مدرسة حسين حماد الفنية بنات بشها تحصد المركز الأول فى مسابقة أوائل الطلبة لقسم الملابس الجاهزة بالمنصورة

كتب: حافظ الشاعر

تحت رعايه المهندسة ايمان نصيف وهبه موجه عام الملابس الجاهزة والتريكو الآلي بمحافظة الدقهلية والمهندسة مها ابوالفتوح _موجهة الملابس بادارة شرق المنصورة التعليمية .

اقيمت امس الأربعاء الموافق 27/2/2019مسابقة اوائل الطلبة بين مدارس ادارة شرق المنصورة التعليمية (مدرسة ابراهيم ابوالنجا الصناعية _مدرسة سلامون الصناعية _مدرسة الريدانية الفنية _مدرسة حسين حماد الفنية _مدرسة بدواي الفنية ) وذلك بمدرسة ابراهيم ابوالنجا الصناعية؛وحصلت مدرسة شها الفنية للبنات على المركز الأول على مستوى الإدارة بمجموع درجات 271.5 من 370 درجة .

الجدير بالذكر ان أستاذ مادة الملابس نظرى المهندس احمد مكى -مدرس خبير -وكان برفقة طالبات المدرسة ومعه زميلته هناء قورة.

والمعروف ان مدرسة شها الفنية للبنات لها باع طويل فى اقتناص المراكز الأولى فى جميع المسابقات فقد سبق لها الحصول على المركز الأول جمهورى فى البرلمان المدرسى والإذاعة المدرسية والمناظرات والتحقيق الصحفى المصور .

وتشارك المجتمع المدنى فى زيارات لدور اليتام والمسنين وزيارات عملية لمصانع الغزل بالدقهلية ؛وكل هذا يتم تحت إدارة ناجحة بقيادة المهندس محمد عيد مدير إدارة المدرسة والمهندس أحمد محمد سعد نافع وكيل المدرسة.

الأستاذ الدكتور رضا عبد السلام يكتب عن :خفايا وأسرار في حوار “سائق القطار”!!

من منطلق انتمائي لهذا الوطن، وبحكم ان التخصص غلاب، جلست أتمعن في حوار وفِي تصرفات وملامح وأسلوب حديث سائق قطار الموت بالامس، وفِي النهاية خلصت الى بعض التصورات والنتائج، التي “ربما” تفيد في هذه القضية،

وما خلصت اليه هو ما يلي:

اولا: بالعقل كده، عندما يصطدم القطارين ببعضهما، تبقى الغلطة غلطة مين؟! السواقين؟! ولا مسؤلي البرج او التحويلة؟! يبقى يتخانق السواقين مع بعض ليه من أساسه؟!
هما سائقين تريلات على الطريق، وواحد منهم زنق على التاني؟! ألم يكن من الاولى (بالعقل) ان يتوجها مباشرة للبرج…اذا مطلوب معرفة أصل الحكاية!

ثانيا: السائق كذب صراحة وفِي اثناء الحوار، وبالتالي لا ينبغي ان يؤخذ مجمل كلامه بمحمل الصدق.

فعندما تم سؤاله عن مواعيد عمله قال من ٧ الى ٢ ظهرا، ولكن عندما ترك القطار ووقع الحادث، وكان ذلك في الساعة التاسعة او العاشرة صباح، قال بأنه عاد للمنزل وكان يرتب للعودة للعمل غدا في موعده عادي!! هذا كلام لا ينطلي على طفل في الروضة، هو كان يرتب للهرب بعد الجريمة، لانه لو كان حقا سيعود غدا فلما ترك العمل من الساعة ١٠ صباحا بعد الحادث؟! الاطفال عرفت بالكارثة وسبحان الله هو لا يعلم!!!

ثالثا: ما استشعره ان هناك شيء مدبر بالورشة او مع مركز التحويلات، ليقع هذا التصادم، وخاصة ان السائق قال انه وضع القطار في وضع التوقف، ولكننا رأينا نفرة الدخان من القطار، والتي يكاد أهل اسكندرية رؤيتها!!!وهي تعني ان القطار في وضع الانطلاق، ألم يشاهد السائقين تلك النفرة وذلك الصوت المرعب مرتين؟! سبحان الله!!

رابعا: قال السائق ببرود أنه اتصل بالبرج مرة ليحذر، واتصل في المرة الثانية فلم يرد أحد، وبعد ذلك قرر العودة للبيت، ليخلد للراحة وكأنه لم يسمع بالكارثة التي حلت في بر مصر، ودمرت صورة بلد، ويتمت العشرات!!!

خامسا: تطرق السائق اثناء الحوار لقضايا عامة وسياسات يتم تطبيقها، يؤكد أنه ليس جاهلا وربما تخفي خلفها الكثير.

سادسا: سلوك وحالة السائق اثناء الحوار وطريقة حديثة بهدوء وسكينة أولياء الله الصالحين، بل وتبسمه أمام شعب مكلوم، وهو يعلم أنه سبب في قتل وحرق العشرات من الابرياء…كل هذا غير طبيعي من وجهة نظري

ورغم حزني (اتنقطت بمعنى أصح) من اُسلوب الحوار، الذي شعرت بأنه سينتهي بتقديم واجب الشكر لهذا الجاني، أو منحه شهادة تقدير، إلا أنه يحسب له بأنه كشف لنا عن هوية وأخطاء وما يخفيه هذا السائق.

كل ما عرضت له أعلاه -وغيره- يدعونا للبحث جيدا وراء هذا السائق وبرج التحويلات وجهاز محطة مصر…اعتقد أن الايام القادمة ستكشف الكثير والكثير…هذا والله أعلى وأعلم.

الدكتور عادل عامر يكتب عن: المسألة السياسية في اهمال السكة الحديد

السكة الحديد أصبحت أزمة يعاني منها الجميع. المتعاملون معها والعاملون فيها، والمسئولون عنها أيضا. خيوط الأزمة متشابكة وتحتاج لمعجزة لحلها، وليس الإضراب الأخير للسائقين إلا علامة من علامات تدهور الهيئة، التي كانت صرحا مصريا عظيما. كل الاطراف متفقة على أن الخاسر الأكبر هو الوطن.

إلا أن المشكلة ستظل قائمة مادامت الهوة تتسع يوما بعد يوم، بين الأجور التي يتقاضاها العاملون، ليس في السكة الحديد وحدها ولكن في الدولة كلها ـ والأسعار التي تشتعل دوما. يبدو أن الأزمة عميقة ومرشحة للاستمرار.

السكة الحديد تعاني. والعاملون فيها يعانون. والمواطنون يعانون أيضا. والحكومة تعاني وستعاني طالما استمر السكوت على الوضع المزرى للهيئة. الوطن يتألم. اعتصرت قلوبنا جميعاً اليوم ونحن نشاهد عبر وسائل الاعلام المختلفة تداعيات هذا الانفجار المروع الذي تعرضت له محطة السكة الحديد في رمسيس نتيجة اهمال واستهتار سائق جرار أحد القطارات.

تاركاً خلفة مشاهد مؤلمة هزت المشاعر وتركت بداخل كل مصري احساس بالمرارة والحسرة والألم على هؤلاء الابرياء الذين راحوا ضحية الحادث والذين لم يرتكبوا أي ذنب سوى أنهم كانوا متواجدين فى المحطة وهم يمارسون حياتهم بشكل طبيعي جداً.

هذا الحادث في تقديري وإن كان مؤلماً وقاسياً الا أنه يضع ايدينا على مسألة في منتهى الأهمية تتمثل في تعامل القيادة السياسية مع الحادث على هذا النحو من السرعة والحزم وهو ما يعكس وبشكل لافت للنظر احساس الدولة بالمسئولية والتعامل مع الازمات وفق آليات منضبطة وغير مسبوقة.

أننا نحن بالفعل أمام حالة غير مسبوقة من التعامل مع الأزمات بروح جديدة ومختلفة كان من أبرزها قبول استقالة وزير النقل لتحمله مسئولية التقصير والإهمال في قطاع خدمي يقع ضمن مسئولياته.

لا يختلف اثنان على أن الأزمات جزء رئيسي في واقع الحياة البشرية والمؤسسية، وهذا يدفع إلى التفكير بصورة جدية في كيفية مواجهتها والتعامل معها بشكل فعال يؤدي إلى الحد من النتائج السلبية لها، والاستفادة إن أمكن من نتائجها الإيجابية.

وحاول العديد من الباحثين تعريف الأزمة بالمفهوم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، حيث أشاروا إلى ذلك بقولهم:

يقصد بالأزمة من الناحية الاجتماعية: ” توقف الأحداث المنظمة والمتوقعة واضطراب العادات مما يستلزم التغيير السريع لإعادة التوازن، ولتكوين عادات جديدة أكثر ملائمة”.

أما الأزمة من الناحية السياسية: ” حالة أو مشكلة تأخذ بأبعاد النظام السياسي وتستدعي اتخاذ قرار لمواجهة التحدي الذي تمثله سواءً كان إدارياً، أو سياسياً، أو نظامياً، أو اجتماعياً، أو اقتصاديا، أو ثقافياً”. ومن الناحية الاقتصادية فهي تعني:” انقطاع في مسار النمو الاقتصادي حتى انخفاض الإنتاج أو عندما يكون النمو الفعلي أقل من النمو الاحتمالي”. ويمكن تقصي المعاني اللغوية والاصطلاحية اللازمة ومن ثم مفاهيمها وذلك على النحو التالي:

الأزمة لغةً: تعني الشدة والقحط، والأزمة هو المضيق، ويطلق على كل طريق بين جبلين مأزم. ومصطلح الأزمة (Crisis) مشتق أصلاً من الكلمة اليونانية (KIPVEW) بمعنى لتقرر (To decide).

أما اللغة الصينية فقد برعت إلى حد كبير في صياغة مصطلح الأزمة… إذ ينطقونه ( Ji-Wet) وهي عبارة عن كلمتين: الأولى تدل على ( الخطر) والأخرى تدل على (الفرصة) التي يمكن استثمارها، وتكمن البراعة هنا في تصور إمكانية تحويل الأزمة وما تحمله من مخاطر إلى فرصة لإطلاق القدرات الإبداعية التي تستثمر الأزمة كفرصة لإعادة صياغة الظروف وإيجاد الحلول السديدة.

أما الأزمة اصطلاحا: فهي” حالة توتر ونقطة تحول تتطلب قراراً ينتج عنه مواقف جديدة سلبية كانت أو إيجابية تؤثر على مختلف الكيانات ذات العلاقة”.

وفي أوقات الأزمات تحاول كافة الأنظمة والمؤسسات اتباع استراتيجيات محددة لمواجهتها، وتتنوع الاستراتيجيات تبعا لطبيعة الأزمة، وتأتي استراتيجية التبرير ضمن أبرز الأدوات التي تستخدمها الأنظمة السياسية لمواجهة أي أزمة أو كارثة تتعرض لها، حيث تعمل الأنظمة السياسية على تقديم ايضاحات وتبريرات تفسر أسباب اتخاذها قرارات معينة أدت إلى حدوث الأزمة، أو توضيح حقيقة ما حدث وأنه خارج عن إدارتها أو أنها كانت مضطرة لذلك نتيجة ظروف معينة ومنها أيضا إعادة تقديم الأزمة بشكل جديد.

وقد نظرت بعض الدراسات المصرية إلى الإعلام فى العشرينيات، باعتباره أحد المكونات الأساسية فى استراتيجية إدارة الأزمة.  ووضعت وسائل الإعلام فى إطار إمداد الرأي العام بالحقائق والمعلومات المتعلقة بالأزمة.

كما أوضحت الدراسات المصرية عدم الاهتمام بتخطيط وإدارة الأزمات قبل وقوعها. من جهة أخرى، أظهرت دراسات أخرى على أن الإعلام قد يشكل “أزمة في حد ذاته”، بعدم تحري الدقة والموضوعية والشفافية في نقل الأخبار والمعلومات المتعلقة بالأزمات.

في هذا السياق، تلجأ بعض الوسائل إلى التهوين من الأزمة، وتلجأ وسائل أخرى إلى التهويل وتضخيم الأمر. وتبنت بعض الصحف أيضا دعوة لاتخاذ اجراءات حاسمة تجاه المخطئين من جميع الجهات التي تسببت بالتغاضي والإهمال في هذه الكارثة، مشيرة إلى أنه لا يكفي أبدا أن نعالج الكوارث بتقديم كبار المسئولين لاستقالاتهم، انتظارا لهدوء التداعيات، ليواصل المسئول نفس المسئولية، أو ينتقل إلى موقع أكثر أهمية وتأثيرا، أن المحاكمات العاجلة وفي نفس موقع الحادث الأليم، أو بالقرب منه هي وحدها القرار المطلوب لتظهر الحقيقة ويهدأ أهالي الضحايا وتكون دموعهم ذات جدوى.

إن هذا الحادث يستدعى سرعة معرفة أسبابه، والوقوف على ملابساته، لأخذ الاجراءات اللازمة، ومحاسبة المقصر في حالة ما إذا كان الخطأ بشريا، فمرفق السكة الحديد في حاجة إلى تطوير كامل ليس لديها أي حلول لمواجهة حالة التردي في قطاعات الخدمات بمصر وفي مقدمتها قطاع النقل إنني أطالب بإقصاء جميع القيادات الفاسدة في السكك الحديدية، ومحاسبة كل المسئولين عن هذه الفاجعة وما سبقها من حوادث أخرى ، وتطهير كل الوزارات من رموز الفساد ،والاستعانة بالكفاءات المصرية المتخصصة في إصلاح منظومة النقل في مصر وإعلان خطة زمنية قصيرة الأجل لتشغيل وإصلاح السكك الحديدية وفق معايير السلامة الدولية كبداية لوضع خطة شاملة زمنية واقعية لإصلاح العطب الذي أصاب كل مرافق مصر العامة وإلا فنحن في ظل نظام لا يأبه بمصالح الوطن والمواطنين..

إن من استشهدوا في مصر بفعل الإهمال والفساد وحوادث الطرق والقطارات أضعاف من استشهدوا برصاص العدو الصهيوني. فقد ذهب جنودنا ليلبوا نداء الوطن، فكانوا في موعد مع الموت، هذا هو حال شبابنا

سارية تنصب في محطات السكة الحديدية أعلاها ذراع متحركة يشير انخفاضها إلى خلو الطريق من الموانع وعلى إثرها يتحرك القطار منطلقا في طريقه دون خوف من حادث أو قلق من شائبة قد تعوق طريقه يقف على ناصيتها عامل للمزلقان فقير في ملامحه وربما ملابسه الرثة رغم استناده إلى وظيفة “عامل” بالهيئة القومية لسكك حديد مصر ” سكك الموت ” كما يطلق عليها العامة.

في مشهد تنفطر له القلوب مر على جميع المصريين وامتلأ بالحزن على هؤلاء الأبرياء الجميع مشغول بجمع البينات عن الكارثة التي حلت على العديد من الأسر المصرية فهذا يبحث عن أخيه وذاك عن ابنه وتلك عن والدتها، حتى أن سالت الدموع من أعين الأطفال من بشاعة المنظر ورجال الإسعاف يجمعون ما بقي من الضحايا وأشلائهم.

وبعد مرور وقت قصير من وقوع الحادثة ومن خلال مراجعة كاميرات المراقبة ظهر فيديو من خلال إحدى الكاميرات القريبة من ساحة جراج القطارات يوضح من السبب وراء هذه الكارثة التي تقطعت لها القلوب.

بدأت الكارثة بترك سائق الجرار القيادة وراح يتشاجر مع زميله بعد أن أغشي الشيطان عينيه لكي ينتقم من زميله فكان الانتقام أوجاع العشرات من الأسر المصرية، انشغل السائق ومساعده بالمشاجرة ليتركهم الجرار متوجهاً إلى المحطة ليحصد أرواح الأبرياء وما إن شعر السائقان بتحرك الجرار لم يتمكنا من إيقافه فكانت الكارثة.

الدكتور  مصطفى منيغ يكتب من تطوان عن :ماذا ينتظر، من الشهيدة عاكفة خاطر؟؟؟

ما يُقدِّرُهُ مستحيلاً، نراه نحن مباحا ، فإن خدَّم مُخَيَّخه لَظهر له الحل متاحاً ، فيبيت ليلته مرتاحاًً، بدل حلم تمرُّغه في دم من قتلتهم ظلماً وما استعملوا في مواجهته سلاحا ، بل مطلباً شفوياً أصمَّ إذنيه رغم مشروعيته ذبحه ذبحاً ، ما نزف على اثر الفاعل من رقبته دماً ًبل هو سائل في لون القار أبان بالدليل القاطع أنه ليس إنساناً مَكْمُولَ الإنسانية بل أي شكل من أشكال الحياة استوطن شبحاًً ً، اعتلَى الشحوب محياه ليصبغ مظهره بألم مَن اتخذها جراحا ، أتخن بها جسده مجازاً مَن  يصف حقيقة وضعه الآني مطروحاً ، في أسوا مطرح منتج للتلوث .. بِنَاءُ أعْشاشِ المقدوفين فيه (بقرار صادر عن محكمة التاريخ) أضحى مسموحاً ، ليتحوَّل مزارا متى طلع على السودان صباحا ، ما يُشْرِقُ حريةً وعدالة وأمنا حقيقياً وما يجعل من أرض السودان الحبيبة للكرامة الإنسانية مسرحاً.
ماذا فعلت الشهيدة عاكفة خاطر حتى يقطع أنفاسها “المشير المتَجَبِّر” ، عمرو البشير ، اغتالها ليظل ذاك المستعمر ، لزعامة دولة أصبحت في عهد حكمه لا ينقصها سوي لفخامته (صباح كساء) تُزَمِر ، إن ثارت عليه افرغ رصاص عسكره المغلوبين على أمرهم المساقين من لدن مغامر، عليهم وسواهم يلعب دور المتآمر ، لصالح من أبرم معه اتفاقية بيع يشتري بمقتضاها الحماية لنفسه متى جد الجد وعايش قرب بوم ليس له نظير ، إن بلغت روحه حبل الوريد كي لجهنم تطير ، رأى وجه الشهيدة “عاكفة خاطر” ، فرحة بمقامها الدائم الأخير ، جنة الرحمان العادل الحق القادر القدير. لحظتها لن ينفعه ندم ولن يغنيه عن القصاص أي كلام وكل ما يتركه من ذكريات دموية تلصقه إلى يوم النشور ببئس المصير .  
  
**كاتب المقال
سفير السلام العالمي
مدير مكتب المغرب لمنظمة  الضمير العالمي
لحقوق الإنسان في سيدني – أستراليا

حسن بخيت يكتب  عن : لماذا إنهارت أخلاقنا ؟بني وطني…… ‬بلا‭ ‬مقدمات ….. ‬لقد‭ ‬طفح‭ ‬الكيل‭.. ‬وبلغت‭ ‬الروح‭ ‬الحلقوم‭… ‬

اكتب‭ ‬إليكم‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬صدمة نفسية ‭ ‬شديدة‭… ‬ألمت‭ ‬بي ، بعد حادث قطار محطة مصر ، تلك الكارثة والتي ألمت بجميع المصريين في كل مكان سواء داخل مصر الحبيبة أو خارجها ، وراح ضحيتها عشرات القتلي، وأزهقت بسببها الأرواح وسالت دماء الأبرياء على قضبان السكك الحديدية في مناظر مؤلمة لا يتحمل رؤيتها الا عدو ، ولا يرضى بوقوعها الا خائن …

ورغم فظاعة الكارثة ومناظر الجثث واشتعال النيران في أجساد البسطاء وهم يهرولون بلا وعي كالطير المذبوح الذى يرقص من شدة الألم …
وقد تكلمت في تقرير قمت بكتابته فور وقوع الكارثة مباشرة تحت عنوان ” الإرهاب والإهمال وجهان لعملة واحدة “وتطرقت فيه لكارثة الإهمال والفساد ..

لكن المصيبة الأعظم التى أردت أن أتعرض اليها في مقالي هذا، تكمن في أمرين :
الأمر الأول : عن المتجمهرين حول الحوادث، الذين لا هم لهم سوى تصوير هذه الحوادث بجوالاتهم، والتقاط صور لأجساد القتلي المتناثرة في كل مكان ،وصورللمصابين ، وهم في حالة يرثى لها ومضرجين بالدماء على قضبان القطار ..

كانت قد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة تصوير الحوادث ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي في مشهد غير حضاري لا يتفق مع قيمنا ومبادئ ديننا الحنيف الذي يحث على مساعدة الغير، خاصة في أوقات الحوادث والمصائب ، وباتت مصيبة تصوير الحوادث والأحداث العامة أمراً اعتيادياً بين الناس من دون اعتبار للجانب الإنساني والخصوصية، لأن مثل هذا السلوك ينتهك حريات وخصوصية الآخرين في «ظروف صعبة»، إذ أصبحت المسألة «تسلية» بامتياز بهدف الحصول على أكبر قدر من المتابعين .

أتسائل للعادة وأوجه تساؤلاتي لهؤلاء الجهلة الذين أبتليت بهم البلاد والعباد …

في أي دين أو عرف يسمح لأمثال هؤلاء بتصوير المصابين وبث هذه المناظر المؤلمة عبر الجوالات، ونشرها عبر مواقع التواصل المختلفة ؟
كيف يسمح هؤلاء لأنفسهم بتصوير النساء والأطفال وهم غير قادرين على النهوض من شدة هول الصدمة، أو بسبب إصاباتهم التي تعيقهم عن الحركة بسبب الحادث وما لحق بهم من خوفٍ وهلع وآلام بسبب الحادث؟

كيف يسمح المتطفل أو من يدعي الأخلاق أن يُصور القتلى سواء كانوا رجال أو نساء وهم في حالات تحتاج إلى الستر والإنقاذ عوضًا عن هتك أعراضهم؟

هل يرضى هذا المتطفل الجبان أن يصور المارة وعابرو الطريق أحداً من أهله: أمه، زوجته، بناته، أو أخواته أو أيًّا من أفراد أسرته، لو وقع لهم حادث وتبعثروا في الطرقات ؟

أين نخوة الرجال؟ ومروءة الشباب في الذود عن هؤلاء المصابين ومنع تصويرهم، والإحالة بينهم وبين المتطفلين من المصوّرين لهذه الحوادث؟

لماذا لا يسارع هذا المتطفل في تقديم المساعدة للمصابين؟، لعله يقوم بإنقاذ حياة شخص من الموت ، فيكون سببا في رحمة الله له يوم القيامة .

هل فهمنا الحرية خطأ ؟ أم أننا نعيش حالة من الفوضي !!!

هل نسينا أننا مصريون ” مسلمون ومسيحيون ؟، نعتنق تعاليم التسامح والمحبة والأخلاق، أم ماذا؟، فالغاية من الأديان هي السمو بالأخلاق البشرية نحو التحضر، والتسامح والصدق والصراحة أو الكرم والجود، أو الأمانة والعدل أو الرحمة والرأفة أو الشهامة والمروءة أو الشجاعة والإقدام أو الحلم، والأناة، وغيرها من قيمنا وأخلاقنا المصرية العظيمة فالأخلاق والسلوكيات المتحضرة، هي عنوان الشعوب وتعاليم الأديان، وتنادى بها المصلحون لإصلاح المجتمعات، وتطورها وتغنى بها الشعراء، ومنها البيت المشهور لأمير الشعراء أحمد شوقي:

“إنما الأمم الأخلاق ما بقيت …. فـإن هُمُوُ ذهبــت أخـلاقهم ذهــبوا”

الأمر الثاني : عن المتشدقين بالوطنية والمتصيدين في الماء العكر ، والذين يظهرون على شكل ذباب الكتروني يجول مواقع التواصل الألكتروني ، ووصلات الشماتة بعد كل كارثة ، ويستغلون الأزمة لتشويه صورة مصر خارجياً ، فى كل أزمة تعانى منها مصر، وتبدأ حفلات الشماتة الخاصة بهم فى الشعب المصرى بعد كل كارثة تشهدها البلاد ، لإظهار مصر على أنها تعانى من إنهيار ، على الرغم من أن الكوارث والحوادث تحدث في كل مكان في العالم وبصور مرعبة في بعض الأحيان ، وليس هذا تقليل من كارثة قطار محطة مصر ، أو لتبرير فشل وإهمال المسئولين عن الحادث ، فما زلت أطالب بمعاقبة المتسببين في أى كارثة تمر بها مصر …

وليعلم الجميع أن المصريين سواء داخل مصر أو خارجها جميعهم يتفقون على أمن واستقرار أرض الكنانة إلا قلة قليلة تم تلويث فكرهم ، فمصر يعمل من أجل استقرارها كل مواطن مصري شريف ويفرح لاستقرار وازدهار مصر كل عربي شريف، أما أولئك خفافيش الظلام من منظمات دولية وجماعات فكرية إرهابية، ودول حاقدة ، فما لها إلا الخيبة والاندحار لأن مصر محمية بعين الله ورعايته، وليمتنع الدخلاء والعملاء عن إثارة الفتن.

حفظ الله مصر وأهلها من كل سوء ومكروه