النادى الأوحد  والحزب الأوحد ..بقلم: إبراهيم شرف الدين

على مدار سنوات عديدة  وتحديدا منذ ان صدر القانون رقم 40 لسنة 1977، وبمقتضاه قد تأسس عدد من الأحزاب  السياسية فى مصر منها حزب مصر في عام 1977 والذي تحول إلـى الحزب الوطني الديمقراطي عام 1987برئاسة السادات نفسه  وحزب التجمـع الوطني التقدمـي الوحدوي عام 1977 برئاسة خالد محى الدين وحزب الأحرار الاشتراكيين عام 1977،  برئاسة مصطفى كامل مراد وحزب العمل الاشتراكي عام 1978 برئاسة إبراهيم شكرى  وحزب الوفد الجديد عام 1978،برئاسة فؤاد سراج الدين وجميعهم تم اختيارهم بعناية وبجلسات طويلة مع الراحل أنور السادات الذى رأى بعد توقيعه معاهدة السلام  مع إسرائيل بضرورة إنشاء هذه الأحزاب للسيطرة على شارع السياسى المصرى من خلال خلق منابر تنافسية وقد راعى السادات فى اختياره لهذه العقليات أن تكون مختلفة  وقادرة على جذب كافة أطياف الشعب اليسارى واليمينى والرأسمالى والاشتراكى.

 ولاقلق او خوف من وجود هذه الكيانات طالما تم اختيار رؤسائها بعناية وجميعهم خرج من مكتب السادات نفسه وفى جلسة جمعته بهم جميعا وقد وضعت ضوابط وأسس للجميع وحدد لكل منهم خطوط حمراء لايمكن ان يتخطاها على ان يكون لهم كوتة محددة للمشاركة فى المجالس النيابية كمجلس الشعب ومجلس الشورى وتم ذلك ووافق الجميع  عليه فى وجود  السادات.

 واتى مبارك وقد التزم مبارك نفسه بوعد السادات لمؤسسي هذه الأحزاب وكان يقوم بضم رؤساء هذه الأحزاب للبرلمان ومنحهم الحصانة البرلمانية ضمن النسبة المحددة  للرئيس فى تعيين 10 أشخاص  بمجلس الشعب والجميع يدور فى الدائرة المرسومة له وعندما فكر البعض فى تخطى الدور المرسوم له بعد أن رأى التفاف جماهيرى حوله كشرت له الدولة عن أنيابها وخرجت قرارات حل وتجميد ومصادرة صحف وشكاوى من أعضاء الحزب أنفسهم بتعليمات صادرة لهم  إلى لجنة شئون الأحزاب وتنازع على رئاسة الحزب.

 واليوم المشاهد للساحة الرياضية  يرى نفس المشهد يكرر نفسه فى الوسط الرياضى ويعيدنا لكل ماذكر عندما يشتد فريق منافس للنادى الأوحد يتم استخدام نفس الأدوات ونفس القرارات  نفس اللجان حتى وان كانت بمسميات أخرى ومايحدث مع نادى الزمالك يحدث لنادى الزمالك وليس لمرتضى منصور كما يصور للبعض بحجة ان مرتضى كثير المشاكل وصاحب صوت عال

والحقيقة والتاريخ يقولون غير ذلك وفيما حدث مع دكتور كمال درويش وهو رجل تربوى اكاديميى صاحب صوت وخلق رفيع من قبل نفس مايحدث  مع مرتضى منصور  إذن القصة هى المحافظة على النادى الأوحد من تغول أنديه اخرى وأن يظل السيناريو الموضوع نفس السيناريو  الذى وضع سابقا للحزب الأوحد وهو تشارك عن بعد تكمل  المشهد المحدد لك طبقا للسيناريو الموضوع تبقى تمام ..تنافس  وتحاول تتصدر المشهد قرارات الحل والعزل واللجان فى انتظارك.

 وهذا ما حدث من قبل  ويحدث الآن   بكل حذافيره وهنا نتساءل ماحدث مع الأحزاب له مبرراته باعتباره أمر سياسى يتعلق بكيان دولة وقد نتقبله إنما مايحدث فى مجال الرياضة ومع الزمالك ماهو مبرره ولمصلحة من وهل نفس العقلية التى أشرفت على العمل السياسى للأحزاب هى نفسها العقلية التى تدير ملف الرياضة وهل ماسبق ذكره على المواقع وشبكات التواصل الاجتماعى  حول تصريح وزير الرياضة الاسبق خالد عبدالعزيز من ان التعليمات  والتوصيات تؤكد ان فوز الفريق الأوحد يعنى استقرار الشارع المصرى.

 ولكن ماذنب جماهير ومهاويس الكره المنتمين لنادى الزمالك وليس للنادى الأوحد  خاصة ان أغلبهم  لاينتمون لاى عمل سياسى  او حزبى  وأصبحوا يشعرون بمرارة الظلم والتهميش والتعنت ضدهم حتى بدأ البعض يصرخ على منصات التوصل ناقما ومعاتبا للدولة  وواصلوا الضغط على مجلس ادارة النادى للانسحاب من مباراة الفريق القادمة بل طالب البعض تجميد النشاط رغم حبهم الشديد لفريقهم لما يشعرون به من مرارة الاضطهاد.

 لذا من هنا ندوق ناقوس الخطر من إدارة ملف الرياضة بهذا الشكل والعمل سريعا على العدل بين الاندية خاصة فى هذا الوقت العصيب الذى تمر به البلاد باعتبار ان الرياضة فعلا عبارة عن مكسب وخسارة والمنافسة واجبة بين الجميع ويجب تغيير المفاهيم القديمة خاصة فيما يتعلق بالرياضة المصرية .

وللحديث بقية 

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.