عتابي على نفسٍ لذنبٍ توَجّدا
فصارت تُداري عن هواها التّودّدا
فكيفَ الذي يخشى الوصالَ يلومُني
فليتَ التّمنّي مستحيلٌ وأُبعدا
سريعًا بدارَ الهجرِ يومًا سأختفي
وأرمِي بأشواقي حريقًا تفرّدا
فذا الوَيلُ من همّ ٍ غدا بي موَلوِلاً
ْويُضني حنينُ الشّوقِ قلبي تَكَبُّدا
وأُخفي عذابَ القلبِ خوفَ ملامةٍ
ويَسمو حنيني فوق خوفي تودّدا
وقد كنتُ عاندتُ المنامَ ولم أزل
وتلكَ الليالي أعدمت لي التّوسّدا
فهل غادرت أحلامُهُ عن وسادتي
وهل باعَني أم في هواهُ تجمَّدا !
ومن أصعب الصّبرِ الذي مِن تَصبّرٍ
يباتُ على هضمٍ وجيعًا ممرّدا
ألا ليتَ هانَ الحُبّ عندي بمِثلهِ
وقلبٌ يُعاني سوف يَعصي تمرّدا
َ
ومن سُهدِ قلبي قبل جفني تمنّعت
عيونٌ عنِ البوحِ الملامِ وإن بدا !
فعصيانُ عذبُ الوصل يُبلي ودادَهُ
مِرارًا أذاقَ القلبَ هجرًا وصَعّدا
غزت مُهجتي تلكَ السّهامُ توافدت
فتمضي رُفادًا أيُّ سهمٍ تُقَصّدا !
تمادت ليالٍ دامساتٌ وأجّجت
حميمَ الضّلوعِ الظّامياتِ توقّدا
فنادت ودادًا لم يُجبها ولم يدع
بذورًا لوَردٍ كي يفوحَ ويُوردا
ويطفو شعورٌ بي وفوقَ تحمّلي
فيا ليتني وهمٌ لغيمٍ تلبّدا
أطوفُ بواديهِ الذي في رواقِهِ
ينامُ ولا يدري قصدتُ التّعمّدا !
وصوتٌ يحثّ القلبَ يا قلبُ فاصطبر
وينتابني خوفٌ وحزنٌ تأكّدا
وجرحٌ عتيقٌ يستحيلُ علاجهُ
بجسمٍ عليلٍ والشّفاءُ تمرّدا
وحُسنُ النّوايا في الضّميرِ ضممتُهُ
وجيعًا فلن تشفيهِ حتّى يُضمّدا
فعُذرًا لئن كان اهتمامي تطفّلًا
بعيدًا سأمضي في مسيري مُجرّدا
د. أحلام الحسن
مملكة البحرين
**************************
أَﻻ لَـهْفَ قَـلْـبِي حِـينَ أَبْـدَى تَـوَدُّدَا
أَصَـابَتْ سِهَـامُ الـوَجْـدِ قَـلْـباً تَـفَرَّدَا
فَمَـالَتْ مُنىً بِالقَـلْبِ تَهْـوَى وَصَالَـهَا
وَ أُجِّــجَ شَـوْقٌ لَـوْ أَجَـابَـتْ تَــبَـرَّدَا
وَكَمْ قَدْ تَمَـنَّى القَلْبُ الوَصْلُ مُطْرِقٌ
فَـلَـمْ يَـأْتِـهِ غَـيْـثٌ يَـبُـلُّ لَـهُ الصَّـدَا
فَـكَـانَ كَـمَاشٍ بِـالفَـيَـافِـي يَـرُومُهَا
كَمُـزْنٍ هَـمَىَ خَـيْراً جَـمِيلاً وَ أَرْغَـدَا
وَ قَدْ كُنْتُ أُخْفِي الوَجْدَ وَاللَّيْلُ شَاهِدِي
وَ عَاهَدْتُّ قَلْبِي الصَّمْتَ أَوْ أَبْلُغُ الرَّدَى
مَتَى يَظْهَرُ الحُبُّ العَفِيفُ فَقَدْ هَوَى
وَ قَلْبُ الفَتَى يُصْـلَى بِهِ اليَوْمَ أَوْ غَدَا
عَـنَـاءً أُدَارِي الوَجْـدَ وَ الوَجْدُ قَاتِـلِي
فَـيَالَـيْتَ قَـلْـبِي عَنْ حَـنِيـنِي تَـبَـلَّدَا
وَلَكِنْ رَمَانِي السَّهْمُ فَاصْطَادَ خَافِقِي
فَـلُـذْتُ بِـمُـرِّ الصَّـبْـرِ حَـتَّـى تَـبَـدَّدَا
لـَيَالٍ وِ جُرْحُي فِي فُؤِادِي يِـلُومُـنِي
لِـيُظْهِـرَ مَا أُخْفِي وَ أُخْـفِـي التَّـمَرُّدَا
فَـلَمْ اسْـتَـجِبْ يَوْماً حَـيَاءً مِـنَ الَّـذِي
لَـهُ القَـلْـبُ مَـرْعَى وَ الحَـنِينُ تَجَرَّدَا
أَخَـافُ مَـلامَ الرُّوحِ إِنْ غَـابَ نَـجْـمُهَا
فَأُخْفِي بِقَلْبيِ الشَّوْقَ إِنْ بِتُّ وَ الصَّدَا
وَ أُظْمِئُ هَمْسِي عَـلَّ يَوْماً يَـنَـالُـنِي
نَدَى الوَصْلِ مُشْتَاقاً كَمَا الوَرِدِ لِلنَّدَىَ
أَلا يَـا نَـسِـيمَ اللَّـيْـلِ أَبْـلِـغْ سَلامَـنَا
لِـخِـلٍّ تَـجـَافَـىَ عَـنْ خَـلِـيـلٍ تَـوَدَّدَا
الشاعر / عارف عاصي
جمهورية مصر العربية