حسن بخيت يكتب عن : ” إذا سرق فيهم الشريف تركوه !!!”

قال نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»

لم أجد من مصطلحات اللغة أبلغ ولا أدق من كلام رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، لكى أبدأ به تقريرى هذا … لما تحمله هذه الكلمات من المبادىء الأساسية اللازمة لاستقرار الحياة البشرية ، وحماية النفس والحياة في المجتمعات ، وحماية النظام العام في المجتمع ، وصيانته من الخروج عليه والإنحرام عن القوانين والتشريعات التى تصون المواطنين جميعا” كانوا مسلمين أو غير مسلمين ، وحماية للحياة الشخصية والملكية الفردية في هذا المجتمع …

فإن الله _ سبحانه وتعالى _ يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة ، هداية للأمة في مراحل الشرود والتيه ، وتفسير لحالة الاستقرار التي ينعم بها الإنسان في الدول الغير مسلمة في بقاع الأرض ، وتفسيرا” لحالة الفوضى والفتن التي تعيشها أغلب بلاد المسلمين ، وخاصة في الأونة الأخيرة …

قصة حقيقية تحدث في بريطانيا ، وهي دولة غير مسلمة ، عندما اكتشف رجل الأعمال المصري “محمد الفايد” أن شركة للنفط كانت تنقب بجوار أرض يملكها وأنها كانت تستخرج نفطا من أرضه منذ عام 2000 ، فلجأ الرجل للقضاء الذي أنصفه ومنحه الحق في 9% من فوائد عمليات استغلال البئر النفطية، بل منحه حق التعويض عن السنوات الفائتة بمبلغ قدره 7 ملايين جنيه إسترليني ، وفي نفس التوقيت نجد في بلاد المسلمين المتفرقة والمتشرذمة والمتناحرة القتل والظلم والبغي !!

أتذكر كارثة العبارة في وقعت في إحدى الدول العربية ، والتى قتل فيها أكثر من ألف شخص غرقا في البحر في واقعة ما سمى ” بعبارة الموت” وأدانت كل التحقيقات مالك هذه العبارة في كل من تقارير لجنة تقصي الحقائق وهيئة السلامة البحرية والطب الشرعي وتحقيقات النيابة، ولجأ الضعفاء المكلومون أقارب الضحايا إلى القضاء الذي حكم بالبراءة !!!
ويصدق قول نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم: «إنما أهلك الذين قبلكم، أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد»

أما قصة اليوم التى يتابعها الملايين عبر مواقع التواصل الإجتماعي ، فهى قصة العامل المصري بدولة “الأردن الشقيقة ”
“فوزي احمد البرادعي” 28سنة ، عامل شاب ريفي بسيط من احدى قرى مركز ديرب نجم بمحافظة الشرقية عمل بعدة مهن ولكنها لم تدر عليه الربح المطلوب ليتمكن من الزواج والمساهمه في مساعدة اشقاؤه بعد وفاة والديه فقرر البحث عن لقمة العيش في احدى الدول العربية ، فاستطاع أن يجد فرصة عمل خارج مصر ، وسافر إلى المملكة الأردنية الشقيقة ليعمل كحارس عقار في العاصمة” عمان ” ،وكانت الحياة تسير على مايرام وراضي بالحال ويحمد الله على ما قسمه الله له من رزق ، الى ان جاء اليوم المشئوم الذي قلب حياته رأسا على عقب ، فاثناء ذهابه الى الصلاة في احدى المساجد القريبه من مكان سكنه الذى يقطنه ، تفاجئ بسيارة فارهة يقودها شاب أرغن متهور ، تأتي مسرعة لتدهسه اسفل عجلاتها وتتعلق قطعه من ملابسه بها ليسحله سائقها في الشارع والقي به بعيدا وحاول الماره اللحاق به دون جدوى وهرعوا المارة مسرعين نحو فوزي معتقدين انه فارق الحياة ، ليجدوه ما زال حيا ، فنقلوه مسرعين لمستشفى “البشير” في عمان وهناك اكد الطبيب انه اصيب باصابات بالغه في كافة انحاء جسده ، ويحتاج الى عدة عمليات ، وبالفعل اجرى عدد من العمليات وبقى عدة ايام في غيبوبة تامه وبعد استفاقته وجد نفسه لايقوى على الحركه ليفاجئه الطبيب انه اصيب باصابات بالغه في العمود الفقري والقدمان وانهم قاموا بتركيب شرائح ومسامير في قدمه ، مهدد بالاعاقة التامة اذا لم يتلقى العلاج اللازم

يقول احد اصدقاؤه انهم تواصلوا مع الملحق الدبلوماسي في السفارة المصرية بعمان وطلبوا منه مساعدتهم في نقل زميلهم لمستشفى خاص ، في محاولة لانقاذ حياته ومستقبله من الضياع ولكن احدا لم يهتم لامرهم

واضاف انهم توجهوا لقسم الشرطة لمتابعة المحضر الذي تم تحريره بخصوص الواقعة وعلموا انه تم ضبط الجاني وهو اردني الجنسية وينتمي لاحدى القبائل ذات النفوذ في الاردن ، وتم ضبطه لتعاطيه المواد المخدرة ، وانه كان في حالة سكر اثناء قيادة السياره فحاولوا التواصل مع اعيان قبيلته لمطالبتهم بالمساعده في علاج زميلهم الذي تسبب نجلهم في تدمير مستقبله ليتفاجئوا بردهم ان نجلهم تم حبسه في قضية تعاطي المواد المخدرة وانهم غير مضطرين لمساعدة المصاب او تعويضه ، لانه في كل الحالات نجلهم سيبقى في السجن وستتم محاسبته ليصدم اصدقاؤه بعد ان حاولوا مساعدة صديقهم الذي جاء للاردن لتحسين وضعه ليتحول لمعاق ويضيع مستقبله ..
وناشد اصدقاؤه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي والسفير سامح شكري وزير الخارجية والسفيرة نبيلة مكرم عبيد وزيرة الهجرة واصحاب القلوب الرحيمة في انقاذ زميلهم ومحاولة نقله لمستشفى مؤهل لحالته ومساعدته في تكاليف العلاج واحضار شقيقه للاردن لخدمته والوقوف بجواره لانهم ينشغلون في اعمالهم والبحث عن لقمة عيشهم

ومن ناحية أخري : هذا الحادث لم يكن الأول ، ولن يكون الأخير ، فحوادث الإعتداء علي العمالة الوافدة في معظم دول الخليج ، وبالتحديد تكررت كثيرا في الفترة الأخيرة .وخاصة مطلع عام ٢٠١٧ والذي شهد إبعاد وتصفية الوافدين نتيجة لحملات الهجوم المتكررة من بعض أعضاء مجلس الأمة الذين يتخذون من العمالة الوافدة شماعة لكسب الأصوات في انتخاباتهم القادمة ، أو لعمل شو إعلامي لكسب مشاعر الشعب علي حساب العمالة الوافدة التى لا تجد من يدافع عن حقوقها ، أو ربما بحجة الإصلاح الإقتصادى وحالات التقشف التى تعانى منها بعض الدول العربية ..

في الحقيقة : لا أحد ينكر وجود معاناة حقيقية تعيشها العمالة الوافدة في بعض الدول العربية بفعل القوانين الصارمة والظالمة المفروضة علي الوافدين فقط ، وبسبب سوء المعاملة التى تتعرض لها تلك العمالة ، ليصبح الوافدون شماعة يعلق عليها المسئولون إخفاقاتهم ومشاكلهم في المجالات الصحية والتعليمية والأمنية والازدحامات المرورية وغيرها ، في ظل وجود فراغ في منظمات حقوق العمل والإنسان ، إضافة للأعباء المتزايدة المفروضة علي العمالة الوافدة مثل الضرائب علي الخدمات والمساكن والمرافقين وكل شيء ، والتى زادت من سوء اوضاعهم المعيشية ، وأجبرت الحياة القاسية والمعاملة الغير إنسانية عشرات الألاف منهم إلى مغادرة البلاد .
السؤال هنا
—————
أين القوانين العمالية للتصدى لهذه الإنتهاكات غير الإنسانية بحق العمالة الوافدة الذين باتوا يرزحون تحت وطأة ظروف أشبه بحياة الرقيق ؟

فالعمالة الوافدة أصبحت موتى وهم أحياء ، ونظرا لأن الضرب في الميت حرام شرعا” … فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .

المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :( واعملوا صالحا )…..!؟

استوقفتني أمس وأنا مع ( ورد القرآن الكريم ) !!!
وظلت تنادينى !!!
مهلا وانظر نى متبصرا؛ !!!؟
نعم ؛ (( فضلا )) !!!؟ ؟ ؟
فالله تعالى يقول :
(( ولقد ءاتينا داود منا فضلا
ياجبال اوبى معه والطير
وألنا له الحديد (10)
أن أعمل سابغات وقدر فى السرد
واعملوا صالحا
إنى بما تعملون بصير ( 11 ) – سبأ –
فحينما يتفضل الله على عبده بالنعم فان الأمر بات ملفتا له
ويلزم الانتباه وأداء حق المنعم فيما أنعم عليه ؛
انه الشكر؛
إنه العمل الصالح؛
انه النفع لكل الناس ؛ لازلت أذكر صاحبى فى الله د. إبراهيم الدسوقى ( رحمه الله ) وقد جلسنا سويا نتدارس؛ وفجأة
نادى على السكرتيرة :
اعيدى الكشف لهذا المريض. ..!؟ ثم نظر إلى معلما وكان هو الدرس الذى كنت فى حاجة إليه؛ فقد ضقت ذرعا بحاجات الناس وقصدهم اياى وبت فى حيرة ؛
قال لى صاحبى وكأنه يجيب على خاطرتى :
لقد ذهب الإمام الحسين لزيارة شقيقه الإمام الحسن فوجده
فى ( خلوته ) والناس أمام بيته فى انتظار خروجه لبعض حاجاتهم ؛ فقال لخادمه
أخبره أنى أتيت إليه واعطه هذه الرسالة ؟
نعم انها ( الرسالة ) …كتب له فيها :
يا حسن؛
(حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلاتملوها ،
فيمل الله انعامه عليك )
دونت ماسمعت وفرحت؛
وايقنت أن العدل ( رسالة ) تحتاج إلى استعداد خاص
ومجاهدة مستمرة بالضبط كصلاة العبد فى محرابه؛
نعم يلزم لصاحبها أن يكون على طهارة ووضوء وعلم وخلق كريم؛ فمبتغاه الحق وذاك يلزمه الفهم وهذا لايعطى إلا لمن
تواضع لله شاكرا
نعم إنها رسالة إصلاح لهذا
كان التوجيه (( اعملوا صالحا انى بما تعملون بصير )) .
24/9/3018

المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الإنتاج بمعرفة الدولة  بات ضرورة ….!!!؟ ؟

بدون تخمين أقصد الإنتاج الفنى؛
وباختصار لأنه يمثل رافد حيوي لتشكيل الذوق والجمال لدى المواطن ومن ثم يساهم بشكل فاعل فى الارتقاء الأخلاقى ؛
ولأن تكنولوجيات المعلومات وشبكة التواصل باتت حاكمة ؛
والفضائيات أضحت حاكمة فإن تربية الذوق والحس الجمالى بات ضرورة جنبا إلى جنب مع ثورتنا التعليمية ؛
وذلك بعد أن ثبت فشل كثير من (الخاص ) فى أداء هذه الرسالة
و اضحت وجهته البحث عن الكسب المالى على حساب قيمنا وثوابتنا وبات الانحراف والشذوذ نتيجة لما اقحم علينا من إنتاج هذا البعض ،
ولأننا شعب عاطفى بطبيعته وهذا مدخل خطير للتأثير والاتباع ؛ ولأننا منذ زمن ابتعدنا عن البوصلة بشأن مانريده من التعليم والثقافة والإعلام والفن؛
فقد اختلطت الأمور واهتزت القيم وبتنا نعانى أزمة أخلاقية ؛
الكل يراها فى الشارع والمصالح الحكومية والمعاملات؛
وسلوك الشباب وتاثرهم الرهيب بكل ناعق أو زاعق أو وافد
دون تمحيص أو تدقيق أو فرز مع سماوات مفتوحة؛
فهلا بادرنا بإعادة إنتاج الدولة للأفلام والمسرحيات والاغانى
بما يتفق ووجهتنا بشأن إعلاء القيم والفضائل وسياسة إتقان العمل لتحقيق نهضة شاملة؛
معذرة؛
لقد قاطعنى مواطن ينادى : صنية ياعم سيد !!!؟
فنظرت فوجدتها فول ويصل وخبز ومخلل؛
ووضح انه مشهور وبسيط فهو مستاسد على ( عربة خشب )
فى شارع جانبى ؛
بعد أن طالبته الدولة بعدم أشغال الطريق ؛
وخشية أن يطالب بسداد ضرائب مستحقة لهذا النشاط؛
عموما؛
لقد انتبهت وقلت مكررا :
نعم نحن فى حاجة لإنتاج الدولة بعد أن بات لدينا
ما أسمى ( بالإيدز الاجتماعى ) وزاد بخطورة نبه اليها
العالم الدكتور : أحمد المجذوب ؛
فهلا فعلنا سادتى .
24/9/2018 

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن: رسالةٌ أمريكيةٌ لإيران خاطئةٌ وآمالٌ عدوانيةٌ ضدها ساقطةٌ

إنها رسالةٌ أمريكيةٌ صهيونيةٌ عدوانيةٌ واضحة، وعمليةٌ إرهابيةٌ صريحةٌ، ومؤامرةٌ دنيئةٌ مكشوفةٌ، ودسائسٌ شيطانيةٌ معروفةٌ، وأدواتٌ للجريمة مستأجرةٌ، وأبواقٌ للتبرير واهيةٌ، وأصواتٌ شامتةٌ وقحةٌ، وأقلامٌ جاهلةٌ ضحلةٌ، وتغريداتٌ اليكترونية قذرةٌ، وتصريحاتٌ غريبةٌ مستنكرةٌ، وتبريراتٌ للعدوان ساذجةٌ، ورسالةٌ إلى المقاومة موجهةٌ، واستهدافٌ للدورِ مقصودٌ، وتهديدٌ للأمن متعمدٌ، وترويعٌ للمواطنين مدروسٌ، وغاياتٌ سياسية مشبوهةٌ، تلك هي المعاني التي حملتها العملية الإرهابية التي نفذت أثناء العرض العسكري للجيش الإيراني في منطقة الأهواز، إذ هي عمليةٌ أمريكية البصمات وعدوانية الأدوات وصهيونية المقاصد والغايات، وعليه يجب استنكارها والتنديد بها، وشجب المؤيدين لها والفرحين بها، والشك في نوايا الصامتين تجاهها والساكتين عن انتقادها وادانتها.

يخطئ من يظن أن نظام الجمهورية الإسلامية في إيران سيسقط وسينهار، أو ستتقوض أركانه وستتفكك قواعده، وسيتزعزع أمنه وسيفقد استقراره، وستخاف قيادته وسيرتعب شعبه، وسيفقد قاعدته وسيخسر حاضنته، وسيتراجع عن مبادئه وسيتخلى عن ثوابته، وسينكفئ طالباً الصفح، وسيتنازل آملاً في العفو، وسيستسلم مؤثراً السلامة وباحثاً عن الأمان، أو أنه سيخضع لمن يهدده وسيذعن لمن يخوفه، وسيرضى أن يكون تابعاً عند المشغلين أو ذيلاً عند المستكبرين، أو ترساً لدى الظالمين، أو بوقاً يستخدمه الغوغائيون، أو مطيةً يستغلها الحاقدون ويركب ظهرها المتآمرون، إثر عمليةٍ إرهابية استهدفت أمنه وقصدت دوره، مهما كان عدد الضحايا وآثار الجريمة، ونتائج العدوان وخسائره.

فقد اعتاد الإيرانيون على تقديم الضحايا والقرابين، والشهداء والمفقودين، في السلم والحرب، وفي الحج وأثناء تأدية المناسك، وفي زيارة العتبات وخلال المجالس الحسينية والمناسبات الدينية، فما وهنت عزيمتهم، ولا ضعفت عريكتهم، ولا ضجت ألسنتهم بالصراخ، ولا غرقت عيونهم بالدموع، ولا أعلنوا الاستسلام ولا رفعوا الراية البيضاء إقراراً بالهزيمة وتسليماً بالانكسار، ولا أبدى شعبهم رغبةً بالانكفاء أو ميلاً للانفضاض، ولا ارتفعت أصواتهم تطالب بالابتعاد وتنشد الحياد، وتعلن عن تخليها عن دورها وابتعادها عن واجبها، بل حافظوا على مكانتهم، وتشبتوا بأدوارهم، وبقوا صامدين على مواقفهم رغم كثرة الدماء المسفوحة والأنفس المزهوقة، فعادوا إلى الحج أفواجاً، وتمسوا بالمقاومة رجالاً، وحافظوا على نصرة المقاومة واجباً وتكليفاً.

إنها الإدارة الأمريكية الجديدة برئيسها الأهوج دونالد ترامب، وأركانها الشياطين الكبار، الذين يتولى كبرهم ويحرك أضغانهم نائبه مايك بنس ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، ووزير خارجيته مايك بمبيو، وحيزبونته الشمطاء في مجلس الأمن نيكي هايلي، وإلى جانبهم ومعهم الكيان الصهيوني وحكومته، وغيرهم من أعضاء الإدارة الأمريكية التي أسفرت عن نواياها الخبيثة وكشفت عن مخططاتها الشريرة، وكشرت عن أنيابها وأعلنت بصراحةٍ ووضوحٍ أهدافها السياسية، وبينت تطلعاتها ومراميها الاقتصادية.

فهي تريد إفقار هذه الدولة المسلمة وتجويع شعبها، وتتطلع إلى حصارها وتجريدها من عوامل قوتها، وتقليم أظافرها وتفكيك صواريخها، ونزع أسلحتها على اختلافها، ومنعها من تطوير قدراتها القتالية ووسائلها الدفاعية، في الوقت الذي تسعى فيه إلى عزلها عن محيطها، وخنقها داخل حدودها، وإبعادها وإقصائها، وتطويقها وتقزيمها، وشيطنتها وتلويث سمعتها وتشويه دورها، خدمةً للكيان الصهيوني الخائف، وتطميناً لشعبه القلق، ولهذا فقد جعلت هذه الإدارة على رأس أولوياتها في المرحلة القادمة مواجهة الجمهورية الإسلامية في إيران سياسياً واقتصادياً، وتشكيل الأحلاف الجديدة ضدها، اعتقاداً منها أنها ستستطيع فعل ما عجزت عن فعله عبر سنين طويلة وعقودٍ من الثورة كثيرة.

جندت الإدارة الأمريكية الجديدة معها عملاءً استرخصتهم، وأنظمةً استرهبتهم، وجنوداً أخضعتهم، وأدواتٍ استخدمتهم، وقادةً يسكنهم الخوف والفزع وعدتهم بالبقاء، وأنظمةً يتهددها الفناء تعهدت لهم بالاستمرار، وأوهمتهم بأن إيران عدوهم وهي الخطر المحدق بهم، وأنها تتربص بهم وتتآمر عليهم، وأنها تستهدف أمنهم وتسعى لتقويض أركان حكمهم، فصدقوها واتبعوها، وآمنوا بها ومشوا معها، وسلموهما مفاتيح بلادهم وخيرات أوطانهم وثروات شعوبهم، ظانين أنها ستحميهم وستدافع عنهم، وأنها ستبقيهم وستكون حليفتهم، تدافع عنهم وتصون أنظمتهم، وما علموا أن الإدارة الأمريكية تكذب عليهم وتستهزئ بهم، وتستغلهم وتستنزف ثرواتهم، وأنها تستخدمهم لأغراضها وتوظفهم لأهدافها، وأنها تدفعهم غالياً ثمن مواقفها معهم وانحيازها إلى جانبهم.

هل تظن الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت الحرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، أنها تستطيع بعملية الأهواز أن تسقط النظام الحاكم، وأن تضع حداً لأمانيه وطموحاته، وتطلعاته ورجائه، فتشغله بداخله عن أمته، وتغرقه في همومه وهواجسه، وتسقطه في حمأة مشاكله بعيداً عن دوره وواجبه، فكانت عمليتها الإرهابية في داخله رسالةً صريحةً منها، التي لا شك أنها راعيتها ومدبرتها، وأنها صاحبتها والمخططة لها، وأنه لا شبهة في غيرها ولا اتهام لسواها، فهي والكيان الصهيوني المستفيدة منها والمنتفعة بأهدافها، وهي الطامحة لها والساعية إليها، وإن نفذتها بأيدي أخرى وارتكبتها مجموعاتٌ محلية، فهي المسؤولة عنها والآمرة بتنفيذها وإن مولتها دولٌ ورعتها أنظمةٌ وحكوماتٌ.

حمقى هم أولئك الذين يصدقون الولايات المتحدة الأمريكية ويؤمنون بها، وسفهاء هم أولئك الذين يدورون في فلكها ويتبعون سياستها ويمجدون بها، فقد خفت عقولهم وسفهت أحلامهم وغار وعيهم إذ قبلوا أن يشتركوا معها في هذه المؤامرة الدنيئة، وأن يكونوا طرفاً في هذه اللعبة القذرة، وأن يسهلوا للمتآمرين مهمتهم ويذللوا العقبات في طريقهم، وما علموا أن الدور عليهم سيأتي، وزمان الخلاص منهم قد اقترب، ووقت انتهاء مهمتهم قد دنا، وأوان استبدالهم بخدامٍ غيرهم قد أزف، فأمريكا وحلفاؤها قد اعتادوا على التخلص من كل الأدوات الرخيضة، والبراءة من كل العملاء، والتطهر من كل الأدران والأوساخ، وكل من يقبل بالتآمر على أمته في عرفهم نجسٌ، ومن يرضى بخيانة مبادئه والانقلاب على ثوابته قذرٌ، والتمسك به سخافةٌ، والدفاع عنه مجازفة، والإبقاء عليه مخاطرة، والانقلاب عليه والتخلص منه وعيٌ وكياسةٌ، وذكاءٌ ودهاءٌ وهو أصلٌ عندهم في السياسة.

بيروت في 24/9/2018

الدكتور عادل عامر يكتب عن :موقف القوانين العربية من جرائم الشرف

 

في إطار الحديث عن علاقة القانون بالحياة والمجتمع لا بد من التأكيد على ما يرتكز إليه المشرع في سياسته التشريعية عند سن القوانين والتشريعات لتنظيم مناحي الحياة المختلفة ألا وهي الحاجة الاجتماعية، فالقانون ظاهرة اجتماعية بل هو ضرورة اجتماعية فلا يمكن تصور مجتمع بلا قانون لأن قواعد القانون تنظم العلاقات التي تنشأ بين الأفراد، لذلك يعرف القانون على أنه مجموعة القواعد التي تضعها السلطة المختصة لتنظيم الروابط الاجتماعية بين الأفراد داخل المجتمع وإلزام الأفراد باحترامها وإلا تعرضوا للجزاء، وقانون العقوبات باعتباره أحد أهم فروع القانون التي وضعت لتحقيق غاية اجتماعية متمثلة بحماية أفراد المجتمع من الأفعال التي تمثل اعتداء على نفس الإنسان أو عرضه أو ماله أو حرياته وهي ما أطلق عليها المشرع اسم الحماية الجنائية والتي يقصد بها أن يدفع قانون العقوبات جميع الأفعال غير المشروعة عن الحقوق والمصالح المحمية للأفراد.

فالسياسة التشريعية للمشرع في قوانين عقوبات الدول العربية عامة وقانون العقوبات الأردني لسنة 1960 المطبق في أراضي الصفة الغربية وقانون العقوبات الانتدابي لسنة 1936 المطبق في قطاع غزة خاصة تتمثل في تحقيق الحماية الجنائية من خلال نصوص القانون التي تجرم الأفعال التي تمثل اعتداء على حقوق الإنسان وحرياته وتفرض عقوبات على مرتكبيها، وبالرغم من أن المشرع قد نص على حماية نفس الإنسان من خلال تجريم فعل القتل إلا أنه وفي الوقت ذاته  قد نص على منح مرتكبي جرائم القتل على خلفية الشرف ما يسمى بالأعذار المخففة وهي ظروف مرتبطة بالجريمة تبقي على الصفة الجرمية للفعل لكنها تخفض العقوبة المقررة له، وأيضا الأعذار المحلة وهي الظروف المرتبطة بالجريمة التي تزيل الصفة الجرمية عن الفعل أي تجعل الفعل مباح، وهذا ما نص عليه المشرع في قانون العقوبات الأردني بخصوص القتل بسبب الزنا( على خلفية الشرف)، حيث نصت المادة 340-1 من القانون على أن “يمنح العذر المحل من العقاب الرجل الذي يفاجئ زوجته أو إحدى محارمه حال التلبس بالزنا مع شخص آخر فيقدم على قتلهما أو جرحهما أو إيذائهما كليهما أو احدهما”، فيتضح من خلال النص المذكور أن الزوج الذي يقتل زوجته أو إحدى محارمه أو شريكها يعفى من العقاب المقرر لجريمة القتل متى حدث القتل حالة مفاجئته لهما متلبسين بالزنا.

أما بالنسبة لمشروع قانون العقوبات الفلسطيني والذي لم يقر إلا بالقراءة الأولى وبالرغم من أنه تناول نصوص تعالج القتل على خلفية الشرف بالأعذار المخففة بدلا من الأعذار المحلة أي انه ساوى بين الرجل والمرأة من حيث مفاجأة كل منهما للآخر متلبسا بالزنا، إلا أن نص المادة 235 منه قد قصرت استفادة الزوجة من العذر المخفف في حالة تفاجئها بزوجها متلبسا بالزنا في فراش الزوجية فقط وهذا يترك المجال مفتوحا أمام العقوبة التي يستحقها الرجل إذا وجد في فراش غير فراش الزوجية.

وفيما يتعلق بموقف التشريعات العربية من القتل على خلفية الشرف فتصنف إلى اتجاهين: الاتجاه الأول وهو ما أخذت به معظم التشريعات العربية التي ترى في هذا العذر ظرفاً مخففاً للعقاب كالقانون المصري والعراقي والليبي والإماراتي، أما الاتجاه الثاني فتمثله بعض التشريعات العربية التي ترى في هذا العذر سبباً لإباحة القتل ورفع الصفة الجرمية عنه كالتشريع اللبناني والسوري والأردني، حيث اتضح أن التشريعات العربية المختلفة تعتد بهذا العذر من حيث تأثيره الايجابي على عقوبة القتل العمد ويرجع ذلك إلى أن الزوج إذا فوجئ بزوجته متلبسة بالزنا فإن من شأن ذلك أن يصيبه بثورة نفسية تفقده السيطرة على نفسه لشعوره بفداحة الجرم الذي شاهده وتأثيره الكبير على شرفه وشرف أسرته. 

فما تنص عليه قوانين العقوبات عبارة عن رخصة قانونية منحت للقاتل، فليس أمام القتلة أي رادع قانوني يمنعهم من ارتكاب جرائمهم فهم يتمتعون بحصانة قانونية من خلال الأعذار المخففة والمحلة، فالقاتل يعلم أنه سيقضي بضعة أشهر في السجن أو حتى لن يعاقب بحجة قيامه بعمل بطولي يتمثل بغسل عاره، وبالتالي نجد أن ما يدعيه المشرع في سياسته التشريعية التي تهدف إلى تحقيق الحماية الجنائية بمعاقبة كل فرد رجلا كان أم امرأة يرتكب فعلا مخالفاً للقانون وإعمالا لمبدأ المساواة أمام القانون بين الجميع لا يتحقق في نصوص القوانين الجنائية، فالقانون لا يحمي المرأة جنائياً من حيث كونها الضحية في مثل تلك الجرائم التي غالباً ما يتم ارتكابها باسم الشرف لإخفاء البواعث الحقيقية للقتل، كما أن القانون غير منصف للمرأة فلم يساوي في العقوبة بينها وبين الرجل بحيث يستفيد الرجل من العذر المحل إذا ما تفاجئ بزوجته متلبسة بالزنا مع آخر بينما لا تستفيد المرأة من ذلك العذر إذا ما تفاجأت بزوجها مع امرأة أخرى بل تعاقب عقوبة القتل العمد.

ونظرا للتزايد المستمر لجرائم قتل النساء في المجتمعات العربية اتجهت بعض الحكومات لإدخال بعض التعديلات على قوانينها الجنائية، حيث أصدر الرئيس السوري بشار الأسد مرسوما تشريعيا بإلغاء مادة في قانون العقوبات السوري تتعلق بالعذر المحل للقتل على خلفية الشرف واستبداله بأخرى تجرم مرتكبي تلك الجرائم وتمنحهم عذرا مخففا، حيث تم استبدال المادة 548 من القانون ببند جديد بنص على أن ” يستفيد من العذر العذر المخفف من فاجأ زوجته أو احد أصوله أو فروعه أو أخته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص لآخر فأقدم على قتلهما أو إيذائهما أو على قتل أو إيذاء أحدهما بغير عمد على ألا تقل العقوبة عن الحبس سنتين “، وقد أوضح وزير العدل السوري أنه كثرت في الآونة الأخيرة جرائم القتل والإيذاء بحق النساء بدواعي الشرف وأن المرسوم جاء لمعالجة حالات القتل على خلفية الشرف بما يتوافق مع أحكام القانون وقواعد العدالة .

أما الحكومة الأردنية فقد أدخلت تعديلا على المادة 340 من قانون العقوبات التي كانت تنص على” أنه يستفيد من العذر المحل من العقاب الرجل الذي يفاجئ زوجته أو إحدى محارمه حال التلبس بالزنا مع شخص آخر فيقدم على قتلهما أو جرحهما أو إيذائهما كليهما أو احدهما كما يستفيد مرتكب القتل أو الجرح أو الإيذاء من العذر المخفف إذا فاجأ زوجته أو إحدى أصوله مع آخر في فراش غير مشروع”، حيث استفاد مرتكبو جرائم قتل النساء من هذه الرأفة المنصوص عليها في القانون للحصول على أحكام مخففة تتراوح بين ثلاثة أشهر والحبس مدة عام في حين أن القانون يمكن أن يعاقب بالإعدام على جرائم القتل، وقد استبدل التعديل الذي أدخلته الحكومة كلمة العذر المخفف بالسبب المخفف الذي يترك لتقدير قاضي الموضوع وهو ما يعني أن جرائم القتل على خلفية الشرف أصبحت جرائم تستوجب العقوبة المنصوص عليها في القانون وبهذا يكون القانون الجديد قد عهد لقاضي الموضوع بتقدير ما إذا كانت ظروف الجريمة تستوجب تخفيف الحكم أم لا، إلا أن هذا التعديل غير ساري في الأراضي الفلسطينية حتى اليوم مما يعني استفادة القتلة من العذر المحل .