المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :العمل. …!؟

حتى الآن لا اجد الاهتمام بشأن تعظيم قيمة العمل
واتقانه ؛ وذلك لما سمعته عن أن الدولة تدرس تقليص
أيام العمل الاسبوعى إلى ثلاثة في بعض المصالح الحكومية !؟
ولأنى معنى بالموظف وقطعا أطل على عمله من زوايا
عديدة بغية انتظام المرافق وحسن أدائها؛
ولما كنت أرى السهر حتى الفجر ؛
وبدء الدوام الساعة الثامنة صباحا اى بعد طلوع الشمس بثلاث ساعات؛
ثم تطل علينا تلك الدراسة وكأنها تؤيد ماخلص إليه الباحث الانجليزى اياه من أن احسن وقت للعمل بعدالعاشرة صباحا ؛
!!!!؟
ويزداد العجب أن الدولة معنية بالتنمية وتسابق الزمن فى تحقيق نهضة شاملة ؛ والسؤال هل يمكن أن نصل إلى ذلك بتلك الأحوال والدعوات التى للأسف تأخذنا إلى تقنين الكسل
والخمول بل وقتل اى طموح للتقدم ؛ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟؟!
كنت فرحا بالسيسى وهو المبكر النشط وتخيلت انه سيأخذ كل الدولاب إلى نشاطه وهمته وإبعاد كل من يتكاسل ولايستيقظ مبكرا وقلت حتما سيغيرهم لأنهم سياخذونه للخلف ؛ ولكن مايحدث أخشى معه أن يأخذ السيسي نفسه ومثلى إلى الكسل والخمول وعندها سنضحى فى حالة مزرية؛
أظن المطلوب سياسة دولة وثقافة جديدة للعمل تعظم قيمة العمل وتربط حركة العاملين بالانجاز وأيضا ببرامج محددة؛
إذ اننى أخشى أن يبهت علينا الكسالى والخاملين وهم كثر
وأعتقد انهم الظهير المثالى لأعداء الوطن المتربصين لتقدمه
فهلا غيرنا توقيتات العمل لتضحى بعد الفجر ؛
وهلا قننا مواعيد غلق المحلات وتوقيت السهربماهو ضرورى؛
وهلا أخذنا الاخيار المبكرين فى مقدمة العمل؛
وهلا قمنا بعمل حملة توعية لقيمة العمل واتقانه ليضحى فلسفة مجتمع الكل ينشد تقدمه .
أتمنى ذلك !!!؟
2/9/2018

المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :التعبئة العامة …

يظن البعض أن عملية سيناء2018 ؛وما تقوم به قواتنا المسلحة والشرطة من عمليات ضد جماعات الإرهاب والتطرف ليست عمليات عسكرية بالمعنى الاصطلاحى ؛ وان هناك مبالغة فيما تباشره وان قيام الدولة بزيادة التسليح باحدث المعدات باعتبار أننا فعلا فى معركة تستهدف وجودنا أيضا مبالغة؛ وهذا للأسف خيبة فهم وتشكيك أعداء …..!!!!
إذ ان تحرر الإرادة فى 30 يونيو ابرز المواجهة مع هؤلاء الأعداء وفضحهم – وما قاله السيسي فى مؤتمر الرياض فى حضور ترامب كاشف بجلاء – ؛ وهذا البعض قد يكون حسن النية أو مغرض أو من فصيلة هؤلاء الخونة والاعداء ؛ وقد وضح بشكل قاطع لكل متابع امين ؛
اننا فعلا نعيش(( معركة )) ونواجه مرتزقة ومتطرفين معهم أحدث الأسلحة وليس هذا وفقط بل إن المعركة تمتد لكل شيئ ؛ ثقافية ، إعلامية ، …الخ فهى شرسة و على كل الجبهات وهى ا((فرضت علينا)) وتبتغى فى خطوة أولى(( افشالنا )) ليسهل ((سقوطنا)) (( وتفتيتنا)) كما هو مخطط؛
والحق أن رجالات مصر العظماء فى أجهزتنا السيادية ومن خلفهم قواتنا المسلحة العظيمة ورجالاته الشرطة العظماء كانوا على ((وعى كامل)) لهذا المخطط ؛ وأعتقد انهم استطاعوا أن يلقنوا هؤلاء الأعداء درس لن ينساه؛ وأعتقد أيضا أن هؤلاء الاعداء لن يتركونا نسير فى بناء إرادتنا الوطنية باستقلال ؛ لأن قوة مصر
تمثل لهؤلاء عائق فى تنفيذ ( الفوضى الخلاقة ) التى ارادوها والتى
اوقفت على يد مصر نعم على يد مصر وتجلى ذلك يوم انحازت القوات المسلحة بقيادة الفريق أول /عبدالفتاح السيسي والداخلية المصرية بقيادة اللواء / محمد ابراهيم ورموز الوطن المخلصين(( للشعب )) فى ثورته ضد عصابة الإخوان التى تمكنت فى غفلة من اعتلاء الحكم بفعل فاعل وتشجيع هؤلاء الأعداء !!!!؟ ؟
ومن ثم فإن الحقيقة التى يجب الانتباه لها هى :
(( أننا نعيش معركة وأعتقد أنها ستستمر مدة طويلة ))
فى إطار عولمة متوحشة وتكنولوجيا رقمية دشنت لتواصل وسيولة معلومات فى أغلبها دون قوامنا الأخلاقى للاسف تزيد اللهيب اشتعالا ؛ لهذا
أحسب أن تدشين الولاية الثانية للرئيس السيسي ( ببناء الإنسان المصرى وفق هويته ) إحدى حلقات المواجهة الشرسة مع أعداء الوطن ؛ ومن ثم وجب
تدشين(( إعلام دولة)) يتبنى وجهتها حيال التحديات
الجديدة والمتجددة مع تضافر أرباب الفكر والثقافة والفن والدعوة فى خلق (( حالة وعى )) بما نواجهه من عداء مختلف عما سبق وأيضا العمل على رفع درجة الشعب إلى مستوى ( التعبئة العامة ) للانضمام إلى قافلة التنمية والإصلاح التى يقودها السيسي ؛
والالتفاف صفا واحدا خلف هذا القائد فى معركة الوطن ضد الإرهاب والتطرف والفساد والشذوذ والانحلال الأخلاقى؛
لأننا جميعا فى خندق واحد اسمه ( الوطن ) ؛
وكلنا ننشد تقدمه ؛
والأمر ياسادة بات جد ؛ والعدو الذى نواجهه غدار ومتربص بحياتنا ووجودنا ؛؛؛
لهذا وجبت التعبئة العامة خلف القائد.؛
2/9/2018 

الدكتور عادل عامر يكتب عن :اسباب تفشي العنف والقتل والاغتصاب في المجتمع

550ألف بلطجي ومسجل خطر في محافظات مصر، يرتكبون كل يوم شتى أنواع الجرائم بمقابل مادي، حيث تحولت «البلطجة» إلى مهنة ولديها قوة وعتاد لبث الخوف في نفوس الآمنين. وقد أثبت الواقع العملي أن تشديد العقوبات ليس أفضل وسيلة لذلك، بل إن سرعة ضبط الجناة وتقديمهم لمحاكمة عاجلة وتنفيذ الأحكام عليهم، قد يكون من أهم آليات الردع والزجر.

 كما أرى أن الحلول التشريعية تتكامل مع نشر ثقافة الوعي بالقانون، وذلك ما أردده منذ نيف وثلاثين عاما أن الوعي بالثقافة القانونية، هو صورة متمازجة وشاملة لكل أنواع الوعي، وفى مقدمتها الوعي الاجتماعي، وهذا يعنى استيعاب المواطن لكل ما يدور حوله من علاقات ومفاهيم وأهداف من خلال تصورات قانونية سليمة؛ بأن يتبنى هو بذاته القانون، وأن يعتبره قيمة من القيم التي يحترمها،

وأن يتعامل مع واجباته بوصفها شيئًا وجد لمصلحته، حاضرًا له ومستقبلا لأبنائه، وهو أمر لا يتأتى إلا من خلال منطق بناء وعيه بضرورة وجود القانون في حياته، وبفائدته، وبأنه جزء لا يتجزأ من مسؤوليته الشخصية، وهو واجب وطني وأخلاقي لا مراء فيه، وكذلك تعميق إدراكه بأن هناك ناظمًا موضوعيًا يحكم علاقاته، وهو القانون. الذي يستظل الجميع بحمايته إنصافاً للحق، أو يقع تحت طائلته حسابًا وعقابًا !!

 أن القاهرة مازالت بعيدة عن تطبيق ما تفرضه الاتفاقيات الدولية فيما يخص حماية الأطفال أن التشريعات القانونية المتعلقة بالأطفال في مصر مازالت “حبرا على ورق” خاصة في ظل عدم مراعاتها للاتفاقيات الدولية التي لا تطبق.

 الفقر والبطالة وفقدان فرص العمل وزيادة الأسعار والظروف الاقتصادية السيئة قد تدفع الي القيام بأعمال عنف منها البلطجة مقابل الحصول على الأموال فضلا عن أن الاقتصاد بتقلباته له تأثير على المجتمعات الفقيرة ويعد من الأسباب الخطيرة المحركة لأعمال العنف ومنها الإرهاب. لإرهاب الذي يتسبب فيه الفكر الديني المتطرف الذي يكفّر الآخر ويلغيه ويستبعده وتراجع الدور السياسي للعديد من الاحزاب مما يعطي إحساسا للمواطنين بعدم وجود قنوات تعبير مؤثره وانسداد مسارات الحوار وعدم الجدية في مجال العمل الاجتماعي والحقوقي

 حيث إن بعض الهيئات والجمعيات الاجتماعية والحقوقية تركز على الجانب الإعلامي وتعمد الي تضخيم ما تقوم به من فعاليات دون التركيز على مضمون العمل نفسه وضعف القنوات الشرعية التي يمكن من خلالها أن يُعبّر المواطن عن رأيه كل هذه أسباب لحدوث حالة من مشاعر الرفض والغضب لدي البعض يترتب عليها توليد العنف.

أن عدم الطمأنينة والاستقرار في جوٍّ عائلي مضطرب مثير للمشاعر والعداء أو غياب الأسرة والإحساس بالضياع والضغوط والمشكلات التي لا يستطيع الفرد مواجهتها. المرعب في الأمر أننا بدأنا نعتاد قراءة مثل هذه الأخبار، مع أننا ركزنا في النماذج المذكورة في المقدمة على «جرائم القتل العائلي» التي حدثت بسبب الضغوط الاقتصادية والأزمات المالية فقط، والمنشورة بالطبع في الصحف والمواقع المصرية، دون إشارة لجرائم أخرى تحدث داخل نطاق الأسرة كالتعذيب والاغتصاب وزنا المحارم والسرقة والشروع في القتل.

وتجدر الإشارة إلى تحول آخر خطير؛ وهو أن العنف الأسري، قديمًا، كان يحدث تحت غطاء «تربوي»؛ أي تأديب الزوج لزوجته، أو أحد الأبوين لأبنائه، لكنه بات أكثر تطرفًا وتحول لجريمة كاملة الأركان يغلفها الحقد والانتقام، تصل في كثير من الأحيان للقتل أو تشذ للعنف الجنسي واغتصاب المحارم والاعتداء الجنسي عليهم.

وجرائم القتل العائلي هي أحد أشكال العنف العائلي التي يقتل فيها فرد داخل نطاق العائلة فردًا آخر ينتمي لها، وباتت خطرًا يهدد المجتمع المصري خلال السنوات القليلة الماضية، حيث كشفت دراسة حديثة أن 63% من الجرائم أصبحت ترتكب داخل نطاق الأسرة. كما أوضحت دراسة بعنوان «الدوافع الاجتماعية والاقتصادية لجرائم القتل في الأسرة المصرية»، للدكتورة حنان سالم، أستاذ علم الاجتماع الجنائي جامعة عين شمس، أن جرائم القتل العائلي تمثل من ربع إلى ثلث إجمالي جرائم القتل، وهو معدل ضخم ومخيف.

وتحدث جرائم القتل العائلي في مصر لأسباب عديدة، أبرزها جرائم الشرف، والعجز الجنسي للأزواج، وانخفاض الوازع الديني، وانخفاض المستوى التعليمي أو الجهل، وخلافات الميراث، والضغوط النفسية والمشكلات الاجتماعية، واستجابة بعض الأشخاص للأزمات بطريقة مُدمِرة. لكن يبقى ثالوث الفقر والإدمان والبطالة الأبرز في الآونة الأخيرة.

ولعبت العوامل الاقتصادية دورًا مؤثرًا في هذا التحول، وخاصة عوامل مثل؛ الفقر وبطالة رب الأسرة وانخفاض مستوى الدخل وارتفاع الأسعار مقابل ثبات الدخول، وكذلك الرغبة في الحصول على المال أو الميراث.

كما تهدد الأوضاع الاقتصادية المزرية بمزيد من التفكك الأسري، فبسبب عدم كفاية الدخل يضطر الكثير من الأزواج للترحال للبحث عن عمل بالخارج، أو هجر أسرته والتخلي عن مسئولياته تجاهها، وبالتالي ترتفع نسب الطلاق والمرأة المعيلة، في الوقت الذي تزداد فيه جرائم التحرش والاغتصاب لعجز الشباب عن تدبير تكاليف الزواج، مع زيادة تشغيل الأطفال وتسريبهم من التعليم للمساعدة في موارد الأسرة، ولجوء البعض للإدمان كوسيلة للتغيب عن الواقع المؤلم، وكل هذه العوامل تصب باتجاه ارتكاب المزيد من الجرائم الأسرية والمجتمعية وانهيار الأمن داخل المجتمع.

وتكمن خطورة انتشار العنف والجرائم الأسرية إلى أن الأجواء الأسرية المشحونة بالتوتر والصراع تكون بيئة مُهيَئة للإصابة بالأمراض العقلية والنفسية والسلوكية للأبناء؛ أي أنها تُخرِج للمجتمع أجيالاً متأهبة لارتكاب مزيد من العنف والجريمة والانحراف دون شك. أن “نسبة الإجرام الجنائي أصبحت مرتفعة، لوجود مطلوبين أمنيًا في الشوارع وانشغال قوات الأمن في مطاردة الإرهابيين،

 وارتكان الأمن إلى خطط تهتم بقدرات عناصر الأمن الفردية”. أن تراجع العمليات الإرهابية منذ بداية العام الجاري، يجعل الأوضاع الأمنية مهيأة لزيادة الاهتمام بالأمن الجنائي، مع الاحتفاظ بالقدر الكافي من العناصر الشرطية لمواجهة جماعات العنف، من خلال وحدة مكافحة الإرهاب أو العمليات الخاصة التي تتشارك مع القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب في مناطق مختلفة.

 تعد ظاهرة خروج الطلاب على القانون من الظواهر التي تعاني منها المجتمعات الحديثة، وقد بدأت حدتها في الازدياد تبعا لازدياد حركات الشباب في العالم التي أصبحت سمة من سمات العصر والتي هي النتيجة المنطقية لحالة القلق وعدم الاستقرار التي يعيشون فيها نظرا لتعقد سبل الحياة وتصارع القيم الحادة بين الأجيال القديمة والحديثة وعدم رضاهم عن النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي باتوا يعتقدون أنها فشلت في تحقيق الحياة الكريمة لبنى الإنسان

 أن هناك عوائق عدة لم تتعامل معها الحكومة المصرية حتى الآن لمواجهة الجريمة الجنائية بشكل احترافي، حيث أن عملية تسليح أفراد الشرطة أضحت بحاجة إلى التطوير في ظل امتلاك العناصر الإجرامية لأسلحة ومعدات أكثر تطورا من قوات الأمن. ان للظاهرة اسباباً اخرى، “لا ربط بين الرذيلة والعلم، ولكن انحراف الطالبات وسقوطهن في براثن الدعارة والمخدرات يرجع لأسباب عدة، منها التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي ساعدت على ظهور فئات جديدة تفتقد المعايير الاخلاقية والوازع الديني في سلوكها وفي تربيتها لأبنائها، كذلك تقليص دور الدين في الاسرة المصرية وسيادة التدين المظهري، علاوة على الدور السلبي لوسائل الاعلام، بعدما تحولنا الى السموات المفتوحة.

ويمر المجتمع المصري في الوقت الراهن بمرحلة تتسم بالتغير الاجتماعي الواسع المدى الذى يشمل البناء الاقتصادي الأساسي، وما يعلوه من قيم وعادات وتقاليد، ويرد هذا التغير أساسا إلى الجهود المخططة التي تبذل على مستوى الدولة لجعل المجتمع المصري يتوافق مع النظام العالمي الجديد الذى يطلق عليه العولمة،

وإذا كانت مرحلة الانتقال إلى محاولة التعايش مع العولمة تثير مشكلات اقتصادية وسياسية، إلا أنها أيضاً تثير مشكلة اجتماعية بالغة الخطورة يمكن – إن لم تجابه بطرق علمية دقيقة وبنظرة سياسية ثاقبة – أن تضع عقبات أمام طريق التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومن بين هذه المشكلات مشكلة إجرام الطلاب التي تتخذ مظاهر متعددة.

 

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :العربُ والجيلُ الرابعُ من الحروبِ الاستعماريةِ

لا يوجد فترات هدوءٍ لدى الدول الاستعمارية الكبرى، فهي لا تستريح إلا لتنطلق من جديد، ولا تتوقف إلا لتستأنف بقوةٍ مرةً أخرى، وهي لا تضيع أوقاتها، ولا تفقد بوصلتها، ولا تضل طريقها، ولا تخطئ هدفها، وهي تعرف غاياتها، وتحدد بدقةٍ مسارها، ولكنها دوماً تغير في أسلوبها، وتشكل في طرقها، إلا أنها لا تتوقف عن سياستها الاستعمارية، ولا يموت عندها نهم التوسع وغريزة القوة والبقاء، وحب السيطرة وجنوح العظمة، والرغبة في الاحتواء والهيمنة، والسيطرة والتحكم، وإلا فإنها تنتهي وتتلاشى، وتصبح هدفاً للأقوياء، وعرضة لغزوات الكبار، الأمر الذي يجعلها دائماً في حالة ترقبٍ واستنفار، وجاهزة لاستهداف الخصوم ومهاجمة الأعداء، أو المبادرة لتحقيق المكاسب وتسجيل الانتصارات.

الدول الاستعمارية الطامعة في بلادنا وخيراتنا، والخائفة على الكيان الصهيوني والحريصة عليه، لم تعد مضطرةً إلى احتلال بلادنا وغزوها، وتدمير مؤسساتنا وإفشالها، وتحطيم قدراتنا العسكرية، وتخريب أنظمتنا الدفاعية، واستهداف منظوماتنا الهجومية والقتالية، وضرب منصات صواريخنا بعيدة ومتوسطة المدى، أو تدمير طائراتنا المقاتلة على مدارجها في المطارات، أو أثناء تحليقها الاستعراضي في الجو، وتفكيك جيوشنا الوطنية وتسريح جنودنا البواسل، والقضاء على روح الخدمة العسكرية والوطنية في بلادنا لدى أبنائنا وأجيالنا.

إن كل هذه الأهداف الكبيرة وغيرها مشروعة ومطلوبة، وملحة وعاجلة، ولا يمكن تجاهلها أو إهمالها، إلا أن الدول الاستعمارية لم تعد مضطرة لأن تنجز هذه المهام وتحقق كل هذه الأهداف بنفسها، ولم يعد يلزمها تسيير الجيوش وتحريك الأساطيل، والنزول على الأرض وفي الميدان لمواجهة الخصوم، أو اقتحام المواقع واجتياز خطوط النار، إذ فضلاً عن أن وكلاءها ينوبون عنها ويقومون مقامها، فهي لم تعد تستطيع تقديم ضحايا بشرية في سبيل مشاريعها القومية وأحلامها التوسعية.

فقد انتهى وفق نظرياتها زمن الحروب التقليدية المكلفة، والمعارك البرية القاسية، وعمليات المقاومة الموجعة، التي كبدتهم الكثير من الخسائر في الأرواح، وقد كانوا بفعل المقاومة يضطرون لبناء مقابر في أرض المعركة لجنودهم، أو نقل جثامين قتلاهم في توابيت طائرة، ملفوفة بأعلام بلادهم إلى عواصمهم، الأمر الذي كان سبباً في اندلاع الثورات ضدهم، وتحريك الشعوب ضد سياساتهم، وقد نجحت بعضها في إلزام حكومات بلادها بالانسحاب والتراجع، وإنهاء القتال والعودة إلى البلاد.

فهل وجدت الدول الاستعمارية ضالتها في الجيل الجديد من الحروب التي تسمى بالجيل الرابع، التي تدار بالوكالة، وتشغل بالمستخدمين، ويقوم بها العمال والأجراء، والدهماء والغوغاء، والعصابات المسلحة والمجموعات المنظمة، والقوى المحلية والشركات الأجنبية المستأجرة، ويسعر أوارها ويزيد من لهيبها الجهلة والسفهاء، والمجرمون والقتلة، وتحرك نارها العصبيات الدينية والقوى المذهبية، والطائفية السياسية والاثنية القومية، وغيرهم من القوى التي ضلت طريقها، وأخطأت مسارها، وسلمت للعدو قيادها، وقبلت أن يكون خطامها بيده، وأمرها منه، وقرارها الصادر عنه.

نجحت الدول الاستعمارية في زعزعة الاستقرار في بلادنا، وبث الخوف في أوطاننا، وتخويف أبنائنا وإرهاب شعوبنا، ومزقت مجتمعاتنا، وزرعت بيننا جماعاتٍ ليست منا، ولا تنتسب إلينا، بثت فينا الفرقة، وصنعت بيننا الفتنة، وأحدثت في صفوفنا مقتلةً عظيمة، لم يكونوا في حاجةٍ أبداً لأن يكونوا هم على الأرض، ويلعبوا بأنفسهم هذه الأدوار التخريبية، بل أوكلوها إلى بعضٍ من شعبنا، ممن قبلوا أن يلعبوا أدواراً قذرة، وأن يتموا ما بدأه الاستعمار قديماً، وما خطط له حديثاً.

إلا أن الوكلاء المارقين قد أجادوا الدور وأحسنوا المهمة، وقاموا بأكثر مما كان يحلم به الاستعمار ويتمنى، ومضوا بغباءٍ مقيتٍ وساديةٍ ملعونةٍ في تخريب البلاد وتقويض الأوطان، وهم يظنون أنهم بعد إتمام مهمتهم سينصبون عليها قادةً وحكاماً، وسيتوجون فيها ملوكاً ومراءً، وما علموا أن الاستعمار سيلفظهم، وسيتركهم ويتخلى عنهم، وأنه كما استخدمهم لتنفيذ أغراضه، فإنه سيستخدم غيرهم ليقضي عليهم ويتخلص منهم.

تريد الدول الاستعمارية بالقوى المحلية المتحاربة، إنهاك بلادنا، وتبديد ثرواتنا، وتشتيت جهودنا، وتشريد أبنائنا، وتآكل هياكلها وسقوط قيمها ومفاهيمها، وقد أصبح بإمكانها من خلال سياسات الحصار العام والعقوبات الاقتصادية المؤلمة، تدمير الاقتصاد، وانهيار العملة الوطنية، وتراجع القدرات الإنتاجية، والتسبب في حدوث انكماشٍ اقتصادي، وحالة من الركود والبطالة، تجعل المجتمع خرباً، والاقتصاد هشاً، والحياة العامة معطلة، وبات هدفها خلق دولٍ فاشلة، تعجز عن حماية أنفسها، ولا تقوى على تهديد غيرها، بل تطلب العون والنصرة من أعدائها، لظنها أن عدوها بات صديقاً لهم، لا يهدد أنظمتهم، ولا يزعزع الاستقرار في بلادهم، ولا يطمع في ثروات أوطانهم.

هذه النظريات الاستراتيجية الجديدة التي اعتمدتها الدول الاستعمارية وفي المقدمة منها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية وإلى جانبها ربيبتها بريطانيا، تكشف بوضوحٍ عن كثيرٍ من الألغاز والغموض التي رافقت واكتنفت السنوات السبع العجاف الماضية، التي أطلق عليها اسم “الربيع العربي”، فقد آتت ثورات الربيع العربي للغرب الثمار المرجوة والأُكل المطلوبة، التي كانوا يحلمون بها ويتمنونها، فقد فككوا دولنا العربية، وعمقوا الخلافات البينية بينها، وأسسوا لسياسات الحصار والعزل، والإقصاء والطرد، ودمروا أكبر الجيوش الوطنية العربية، وشغلوها عن القضايا الأساس التي تقوم عليها عقيدتها القتالية، وما زالوا يخططون لتدمير ما بقي أو سَلِمَ من الجيوش العربية، وتسببوا في حدوث أوسع موجات هجرةٍ عربيةٍ، عمادها الشباب والطاقات العلمية والفكرية، وزهرة أبناء الأمة العربية، الذين يشكلون عماد الجيوش وقلب أنظمتها الدفاعية.

لن يمضي وقت طويل قبل أن نكتشف أننا كنا جميعاً ضحايا لعبة دولية كبرى، وأننا كنا دمىً صغيرة وأدواتٍ رخيصة في أيدي اللاعبين الكبار، الذين عبثوا بنا وقامروا بأمننا، وتاجروا بدمائنا واستولوا على خيرات بلادنا، واستخدمونا في الجيل الرابع من الحروب كما باعوا لنا من قبل الجيل الرابع من الاتصالات التجسسية، فساقونا جميعاً إلى فوضى مدمرة، وحروبٍ عبثية، وأشعلوا في أوطاننا ثوراتٍ وهميةٍ، عصفت باستقرارنا، وأفسدت حياتنا، وحرفتنا عن مسارنا، وزينت لنا عدونا، وشوهت في عيوننا أصدقاءنا، لكننا لم نتعلم الدرس، ولم نأخذ العبرة، ولم نعِ من المحنة، ولم نوقف المجزرة، ولم ننه المهزلة، وما زالنا كالمواشي والأنعام، نساق كل صباحٍ إلى ذات المسلخ، ونذبح فيه كل يومٍ على يد ذات الجزار وبسكينه من جديد.

بيروت في 2/9/2018

 المستشارحامد شعبان سليم يكتب عن :ثقافة الولوج. …!!!؟

لفتنى بقوة عالم متخصص فى كتاب له بعنوان :
(( الثورة الرقمية ثورة ثقافية ))
أشار فيه إلى أننا على أعتاب ((ثورة صناعية ثالثة))
مرتبطة بتكنولوجيا الإعلام والتواصل ؛
ولأن الموضوع خطير وحساس وجله يعتمد على الالكترونيات والانترنت ؛
فإننى اترك هذا لذويه؛
ولكن ما اود ان ألفت النظر إليه إلى أننا فى مصر حتما
نعيش هذه المرحلة اى ( الثورة الرقمية ) ؛
لهذا بتنا نسمع عن حكومة الكترونية ، وحوكمة؛ ….الخ
وبات الأمر يتطلب ثقافة من نوع ( جديد )
واقتبس من فكر هذا المتخصص وهو ( ريمى ريفيل)
مؤلف هذا الكتاب؛
مصطلح أطلقت عليه …. (( ثقافة الولوج )) ؛
فنحن نتعامل مع ماينشر من معلومات وصور وأخبار ؛
كل فى إطار دائرة اهتمامه؛ ولأن المعروض به غث وسمين؛
وكونية العالم اوصلتنا إلى عولمة لهذا التبادل المعلوماتى؛
ولاشك أن هناك من يتجسس من خلال تلك المعلومات المعروضة بل ويقف على الأخبار بشكل معين توصلا إلى مآرب عدائية تخريبية؛
حتى رأينا الآن مصطلح جديد اسمه :
(( التنمر الالكترونى )) وهو للأسف الاستخدام السئ والابتزاز الرخيص من قبل بعض المواطنين ؛
وإزاء ذلك فإن الأمر بات يحتم علينا
استيعاب جيد للتكنولوجيا الرقمية؛
وتوفير أمن يظلل هذا العالم؛ والذى سيستخدم تقريبا فى كل مناحى الحياة؛
وأيضا ثقافة جيدة للتعامل مع هذا العالم الرقمي
بعد أن بات يدشن لديمقراطية ثقافية شرسة ؛
المنتصر فيها لمن يملك إرادة المبادئ والقيم؛
وشخصية ثابتة تملك ناصية الفرز والاختيار حال الولوج
إلى هذا العالم الجديد؛
فهلا اعددنا أنفسنا بما يتناسب وهذه الثورة الجديدة ،
2/9/2018