الدكتور عادل عامر يكتب عن :أسباب التفكك الأسري وأثره على انحراف الأطفال والمجتمع

 

إن الأسرة المثالية هي التي تكون سكنًا لجميع أعضائها، وراحة لهم من متاعب الحياة، يستظلون في ظلالها من لهيب مشاكلهم، والأسرة المثالية هي التي تسود المودة بين أعضائها ويسود التعاطف وحسن المعاشرة كل مكوناتها، وتعينهم على بلوغ سامي الأغراض وشريف المقاصد، وهي الأسرة التي تظلها الرحمة والرقة وحسن المعاملة، وتساعد على أن ينشأ أفرادها وهم مدربون على التراحم فيما بينهم، فيسلم المجتمع من أذاهم حينما يخرجون إليه.

فتعتبر الأسرة نظام اجتماعي متكامل ومتساند وظيفيا مع باقي أنظمة المجتمع الأخرى التعليمية والاقتصادية، كما أنها الوسط الاجتماعي الذي ينشأ فيه الطفل ويتلقى المبادئ والقيم الاجتماعية التي توجه سلوكه في المجتمع “فهي مصدر الأخلاق والدعامة الأولى والإطار الذي يتلقى فيه الإنسان أولا دروس الحياة الاجتماعية”

 ولكن الملاحظ اليوم هو أن معظم الأسر وبصفة عامة أصبحت تعرف العديد من المشاكل نتيجة للتطور والتغير الاجتماعي الحاصل في المجتمعات، إذ يعتبر التفكك الأسري أحد أهم المشاكل التي تعاني منها جميع المجتمعات خاصة المجتمع المصري وربما هذا راجع إلى ما يعرفه هذا الأخير من تغير اجتماعي وثقافي سريع، فقد أدى هذا التغير إلى اختلال في البناء والوظيفة وهو الأمر الذي ترتب عليه حدوث التوتر والصراع وظهور احتمالات التفكك داخل العديد من الأسر “فالمعلوم أن الأسرة التي كانت تعتمد في تكاملها على تحديد واضح للأدوار وذلك في ظل نسق قيمي معين تتفكك إذا ما حدث تعديل جوهري في هذه الأدوار ويكون ذلك نتيجة اختلاف الأبعاد والمسؤوليات وتغير النسق القيمي”

، فيمكن الإشارة هنا إلى التغير الثقافي الحاصل في المصري وانتشار التعليم وخروج المرأة الجزائرية إلى العمل، فالمجتمع العربي قد تحول من مرحلة إلى أخرى وعليه فقد تغير النسق القيمي لبناء الأسرة العربية ووظيفتها أيضا، كما أن دور المرأة فيها قد تغير مقارنة مع دورها في الماضي ففي سنوات مضت كان دور المرأة يقتصر على تسيير شؤون المنزل وتربية الأولاد وتنشئتهم والاهتمام بأداء حقوق الزوج وأسرته،

 أما اليوم فقد اقتحمت ميدان التعليم وأصبحت لها فرص في الحصول على العمل في مختلف جوانبه التعليمية والاجتماعية وحتى الاقتصادية والسياسية، ويرى البعض “أن خروج المرأة للعمل لا يعني إعفاؤها من دورها الرئيسي داخل الأسرة بل إن خروجها للعمل قد أضاف إليها دورا جديدا هو الكسب من العمل الذي كان قاصرا على الرجال دون النساء”

، ولكن حصول المرأة على هذا الدور الجديد قد يجعلها تبتعد عن البيت فترة طويلة من الزمن فتغيب بذلك مراقبتها واشرافها على أطفالها وهذا ما قد يؤثر على الأطفال نفسيا واجتماعيا وتخلق لديهم مشاكل تمنعهم من التكيف مع الوسط الاجتماعي (المجتمع) من خلال الانحراف عن قيمه ومعاييره وانطلاقا من نتائج هذا التغير

وللوصول بالأسرة إلى هذا المستوى وضح الحق تبارك وتعالى حق كل فرد من الأفراد، وواجباته، وأصبحت حقوق الزوجة واضحة وحقوق الزوج معروفة، وارسيت بذلك الأعمدة الرئيسية لسعادة عش الزوجية، فإذا ما انهدم ركن من أركان سعادة الأسرة كأن تقصر الزوجة في أداء واجباتها أو يقصر الزوج في أداء ما عليه، دبت الخلافات في مفاصل الحياة الزوجية، وإذا ما أطلت الخلافات الزوجية برأسها لأي سبب كان، أصبحت أركان سعادة الأسرة نفسها مهددة بالهدم، ولأن الخلافات الزوجية مشكلة واقعية لا يخلو منها عصر ولا يسلم من خطرها مجتمع، ولا تحول دون وقوعها الثقافات، فكما توجد بين الأزواج غير المتعلمين، توجد كذلك بين الأزواج الذين لهم حظ من التعليم والثقافة قل أو كثر، كما ان الخلافات الزوجية تتسبب في تخلخل العلاقات الزوجية المتينة وتفاقم الخلافات العائلية، وتصدع الروابط الاجتماعية،

لذا اهتم الإسلام بالحديث عن هذه الظاهرة ووصف الأدوية الربانية لها، حفظًا لكيان الأسرة من الهدم، وحماية لها من التدهور والانحلال، وإبعادًا لكل زوجين مختلفين عن ساحة الطلاق وأضراره، وصيانة للأطفال من التشرد والضياع.

الأسرة ضرورية لبناء النفس وممارسة المعيشة الهانئة في الحياة، ورفد نظام المجتمع بعناصر البناء، وإبقاء النوع الإنساني. أما بناء النفس الإنسانية المتكاملة المحقق للنمو الجسدي والعاطفي سواء بالنسبة للرجل أو المرأة، فيتم عن طريق الزواج الذي يشبع النزعات الفطرية، والميول الغريزية، ويلبي المطالب النفسية والروحية والعاطفية، والحاجات الجسدية، وذلك من أجل التوصل إلى تحقيق منهج الوسطية والاعتدال دون حرمان من الإشباع الجنسي، ودون إباحة تؤدي إلى الانحلال من الفضيلة والفوضى والأخلاط المتنابذة أو المتغايرة.

 وأما ممارسة المعيشة الهانئة في الحياة فتحصل من خلال الأسرة التي توجد تجمعًا صغيرًا، يبني أصول حياته ومعيشته بهدوء، ويحقق تعاونًا بناء وقويًا، في التغلب على مشكلات المعيشة وتحقيق المكاسب، وتخيم فيها المحبة والود والأنس والطمأنينة والسلام، ومقاومة كل أوجه التعثر والضعف والمرض، والأخذ بيد الأطفال نحو النمو، ورعاية الشيوخ والكبار حتى لا يصبحوا منسيين أو مهملين، لا عائل لهم ولا معاون أو مساعد يساعدهم في ضعفهم والتخلص من متاعبهم وهمومهم من الصعوبة بمكان حصر الأسباب المؤدية لمشكلة التفكك الأسري، أولاً: لكثرتها وثانياً: لتداخل أكثر من سبب في نشأتها في كثير من الأحيان. ولكن لا بأس من ذكر أهم الأسباب

وهذا السبب يتمثل في رب الأسرة الذي يقضى معظم وقته خارج المنزل. وله صور متعددة من أهمها: رجل الأعمال الغارق في عمله، بحيث يصرف معظم الوقت في متابعة تجارته ليلاً ونهاراً، في لقاءات واجتماعات وسفريات وحفلات عامة وخاصة، وبهذا لا يجد وقتاً لأسرته، فتبدأ الزوجة بالتذمر والاستياء من هذا الغياب، وتشعر بأن الزوج الذي كانت تحلم بمشاركته لها أحداث الحياة اليومية يتبخر يوماً بعد يوم، خصوصاً إذا كانت الزوجة ليس لديها عمل خارج المنزل، وقد توفر لها خدم يقومون بكل مهام ربة البيت من تنظيف وطبخ ورعاية لكل صغيرة وكبيرة داخل المنزل وما في محيطه من حديقة وغيرها.

ولذا سرعان ما تبدأ المشكلات في الظهور في هذا المنزل، فتبدأ بنقل معاناتها لأهلها وصديقاتها، وهؤلاء في الغالب يوفرون موقفاً داعماً للزوجة، ويؤكدون على حقوقها التي يجب ألا تتنازل عنها حفاظاً على شخصيتها ومكانتها في الأسرة، فينشب الخلاف والنزاع الذي يحل محل المودة والرحمة التي ربطت الزوج بزوجته في مفهوم الإسلام، وينتقل الأثر السيِّئ إلى الأولاد الذين يدفعهم هذا الخلاف إلى ترك المنزل ومشكلاته، ويندفعون إلى الشارع وما فيه من مخاطر وشرور، فيقعون صيداً سهلاً لأهل السوء الذين يأخذونهم إلى طريق الانحراف بشتى طرقه ومسالكه. والصورة الأخرى هي للزوج الذي ينشغل عن أسرته بأصدقائه وجلساته معهم، فهو ما أن يعود من عمله حتى يتناول وجبة الغداء ثم يرتاح قليلاً، ويمضي المساء كاملاً مع الأصدقاء، ويحرم الزوجة والأولاد من الجلوس معه أو الخروج معه خارج المنزل، ويوكل هذه المهمة إلى السائق ـ إن كان عنده سائق ـ أو يدفع الزوجة لاستخدام سيارة الأجرة لقضاء احتياجات المنزل والأسرة، ويكون نتاج هذا السلوك حدوث الشقاق والخلافات بينهما، مما قد يؤدي إلى الطلاق وتفكك الأسرة وانفراط عقدها. وبهذا يحرم الأولاد من القدوة الصالحة في شخصية الأب الذي كان من الواجب أن يقدمها لأولاده من خلال سلوكه الإيجابي وقيامه بأدواره على أحسن حال، ومن هنا يبحث الأولاد عن القدوة لهم دون تمحيص، فيكون القدوة أحياناً ممن ليسوا أهلاً للقدوة، كالممثلين والممثلات والفنانين والفنانات واللاعبين واللاعبات في غالبهم.

كثيراً ما يكون للوضع الاقتصادي للأسرة دور كبير في تصدعها في كلا الطرفين، الغنى والفقر، وإن كان الثاني هو الأكثر. ففي حالة الغنى نجد بعض الأغنياء ينشغلون بالمال عن أسرهم، بل إن بعضهم يستعمل المال في قضاء شهواته المحرمة ويترك ما أحل الله له فيكون سبباً في وقوع أهله في الحرام والعياذ بالله. وفي حالة الفقر الذي لا يستطيع معه الأب توفير احتياجات أسرته مع كبرها وقلة تعليمه وإيمانه، فيعجز عن الاستجابة لمتطلباتها فيقع في الحرام للحصول على المال، أو يدفع بعض أفراد أسرته لمسالك السوء للحصول على مزيد من المال، فيكون النتاج تفكك تلك الأسرة. ومن يقوم بزيارة لدور الأحداث سيجد هذه الصورة مكررة لعديد من أولياء أمور أولئك الأحداث داخل تلك الدور

يؤدي التفكك الأسري في بعض الأحيان إلى تهيئة الظروف لانحراف أفراد الأسرة، خصوصاً الأولاد من البنين والبنات، فعندما تتفكك الأسرة ويتشتت شملها، ينتج عن ذلك شعور لدى أفرادها بعدم الأمان الاجتماعي، وضعف القدرة لدى الفرد على مواجهة المشكلات، وتحوله للبحث عن أيسر الطرق وأسرعها لتحقيق المراد، دون النظر لشرعية الوسيلة المستخدمة في الوصول للهدف، فيصبح المذهب الميكافيلي هو الموجه لسلوك الفرد. وفي هذا تغييب للضمير والالتزام بالمعايير والنظم الاجتماعية السائدة التي توجه سلوك الأفراد نحو الطرق المقبولة لتحقيق الأهداف بصورة مشروعة. والشاهد على ذلك هم الأحداث من الذكور والإناث في ((دور الملاحظة))، الذين ينحرفون ويقعون في سلوك إجرامي نتيجة لتفكك أسرهم.

الأسرة وتصدعها لعدة أسباب منها القهرية مثل وفاة أحد الوالدين أو الطلاق أو لأسباب الاقتصادية كالبطالة والفقر وأسباب اجتماعية أخرى. أن انهيار الروابط الأسرية يخلق أوضاعا صعبة للأطفال مما يؤثر سلبا على استقرارهم وتوازنهم العاطفي والنفسي وحرمانهم الكثير من الحقوق التي يجب أن يتمتعوا بها، مما يؤدي إلى زعزعة القيم والشخصية التي تساعدهم على الانخراط في المجتمع ومواجهته بسلبياته وإيجابياته.

أن التفكك والتصدع يحرم الأطفال والأبناء من التربية والتنشئة السليمة ويمنعهم من ممارسة حياتهم بشكلها الطبيعي، أن لكل قاعدة شواذ فكثير من أبناء هذه الأسر يستطيعون التفاعل مع مشكلاتهم وبإمكانهم تجاوزها والعيش بطرق شريفة ونزيهة ويتحملون المسؤولية تجاه أنفسهم ومجتمعهم.

 على أهمية السعي الجاد لتقوية وتنمية المؤسسات الاجتماعية التي تساعد أو تحتضن الأبناء الذين يعانون من التفكك الأسري، وذلك من خلال الإرشاد النفسي والتربوي والاجتماعي وتعليمهم وتهيئتهم للقيام بمسؤولياتهم تجاه مجتمعهم ووطنهم.

كما أكدت على أهمية قيام هذه المؤسسات والتي يجب أن ترتبط ارتباطا وثيقا مع الشؤون الاجتماعية، بالتنسيق والتشاور للحافظ على جيل يجب أن يتحصن بالمبادئ والقيم والأخلاق ليستطيع أن يتفاعل مع مشكلات مجتمعه ووطنه

أنه يتوجب على المؤسسات الحكومية والأهلية أن تسعى جاهدة بلا كلل أو ملل إلى توجيه هؤلاء الشباب وإرشادهم وتقديم المساعدات لهم وحثهم نحو السلوك الإيجابي، والعمل على اكتشاف الاستعدادات الإنحرافية لدى هؤلاء مبكراً والتعامل مع هذه المشكلة بأساليب تربوية اجتماعية حضارية وحديثة بعيداً عن العنف والعزل والقسوة.

ضرورة العمل على تقوية ثقة هذه الفئة بأنفسهم والتأكيد أن كثيرا من المبدعين والمتفوقين عاشوا في ظل أسر متفككة، موضحةً أن الأسرة هي خط الدفاع الأول لوقاية أبنائها من الانحرافات السلوكية التي كثيراً ما تنتهي بتعاطي وإدمان المخدرات وارتكاب الجرائم بمختلف أنواعها

القسم الثقافي ..د.أحلام الحسن تقدم الشاعر العراقي الكبير والمتألق عقيل حاتم الساعدي فى قصيدة :”وصف المصطفى”

من القصائد العذبة العصماء في مولد سيد الكونين خاتم الأنبياء محمدٍ ص اخترنا هذه القصيدة الرائعة للشاعر العراقي الكبير والمتألق عقيل حاتم الساعدي وقد ألقاها في إذاعة الجزائر مؤخرا .من اذاعة سيدي بالعباس بالجزائر وعلى هامش الملتقى الشعري الثالث

وصفُ المصطفى

ها قد أتى مولدٌ يشدو بهِ الشعرا
فقل لنا الشعرَ كي نمحو به الكدرا

فقلت عقلي بروض الحسن فارقني
والشعرُ كاسٌ بهِ المجنونُ قد سكرا

لو كانَ ليْ من بناتِ الجنِّ خادمةٌ
وخيرُ قافيةٍ ما كنتُ منتصرا

هبْ أنني النَسرُ والآفاقُ أسبُرها
وكيفَ للطيرِ أنْ يستكشفَ القمرا

فسرُّ طه محالٌ أنْ يُحاط بهِ
وكيفَ يوصفُ مَنْ للعرشِ قد سَبَرا

تدبّروا منزلاتٍ قد روتْ قصصًا
والنور فيها على الآفاق قد نثرا

قد اصطفاهُ رحيمٌ ثمَّ أرسلهُ
أراهُ صاغَ لكمْ آياتهِ دررا

ذو النورِ يطردُ ما في الكونِ من عتمٍ
وعشقهُ يطردُ الآلامَ والضجرا

يحب ربُّ الورى اتباعَ أحمدنا
بآلِ عمرانَ نصٌّ خابَ من نكرا

سبحانهُ أودعَ المحبوبَ منزلةً
ما ذُل سائلهُ يوماً أو انكسرا

سبيل طه دواءٌ لا بديل له
والحسن في الوجه نورٌ ليسَ مستترا

نجمٌ بصدرِ الدجى ما ضَلَّ تابعهُ
في هَدْيِهِ منبعُ الإشراقةِ انحصرا

كمْ عالمٍ قد قضى الأعوامَ مجتهدًا
وهمّهُ يقتفي مِنْ ذكرهِ خبرا

فذكره في دواهي الدهرِ ممْتشقٌ
سلاحٌ حقٍّ به الشَّيْطَانُ قد دُحرا

تبدو الشفاعةُ من أبواب رحمته
حتى وإنْ فاض ذنب الناسِ او اكثرا

قد جاءَ بالأملِ الوضّاءِ مبتسما
تفرُّ منهُ عيونُ اليأسِ إنْ حضرا

صلوا على رحمةِ الدّيان منقذنا
نِعْمَ المعينُ إذا ما العبدُ قد عثرا

الشاعر عقيل حاتم الساعدي

سعد الساعدي يكتب من العراق عن :النص الشعري المشترك ، وحداثة التجديد في زمن العولمة

قبل كل شيء يجب التفريق بين معنيين مهمين وهما : تجميع النصوص الشعرية لمجموعة مختلفة من الشعراء – قد تكون زمانياً ومكانياً – ساهموا في كتابة نصوص شعرية من أجل اصدار ديوان مشترك سواء عن طريق أشخاص ،أو مؤسسات أدبية. وثانياً المشاركة بكتابة نص شعري واحد من قبل اثنين أو ربما مجموعة عامة .
تجميع النصوص ليس مقصدنا هنا ، مع ما ان بعضهم يعد ذلك النوع ضمن كتابة القصيدة المشتركة ، وهذا بعيد كلّ البعد عن ذلك ؛ لاسيما اذا كان الشعراء متفرقين في شتات عموم الارض ، ولا تربطهم أية روابط مشتركة سوى الثقافة ، وموسيقا الشعر .
فالشاعر العربي ليس بالضرورة ان يكون على نمط واحد ونسق بيئي ، وحضاري مع شاعر أمريكي مثلاً، والعكس صحيح. والسؤال المهم هنا : هل هذا النمط مستحدث أم قديم ؟ ولماذا بدأت تظهر بوادر متكررة لكتابة نص شعري مشترك الآن ؟
بالتأكيد ، ولمن تتبع المسيرة الأدبية الطويلة سيعرف أن هذا النمط قديم جداً بين الشعراء العرب رغم عدم انتشاره الواسع ، حين كان يلقي أحد الشعراء بعض قصيدة ، او بيت ، او شطر ، ويكمل له شاعر اخر، الى أن ينتهي العرض الشعري ، والغرض الخاص بذلك .
قد تكون المناسبة واقعاً مشتركاً بين الشاعرين يطلق لهما عنان الثورة لاحساس ، و وجدان متشابه جداً الى حد بعيد. وقد اطلقت تسميات كثيرة عل تلك الحالات الشعرية التي تجري على وزن واحد ، ومن ذات البحر الشعري ؛ الأمر الذي شجع بعض من الشعراء في الوطن العربي على الجري مجرى أولئك في حالات قليلة لتأليف قصيدة واحدة مؤلفة ربما من مئات الأبيات أو أكثر بكثير يمكن معها اصدار ديوان شعري يسير ضمن الهدف المخطط له واكثرها كانت دعوات ومحاولات .
ومع هذا فليس مقصدنا هنا البحث عن معلقات شعرية حديثة كما يصف البعض ؛ رسمت حداثة تجديدية (معولمة) بل الهدف ، من كتابة القصيدة المشتركة بين شاعرين من بلد واحد أو من بلدين مختلفين كمعنى عام بعيداُ عن عنوان النص المقصود لمعرفة مدى الاتزان في النظم ، والسبك الشعري ، وهل جاءت وفق معايير الجمال أم انها شرخاً فاضحاً يكشف عن دمج نصين مختلفين لا يجمعهما سوى قاسم مشترك – هنا – هو العنوان؟
ان التطور السريع خلال السنوات القليلة الماضية في انطلاقة وعمل الأنترنت بإنشاء مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما ( الفيسبوك ) أدى الى تسارع بشكل مذهل في انتشار القصيدة الشعرية بجمالياتها بالنسبة للمبدعين من الشعراء المخضرمين ، أو المغمورين أو الجدد على الساحة الادبية . هذا التسارع خلق سلسلة متصلة ،ومتواصلة بين الشعراء في مختلف الدول العربية ، أو العرب خارج بلدانهم يتبادلون الافكار والتعليقات ، والنقاشات بشكل شبه يومي تقريباً ، وعلى مدى ساعات، ما أثر على خلق جو مشترك من الشعور المتبادل ، و الاحساس المتشابه في شتى المجالات .
فمشاكلنا كعرب تكاد تكون واحدة ، وهمومنا متصلة مع بعضها ، و آمالنا متشابكة في كل الاتجاهات والتوجهات وغيرها من المشتركات الكثيرة المعروفة ، والمعلنة وغير المعلنة ، كل ذلك ساعد على خلق ، أو اعادة خلق قصيدة شعرية بنص مشترك متوازن يمتلك مؤهلات الجمال ، والبنا الرصين المحكم ، واللغة المفعمة بصور شتى حتى تكاد الرمزية فيها تسيل بمجرى يسير كنهر أخذ مجراه منذ زمن طويل في ذات الجريان ، وبعيداً عن كل إشكالات التعقيد ، والاختناق في زوايا متعرجة ، وانحناءات متعثرة.
واذا استثنينا من ذلك الكتابات المشتركة للرواية العربية منتصف القرن العشرين وما بعدها ؛ لاننا لسنا بصدد الوقف عندها وملاحظتها ؛ فالمعنيّ هنا هو الشعر وقصائده لا غير ؛ التي أتت في زمن قد يكون هو الزمن المثالي لذلك رغم محدودية من كتب اضافة الى قلة أو عدم وجود من يتصدى لقراءات نقدية جادة لمثل تلك النصوص المشتركة وتحليل مكامنها بكل تجلياتها البلاغية والفنية وصورها الماتعة بتنقلات ووقفات إدهاشية للمتميز القليل منها ، وعدم القدرة التامة على متابعة كل ما ينشر من آلاف القصائد في مئات المواقع الالكترونية بشكل عام .
لقد أعطت حداثة التجديد الفرصة بشكلها الواسع المفتوح لكل شيء الأمر الذي أدى الى بروز تنوعات أدبية اتّسمت بالرصانة تارة أو ما دون ذلك بقليل مع الأخذ بنظر الاعتبار الابتعاد عن الذين يدّعون أنهم شعراء ، وأغلبهم كتب على رأس صفحته ( الشاعر الأستاذ فلان الفلاني ) وما يلفت النظر ايضاً أننا نرى أفذاذ اللغة و الأدب ، و عمالقة الفن كتبوا أسماءهم بل ألقاب ، ولم يسبقها حرف. ( الدال ) العزيز على القلب !
في قصيدة مشتركة لشاعرين مختلفين تحت عنوان : ( ياصاحبي ) نجد تأثير التجديد واضحاً جداً ما يجعل المتلقي يتفاعل مع النص وكأنه لشاعر واحد انطلق بذات الفكرة ساعياً لإيصالها بهدوء الى القارئ .
القصيدة كتبتها الشاعرة ميسر عليوة من فلسطين ، والشاعر عبد الحميد القائد من البحرين كتجربة أولى جديدة لهما .
يتسلق الحزن جبيني
تضيقُ حلقاته الضيقة
على زفير بين الأضلع المتبقية
الى أن يصل الشاعران لهذا المقطع وكأنه دلالة الشراكة لإحساس واحد :
يا صاحبي
ضاع صوت أمي
تنأى عن مزامير القلب
وما من قديسة اخرى
ترتل صبر أبوب على مسامعي
وتختم القصيدة بمقطوعة موحدة جامعة ، وكأنّ الأثنين يتحاوران من قريب ومن بعيد ، أو أن هناك نجوى مشتركة بينهما رغم أن الشاعرين لم يجتمعا معاً أو يجلسا في مكان مشترك وحد بين هما ؛ لكن الجامع كان الفيسبوك :
يا صاحبي خذ بيدي
نحو طريق لا يضلني
يظللني ببهجة لا تفارق مرتعي
خذ بيدي
فعيني تسافر بدمع الأنبياء
كن معي
حتى تلتهمني عواطف العبث .
ونلاحظ في قصيدة مشتركة أخرى من السرد التعبيري الذي يُعد بحق من جنس القصائد النثرية المكتوبة بكتلة واحدة سردية بعيداً عن السرد الحكائي كما وصفه رواده ومؤسسوه ،منهم الشاعرة السورية المغتربة رشا إهلال السيد احمد و الشاعر العراقي انور غني الموسوي وكذلك كتابات الشاعر كريم عبد الله عنه ، ثم تبعهم آخرون استمدوا من التجديد ما بعد الحداثة في زمن العولمة كتاباتهم السردية وهي ابداع متجدد يومياً ، وجماليات تأخذ المتلقي ليعيش مع صورة متعددة الألوان عبّروا عنها أحياناً بـ ( الفسيفساء ) الشعرية ؛ بناؤها الشعر أو الأسس الأولى للشعر ، مبتعدة كل البعد عن البحور الشعرية ، وتفعيلات الفراهيدي ، وكل أشعار التفعيلة الحرة التي جاء بها السياب ، والملائكة ،والبياتي ، وغيرهم لاحقاً .
القصيدة التي كتبها الشاعر العراقي كريم عبد الله والشاعرة رحمة عناب من فلسطين : ( تجليات تغلقُ أبواب الحزن ) جاءت كتعبير مشترك صادق بين الشاعرين زمانياً ومكانيا من منطلق مرحلة ما بعد حداثة الحداثة التي يحق لنا تسميتها التجديد ما بعد الحداثة في زمن العولمة نظراً لتكسّر كل الحواجز المانعة لنشر الفكر و الثقافة قبل كل شيء في ما يعنينا من مفهوم العولمة العام الشاسع وابعاده السياسية والاقتصادية مع ما يحمل من تداعيات لسنا بصدد البحث عنها وتفرعاتها الكثيرة المتشعبة .
و وجدت قصائد اخرى للشاعر منها : ( خريف البرتقال ) مع شاعرة تكب باسم مستعار هو ( شاعرة الجبل ) ، وهنا اقتبسنا من بعض تعليقات الشاعر ما قاله عن القصائد المشتركة وكتابة نص واحد :
( أعكف الان على انجاز ديوان قصائد مشتركة بيني وبين بعض الشاعرات من داخل وخارج العراق ، و هناك افكار جدية لكتابة قصائد مشتركة مع شاعرة هندية ، وأخرى مكسيكية على أن تترجم القصائد ، وتنشر باللغة العربية والهندية و الانكليزية والاسبانية ) .
وتعد قصيدة خريف الياسمين أقدم زمانياً من تجليات تغلق ابواب الحزن نقتطف منها :
( تزحفُ الالوان باهتٌ عطروها تتقيد الازهار تطفيء جرة الفرح تؤججُ استيقاظ القلق يهيم على صخور الوحشة غيومٌ من الرملِ تتوسدها الاغصان ريحٌ خريفية الطعم … الى ان يقولا فيها معاً :
تداهمني أقواس قزحها تسرّينني لواعج الفؤاد المزدهر آمالاً تبدّدُ تلبّد السماء .. )
واضع هنا بعضاً من قصيدة تجلّيات تغلق أبواب الحزن للشاعرين :

حينَ إختفى الوطن تبدّدتْ أنهارُ أحلامهِ تنوحُ الروح صدّأتها أسنانُ حيتانهِ تئزُّ تُهلكُ الأحلامَ الجميلةَ يطويهِ طوفانُ فوضى يحتويها القدّاحُ هارباً مِنْ رمادِ الخيبةِ بعيداً يغيّرُ ثيابَ أحزانهِ خَلِيلاً يرتجيكَ يحلَّ ألغاز شوارعهِ المسروقة الضحكات … الى ان يقولا :
محلّقينَ نلجُ افقَ أغصان القرنفل بنسغِ قداسةِ النجوم نحوّمُ ايقاعَ القلب تجلّيات آلفت قباباً أخّاذة الغناء سوياً نتشرّنقُ رحماً أوحداً يرافقُ ظلالَ الشمسِ فتهيّأْ انبعاث مليكة فراشات الروح عند اول الصباح نستحمُّ زلالَ اشتهاء اللقاءاتِ ننثرُ إنسكابِ مجامير اللهفةِ نطفةً انهارها على نهديّ فجرنا تتشعّبُ راقصةً شواطئها تسدّدُ فواتيرَ مفاتن خيبة الماضي فـ نغسلُ قسوة الحاضر من المآقي ونغلق ابواب الحزن ).
ستكشف الايام القادمة لنا الكثير ممن سيكتبون قصائداً مشتركة جميلة مائزة ببيانها تجذب اليها القارئ بلا حياء ، وتدخل بلا استئذان الى قلوب تبحث عن الجديد دوماً لان الانعتاق اصبح بلا قيود رغم التأكيد المستمر على ان القصائد العمودية هي الأصل الاول للشعر وتبقى صاحبة الكعب المعلى مهما تطور الزمن إلاّ اذا اختفى شعراء القريض ، ولا أظن ذلك ، و يبقى الشعر ديوان العرب .

الناقد أحمد المالح يكتب عن : بالحق أقول 

كلما أستمع إلي أغنية كارول سماحة أه والله يا بلادي الأغنية القديمة والجميلة جدا للرائعة كارول سماحة فاتنة لبنان وأعتقد أن جمال النساء معظمه في بلاد الشام مش زي عندنا الستات بيتحولوا بعد الزواج وهات يا محشي وكرنب٠نرجع لموضوعنا تدمع أعيننا علي حال أمتنا العربية في سورية وليبيا والعراق واليمن والصومال ضعفنا ووهنا وها نحن نري تحفيل وتجهيز لعدوان قادم علي المملكة العربيه السعودية هذا غير الأطماع الإستعمارية الواضحة في بلدان عربية أخري لحساب القوي العظمي ٠اللهم احفظ بلادنا العربية والإسلامية ووحدها يا رب العالمين ٠مقتطفات.

نتمني أن نري التغذية المدرسية قريبا جدا ويوميا في كل مدارس سيناء فهي مهمة جدا٠والاهتمام بالمشاريع الإنتاجية المربحة جدا اللهم لا حسد وقد رأيتها ودرستها عن قرب أثناء عملي بمدرسة الزخرفية بالمساعيد بالعريش وهي مدرسة فنبة نموذجية٠إدارة وإنتا جا وتؤهل أيدي عاملة للسوق المحلي وأتمني وسأطالب في التلفزيون المصري بوضع المدرسة ضمن خطط الوزارة للمارس الإستثمارية٠وأخيرا يحزنني جدا عدم الإلتزام الأخلاقي من الطلاب نحومدرسيهم وأيضا العنف في التعامل مع أثاث المدرسة وهي ممتلكات عامة ٠

محافظ دمياط توافق على إصدار تراخيص للبناء بمنطقة امتداد شارع بورسعيد بكفر سعد.

متابعات/ إبراهيم البشبيشي.
وافقت الأستاذة الدكتورة منال عوض محافظ دمياط على إصدار تراخيص للبناء بمنطقة امتداد شارع بورسعيد بمدينة كفر سعد وذلك بعد صدور رأى اللجنة المشكلة بقرار سيادتها لفحص الشكوى المقدمة من بعض المواطنين والذين يتضررون فيها من عدم إمكانية صرف تراخيص للبناء بهذه المنطقة

و صرحت المحافظ أن منطقة إمتداد شارع بورسعيد تعد من المناطق الواردة بالمخطط الاستراتيجى المعتمد لمدينة كفر سعد كمنطقة إعادة تخطيط حيث قد تم تطوير ورفع كفاءة مساحات كبيرة منها مضيفة أنه سيتم صرف التراخيص بالمنطقة طبقا لعدد من الشروط لإعداد المخطط التفصيلى والتى تتمثل فى تطوير الشارع “امتداد بورسعيد” ليصبح بعرض 18متر على أن يكون أقل عرض للشوارع الداخلية 8متر و الالتزام بالاشتراطات الواردة بالمخطط الاستراتيجى بالإضافة إلى العمل على إضافة خدمات إجتماعية للمنطقة وعدم السماح للاستعمالات الملوثة للبيئة بالبلوكات السكنية و كذلك الأنشطة الصناعية.

جاء ذلك فى إطار حرص محافظ دمياط على التصدى لظاهرة البناء العشوائى و تطبيق الاشتراطات الخاصة بالتخطيط العمرانى.