من السهل أن تنقد غيرك ، وأن تلقى تبعة فشلك عليه ؛
وأحيانا يرسخ لدى البعض أن هذا الغير هو السبب فى التأخر أو تحقيق ما يصبوا إليه من آمال؛
بل يصل إلى حد أن هناك ( مؤامرة ) ضد تقدمه؛
وتصبح دائرة هذا ( نقد الآخرين ومؤامراتهم المزعومة فى أغلبها من وجهة نظره )
ويصل إلى ( حالة تهويل ؛ وتشكيك؛ وريبة ) لكل مسلك يصدر من الغير حتى ولو كان واضح الإيجابية؛
وأعتقد أن مثل هذا ( أسير تخلف حضارى ) ؛ !!!!!؟
اى ان لديه خلل فى إلفهم راجع لغيبة العقل وأعماله بما يجب حيال مجريات وأحداث الدنيا متغلبا ومعمرا وهانئا بها؛
وأعتقد أنه أقرب إلى الخرافات منه إلى الحقائق؛
تقريبا هذا هو مقياس الإنسان ( المتخلف )؛
وأيضا حال ( الدولة المتخلفة )؛
واذا توجهنا بالسؤال لأنفسنا هل نحن دولة متقدمة أو نامية أو متخلفة ؟ ؟ ؟
أعتقد بأننا دولة ( متخلفة ) وتلك حقيقة وفق معيار العطاء الحضارى المعلوم ..
فلماذا وصلنا إلى هذه الحالة ؟ ونحن أمة العمران والبناء والعطاء الحضارى ؟ ؟ ؟
هذا هو السؤال المفصلى الذى يجب أن نواجهه بشجاعة
محددين الأسباب بغرض العلاج الحقيقى طالما ننشد التقدم ؛
والأسباب عديدة لعل أبرزها توقف الإجتهاد والنظر والفكر؛
والاستغراق فى ما آل إليه جهد الأوائل وقت زمانهم واسقاطه على واقع مختلف والباسه أحيانا ثوب القداسة من المتدينين
( الشكليين ) الذى ابتعدوا بالإسلام عن جوهره
وهذا يرجع الى هجران العلم وقواعده؛
فبتنا كما نرى؛ لهذا فإن أخطر مشروع يتبناه السيسى الآن
هو بناء الانسان تعليميا؛ لأنه بهذا يعيد البوصلة إلى مسارها
ولعل أحد المداخل لأحداث حالة (( العطاء الحضارى )) هى
((نقد الذات)) ؛ دون مواربة بعيدا عن التهويل أو التهوين؛
فحينما نشخص حالتنا بما يتفق والواقع والحقيقة ؛ بحثا عن تناول العلاج الشافى فإن هذا هو الانطلاق الحقيقى لعملية التنمية الشاملة ؛
أما حالة ( عمى الذات ) التى يعيشها كثرة الآن؛ حفاظا على مكاسب أو مراكز فإنها كفيلة ((بوقف حالنا )) نحو مشروع بناء الأمة حضاريا لتتبوأ مكانتها ؛ فإذا كان لنا أعداء بالداخل والخارج فتلك سنة ستظل قائمة وخاصة مصر باعتبارها معدن الخير ومركز الكون الحضارى؛ وهذا قدرها؛ ولايوجد مايحول دون أن تواصل عطائها الحضارى وفق القيم والمبادئ
والثوابت والموضوعية والمنهجية العلمية التى يحترمها العالم ؛
مع الأخذ فى ذات الوقت بأسباب القوة لردع كل من يفكر فى إيقاف مشروعنا التنموي؛
قال تعالى (( إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
فلنبدأ بذاتنا لننتصر عليها؛
عند ذلك ستنتصر على كل التحديات؛
فنحن عمار وبناه وأصحاب رسالة وعطاء حضارى
وهو مايجب أن نعود إليه بتصحيح المفاهيم وإثراء الوعى
والتنوير ؛
وهو ما انطلقت إليه الآن مصر ؛
واتمنى ان نسير فيه بثبات ووفق قواعد ثابتة
لنلحق بركب التقدم ؛
والذى هو أمل كل المصريين.
13/9/2018
الزمان المصرى 