل صحفي بوكالة رويترز للأنباء، ومؤخرا من القاهرة كمسؤول عن مصر والسودان. كما درس اللغة العربية في جامعة أكسفورد.

Image

جوزيبه كاتوتسيلا / Giuseppe Catozzella:

كاتب وصحفي إيطالي من مواليد عام 1976، تخرج من كلية الفلسفة في جامعة ميلانو وقدّم أطروحته عن مسألة العقل والمنطق في فلسفة نيتشه.كتب كاتوتسيلا العديد من قصائد النثر والمجموعات القصصية والروايات الاستقصائية والمقالات الصحفية ونشر في أهم الجرائد اليومية في إيطاليا. تعنى كتاباته بالأزمات الإنسانية كالهجرة، والقضايا الوطنية كالمافيا، والمثاقفة بهدف بناء جسور التواصل بين حضارات العالم وثقافاته المعاصرة. عمل مستشاراً للعديد من دور النشر من أهمها «فلترينيللي» وهي إحدى كبريات دور النشر الإيطالية وأعرقها. وحالياً يعمل كسفير للنوايا الحسنة للأمم المتحدة.

حققت روايته المترجمة إلى العربية “لا تقولي إنك خائفة” (منشورات المتوسط) نجاحاً كبيراً، وتستعد الدار لإصدار روايته الجديدة قريبا بعنوان: “ولكنك ستفعل”.

Image

إيرينا بابنشيڤا / Irina Papancheva:

وُلدت في مدينة بورغاس البلغارية. تخرّجت من جامعة “سان كليمنت أورديسكي” بصوفيا، وحصلت على درجة الماجستير في الدراسات السلافية، وتخصّصت في اللغة التشيكية والأدب. أكملت تعليمها في جامعة فريجي في بروكسل ببلجيكا، وحصلت على درجة الماجستير في التكامل الأوروبي والتنمية، وتخصّصت بالسياسة الأوروبية والاندماج الاجتماعي.

مؤلّفة كتاب الأطفال التوضيحي «أنا أتلعثم» 2005، ورواية «شبه عاطفي» 2007، وأنابيل 2010، وريشة البجع 2013. حصلت روايتها «شبه عاطفي» على ترشيح الجمهور في مسابقة «ربيع الجنوب» الأدبية الوطنية البلغارية 2008 (يوزنا بروليت). واختيرت رواية أنابيل من بين الترشيحات النهائية في يناير/كانون الثاني في مسابقة الرواية البلغارية المعاصرة لمؤسّسة «إليزابيث كوستوڤا» و«أوبن ليتير بوكس» في جامعة روتشستر.

Image

لوث غوميث / Luz Gómez:

لوث غوميث أستاذة كرسي في الدراسات العربية في جامعة مدريد المستقلة. عملت كباحثة زائرة في جامعة كولومبيا، وفي مركز الدراسات والوثائق الاقتصادية القانونية والاجتماعية CEDEJ (القاهرة)، وفي معهد تطوير المشاريع المعمارية IFEAD (دمشق)، كما عملت كأستاذة مساعدة للترجمة العربية في جامعة اليكانتي.

تركز غوميث في أبحاثها على الخطاب الإسلامي حول السلطة والإيديولوجيا في الأطر العالمية وما بعد الاستعمارية. أحدث كتبها:

Entre la sharía y la yihad. Una historia inteltual del islamismo (2018) وكتاب y Diccionario de islam e islamismo (2018). ترجمت 11 كتاباً أدبياً من اللغة العربية وفازت بالجائزة الوطنية للترجمة في إسبانيا (2012) عن ترجمتها لكتاب محمود درويش En presencia de la ausencia. تعمل لوز ككبيرة المحللين السياسيين في صحيفة “إلـ بايس” الإسبانية.

Image

ايمانويل فارلي/ Emmanuel Varlet:

مواليد 1976. وهو من أبرز مترجمي الأدب العربي المعاصر إلى اللغة الفرنسية. تلقى تعليمه في الأدب العربي في جامعة ليون الثانية ثم تخصص في مجال الترجمة والنشر. صدرت له ما يقارب عشرة أعمال مترجمة لكبار الأدباء منهم سليم بركات وجمال الغيطاني كما اهتم بالجيل الجديد للروائيين مثل روزا ياسين حسن وحسن بلاسم.

عمل كمحرر أدبي ومسؤول عن نشر الرواية العربية المعاصرة في دار سويْ العريقة، واستطاع في هذه الفترة تعريف القارئ الفرنسي بأسماء من الكتاب الجدد مثل محمد الفخراني ومحمد علوان وسمير قسيمي وغيرهم.

Image

عز الدين عناية / Ezzedine Anaya:

كاتب ومترجم وباحث تونسي متخصِّص في علم الأديان، مواليد 1966 في مدينة سوسة. يشغل حالياً منصب أستاذ بجامعة روما حيث يُقيم. أغلب ترجماته من الإيطالية، وبعضها من الفرنسية، ونذكر منها: «المنمنمات الإسلامية» لماريا فونتانا، و«تخيّل بابل» لماريو ليفراني، و«علم الاجتماع الديني» لسابينو آكوافيفا، و«علم الأديان» لميشال مسلان. ومن مؤلفاته الخاصة: «الدّين في الغرب» و«الأديان الإبراهيمية: قضايا الراهن». له عدَّة مقالات ودراسات في الدوريات والصحف العربية تتناول الظواهر الدينية، كما صدرت تحت إشرافه مجموعة من الترجمات عن الإيطالية في الرواية والفكر والسياسة.

Image

:دنى غالي / Duna Gali

كاتبة ومترجمة مقيمة في الدنمارك. صدرت لها روايات: «النقطة الأبعد»، «عندما تستيقظ الرائحة» ورواية «منازل الوحشة». كما صدرت لها مجاميع نصوص نثرية وشعرية أيضاً. أصدرت كذلك باللغة الدنماركية رواية ومجموعتي نصوص نثرية وشعرية، إضافة إلى ترجمات أدبية من اللغة الدنماركية. آخر إصدار لها كان رواية «بطنها المأوى» عن (منشورات المتوسط) 2017، بعد «لا تقصصي القصص يوم الأربعاء» 2016.

Image

را بيج / Ra page:

مواليد 1972، المؤسس والمدير التنفيذي لدار النشر البريطانية، “كوما برس”. حرر بيج أكثر من ٢٠ مجموعة من المختارات، وأشرف على سلسلة «قراءة المدينة» الصادرة عن كوما برس. وكذلك الإشراف على سلسلة «قراءة المدينة» للكوما، والتي صدر عنها كتاب غزة، وكتاب الخرطوم، ومن المقرر أن تركز على القاهرة وطهران ودمشق خلال العام المقبل. بيج أيضاً محرر مشارك في سلسلة +100 للخيال العلمي، والتي تستخدم النزعة المستقبلية كأداة للاستجابة للأحداث الحالية والتاريخية. بدأت هذه السلسلة بـ «عراق +100» وستتضمن في وقت لاحق من هذا العام «فلسطين + 100»، والتي تتضمن قصصاً تحدث في عام 2048 بالضبط، بعد قرن من النكبة.

Image

بير بيرغستروم/ Per Bergström:

ولد عام 1979، ناشر سويدي ومنظّم مهرجانات يعيش في مالمو. يدير بيرغستروم منذ عام 2002 دار النشر Rámus التي تنشر الشعر والأدب المترجم، وهي أكثر دور النشر السويدية التي حققت سمعة طيبة في مجال الشعر المعاصر المترجم. بيرغستروم المدير الفني أيضاً لمهرجان Malmö International Writer’s Stage الذي يعد واحداً من أكثر المشاهد والأنشطة الأدبية شهرة في السويد.