الدكتور عادل عامر يكتب عن :مكافحة الفساد (المواجهة القانونية -المعالجة الإدارية)

تعد ظاهره الفساد الإداري والمالي من الظواهر الخطيرة التي تواجه البلدان وعلى الأخص الدول النامية حيث أخذت تنخر في جسم مجتمعاتها بدأت بالأمن وما تبعه من شلل في عملية البناء والتنمية الاقتصادية والتي تنطوي على تدمير الاقتصاد والقدرة المالية والإدارية وبالتالي عجز الدولة على مواجهة تحديات أعمار أو إعادة أعمار وبناء البنى التحتية اللازمة لنموها.

آفةٌ من آفات المجتمع المعاصر، وهي ظاهرةٌ كثر انتشارها في الآونة الأخيرة، نتيجةً لتراكماتٍ عاشها المجتمع، لابتعاده عن الدّين والأخلاق، وقلّة الوازع الدّيني، وانعدام القيم عند العديد من النّاس. الفساد لغةً: هي إساءة المعاملة، وأيّ شيءٍ ضدّ الصّلاح، أمّا اصطلاحاً: فهو الاستخدام السّيئ من السّلطة الرّسمية الممنوحة، سواءً في مجال المال العام، أو النّفوذ، أو التّهاون في تطبيق القوانين والأنظمة، أي تعظيم المصلحة الشخصيّة على

لاقت هذه المشكلة (الفساد Corruption) اهتمام الكثير من الباحثين والمهتمين واتفقت الآراء على ضرورة وضع وتأسيس إطار عمل مؤسسي الغرض منه تطويق المشكلة وعلاجها من خلال خطوات جديه ومحدده ومكافحة الفساد بكل صوره ومظاهره وفي كافة مجالات الحياة لتعجيل عملية التنمية الاقتصادية وقد أشار مدير فرع الجنوب لهيئة النزاهة العامة   إلى إن الفساد الإداري والمالي ظاهره قديمة أصابت الجهاز

ولكن الحقيقة كانت مخيبة الآمال لوجود نخب سياسية مختلفة الأطياف أضحت اهتماماتها بالدرجة الأولى (كما يتداول علناً بوسائل الأعلام المختلفة) توزيع حصص القيادات العليا أو الحقائب الوزارية أو الإدارات العامة

لهذا كان على المهتمين والباحثين ضرورة إعداد الدراسات والبحوث لتشخيص ومتابعة ومن ثم معالجة ظواهر الفساد المختلفة وأهمها الفساد الإداري الذي يتبعه الفساد المالي حتماً. نشأت ظواهر تخص السلوك غير القويم للفرد والمتمثل بعدم نزاهة الأفراد

(سلوكياً، وظيفياً، مالياً) في العقود الأخيرة وقد تأثر الاقتصاد العراقي بهذه الظواهر التي بدأت تنخر في هيكلية الدولة وعجزها عن مواجهة مثل هذه الظواهر إضافة إلى تحديات العولمة يؤدي الفساد إلى إحلال المصالح إلى حسم بدل المصالح العامة ويؤدي الفساد إلى زيادة الصراعات والخلافات في جهاز الدولة بين الأحزاب المختلفة في سبيل تحقيق المصلحة الخاصة على المصلحة العامة

إن للفساد بصورة عامة مجموعة من الآثار السلبية لعل من أهمها:

–  حالات الفقر وتراجع العدالة الاجتماعية وانعدام ظاهرة التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي وتدني المستوى المعيشي لطبقات كثيرة في المجتمع نتيجة تركز الثروات والسلطات في أيدي فئة الأقلية التي تملك المال والسلطة على حساب فئة الأكثرية وهم عامة الشعب.

– ضياع أموال الدولة التي يمكن استغلالها في إقامة المشاريع التي تخدم المواطنين بسبب سرقتها أو تبذيرها على مصالح شخصية، وما لذلك من آثار سلبية جداً على الفئات المهمشة. – كما تظهر آثار الفساد بشكل واضح على المهمشين، فبسبب هذا الفساد الواسع يحدث فقدان الثقة في النظام الاجتماعي السياسي، وبالتالي فقدان شعور المواطنة والانتماء القائم على علاقة تعاقدية بين الفرد والدولة، إلى جانب هجرة العقول والكفاءات والتي تفقد الأمل في الحصول على موقع يتلاءم مع قدراتها، مما يدفعها للبحث عن فرص عمل ونجاح في الخارج، وهذا له تأثير على اقتصاد وتنمية المجتمع عموماً.

  أما بالنسبة لآثار الفساد الإداري فقد تعددت آراء كتاب علم الإدارة ومنظريها حول آثار ذلك فمنهم من يوضح أن للفساد الإداري آثار سلبية فقط مثل (Carino) أما القسم الآخر منهم يوضح أن للفساد الإداري آثار سلبية وايجابية مثل (Osterfeld) أما بالنسبة للباحث فهو من مؤيدي الرأي الأول لان للفساد نتائج مكلفة على مختلف نواحي الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية،

آليات مكافحة الفساد:

إن تعقد ظاهرة الفساد الإداري وإمكانية تغلغلها في كافة جوانب الحياة ونتيجة لآثارها السلبية على كافة مفاصل الحياة، فقد وضعت عدة آليات لمكافحة هذه الظاهرة ولعل من أهمها هي : 1-المحاسبة : هي خضوع الأشخاص الذين يتولون المناصب العامة للمساءلة القانونية والإدارية والأخلاقية عن نتائج أعمالهم، أي أن يكون الموظفين الحكوميين مسؤولين أمام رؤسائهم ( الذين هم في الغالب يشغلون قمة الهرم في المؤسسة أي الوزراء ومن هم في مراتبهم ) الذين يكونون مسؤولين بدورهم أمام السلطة التشريعية التي تتولى الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية .

2-المساءلة: هي واجب المسؤولين عن الوظائف العامة، سواء كانوا منتخبين أو معينين، تقديم تقارير دورية عن نتائج أعمالهم ومدى نجاحهم في تنفيذها، وحق المواطنين في الحصول على المعلومات اللازمة عن أعمال الإدارات العامة (أعمال النواب والوزراء والموظفين العموميين) حتى يتم التأكد من أن عمل هؤلاء يتفق مع القيم الديمقراطية ومع تعريف القانون لوظائفهم ومهامهم، وهو ما يشكل أساساً لاستمرار اكتسابهم للشرعية والدعم من الشعب.

 3-الشفافية: هي وضوح ما تقوم به المؤسسة ووضوح علاقتها مع الموظفين (المنتفعين من الخدمة أو مموليها) وعلنية الإجراءات والغايات والأهداف، وهو ما ينطبق على أعمال الحكومة كما ينطبق على أعمال المؤسسات الأخرى غير الحكومية.

4-النزاهة: هي منظومة القيم المتعلقة بالصدق والأمانة والإخلاص والمهنية في العمل، وبالرغم من التقارب بين مفهومي الشفافية والنزاهة إلا أن الثاني يتصل بقيم أخلاقية معنوية بينما يتصل الأول بنظم وإجراءات عملية.

 

وان آليات المكافحة السابقة تشكل عناصر أساسية في استراتيجية مكافحة الفساد الإداري وتمثل الاستراتيجية كافة الإجراءات التي تتخذ في المنظمة بهدف إحراز أداء أعلى، كذلك وتعتبر الاستراتيجية نشاطا مستمرا يأخذ بنظر الاعتبار القيم الإدارية والبيئية. لذلك فأن اغلب مؤسسات مكافحة الفساد الإداري تضع استراتيجية معينة لمكافحة حالات الفساد الموجود وتبنى هذه الاستراتيجية على الشمولية والتكامل لمكافحة هذه الظاهرة. وينبغي الإشارة إلى أن القضاء على الفساد الإداري يتطلب صحوة ثقافية تبين مخاطرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية (التي تم ذكرها مسبقا)،

 كما ينبغي توفر الإرادة الجادة والحقيقية من قبل القيادة السياسية لمحاربة الفساد الإداري حتى يكون ذلك على مستوى الدولة والمجتمع أو على الأقل بأن لا تصطدم توجهات مكافحة الفساد الإداري مع السلطة السياسية وان أي استراتيجية لمحاربة الفساد تتطلب استخدام وسائل شاملة تدعمها الإرادة السابقة وعلى النحو التالي:

1-تبني نظام ديمقراطي يقوم على مبدأ فصل السلطات، وسيادة القانون، من خلال خضوع الجميع للقانون واحترامه والمساواة أمامه وتنفيذ أحكامه من جميع الأطراف، نظام يقوم على الشفافية والمساءلة.

2-بناء جهاز قضائي مستقل وقوي ونزيه، وتحريره من كل المؤثرات التي يمكن أن تضعف عمله، والالتزام من قبل السلطة التنفيذية على احترام أحكامه.

3-تفعيل القوانين المتعلقة بمكافحة الفساد على جميع المستويات، كقانون الإفصاح عن الذمم المالية لذوي المناصب العليا، وقانون الكسب غير المشروع، وقانون حرية الوصول إلى المعلومات، وتشديد الأحكام المتعلقة بمكافحة الرشوة والمحسوبية واستغلال الوظيفة العامة في قانون العقوبات.

4-تطوير دور الرقابة والمساءلة للهيئات التشريعية من خلال الأدوات البرلمانية المختلفة في هذا المجال مثل الأسئلة الموجهة للوزراء وطرح المواضيع للنقاش العلني، وإجراءات التحقيق والاستجواب وطرح الثقة بالحكومة.

5-تعزيز دور هيئات الرقابة العامة كمراقب الدولة أو دواوين الرقابة المالية والإدارية أو دواوين المظالم، التي تتابع حالات سوء الإدارة في مؤسسات الدولة والتعسف في استخدام السلطة، وعدم الالتزام المالي والإداري، وغياب الشفافية في الإجراءات المتعلقة بممارسة الوظيفة العامة.

6-التركيز على البعد الأخلاقي وبناء الإنسان في محاربة الفساد في قطاعات العمل العام والخاص وذلك من خلال التركيز على دعوة كل الأديان إلى محاربة الفساد بأشكاله المختلفة، وكذلك من خلال قوانين الخدمة المدنية أو الأنظمة والمواثيق المتعلقة بشرف ممارسة الوظيفة (مدونات السلوك).

7-إعطاء الحرية للصحافة وتمكينها من الوصول إلى المعلومات ومنح الحصانة للصحفيين للقيام بدورهم في نشر المعلومات وعمل التحقيقات التي تكشف عن قضايا الفساد ومرتكبيها. 8-تنمية الدور الجماهيري في مكافحة الفساد من خلال برامج التوعية بهذه الآفة ومخاطرها وتكلفتها الباهظة على الوطن والمواطن، وتعزيز دور مؤسسات المجتمع المدني والجامعات والمعاهد التعليمية والمثقفين في محاربة الفساد والقيام بدور التوعية القطاعية والجماهيرية.

   وقد تم تحديد اتجاهين أساسيين لمكافحة الفساد الإداري هما:

الاتجاه الأول:

   العمل بالإصلاحات الإدارية والترتيبات الوقائية، ويشمل هذا التوجه استخدام كافة الطرق والأساليب الوقائية بهدف منع حدوث حالات الانحراف.

الاتجاه الثاني:

   مقاضاة المخالفين والضرب بيد من حديد على الرؤوس الفاسدة داخل الجهاز الإداري، ويشمل هذا التوجه استخدام كافة الطرق والأساليب العلاجية بهدف معالجة حالات الانحراف.      كذلك فان التوجهين السابقين لا يعتبر أحدهما بديلا عن الآخر، لكن أحدهما مكملا للآخر وباجتماعهما يكونان منظومة متكاملة يطلق عليها منظومة احتواء الفساد، هدفها الأساسي احتواء ظاهرة الفساد وتحجيمها ومن ثم القضاء عليها. وان هذه المنظومة تعمل باتجاهين وكل اتجاه له خططه وسياساته التي تحول دون وقوع حالات الانحراف أو معالجتها.

طوني قطان وبيسان اسماعيل يتصدرون الاغاني العراقية على انغامي

كتبت : آلاء سرور

تصدرت اغنية “هذا قلبي” وهي ديو غنائي جمع الفنان طوني قطان والفنانة الشابة بيسان اسماعيل قائمة افضل الاغاني العراقية على تطبيق انغامي، بالاضافة الى تصدرها قوائم افضل الاغاني في عدد من الدول العربية كالسعودية والعراق والاردن والبحرين وغيرها.

يذكر ان الاغنية سيتم طرحها خلال يومين على شكل فيديو كليب على قناة “حيدر كيتارا” على موقع يوتيوب وهي الشركة المنتجة للاغنية، كما وسيتم بثها على عدد من القنوات والاذاعات العربية، ويذكر ان الاغنية من كلمات محمد جبوري ومن الحان وتوزيع حيدر كيتارا ومن اخراج المخرج الاردني عبد الرحمن عيسى.

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :سماح مبارك فلسطينيةٌ بأي ذنبٍ تقتلُ 

قد يصعُب علينا تجاوز جريمة قتل اليمامة الفلسطينية سماح زهير مبارك، تلك الصبية التي لامس عمرها السنة السادسة عشر، رغم أنها ليست الجريمة الإسرائيلية البشعة الأولى، وهي بالتأكيد ليست جريمتها الأخيرة، فسلطات الاحتلال الغاشمة ترتكب يومياً عشرات الجرائم المشابهة الموجعة والمؤلمة، التي تستهدف الصبية والأطفال، ولا تستثن من حقدها الدفين الرضع والخدج، وحتى الأجنة في بطون الأمهات قد طالهم رصاصها الغادر، وخنق أنفاسهم غازها القاتل، وما زال جنودها يطلقون النار على أطفالنا فيقتلونهم، ومستوطنونهم يدهسونهم ويسحلونهم، ويفجون رؤوسهم بالحجارة وينالون من أجسادهم الغضة اللدنة، دون رحمةٍ أو شفقةٍ، بل بغلٍ وحقدٍ وكراهيةٍ عنصريةٍ بغيظة، حيث تشرع قوانينهم الجائرة جرائمهم، وتسكت عنها محاكمهم، وتغفلها محاضر الشرطة وأقسام التحقيق، وتسقط عن مرتكبيها المسؤولية والفعل العمد المقصود، بل وتدين الضحية وتحمل المُعتَدى عليهم المسؤولية.

قد لا تختلف جريمة قتل سماح مبارك عن غيرها كثيراً، فدماء أبناء شعبنا علينا عزيزة، وحياتهم غالية، وأرواحهم نفيسة، وكلهم لهم مكانة كبيرة عند أهلهم وأسرهم، خاصةً إذا كانوا صغاراً أو أطفالاً، ما يجعل غيابهم مؤلماً ورحيلهم قاسياً، والعدو لا يفرق بين أطفالنا وأبنائنا، ولا يميز بين ضحاياه وإن كان ينتقي بعضهم أحياناً، فرصاصه يوزع الموت على الجميع، وحممه تطال الكل، وحقده يصل إلى كل مكانٍ، في وقتٍ يدعي قادته أنهم نموذج الدولة الديمقراطية، وأنهم يحترمون المرأة ويحفظون حياة الأطفال، ولا يعتدون عليهم ولا يسلبونهم حقهم في الحياة الآمنة والعيش الكريم.

سماحٌ مثال الآخرين ونموذجٌ حيٌ عن كل أطفال فلسطين، فما أصابها قد أصاب من قبل غيرها، وقد يصيب من بعدها الكثير أمثالها، الأمر الذي يجعلنا نسأل بحرقةٍ وألمٍ، وحزنٍ ووجعٍ، ما الجرم الذي ارتكبته حتى تقتل، وما الخطأ الذي بدر منها حتى يسفك دمها في الشارع، وتلقى في عرضه على قارعة الطريق وحيدةً تنزف، لساعاتٍ لا يقوى على الاقتراب منها أحد، ولا يسمح جنود الاحتلال لطواقم الإسعاف الفلسطينية بنقلها ومحاولة إنقاذها، فهل أطلقوا النار عليها وقتلوها لأنها فلسطينية، تحمل الحق الفلسطيني وتؤمن به، وتناضل من أجله، وتضحي في سبيله، أم لأنها تعيش في وطنها وتتمسك بحقها، وترفض التنازل عن أرضها، وتصر على تحقيق أحلامها واستعادة حقوق آبائها وأجدادها.

هل اغتاظ جنود الاحتلال الصهيوني من وقفتها الصلبة وشموخها العزيز، ومن خطواتها الثابتة وعقلها الرشيد، ومن نظرتها الثاقبة وقلبها الجريء، ومن حجابها الساتر وقرآنها المجيد، أم ساءهم اسمها وأغضبهم سماحها، وغاظهم ثباتها، فاجتمعوا عليها وهم جمعٌ كثيرٌ من الجنود المدججين بالسلاح، فأطلقوا جام حقدهم عليها رصاصاً فقتلوها، وهي التي لم تقدم على قتلهم، ولم تهدد حياتهم، ولم تكن تحمل سلاحاً يخيفهم ولا سكيناً يرعبهم، ولكنها كانت تدرك أن وجودها يخيفهم، وأن بقاءها على الأرض يهدد وجودهم، وأن المستقبل الذي ستورثه لأولادها يزعزع كيانهم ويؤذن بزوال ملكهم ونهاية عهدهم، فرأوا في عينيها اليقين بالنصر، والإصرار على الظفر، وكأنها تباشير الفجر تتراءى لشعبها مع المزيد من الصبر.

أم أن جنود الاحتلال الإسرائيلي قد استهدفوا سماح برصاصهم القاتل لأنها مقدسية القلب والهوى، وإن كانت من رام الله مولداً ومسكناً، إلا أنها تؤمن بأن القدس عاصمة بلادها فلسطين، وأنها مدينة عربية موحدة حرة، لا تقبل القسمة ولا التجزئة، ولا ترضى بالمشاركة ولا المساكنة، ولا يمكن أن تكون يوماً مدينةً يهودية فضلاً عن أن تكون عاصمةً لكيانهم الصهيوني اللقيط.

أم استهدفها جنود الاحتلال لأنها تحفظ القرآن الكريم وتتقن أحكامه، وتتمسك به هويةً وكتاباً ومنهاجاً ودستوراً، وتؤمن بما جاء في آياته الحكيمة أن القدس والمسجد الأقصى آيةٌ فيه تتلى إلى يوم القيامة، وأن المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين الأولى ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبقى طاهراً شريفاً خالصاً للعرب والمسلمين، فأزعجهم رباطها، وأغضبهم ثباتها، وأخرجهم عن طورهم تمسكها بالقدس عربية، وبالأقصى مسجداً للمسلمين، فأسكتوا برصاصهم صوتها، وما علموا أن دمها سيروي ملايين المسلمين من بعدها، ممن يتمسكون بثوابتها، ويؤمنون بما آمنت به وضحت من أجله وفي سبيله.

أم تراهم قتلوها لأنها منقبة، تمشي بسرعةٍ وعلى عجل، لا تنظر حولها ولا تلتفت خلفها، حثيثة الخطى واضحة الهدف، تعرف طريقها وتحفظ مسارها، تحمل حقيبتها المدرسية وربما تراجع بصمت دروسها وواجباتها المنزلية، وقد ادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال أنها كانت تنوي استهداف الجنود على الحاجز شرق مدينة القدس، بغية طعن أحدهم، ولكن التسجيلات التي نشرت بعد الحادثة فضحت كذب جيش العدو وفندت أقواله، وأظهرت مدى الخداع والتضليل الذي يلجأ إليه لتبرير فعلته.

إذ أظهرت الفيديوهات المسجلة عملية تفتيش جنود الاحتلال لحقيبتها المدرسية، التي بدت خالية من أي سكينٍ أو سلاحٍ أو أدواتٍ حادة، كما تبين من صورة الشهيدة سماح وهي مستلقية على رصيف الشارع، أنها لا تحمل شيئاً مما ادعاه الناطق باسم جيش العدو، وقد أظهرت الصور ضئآلة حجم سماح، حيث أنها طفلة صغيرة نحيلة لا تقوى على تهديد جندي فضلاً عن مهاجمة مجموعة من الجنود الشبان الأشداء المتأهبين المدججين بالسلاح.

ما من شكٍ أن جنود العدو الإسرائيلي قد قتلوا الطفلة سماح مبارك عمداً، وأنهم قاموا بإعدامها علناً في الشارع العام، وأنهم قصدوا ارتكاب الجريمة دون خوفٍ من عقابٍ أو مساءلةٍ أو رأيٍ عامٍ دوليٍ، فهذه هي سياسة العدو المعلنة، التي يجاهر بها ولا يخفيها، إذ يقصد قتل الأطفال والنساء، وقد ارتكب في حقهم أبشع الجرائم إذ قتل بعضهم حرقاً، وسكب في أفواه آخرين البنزين والسوائل الحارقة، وحرق بيوت بعضهم وأشعل في أجسادهم ناراً شوهت بعضهم وقتلت آخرين منهم، وقد ظن أنه بجرائمه سينسي الفلسطينيين حقوقهم، وسيدفعهم لليأس والقنوط، والقبول والخضوع، والاستسلام والاذعان، وما علم أن دماء الشهداء تروي الأحياء، وأن أرواحهم التي تسكن في حواصل طيرٍ خضرٍ تحت عرش الرحمن، تسكن نفوس من بعدهم، وتوحد صفوفهم، وتدفعهم بقوةٍ وعزمٍ نحو الثأر والانتقام أو الغلبة والانتصار.

 

بيروت في 10/2/2019

الدكتور عادل عامر يكتب عن :واقع التعليم العالي في الوطن العربي

 

من التحديات الكبيرة التي يواجهها التعليم العالي في الوطن العربي عملية التمويل، فالقطاع الخاص ينظر إلى الاستثمار في التعليم العالي من زاوية تجارية محضة، أي منطق الربح بغض النظر عن متغيرات هامة، كالجودة وتمويل البحث العلمي ورعاية المتميزين والمتفوقين، أما الدولة ومع تزايد الأعداد الهائلة من الطلاب المقبلين على الجامعة فإنها إما أنها تتنصل من دورها وتترك المجال للقطاع الخاص

 وإما أنها تتكفل بالموضوع دون احترام معايير الجودة الشاملة والنوعية، فالتعليم العالي أصبح يكلف الكثير، خاصة إذا تمت مراعاة الجودة والنوعية. فما تخصصه الدول العربية للإنفاق على التسلح يفوق بكثير ما يُخصص للتربية والتعليم والبحث العلمي، وما تخصصه الدول العربية قاطبة للبحث العلمي لا يتعدى الملياري دولار، وهو في حدود ما تخصصه جامعة هارفارد ومشيجان الأمريكيتان للبحث العلمي.

وهذا دليل آخر على أن الكلام على صناعة المعرفة يتطلب الكلام على شروط ومستلزمات هذه الصناعة، فالبحث العلمي يتطلب إمكانات مادية معتبرة، وباحثين وعلماء في مستوى عال وإدارة رشيدة وفعالة واستراتيجية واضحة المعالم وصناعات ومشاريع تنموية تتفاعل مع المشاريع البحثية وتمولها وتستخدمها في تطوير الأداء والنتائج وأهم من كل ما تقدم بيئة بحثية ومجتمع يقّدر العلم والمعرفة والبحث العلمي. في الوطن العربي نلاحظ أن بعض هذه المعطيات غير متوفرة وإذا توفرت فالمشكل يكمن في التخطيط والإدارة والتنسيق. وتجدر الإشارة هنا إلى أن البحث العلمي هو ثقافة وسلوك وحضارة يجب أن يؤمن به المجتمع بمختلف شرائحه، خاصة صانع القرار. وهنا نلاحظ تناقضا آخر، وهو الفجوة التي توجد بين صناعة القرار والبحث العلمي في الوطن العربي.

من المشاكل التي تعاني منها الجامعات العربية كذلك هجرة العقول، حيث إن المتفوقين والمتميزين من الخريجين من الجامعات العربية يحصلون عادة على منح لمتابعة دراساتهم في الجامعات الغربية، فيلتحقون بها وفي غالب الأحيان يتفوقون ويحصلون على منح أخرى وامتيازات، وفي آخر المطاف يستقرون في تلك الدول،

نظرا لتوفر شروط البحث العلمي والمنافسة والجودة والتميز والتفوق، الأمر الذي لا يتوفر في البلد الأم. الأمر الذي يجعلهم يقررون البقاء في الغرب وهكذا تخسر الدول العربية مئات، بل الآلاف من أحسن باحثيها وعلمائها ومفكريها في كل سنة، فالدول العربية تزرع ونظيراتها في الغرب تحصد. وهذا النزيف يعتبر خسارة كبيرة جدا، لأن الدول العربية تخسر النخبة المتخرجة من جامعاتها وهذه النخبة هي التي من المفترض أن تقود الإبداع والابتكار والاختراع وصناعة المعرفة.

التحدي الآخر الذي تواجهه مؤسسات التعليم العالي في الوطن العربي هو الفجوة بين مخرجات الجامعات وسوق العمل، ونلاحظ هنا أن نسبة البطالة في العالم العربي تقدر بـ15% وهذا يعني أن هناك آلاف الخريجين ينهون دراستهم الجامعية ويجدون أنفسهم دون عمل وأن البعض يعمل في وظائف بعيدة كل البعد عما درس في الجامعة وعن مستوى تأهيله. وهذا يعطي انطباعا عاما بأن التعليم الجامعي لا جدوى من ورائه ويفضل الشباب التوجه نحو التعليم المهني أو العمل في سن مبكرة أو الهجرة…إلخ.

ومن المشكلات التي يواجهها التعليم العالي في الوطن العربي التبعية والتقليد ومشكلة الازدواجية اللغوية والهوية، حيث إنه في غياب إنتاج المعرفة والإنتاج العلمي تعتمد الجامعات العربية على ما ينتجه الآخر وفق معاييره وقيمه ومبادئه وأهدافه. فالاعتماد على الآخر وثقافة الاستهلاك والتقليد عوامل تؤدي إلى التبعية وذوبان الهوية الوطنية والثقافة الوطنية في طوفان العولمة التي لا ترحم. إصلاح واقع التعليم العالي والبحث العلمي وصناعة المعرفة في الوطن العربي يحتاج إلى إجراءات تنظيمية وهيكلية ومعرفية جذرية، تتمثل في تغيير الذهنية وتطوير الإدارة وزيادة الميزانية بنسب عالية وإشراك القطاع الخاص في التمويل.

يجب كذلك التنسيق المنهجي والمنظم بين وزارة التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم وكذلك التنسيق مع سوق العمل والقيام بدراسات وبحوث واستطلاعات دورية لتحديد الاحتياجات ووضع الاستراتيجيات للاستجابة لها.

قد تأكدت أهمية العلم والمعرفة في حياة البشرية عندما بدأت رحلة آدم من السماء إلى الأرض بالتعلم : ( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ) [البقرة : 31] واستمرت رسالة السماء إلى الأرض في هذا الاتجاه، حتى ختمت الرسالات برسالة محمد صلى الله عليه وسلم التي بدأت بالقراءة والكتابة والقلم ، ويتأكد نفس المعنى في المقولة المشهورة : إن المعرفة قوة ، ثم جاء تقرير اللجنة الدولية برئاسة ديلور عام 1996م ليؤكد أن الحياة في القرن الواحد والعشرين تعتمد على أربعة أعمدة للتعلم هي : تعلم لتكون ، وتعلم لتعرف ، وتعلم لتعيش ، وتعلم لتعمل .

إن هذه الأنواع من التعلم حين تتم بفاعلية وكفاءة، كفيلة برعاية الكنز الإنساني الكامن والمواهب الإنسانية الخبيئة، وبحسن تنميتها وتوظيفها لخير الفرد والمجتمع والإنسانية .

فالفلسفة التربوية العربية -مثلا- ينبغي أن تستند إلى المنطلقات الفكرية والقيمية الأساسية للفلسفة الاجتماعية العربية الإسلامية الشاملة والمميزة بمكوناتها الرئيسية التي تتمثل في تصورها الاعتقادي تجاه الألوهية والكون وطبيعة الإنسان وطبيعة الحياة والمجتمع عامة، كما تتمثل في تصورها الاجتماعي ، وفي القيم الحضارية للأمـة كالعلم ، والعـدل ، والحرية ، والشورى أو الديمقراطية، والوحدة، والإحسان في العمل ، وبناء المستقبل على نحو أفضل .

ومهمة الفلسفة التربوية أن تعبر عن كل ذلك بصورة شمولية متكاملة ، من حيث الأهداف والهيكلة والنظام والإدارة والمحتوى والمنهجيات والتقويم والمتابعة الخ.

إذن يجب أن تستمد الفلسفة التربوية العربية مقوماتها من أصول الثقافة العربية الإسلامية، ومن خصائص الشخصية العربية الأصيلة، ومن حاجات المجتمع العربي وتطلعاته، ومن واقع التربية العربية نفسها ، ومن حصيلة التجربة العربية والعالمية.

 وكل ذلك يتطلب أن يكون للتربية العربية فلسفة تهتدي بها في تعيين مقاصدها، التي هي الأهداف العامة للتربية. أما الأهداف العامة للتربية فهي مجموعة المواصفات التي تصدر عن الفلسفة التربوية، لتقرر وتجدد وتوضح خصائص الإنسان العربي، عقيدة، وأخلاقا، وفكرا، وسلوكا، ومعرفة، ومهارات. تلك الخصائص التي تمكنه من ممارسة دوره في حياته الشخصية والمجتمعية والإنسانية بإيجابية وفاعليه.

والأهداف التربوية تمثل دليل العمل الذي تهتدي به السياسات التربوية، والاستراتيجيات التربوية، والخطط التربوية في كل المستويات التي تليها في التسلسل المنطقي لمسيرة حركة التربية ومشروعاتها المختلفة.

أما السياسة التربوية ، فهي التي تجسد الأهداف العامة للتربية، وتوضح مواقف الجهات الرسمية والمسئولة عن القضايا المتعلقة بنظام التربية والتعليم ، فتحدد الأولويات التربوية في ضوء السياق السياسي ، والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للمجتمع ، وتعتمد الإجراءات التنظيمية العريضة لمعالجة المسائل المهمة في التربية والتعليم ، وتوجه الاستراتيجية التربوية، التي تكون بدورها أساسا لوضع الخطط التربوية.

أما الاستراتيجية فتعرف على أنها تحديد الأهداف والسياسات الأساسية بعيدة المدى، وتوزيع المصادر وتكييف الأداء لتنفيذ هذه الأهداف.

 فالاستراتيجية التربوية تنبثق عن السياسة التربوية العامة، وتتحدد بموجبها، وتكون مسارا رئيسيا في العمل التربوي ككل ، مسارا محكوما بأفكار وتوجهات معينة، تندرج في سلمها الصاعد من السياسة التربوية، إلى الأهداف العامة، إلى الفلسفة التربوية إلى الفلسفة الاجتماعية الشاملة. وهكذا تقع الاستراتيجية-

من حيث مستوى عموميتها- بين السياسة التربوية والخطط التربوية أما الخطط التربوية فتأتي لتنفيذ الاستراتيجيات التربوية، باختيار أفضل السبل لمجابهة المشكلات التربوية والتعليمية والتوصل إلى حلول متطورة لها، عن طريق المشروعات التعليمية، والمناهج والبرامج التربوية.

بالصور.. أضخم مهرجان فني عربي في القارة الأمريكية لعام 2019

امريكا-الزمان المصرى : نمير باشا

كانت رحلة العمر …. هي أقل جملة يمكن أن تصف روعة المهرجان الفني العربي الأضخم ” Vaganza Nights ” , والذي أقيم على مدار ثلاثة أيام في مدينة كنكون المكسيكية .
وشهد المهرجان الرائع حضوراً كبيراً للجاليات العربية من مختلف المدن الأمريكية , وكذلك من كندا – بنما – غواتيمالا – البرازيل – الارجنتين و فرنسا… حيث تجاوز عددهم الألف شخص ” تم اعلان Sold Out قبل عدة أسابيع من بدء الحفلات .

وافتتح حفل اليوم الأول النجم السوري هادي أسود , حيث أبدع وتألق بتقديم مجموعة من أجمل أغانيه ” كان في مقدمتها : ياكل العمر , حبيتك , العالم كله ” , كما قدم عدداً من أغاني الطرب وأغاني الدبكات وسط تفاعل رائع من الجمهور .
ثم صعد النجم العربي وفيق حبيب الى المسرح وسط تصفيق وهتاف حار من الجميع, وأشعل اجواء الحفل على أنغام أجمل أغانيه ” حبات التوت , طلبني عالموت, ليكي ليكي …. ” , كما فاجأ النجم وفيق الحاضرين عندما طلب حضور النجم هادي أسود وقدم برفقته دويتو رائع لعدد من الأغاني ” دبكو عرب , حبات التوت , بيكفي انك لبناني …. ” .
وختام اليوم الأول كان مع ملك الاحساس وائل جسار, والذي أثلج قلوب الحاضرين بصوته الدافئ وأغانيه المميزة .

أما افتتاح اليوم الثاني للمهرجان الفني كان مع العازف الشهير Guy Manoukian والذي قدم العديد من المعزوفات الرائعة لأشهر الأغاني ” منها عالعين موليتين – نقيلك أحلى زهرة ” والتي شهدت تفاعلاً كبيراً مع الحاضرين
ثم جاء الدور على النجم العالمي ” سوبر ساكو ” والذي تألق وأشعل الأجواء وتفاعل معه الحاضرين بالرقص, كما قدم أغنيته الشهيرة Mi Gna برفقة العازف الشهير Guy Manoukian .
وختام اليوم الثاني كان مع فارس الأغنية العربية ” عاصي الحلاني ” , حيث أحدث زلزال فني كبير على مسرح منتجع الواحة وقدم العديد من أشهر أغانيه التي يحفظها الجميع عن ظهر قلب … منها ” مالي صبر – سألوني اذا كنت بحبك – بيكفي انك لبناني – الهوارة … وغيرها الكثير ” .

اليوم الثالث من حفلات Vaganza Nights لم يختلف عن نظريه, فقد افتتح الحفل النجم هادي خليل , حيث تراقص الحاضرون على أنغام اغانيه الرائعة , كما قدم أيضاً العديد من أغاني الطرب والقدود الحلبية .
ثم جاء الدور على النجمة الرائعة ” مايا دياب ” والتي صعدت المسرح على أنغام أغنية ” اصل البنات شربات ” وسط تصفيق حار جدا من الحاضرين , ثم رحبت بالجميعوتابعت بتقديم أجمل الأغاني … نذكر منها : طالعة من بيت ابوها – حبيبي ياعيني – اسمر ياحلو – لاقيتك والدنيا ليل – ثلاث دقات …. .
أما ختام اليوم الثالث ” آخر ايام الحفلات ” كان مع ريس الأغنية اللبنانية ” ملحم زين ” , والذي صعد المسرح وسط صيحات الجمهور وهتافهم باسمه , والبداية كانت مع أغنية ” بدي حبك شو قلتي ” ليتبعها بعد ذلك بأجمل الأغاني والطربيات واغاني الدبكة …. منها ” شفتك ياجفلة – علواه – بدي غازل سوريا – لازرعلك بستان ورود – ياصغيرة – ضلي ضحكي – لقعدلك عالدرب قعود – يابا يابا له … وغيرها من روائع اغانيه .
كما فاجأ النجم ملحم زين الجميع وقدم دويتو مع النجم هادي خليل على اغنية ” على بابي واقف قمرين ” , والتي لاقت الثناء والتصفيق الحار جدا من الجميع .

هذا ولم تكن روعة هذا المهرجان الضخم في حفلات المساء فقط , حيث كانت حفلات الشاطئ الرائعة أيضاً مشتعلة بالدبكات والرقص مع النجوم : فادي سلطان – داني أشقر – بسام الصالح – طوني عيد

وخلال اليوم الرابع ” بعد انتهاء الحفلات وبدء عودة الجمهور الى مدنهم ” , أكد الجميع على سعادتهم الكبيرة بتواجدهم في كنكون , وأجمعوا على جملة ” انها أجمل ليالي العمر ” حيث كانت سعادتهم لاتوصف بلقاء المع نجوم العالم العربي , وبالتنظيم وحسن الاستقبال , حيث شكروا جميع القائمين على هذا الحفل الرائع والذي يعتبر من أصخم الحفلات العربية التش شهدتها القارة الأمريكية .

الجدير بالذكر ان نجاح الحفل قد تجاوز جميع التوقعات , من حيث دقة التنظيم والحضور الكبير للجمهور وابداع نجوم الحفل
عود الفضل في هذا الابداع والنجاح الكبير الى الشركات المنظمة … وهم :
شركة غلوبال انترتايمنت Global Entertainment US لصاحبها السيد زافين جيفريان
شركة جلوري انترتايمنت Glory Entertainment لصاحبها السيد بلال الخطيب
النادي اللبناني المكسيكي ممثلاً برئيسه السيد ” جاد ”
شركة Power house Security لصاحبها السيد روكي الصايغ