حسن بخيت يكتب عن :” وماذا بعد الزي الموحد يا سيادة الوزير ؟!”

يبدو أن وزارة التربية والتعليم أصبحت عنوان للجدل والسخط وعدم الرضا من قبل معلميها، وتتهم دائما بأنها نموذج صارخ للقرارات المتضاربة والسريعة وغير المدروسة ، وكان آخر هذه القرارات هو سعي وزارة التربية والتعليم في إلزام المعلمين والمعلمات في المدارس بارتداء الزي الموحد مما أثار حالة من الجدل لدى جميع العاملين بالتربية والتعليم على مستوى الجمهورية ، خاصة بعد بدء تطبيقه في محافظة الوادي الجديد، الأمر الذي فتح باب التساؤلات حول أولويات المنظومة التعليمية، في ظل تسليم الوزارة مؤخرًا لـ“التابلت“ لطلاب المرحلة الثانوية ضمن خطتها لتطوير التعليم.

وقبل يومين، خرج وزير التربية والتعليم الدكتور “طارق شوقي” عن صمته، نافيا إصداره لمثل هذا القرار، إلا أن ذلك لم يمنعه من الترحيب بصور المعلمين في زيهم الموحد الجديد ، موضحا أن محافظ الوادي الجديد محمد الزملوط هو من “صمم ونفذ مبادرة جميلة تتعلق بزي مدرسي للمعلمين والإداريين”. وتهدف الخطوة، بحسب وزير التعليم، إلى “توحيد المظهر، وإضافة هيبة للمعلم، تتناسب مع جلال وظيفته”.

وتحت عنوان “زوبعة الزي المدرسي”، كتب وزير التربية والتعليم منشورا على صفحته الخاصة على فيسبوك، انتقد فيه السخرية “غير المبررة” على مواقع التواصل الاجتماعي “كلما اجتهدنا لنقدم شيئا أفضل ، مؤكدا أن هذه المبادرة من السيد محافظ الوادي الجديد ، وننظر إليها باهتمام، ونتابعها، لكنها ليست مبادرة قومية على مستوى الدولة في الوقت الحالي ، والوزارة لم تصرح بأي شيء يتعلق بالزي المدرسي، ولم أقل شيئا عن تحمل المعلم أي مبالغ مادية (50% من التكلفة)، كما يشاع على مواقع التواصل ..

وكان الدكتور محمد عمر، نائب وزير التربية والتعليم قد كشف في تصريحات له لبعض الصحف، عن موعد بدء تطبيق ارتداء الزي الموحد في مدارس الجمهورية ،موضحا أن ”الوزارة لم تتخذ قرارًا نهائيًا في هذا الصدد، لكنها تتابع التجربة بشكل عام، وتطبيقها في كافة المدارس حال التأكد من إضافتها لمسة جمالية، أو إضافة للمعلم المصري دون أي مشكلات“ ، وأردف أن ”تكلفة الزي الموحد لن يتحملها المعلم وحده، حال اتخاذ قرار نهائي بشأن تطبيقها..

وجهة نظر الكاتب .

الجميع يعلم أن العملية التعليمية في مصر تحتاج إلى ما هو أكبر وأهم من ذلك ، ومن غير المقبول اختزال مشكلات المعلمين في الزي، في ظل تجاهل مشكلات كبيرة تتعلق برواتبهم، وتطوير المناهج، وعلاقة المعلم بالطالب، والدروس الخصوصية وغيرها“.

لو رجعنا بالتاريخ الى فترة ما قبل الثمانينات التي كان فيها التعليم أفضل بكثير مما وصل اليه الأن ، ومع ذلك لم نجد زيًا موحدًا للمعلمين آنذاك .
فما يحدث في الفترة الأخيرة بوزارة التربية والتعليم من قرارات وتعديلات ،وتحديدا في ال20 عام الماضية يعتبر من الشكليات البعيدة عن جوهر ومضمون العملية التربوية، دون النظر للتعليم والمعلمين بنظرة أعم وأشمل من ذلك ، فما تسعي اليه الوزارة لتطبيق الزي الموحد ما هو الا ”استفزاز وإشعال غضب المعلمين، في ظل تجاهل مطالبهم الأساسية من تعديل هيكل الأجور، بعدما باتت الرواتب والمكافآت السنوية على أساس رواتبهم في 2014، رغم زيادة الأسعار وزيادة الأعباء ، علما بأن إصلاح أو تجميل شكل المعلمين لا يتمثل في إلزامهم بارتداء زي موحد كونهم ليسوا طلبة صغارًا، إنما ببحث مطالبهم وزيادة رواتبهم بما يسمح لهم بشراء الملابس الجيدة وارتدائها داخل المنظومة التعليمية .

نتسائل كالعادة !! لعل وعسى أن نجد من يجيب عن تساؤلاتنا ويوضح لنا ما نجهله …

هل قامت الوزارة بتطوير كل شيء ولم يتبقَ سوى شكل المعلم الذي لم تتخذ الوزارة أي قرار في صالحه منذ عشرات السنين؟

أليس من الإهانة ألا يتجاوز راتب معلم قضى قرابة 20 عامًا في الخدمة 2500 جنيه مصري ؟، هل هذا يليق بالمعلم ؟… ثم يطلب منه ارتداء زي موحد، وكأن المشكلة في الزي فقط.

هل ستحل كل مشكلات التعليم بعد ارتداء الزي الموحد؟

لماذا لم تنظر الوزارة في تدريب المعلم وتثقيفه بدلا من لون الزي الخاص به ؟

لماذا لا تهتم الوزارة بكثافة الفصول ؟ … التي أصبحت تزيد على 50 و60 طالبًا في الفصل الواحد، بدلًا من الإنفاق على الزي الموحد“.

هل المعلم سيصبح قدوة ومثل أعلى بلون الزي الذى يرتديه ؟

هل توحيد لون واحد لزي المعلم والمعلمة وبصورة إجبارية يؤثر إيجابا في سلوك المتعلمين ؟

ماذا عن الزى الذى كان يرتديه المعلمين والمعلمات قبل قرار توحيد الزي ؟ هل كانت الملابس بصورة لا تليق وفجأ أستيقظت الوزارة لتدارك الأمر ؟

هل توجد دولة في العالم تطبق زي موحد للمعلمين في جميع المدارس ؟

هل إنتهت كل قضايا المعلم المالية والإجتماعية والتثقيفية حتى نتطرق إلى زيه الذى لا يفيد ولا يضر ؟

لماذا لم تحدد الوزارة إطار عام للزي وضوابط ومواصفات ثابتة دون أن تفرض على المعلم زي معين ولون معين دون رغبة منه في ذلك ؟

هل يعيد الزى الموحد وقار المعلم الذى أهدر منذ عشرات السنين ؟

كيف تكون حالة المعلم وهو مجبر على مرتب لا يكفيه، وزي لا يرضيه ؟

انتهت تساؤلاتنا …. فهل من مجيب ؟

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.