الداعية وفاء أحمد التلاوى تكتب عن :  محبة الله  


المحبة الخالصة لله الواحد الأحد يتنافس عليها المتنافسون من المحبين لله طالبون الرضا والعفو والمغفره والحب من الله فكان لابد ان يقدموا دليل محبتهم لله الواحد الأحد قال تعالي: ( قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله ) ال عمران 31
فإذا ثبت انهم يطيعون الله و يتبعون الحبيب المصطفي في افعاله واخلاقه فهم يستحقون التزكية من الله لهم والبينة علي ذلك انهم لا يخافون في الحق لومة لائم
قال تعالي : ( يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ) المائدة 54 وقال تعالي : ( ان الله اشتري من المؤمنين أنفسهم واموالهم بأن لهم الجنة ) التوبة 111
فإذا زرع الله محبته في قلب العبد ورواها العبد بالإخلاص لله والإكثار من الطاعات والعبادات فلا بد ان تثمر هذه المحبة . ولا يزال سعي المحب صاعدا الي حبيبه ولا يحجبه من دونه شئ قال تعالي : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) فاطر10
ولكن ما هي المحبة وماذا قيل فيها ؟ قيل هي الميل الدائم بالقلب الهائم وقيل إيثار المحبوب علي جميع المصحوب وقيل موافقة الحبيب في المشهد والمغيب وقيل إستكثار القليل في الحياه وإستقلال الكثير من الطاعات وقيل ان تهب كلك لمن احببت فلا يبقي لك منك شئ وهو من موجبات المحبة واحكامها والمراد ان تهب إرادتك وعزمك وكل افعالك ونفسك ومالك ووقتك لمن تحبه وتجعلها حبسا في مرضاته ومحبته فلا تأخذ لنفسك منها إلا ما أعطاك ( فتأخذ منه له )وبقراءة القران والذكر والاكثار من الطاعات والتقرب الي الله بالنوافل بعد الفرائض والاستغفار والتوبة ومجالسة المحبين الصادقين والتقاط اطيب ثمرات كلامهم والابتعاد عن كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل يصل المحبون الي منازل المحبة
اما عن اثار المحبة لله الشوق الي لقاء الله وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم ) يقول في دعائه ( أسألك لذة النظر الي وجهك والشوق الي لقائك ) صدق رسول الله ولمن اراد حب الله فأول الطريق الرغبة . والله المستعان

فوز تاريخي لمدغشقر في كأس أمم إفريقيا

حقق منتخب مدغشقر أول فوز في تاريخه في بطولة كأس الأمم الإفريقية، بتغلبه على بوروندي (1-0) في مباراة أقيمت اليوم في ملعب الإسكندرية، في الجولة الثانية للمجموعة الثانية.

ويدين منتخب مدغشقر، الذي يشارك في بطولة كأس أمم إفريقيا للمرة الأولى في تاريخه، بالفضل في هذا الفوز للاعبه ماركو إيليمهاريتا، الذي سجل الهدف الوحيد في المباراة، في الدقيقة 76 من ركلة ثابتة.

ورفعت مدغشقر، رصيدها إلى 4 نقاط في المركز الثاني، متأخرة بفارق نقطتين عن نيجيريا المتصدرة التي تأهلت لدور الستة عشر.

في المقابل، ظلت بوروندي، التي تشارك لأول مرة في البطولة أيضا، في ذيل ترتيب المجموعة بدون رصيد، وتتأخر بفارق نقطة واحدة عن غينيا صاحبة المركز الثالث.

المصدر: وكالات

الرئيس السبسي “تعرض لوعكة صحية حادة استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري بتونس

أعلنت رئاسة الجمهورية التونسية أن الرئيس الباجي قايد السبسي، تعرض، صباح اليوم الخميس، إلى وعكة صحية، وتم نقله على إثرها إلى المستشفى العسكري.

وذكرت الصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على موقع “فيسبوك”، أن الرئيس السبسي “تعرض لوعكة صحية حادة استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري بتونس”.

تجدر الإشارة إلى أن السبسي البالغ من العمر 93 عاما، كان يتلقى مؤخرا علاجا في المستشفى العسكري إثر تدهور حالته الصحية.

المصدر: RT

 

“الزمان المصرى” تواصل نشر سلسلة مقالات المؤرخ والشاعر طارق فريد ..نجوم في سماء القومية العربية..الحلقة الثالثة ..متي ولماذا غضب عبد الناصر من القذافي؟؟ 


استعرض معكم في هذه الحلقة مشهدا آخر مُوثقا ومُعاصرا ومشاركا للأحداث نقلته لكم ( بتصرُف) من كتاب ( عبد الناصر وثورة ليبيا ) لفتحي الديب وهو مهندس حركات التحرر العربية والافريقية التي يقودها عبد الناصر واحد اهم مؤسسي جهاز المخابرات العامة المصرية ومن أهم معاوني الرئيس عبد الناصر وكان يطلق عليه رجل عبد الناصر الغامض وقد استقال الرجل من منصبه عقب وفاة عبد الناصر وتوفي الي رحمت الله في عام 2003 .
ونعود الي مشهد التهور والحماسة المفرطة وكان بطله العقيد معمر القذافي في حضرة عبد الناصر وعدد أخر من الزعماء العرب . فعلي الأرض الليبية وفي 21 يونيوعام 1970 كان الاحتفال بجلاء القوات الامريكية بحضور عبد الناصر والرئيس السوري نور الدين الأتاسي والعراقي احمد حسن البكر واللبناني شارل الحلو والسوداني جعفر نميري والملك حسين ملك الاردن وممثل دولة الجزائر وياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ..
بعد كلمة القذافي التي بثتها اذاعة صوت العرب وانتهاء الاحتفالات اجتمع قادة دول المواجهة مع اسرائيل في صباح اليوم التالي للتشاور والرأي حول وضع خطة حربية موحدة لقدرات الجيوش العربية للتصدي للعدوان الاسرائيلي وازالة اثار نكسة 67 واخذ كل زعيم يبدي رأيه في الجلسة وفجأة امتعض القذافي من موقف الملك حسين وهب واقفا خارجا على الأعراف ومهددا الزعماء العرب موجها كلامه للملك حسين بانه سيفضح مواقفهم وتقاعسهم لشعوبهم وعبر الاعلام اذا ماخرجوا من الاجتماع دون توصية موحدة فبُهت جمال عبد الناصر من ردة فعل القذافي وهنا يقول فتحي الديب:
(( فوجئت بالرئيس جمال عبد الناصر وقد شحب لونه ثم ضرب بيده على الطاولة مطالبًا العقيد بالكف عن تطاوله واحترام الرؤساء المجتمعين، موضحًا أنه ليس من حقه أن يوجه أى إهانة إلى الملك حسين أوغيره، وعليه أن يلتزم حدوده، وأنه ليس من حقه تهديد أحد، وأن قدرته محدودة فى شخصه، وإن جاز لأحد أن يتوجه إلى الشعب العربى من موقف القدرة فإنه على استعداد لأن يتوجه للشعب الليبى ليجبر العقيد معمر على الالتزام بآداب الضيافة واحترام ضيوفه))
وقام عبد الناصر مغادرا الاجتماع غاضبا ومتجها الي قصر الضيافة صحبة فتحي الديب الذي طلب منه ناصر إعطاء التعليمات لتكون الطائرة المصرية الخاصة جاهزة ليسافر فورا إلى القاهرة الا محاولات الديب نجحت في تهدئة عبد الناصر مبررا ذلك إلى نقص الخبرة والحماس وافتقار اللباقة والقدرة وما هو معروف عن القذافي من الاندفاع اللا واعى .. ثم خرج الديب واتجه إلى مبنى مجلس الثورة ليجد القذافي ورفاقه فى موقف لا يحسدون عليه من الكآبة والاضطراب النفسى والوجوم إحساسًا بالخطأ الكبير الذى ارتكبوه فى حق الرئيس كما أخبروه بمجرد رؤيتهم له..

ويضيف الديب في كتابه : «أخطرتهم باعتزام الرئيس السفر فورًا إلى القاهرة، فوقع ذلك الخبر على رؤوسهم كالصاعقة والتفوا حولى مطالبين باستعدادهم لعمل أى شىء مهما كان لإرضاء الرئيس وعدوله عن قراره بالسفر.. أكد لهم الديب أن الحل الوحيد أمامهم هو مصاحبتهم جميعًا للقاء الرئيس وبالفعل كان هذا ماحدث واعتذر القذافي اعتذار الإبن لأبيه لعبد الناصر الذي احتضنه واحتضن الجميع وبقي عبد الناصر لليوم التالي في طرابلس لمتابعة جلسات دول المواجهة وقد اقتتح القذافي الجلسة باعتذاره لللوفود عما حدث منه بالأمس …
ونخلص من هذا الي جنون القذافي بمشروع الوحدة والقومية العربية وحبه للزعامة الذي تبلور بعد رحيل عبد الناصر عربيا وافريقيا فاتخذ لنفسه لقب ملك ملوك افريقيا بعدما فشلت محاولاته مع العرب التي استهلها باعلان ميثاق طرابلس عام 1971 لتأسيس الجهموريات العربية المتحدة (مصر- ليبيا – سوريا) فاصطدم مع السادات بزوال المشروع الناصري فعاد واتجه غربا نحو تونس ووقع مع الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة اتفاق جربه عام 1974 لتكوين الجمهورية العربية الاسلامية يكون فيها بورقيبة رئيسا والقذافي نائبا له لكنه ايضا فشل فاتجه الي سوريا عام 1980لاقامة وحدة اندماجية بين البلدين وفشل المشروع ايضا ثم عاد واتجه الي المغرب العربي وعقد اتفاقية مع المغرب في أغسطس 1984 تحت مسمى الاتحاد العربي الإفريقي ثم قام بتأسيس اتحاد المغرب العربي بين دوله الخمس( ليبيا – تونس – الجزائر – المغرب – موريتانيا) سنة 1989وفشل ايضا ولم يؤتي ثماره المنتظرة ..
علي أننا في النهاية لا يجب ان نفرط في اتهامنا للقذافي لمجرد ايمانه المطلق بمشروع الوحدة العربية وبحبه للزعامة دون ان نذكر كلمة حق لهذه الشخصية الفريدة التي نادرا ماتتكرر في عالمنا العربي فقد كان يحمل هدفا نبيلا يعد حلما للشعوب العربية عمل على تحقيقه وانفق المليارات من اجله ليصنع جسم عربي قوي قادر على مواجهة التحديات التي تعانيها المنطقة، لكنها محاولات انتهت جميعها بالفشل بسبب خصومها الكثيرين بالإضافة إلى أن هناك قصورا من مهندسيها في التطبيق وهو ما جعل العقيد القذافي في منتصف مسيرته السياسية يتجه نحو إفريقيا التي بدورها كانت أفضل حالا من الوضعية العربية.بعد زوال مشروع القومية والوحدة العربية ..واخيرا ربما كانت في رأي المتواضع أحد أبرز عيوب القذافي هي خطاباته الموجهة صراحة بلا مجاملة .. وبلا أقنعة .. كان يتجه نحو الهدف مباشرة ..
رحل ناصر ورحل صدام ورحل القذافي عن عالمنا وبقوا في ذاكرة الجلادين من كتاب التاريخ لكنهم حفروا اسماءهم في قلوب الشعوب العربية وهذا أسمي وأخلد لهم من كتب التاريخ الأصفر والمأسوف عليها… والي لقاء اخر وحلقة اخري من ذاكرة الشعوب ..خالص تحياتي المؤرخ والشاعر \ طارق فريد ..

المصادر والمراجع:عبد الناصر وثورة ليبيا . فتحي الديب .مركز الحضارة العربية للإعلام وللنشر طبعة 1998..

“الزمان المصرى” تواصل نشر.. سلسلة نجوم في سماء القومية العربية  .. الحلقة الثانية .. لحظات التهور والبطولة بين الشموخ وجنون العظمة ..بقلم المؤرخ والشاعر : طارق فريد . 

 

أتناول معكم في هذه الحلقة بعض الذكريات التي عشتها في الجمهورية العربية الليبية قبل ان تتحول الي الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمي عام 1979ولا يختلف احد على كاريزما شخصية العقيد القذافي (رحمه الله) في شموخه وهو ينظر الي الاعلي سواء كان واقفا او جالسا فكانت له نظرة ترعبك ان نظر لك لا تستطيع ان تطيل النظر الي عيناه . تبدو عليه علامات الاستبداد والسيطرة .. لكنه في نفس الوقت خفيف الظل يضحك ويعلق بسخرية بطريقة تجعلك تحبه.. تستطيع ان تنال رضاه لو ذكرت اسم فيدل كاسترو او نلسون مانديلا بل وتستطيع ان تنال كل الخير ان عرجت علي سيرة جمال عبد الناصر فقد كان عاشقا له فهو مثله الأعلي في كل شئ .. كان ناصر الوقود الذي يحرك القذافي في كل خطواته التحررية ضد الاستعمار والامبريالية في القارة السمراء وهو صاحب الهتاف الشهير ( طُز طُز في أمريكا ) .وأنفق معمر القذافي المليارات علي النيجر وجزر القمر وتشاد و فولتا العليا وجزيرة ومالطا قبل ان تتحول الي بوركينا فاسو وغيرها من دول افريقيا وامريكا اللاتينية ولم يكتفي بذلك بل ناهض الولايات المتحدة وانجلترا وفرنسا علنا قبل ان يتورط لاحقا في حربه مع تشاد من اجل اليورانيوم جنوب منطقة مرتفعات تبستي ..
كان القذافي بداخله ناصر آخر يحركه ويدفعه الي المزيد من اجل تحقيق القومية والوحدة العربية وكان يفخر بمقولة عبد الناصر للاعلام عند انتهاء احدي زياراته لليبيا (( أترككم وانا اقول ان اخي معمر القذافي هو الامين الاول على القومية والوحدة العربية )) هذه المقولة ظلت مكتوبة تحت صور عبد الناصر لسنوات طويلة كأنها وصية الزعيم الخالد للشعوب العربية لتزين جدران الشوارع والمطارات والمؤسسات الليبية الحكومية وبالفعل خرج القذافي اكثر من مرة وقاد مسيرة لهدم الحدود الليبيبة التونسية وكذلك الحدود المصرية ليفرض على الدولتان وحدة تجعله زعيما للمنطقة فكان طبيعيا صدامه مع الرئيس السادات الذي دائما ماكان يصفه بالولد المجنون حتى قبل زيارته الي اسرائيل ..

ولي هنا موقف لا انساه طوال حيااتي في جامعة قاريونس ببنغازي عندما كنت ادرس بها في اواخر السبعينيات وبعد كامب ديفيد كنا ليلا نتسامر بعد تناول العشاء في باحة المدينة الجامعية المطلة على شاطي المتوسط وكان من بين اصدقائي شباب من جنسيات عربية وافريقية , كانت الساعة تقارب بعد العاشرة مساء فدخلنا الي الصالة الرياضية لنلعب تنس الطاولة ولم تمض سوى ربع ساعة وبينما كنت اقف وخلفي باب الصالة وامامي طاولة التنس ضرب زميلي كرة البنغ بونغ ضربة قوية فذهبت وراءها واذا الباب يفتح واري امامي معمر القذافي وكان معه عبد السلام جلود الذي لم التفت اليه نهائيا لاني تسمرت في مكاني امامه لا اعرف ماذا اقول لكنه ابتسم لي ووجدتني أمد له يدي لأنال شرف مصافحته ,لكن الذي انقذني من هذا الموقف الذي تبللت فيه عرقا من قوة الصدمة والمفاجأة واعتقد انه شعر بحالتي ولذلك تبسم لي قائلا بصوت عال كيف حالكم؟ وقبل ان اجيبه تعالت صيحات كل من في الصالة الرياضية ( الفاتح ثورة شعبية ..الفاتح ضد الرجعية ) في لحظة كان الجميع من حوله عند باب الصالة الرياضية لكنه تحدث مقاطعا للهتاف وقال: جئت اطمئن عليكم فالوقت تأخر ولا داعي للهتاف وسألنا ان كانت لنا حاجة او طلبات اوشكاوي من الخدمة في المدينة الجامعية والحق اننا كنا مرفهين ومحاطين بكل الخدمات ..
ولم تستمر زيارته لاكثر من خمس دقائق ثم ودعنا وانصرف بسيارته البيجو الخضراء 504 بدون حراسة الا من عبد السلام جلود رئيس الوزراء في ذلك الوقت ونائبه .. اما انا فقد كنت اتوجس شرا من برودة موقفي عند رؤيته والأوقع انه خوف منه فقد كنت من عشاق الرئيس السادات واستمع الي كل خطاباته باذاعة صوت العرب وكنت اخشي من موقفه تجاه الطلاب المصرين لكن ابتسامته كانت حصنا امينا لي كلما شردت بخيالي وانا ابن العشرين يافعا اعود وابتسم مما جري …

وطوال فترة السبعينات وحتى منتصف الثمانينات كان القذافي محبوبا من شعبه خاصة من الشباب وكنت قد اوضحت في الحلقة الاولي كيف كانت قومية القذافي تجاه الشعوب العربية وتجاه الطلاب العرب ورغم ان العلاقات كانت مقطوعة بين مصر وليبيا ظللنا ننعم بامتيازات لا تجدها في دولة اخري لكن احداثا اخري وقعت سأذكرها لاحقا جعلتني أقرر العودة الي القاهرة لتكملة دراستي بجامعة عين شمس …لذلك سأنتقل الي جانب التهور والعظمة في حياة القذافي في الحلقة الثالثة فانتظروني … مع خالص تحياتي المؤرخ والشاعر \ طارق فريد…