تكلمنا في الحلقات الأربع الماضية عن خطر ظاهرة العروض الرقمي على الأدب والشّعر العربي الأصيل وعن ظاهرة حمل هذه المهمة من قِبل أشخاصٍ ليس لهم بعلم اللغة العربية والعروض والنحو والصرف لا ناقة ولا جمل !! يشكلون في عصرنا حربًا عشواء مبطنة على الشعر العربي الأصيل لهدم قواعده وتفعيلاته ولن أعيد ما ذكرته في الحلقات الماضية ” على الراغب بها مراجعتها ” ولكن ساتطرق اليوم لثلاثة مخاطرَ ملفتةٍ للنظر يتشدخ بها بعض الرقميين القلائل
ولستُ بصدد محاربة الفكرة الأساسية التي انطلقت منها عملية التهجين الأولى من التفعيلات اللغوية باللغة العربية إلى الرقمية المهجنة البعيدة عن التفعيلات الخليلة المعتمدة في كل الدول الإسلامية في تعليمها بجامعاتها ومدارسها .. وكما ذكرتُ أنّي ساتطرق لثلاثة ظواهرَ خطيرة على اللغة العربية والشعر العربي والقرآن نعم القرآن ..
الخطرُ الأول :
1/ محاولات الطعن في الخليل بن أحمد الفراهيدي وفي بعض بحوره والتّشكيك بجودتها وصحتها لغويًا .. طبعًا الهدف من وراء ذلك هو زحزحة الناس والشباب عن أوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي وهدم أصول الشعر العربي وكيانه من الأساس وفي نفس الوقت جذب الناس إلى دعواهم للعروض الرقمي وسأوضح هذه النقطة في الفقرة 2 .
الخطرُ الثاني :
يهاجم بعض الرقمين أهم تفعيلةٍ في البحور الخليلية لعلمهم إذا سقطت هذه التفعيلة أسقطت معها أكثر البحور الخليلية وتمكنوا من هدم المدرسة العروضية الخليلية و حجتهم في ذلك ما أتى اللّه بها من سلطان وهي ورود حرفٍ متحركٍ يليه ساكنٌ يليه متحركٌ يليه ساكنٌ
وبأنّ هذا التوالي لا صلة له باللغة العربية ولا صحة له !! وأنّ الخليل بن أحمد الفراهيدي قد أخطأ خطأً فادحًا حينما أورده بتلك التفعيلة .. وتناسى هؤلاء بأنّهم أبعد الناس عن اللغة العربية وعن لغة القرآن الكريم ولو عرفوا القرآن جيدًا وكلّفوا أنفسهم بتلاوته لتوصلوا إلى حقيقة وجود هذه الملكة اللغوية من تكرر توالي الساكن والمتحرك بقوله تعالى ( قل يا أيّها ) فقد اشتملت العديد من السور القرآنية عليها مما يجعل اكذوبتهم هذه في مهب الريح .
التفعيلةُ المهاجَمة :
التفعيلة التي يهاجمها بعض الرقميين بدافعٍ مجهولٍ لإسقاط عمود الخيمة للبحور الخليلية ومحوها من الوجود هي تفعيلة ” مسْتفْعلن ” متحركٌ ساكنٌ متحركٌ ساكن وتدٌ مفروق كما يطلقون عليه ..
نعم تفعيلة ” مسْتفْعلن ” ويعرف الشعراء من المدرسة الخليلية ماذا تعني تفعيلة ” مسْتفْعلن وما مكانتها في البحور الخليلية فلقد استهلّت بها أكثر البحور الخليلية وأقواها مثل :
بحر البسيط مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن
بحر الرجز مستفعلن مستفعلن مستفعلن
بحر الكامل المضمرة
بحر المنسرح .
الخطرُ الثالث :
قيامُ البعض منهم بمحاربة تلاميذ المدرسة الخليلية العروضية بصورةٍ مبطنةٍ تسقط الأقنعة عنها إذا ما أحسوا بخطر ازدهار البحور الخليلية وبمحاربة ابتكارات تلاميذ البحور الخليلية وبشنّ أبشع الحروب عليهم والتي لا يتناهى فيها معتوههم خ.خ عن الكذب والتزوير وصناعة الأباطيل لعرقلة أيّ تقدّمٍ للعروضيين الخليليين وشعراء المدرسة الخليلية بحجة أنّه لا يمكن الإتيان بأيّ بحرٍ مستحدثٍ بل وأنّ مايكتبونه من قصائدَ ماهي إلاّ مستكتتبة لهم ! فهم ليسوا بشعراء كما أنّ الخليل بن أحمد ليس بشاعرٍ في نظرهم !!!
وسؤالنا طالما أنهم ليسوا بشعراء من الذي يستكتب لهم ؟!
= هذه الحرب الهمجية التي يشنها أحد الفاشلين عروضيا وشعرًا ولغويا خ.خ لها سياساتها والتي للأسف يجهلها الكثير منّا ولتنتبهوا لهذه الحقيقة التي سأذكرها لكم يا أبناء الخليل بن أحمد الفراهيدي وسأسحب بقية النقاب عن تلك الوجوه ..
في الوقت الذي يحارب بعض الرقميين المدرسة الخليلية وتلامذتها ويحرّمون عليهم أصغر الإبتكارات وذلك لفسح المجال الأكبر لأوهامهم ووساوسهم لتحلّ محلّ العروض الخليلية وليتصدروا واجهة الأدب العربي بظنهم وليزحزحوا مخالفيهم من الخليليين عن الساحة .. يدعي أحدهم بأنه استحداث 211 بحرًا مستحدثًا طبعا ويصفقون له لأنه من ضمن منظومتهم الرقمية ..
انسانٌ واحدٌ يستحدث 211 بحرًا !!!!!!
لا تشكوا فلا أكتب ما لستُ على يقينٍ به ولقد رأيت العديد منها
طبعا ويدعوا الناس للعمل ببحوره المئوية وتعلمها وترك البحور الخليلية التي لا تتجاوز الخمسة عشر بحرًا .. يا للعبقرية 210 بحرًا ..
بحوره هذه طبعًا استبعدت منها تفعيلة مسْتفْعلن لتأكيد الخطأ المزعوم في بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي .. وقامت البقية على تفعيلات الخليل بن أحمد الفراهيدي بتلصيق تفعيلةٍ من كلّ بحرٍ بأخرى من بحرٍ آخرٍ وتتكرر العملية حتى بلغت في سنواتٍ لا تتعدى العشر 211 بحرًا مستحدثا !!!
يحاربون فيها المدرسة الخليلية بل وينظرون لها بالدّونية في قرارات أنفسهم طبعًا وفق المصلحة يكون لون جلد الحرباء .
حتى وصل الأمر بالمعتوه منهم خ.خ للتلاعب بآيات اللّه وتبديل مفرداتها شأنها شأن أباطيله الأخرى بحجة الأمثلة ..
أدلة هذا البحث المتواضع مرفقة بالصورة موضحة تخطئة تفعيلة مستفعلن والٱية المتلاعب بها وفق مايستدل به .. الصورة والتعليق لصاحب المدونة خ.خ ..
الآية المحرفة في الفقرة الثانية من الصورة أدناه وهذا نصها
( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات لهم جناتٍ تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير )