الدكتور عادل عامر يكتب عن :التطرف وصرعات النفوذ

أن السقوط العالمي للمجتمعات الإسلامية والعربية أمام الحضارة الغربية والمسلمون ليس لهم حضورًا على الخريطة العلمية العالمية وليس لديهم إسهام في الحضارة العالمية ونحن في موقف وموقع المستهلك أثر كثيرًا على الشباب وجعلهم يتشككون في كل المؤسسات العلمية التي لدينا والحق ان الغرب يثير في ذلك ليستقطب بهم الشباب قضيتين: –

 الأولى ان الإسلام ضد العلم، والثانية ان الإسلام ضد العقل، فيخيرونه إذا أردت التقدم فعليك ان تتخلى عن الدين وأن تكون معنا وأن تتخلى عن إسلامك لتكون مع العقل. أخذت الدراسات والبحوث التي تناولت موضوع الإرهاب والتنظيمات المتطرفة والمتعصبة عبر التاريخ جانب واسع من الاهتمام الدولي الرسمي والأكاديمي، ولتفرع المجالات التي تتداخل وهذا الموضوع وأهميته الكبيرة التي تصب في استقرار وامن الدول الشعوب

برزت الكثير من التخصصات الإنسانية التي تتعامل وأطروحاته وتفرعاته، وشخصيا كتبت العشرات من الدراسات والبحوث والمقالات التي حاولت سبر أغوار هذا الموضوع الحضاري والإنساني الخطير والهام، سواء كان ذلك على مستوى الدول او الأفراد، او في جانبه الديني او السياسي او الأمني او الاجتماعي او الاقتصادي وغير ذلك، منها موضوع الإرهاب من النظرية السياسية إلى المعالجات الأمنية والسياسة بين الأخلاق والقانون وسيكولوجيا المحفزات الثانوية للإرهاب، وهي على سبيل المثال لا الحصر.

لا يمكن ضرب التطرف عبر الأساليب القديمة أو عبر صراعات النفوذ، يتوجب العودة إلى الجذور وخوض مواجهات ثقافية وأيديولوجية وبناء تنموي لم يأت هذا الإقحام للإسلام والعامل الديني من فراغ، بل جاء على الأرجح من قراءة استراتيجية أميركية حول ضرورة صناعة العدو الملائم، لكي تستمر واشنطن، طويلا، في التحكم بالقرار العالمي. خرج التطرف من القمقم لأنه منذ بدايات القرن الحادي والعشرين ارتسم مشهد إقليمي ملتبس في الشرق الأوسط وتصادمت المشاريع المتناقضة لإعادة تركيب المنطقة (أميركي وإيراني وتركي وإسرائيلي).

أمام زحمة المشاريع لم يكن هناك مشروع عربي، ولم تنجح التحولات منذ 2011 في بلورة مشروع جديد، ولذا أصبحت بلاد الشام والعراق ومصر واليمن وليبيا مسارح النزاعات والإرهاب.

بدأت مرحلة جديدة في العلاقات الدولية مع حرب أفغانستان وكذلك مع الثورة الإيرانية أواخر السبعينات من القرن الماضي، وهكذا لأول مرة في عالمنا المعاصر يبدأ الاستخدام السياسي للإسلام سواء تحت راية “الجهاد ضد السوفياتي المحتل والملحد”، أو لمواجهة “الاستكبار العالمي” تحت القيادة الخمينية.

ولم يكن من قبيل الصدفة أن يكون بروز عامل الإسلام السياسي قد سبق انهيار الإمبراطورية السوفياتية بعد اثنتي عشرة سنة، واستمر مواكبا للتحولات اللاحقة. ولذا كان لكل واقع اجتماعي، أو لكل منطقة جغرافية حصتها من الفوضى والمناطق الرمادية وغياب القانون. في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي بالإجمال، أدى الحدثان الأفغاني والإيراني، بالإضافة إلى الفشل الأيديـولوجي اليساري والقومي، وبهتان الوهج الفلسطيني بعد ترك بيروت في العام 1982، إلى طغيـان الخطاب الإسلامي السياسي والمقاتل.

انطلاقا من شعار “الجهاد ضد العدو البعيد للوصول إلى العدو القريب” أرسى عبد الله عزام، مؤسس الجهاد الأفغاني، قاعدة الانطلاق نحو الجهاد الكوني، وكان لقرار “تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية” الإسهام الآخر في نشر الجهاد بصيغته الأخرى التي تجعله تحت إمرة الولي الفقيه وقراره.

جرى تحضير المسرح جيدا لنشأة التطرف وتمدده، إذ أن المختبر الأفغاني أفرز تنظيم القاعدة بعد حرب الخليج الثانية، والحرس الثوري الإيراني، الذي أسس حزب الله في لبنان وتنظيمات عراقية ودعم غيرها، كان ينفذ قرار تمدد الأذرع الإيرانية في الإقليم.

بعد هذه الصناعة التي لم تكن ترجمة لنظريات فقهية عند السنة أو الشيعة فحسب، بل أيضا نتاج إسهام أميركي-غربي مباشر أو غير مباشر في البدايات الأفغانية، أو خلاصة لترك الاحتقان المذهبي يتصاعد بعد حرب العراق في 2003 وانعكاساته على صعود التطرف عند الجانبين. أدى تفاقم الوضع في العراق وسوريا إلى إغراق المنطقة بجماعات “الجهاديين” من كل حدب وصوب، وخرجت الأمور عن سيطرة المقررين في اللعبة الدموية، ووصل التغول مع المشروع الإمبراطوري الإيراني وبروز توحش “تنظيم الدولة الإسلامية” إلى حده الأقصى.

منذ صيف 2014، عادت واشنطن عسكريا إلى العراق تحـت يافطـة التحالف الدولي ضد الإرهاب، وها هو الحنين إلى الخلافة بشكله الخرافي يعود، وها هو أبوبكر شيكاوا النيجيري من بوكو حرام يبايع الخليفة أبا بكر البغدادي، ويصبح تنظيم “داعش” وأخواته هاجسا يؤرق صناع القرار العالمي عبـر سعيه إلى الامتـداد في» قوس إرهابي من وزيرستان إلى خليج غينيا» على حد تعبير وزير الدفاع الفرنسي إيف لودريان.

إذا سلمنا بأن تنظيم الدولة الإسلامية يعدّ التتويج الدرامي لمسار الحركات الجهادية المتطرفة منذ التسعينات إلى حد اليوم، مع الأخذ بعين الاعتبار دور القوى الخارجية وأنظمة الاستبداد في صناعته، أما التمويل وآلياته والاستثمار في الإرهاب، فهذه حكاية معقّدة فيها أكثر من شريك. إلا أن الاستخدام هو الأهم لناحية الفعل السياسي.

أي مراقبة دقيقة للمشهدين الميدانيْين في سـوريا والعـراق، تـدل على أن تنظيم “داعش” يخـدم استراتيجية التمدد الإيراني، بشكل مقصود أو غيـر مقصود، كمـا أن الحرب ضده تسمح لواشنطن بالاستمرار في قيادة شؤون وشجون اللعبة المستمرة فصولا.

جرى كثيرا الحديث عن حروب النفط والغاز والمياه، ويضاف إليها اليوم الحرب ضد الإرهاب وكلها أيضا وسائل مفترضة ضمن خطط ومناهج اللاعبين الإقليميين والدوليين في سعيهم لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية.

لا يمكن إذن ضرب التطرف والإرهاب عبر الأساليب الكلاسيكية القديمة أو عبر صراعات النفوذ. بالطبع يتوجب العودة إلى الجذور وخوض مواجهات ثقافية وأيديولوجية وعمليات بناء تنموي وإيجاد حلول عادلة للمشاكل المزمنة. وفي مـوازاة ذلك من دون توافق وشراكات إقليمية ودولية سيستمر استخدام الإرهاب لغايات في نفس يعقوب وغير يعقوب

إلا أننا في هذا الطرح سنتجنب التشعب بقدر المستطاع في تناول هذا الموضوع، مقتصرين التركيز حول محاولة الإجابة على السؤال محل الدراسة وهو: كيف ساهمت الأنظمة السياسية والحكومات المعاصرة، في صناعة الإرهاب وتسمين التنظيمات الإرهابية او المتطرفة والمتعصبة فكريا ودينيا؟

 وبمعنى آخر: ما هي أهم الأفكار التي ساهمت الأنظمة السياسية والحكومات في ولادتها ونشوئها ومن خلالها تم تسمين تلك التنظيمات المتطرفة والمتعصبة والإرهابية بالأفراد، وخصوصا من فئة الشباب؟! ومنه سنتعرف على الحلول الممكنة لاحتواء وتقليص مخاطر هذه القضية من خلال تلك الأطروحات نفسها.

لذا ستكون الإجابة من خلال تناول نقاط معينة وهي على سبيل المثال لا الحصر أجد من -وجهة نظري الشخصية-أنها أبرز النقاط الحاضرة في وقتنا الراهن والتي تساهم بشكل ملحوظ وواضح في صناعة هذا الوحش الحضاري او تسمينه من خلال تغذيته بالأفراد والأفكار السلبية والتحريضية التي تساهم في اتساعه وانتشاره وقوته.

ومن أهم وأبرز تلك النقاط والأفكار والأسباب التي تجعلنا نوجه الاتهام واللوم للحكومات الغربية بوجه عام وحكوماتنا العربية على وجه الخصوص، النقاط التالية وهي بكل تأكيد على سبيل المثال لا الحصر، فكرة صناعة عدو، الاغتراب السياسي والوطني والديني للشباب، افتقاد الثقة في الأنظمة السياسية والحكومات المعاصرة، وضعف الاقتصاد الوطني والتنمية الاقتصادية، وسوء المعالجات التي وجهت لهذه الظاهرة التي استفحلت في عصرنا الراهن)

لذا سوف نتحدث عن بعضها بقليل من الشرح وليس الإسهاب والتفصيل، خصوصا تلك التي نجد أنها تقع على قمة سلم الأهمية والأسباب، وهي كالتالي:

حيث ساهمت أطماع وطموحات الدول الكبرى كالولايات المتحدة الأميركية وغيرها من الدول الاستعمارية الحديثة في خلق وصناعة وحش الإرهاب الحديث، وتسمين مصادر وموارد التنظيمات المتعصبة والمتطرفة في كل أرجاء المعمورة، وخصوصا في الشرق الأوسط، وطبعا فان الحكومات المعنية بهذا الأمر ليست الحكومات الأجنبية فقط، بل وحتى الحكومات العربية كذلك، إذ أنها جميعا أي الحكومات في الغرب والشرق تتحمل وتحمل على عاتقها وزر هذا الأمر سواء بالصناعة او المشاركة او المساهمة المباشرة او غير المباشرة

، وذلك من خلال إحياء أقدم فكرة في التاريخ السياسي والعسكري، فكرة خلق وصناعة أعداءها بنفسها، سواء كان أولئك الأعداء حقيقيون أم وهميون، ففي النهاية الغاية واحدة وهي خلق الأجواء المناسبة لجعل العالم يسير خلق مخاوفه، ويتمسك بشعارات جوفاء فضفاضة من اجل خدمة أطماعها الامبريالية التوسعية في العالم، او لهدف إحكام القبضة الأمنية على شعوبها في الداخل. وباختصار فان بروز التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في كل بقاع الأرض وخصوصا في عالمنا العربي اليوم هو نتيجة مباشرة لما صنعته أيادي قامت بإحياء فكرة صناعة العدو من خلال بث روح الكراهية والحقد والفوضى، إذ لا يتعدى ما يحدث في الوقت الراهن أن يكون صناعة سياسية بشرية شيطانية مخططا لها بشكل مسبق، تهدف إلى تحويل العالم إلى مستنقع موحل تكسب من وراءه بعض القوى العالمية والأنظمة السياسية مكاسبها الرخيصة،

 وان ذلك النوع من الاستراتيجيات الظلامية سالفة الذكر غير مستبعد ابدأ، بحيث لا يجب أن نتصور أن افتعال الأحداث أو السعي خلف الظلال ومواجهة الأوهام، أو محاربة طواحين الهواء هو شيء ساذج وغير متوقع أو ممكن أبدا في عالم الاستراتيجيات السياسية الدولية الحديثة، فهذا هو العالم الذي نعيش فيه، عالم يتحدى الواقع والمعقول، وسياسات دولية لا اخلاقية تتعدى حدود المستحيل والتصور، وعلى رأس تلك الاستراتيجيات والخطط المستقبلية، فكرة إنشاء الأعداء ومحاربتهم.

حيث من الملاحظ أن اغلب المنتمين والمنظمين إلى تلك التنظيمات هم من فئة الشباب، وخصوصا من الفئات التي تحمل أفكار الكراهية والحقد والضغينة على أنظمتها السياسية بسبب سوء الأوضاع المعيشية التي يعانون منها هم وأفراد أسرهم او أبناء وطنهم، او بسبب القمع وتكميم الأفواه والتنكيل الأمني وكبت الحريات السياسية، والحقيقة أن الأنظمة السياسية والحكومات تمارس دورا جوهريا في تحديد نمط وشكل ومضمون الهوية الوطنية للشباب، خاصة فيما يتعلق بالمواطنة بوصفها ثابتا جوهريا تتشكل على أساسه الدولة، ويستقر من خلاله الوطن، والهوية هنا:

تتضمن الولاء والانتماء، والذي يعني ارتباط الفرد بالأرض والشعور بكونها جزءا من مجموعة أوسع _ الأسرة والقبيلة والجنسية والقومية -، ينتمي إليها ويحس بالاطمئنان والفخر والرضا المتبادل بينه وبينها، والولاء الذي يرتبط بالانتماء هو صفة أصيلة للهوية الوطنية، حيث أن الولاء يرتبط بالانتماء وهو علاقة بين وطن وفرد يعلن ولاءه للنظام السياسي -الذي يفترض أن يمثل ذلك الوطن أفضل تمثيل في الداخل والخارج -.

و- للأسف الشديد –فقد انعكس الواقع السياسي سلبا وبشكل مباشر على التكوين النفسي والثقافي للشباب العربي، حيث تشير العديد من الإحصائيات والدراسات الموثقة، أن نسبة تتجاوز الـ 70% من الشباب العربي محبط من إمكانية تغيير الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في ظل الأنظمة السياسية الراهنة، وان أكثر من 25% تعيش حالة من الانفصام عن الواقع العربي، وتعيش حالة من عدم الاكتراث واللامبالاة بذلك الواقع وقضاياه، وباقي النسبة تتذبذب بين الأمل واليأس والخوف والحقد والتمني، وهو ما يدل على أعلى درجات الاغتراب السياسي والثقافي للشباب العربي في وطنه.

الناقد أحمد المالح يكتب عن :بالحق أقول.

أكتب اليوم في عمودي اليومي عن مادة التربية الدينية بالتعليمين العام والفني وحصصها التي أصبحت مادة ترفيهية للطلاب يستخف بها الطلاب ولا يستمعون ولا ينصتون جيدا وسبب المشكلة شقين الأول يتعلق بإضافة مادة التربية الدينية إلي المجموع.

والثاني أن كليات التربية عندنا لا تقوم باختبارات لقسم اللغة العربية والتربية الدينية الإسلامية فيجب أن تكون هناك اختبارات في الخط العربي وتلاوة القرأن الكريم وأحكامه ولأن فاقد الشئ لا يعطيه فمدرس اللغة العربية سئ الخط أومدرس التربية الذي لا يجيد قراءة أوتجويد القرءان الكريم يصبح مدرس موطف فقط حتي المعاش لا صاحب رسالة تعليمية ولأن اللي راح راح يا إنشراح دعونا نطالب بذلك في السنوات القادمة إن شاء الله٠ومضات٠طالبت بإقتراح بمجلة اليكترونية سيناوية يومية متنوعة اجتماعيات وأدب ورياضة واقتصاد وتعليم ومرأة وطفل ووكاريكاتير وسياسة عربية معتدلة سأعتمد فيها بشكل كبير جدا علي شباب الإعلام بسيناء وسترحب بكل مبدعي الكلمة والمقال أتشرف برئاسة تحريرها من الممكن أن نبدأ في بدايات العام الجديد إن شاء الله والكرة في ملعب المحافظة الأن٠

الكاتبة سناء شعلان ومفاتيح النص السردي

بقلم:د-وليد بوعديلة* / الجزائر

تعتبر الكاتبة المبدعة والأكاديمية الأردنية الجنسية سناء كامل احمد شعلان من الأسماء النسوية التي احتلت موقعا متميزا في المشهد الادب والثقافي العربي، بفضل خصوصيات النص الأدبي الذي تكتبه، وبفضل حضورها الجميل والمتميز في الجامعات العربية وفي مختلف الفضاءات الثقافية.

مبدعة.. .بقلم التحدي والجرأة

و كلما قرأت عملا أدبيا من أعمالها، سافرت في عوالم ساحرة من الجمال والجلال، وعند بداية كتابة قراءة نقدية للعمل، يسارع طلبتي بجامعة سكيكدة بالجزائر لأخذ النص الروائي أو القصصي قصد تسجيله لانجاز مذكرة أكاديمية في مستوى الليسانس او الماستر، ومن ثمة لا احتفظ إلا بالأوراق التي أخذت أخطها للاقتراب من العوالم الفنية والمجتمعية و الأسطورية لنصوص شعلان، قبل أن يعود لي الكتاب في نهاية كل موسم جامعي.

و يسألني الطلبة كثيرا: ماذا أدرس يا أستاذ في هذه الرواية او المجموعة القصصية؟ وهنا أجد الحرج النقدي، لأن لكل قارئ ذوقه ومنهجه وآلياته في كشف خصوصيات النص،لكن اليوم وبعد سنوات من الرحيل الجميل في النص السردي الشعلاني، سأحاول أن أقدم للقارئ الجزائري والعربي بعضا من هوية الكتابة السردية عند المبدعة العربية سناء شعلان، رغم صعوبة المهمة .

وقد تحصلنا على مجموعة من أعمالها الأدبية في الرواية وفي القصة، وآخرها نصوص مجموعتها الجميلة” تقاسيم الفلسطيني”-2015، وروايتها” أعشقني”-لها طبعت عديدة أولها عام 2012، وقد تكون لنا وقفة عندها في المستقبل.

و في قصص “مقامات الاحتراق”-2006، نقرأ في الهوية الفنية للنصوص حضورا لشخصيات تتعرض للضغوط ومحاولات السيطرة عليها، ونجد جماليات التشكيل الشعري للسرد، وإذا كان القارئ يبحث عن اللغة الصوفية فسيجدها بعض قصص المجموعة… و يسيطر على هذه المجموعة فضاء الموت ودلالات الخراب والفناء…

ولا تنسى الساردة الأردنية العربية البحث – بوعي التحدي والجراة- في السلطة وتفاعلاتها مع الرعية، كما تقترب من قضايا الرجولة والوعي الزائف وممارساته في المجتمع العربي، وكذلك فعلت في قصص”مذكرات رضيعة”-2006،حيث كاشفت سناء شعلان قضايا العادات و التقاليد و الإرهاب، مع طغيان تقنيات التجريب السردي وجمالياته، بخاصة التكيف والاختزال..

نصوص.. الغرابة والدهشة:

وتعتبر مجموعتها”قافلة العطش” – 2006،من أجمل ما قرأنا حول الحب و الحرية، وتشتغل الساردة فيها على موضوعات كثيرة، يمكن للقارئ العربي أن يناقشها ويحللها ، ومنها سفر المبدعة في أسئلة الرؤيا والآتي، وتوظيف الرحلة والأساطير، والموروث الشعبي بمختلف أسراره وطقوسه..

كما تستعمل الكاتبة تقنية تميزها عن غيرها وهي توظيف شخصيات غير عادية في تشكيل بنية القصص( قزم مسخ، ساحرة إفريقية، الأعور، الجنية…)، وهو ما يمنح نصها السحر والأجواء الشعبية الخارقة ، ويدخل القارئ في الدهشة و الغرائبية.

وتتميز نصوص هذه المجموعة باللغة الشعرية والرمزية، وتجلي الجنون و خرق المألوف، ويمكن لكل قارئ أن يدرس في نصوص شعلان- في هذه القصص وغيرها- إشكاليات الراهن العربي و سؤال الهوية و آليات اشتغالها السردي في سرديات سناء شعلان.

في مجموعتها “ناسك الصومعة”(2007)، نقرأ من المنظور الجمالي تهديما للأشكال السردية النمطية، حيث تحاول نصوص شعلان تجاوز أحادية الخطاب ومألوف التعبير السردي، عبر الانقلاب والتجريب و الإدهاش المتواصل للقارئ،أما في الجانب الموضوعاتي للنصوص فنجد الاشتغال الدلالي على الحلم و الأسطورة والتاريخ، وتجليات المرأة العربية في مجتمع ذكوري متخلف…

كما أن بعض القصص تبحث في الخلود وأسرارهم مثل قصة المجاعة،و تفتح الساردة مشاهد الصراع في الراهن العربي في قصة ناسك الصومعة…

في الختام:

لا يمكن اختصار التجربة الأدبية للدكتورة والمبدعة سناء شعلان ، ونقول في الختام: إن المشروع السردي لها يتشكل من علامات خاصة،فهي توظف الموروث الشعبي والديني والأسطوري، وتقترب من القضايا العربية الهامة التي تهم الانسان العربي وتحولاته النفسية والاجتماعية و الفكرية، بطريقة فنية فيها الكثير من الجرأة والتحدي ، فإنها روائية عربية متميزة ننصح بقراءة أعمالها لأنها مبدعة صنعت اسما عبر جودة النص في السياق السردي النسوي العربي.

*أكاديمي جزائري

سِراجُ ٱلْهُدى..كلمات:اسماعيل خوشناوN

 
طلعَ ٱلْيومَ عَليَّ
فضائلٌ 
نسيتُها مِن زمانٍ
حياتي عادتْ إِليَّ
محاسنُ رسولي
ومكارمُ أَورَثَني
أَصبحتْ لِيَ
زاداً و ريَّا
سِراجَ ٱلْهدايةِ
فرشَ لنا
فأصبحنا في ضياءٍ
وبهجةٍ أَبَديَّه
أَنبتتْ لنا حِكَماً
مَنْ أَمسكَ بِها
لمْ يَكُنْ يوماً شَقِيَّا
سِيرَتُهُ
صارتْ بُسْتاني
كُلَّما أَتيتُه
غَمَّرَني نُوراً
فأَصبحتُ في عَيْشِي
زَكيَّا
على أقوالهِ نَهْجِي
غَيَّرَتْ كُلَّ ما بيَّ
لو ٱسْتَقَمْتُ
هيهاتَ ليومٍ
أنْ أقولَ كُنتُ رجلاً غبيَّا
مَوْلِدُ ٱلنَّبي هلَّ
بهجةُ ٱلرُّوحِ تَجَلَّتْ
سِرْنا في ٱلسَّعدِ سويَّا
فَشرِبْنا مِنْ أَحاديثهِ
مِنْ أَناشيدِ ذِكْرِهِ
ماءاً صافياً نديَّا

هكذا نحن نحيا ميتون..كلمات : حكيم سعيدة

مالمساء الا لمسة الظلام لوهج النهار …
وما المساء الا تنهيدة الضحى…..
لينكأ الليل من جديد….. وتكور الجروح العميقة …..
بأنات غسق اجدب……
لاتراتيل قرأن ولاصلاة ولاتسابيح…..
تعيد عبق الشروق وتتنفس الافئدة …..
تنهيدات بزفرات موحشة ….
لاخير فينا ونحن نياما…..
والنزف يعاني في اعماقنا الاباطيلا….
لم يعد فنجان القهوة يفكر فينا ….
يتيم مثل المساء اتى دافئا ويرحل صقيعا …..
والطيف يشتاق للعاكفين….
يشتاق للعابدين…..
يمر علينا ظلا ويمضي حلكة…..
بين شوارع المدينة …..
اااه لانملك حصنا ولا حصونا …
اصبحنا امواتا والحياة تدب فينا…..
لانحن صنعنا للنجاة سفينه….
ولانحن قدناها في بحر العارفينا….
لنحيا لحنا يبكي يمزق الاحداق….
ونور كان يجول في اراضينا …..
ثم رحل الى بلاد الساجدينا ….
اين نحن ماضون….
والغرق ادرك السفينه…..
ولازلنا نرقص على اجراس الاماني….
ونمرغ شمسنا في حلكة السواد …
ومضغة تصيح لرب العالمين…..
رباه بعثت فينا الروح سكينة…..
وقد كنا من الغافيلين….
ونسالك الا نكون من المتاخرينا…