على الرغم من أن عنوان مقالى مستوحى من فيلم قديم بعنوان ” دماء على الأسفلت ” بطولة النجم نور الشريف ، الا أنه أصبح الأن عنوانا واقعيا في مترو الأنفاق ، فلم يمضي شهرا واحدا إلا وتفاجئنا الأخبار بحادثة إنتحار أسفل عجلات قطارات المترو ، فقد شهدت محطات مترو الأنفاق في الأونة الأخيرة ، وبالتحديد خلال الشهرين الأخيرين العديد من حالات الإنتحار لأسباب متعددة منها الإقتصادية أو العاطفية ، ومعظمها نفسية ، وأصبح من يرغب في التخلص من حياته يلجأ إلى محطات مترو الأنفاق ، ويتأمل أسفل عجلاته ، ويلقي بنفسه ، لتصبح وسيلة المواصلات الأسرع والأسهل والأرخص تهدر أرواح ركابها يوما بعد يوم ، وتستغيث قضبانها من نزيف دماء المواطنين وتكرار حالات الانتحار من خلال إلقاء المنتحرين أنفسهم أسفل عجلات قطارات المترو أثناء دخولها للمحطات.
مترو الأنفاق يعد أول خط مترو يتم تسييره في مصر والوطن العربي وقارة أفريقيا، كما يعد أحد أهم وسائل المواصلات في القاهرة، وينقل المترو ما يقرب من 3.6 مليون راكب يوميا .
فكرة إنشاء مترو الأنفاق ترجع لعهد الملك فؤاد الأول، عندما أرسل إليه عامل مصلحة السكة الحديد المهندس << سيد عبد الواحد >> أول اقتراح لعمل المترو، ولكن اقتراحه تم تجاهله من قبل الملك ليغلق ذلك الملف ويفتح مرة أخرى بعد نجاح ثورة يوليو وتولى الزعيم الراحل ” جمال عبد الناصر”، الذي طلب خبراء من فرنسا لإنشاء المترو، ووضع الخبراء الفرنسيون تصورًا خاصا بإنشاء شبكة من مترو الأنفاق تتكون من خطين : الأول بين باب اللوق وترعة الإسماعيلية بطول 12 كم، والثاني من بولاق أبو العلا إلى القلعة بطول 5 كم، حيث كانت تلك المناطق تمثل آنذاك مواضع الزحام المتوقعة في المستقبل ، لكن الظروف الاقتصادية بعد حرب 1967لم تكن مناسبة لوضع مشروع مترو الأنفاق موضع الجد، وبالرغم من ذلك تم التعاقد مع بيت الخبرة الفرنسي الحكومي (سوفريتو) في 20 سبتمبر 1970 وتم التصديق على إنشاء هيئة مترو الأنفاق في عهد الرئيس الراحل أنور السادات في عام1973 وتم تشغيله بعد تولي الرئيس محمد حسني مبارك بالقانون رقم 113 لسنة 1983.
هل تستطيع وزارة النقل توفير الحماية الكافية لمواطنيها بتنفيذ طرق وأساليب الحماية الموجودة بالدول المتقدمة كالصين وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول ؟ حيث توجد حواجز زجاجية أو معدنية تفصل المواطن عن القطار حتى لا يسقط تحت عجلات مترو الأنفاق، سواء بقصد الانتحار أو دون قصد، مثل حالات التكدس وحالات الإغماءات المفاجئة ،وفى المقابل نرى مترو الأنفاق الذى يربط مناطق القاهرة الكبرى دون حواجز تحمى المواطنين من السقوط تحت عجلات عربات القطار، ومن ثَم تكثر حوادث الانتحار عن طريق المترو، بالإضافة إلى حالات السقوط دون قصد فى أثناء دخول المترو إلى رصيف المحطة، التى تؤدى إلى الوفاة فى الحال أو بتر أحد أعضاء الجسم.