الدكتور عادل عامر يكتب عن :العدالة التنظيمية

 

تعرفُ العدالة في التوزيع بأنّها؛ إدراك الإدارة، أو صاحب العمل لضرورةِ توزيع المهام بين الموظفين، والعاملين في المنشأة بالتساوي ويساهمُ ذلك في التأثير على كميّةِ مخرجات العمل ويؤدّي إلى زيادتها، وتحسين أداء جميع الأفراد ضمن بيئة العمل، وتعتمدُ العدالة في التوزيعِ على ثلاثِ قواعدٍ أساسية،

ولقد لاقت العدالة التنظيمية اهتماماً كبيراً من قبل الباحثين في مجال ادارة الموارد البشرية والسلوك التنظيمي. فيركز الباحثون في مجال العدالة التنظيمية على دور العدالة التنظيمية في بيئة العمل، حيث أوضحوا أن إدراك العاملين للعدالة التنظيمية يؤثر بشكل كبير على الكثير من النتائج التنظيمية ومنها اتجاهات العاملين والتي تشمل الرضا الوظيفي ونوايا ترك العمل والالتزام التنظيمي وأيضاً على سلوكياتهم في العمل مثل سلوكيات المواطنة التنظيمية والغياب عن العمل (Kumar et al., 2009).

 كما أنه من المحتمل أن يحقق وجود العدالة التنظيمية فوائد كبيرة لكل من المنظمات والعاملين على حد سواء وتشمل هذه الفوائد زيادة الثقة التنظيمية والالتزام التنظيمي (Jamaludin, 2009).

ويساهم الاهتمام بالعدالة بشكل كبير في رفع مستويات أداء الأفراد نظراً لإتاحة الفرصة لتوليد الأفكار وبناء جسر من الثقة بين العاملين والإدارة من جهة وبين العاملين وبعضهم البعض من جهة أخرى (عبد المتعال & جوده، 2003).

ومن ثم فتعد العدالة التنظيمية من أهم العوامل المؤثرة على العلاقات بين الموظف والمدير، وعلاقات الموظفين ببعضهم البعض، وكذا علاقة الموظف بالمنظمة.

 وبالتالي فإن إدراك الموظف للعدالة التنظيمية يفترض أن يؤثر على علاقاته بالمنظمة والزملاء والمدراء، كما يؤثر على سلوكياته ومخرجات العمل (Khan et al., 2010).

كما أدرك الكتاب والباحثون في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية أهمية القيم الخاصة بالعدالة التنظيمية ودورها في تحقيق الرضاء ورفع الروح المعنوية للعاملين مما ينعكس إيجاباً على تحسين الأداء في المنظمات، وعلى العكس من ذلك فإن شعور العاملين بعدم العدالة أو المساواة يجعلهم يعانون من التوتر والإحباط والاغتراب في العمل، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأداء والإنتاجية (نجم ،2001).

ويعد الالتزام التنظيمي أحد أوجه الارتباط بين العاملين والمنظمات، كما أن للالتزام التنظيمي آثاراً مختلفة على اتجاهات وسلوكيات العاملين في المنظمات، ولقد حظي موضوع الالتزام التنظيمي بالاهتمام منذ عدة عقود، لما له من تأثير هام على كثير من سلوكيات الأفراد، ولما له من انعكاس على الفرد والمنظمة التي يعمل بها. فالالتزام التنظيمي يؤثر على كفاءة وفعالية المنظمات حيث يجنبها الكثير من التكاليف الاقتصادية والاجتماعية والنفسية على مستوى الفرد والمجموعات، فعلى سبيل المثال نجد أن النمو الاقتصادي الذي حققته كل من ألمانيا واليابان يعود إلى قوة عمل ملتزمة. وعلى الجانب الآخر فإن ضعف الالتزام التنظيمي يترتب عليه تحمل تكلفة الغياب، وفقدان الإبداع، وترك العمل، وانخفاض الدافعية (حواس، 2003).

 يعكس مفهوم عدالة التوزيع شعور العاملين بالعدالة بخصوص ما يحصلون عليه من مخرجات قد تكون على شكل أجور وترقية وحوافز مقابل جهودهم في العمل، فالعاملون لا يركزون فقط على كمية المخرجات التي يستفيدون منها، بل يهتمون كذلك بعدالة هذه المخرجات(جوده،2007).

وتشير أيضاً إلى إدراك الفرد لعدالة المخرجات التي يتسلمها، حيث يقارن الفرد بين ما يبذله من جهد وما يحصل عليه من جهة، وبين ما يبذله الآخرون وما يحصلون عليه من جهة أخري (صديق، 2007، ص 198). كما تركز على عدالة المخرجات المستلمة نسبة إلى العمل المؤدى (Jamaludin, 2009)، بالإضافة إليإدراك الأفراد لعدالة العلاقة بين المدخلات والمخرجات (Thorn, 2010).

ويتناول البعض عدالة التوزيع على أنها العدالة في توزيع المكافآت والموارد بين الموظفين في المنظمة (Hassan, 2010)، كما تتعلق بإدراك العاملين للعدالة في تخصيص المكافآت التي يحصلون عليها والتي تشمل الترقية والحوافز (DeConinck& Johnson, 2009 ; Annamalai et al., 2010)، وتمثل أيضاً الدرجة التي يتم فيها تخصيص المكافآت بأسلوب عادل (Ali et al., 2010).

ويتناولها آخرون على أنها ترتبط برضا الموظفين عن مخرجات العمل الخاصة بهم (Khan et al., 2010)، وتشير عدالة التوزيع إلى العدالة المدركة للمخرجات مثل الأجور والتعويضات والمكافآت والترقيات (Ambrose et al., 2002; Bell et al., 2006; Jeon, 2009; Nadiri&Tanova, 2010; Royal, 2010; Sulu et al., 2010)، كما تشير أيضاً إلى إدراك الأفراد لعدالة تخصيص الموارد من جانب المنظمة (Martinsonet al., 2006; Abu Elanain, 2010; Yavuz, 2010).

إنّ نجاح المؤسسات التربوية يعتمد بشكل أساسي على وجود إدارة فاعلة، لها من المواصفات والخصائص التي تؤهلها للقيام بدورها القيادي الذي يقوم على التنسيق بين الجهود، وتحقيق العدالة التنظيمية بين العاملين والمعلمين بالمدرسة، للوصول إلى مستويات الولاء التنظيمي من المعلمين مما يساعد في الالتفاف نحو العمل والإدارة المدرسية لتحقيق الأهداف التربوية والتعاون، للوصول إلى جودة المخرجات التعليمية.

 وإنّ انهماك الإداريين بالتعامل مع مختلف القضايا الإدارية والتربوية يشغلهم أحياناً عن ضرورة الاهتمام والعناية بالأبعاد القيمية والأخلاقية كالعدالة التنظيمية، وضرورة تكامل هذه المعتقدات والقيم التنظيمية مع سلوكياتهم الإدارية (الطويل، 1997). وتفترض أخلاقيات مهنة الإدارة المدرسية التزام المدير بالعدل والمساواة في التوزيع والاستحقاق بين جميع العاملين والمعلمين، وفق القوانين والأنظمة والتعليمات والأصول الإدارية المعمول بها (الصواف، 1994).

  ويرتبط مفهوم العدالة، من الناحية التاريخية، ارتباطاً وثيقاً بالقانون والشرعية، وتعني كلمة “Jus” في اللاتينية نفس ما تعنيه كلمة قانون، والكلمة تستمد منها كلمة العدالة “Justitia“، وعلى الرغم من أن مصطلح “Justice” أي العدالة يستخدم إلى حد ما مكثفاً أكثر في الدوائر القانونية أكثر من استخدامه في دوائر أخرى، إلا أنه لا يوظف اليوم كمصطلح قانوني بصورة أساسية، ولكن يُستخدم كمصطلح أخلاقي، وإداري، وتربوي (هوسبرس، 2002).

 ولم تلقَ العدالة التنظيمية الاهتمام الكافي على مستوى الإدارة المدرسية إلا في بدايات القرن الحادي والعشرين، عندما قدم اثنان من كبار أساتذة الإدارة التعليمية، وهما: هوي وتارتر (Hoy & Tarter) أول محاولة لهما لتطبيق مبادئ العدالة التنظيمية في المدرسة، وقد قدما مبادئ أساسية للعدالة التنظيمية يمكن تطبيقها على المدارس (Hoy & Tarter, 2004).

  ويرى محارمة (2000) أن جذور العدالة التنظيمية بالإدارة تعود إلى نظرية المساواة التي نادى بها آدمز (Adams)، وبشكل موجز فإن هذه النظرية تفترض أن الفرد يوازن ويقارن بين معدل مخرجاته إلى مدخلاته مع معدل مخرجات الآخرين إلى مدخلاتهم، فإذا تساوى المعدلان يشعر الفرد بالمساواة والعدالة، وإذا لم يتساو المعدلان، بسبب حصول الفرد على مخرجات أكثر من المدخلات التي يقدمها أو العكس، فإن الفرد يشعر بعدم المساواة، مما يولد لديه شعوراً بالتوتر.

 “وترتبط العدالة بما هو صحيح وخاطئ وفق معايير القوانين والشرعية الخلقية والوظيفية، فقد أشار سانتروك (Santrock, 2003) أن مفاهيم العدالة تتضمن الأفكار والمشاعر والسلوكيات المتعلقة بمعايير الصح والخطأ. والعدالة التنظيمية هي المعاملة العادلة والأخلاقية للأفراد داخل المنظمة (Charles, 2003)، ويعرّفها مارك (Mark, 2003, 361) بأنها مدركات الأفراد للعدالة، من خلال تصنيف آراء الموظفين ومشاعرهم عن معاملتهم معاملة الآخرين داخل المنظمة.

 وقد أشار كارولينا (Carolina, 2005) إلى أن العاملين في بيئات العمل الإدارية يقسمون العدالة التنظيمية وفقاً لثلاث فئات من المعاملة، تمثل الأولى النواتج التي يحصلون عليها من المنظمة، وهي: (العدالة التوزيعية)، وتمثل الثانية السياسات الرسمية أو العمليات التي بناء عليها تم توزيع هذه النواتج (العدالة الإجرائية)، والثالثة تتضمن المعاملة الشخصية معهم، هي (العدالة التفاعلية).

الدكتور مصطفى يوسف اللداوي يكتب عن :خطيئةُ مقاطعةِ حركةِ الجهاد الإسلامي

الدكتور مصطفى اللداوى
الدكتور مصطفى اللداوى

في سابقةٍ خطيرةٍ وغريبةٍ أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” عبر عضو لجنتها المركزية عزام الأحمد، مقاطعتها لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، لتشكل بقرارها غير الحكيم عودةً إلى نهجٍ قديمٍ، وانتكاسةً إلى ماضي أليمٍ، واستعادةً لسياسةٍ مريضةٍ، وممارسةً حزبيةً بغيظةً، عندما كانت تقوم في السجون والمعتقلات، هي أو غيرها من التنظيمات الفلسطينية القوية، بفرضِ مقاطعةٍ على تنظيماتٍ أخرى أضعف أو أقل عدداً منها، بقصد عقابها أو دفعها للقبول بشروطها أو الخضوع لإرادتها واتباع سياستها.

فكانت تلزم بموجب قراراتها التنظيمية التي تتخذها هيئاتها القيادية العليا عناصرها بعدم التعامل أو الاحتكاك مع عناصر التنظيم المُقَاطَع، وتمتنع عن تقديم المساعدة لهم أو التعاون معهم، وكانت ترفض تحضير الطعام أو تقديمه لهم، وتجمد آليات التنسيق وتبادل المعلومات معه، وترفض الاختلاط بهم في أوقات الفورة العامة، أو النقاش معهم في الغرف والأقسام، وتعاقب كل من يخالف أوامرها أو يعارض سياستها، الأمر الذي كان من شأنه أن يزيد في معاناة الأسرى والمعتقلين، ويفاقم أزماتهم، ويحرجهم أمام عدوهم المشترك وسجانهم الظالم، الذي يقف متفرجاً عليهم وشاهداً على اختلافهم.

إلا أن هذه الصفحات المظلمة من تاريخ المسيرة النضالية الفلسطينية في السجون والمعتقلات قد تم تجاوزها، ولم يَعُدْ إليها أحد، وحلت مكانها صفحاتٌ مشرقةٌ من الأخوة والتعاون، والتعاضد والتضامن، والتنسيق الإيجابي والعمل المشترك والتراكم البنَّاء، حيث شكل الأسرى والمعتقلون في مراحل مختلفة من تطور العمل الوطني، عقداً فريداً من التكامل والتعاون، والتنوع والتميز، والتنافس والسباق، كان محل فخر واعتزاز الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة والحرة معاً.

الاختلاف في وجهات النظر بين ممثلي الفصائل الفلسطينية في موسكو لا يبرر لفتح قرارها أبداً، ولا يجيز لها حكمها، ولا يعطيها الحق ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأن تفرض على كوادرها مقاطعة حركة الجهاد الإسلامي، التي هي حركة أصيلة وفاعلة، وعندها رصيدها ولها من يؤيدها، ولها تاريخها وعندها عملياتها، وتمثل قطاعاً كبيراً من الشعب الفلسطيني، وامتناعها عن التوقيع على البيان، أو رفض بعض ما جاء فيه، واعتراضها على بعض نصوصه أمرٌ مشروعٌ ومباحٌ، فلا يحق لأي طرفٍ مصادرته أو حرمانها من ابداء رأيها تأييداً أو اعتراضاً، فضلاً عن الصمت أو الامتناع.

يلتقي الفلسطينيون جميعاً على تقديرهم لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي حملت القضية الفلسطينية وخاضت غمار النضال خلال العقود الماضية، ويعتقد الفلسطينيون جميعاً بكل انتماءاتهم وتنظيماتهم، الإسلامية والقومية واليسارية، بأنها أحد أكبر مؤسسات وانجازات الشعب الفلسطيني الوطنية، ولا يرغب أحدٌ في هدمها أو تخريبها، أو تفكيكها والتخلي عنها، بل ينبغي المحافظة عليها وصيانتها، والتأكيد على هويتها والدفاع عن شرعيتها.

ولكن هذا لا يمنع وجوب إصلاحها وإعادة بنائها، وتوسيع إطارها وتنويع أعضائها، لتشترك في قيادتها كل القوى الوطنية، وتتمثل فيها كل أطياف الشعب الفلسطيني، بعد أن تعيد بناء هياكلها، وتستعيد أنظمتها، وتستجيب للتطور في بنودها، وحتى ذلك الحين يحق للبعض عدم القبول بواقعها الحالي، خاصةً أن بعض ثوابتها قد سقطت، والكثير من هيئاتها قد فقدت شرعيتها، وأصبح لزاماً إعادة تنظيمها.

للأسف إن قرار حركة فتح الذي ما كان ينبغي أن يؤيده رئيس حركة فتح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، يعيدنا إلى الوراء سنين طويلة، ويدخلنا من جديدٍ في حمأة الاختلافات الحزبية البغيظة، ويستخف بشعبنا ويهين أهلنا، وقد كان حرياً بقيادة حركة فتح ألا تجيز هذا القرار، وألا تقبل به أو توافق عليه، بل وأن تدين من تفوه به وأعلنه، وتعلن البراءة ممن ينادي به ويصر عليه، إذ لا مبرر له ولا مسوغ، ولا حكمة فيه ولا عقلانية، ولا مصلحة لنا فيه ولا منفعة لنا منه، إذ أن شعبنا قد ملَّ الانقسام وعاف الاختلاف، وضاق ذرعاً بالقطيعة والخصومة، التي أضرت به وبمصالحه، وعطلت مشاريعه الوطنية وخدمت مشاريع العدو الاستيطانية، ولعل العدو قد فرح بالقرار وانتشى به واحتفل.

لا يجوز لأي فصيلٍ فلسطينيٍ أياً كانت قوته ونفوذه، وسعة انتشاره وسطوة سلطته، أن يصادر رأي الآخرين ويطويهم تحت جناحه، أو أن يستبد بهم ويرغمهم، ويخضعهم لرأيه ويجبرهم على سياسته، أو أن يمارس عليهم التضييق الأمني والابتزاز المادي، أو أن ينصب نفسه حاكماً وقاضياً، يشرع ما يريد ويحكم بما يشاء، فلكل حزبٍ رأيه وقراره، وفلسفته وسياسته، وله الحرية في أن يقبل أو يرفض ما يراه ينسجم مع سياسته ويتوافق مع منهجه، طالما أنه يعمل لفلسطين ويقاوم من أجلها، ويناضل لخدمة شعبه ورفعة أهله، علماً أن التنوع يغني ويثري، والاختلاف العاقل يقي ويحفظ، وهو يفيد في تحصين الثوابت ومنع التفريط والتنازل.

لن يضير حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وإن كان يحزنها ويؤلمها، قرارُ المقاطعة الذي يدل على إفلاس صاحبه، وعجز فريقه، وتخبطه وتعثره، وتيهه وضياعه، وعزلته وغربته، فهو قرارٌ يشي بعمق الأزمة وخطورة المرحلة التي يعانيها من أصدر القرار، وحجم المشكلة التي يتخبط فيها، فحركة الجهاد الإسلامي لن تشكو من عزلة، ولن تعاني من قطيعة، ولن تضعف أمام سلطةٍ، ما بقي الشعب معها والأمة تؤيدها، وستجد نفسها بالمبادئ التي تحملها، والقيم التي تؤمن بها، والسياسة التي تتبعها، والمنهج الذي تسير عليه، والخيار الذي تتمسك به، والهيئات القيادية التي تسيرها، قويةً عصيةً، لا ترهبها القرارات، ولا تخيفها التهديدات، ولا تنفع معها المقاطعة، ولا تحرفها محاولات العزلة، ولا تجبرها على تغيير مواقفها أو التنازل عن ثوابتها سطوةُ سلطةٍ أو هيمنةُ حركةٍ، أو سلاطةُ لسانٍ وعنجهيةُ سلطانٍ.

 

بيروت في 19/2/2019

الدكتور عادل عامر يكتب عن :العدالة التنظيمية والهيكل الاجتماعي

إن الدين الإسلامي هو دين العدل، كيف لا وقد تسمى الخالق بالعدل والعادل من بين أسماءه الحسنى، بل إن العدل أول صفات الله تعالى يقوم بها على خلقه، والعدالة لا تتأثر بحب أو بغض ولا تفرق بين مسلم وغيرة بل يتمتع بها جميع المقيمين في بلاد الإسلام من المسلمين وغيرة من المسلمين مهما كان بين هؤلاء وأولئك من مودة أو شنآن،

 وكما سبق فإن العدالة في الشريعة الإسلامية تشمل كل ميادين الحياة، كقيمة عليا وكأساس للتعامل في المجتمع الإسلامي ضمن مختلف أوجه التعاملات، فقد تجسدت العدالة في الإدارة الإسلامية في العدل بالقول والعمل والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فضلا عن العدل في الشهادة والحكم.

والعدالة التنظيمية من أهم مكونات الهيكل الاجتماعي والنفسي للمنظمة حيث تعتبر قيمة ونمط اجتماعي والاعتداء عليها من جانب المنظمة يمثل تدمير للعلاقات والقيم الاجتماعية للعاملين.

والعدالة التنظيمية ظاهرة تنظيمية ومفهوم نسبي، وذلك لأهمية الأثر الذي يمكن أن يحدثه شعور العاملين بالعدالة أو عدم العدالة في مكان العمل. والذي يمكن أن يؤدي إلى تراجع مستويات الأداء التنظيمي مهما بلغت قوة سائر عناصر العملية الإدارية، وهي أحد المتغيرات التنظيمية المهمة المؤثرة على كفاءة الأداء الوظيفي للعاملين من جانب وعلى أداء المنظمة من جانب أخر ففي الحالات التي يزداد فيها شعور العاملين بعدم العدالة يترتب العديد من النتائج السلبية كانخفاض الرضا الوظيفي وتدني سلوكيات المواطنة التنظيمية وانخفاض الالتزام التنظيمي، إضافة إلى انخفاض الأداء الوظيفي بصفة عامة. وخلافاً لذلك، فإن ارتفاع إحساس العاملين بالعدالة يؤدي إلى زيادة ثقتهم في إدارة المنظمة وزيادة قناعتهم بإمكانية الحصول على حقوقهم وما يعنيه ذلك من ارتقاء سلوكيات الأفراد بعد الاطمئنان إلى سيادة العدالة ومن ثم الوثوق في المنظمة.           

حب العدالة لدى أغلب الناس ينبع من خوفهم من أن يقعوا ضحية للظلم “مثل فرنسي “ويمكن تعريف العدالة التنظيمية بأنها “الطريقة التي يحكم من خلالها الفرد على عدالة الأسلوب الذي يستخدمه المدير في التعامل معه على المستويين الوظيفي والإنساني”.

ويعود الاهتمام بالعدالة التنظيمية إلى العديد من الأسباب: أبرزها التخلي عن السياسات التنظيمية الهدامة القائمة على البيروقراطية ومشاعر الظلم والتهديد لدى العاملين، وتبنى سياسات أخلاقية أخرى تتسم بالعدالة التنظيمية والدعم التنظيمي بما يكفل الاستمرارية والفاعلية التنظيمية في الأجل البعيد، كما يعود الاهتمام بالعدالة التنظيمية إلى وجود تحد في السعي لتقليل أو منع السلوكيات المعادية للمجتمع الصادرة عن الموظفين الناتجة أساساً عن غياب العدالة التنظيمية.

ونظراً للأهمية المتزايدة، لموضوع العدالة التنظيمية، فمن المنطقي أن تجرى الكثير من المحاولات الجادة لتطبيق نظريات العدالة الاجتماعية والإنسانية لفهم سلوك الأفراد داخل المنظمات، ولعل من الجدير بالذكر أن هذه المحاولات واجهت في بدايتها نجاحاً محدوداً لتفسير الكثير من صور السلوك التنظيمي إلا أن استمرار المحاولات في السنوات الأخيرة حول وصف دور العدالة في المنظمات، أدى إلى ظهور مفهوم العدالة التنظيمية، لذا شهد عقد التسعينات من القرن العشرين والذى أظهر وتيرة التغيرات العالمية، نظريات أولت اهتمام متصاعد بالعدالة التنظيمية.

ورغم أن مفهومي العدالة والمساواة يعدان من أعم المفاهيم المكونة للركيزة القيمية في الإدارة الحكومية، فإن اهتمام الدراسات والأبحاث الغربية الخاصة بالعدالة التنظيمية انصب بصورة واسعة على القطاع الخاص، مقابل اهتمام أقل في القطاع الحكومي.     

وتعد العدالة التنظيمية من الموضوعات المهمة في مجال الإدارة، وقد حظيت ولا تزال باهتمام متزايد عبر كثير من الأبحاث والدراسات التي ربطت إدراك العدالة التنظيمية بالنتائج الإيجابية الفردية والتنظيمية، وأوضحت تلك الدراسات فوائد إدراك العدالة في مدى واسع من موضوعات الموارد البشرية.

وتهتم نظرية العدالة التنظيمية بإدراك الأفراد لعدالة القضايا بالعمل، وتعكس الطريقة التي يحكم بها الفرد من خلالها على عدالة الأسلوب الذي يستخدمه المدير معه على المستويين الوظيفي والإنساني.

وتعرف العدالة بصفة عامة على أنها إعطاء كل فرد ما يستحق. كما عرف أخرون العدالة التنظيمية بأنها درجة تحقيق المساواة والنزاهة في الحقوق والواجبات التي تعبر عن علاقة الفرد بالمنظمة، وتجسد فكرة العدالة مبدأ تحقيق الالتزامات من قبل الموظفين تجاه المنظمة التي يعملون فيها، وتأكيد الثقة التنظيمية المطلوبة بين الطرفين.

ويمكن النظر إلى العدالة التنظيمية على أنها أحد المتغيرات الهامة ذات التأثير المحتمل على كفاءة الأداء الوظيفي للعاملين من جانب وعلى أداء المنظمة من جانب أخر، وتعرف العدالة التنظيمية على أنها تعكس الطريقة التي يحكم من خلالها الفرد على عدالة الأسلوب الذي يستخدمه المدير في التعامل معه على المستويين الوظيفي والإنساني.

وكذلك تعكس كل من عدالة المخرجات وكذلك عدالة الإجراءات المستخدمة في توزيع تلك المخرجات، وكذلك نجد أن العدالة التنظيمية تركز على مدى إدراك العاملين للمعاملة العادلة في وظائفهم وتأثير ذلك على العديد من المخرجات التنظيمية.

ويمثل قطاع التعليم الجامعي أهمية كبرى في مجال العمل الشبابي لأنه يضم صفوة من شباب مصر، وهم الفئات التي يجب أن توجه إليها الخدمات الرياضية كعنصر من عناصر إعداد الإنسان وتكوينه ويعد النشاط الرياضي بصورة المختلفة ركنا هاما في العملية التربوية بالمؤسسات التعليمية، لأنه نشاط بناء يتم بعيدا عن العشوائية وبصورة منتظمة ، ويستهدف تحقيق البناء المتكامل المتزن للفر الممارس له عقلياً وبدنياً ونفسياً واجتماعيا إلى أقصى حد تسمح به قدراته واستعداداته وبما يمكنه من التكيف مع المجتمع، كما أنه يحاكى جسد الإنسان وعقله وقلبه وروحة ويطور المهارات والمعلومات والقدرات والاتجاهات .

كما أن النشاط الرياضي بالجامعة بوجه خاص يساهم بدور فعال في تقويم الاتجاهات السلبية لدى الشباب وتعديل مسارهم لتصبح اتجاهات إيجابية، وإستثمار طاقاتهم وشغل أوقات فراغهم في أنشطة هادفة وبنائه، هذا بجانب العمل على تنمية السمات الخلقية والإرادية واكتساب المهارات والقدرات الحركية وتنمية الصفات البدنية بما يحقق النمو المتوازن من خلال الممارسة الفعلية لأوجه النشاط الرياضي بالجامعة.

وإدارة النشاط الرياضي بالجامعة كواحدة من أهم قطاعات الإدارة في المجال الرياضي في حاجه لإعادة صياغة الفكر الإداري في المجال الرياضي، وتحويلة من فكر إداري تقليدي إلى فكر إلى فكر إداري حديث يتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين، أضف الى ذلك من المقومات الأساسية لمواجهة التحديات السابق الإشارة إليها البدء في المخرجات وليس المدخلات كما كان الأمر في الإدارة التقليدية، وأن يتسم عمل الإدارة الحديثة بالهيئات الرياضية بالابتكار وتبنى شعار البحث عن التميز وأن يكون محك التقويم كفاءة وكم الإنتاج الإداري

لذا فإن الرياضة الجامعية أحد المجالات التي يتناولها البحث العلمي لأهميتها فى بناء الفرد والمجتمع بناءا متكاملا فالرياضة الجامعية لم تعد قاصرة على التدريب البدني أو المهارى الذي يمارسه الفرد بل هي وسيلة لتربية الطالب تربية متكاملة متزنة تتميز بطابع الشمول في الجوانب الجسمية والعقلية والنفسية والاجتماعية وما إلى ذلك من متغيرات.

أثر العدالة التنظيمية على سلوك المواطنة التنظيمية لدى عمال المؤسسات الشبابية ومن ثم الكشف عن مدى تواجد إنصاف ومساواة بين عمال هذه المؤسسات أن إحساس العمال بالعدالة التنظيمية بجميع أبعادها جاء متوسطا، بينما أظهرت النتائج ارتفاع مستوى سلوك المواطنة التنظيمية لدى عمال مؤسسات الشباب،

 كما تم التوصل إلى وجود أثر ذو دلالة إحصائية للعدالة التنظيمية على سلوك المواطنة التنظيمية في حين أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في العوامل الديموغرافية (الجنس السن، سنوات العمل، المؤهل العلمي) على مستوى سلوك المواطنة التنظيمية.

ليهنأ الآباء.. للشاعر زيد الطهراوي

يا والداً غرس الثمار رطيبة

إجن الجنان فعيشها يستعذب

ذقت الهدى وأذقته فرقى بك الهادي

إلى النور الذي لا ينضب

هو فلذة الكبد الذي يمضي

الفؤاد وراءه وبحبه يتعذب

فاغنم إذن بشراك أن ربيته

وجذور قلبك في الرحى تتقلب

إهنأ بني بعيشك الأسمى وفز

بالرأفة الكبرى فعزك مطلب

أرعاك كي ترقى بجنات العلى

يوم السعيد بسعيه يتقرب

واليوم أبصر عرسك الغالي فيا

سعدي لقد طال العنا وترقب

يا فرحة الآباء بعد تصبر

عرق المنى بجبينهم يتخضب

لو يرشف الأبناء حر حنينهم

وأنينهم لتهذبوا وتحببوا

أكاديميّات يحتفين بالأديبة د.سناء الشعلان

عمان- الأردن-الزمان المصرى

 تصوير: الفنان مايكل العمش

في حفل بهيج في العاصمة الأردنيّة عمان كرّمت مجموعة من الأكاديميّات الأردنيّات الأديبة الأردنية د.سناء الشّعلان على تميزها الأكاديميّ والإبداعيّ وعلى فوزها بجائزتي كتارا لرواية الأطفال للعام  2018  عن روايتها للأطفال ( أصدقاء ديمة) وجائزة المثّقف العربيّ للعام 2019 عن مجمل أعمالها الإبداعيّة والأكاديميّة والنّقديّة،وبحصولها على ترقية أكاديميّة،وإصدارها لأعمالها الأدبيّة الأخيرة ( قالت النّساء،وأبي سيد الكلمات،والذين لا ينامون،وغصون وتخوم،الدّرب إليهم).

وقد قدّمت الدكتورة منى محيلان من الجامعة الأردنية كلمة باسم الأكاديميّات المشاركات في التّكريم عبّرت فيها عن فخرها بمعاينة تجربة الشّعلان الإنسانيّة والأدبيّة والأكاديّميّة والفكريّة،وفخرها بها، واعتزازها بكلّ ما حقّقته،كما عرّجت على محطّات من تجربة الشّعلان التي تعدّها محطّات حقّقت بها كسبا للمرأة والأكاديميّة الأردنيّة في إزاء الكثير من الإكراهات التي تحاول تقزيم تجربة الإنسان المبدع والجادّ ، وعبّرت باسمها وباسم المحتفيات عن فخرهنّ بما أحرزته الشعلان من منجز وتميّز ليكون رصيداً مشرّفاً لها وللأكاديميّة والمبدعة الأردنيّة والعربيّة،وهي من تعدّ أنّ لها جهوداً في إحراز مكاسب للأستاذ الجامعيّ توازي ما قد تحقّقه نقابة بأكملها له.

و قدّمت الشّعلان كلمة شكرتْ بها الأكاديميّات اللّواتي كرّمنها بهذا الاحتفاء البهيج،وعرّجت على إطلالة على إصدارات الأدبيّة الجديدة ( قالت النّساء، وأبي سيد الكلمات،والذين لا ينامون،وغصون وتخوم،الدّرب إليهم) وهي مجموعات نثريّة تعاين التّجربة الإنسانيّة من خلال إطلالات فكريّة وإنسانيّة وأدبيّة وأخلاقيّة وفلسفيّة واجتماعيّة مختلفة،وهي حصيلة لما كتبته في هذه القطاعات على امتداد عقد كامل من عملها الإبداعيّ الموصول،كما أشادت بدور أسرتها وأصدقائها وزميلاتها في العمل والحياة في دعم مسيرتها الإبداعية.

وتوقّفت الشّعلان بالحديث عند خصوصيّة التّشكيل الفنيّ في روايتها الجديدة ” أدركها النّسيان” عبر عرض تقنيّة شكليّة من تقنياتها على جمهور الحاضرين،بعد أن تحدّثت عن فخرها بمشوارها الفكريّ،ودورها في إرساء الكثير من أفكار العدالة والنّضال في المشهد الأكاديميّ بما يرنو بالأستاذ الجامعيّ إلى مكانه الطّبيعيّ حيث الاحترام والتّقدير والشّفافيّة والحرّية .

وقدّم الفنان مايكل العمش كلمة باسم الطّلبة الذين تتلمذوا على يدي د. الشعلان قال فيها :” إنْ قلت شكراً،فشكري لن يوفيكم حقكم، حقّاً سعيتم فكان السّعي مشكوراً، إن جفّ حبري عن التّعبير يكتبكم قلبٌ به صفاءُ الحبّ تعبيراً. تتسابق الكلمات وتتزاحم العبارات لتنظم عقد الشّكر الذي لا يستحقه إلا أنت. إليكِ يا من كان لها السّبق في ركب العلم والتّعليم، إليك يا من بذلتِ ولم تنتظري العطاء، إليك أُهدي عبارات الشّكر والتّقدير…”

 

رابط الحفل على اليوتيوب: